١. ألا يا دار لولا تنطقينا
فإنا سائلون ومخبرونا
٢. بما قد غالنا من بعد هند
وماذا من هواها قد لقينا
٣. فضفناك الغداة لتنبئينا
بها أين انتوت نبأً يقينا
٤. وعنك فقد تَراك بليتِ حتى
لكدت من التغير تُنكَرينا
٥. أمن فقد القطين لبست هذا
فلا فقدت مرابعك القطينا
٦. أم الأرواح جرَّت فضلَ ذيلٍ
على الآيات منك فقد بلينا
٧. بكل غمامة سجمت عليها
تُرَجِّعُ بعد إرزامٍ حنينا
٨. فأبقت منك آيَكِ مثلَ سطرٍ
على مدفون رق لن يبينا
٩. فخلت دواديَ الولدان هاء
إلى أخرى وخلت النَّوْيَ نونا
١٠. إلى شعث الذوائب ذي غلال
يبث الناظرين له شجونا
١١. وسفع عاريات حول هابٍ
شكونَ القُرَّ إن لم يصطلينا
١٢. ترى أقفاءها بيضاً وحُمراً
وأوجهها لما صُلِّينَ جونا
١٣. وبدلك الزمان بمثل هند
لطول العهد أطلاء وعينا
١٤. وإلا ترجعن لنا جواباً
فإنا بالجواب لعارفونا
١٥. كأني بالحمول وقد ترامت
بأمثال النعاج وقد حُدِينا
١٦. وقد جعلوا مطارَ لها شمالاً
كما جعلوا لها حضناً يمينا
١٧. فخلت وقد زهاها الآلُ نخلاً
بمسلكها دوالجَ أو سفينا
١٨. فأضحت من زُبالةَ بين قومٍ
إلى عُلْيا خزيمةَ يعتزونا
١٩. وظنَّ قبيلُها أسيافَ قومي
يهبن الخِندَفينَ إذا انتضينا
٢٠. لقد جهلوا جهالة عَيْرِ سوءٍ
بسفرٍ عاشَ يحملُه سنينا
٢١. لقد جعلوا طعام سيوف قومي
فما بسوى أولئك يَغتذينا
٢٢. كما الجرذان للسنَّور طعمٌ
وليس بهائبٍ منها يَبينا
٢٣. كما جعلت دماؤهم شراباً
لهن بكل أرض ما ظَمِينا
٢٤. فلو ينطقن قلن لقد شبعنا
بلحم الخندفينَ كما روينا
٢٥. وأضحكنا السباع بِمُقعصيها
وأبكينا بها منها العيونا
٢٦. فصار اليأس بينهمُ رديداً
لعُدْمِهمُ مِنَ الخلق القرينا
٢٧. كأكل النار منها النفس إن لم
تجد حطباً وبعضَ الموقدينا
٢٨. إذا لم تسكن الغبراء خلق
من الثقلين علمي ما بقينا
٢٩. سوانا يالَ قحطان بن هودٍ
لأنا للخلائق قاهرونا
٣٠. ونحن طِلاعُ عامرها وإنا
عليه للثراء المضعفونا
٣١. وصرنا إذ تضايق في سواه
من العافي الخراب لها سكونا
٣٢. فأصبح مَن بها من غير قومي
بها حيث انتهوا متخفِّرينا
٣٣. كأنهم إذا نظروا إلينا
لذلتهم قرود خاسئونا
٣٤. نذم لهم بِسَوطٍ حيث كانوا
فهم ما دام فيهم آمنونا
٣٥. فإن عدموه أو عدموا مقاماً
لواحدنا فهم متخطِّفونا
٣٦. ولولا نبتغي لهمُ بقاءً
لقد لاقوا ببطشتنا المنونا
٣٧. أو استحيوا على ذل فكانوا
كأمثال النعال لواطئينا
٣٨. ولكن الفتى أبداً تراه
بما هو مالك حدباً ضنينا
٣٩. فروَّى عظم يعرب في ثراه
من الفَرْغَينِ واكفةً هتونا
٤٠. أبِ الفرعين كهلانٍ أبينا
وحميرَ عمِّنا وأخي أبينا
٤١. كما نَجَلَ الملوكَ وكلَّ ليثٍ
شديد البأس ما سكن العرينا
٤٢. ولكن قد ترى منه إذا ما
تعصَّى السيفَ ذا الأشبال دونا
٤٣. وذاك إذا نسبنا يوم فخرٍ
ينال ببعضه العُلْيا أبونا
٤٤. به صرنا لأدنى ما حبانا
من المجد الأثيل مُحَسَّدينا
٤٥. تمنَّى معشرٌ أن يبلغوه
فأضحوا للسها متعاطيينا
٤٦. وأهل الأرض لو طالوا وطالوا
فليسوا للكواكب لامسينا
٤٧. فلما لم ينالوا ما تمنوا
وصاروا للتغيُّظ كاظمينا
٤٨. أبانو الحِسْدَ والأضغان منهم
فصاروا للجهالة ساقطينا
٤٩. وغرهم نباحُ الكلب منهم
وظنونا لكلب هائبينا
٥٠. وإن تنبح كلاب بني نزار
فإنا للنوابح مُجحرونا
٥١. ونلقمها إذا أشَحَتْ شجاها
ليَعدِمْنَ الهريرَ إذا شجينا
٥٢. ونحن لناطحيهم رعنُ طود
به فُلَّت قرونُ الناطحينا
٥٣. ولو علموا بأن الجور هُلكٌ
لكانوا في القضية عادلينا
٥٤. وليس بشاهد الدعوى عليها
ولا فيما يفوز الخاصمونا
٥٥. ولو علموا الذي لهمُ وماذا
عليهم منه كانوا منصفينا
٥٦. ولو عرفوا الصواب بما أتوه
لما كانوا بجهل ناطقينا
٥٧. وكانوا للجواب بما أذاعوا
على أخوالهم متوقعينا
٥٨. فكم قوم شروا خرساً بنطق
لمرغمه الجوابَ محاذرينا
٥٩. فما وجدوا رعاعاً يوم حفل
ولا عند الهجاء مفحَّمينا
٦٠. ولا وجدوا غداة الحرب عُزلاً
لحد سيوفهم متهيِّبينا
٦١. ولكن كل أروعَ يعربيٍّ
يهز بكفه عَضْباً سنينا
٦٢. يعادل شخصه في الحرب جيشاً
وأدنى كيده فيها كمينا
٦٣. ودامغة كمثل الفهر تَهوي
على بَيضٍ فتتركه طحينا
٦٤. ترد الطولَ للأسديِّ عَرْضاً
وتقلب منه أظهره بطونا
٦٥. فيا أبناءَ قيذرَ عُوا مقالي
أيحسن عندكم أن تشتمونا
٦٦. ونحن وُكورُكُم في الشرك قدماً
وفي الإسلام نحن الناصرونا
٦٧. ونحن لعِلْيَة الآباء منكم
ببعض الأمهات مشاركونا
٦٨. كما شاركتمُ في حل قومي
بحور العين غير مسافحينا
٦٩. فلا قربى رعيتم من قريب
ولا للعرف أنتم شاكرونا
٧٠. وكلفتم كُمَيْتَكُمُ هجاءً
ليعربَ بالقصائد معتدينا
٧١. فباح بما تمنَّى إذ توارى
طرمَّاح بملحده دفينا
٧٢. وكان يعز وهو أخو حياةٍ
عليه الذم للمُتَقَحْطنينا
٧٣. ولستم عادمين بكل عصرٍ
لنا إن هجتمُ متخمِّطينا
٧٤. وسوف نجيبه بسوى جواب
أجاب به ابن زرٍّ موجزينا
٧٥. وغير جواب أعور كلب إنا
من المجد المؤثل موسعونا
