Feedback

يا أهل بيت له العلياء والعظم

١. يا أَهلَ بيتٍ لهُ العلياءُ والعظمُ
وَمنهُ للأممِ الآلاءُ والعصمُ

٢. جَوامعُ الحمدِ لَم تفرع مَنابرها
إلّا مكارمُ يُعزى فخرُها لكمُ

٣. ثَناؤُكم بِلسانِ الصبحِ منتشرٌ
وودّكم في ضميرِ الليلِ مكتتمُ

٤. عَقدٌ ونطقٌ به الإيمانُ مرتبطٌ
لَه الحديدانِ قلبٌ مخلصٌ وفمُ

٥. بحبّكم دانَ أهلُ الأرضِ قاطبةً
وَإِن تَبايَنتِ النحلات والإممُ

٦. أَبقى عَليهم بِه إلهامُ خالِقهم
كَيلا تُعاجلهُ من بأسه نقمُ

٧. لا يَمتَري في مَعاليكم أخو بصرٍ
وَلا يُماري بها ذو نهية فهمُ

٨. تَفتنُّ في فلقٍ منها الفهوم كما
يَستنّ في طلقٍ من وصفها القلمُ

٩. وَأَينَ يبلغُ مَن لَيست له قدمٌ
في علمِ ما اِختصّكم فضلاً به القدمُ

١٠. قَد قامَ نصّ كلامِ اللّه يَمدحكم
فَكيفَ لا تقعدُ الآراء والكلمُ

١١. أَقصى مَدى العلمِ منّا أنّكم قبسٌ
مِن السّراجِ الّذي اِنجابت به الظلمُ

١٢. وَإنّ إِخلاص نصّ الذكر تبركمُ
بِهِ صيارفةُ الأيّام قد حَكموا

١٣. وَإِن ما هو مخفيٌّ لكم لغدٍ
مِن قرّةِ العينِ لا تدري له قيمُ

١٤. وَإنّ حبّكم زُلفى وودّكم
قُربى وَإِكباركم فرضٌ ومعتصمُ

١٥. أَنتم محلُّ رِضا المولى ونظرتهُ
مِن خلقهِ وَبِكم تَغذوهمُ النّمعُ

١٦. سَمَت وَزانت بِكم سبعَ العلى هممٌ
تَهدي وَتَحمي وَيهمي نوؤها العممُ

١٧. وَأبهجَ الدينَ والدنيا بكم شيمٌ
يَفري الفريُّ لهنّ العلمُ والحكمُ

١٨. تَجلو رياضاً زَكَت نَشئاً ففاحَ شَذا
وفاءَ ظلٌّ وَفاضَ السلسل الشبمُ

١٩. يا سادَةً شَرع المولى مودّتهم
ديناً وطهّرهم من كلّ ما يصمُ

٢٠. وَطوّقَ الخلقَ نعمى من سوابقهم
فَبالصّلاةِ عَليهم كلّهم رنمُ

٢١. وَلا تزالُ عوادٍ من عوارفهم
إِلى مَعارفهم فينا لها ديمُ

٢٢. تَخضرّ أكنافهم للّائذينَ إِذا
اِغبرّت مَسالكهم وَاِحمرّ أفقهمُ

٢٣. إِذا المذانبُ غاصت والذوائبُ مِن
مَناجعِ الخصبِ شابَت والربى قتمُ

٢٤. وَلم تكفّ كفّ جوزاءٍ ولا جهشٌ
في عينِ نجمٍ ولا في جبهة غممُ

٢٥. هناكَ يُحيي الوَرى أيدٍ تفيضُ ندى
وَأوجهٌ تَستقي غيثاً فينسجمُ

٢٦. أَلَستُم خيرَ أهلِ الدين قبلُ له
مُهاجرين به عَن مُستقرّكمُ

٢٧. قَدِ اِشتملتم له ثوبَ الشمالِ وأَو
جَفتم جنوباً لها من عزمكم لجمُ

٢٨. مُجالدينَ وأهلُ الأرضِ حربكمُ
مُجادلينَ وكلّ كاشحٍ خصمُ

٢٩. جالَت بكُم في مسابِ الرقمِ خيلُكُم
وَاِستَنزَلت من مقرِّ العصمِ ما عصموا

٣٠. فَطمّ يمُّ دروعٍ فوقهُ حببٌ
مِنَ القوانسِ وَهو الجردُ والبهمُ

٣١. مِن كلّ محرزِ خصلٍ في رهان وغى
يُضيؤه في دُجاها لهذم خذمُ

٣٢. ظامي الكعوبِ إِلى خلبِ القلوبِ يرى
