١. هذا اللقاء وما شفيت غليلا
كيف احتيالي أن عزمت رحيلا
٢. يا دار من أهوى وحقك لم أجب
داعي التفرق لو وجدت سبيلا
٣. أأروم عنك وقد بلغت بك المنى
يوماً على طول الرجاء بديلا
٤. هيهات أين لي البديل وقد رأت
عيني معالم للهدى وطلولا
٥. فلتصنع الأيام ما شاءت فما
أبقت لقلبي بعدها مأمولا
٦. أصبحت في الحرم الشريف بحيث لا
أحتاج فيه إلى الرسول رسولا
٧. أثنى عليه بما أطيق مقصرا
وأبث أشواقي إليه مطيلا
٨. وأكفكف العبرات وهي سوابق
لا يرعون وقد وجدن سبيلا
٩. وأقول يا إنسان عيني فربما
تهوى ولا تك بالدموع عجولا
١٠. واصبر فإن وراء يومك أن تلهوا
بهواك سبحا في الدموع طويلا
١١. طوبى لمن أضحى بطيبة داره
لا يضمر الأزماع والتحولا
١٢. يلقى الحبيب متى أراد ولا يرى
إلا مقاماً بالهدى مأهولا
١٣. أمنازل الأحباب ليس الصبر عن
هذا الجمال وإن بعدت جميلا
١٤. لوحي لعيني في الدنو لأجتلي
وأضغي إلى ما أشتكي لأقوالا
١٥. لا تحجبي عنهم سلامي كلما
حملته مني صبا وقبولا
١٦. حيتك يا دار الهوى ريح الصبا
واقتر روضك بالنداء مطولا
١٧. ووفى صحيحاً في رباك نسيمها
وأجلى قدرك أن أقول عليلا
١٨. وترقرت في ساحتيك مدامع العشاق
هامية الشؤون همولا
١٩. مطر تزيد به القلوب على ظما
فيهن ربا والجفون محولا
٢٠. فلأنت أحلى ما تخليه لنا
أحلامنا وأجلها تنويلا
٢١. فلالئمن من المطي مناسما
أدنت إليك وأكثر التقبيلا
٢٢. واغفر الوجنات في الأرض التي
جرت بها آل النبي ذويلا
٢٣. ولأشكرن الدهر حين وفي بما
أملت منه وكان قبل مطولا
٢٤. ولأغبطن الجفن لما أن غدا
بتراب تربة أحمد مكحولا
٢٥. يا صاحبي هذه الديار وأهلها
فعلام لا تقف المطي قليلا
٢٦. لنزود الأجفان منها نظرة
تبقى بها آثارهم تخييلا
٢٧. ونردد الحسرات وهي ظواهر
ونبث وجدا في الفؤاد دخيلا
٢٨. وتنوب عن فعل الغمائم أن بكت
مثلي ومثلك بكرة واصيلا
٢٩. أو ماترى الأنوار تخفي كلما
طلعت سنا بدر السماء أفولا
٣٠. أو ماترى حرم النبي ونوره
كالشمس قد أضحى عليه دليلا
٣١. وكأنما فيه النبي مجالساً
أصحابه ومخاطباً جبريلا
٣٢. فاسأل فتم ترى النوال موفرا
والخير جما والعطاء جزيلا
٣٣. واشفع لصحبك والذين تركهم
يرجون نفعك أن وجدت قبولا
٣٤. فلقد قدمت على كريم من بعد
بحماه عاد مكرما مسئولا
٣٥. يا سيدا لولا هداه وشرعه
لم نعرف التحريم والتحليلا
٣٦. لولاك ما قطعت بنا عرض الفلا
عيسى تبارينا ضناً ونحولا
٣٧. تسري بنا عنقا فإن غنى لها
حادي السري نصت إليك ذميلا
٣٨. شعث ضوامر كالقسي تقل من
شعث سواهم كالسهام حمولا
٣٩. هجر الظلال وتيموا من طيبة
ظلا هناك على العفاة ظليلا
٤٠. يتلفتون إذ الوهاد تعرضت
فترى عيونهم الصحيحة حولا
٤١. يبكون والأنضاء ترزم تحتهم
فكأن كلا قد أضل فصيلا
٤٢. تحد وبذكرك في الفلاة حداتهم
فكأنها فيهم تدير شمولا
٤٣. يرجون منك شفاعة لمعادهم
إذ ليس غيرك شافعاً مقبولا
٤٤. والآن قد صاروا إليك وكلهم
ضيف لديك ولن ترد نزيلا
٤٥. قدموا بزاد من تقى وصحبتهم
أبدي اليسار وأكتم التطفيلا
٤٦. فأقبل ضرامتنا إليك وكن لنا
يوم القيامة بالنجاة كفيلا