٧٦. وقد قَصَرا ولما يبلغا ما
أرادا من جواب الفاضلينا
٧٧. وكُثِّرَ حَشْوُ ما ذَكَرَا ولمَّا
يُصيبا مقتلاً للآفكينا
٧٨. وخير القول أصدقه كما إن
نَ شر القول كذب الكاذبينا
٧٩. وما عطب الفتى بالصدق يوماً
ولا فات الفتى بالكذب هونا
٨٠. فلا يعجبكم قول ابن زيد
فما هو قائد للشاعرينا
٨١. ولا وسطاً يعد ولا إليه
ولكن كان بعض الأزدلينا
٨٢. لقد سرق ابن عابس بعض شعر
قفوا بالدار وقفة حابسينا
٨٣. وما قِدَمُ الفتى إن كان فدماً
يكون به من المتقدمينا
٨٤. وما تأخيره إن كان طِبّاً
يكون به من المتأخرينا
٨٥. ونحن محكَّمون معاً وأنتم
بما قلنا وقلتم آخرينا
٨٦. فإن حكموا لنا طلنا وإن هم
لكم حكموا فنحن الأقصرونا
٨٧. ألا إنا خلقنا من تراب
ونحن معاً إليه عائدونا
٨٨. وأن لستم بأنقص من رأيتم
ولا أهل العلو بكاملينا
٨٩. وما افتخر الأنام بغير ملك
قديم أو بدينٍ مسلمينا
٩٠. وما بسواهما فخر وإنا
لذلك دون كلٍّ جامعونا
٩١. ألسنا السابقين بكل فخرٍ
ونحن الأولون الأقدمونا
٩٢. ونحن العاربون فلا تعاموا
وأنتم بعدنا المستعربونا
٩٣. تكلمتم بألسننا فصرتم
بفضل القوم منا مفصحينا
٩٤. ملكنا قبل خلقكم البرايا
وكنا قبلهم متأمرينا
٩٥. فلما أن خلقتم لم تكونوا
لنا في أمرنا بمخالفينا
٩٦. وكنتم في الذي دخل البرايا
بطوع أو بكره داخلينا
٩٧. وما زلتم لنا في كل عصر
ملكنا أو ملكتم تابعينا
٩٨. لِفاقتكم إلينا إذ حسرتم
وإنا عن معونتكم غنينا
٩٩. أعناكم بدولتكم ولما
نُرِدْ منكم بدولتنا معينا
١٠٠. وإنا للذين عرفتموهم
لكم في كل هيج قاهرونا
١٠١. وإنا للذين علمتموهم
لكم في كل فخر فائتنا
١٠٢. يراكم بين قومي من يراكم
كملح الزاد لا بل تنزرونا
١٠٣. ونحن أتم أجساماً ولبّاً
وأعظم بطشةً في الباطشينا
١٠٤. سننّا كلَّ مكرمة فأضحت
لتابعِنا من الأديان دينا
١٠٥. ولولا نحن لم يَعرِفْ جميلاً
ولا قبحاً جميعُ الفاعلينا
١٠٦. وعرَّفنا الملوك بكل عصرٍ
بأساس الملوك منعمينا
١٠٧. وعودنا التحية تابعيهم
وما كانوا لها بمُعَوَّدينا
١٠٨. وإلا فانظروا الأملاك تلقوا
جميعهم بقومي مقتدينا
١٠٩. وسنَّانا النشيطة والصفايا
ومرباع الغنائم غانمينا
١١٠. وبحَّرنا وسيَّبنا قديماً
فما كنتم لذاك مغيِّرينا
١١١. فكنتم للَّحِيِّ كطوعِ كفٍ
وكنتم للنبي مساندينا
١١٢. وأحدثنا الأسنة حين كانت
أسنة آل عدنان قرونا
١١٣. وآلات الحروب معاً بدعنا
وفينا سنة المتبارزينا
١١٤. وأنتم تعلمون بأن ملكنا
بساط الأرض غير مشاركينا
١١٥. ونصف السقف منها غير شك
إلينا للتيمُّن تنسبونا
١١٦. من الغفرين حتى الحوت طولاً
وعرضاً في الجنوب بما ولينا
١١٧. وملقحة السحاب لنا ومنا
مخارجها ومنا تمطرونا
١١٨. وما بحذاء ضرع الجو قومٌ
سوانا منجدين ومتهمينا
١١٩. لنا مطر المقيظ بشهر آبٍ
وتموزٍ وأنتم مجدبونا
١٢٠. يظل بصحوة ويصوب فينا
زوال الشمس غير مقتّرينا
١٢١. ونزرع بعد ذاك على ثراه
ونحصد والثرى قد حال طينا
١٢٢. على إن لم يصبه سوى طلال
شهوراً ثم نصبح ممطرينا
١٢٣. وأنفس جوهر في الأرض فينا
معادنه غنائم غانمينا
١٢٤. وأطيب بلدةٍ لا حر فيها
ولا قر الشتاء محاذرينا
١٢٥. بها إرم التي لم يخلق اللَ
هُ مشبهها بدار مفاخرينا
١٢٦. وإن عدت أقاليم النواحي
فأولها بزعم الحاسبينا
١٢٧. لنا ولنا جنان الأرض جمعاً
ونار الحكم غير مكذبينا
١٢٨. فأي المجد إلا قد ورثنا
وأي العز إلا قد ولينا
١٢٩. وأوضحنا سبيل الجود حتى
أبانت في الدجى للسالكينا
١٣٠. ولولا نحن ما عرفت لأنا
إلى سبل المكارم سابقونا
١٣١. وما أموالنا فينا كنوزاً
إذا كنز الوفور الكانزونا
١٣٢. ولكن للوفود وكل جار
أرقَّ وللضيوف النازلينا
١٣٣. نعد لهم من الشيزى جفاناً
كأمثال القلات إذا مُلينا
١٣٤. فمن شق ينال الركب منها
ومن شق ينال القاعدونا
١٣٥. تلهَّم نصفَ كرٍّ من طعام
وكوماءَ العريكة أو شُنونا
١٣٦. عبيطةُ معشرٍ لما يكونوا
بأزلامٍ عليها ياسرينا
١٣٧. وما نزلت لنا في الدهر قِدرٌ
عن الأثفاه أجل الطارقينا
١٣٨. فما ليل الطهاة سوى نهار
لدينا ذابحين وطابخينا
١٣٩. وأكلبنا يبتن بكل ريعٍ
لِمَن وخَّا المازلَ يتلقينا
١٤٠. فبعض بالبصابص متحفوه
وبعض نحونا كمبشرينا
١٤١. لما قد عودت وجرت عليه
لوقد عندنا لا يفقدونا
١٤٢. تراهم عند طلعتهم سواءً
وأملاكاً علينا منزلينا
١٤٣. وما كنا كمثل بني نزارٍ
لأطفال المهود بوائدينا
١٤٤. وما أموالنا من بعد هذا
سوى بيض الصفائح ما عشينا
١٤٥. وأرماح مثقفة رواءٍ
بتامور القلوب مع الكلينا
١٤٦. ومشطرة من الشريان زور
كسوناهن مربوعاً متينا
١٤٧. به عند الفراق لكل سهم
يكون بزورها يعلى الرنينا
١٤٨. وجرد كان فينا لا سوانا
معارقها معاً ولنا افتلينا
١٤٩. ومنا صرن في سلفي نزارٍ
لما كنا عليه حاملينا
١٥٠. ربطناها لنحملهم عليها
إذا وفدوا ونحمي ما يلينا
١٥١. ولولا نحن ما عرفوا سروجاً
ولا كانوا لهن ملجِّمينا
١٥٢. علوناهن قبل الخلق طراً
وصيرنا مرادفها حصونا