أنّ الدلاصَ أضاءٌ وِردها شبمُ

٣٣. تَنقضّ منهُ عَلى زرقِ العِدى شهبٌ
تَفري دُجى الكفرِ إثخاناً فينهزمُ

٣٤. حتّى اِستَبانَ صباحُ الدينِ منبلجاً
وَأَفصحت آيُ حقٍّ ليس يكتتمُ

٣٥. يُجلي فَخاركم شمساً مَتى شَرقت
شمسٌ فإمّا يرمُّ الفخرُ أو يجمُ

٣٦. شِفاهُ كلّ حسامٍ عنه ناطقةٌ
وسنّ كلّ سنان عنه مبتسمُ

٣٧. وَصدرُ كلّ نديٍّ منه محتفلٌ
وَصدرُ كلّ كتابٍ منه متّسمُ

٣٨. مَن ذا الّذي يَغتني عن ظلِّ دَوحَتكم
وهيَ الفروعُ لقطفِ الدين والجذمُ

٣٩. تَزهى مشاعرهُ مِنكم وَترزمُ من
وجدٍ وَتُرخمها بِرّاً بكم رحمُ

٤٠. أَذكى مِنَ العنبرِ الشحريِّ ذكركمُ
هبّت بهِ سحراً مطلولةٌ نسمُ

٤١. نَعم وأَندى على الأكباد من بردٍ
ذَوبٍ وأشهى منَ الأوتارِ تنتغمُ

٤٢. قُل للّذي رابهُ مِن بَعضهم زللٌ
فَكادَ أَن لا يرى فيه كمالهمُ

٤٣. لا يسلبُ الشمسَ ضوءاً مرّ غاديةٍ
وَلا كسوفٌ وَإِن عمّت به الظلمُ

٤٤. إِنّ السيادةَ في أبناءِ فاطمةٍ
سَجيّةٌ فُطِرَت فيهم وما فطموا

٤٥. أبناءُ فاطمةٍ كالحَلقة اِتّصلت
حتّى كِلا طرَفيها الدهر منبهمُ

٤٦. شبّت مَزاياهم عَن طوقِ كلّ ثنا
والوا نجوماً بِشعّ الشمسِ تنتظمُ

٤٧. آلُ النبيِّ نَخت منّي بشكركمُ
جَوارحٌ وفؤادٌ مخلص وفمُ

٤٨. دانَت بحبّكم حتّى تخلّلها
وَحلّ حيث تحلُّ الروح والنسمُ

٤٩. وَإِنّ لي نَسباً فيكم أمتّ به
وَذمةً بِمدحي وهي تحترمُ

٥٠. أواصرُ غير مدفوعٍ تأثّلها
هيهاتَ تخفرُ من مدلٍ بها ذممُ

٥١. يا أهلَ بيتِ رسولِ اللّه جاهكم
عِند الإله عظيمُ الخطرِ محترمُ

٥٢. يا أَهلَ بيتِ رسول اللّه رُكنكم
حِمىً منيعٌ به تًسعتصمُ الأممُ

٥٣. يا أَهلَ بيتِ رسولِ اللّه ذِكركم
هو الشفاءُ إِذا ما أعضل الألمُ

٥٤. يا أَهلَ بيتِ رسولِ اللّه لا حرمٌ
إلّا حِماكم بيومٍ شرّه عممُ

٥٥. إِذ لا يرى حسبٌ عالٍ ولا نسبٌ
يومَ القيامةِ إلّا وهو منحسمُ

٥٦. يا أَهلَ بيتِ رسولِ اللّه كَم مننٍ
لِجاهكم شَهِدَتها العربُ والعجمُ

٥٧. كَم مِن غريقٍ نَجا لمّا اِستغاث بكم
وَتائهٍ في موامٍ ظلّ يقتحمُ

٥٨. وَواقعٍ في سوا جبّ ومنقطعٍ
عَنِ الرفاقِ ومشفٍ شفّه سقمُ

٥٩. مَدينةُ العلمِ آوَت نجركم وغدا
عليّ مجدٍ وفخرٍ بابها لكمُ

٦٠. ذريّةٌ بَعضها مِن بعضِها فَلَها
بِالمُصطفى واِبن عمّ المُصطفى رحمُ

٦١. بِجدّكُم قَد تَعالى مجدُكم وَسَما
فأيُّ علياءَ لا تَعنو لمجدكمُ

٦٢. لَدى العَظائِمِ نَستذري بجاهكمُ
لا سيّما حينَ منّا تُنزعُ النسمُ

٦٣. إِذا اللّسانُ عَنِ الإفصاحِ معتقلٌ
وَالنفسُ تَطحو بها مِن سكرةٍ غممُ

٦٤. قَدِ اِنتَهت لِلتراقي وهي جائشةٌ
هَولَ اللّقا وَفراقَ الجسم تقتحمُ

٦٥. هُناكَ نَرجو بِكم حسن الخلاص وتث
