Feedback

ذكرتك والذكر الذي أنت تارك

ذكرتك والذكر الذي أنت تارك

هو الخلد في الدنيا لمن ترك الدنيا

أطالع من عطر ونور صحيفة

لسيرتك العظمى وغايتك العليا

وأنشر شعري فيك بعثاً ولم يكن

لك اليوم تأبيناً معاداً ولا نعيا

وأفتقد الحر الشهيد لعله

يعود إلى الوادي بنضرته حيا

وليس وفائي للفقيد رثاءه

ولكنه في أن أتابعه رأيا

وقد كنت في محياك لي موضع المنى

فأمسيت في مثواك لي موضع الرؤيا

وعندي لك العهد القديم أزيده

على الدهر ميثاقاً وإن زدتني نأيا

تنازع أهل الأرض بغياً فما لقوا

سوى الرمم المرعى وغير الدم الريّا

ومن مكنته ناره وحديده

من الخلق بأساً أطلق الأمر والنهيا

وأين المنجِّي من أذى الحرب أهلها

وفي الشرق ما أوهى وفي الغرب ما أعيا

وهل يلتقي أبناء مصر تألُّفاً

ويطوون صحف الخلف بينهمُ طيا

وإني أرى للقوم في الخير نية

وإني لأرجو أن أرى العزم والسعيا