١٥٣. تراث شيوخ صدق لم يزالوا
لها ممن تقدَّم وارثينا
١٥٤. يظل الناس من فرق إذا ما
علوناهن في شكك ثِبينا
١٥٥. ونمنع جارنا مما منعنا
ذوات الدل منه والبنينا
١٥٦. وما هم عندنا بأعز منهم
نقيهم بالنفوس ولو ردينا
١٥٧. وتكظم غيظنا ألا يرانا
عدوٌّ أو محبٌّ طائشينا
١٥٨. وعلَّ بكلِّ قلب من جواه
لذاك الغيظ ناراً تجتوينا
١٥٩. نصون بذاك حلماً ذا أواخي
رسا فيها حراء وطورُ سينا
١٦٠. نظل به إذا ما إن حضرنا
جماعة محفل متتوِّجينا
١٦١. ولسنا منعمين بلا اقتدار
ونعم العفو عفو القادرينا
١٦٢. وإن نغضب بجبار عنيد
يصر بعد التجبر مستكينا
١٦٣. كعصفتنا بمن علموا قديماً
من الخلفاء لما ساورونا
١٦٤. ولسنا حاطمين إذا عصفنا
سوى الأملاك والمتعظِّمينا
١٦٥. كعصف الريح يعقر دوح أرض
وليس بعاضدٍ منها الغصونا
١٦٦. ونغدو باللهام المَجْر يغشى
بلمع البيض منه الناظرينا
١٦٧. فنترك دار من سرنا إليه
تأنُّ لدى القفول بنا أنينا
١٦٨. وقد عركت فساوى الحزن منها
سباسبها بكلكل فاحسينا
١٦٩. كما دارت رحا من فوق حَبٍّ
تداولها أكف المسغبينا
١٧٠. فأصبح ما بها للريح نهباً
كما انتهبت لخفته الدرينا
١٧١. سوى من كان فيها من عروب
تفتر عند نظرتها الجفونا
١٧٢. فإنا منكحو العُزَّاب منا
بهن لأن يبيتوا معرسينا
١٧٣. بلا مهرٍ كتبناه علينا
وما كنا له بمحضرينا
١٧٤. سوى ضرب كأشداق البخاتي
من الهامات أو يرد المتونا
١٧٥. ترى أرجاءها مما تنأَّتْ
وأرغب كَلْمها لا يلتقينا
١٧٦. وطعنٍ مثل أَبْهاءِ الصياصي
وأفواه المزاد إذا كفينا
١٧٧. ترى منها إذا انفهقت بفيها
من الخضراء باعاً مستبينا
١٧٨. ولسنا للغرائب منذ كنا
بغير شبا الرماح بناكحينا
١٧٩. وما برزت لنا يوماً كعابٌ
فتلمحها عيون الناظرينا
١٨٠. ولا أيدي مخلخلها ارتياعٌ
لأنا للكواعب مانعونا
١٨١. ولا ذهب العدو لنا بوتر
فأمسينا عليه مغمِّضينا
١٨٢. نضاعفه إذا ما تقتضيه
كإضعاف المُعَيّنةِ الديونا
١٨٣. وقد تأبى فتاة بني يمانٍ
على غمز العداة بأن تليا
١٨٤. كما تأبى الصدوع لهم صفاة
يحيط بها فؤوس القارعينا
١٨٥. وكبش كتيبة قد عادلته
بألف في الحديد مدججينا
١٨٦. أتيح له فتى منا كميٌّ
فأرداه وأركبه الجبينا
١٨٧. وغادره كأنَّ الصدر منه
وكفَّيه بقنديد طُلينا
١٨٨. تظل الطير عاكفة عليه
ينقرن البضيع وينتقينا
١٨٩. وأبقينا مآتم حاسرات
عليه يَنْتَرينَ ويستفينا
١٩٠. فكيف يكون في زعم ابن زيد
على هذا كشحمةِ مشتوينا
١٩١. ونحن للطمة وجبت علينا
دخلنا النار عنها هازئينا
١٩٢. ونحن المرجفون لأرض نجد
بأنف قضاعة والمذحجينا
١٩٣. فمادت تحتنا لما وطئنا
عليها وطأة المتثاقلينا
١٩٤. أبلنا الخيل فيها غير يوم
وظلت في أطلتها صفونا
١٩٥. ورُحْنَ تظنُّ ما وطأتْهُ ماءً
تموج من الوجا في الخطو طينا
١٩٦. ورحنا مردفين مَها رُماحٍ
يُقعقع عيسُنا منها البَرينا
١٩٧. تَنَظَّرُ وفدَ معشرِها علينا
لِمَنٍّ أو نكاحٍ تمَّ فينا
١٩٨. فإنا منكحو العزَّاب منا
بهن لأن يبيتوا معرسينا
١٩٩. ونحن المُقْعِصون فتى سُليمٍ
عمارة بالغُميرِ مُصَبِّحينا
٢٠٠. وحَمَّلنا بني العلَّاق جمعاً
بعتق أخيهمُ حِملاً رزينا
٢٠١. وطوَّقنا الجعافرَ فى لَبيدٍ
بطوق كان عندهم ثمينا
٢٠٢. ولم نقصُد لِوَجٍّ إن فيها
فلا قربت محلُّ الراضعينا
٢٠٣. وغادرنا بني أسدٍ بحُجْرٍ
وقد ثرنا حصيداً خامدينا
٢٠٤. كمثل النخل ما انقعرت ولكن
بأرجلهم تراهم شاغرينا
٢٠٥. تقوِّتهم سباع الأرض حولاً
طريّاً ثم مُخْتَزناً قَيينا
٢٠٦. وزلزلنا ديارهم فمرت
تبادرنا بأسفل سافلينا
٢٠٧. بمضمرة تَفِلُّ ليوثَ هَيجٍ
على صهواتها مُستلمميتا
٢٠٨. تظل على كواثبها وشيجٌ
كأشطانٍ بأيدي ماتحينا
٢٠٩. وما قتلوا أخانا يوم هَيجٍ
فنُعذِرَهم ولكن غادرينا
٢١٠. وما كانت بنو أسد فغرّوا
بجمرة ذي يمانٍ مصطلينا
٢١١. أليسوا جيرة الطائين منا
بهم كانوا قديماً يعرفونا
٢١٢. وهم كانوا قديماً قبل هذا
لأرثهم لهالكهم قيونا
٢١٣. وحَسْبُك حلفهم عاراً عليهم
وهم كانوا لذلك طالبينا
٢١٤. ولو قامت على قوم بِلُؤمٍ
جوارحُهم مقام الشاهدينا
٢١٥. إذا قامت على أسدٍ وحتى
ثيابهم اللواتي يلبسونا
٢١٦. بِلؤْمٍ لا تحل به صلاةٌ
به أضحوا لهن مُدَنِّسينا
٢١٧. وليس بزائل عنهم إلى أن
تراهم كالأفاعي خالسينا
٢١٨. ولا سيما بني دودان منها
وكاهلها إذا ما يخبرونا
٢١٩. وهم منوا بإسلام رقيقٍ
على ربِّي وليسوا مخلصينا
٢٢٠. وثرنا بابن أصهب وابن جون
فكنا حين ثرنا مجحفينا
٢٢١. فخرت جعدةٌ بسيوف قومي
وضبةُ حين ثرنا ساجدينا
٢٢٢. وآل مُزَيْقِيا فلقد عرفتم
قراعهمُ فكروا عايدينا
٢٢٣. ويوم أوارةَ الشنعاءِ ظِلنا
نحرِّق بابن سيدنا مئينا
٢٢٤. ودان الأسود اللخميُّ منكم
بني دُوّان والمتربِّبينا
٢٢٥. بيوم يترك الأطفال شيباً
وأَبكار الكواعِب منة عونا
٢٢٦. وصار إلى النسار يدير فيكم
مُطحطحةً لما لَهِبَت طحونا
٢٢٧. فقام بثأر بعضكمُ ببعضٍ