بيتاً عَلى كلمةِ الإخلاصِ يختتمُ

٦٦. وَحينَ نَحيا فُرادى في حَشى جدثٍ
وَنُبتلى بِسؤالٍ خطبه فقمُ

٦٧. وَيومَ نخرجُ منهُ بارزين إلى ال
حسابِ إِذ يتجلّى المالك الحكمُ

٦٨. إِذ تزفرُ النارُ مِن غيظٍ وتُسفرُ عن
هولٍ تكادُ بِه الأصلاب تنقصمُ

٦٩. وَللصراطِ عَليها موردٌ رهقٌ
يَلجا إِلى جشمهِ ناجٍ ومرتطمُ

٧٠. وَكيفَ يحزنُ مِن إفزاعِ يومئذٍ
محبّكم وشفيعُ الحشر جدّكُمُ

٧١. أَلَيسَ أمّتهُ كانَت به وسطاً
وَمِن ضلالٍ لدى إجماعهم عصموا

٧٢. وَمِنهمُ العلماءُ الوارثونَ غَدت
كَرامةُ مُعجزات الأنبيا لهمُ

٧٣. الكارعونَ مِنَ الوردِ الّذي نهلوا
والشاهدونَ لَهم إِذ تُحشرُ الأممُ

٧٤. قَد أعظمَ اللّه في التوارةِ نعتهمُ
حتّى تمنّى الكليمُ نيل نعتهمُ

٧٥. فَكيفِ بالآلِ لا كيفَ بمثلهم
وَكيفَ شَأنهمُ يَعلو وينفخمُ

٧٦. هُم بضعةٌ مِن رسولِ اللّه طيّبةٌ
مُؤثّل فضلُها الذاتيُّ والكرمُ

٧٧. مغنطيساً لِجميعِ المَكرماتِ غَدوا
فَلا قرارَ لَها إلّا بوصلهمُ

٧٨. همُ البقيّة فينا للنبيّ وما
في الأرضِ مِن صفوةٍ للّه مثلهمُ

٧٩. مَن يَعتلق حبلَ عهدٍ منهم فله
عندَ المهيمنِ عهدٌ ليس ينصرمُ

٨٠. حبّ وإعظامُ النبيّ قضى
بحبّهم وبحبّ من يحبّهمُ

٨١. يا أَكرمَ الخلقِ عند اللّه منزلةً
وَمَن بهِ الوحيُ مبدوءٌ ومختتمُ

٨٢. محبُّ آلكَ يَرجو أن يُرى معهم
غداً فكلٌّ بِمَن قد حبّ يلتئمُ

٨٣. وَأن يقرّبهُ تحبيرُ مدحهمُ
إِلى رِضاكَ وَإن أقصاه مجترمُ

٨٤. وَفي رِضاكَ رِضى المَولى وأثرتهُ
فَهوَ السعادةُ في الدارينِ والرحمُ

٨٥. لَم يمنحِ اللّه عبداً فضلَ عارفةٍ
إلّا وَأَنت لها منشا ومستلمُ

٨٦. وَلا سبيلَ إِلى أبوابِ حضرتهِ
إلّا لِمَن مُقتضاه نهجكَ الأممُ

٨٧. فَالأنبياءُ بدورٌ أنتَ شمسهمُ
نورُ النبوّةِ فيهم منك يرتسمُ

٨٨. قَد كانَ نوركَ مِن غيبٍ يمدّهمُ
كُلّاً بِما تَقتضي في عصرهِ الحكمُ

٨٩. وَاللّه يَأخذُ مِنهم موثقاً لك في
إِيمانهم بك إِذ تأتي ونصرهمُ

٩٠. أنتَ النبيُّ لَهم بل للوجودِ وقد
نابوا فيختصُّ ما أوتوا وينصرمُ

٩١. وَهم مظاهرُ أسماءٍ قدِ اِندرجت
في مظهرٍ لكَ من اِسمٍ له العظمُ

٩٢. لِسانُ روحكَ وَهوَ العقلُ ينبؤهم
عنِ الصفاتِ وَعن أَحكامِ ما اِستلموا

٩٣. حتّى إِذا آنَ أن تَبدو حَقيقتك ال
عظمى وَصورَتُها عمّا حوت علمُ

٩٤. وَأن تتمّمَ أجراءُ النبوّة وال
آياتُ والدراجاتُ الشمّ والشيمُ

٩٥. أَبرزتَ مِن صدفِ الأكوانِ جوهرةً
غالي منَ الحسّ وَالمعنى بها اليتمُ

٩٦. فَجِئتَ بالشرعةِ البيضاء جامعةً
عِلماً بِما ضمّه آتٍ وَمنصرمُ

٩٧. في رَعيِها الرحمةُ المُهداة حيثُ به
