Feedback

لله إخوان بقلبي ذهبوا

لِله إخوانٌ بقلبِي ذَهبُوا

وأَنَا في البيضَاءِ ذو تَحَرُّقِ

لَوِ استَطعتُ لَسَعيتُ إثرَهُم

ولَو سَعيتُ إِثرَهم عن حَدَقِي

قد يَمَّمُوا ذاك المقَام المُرتَجَى

يَحدوهُمُ شَوقُ الفؤادِ الشَّيِّقِ

إذا القلوبُ في هوَاها افترَقَت

ففِي هوَى ذاك المقامِ تَلتَقِي

لَبُّوا وطَافوا وسعَوا ووقَفُوا

بعَرفَاتٍ ورَمَوا عَن حَنَقِ

والان سائِرون من مِنىً إلى

تَتمِيم ما مِن المَناسِك بَقِي

فيذهبُون لِزيَارةِ الذِي

لولاه هذِه الدُّنىَ لم تُخلَق

ألمُصطفَى الهادي الذي مِن نُورِه

قد أشرَقت في الكَون شمسُ الأُفُقِ

صلَى عليه اللهُ ما تَضَوَّعَت

تُربَتُه عن نشرِ طِيبٍ عَبِقِ

طوبَى لهم فازُوا بما رَجَوا وها

نَحنُ هنا لَهُمُ في تَشوُّق

إذا بنَا هُناك هُم لم يلتَقُوا

ففِي رحابِهم هُنا سنلتَقِي

سَنلتقِي بِخيرِ خِلٍّ صادِقٍ

شَهمٍ هُمامٍ المَعِيٍّ مُتَّقِ

وطَلعةٍ وضَّاءةٍ تزدَادُ نو

راً مِن ضِياءِ وَجهِه المُؤتَلِق

ذاك ابنُ رَحمُونٍ مُحَمدِ الرِضَى

مَن حازَ في العَلياءِ قَصبَ السَّبَقِ

ذو هيبةٍ فإن تَبدَّى مُفرَدا

كأنَّما أنتَ أَمامَ فَيلَق

حامِي حِمَى الشَّريعة الغرَّاءِ لا

يأخذُه في الحَقِّ لَومُ أَخرَق

والأدبُ الغَضُّ إذا يمَّمتَه

فكُن لأزهَارِه ذَا تَنَشُّق

تخالُه في الجود قبلَ سُؤلِهِ

بابَ سماءٍ سَحَّ في تَدفُّق

بليغُ شِعرٍ يزدَهِي بِمدحِه

كالعِقد يزدَهِي بحُسن العُنُق