أحلَّ به مشرشرةً حُجونا
٢٢٨. وأشرك طيِّئاً فيها فجارت
رماحهمُ على المتمعددينا
٢٢٩. أداروا كأسَ فاقرةٍ عليكم
فرحتم مسكَرين ومثمَلينا
٢٣٠. وأبروا بابن مالكٍ القُشيري
فسرَّح منكم الداء الكنينا
٢٣١. وهم منعوا الجراد أكف قوم
دعوها جارهم متحفظينا
٢٣٢. وعنترة الفواس قد علمتم
بكف رهيصنا لاقى المنونا
٢٣٣. ويسَّرنا شباة الرمح تهوي
إلى ابن مُكدّم فهوى طعينا
٢٣٤. وأوردنا ابن ظالمٍ المنايا
ولسنا للختور مناظرينا
٢٣٥. فذاق بنا أبو ليلى رداه
وكنّا لابن مُرَّةَ خافرينا
٢٣٦. أجرناه مراراً ثم لما
تَكَرَّهَ ذمةَ الطائين حينا
٢٣٧. وعباسٌ بن عامرٍ السُّلَيمي
يِ من رُعْلٍ قتيلُ الخثعمينا
٢٣٨. فليس بمنكر فيكم وهذا
سُليكٌ قتله لا تنكرونا
٢٣٩. وغادرنا الضباب على صُمِيل
يجرُّون النواصيَ والقرونا
٢٤٠. وفاتِكَكم تأبَّطَ قد أسرنا
فأُلبِسَ بعدها ذلاً وهونا
٢٤١. وطاح ابنُ الفجاء مطاحَ سوء
تُقَسِّمُه رماح بني أبينا
٢٤٢. وكانوا للقماقم من تميم
على زرق الأسنة شايطينا
٢٤٣. هوى والخيل تعثر في قناها
لحُرِّ جبينه في التاعسينا
٢٤٤. وما زلنا بكل صباح حَيفٍ
نُكِبُّ على السروج الدارعينا
٢٤٥. ولمَّا حاسَ جوَّابٌ كلاباً
تمنَّع فَلُّهم بالحارثينا
٢٤٦. وهم عركوهمُ من قبل هذا
كما عرك الأهابَ الخالقونا
٢٤٧. وأَسقوا يومَ معركهم دُريداً
بعبد اللَه في كأسٍ يَرُوْنَا
٢٤٨. وهم وردوا الجفار على تميم
لأبحُرِ كلِّ آلٍ خايضينا
٢٤٩. فأسجر بينهم فيها وطيسٌ
فَصُلُّوها وظلوا يصطلونا
٢٥٠. وفي يوم الكلاب فلم يذمّوا
على أن لم يكونوا الظافرينا
٢٥١. وقلَّدَ تَيْمَ أسرُهُمُ يغوثاً
مخازيَ ما دَرَسْنَ ولا مُحينا
٢٥٢. لشدِّهِمُ اللسانَ بثنيِ نسعٍ
فكانوا بالشريف ممثِّلِينا
٢٥٣. وهم منعوا القبائل من نزار
حمى نجران إلا زائرينا
٢٥٤. ونحن المرحلون جموعَ بكرٍ
وتغلبَ من تهامة ناقلينا
٢٥٥. وما فتكت معدُّ كما فتكنا
فتقمص بالرماح التبَّعينا
٢٥٦. أو الأقوال إذ بذخوا عليها
بما كانوا لها مستمهنينا
٢٥٧. وكيف وهم إذا سمعوا بجيش
يسيرٍ أصبحوا متخيّسينا
٢٥٨. يَرودون البلادَ مرادَ طيرٍ
ترود لما تفرِّخُه وُكونا
٢٥٩. فإن زعموا بأنهم لقاحٌ
وليسوا بالأتاوة مسمحينا
٢٦٠. فقد كذبوا لأعطوها وكانوا
بها الأبناء دأباً يرهنونا
٢٦١. ولِمْ صبروا على أيام بؤس
لأهل الحيرة المتجبرينا
٢٦٢. يسومهم بها النعمان خسفاً
وهم في كل ذلك مذعنونا
٢٦٣. ويبعث كبشه فيهم منوطاً
به سكينه للذابحينا
٢٦٤. فما ألقاهم بالكبش يوماً
فكيف بذي الجموع بفاتكينا
٢٦٥. فلما مات لم يندبه خلق
سواهم بالقصيد موتبنينا
٢٦٦. وقد كانوا له إذ كان حياً
وخادمه عصام مادحينا
٢٦٧. ويوم قراقر لما غدرتم
بعروة لم تكونوا مفلتينا
٢٦٨. علوناكم بهنَّ مجردات
كأمثال الكواكب يرتمينا
٢٦٩. فما كنتم لماء قُراقريٍّ
مخافة تلك يوماً واردينا
٢٧٠. وقد همت نزارٌ كل عصر
بأن تضحي بعقوتنا قطينا
٢٧١. لمَا نظروا بها حتى تولوا
وهم منه حيارى باهتونا
٢٧٢. وقد نظروا جناناً من نخيل
ومن كرم وبينهما معينا
٢٧٣. وأسفلها مزارع كل نبت
وأعلاها المصانع والحصونا
٢٧٤. وحلوا دار سوء ليس تلقى
بها للطير من شظفٍ وكونا
٢٧٥. فثرنا في وجوههمُ ببيضٍ
يُطرنَ الهامَ أمثال الكِرينا
٢٧٦. وإن خسفت مفارقُ طار منها
فراش الهام شاردة عِزينا
٢٧٧. وقالت تحتهنَّ قُبٍ وَقُقٍّ
وقد وردت مضاربها الشؤونا
٢٧٨. وأظهرْنا على الأجلاد منا
لموعَ البيض والحلق الوضينا
٢٧٩. سرابيلاً تخال الآل لما
ترقرق في الفلا منها الغصونا
٢٨٠. بِكَدْيُونٍ وكُرٍّ أشعرته
سحيقاً في مصاونها حُلِينا
٢٨١. ووقاها الندى والطل حتى
أضأن فما طَبِعْنَ ولا صدينا
٢٨٢. وطرنا فوق أكتاد المذاكي
كأنا جنةٌ متعبقرونا
٢٨٣. فولوا حين أقبلنا عليهم
نهز البيض منا يركضونا
٢٨٤. يود جميعهم أن لو أُمِدّوا
بأجنحة فكانوا طائرينا
٢٨٥. بذا عرفوا إذا ما إن لقونا
لأثواب المنية مظهرينا
٢٨٦. فلما أن أراد اللَه خيراً
بكم بعث ابنَ آمنةَ الأمينا
٢٨٧. يعلِّمكم كتاباً لم تكونوا
له من قبل ذلك قارئينا
٢٨٨. ويخبركم عن الرحمن ما لم
تكونوا للجهالة تعقلونا
٢٨٩. فأظهرتم له الأضغان منكم
وكنتم من حجاه ساخرينا
٢٩٠. ولولا خفتمُ أسياف غُنْمٍ
لكان ببعض كيدكمُ مُحِينا
٢٩١. فأما الحَصر والهجران منكم
له وجسيم ما قد تمهنونا
٢٩٢. فقد أوسعتموه من أذاةٍ
فأمحلتم بدعوته سنينا
٢٩٣. وقابله بنو ياليل منكمُ
بوجٍّ والقبائل حاضرونا
٢٩٤. بأن قالوا تَرى ما كان خلقٌ
سوى هذا لرب العالمينا
٢٩٥. رسولاً بالبلاغ وإن يكنه
فنحن به جميعاً كافرونا
٢٩٦. وقلتم إن يكن هذا رسولاً
لك اللهم فينا أن ندينا
٢٩٧. فصب من السماء سِلامَ صخرٍ
علينا اليوم غير مناضلينا
٢٩٨. وعذبنا عذاباً ذا فنونٍ
فكنتم للردى مستفتحينا
٢٩٩. وخبرنا الإله بما عمرتم
به وبدينه تستهزئونا
٣٠٠. أهذا ذاكر الأصنام منا
بما يضحي له مُتَكَرِّهينا
٣٠١. فلما أن حكيتُم قومَ نوحٍ