مِن كلّ فعلٍ وكفٍّ تُبرأ الذممُ

٩٨. قَد أُنزِلت مِن مقامٍ جامعٍ فقضى
في كلّ طورٍ ودورٍ حكمها العممُ

٩٩. وَقَد أحطتَ بخصّيصي جميعهمُ
ثمّ اِختَصصت بسرٍّ فوقَ ما علموا

١٠٠. لِذاكَ أوتيتَ بِالقرآنِ معجزةً
لَها الدوامُ على الأزمان والقدمُ

١٠١. وَأَظهرَ اللّه آياتِ الكمالِ على
خَلقٍ وخُلقٍ بِه تعنى وتتّسمُ

١٠٢. حُسنُ الحلى وتمامُ الاعتدال وطي
بُ النجرِ والنشءِ مذ ناءت بك الرحمُ

١٠٣. وَصالحُ السمتِ في فضلِ الحياء ولي
نُ الجنبِ في شدّةٍ للّه تحتدمُ

١٠٤. وَالصدقُ والعفوُ والإحسانُ والرحمِ ال
موصولِ وَالغوثُ للملهوف والكرمُ

١٠٥. وَهيبةُ الصمتِ في لطفِ الشمائلِ في
سديدِ هديٍ وَنطقٌ كلّه حكمُ

١٠٦. وَالأمرُ بِالعرفِ في حسن الجوارِ
وإحرازُ الفضائلِ واِستنكارُ ما يصمُ

١٠٧. كفّت بكفّك أدواءٌ ودرّ بها
ضرعٌ وسحبٌ وماءٌ واِنسَرى لممُ

١٠٨. وَسيلُ عينِ تبوكٍ من غسالتهِ
كَردّ عينٍ أسيلت ما بها ألمُ

١٠٩. وَسبّحت وسطها صمُّ الحَصى ورمت
بِها جيوشاً فخرّوا جثّماً وعموا

١١٠. وَما لمستَ بها شيئاً تباركهُ
إلّا زّكى وَغدا بالطيب ينفعمُ

١١١. فَتمر بنتِ بشيرٍ حفنةٌ شَبِعَت
مِنها جنودٌ بحربِ الخندقِ اِرتكموا

١١٢. وَنحوُ عشرِ تُميراتٍ غَدت لأبي
هُريرةَ في جراب لم تزل تذمُ

١١٣. وَصارَ يَحني وَيحوي منه أزمنة
حتّى حَوى أوسقاً خمسينَ تنفعمُ

١١٤. وَعُتبةُ السلميُّ لَم يزل عبقاً
بِالطيب مُذ مَسَحته مِن شرىً يرمُ

١١٥. وَكَم مَزايا وآياتٍ مبيّنةٍ
كلّ الوجودِ لإفصاحٍ بها كلمُ

١١٦. هو السراجُ الّذي مِن نوره خلقَ ال
كَونانِ وَاِمتازَتِ الأنوارُ والظلمُ

١١٧. جَلّى وحازَ المعلّى في نبوءتهِ
وَالكون لَم يَنفَتِق عَن رتقه العدمُ

١١٨. نورٌ تجسّدَ لا ظلّ له ويرى
ما خلفهُ والّذي تخفي الدجى البهمُ

١١٩. قَد عمّ باطنُهُ بِالطهرِ ظاهرهُ
فَلا يرى درنٌ في ثوبه دسمُ

١٢٠. مُبرّأُ النفسِ عَن كبرٍ وعن بطرٍ
فَما علاهُ ذبابٌ وقعه يصمُ

١٢١. إِن أَنكرته العيونُ العشيُ من بهرٍ
فَلِلخَفافيشِ عن شمسِ الضحى كهمُ

١٢٢. قَد تلَّهم لِجبينٍ ما تلاهُ لهم
مِن مُعجزٍ فَإذا إفصاحُهم بكمُ

١٢٣. وَأَعرَضوا بِقلوبٍ مِثلَما زَعموا
غُلفٍ وَآذان سوءٍ ملؤها صممُ

١٢٤. فَأشرقَ الشرق روعاً ماءُ منصلهِ
وَفيّضَ الغربَ دمعاً غربه الخذمُ

١٢٥. فَالبرُّ تائهةٌ فيه برابرهُ
وَالبحرُ كالحوتِ لليونانِ ملتقمُ

١٢٦. وَالفرسُ مُفترسٌ منه أَكاسرُها
وَالرومُ قيصرُها بِالقصرِ مُصطلمُ

١٢٧. وَالتركُ خاقانُها بِالغَيظِ منخنقٌ
وَالقبطُ قَد فرّ عَن فرعونَ عونهمُ

١٢٨. وَالهندُ تنهدُّ مِن ذعرٍ قواعدهُ
والصينُ غيرُ مصونٍ منهمُ الحرمُ