٤٧. فالله قد أعطاك من لطف بنا
جاها عريضاً في المعاد طويلا
٤٨. فلك الشفاعة واللوا والحوض إذ
كل غدا من قومه مشغولا
٤٩. أنت اليوم من ذؤابة هاشم
شرفاً ناف على الكواكب طولا
٥٠. بك كرم الله الجدود وطهر آل
الآباء إذ ولدوك جيلا جيلا
٥١. وبك استفاد أبوك أعظم عصمة
أضحت على كرم النجار دليلا
٥٢. ولك المقام وزمزم ولأجلك اختص
الفداء أباك إسماعيلا
٥٣. حملتك آمنة الحصان فلم تجد
عبئاً كعبء الحاملات ثقيلا
٥٤. وولدت مختوناً وذلك آية
مشهورة لا تقبل التعليلا
٥٥. ورأت لك الأحبار والرهبان في التوراة
وصفاً طابق الإنجيلا
٥٦. فاستبشروا بك إذ ظهرت وبشروا
إلا قليلاً حرفوا ما قيلا
٥٧. وكذاك بشرت الهواتف في الربا
بك والكواهن أجملت تفصيلا
٥٨. والجن ترمي بالكواكب بعد أن
كانت تطيق إلي السماء وصولا
٥٩. وخمود بيت النار من آيتك اللاتي
ترد الطرف عنك كليلا
٦٠. وكذا بحيرة ساوة غارت وقد
كانت جوانبها تفوق الميلا
٦١. والموبذان رأي منا ما هاله
وسطيح شرف بإسمك التأويلا
٦٢. وكذاك في افيوان أعظم معجز
بهر العقول وحير المعقولا
٦٣. لما هوت شرفاته وانشق مر
تجس البناء مشعاراً مخذولا
٦٤. واسترضعتك حليمة فرأت من البركات
ما أغنى أخا وخليلا
٦٥. وبيمن وجهك صد خالقك العدا
عن بيت كعبته ورد الفيلا
٦٦. ولقد رأى الغلمان جبريل الذي
شق الفؤاد ورده مغسولا
٦٧. ونشأت يستسقى بغرتك الحيا
وفضلت بالصدق الوري تفضيلا
٦٨. ورأى بحيرى ركب مكة فوقهم
ظل الغمامة يشبه الأكليلا
٦٩. ورآك والشجار حولك سجدا
لك حيث ملت تفيأت لتميلا
٧٠. فرآك وهي عليك عند رحالهم
فسعى إليك وأكثر التبجيلا
٧١. وجلاك أوصفاً وشاهد خاتماً
لك ثم فاز بلثمه تقبيلا
٧٢. وأسر للعم الشقيق بأن لابن
أخيك شأناً في الوجود جليلا
٧٣. فاحذر عليه من اليهود فإنهم
أن يقدروا يوماًعليه اغتيلا
٧٤. طوبى له نظر الهدي فأتاه لما
أن رآه ولم ير التعطيلا
٧٥. ولقد رأى كل حلاك ولم تكن
لولا الهوى عند أمرئ مجهولا
٧٦. حتى علت أ " لام ملتك التي
عمت حزوناً في السرى وسهولا
٧٧. فأضاءت الدنيا وأشرق نورها
وبدا الهدى وغدا الضلال ضئيلا
٧٨. وأتاك بالوحي الأمين وأنت في
أقصى حراً متبتلاً تبتيلا
٧٩. فوعيت ما أوحي وقد ألقى به
قولا من الذكر الحكيم ثقيلا
٨٠. نور كأن بكل قلب حمله
لضياء باطنه به قنديلا
٨١. عجز الوري عنه فما اسطاعوا له
حاشاه تشبيهاً ولا تمثيلا
٨٢. بل آية منه لو اجتمعوا لها
والجن عادوا خاسئين نكولا
٨٣. وصدعت بالحق الضلال فمرقت
أنوار شرعك ثوبه المسدولا
٨٤. فأجاب من سبقت له الحسنى ولم
يحتج وقد وضح الطريق دليلا
٨٥. وعصاك من ختم الشقاء فؤاده
فغدا وقد وضح الهدى مكبولا
٨٦. فصبرت تدعوهم وتحلم عنهم
وتروض جامحهم وتلطف قيلا
٨٧. ورأى انشقاق البدر كل منهم
فعموا وزادوا بالهدي تضليلا
٨٨. وحماك ربك من حبائل كيدهم
ليتم سابق أمره المفعولا
٨٩. أسرى إلي الأقصي بجسمك يقظة
لافي المنام فيقبل التأويلا
٩٠. إذا أنكرته قريش قبل ولم تكن
لترى المهول من المنام مهولا
٩١. فعرجت تخترق السموات العلا
شرفاً على الفلك الأثير أثيلا