دعانا فاستجبنا أجمعينا
٣٠٢. وسار خيارنا من كل أوب
إليه مؤمنين موحدينا
٣٠٣. فآسوه بأنفسهم وأصفوا
له ما ملَّكوه طايعينا
٣٠٤. وكنتم مثل ما قد قال ربي
متى تُحْفَوا تكونوا باخلينا
٣٠٥. وكان المصطفى بأبي وأمي
بأفخر مفخر للآدمينا
٣٠٦. ولم يك في معدَّ له نظير
ولا قحطان غير مجمجمينا
٣٠٧. فمما قد جهلتم لم تكونوا
لما أعطيتموه آخذينا
٣٠٨. وناصره ذووا الألباب منا
فأقبلنا إليه مبادرينا
٣٠٩. فأحرزناه دونكم وأنتم
قيام كالبهائم تنظرونا
٣١٠. ترون ضنينكم في كف ثاني
وذلك سوء عقبى الجاهلينا
٣١١. فتمَّمنا مفاخرنا بذاكم
فزدنا إذ نرا كم تنقصونا
٣١٢. ولو لقِّيتم فيه رشاداً
فتتبعون دون بني أبينا
٣١٣. إذاً نلتم به فخراً وكانوا
على قدر الولادة تشركونا
٣١٤. وكان دعاءه يا رب إني
بقرية قوم سوء فاسقينا
٣١٥. فأبدلني بهم قوماً سواهم
فكنا هم وأنتم مبعدونا
٣١٦. وآويناه إذ أخرجتموه
وكنا فيه منكم ثائرينا
٣١٧. وأسلمتم بحد سيوف قومي
على جذع المعاطس صاغرينا
٣١٨. وأذعنتم وقد حَزَّت ظباها
بأيدنا عليكم كارهينا
٣١٩. وقال اللَه لما أن أبيتم
كرامته بنا لكم مهينا
٣٢٠. وصيَّرَنا لما لم تقبلوا من
كرامته الجسيمة وارثينا
٣٢١. وكنتم حين أرمس في ثراه
له في الأهل بئس الخالفونا
٣٢٢. غدرتم بابنه فقتلتموه
وفتياناً من المُتَهَشِّمينا
٣٢٣. وأعليتم بجثَّتِه سناناً
إلى الآفاق ما إن ترعوونا
٣٢٤. وكنتم لابنه كي تنظروه
أأنبتَ تقتلوه كاشفينا
٣٢٥. وأشخصتم كرائمه اعتداء
على الأقتاب غير مساترينا
٣٢٦. أكلتم كِبْدَ حمزة يوم أحد
وكنتم باجتداعه ماثلينا
٣٢٧. وها أنتم إلى ذا اليوم عمَّا
يسوء المصطفى ما تُقلعونا
٣٢٨. فطوراً تطبخون بنيه طبخاً
بزيت ثم طوراً تسمرونا
٣٢٩. فهم في النجل للأخيار دأباً
وأنتم غير شك تحصدونا
٣٣٠. كأن اللَه صيَّرهم هدايا
لمنسككم وأنتم تنسكونا
٣٣١. وأنتم قبل ذلك مسمعوه
قبيحَ المحفظات مواجهينا
٣٣٢. وهاجوه ومَرْوُوا ذاك فيه
قيانَ ابن الأخيطل عامدينا
٣٣٣. وقلتم أبتراً صنبورَ نخلٍ
وقلتم بابن كبشة هازئينا
٣٣٤. وطايرتم عليه الفَرْثَ عمداً
وكنتم للثنية ثارمينا
٣٣٥. وكنا طوعه في كل أمر
مطاوعة البرود اللابسينا
٣٣٦. وما قلنا له كمقال قومٍ
لموسى خيفة المتعملقينا
٣٣٧. ألا قاتل بربك إن فيها
جبابرة وإنَّا قاعدونا
٣٣٨. وقلنا سر بنا إنا لجمع
أراد لك القتال مقاتلونا
٣٣٩. فلو برك الغماد قصدت كنا
له من دون شخصك سائرينا
٣٤٠. وكل مؤلف فيكم ولما
يكن في اليعربين مؤلفينا
٣٤١. وآتينا الزكاة وكل فرض
وأنتم إذ بخلتم مانعونا
٣٤٢. وما حاربتم إلا عليها
ولولا تلك كنتم مؤمنينا
٣٤٣. فأي المعشرين بذاك أولى
على ما قد ذكرنا واصدقونا
٣٤٤. وفخركم بإبراهيم جهلاً
فإنا ذاك عنكم حائزونا
٣٤٥. ونحن التابعون له وأولى
به منكم لعمري التابعونا
٣٤٦. دعانا يوم أذَّن فاستجبنا
بأن لبيك لما أن دعينا
٣٤٧. وإن تفخر ببُرديه نزارٌ
فنحن به عليكم فاخرونا
٣٤٨. وإن كانوا بنيه فنحن أولى
لأنا التابعون العاضدونا
٣٤٩. وقد يزهو ببُردِ مُحَرِّقٍ مِن
تميمٍ وهو منا البهدلونا
٣٥٠. وهم نادوا رسول اللَه يوماً
من الحجرات غير موقرينا
٣٥١. ويفخر بالدخول على بنيه
أمية ريِّسُ المتدعمصينا
٣٥٢. ويعلو قسُّكم بالفخر لما
رأى منا الملوك الباذخينا
٣٥٣. وطال بكف ذي جدن عليكم
وكان من الملوك الواسطينا
٣٥٤. فدل بإنكم لمَّا تكونوا
بكف للملوك مصافحينا
٣٥٥. ونفخر بالردافة من تميم
رياحٌ دهرهم والدارمونا
٣٥٦. وقد طلب ابن صخر يوم قيظٍ
إلى عبد الكلال بأن يكونا
٣٥٧. له ردفاً فقال له ترانا
نكون لذي التجارة مُردفينا
٣٥٨. فقال فَمُنَّ بالنعلين إني
رميضٌ قال لستم تحتذونا
٣٥٩. حذاء ملوك ذي يمن ولكن
تفيَّا إنَّنا لك راحمونا
٣٦٠. ونحن بناة بيت اللَه قدما
وأهل ولائه والسادنونا
٣٦١. وخيف منىً ملكناه وجمعاً
ومشتبكَ العتايرِ والحُجونا
٣٦٢. ومعتلم المواقف من إلالٍ
بحيث ترى الحجيج مُعَرِّفينا
٣٦٣. فصاهرنا قصيٌّ ثم كنا
إليه بالسدانة عاهدينا
٣٦٤. وأصرخه رزاح في جموع
لعذرة في الحديد مقنَّعينا
٣٦٥. فكاثر في الجميع بهم خُزاعاً
فأجذم باليسار لنا اليمينا
٣٦٦. ولولا ذاك ما كانت بوجه
خزاعة في الجميع مكاثرينا
٣٦٧. وما فخر لعدنان علينا
بما كنا لهم به محتفينا
٣٦٨. وما كنا لهم من غير منٍّ
طِلاب الشكر منهم واهبيا
٣٦٩. ونحن غداة بدر قد تركنا
قبيلاً في القليب مكبكبينا
٣٧٠. ويوم جمعتمُ الأحزاب كيما
تكونوا للمدينة فاتحينا
٣٧١. فآل ابن الطفيل وُسُوق تمرٍ
يكون بها عليكم مستعينا
٣٧٢. فقلنا رام ذاك بنو نزار
فما كانوا عليه قادرينا
٣٧٣. وان طلبوا القرى والبيع منا
فإنا واهبون ومطعمونا
٣٧٤. فلما أن أبوا إلا اعتسافاً
وأضحوا بالأتاوة طامعينا
٣٧٥. فلينا هامهم بالبيض إنا
كذلك للجماجم مفتلونا
٣٧٦. وذاك المُوعد الهادي بخيل
وفتيان عليها عامرينا
٣٧٧. فقال المصطفى يكفيه ربي
وأبناءٌ لقيلة حاضرونا