١٢٩. وَقرّبَ النصرُ مِن أَرجائِها قذفاً
فكلّ ما شطّ مِن أِقطارها أممُ

١٣٠. فَالدينُ مُقتبلٌ والكفرُ منجفلٌ
والغيُّ منجدلٌ وَالجهلُ منهزمُ

١٣١. عمّت ببعثتهِ الدارينِ نعمتهُ
فَحلّ ما كانَ لِلنيران يغتنمُ

١٣٢. وَخصَّ بالرعبِ نصراً وَالصبا وله
طُهرٌ ومسجدهُ القيعان والأكمُ

١٣٣. تاهَت بِوَطأتهِ الغَبرا وأنطَقها
إِجلالهُ بِلسانٍ ليسَ ينعجمُ

١٣٤. فَالصخرُ حيّاهُ وَالأشجارُ ساجدةٌ
وَالجذعُ حنّ ولبّت إذ دعا الرممُ

١٣٥. وَبادرَ العالم العلويّ طاعتهُ
فالشمسُ واقفةٌ والبدرُ منقسمُ

١٣٦. وَالشهبُ حافظةٌ غيبَ السماءِ له
وَلِلغمامةِ في تظليلهِ خيمُ

١٣٧. وَقَد علاهُ وَجبرائيلُ خادمهُ
حتّى تعذّرَ على جبريل مقتحمُ

١٣٨. دَنا إذاً فتدلّى ثمّ كان على
بِقابِ قَوسينِ أَو أدنى له القدمُ

١٣٩. أَوحى له اللّه ما أَوحى وأشهدهُ
ما لَيسَ تَسمو إِلى إدراكه الهممُ

١٤٠. فَلَم يَكن بصرٌ عمّا يريه طغى
ولا فؤادٌ بما يُلقي له يهمُ

١٤١. شَهادةُ اللّهِ في الذكرِ الحكيمِ له
تُتلى وَما بعدها مرقى فيستنمُ

١٤٢. في النجمِ والحُجراتِ الجمّ من مدحٍ
وَالحجرُ للّه فيها عمره قسمُ

١٤٣. وَفصّلت سورةُ الأحزابِ من عظم ال
مختار ما أجملته النون والقلمُ

١٤٤. حَسبُ المفوّه إِنصاتٌ إذا تُليت
وَحسبُ داهي الحجى الإيمان والسلمُ

١٤٥. فَفوقَ طورِ النهى قدرُ النبيِّ علا
وَالقول يقصُرُ عمّا ليس ينفهمُ

١٤٦. لَقَد تهيّبتُ دهراً أَن تُرى كَلمي
إِلى مديحِ رسولِ اللّه تستنمُ

١٤٧. ثمّ اِرعوَيت حذاراً أَن يكون من ال
حرمانِ عُذري وكَم عذرٍ هو الجرمُ

١٤٨. بَينا أَنا أَرتئي في الأمرِ إذ علقت
بأهلِ بيتِ رسولِ اللّه لي ذممُ

١٤٩. خالَلتُ مِنهم صفيّاً لا تُخامرني
في ودّهِ رِيَبٌ تُخشى ولا تُهمُ

١٥٠. فَما تريّثتُ أَن أَقدمت متّخذاً
وَسيلتي للمقامِ الفخمِ مدحهمُ

١٥١. فَالحمدُ للّه حمداً لا كفاءَ له
وَلَن تُجازى وَلَن تُحصى له نعمُ

١٥٢. أَتاحَ لي في زمانٍ لا صديق به
خلّاً بهِ شَملُنا في اللّه منتظمُ

١٥٣. سَهمُ النفوذِ إذا ما اِستبهمت عضلٌ
شهمُ النهوضِ إِذا ما خامتِ البهمُ

١٥٤. لَهُ تجافي حليمٍ في مجاملةٍ
يُنكي بِها في العدى جندٌ هو الندمُ

١٥٥. وَألمعيّةُ ندبٍ لا يُخادعهُ
عَنِ الحقائقِ تمويهٌ ولا وهمُ

١٥٦. وَفرطُ حزمٍ زوى كلّ الأمورِ له
ما بينَ عينٍ وسمعٍ حيث يعتزمُ

١٥٧. لِلعهدِ وَالوعدِ منهُ بالوفاءِ صدى
طودُ إجابتهِ الأفعالُ لا الكلمُ

١٥٨. هُما نتيجةُ صدقٍ قد تعوّدهُ
قولاً وفعلاً وَهل ينفكّ ملتزمُ

١٥٩. ما حظّه في المَعالي بِالطفيف ولا
إِعراقُهُ في شريف النجرِ متّهمُ

١٦٠. لَو لَم يضح كوضوحِ الشمسِ محتدهُ