٩٢. صليت والأملاك خلفك قد تلوا
فيها كليماً سابقاً وخليلا
٩٣. وصعدت مع جبريل حتى القاب من
قوسين أو أدنى بلغت حلولا
٩٤. جاوزت موقفه وقلت أههنا
يا صاحبي يدع الخليل خليلا
٩٥. أوحى إليك الله ما أوحى وما
كذب الفؤاد ولا استراب ذهولا
٩٦. ورجعت والليل الذي فيه السرى
والعود ما خلع السواد نصولا
٩٧. ودعوت إذ ذاك قوم منهم و
علماً بأنهم أضل سبيلا
٩٨. فأصابهم ما قلت وانصرعوا كما
أخبرت كلا حيث رمت جدلا
٩٩. وخرجت يا بشري لقوم جئتهم
وخار من فارقهم مملولا
١٠٠. وأويت كي يخفى سراك عليهم و
غاروا صاحبك اتخذت زميلا
١٠١. فتقول حين تري خطاهم لا تخف
وكفى بثان اثنين فيه وكيلا
١٠٢. فبنى عليه العنكبوت خديعة
بهم و وصاح به الحمام هديلا
١٠٣. وأتى سراقة يبتغي بك عندهم
مالاً غدا لغواتهم مبذولا
١٠٤. فوهت عزيمته وساخ جواده
في الأرض مرتطماً بها مشكولا
١٠٥. وأتيت خيمة أم معبد قاصداً
فيها وقد حمي الهجير مقبلا
١٠٦. فرأيت في كسرالخباء مشويهة
عجفاء يابسة الضروع هزيلا
١٠٧. فمسحت ضرعيها فدرت حالباً
رسلاً يظن له المعين رسيلا
١٠٨. فشربت والرهظ الذين بدارها
وتركتها شكرى الضروع حفولا
١٠٩. وأتيت طيبة دار هجرتك التي
تحدي إليها الراقصات قفولا
١١٠. وأتتك أملاك السماء كتيبة
في يوم بدر فوارساً وخيولا
١١١. ورآهم من كان يقصد خصمه
فيراه من قبل الوصول قتيلا
١١٢. والجذع حن إليك حين تركته
وعلوت منبرك الشريف عدولا
١١٣. حتى رجعت إليه ثم ضممته
فغدا يئن كمن يحن غليلا
١١٤. لو ذاب من كمد وقد فارقته
أسفاً لذلك لم يكن معذولا
١١٥. ودعوت بالأشجار فابتدرت
تشق الأرض خاضعة إليك ذلولا
١١٦. وأمرتها بالعود فانتصبت كما
كانت وما وجدت لذاك ذبولا
١١٧. وكذاك خبرك الذراع بسمه
في الزاد حين أتوا به محمولا
١١٨. ومنحت في بدر عكاشة محجناً
فغدا حساماً في يديه صقيلا
١١٩. وكذا ابن أسلم وابن جحش ألفيا
عود الجريد مهنداً مسلولا
١٢٠. ورددت طرف قتادة من بعدما
أودى فأضحى كالصحيح كحيلا
١٢١. وكذا رفاعة وابن عمك أذ حوت
عيناه ريقك فيهما متفولا
١٢٢. ونعيت بالغيب ابن عمك جعفرا
مع صاحبيه وقد غدا مقتولا
١٢٣. وكذا النجاشي الذي عاينته
قد راح فوق سريره محمولا
١٢٤. وأمرت عزقاً شامخاً في نخلة
شماء فابتدر الصعيد نزولا
١٢٥. وأمرته فثنى إليه صاعدا
حتى استقر به المكان حلولا
١٢٦. ودعوت عام المحل فانهل الحيا
حتى دعوت وقد طغا ليزولا
١٢٧. وكذا الطعام لديك سبح والحصي
بيديك أسمع مصغياً وذهولا
١٢٨. وأتاك جابر يشتكي الدين الذي
لم يكتفوا بالتمر فيه مكيلا
١٢٩. فجلست فاكتالوا فكمل حقهم
وكأنهم لم ينقصوه فتيلا
١٣٠. والزاد أشبعت المئين ببعضه
والكل كان لجائعين قليلا
١٣١. والماء روي الجيش وهو صبابة
بيديك ثم طفا بها ليسيلا
١٣٢. وأتيت عين تبوك وهي لضعفها
لا تستطيع عن المعين مسيلا
١٣٣. تبدي يسيراً كالصبابة راكداً
وتبض ماء كالشراك قليلا
١٣٤. فغسلت وجهك واليدين بمائها
وأعدته فيها فعاد سيولا
١٣٥. وغدت كما أخبرت وهي حديقة
تحوى مزارع جمة ونخيلا
١٣٦. وكذاك في بئر الحديبية التي