٣٧٨. وما إن قال يكفيه قريش
ولا أخواتها المتمضِّرونا
٣٧٩. وأفنينا قريظة إذ أخلوا
وأجلينا النضير مطردينا
٣٨٠. وسرنا نحو مكة يوم سرنا
بصيدٍ دارعين وحاسرينا
٣٨١. فأقحمنا اللواء بكفِّ ليث
فقال ضرارُكم ما تعرفونا
٣٨٢. فآثرنا النبيَّ بكلِّ فخرٍ
وسمَّانا الإلهُ المؤثرينا
٣٨٣. وحان بنا مسيلمةُ الحنيفي
ي إذ سرنا إليه موفضينا
٣٨٤. وزار الأسودَ العنسيَّ قيسٌ
بجمع من غطيف مردفينا
٣٨٥. فعمم رأسَه بذباب سيف
فطار القحف يسمعه حنينا
٣٨٦. وهل غير ابن مكشوح همامٌ
يكون به من المتمرسينا
٣٨٧. وطار طليحة الأسدي لما
رآنا للصوارم مصلتينا
٣٨٨. ونحن الفاتحون لأرض كسرى
وأرض الشام غير مدافعينا
٣٨٩. وأرض القيروان إلى فرنجا
إلى السوس القصيِّ مغربينا
٣٩٠. وجربيُّ البلاد فقد فتحنا
وسرنا في البلاد مشرقينا
٣٩١. كأنا نبتغي مما وغلنا
وراء الصين في الشرقيِّ صينا
٣٩٢. وغادرنا جبابرها جميعاً
هُموداً في الثرى ومصفَّدينا
٣٩٣. وتابعهم يؤدي كل عام
إليكم ما فرضنا مذعنينا
٣٩٤. ووازرنا أبا حسن علياً
على المُرَّاق بعد الناكثينا
٣٩٥. وسار إلى العراق بنا فسرنا
كمثل السيل نحطم ما لقينا
٣٩٦. علينا اللام ليس يبين منا
بها غير العيون لناظرينا
٣٩٧. فأرخصنا الجماجم يوم ذاكم
وما كنا لهن بمثمنينا
٣٩٨. وأجحفنا بضبة يوم صلنا
فصاروا من أقل الخندفينا
٣٩٩. وطايرنا الأكف على خطام
فاشبهتها إلا القُلِينا
٤٠٠. وعنَّانا الخيول إلى ابن هند
نطالب نفسه أو أن يدينا
٤٠١. وطلنا نفتل الزندين حتى
أطارا ضرمة للمضرمينا
٤٠٢. وروَّحنا عليها بالعوالي
وبيض الهند فاستعرت زبونا
٤٠٣. ونادينا معاويةَ اقتربنا
بجمعك أننا لك موقدونا
٤٠٤. فصدَّ بوجهه عنا كأنا
سألناه شهادةَ مُزْوِرِينا
٤٠٥. وحامت دونه جمرات قومي
ومن دون الوصي محافظينا
٤٠٦. فأبهتنا نزاراً بالذي لم
يكونوا في الوقائع يعرفونا
٤٠٧. فطار فؤادُ أحنفكم فولَّى
ببعض تميمَ عنّا مرعبينا
٤٠٨. ويوم النهروان فأي يوم
فَلَلْنا فيه ناب المارقينا
٤٠٩. ولاقى مصعبٌ بالدير منا
شباة مُذَلَّق بتك الوتينا
٤١٠. وإنا للأولى بالمرج مِلنا
على الضحاك والمُتقيِّسينا
٤١١. وولى خوفنا زُفَرٌ طريداً
براهطَ والأحبة مقعصونا
٤١٢. وقوَّمنا أمية فاستقامت
وكانوا قبلها متأوِّدينا
٤١٣. فلمَّا رفَّعوا مضراً علينا
جعلنا كلهم في الأسفلينا
٤١٤. وقلنا الهاشمون أحق منكم
ونحن لهم عليكم مايلونا
٤١٥. فقام بنصرهم منا جُدَيعٌ
وكان لحربهم حصناً حصينا
٤١٦. وقحطبة الهمام همام طي
وما المُسْلِيُّ عامرُ منه دونا
٤١٧. شفا بالزاب من مروان غيظاً
وغادره ببوصيرٍ رهينا
٤١٨. وأثكلْنا زبيدةَ من فتاها
وغِلْناها محمدَها الأمينا
٤١٩. وأردينا الوليد بِقَرم قَسرٍ
ولم نك فيه ذاكم مرتضينا
٤٢٠. ورب فتى أزرناه شَعوباً
إذا يُدعَى أمير المؤمنينا
٤٢١. وجدَّعنا بني مطرٍ بمعنٍ
ونحن بمثل ذلك جادعونا
٤٢٢. سما من حضرموت له ابن عمرو
يطالب من بني مطرٍ ديونا
٤٢٣. فحيَّره ببُستَ لهم وولَّى
وكان بها ابن زائدةٍ قمينا
٤٢٤. وفي يوم البصيرة يوم ثارت
وفتنة مصر كنا القائدينا
٤٢٥. وأيام الدبا لِمْ نحنُ كنا
وقزوينٍ لكل قامعينا
٤٢٦. ونحن لكل حي منذ كنا
إذا خاف المهالكَ عاصمونا
٤٢٧. كعصمتنا ربيعة يوم طالت
على إخوانها بالحلف فينا
٤٢٨. وصاروا في تعاظمه لديهم
به في الشعر دأباً يفخرونا
٤٢٩. وقد جعلت معد الصهرَ منا
لهم فخراً به يتطاولونا
٤٣٠. بذا نطق القريضُ لِمُعظميهم
وكنا فيه منكم زاهدينا
٤٣١. وقد طلبت تميمٌ صهرَ جارٍ
لهم منا فأضحوا مبعدينا
٤٣٢. وما كانوا لغسان بكفء
لربّات الحجال مقدمينا
٤٣٣. ونحن الناكحون إلى عديٍّ
كرائمَه ونعم المنكحونا
٤٣٤. فأمهرنا الذي جعلوه فيهم
رضىً لجميعهم مَسْكاً دهينا
٤٣٥. ولما يجنِ جانيكم علينا
فنقصد غيرنا في المُعربينا
٤٣٦. فمن لخم إلى غسان تجري
ومن غسان في لخمٍ لعينا
٤٣٧. يُنَقِّلُ وُلْدَهُ كجراء كلبٍ
يُنقِّلها حذارَ الراجمينا
٤٣٨. ونحن الواهبون الدرع قيساً
وما كنا لشيء خازنينا
٤٣٩. فلم تعظم لدينا واستَثرتم
بها ما بينكم شراً مهينا
٤٤٠. وعُدَّ بها الربيعُ ربيعُ عبسٍ
إذا افتخروا بها في السارقينا
٤٤١. ونحن الواهبو الصمصامِ يوماً
لبعض سمادعِ المتعبشمينا
٤٤٢. فآلت حالُهُ في النسك فيهم
وكان بنا من المتمردينا
٤٤٣. ورب خزاية فيكم كَنينا
يشق بها رؤوس السامعينا
٤٤٤. ينبِّه سعدُ حسانٌ عليها
إذا أنشدتموه القاطنينا
٤٤٥. وقد قال النبي له أجبهم
تجد روح الهدى فيه معينا
٤٤٦. فقولك كالعذاب يُصبُّ صباً
عليهم مصبحين ومعتمينا
٤٤٧. ودونك من أبي بكر هنات
ترد بها نزاراً خاملينا
٤٤٨. فعيَّركم برايات البغايا
وما كنتم قديماً تَمهنونا
٤٤٩. وخبَّرَ أن قوماً نسلُ قبطٍ
وأقواماً سلالةُ أسودينا
٤٥٠. وألحق ساقطاً ونفا سواه
فألحقه بقوم أبعدينا
٤٥١. وأخبر باللقيط بما علمتم
ولم يك غير حق قابلينا
٤٥٢. ومنكم ذو الخويصرة المنادي
رسول الله عدلَ القاسمينا