كانَت تدلّ على أعراقه الشيمُ

١٦١. وَمَن إِلى اِبن مشيشٍ ضمّه نسبٌ
فَإنّه لفريدِ الدرّ ينتظمُ

١٦٢. لا بل أنيطَ بأعلامِ النجوم ولم
يَكُن بِأعلاطِها للمجد يستنمُ

١٦٣. ما الشاذليُّ وَإِن جلّت مكانتهُ
إلّا غذيُّ فيوضٍ منه تنسجمُ

١٦٤. لمّا أَتى وهوَ مِن علمٍ ومن عملٍ
خلوَ الوفاضِ سوى ما منه يغتنمُ

١٦٥. أَولاهُ كلّ كمالٍ غير مشتركٍ
فَحازَ كاملَ إرثٍ ليس يقتسمُ

١٦٦. فَإن يكُ اِستغرقَ الميراثَ عاصبهُ
فحظُّ أبنائهِ وَقفٌ مَتى نَجموا

١٦٧. لَم يعرُ عن حسبٍ مِن بَيتهم نسبٌ
وَلا أُبينت بِحجبٍ دونه الرحمُ

١٦٨. وَالشاذليّ يَرى أبناءَ مُرشدهِ
أَحرى بِتكرمةٍ ممّن إليه ثموا

١٦٩. وَبرُّ أبناءِ شيخ الشيخِ عندهمُ
برّ بهِ فهو للتلميذ ملتزمُ

١٧٠. لِذا ترى عُظماءَ الشاذلية لا
تعدو عُيونهم عن لحظِ بيتهمُ

١٧١. يَرعونَ منهُ عهوداً لا يزال لها
فَضلٌ مشيدٌ على ما أسّس القدمُ

١٧٢. ما بَينَ نجلٍ تَسامى مجده بأبٍ
وَوالدٍ باِبنه ينهى له العظمُ

١٧٣. زَكى اِنتسابهمُ ثمّ اِكتسابهمُ
حُقّ العيانُ فلا جحد ولا تهمُ

١٧٤. لَم يجتَمع في بيوتِ الآلِ معظمُ ما
في بَيتِهم مِن مَزايا كلّها علمُ

١٧٥. بيت تأثّل بِالأقطابِ تكنفُهم
مَشاهد شَهِدتها العرب والعجمُ

١٧٦. لكلِّ جدٍّ مزارٌ بل منارُ هدى
في الأرضِ يُرفعُ لا في الطرس يرتسمُ

١٧٧. إِنّ النقابةَ حلّت شمسُها حملاً
مِنهُ نعم وَضحاها إنّه قسمُ

١٧٨. دارَ الزمانُ إِلى معهودِ هيأتهِ
لَها وعادَ على أساسه الحرمُ

١٧٩. أَكرِم به سيّداً وفّى بِواجبها
وزانَها وَبِآباءٍ لهُ كُرِموا

١٨٠. عَدّدهمُ مُستمدّاً مِن عوارفهم
وَاِبدأ بِمُنفخم يتلوهُ منفخمُ

١٨١. محمّد العربيُّ من عمومتهِ ال
قطبُ البشيرُ الشهيرُ المفرد العلمُ

١٨٢. لَقَد تبنّاه وَاِستنهاهُ تربيةً
وَقالَ هَذا الّذي بعدي له القدمُ

١٨٣. وَصَدّق اللّه قولَ الشيخِ حيث به
لا زالَ بَيتهم يحمى ويحترمُ

١٨٤. كَم في زَواياهمُ مِن عائذٍ بِحمى
وَلائذٍ قَد هَمَت منها له ديمُ

١٨٥. قَد شرّفَت قُطرنا المحميّ مذ مائةٍ
قرنٌ وعشرونَ عاماً وهي معتصمُ

١٨٦. وَكانَ والدهُ الشيخُ الحسين لهُ
صيتٌ يشيدُ بِه تقواه والكرمُ

١٨٧. لَه بِوالدهِ المحفوظ نجل أبي ال
مَكارمِ العربيّ المنزل الشممُ

١٨٨. وَذا اِبن ذي النجدةِ السعدي منجب غو
ثينِ الونيسِ وذي الرّتبى بشيرهمُ

١٨٩. ذاكَ اِبنهُ والبشيرُ اِبن اِبنه عابد الر
رحمنِ كالفرقدين وهو قطبهمُ

١٩٠. وَوالدُ السيّد السعديّ جدّهمُ
مُحمّدٌ مَن بهِ لِلمعلواتِ نموا

١٩١. قَرمٌ أبو القاسمِ الميمون والدهُ
مَن بِالحبيبِ أبيهِ اِنثالت النعمُ

١٩٢. سَليل غَوثينِ أَعني العابد بن أبي