ألفيتها وشل المعين محيلا
١٣٧. نزحت فكاد فرارها أن لا يري
طرف الرشاء بمائه مبلولا
١٣٨. فتفلت فيها فاغتدى الجيش الذي
أوردته بنميرها مغلولا
١٣٩. وأصاب صحبك في الفلا ظمأ وما اسطاعوا
هناك يقل مزادها المحمولا
١٤٠. فأتوك بالماء الذي بمزادها
فسقيت منه واستقيت حمولا
١٤١. وأعدت ما بمزادها لم ينتقص
شيئاً وزدت لها القري تنفيلا
١٤٢. وصلاة عصر لم تجد ماء لها
إلا قليلاً لا يبل غليلا
١٤٣. فوضعت كفك في الإناء فمعهم
غرر بفضل وصلواتهم وحجولا
١٤٤. والله خصك في الأنام بخمسة
لم يعطها بشر سواك رسولا
١٤٥. حل الغنائم في الجهات ولم تزل
للنار يوم تقرب مأكولا
١٤٦. والأرض أجمع مسجد وترابها
طهر يبيح الفرض والتنفيلا
١٤٧. وشفاعة عمت وإرسال إلي
كل الوري طراً رجيلا جيلا
١٤٨. ونصرت بالرعب الشديد فمن ترد
تغزوه بات بذعره مخبولا
١٤٩. وبقبضة في وجه جيش منهم
القيتها فغذا بها مفلولا
١٥٠. وكذا الصبا نصرتك ثم ونكات
مثل الدبور بمن عصي تنكيلا
١٥١. يا سيدا لو رمت حصر صفاته
ألفيت صارم منطقي مغلولا
١٥٢. قسماً لو أن البحر كان يمدني
لم أستطع لأقلها تحصيلا
١٥٣. ماذا به يحصي صفاتك واصف
والله نزل ذكرها تنزيلا
١٥٤. ماذا يفوه به امرؤ لو أنه
نظم النجوم من القريض بديلا
١٥٥. الأمر أعظم أن يحاط بوصفه
من رام عد القطر كان جهولا
١٥٦. يا من به الرسل الكرام توسلوا
فغدا توسلهم به مقبولا
١٥٧. يا خاتم الرسل الكرام وأول
فيهم وآدم طينة مجبولا
١٥٨. يا شافعاً في الأمة الوسط الذي
أضحوا شهود في المعاد عدولا
١٥٩. يا سيد الكرماء دعوة مجتد
جاد الزمان له وكان بخيلا
١٦٠. أدناه منك ولاؤه فغدا وقد
مثلت ضراعته لديك مشولا
١٦١. قطع القفار إليك ليس يهوله
طي المغاور رحله وقفولا
١٦٢. حط الرجاء بباب برك واثقاً
أن ينثني بنواله مشمولا
١٦٣. فاجعل أجازة قصده وقصيده
منك القبول ليبلغ المأمولا
١٦٤. وأعذ بجاهك كفه أن يغتدى
في عنقه بذنوبه مغلولا
١٦٥. مالي سوى أني ببابك واقف
صب أردد حسرة وعويلا
١٦٦. مستنصر بك من ذنوب خلتها
لولا نداك تردني مخذولا
١٦٧. فالله أعطى من أتاك لذنبه
مستشفعاً بك رحمة وقبولا
١٦٨. ولقد أتيتك إذ ظلمت جهالة
نفسي لتقبل توتبي وتقيلا
١٦٩. يا سيسدي ووسيلتي أنا سائل
ونداك كم أعطى لمثلي السولا
١٧٠. أأعود دون الناسإذا أنا مثقل
بالذنب محروم الشفاء عليلا
١٧١. حاشا لعزة جاهك الجم الندا
أني أعود كما أتيت ذليلا
١٧٢. يا ليت أيام الحياة جميعها
يمددن أيامي بطيبة طولا
١٧٣. لأمر طرف الطرف في عرجاتها
متعثراً بدموعه وأجيلا
١٧٤. صلى عليك الله ما هبت صبا
وأرفض وأكثر والتهليلا
١٧٥. وأهل بالإحرام خليفتك الذي
كان الخليل أن اتخذت خليلا
١٧٦. وكذا على عمر الذي في نطقه
قال الصواب ووافق التنزيلا
١٧٧. وعلى ابن عفان الشهيد مرتل
القرآن في خلواته ترتيلا
١٧٨. وعلى ابن عمك هازم الأحزاب ليث
الغاب أقربهم لديك قبيلا
١٧٩. وكذا على عميك وابني من غدت
في نكها مثل البتول بتولا
١٨٠. وبقية الصحب الكرام ومن حوى
هذا المقام ومن أجد رحيلا
١٨١. لا كان هذا العهد آخر عهدنا
بك بل نراك وربعك المأهولا