٤٥٣. وسيدكم عيينة قد علمتم
يعد بحمقه في المرضعينا
٤٥٤. وسيد منقرٍ لمَّا يَزَعْهُ
حجاه عن خلال الطامعينا
٤٥٥. وقد نهب الزكاة وقال يهجو
أبا بكر فما أضحى مشينا
٤٥٦. وأحبلَ بنتَه والبدعُ يُدعَى
وغادر منقراً في المرتدينا
٤٥٧. وأقرع وابن ضمرة رَيِّساكم
فذا فدْمٌ وذا في المرتشينا
٤٥٨. وبعض بني أبي ذبّان منكم
فكان يعد رأس الأحمقينا
٤٥٩. وأظهرت القصائد من وليدٍ
عظيم الكفر للمتوسمينا
٤٦٠. ووافد ضبة نحو ابن هند
فمن أعجوبة المتعجبينا
٤٦١. ونوكاً لست أحصيهم إليكم
وقد كذبوا بِطَيءٍ ينتمونا
٤٦٢. وفينا الحكمة الغراء تطمو
على أفواهنا متكلمينا
٤٦٣. وإيمانُ القلوب وكلُّ صدق
وركن البيت للمتيمِّنينا
٤٦٤. وقد قال النبي أما رضيتم
بأن تضحي نزارٌ غانمينا
٤٦٥. بشاء أو بعير أو عبيد
وأنتم بي الغُدَيَّةَ تذهبونا
٤٦٦. وأنتم في الدناة أقل قوم
وفي الهيجاء علمي تكثرونا
٤٦٧. وقال اللَه لما أن كفرتم
وكنتم عن كتابه تنفرونا
٤٦٨. لقد وكلت بالإيمان قوماً
فكنا هم وليس بكافرينا
٤٦٩. فخلوا الفخر يا عدنان لستم
وقد رحنا بأحمد تحسنونا
٤٧٠. وكيف يعد مثلكم وأنتم
بقول إلَهنا المستضعفونا
٤٧١. سواء كنتمُ أو لم تكنوا
على الدنيا فكيف تفخَّمونا
٤٧٢. ولستم للمسائل أهل نفعٍ
ولستم للمُبائن ضائرينا
٤٧٣. ونحن الناحتون الصخر قدماً
مساكن فسحةً والشائدونا
٤٧٤. كغمدان المنيف وقصر هكرٍ
وبينونِ المنيفةِ محكمينا
٤٧٥. وصرواح وماربَ نحن شدنا
عليها بالرخام معمِّدينا
٤٧٦. فأهلكها الإله ببثقِ سيلٍ
ونجّانا فلم نكُ مهلكينا
٤٧٧. وأهلك من عصاه من سوانا
بأنواع البلاء مباكرينا
٤٧٨. وقال لنا اشكروني واحمدوني
فإني غافرٌ ما تجرحونا
٤٧٩. وقال لغيرنا كونوا على ما
زويتُ إلى سواكم صابرينا
٤٨٠. وقصر ظفار قد شدنا قديماً
وبعد براقش شدنا مَعينا
٤٨١. وأنكحنا ببلقيسٍ أخانا
وما كنا سواه مُنكحينا
٤٨٢. ولم تطلب بذي بقع بديلاً
ولو أنا بتنزيلٍ أتينا
٤٨٣. وكان لها بقول اللَه عرش
عظيم والبرية مقتوينا
٤٨٤. وشدنا ناعطاً في رأس نيقٍ
وكنا للخورنق شائدينا
٤٨٥. ونصَّبنا على ياجوج ردماً
فما كانوا عليه ظاهرينا
٤٨٦. بلبن من حديد بين قَطرٍ
ونحن الآن فيه حارسونا
٤٨٧. وخولنا النجائب نمتطيها
فذلت بعدنا للممتطينا
٤٨٨. ومنا سرها في آل كلب
ومهرة قصره والداعرينا
٤٨٩. وفينا العيش راح وهو فيكم
أعز من الشفاء لمسقمينا
٤٩٠. تظلون النهار على لَبينٍ
وطول الليل عنه مخمصينا
٤٩١. وقد قال ابن ظالم كم ترانا
لآثار السحائب ناجعينا
٤٩٢. وقال لكم أبو حفص ألا قد
عرفنا طيب عيش العائشينا
٤٩٣. لباب البر يكسوه ثريداً
صغار المعز واللبن الحقينا
٤٩٤. وقال متمم يحكي أخاه
وينعته لبعض السائلينا
٤٩٥. بشملته الفلوت على ثِفالٍ
فويقَ مَزادةٍ للمستقينا
٤٩٦. وقال مُنَخِّلٌ يحكي غناه
ويحسب أنه في المالكينا
٤٩٧. أنا ربُّ الشُوَيهةِ في بِجادِي
ورب النضوتين الظاعنينا
٤٩٨. وأعظم سيد فيكم يُفادَى
بعُشرِ فداءِ أشعثَ تعلمونا
٤٩٩. وأشعثُ ليس أرفع ذي يمانٍ
وما هو إن عددت من الذوينا
٥٠٠. وما فادت يمين أبي تراب
بغيرة مخطم المتيمِّنينا
٥٠١. وهرول يوم صفين عجولاً
فسار العسكران مهرولينا
٥٠٢. لإعظام الجميع له فلما
توقف وقَّفوا لا يحركونا
٥٠٣. وكنتم بين عابدِ ما هويتم
وبين زنادق وممجَّسينا
٥٠٤. كآل زُرارة نكحوا بجهل
بناتَهم بكسرى مُقتدينا
٥٠٥. ونَبَّوا منهمُ أنثى وقالوا
نكون بها الذكورة مشبهينا
٥٠٦. وضارطهم فلم يخجل ولمّا
يكن ليشيده مل ألقاطنينا
٥٠٧. ولا تنسوا طلاب هذيل منكم
لتحليل الزنا مستجهدينا
٥٠٨. وبكراً يوم بالوا في كتاب
أتى من عند خير المنذرينا
٥٠٩. وكانت عامر بكتاب حق
أتى منه لدلوٍ راقعينا
٥١٠. وعكلٌ يوم أشبعهم تِراراً
برسل لقاحه متغبقينا
٥١١. فكافوه بأن قتلوا رعاه
وشلوهن شلّاً مسرعينا
٥١٢. ونحن بصالح والجد هود
وذي القرنين والمتكهفينا
٥١٣. وفَيصَلُ مُرْسَلِي ربِّي شعيبٌ
وذي الرس بنِ حنظل فاخرونا
٥١٤. وبالسعدَينِ سعدٍ ثم سعدٍ
وعمار بن ياسر طائلونا
٥١٥. ولقمان الحكيم فكان منا
ومولى القوم في عدل البنينا
٥١٦. ومنا شبه جبريل ومنكم
سراقة شبه إبليس يقينا
٥١٧. ببدر يوم ولَّى ليس يلوي
على العقبين أولى الناكصينا
٥١٨. ومنا زيد المشهور باسم
من التنزيل بين العالمينا
٥١٩. وردف المصطفى منا ومنا
فأنصار له ومهاجروينا
٥٢٠. ومنا ذو اليمينين الخزاعي
وذو السيفين خير المصلتينا
٥٢١. ومنا ذو الشمالين المحامي
وذو العينين عجب الناظرينا
٥٢٢. وذو التمرات منا ثم حُجرٌ
وخبَّابٌ إمام الموقنينا
٥٢٣. وذو الرأي الأصيل وكان منا
خزاعة عدل شفع الشافعينا
٥٢٤. ومنا أقرأ القُرَّا أبيٌّ
ومنا بعد رأسُ الفارضينا
٥٢٥. ومنا من تكلم بعد موت
فأخبر عن مصير الميتينا
٥٢٦. وأول من بثلث المال أوصى
ليفرق بعده في المقترينا
٥٢٧. ومن أُرِيَ الأذان وكان منا
معاذ رأسُ رسل المرسلينا
٥٢٨. ومنا من رأى جبريل شفعاً