عبدِ الإله اِبن بحرٍ فيضُه عممُ

١٩٣. محمّدٍ نجلِ عيسى ذي الوراثة من
تَكادُ دعوتهُ تُحيا بها الرممُ

١٩٤. وكانَ والدهُ عبد الكريمِ بن عب
دِ اللّه شيخاً بِنفعِ الخلق يتّسمُ

١٩٥. وَمِن محمّدٍ الأَسمى أبيهِ بصل
ب الغوثِ عبدِ السلامِ الجامع اِلتَأموا

١٩٦. للّه درّ أبٍ واِبنٍ على صغرٍ
أَجابَ عنهُ سُؤالاً وهو مكتتمُ

١٩٧. إِذ أضمرَ الشاذليّ أن يسائلهُ
عَن أعظمِ اِسمٍ لِمولانا له العظمُ

١٩٨. فَقالَ مِن فورهِ اِبن الغوث مبتدراً
الشأنُ كونك إيّاه فأنت سمُ

١٩٩. فَصدّقَ الغوثُ مَغزاه وقال لَقَد
تَفرّس اِبني ولمّا يبلغ الحلمُ

٢٠٠. وَالغوثُ نجلُ مشيشٍ وهوَ نجل أبي
بكرٍ أبوه عليٌّ مرهف خذمُ

٢٠١. أَعني اِبن حرمةَ مَن مِن مسح والدهِ
عيسى سَليل سلام يبرأ القسمُ

٢٠٢. وَذا اِبن مَن كانَ هجيراه زورتهم
حتّى تلقّب بالمزوار بينهمُ

٢٠٣. ذاكَ اِبن حيدرةَ مَن كان والدهُ ال
قُطبُ الشهيرُ من فازت به أممُ

٢٠٤. مُحمّدٌ نجلُ إِدريَس الصغيرِ اِبن اِد
ريسَ الكبيرِ الّذي قَد شاد ملكهمُ

٢٠٥. اِبنُ المفخّمِ عبد اللّه كاملهم
مَن بِالكمالِ حلاهُ الدهر تتّسمُ

٢٠٦. اِبنُ الهمامِ المثنّى باِسمه حسنٍ
نَجلِ الرضى الحسنِ السبطِ الّذي علموا

٢٠٧. السيّد المتخلّي عن خلافتهِ
كَي لا يراقَ به للمسلمين دمُ

٢٠٨. نَجلُ الإمامِ عليٍّ واِبن فاطمة
بنتِ النبيّ فيا للّه ذا الكرمُ

٢٠٩. عقدٌ فَرائدهُ غالى بقيمتها
نظماً وجيدُ الهَدى يزهى وينفخمُ

٢١٠. مُفصّلٌ بِشذورٍ من مناقبهم
ثواقبُ الشهبِ إشراقها تجمُ

٢١١. يكادُ يقطرُ مِن رقراقِ رونقهِ
ماءُ ويحسدُ وردَ العين منه فمُ

٢١٢. يا أهلَ بيتِ رَسول اللّه نصرتكم
لِمَن عليه بَغي الحسّاد واِجترموا

٢١٣. يا أَهلَ بيتِ رسولِ اللّه همّتكم
تَأسو الّذي كَلَمت مِن عرضنا الكلمُ

٢١٤. قُوموا بِنَصري فَأَنتم معشرٌ خشنٌ
لدى الحفيظةِ لا يثنيكم السأمُ

٢١٥. أَرجو بِنَظميَ أسماءً لَكَم وحلى
بُلوغ كلّ مرامٍ من نوالكمُ

٢١٦. نَظَمتُها درراً في السمطِ من كلمي
عَسى بِها الشملُ في الدارين ينتظمُ

٢١٧. سَبقتُ عزماً أراعيلَ الرياح لها
فَما أجمّ إذاً طبع ولا قلمُ

٢١٨. عَلى عوائقَ مِن شغلٍ ومن سقمٍ
خالَستها فرصاً كالطيف تغتنمُ

٢١٩. ظَمأً إِلى المنهلِ المحمود موردهُ
بَداهةُ الخاطرِ المكدود تحتدمُ

٢٢٠. وَرغبةً في مُوالاةٍ مؤكّدةٍ
بَيني وَبينَ حميمٍ من صميمكمُ

٢٢١. صلّى الإله عَلى مَن مِن أرومته
نَبغتمُ وَحباكم صفوهُ الكرمُ

٢٢٢. أَزكى صَلاة وأَنماها وأيمنها
تَعمّكم وَبتشريفٍ تخصّكمُ

٢٢٣. وَاللّه أسألُ للإسلامِ حيث ثوى
عِزّا له تهطعُ الأذقان والقممُ

٢٢٤. وَأَن يجلّل هذا القطر عافية