ومنا في النبي الغائلونا
٥٢٩. ومنا من أبرَّ اللَه ربي
له قسماً وقل المقسمونا
٥٣٠. ومن بسط النبي له رداء
وأوصاكم به للسيدينا
٥٣١. ومنا ذو المخيصرةِ ابنُ غنمٍ
ومنا للقُرَان الحافظونا
٥٣٢. ومنا المكفنون وذاك فخر
بقمص المصطفى إذ يدفنونا
٥٣٣. كصيفي بن ساعد وابن قيس
وعبد اللَه رأس الخزرجينا
٥٣٤. وما ابن أبي سلولٍ ذا نفاق
فإن قلتم بلى فاستخبرونا
٥٣٥. أليس القول يظهر كل شر
له كل الخلائق كاتمونا
٥٣٦. ونحن نراه عاذ بما يُصالي
بجلد الهاشمي ولن يكونا
٥٣٧. بغير حقيقة إلا شققنا
لكم عن قلبه تستيقنونا
٥٣٨. كما قد قال أحمد لابن زيد
لقتل فتى من المستشهدينا
٥٣٩. فلولا إذ شككت شققت عنه
فتعلم أنه في الكافرينا
٥٤٠. وفينا مسجد التقوى وفينا
إذا استنجيتم المتطهرونا
٥٤١. ومنا الرائشان وذو رعين
ومن طحن البلاد لأن يدينا
٥٤٢. وقاد الخيل للظلمات تدمى
دوابرها لكثرة ما وجينا
٥٤٣. يُطرِّحنَ السخالَ بكل نشزٍ
حُداها لم تُعِقْ لما لَقينا
٥٤٤. طوين الأرض طولاً بعد عرض
وهنَّ بها لعمرك قد طوينا
٥٤٥. فهن لواحق الأقراب قُبٌّ
كأمثال القداح إذا حنينا
٥٤٦. يطأن على نسورٍ مُفْرَجاتٍ
لِلَقطِ المروِ ما اعتلت الوجينا
٥٤٧. فَتُحسَبُ للتوقُّمِ مُنعلاتٍ
بأعينهنَّ مما قد حفينا
٥٤٨. تكاد إذ العضاريط اعتلتها
بلا ثمن الثرى مما ونينا
٥٤٩. فدان الخافقان له وأضحى
ملوكهما له متضائلينا
٥٥٠. أبو حسان أسعد ذو تَبان
وذلك مفرد عدم القرينا
٥٥١. ومنا الحَبْر كعب ثم منا
إذا ذكروا خيارُ التابعينا
٥٥٢. أخو خولان ثم أبو سعيدٍ
وثالثُهم إذا ما يذكرونا
٥٥٣. فعامر وابن سيرين وأوسٌ
وذاك نعده في الشافعينا
٥٥٤. وبابن الثامري إذا افتخرنا
ظللنا للكواكب معقلينا
٥٥٥. ومنا كل ذي ذربٍ خطيب
ومن الشاعرون المفلقونا
٥٥٦. ومنا بعد ذا الكهان جمعاً
وحكّام الدماء الأولونا
٥٥٧. ومنا القافة المبدون مهما
به شكلت عروق الناسبينا
٥٥٨. ومنا عابروا الرؤيا بما قد
تجيء به ومنا العائفونا
٥٥٩. ومنا راويو خبر الترايا
ومنا العالمون الناسبونا
٥٦٠. ومنا أسقفاً نجران كانت
برأيهما النصارى يصدرونا
٥٦١. ونفخر بالخليل الأزد منا
وحق لهم حكيم المسلمينا
٥٦٢. ومنا سيبويه وذو القضايا
أخو جرم رئيس الحاسبينا
٥٦٣. ومنا كل أرورع كابن مَعدِي
وزيد الخيل مردي المُعْلِمينا
٥٦٤. وفروة وابن مكشوح وشرح
ووعلة فارس المترسِّبينا
٥٦٥. ومُسهرُ وابن زحرٍ ثم عمروٌ
وعبد اللَه سيف اليثربينا
٥٦٦. وسفيان بن أبرد وابن بحر
ومنا الفتية المتهلِّبونا
٥٦٧. ومنهم مالكوا الأرباع جمعاً
وكانوا اللخوارج شاحكينا
٥٦٨. وما للأشتر النخعي يوماً
ولا قيس بن سعدٍ مشبهونا
٥٦٩. ولا كعدي طيِّ وابن قيسٍ
سعيد الملك قرم الحاشدينا
٥٧٠. وشيبان بن عامر عدلُ ألفٍ
وما مثل ابن ورقا تنجلونا
٥٧١. ومنا المُتَّلُون لكل فتح
ورائبُ صدعكم والراتقونا
٥٧٢. وبالحسن بن قحطبة افتخاري
إذا ما تذكرون المطعمينا
٥٧٣. فتى أمرت ملوك الروم لما
رأته عدلَ نصف المُعربينا
٥٧٤. بصورته على بيع النصارى
وتمثالاً بطرق السابلينا
٥٧٥. وما مثل ابن عُلبةَ وابن كرز
وعبد يغوث بين القاتلينا
٥٧٦. فهذا مصلح شسعاً وهذا
يقول قصيدة في الحاذلينا
٥٧٧. وذاك مؤمر من بعد قتل
بأنه لم يكن في الجازعينا
٥٧٨. ومد يداك يسرى بعد يمنى
ولم يك للمنية مستكينا
٥٧٩. وما كجوادنا فيكم جواداً
وكلا ليس فيكم باذلونا
٥٨٠. وأين كحاتم فيكم وكعب
وطلحة للعفاة المجتدينا
٥٨١. وحسان بن بحدل قد تولَّى
خلافتكم وأنتم حاضرونا
٥٨٢. ومن خفتم غوائله عليها
وكنتم منه فيها موجلينا
٥٨٣. ومنا من كسرتم يوم أودَى
عليه من لواء أربعينا
٥٨٤. ومن سجدت له مائتا ألوف
وأعتق أمة يتشهدونا
٥٨٥. ومنا مدرك بن أبي صعيرة
ومُذكوا الحرب ثم المخمدونا
٥٨٦. وقاتل صمَّة الهندي منا
ومنا بعد ذا المتصعلكونا
٥٨٧. كمثل الشنفرَى وهمامِ نهدٍ
خزيمةَ أمردِ المتمردينا
٥٨٨. وندمان الفراقد كان منا
وضحاك بن عدنان أخونا
٥٨٩. ومن خدمته جنُّ الأرض طوعاً
وما كانوا لخلقٍ خادمينا
٥٩٠. وبادرنا فلم تحصى إذا ما
عددتم أو عددنا المفردينا
٥٩١. ووإن قلنا قد اتبعوا لديكم
وكانوا خلف قومي تابعينا
٥٩٢. وفينا ضعف ما قلنا ولكن
قصرنا إذ يعاب المسهبونا
٥٩٣. ولكني كويتُ قلوب قوم
فظلوا بالمناخر راغمينا
٥٩٤. يعضون الأنامل من خزاء
وما ذاكم بِشافِ النادمينا
٥٩٥. فلا فرج الإله همومَ قوم
بفتح القول كانوا مبتدينا
٥٩٦. هم ولجوا إلى قحطان نهجاً
فصادفهم به ما يحذرونا
٥٩٧. وقد شيدت فخراً في قبيلي
يقيم مخلداً في الخالدينا
٥٩٨. فمن ذا يضطلع بعدي بهدم
فيهدمه بإذن الشائدينا
٥٩٩. فهدم الشيء أيسر غيركم
من البنيان عند الهادمينا
٦٠٠. ولو أني أشاء لقلت بيتاً
تكاد له الحجارة أن تلينا
٦٠١. ولكني لرحمتهم عليهم
بتزكية من المتصدقينا
٦٠٢. فكم حلم أفاد المرء عزاً
ومن جهل أفاد المرء هونا
٦٠٣. وحسبك أن جهل المرء يضحي
عليه للعداء له معينا