يُمسي بها الشعبُ منه وهو ملتئمُ

٢٢٥. وَأَن يَسوق لَه من فيض رحمتهِ
سُحباً تدرُّ بِها الأخلاف والديمُ

٢٢٦. وَأَن يعيدَ أميرُ المؤمنين له
مَفاخراً في جباهِ الدهرِ ترتسمُ

٢٢٧. وَأن يبلّغهُ من كلّ مكرمةٍ
مَكانةً ما خَطَتها قَبلهُ قدمُ

٢٢٨. وَأَن يُنيل رضاه من يؤازرهُ
حتّى يعزّ بِهِ الأنصار والحشمُ

٢٢٩. وَأَن يُشيد البُنى مِن حصن دولتهِ
عَلى أَساسٍ بركنِ العدلِ يندعمُ

٢٣٠. وَيمنحَ السيّد الوالي نقابَتنا
مِن جدّنا رتبةً زًلفى لها شممُ

٢٣١. في ظلِّ دولةِ محيي العلم بعد توى
وَمَن بهِ السادةُ الأشراف قد نعموا

٢٣٢. لا زالَ في نعمٍ يُنسبه كلّ غدٍ
يوماً وَأَمساً توالت فيهما النعمُ

٢٣٣. راسي الدعائمِ مَرفوع المعالمِ مش
حوذَ الصرائمِ لا تلحى له ذممُ

٢٣٤. مَمدودَ عافيةٍ محمودَ عاقبةٍ
مَشهودَ سابقةٍ بين الألى عظموا

٢٣٥. رَخيّ بالٍ وريفَ الظلّ من عمرٍ
مَعَ الأحبّة مبدوءٌ ومختتمُ

٢٣٦. بِجاهِكم أَحتمي مِن حسّدٍ أكلوا
لَحمي وَأَوهوا بَني مجدي بما رجموا

٢٣٧. دَبّوا الضراءَ إِلى عرضي مراوغةً
وَأَوطأوا غرّتي شعواءَ تحتدمُ

٢٣٨. كَم أَوغروا مِن صدورٍ بِاِختلاقهم
وغيّروا مِن حميمٍ حالَ إذ زعموا

٢٣٩. وَأَشردوا عَن عُلومي جدّ مقتبسٍ
فَلَم يكادوا وردّ اللّه كيدهمُ

٢٤٠. وَكَم يدٍ لي عليهم في العلومِ بَدَت
بَيضاءَ لا سوء فيها غير جحدهمُ

٢٤١. وَكَم عفوتُ وَكم حاولت سلمهمُ
وَما لِحربِ حسودٍ يرتجى سلمُ

٢٤٢. وَلَو جزيتُهم عَن سيّآتهم
بِمِثلها لم أكُن بالظلم أتّسمُ

٢٤٣. لكنّني صنتُ نَفسي عَن مواردهم
وَقلتُ حَسبي فيهم من هو الحكمُ

٢٤٤. هَل ينقُمون سِوى فضلٍ خُصصت به
مِن بَينهم فَعلى من وَيحهم نقموا

٢٤٥. وَالفضلُ يونقهُ مَن رام يحرقهُ
بلفحِ حسدٍ كَذا الياقوت والضرمُ

٢٤٦. هَذا وَلم آلُهُم عفواً ومعذرةً
بُقيا وَعلماً بأنّ العمر منصرمُ

٢٤٧. وَلا أزالُ على ما كانَ من إحنٍ
أُغضي ولا أَتقاصى في عتابهمُ

٢٤٨. وَلا أَقول كَما قد شاعَ محتقداً
تعفو الكلومُ الّتي لم تكلم الكلمُ

٢٤٩. وَهذهِ نفثةُ المصدورِ قد قَذَفت
مِن مِقوَلي الصدمةَ الأولى وتنفصمُ

٢٥٠. رَحضتُ عنّيَ أَوضاراً بهتُّ بها
مِن غيرِ ثلبٍ وتعبيرٍ لهم يسمُ

٢٥١. لا أَستَجيزُ لأهلِ الفضل منقصةً
وَلا أُجازيهم سوءاً وإن ظلموا

٢٥٢. وَقَد كَفاني صنعُ اللّه بي وبهم
إِذ حالَ قَصدهم وَاِنحلّ ما عزموا

٢٥٣. أَغروا عظيماً بِأهدافي لأسهمهِ
فَردّها وهيَ ممسوسٌ بها الأدمُ

٢٥٤. وَأَوشجَ اللّه ودّاً بيننا بلغت
بِه العلاقةُ ما لا تبلغ الرحمُ

٢٥٥. سُرعانَ ما بانَ وجه الحقّ منسرباً
عَن كلّ لَبسٍ وزاحَ الريب والتهمُ