Feedback

لما أدار مدامة الأحداق

لما أدار مدامة الأحداق

دبت حميا نشوة الأخلاق

جار المدير لها ولو عدل الهوى

في حكمه لامت جوار الساقي

ظبي أعار الليل طرة شعره

وأمد ضوء الصبح بالإشراق

وسنان ذاب السحر في آماقه

وأذاب ماء الروح في آماقي

كتب الجمال على صحيفة خده

عذر المحب وحجة المشتاق

ما كنت أدري قبل رؤية وجهه

أن الخدود مصارع العشاق

أشفقت من إعراضه وصدوده

فوقعت فيما خفت من إشفاقي

وافقته مذ كان وهو مخالفي

فأعجب لطول خلافه ووفاقي

خلق من الأيام معروف لها

مازال يجزي طاعة بشقاق

وافقتها زمن الشباب فأقسمت

لا كان رفق العيش بعض رفاقي

وصحبتها بعد المشيب فأخفقت

منها المطامع أيما إخفاق

ولقد كشفت لها قناع قناعة

خلعت رداء العجز والإملاق

وركبت أعجاز القوافي طالباً

بصدورها شرف الحياة الباقي

وإلى أبي الغارات واهنت الخطا

أيدي جيادي بالثناء رباقي

مولى الملوك الصالح الهادي إلى

شرع الندى ومكارم الأخلاق

يممت ساحته التي لاقى الغنى

فيها كساد مدائحي بنفاق

ولثمت راحته التي قسمت بها

معلومة الآجال والأرزاق

أحيا بها وأمات حتى خلتها

جمعت زعاف السم والدرياق

والغيث ينبوع الحياة وطالما

وافى مع الإغراق بالإحراق

ملك أصوغ مديحه من شعره

فصلاته عندي بلا استحقاق

لما علقت به وثقت بمنعم

أمسى كريم العهد والميثاق

أعتقت من رق الملوك مطامعي

ورميت عصمة ودهم بطلاق

أما وقد أصبحت من خدامه

فالشام شامي والعراق عراقي

فإذا حنت مصر علي وربها

فالأرض داري والسماء رواقي

من مبلغ اليمن الذي فارقته

ما غاب عنه من حديث فراقي

إني وردت الجود يفهق بحره

وشربت من كأس الغنى بدهاق

في ظل فياض المواهب أبلج

حلت يداه من الزمان وثاقي

أنسيت حين وردت غمر نواله

ما اعتدت من ثمد ومن رقراق

للناصر بن الصالح الشرف الذي

فاقت به مصر على الآفاق

ملك إذا استثنى أباه وجده

فضل الورى طرأً على الإطلاق

أنظره أو فانظر أباه تجدهما

سيين في شرف وفي أخلاق

من آل رزيك الذين سما بهم

شرف لنيل العز والأعراق

من دوحة المجد التي أغصانها

مجحدية الثمرات والأوراق

آساد حرب لم ترع بكريهة

وبدور مجد لم تشن بمحاق

أضحى بمحيي الدين كل معاند

وفؤاده كلوائه الخفاق

عضد الإمام ومجد الإسلام الذي

يرمي عيون عداه بالإطراق

الفارس المزري بكل منازل

في يوم معركة ويوم سباق

والواضع الأرماح بعد نباله

في الدرع بين ترائب وتراق

من لا يروعه الهياج إذا التقى

والتف ساق في الجلاد بساق

شاهدت في الميدان مثل فعاله

في الحرب بين ذوابل ورقاق

يرمي ويطعن جامعاً في حالة

عمل النصال الزرق والأفواق

بموارق من نبله شبهتها

برماحه في المعشر المراق

في ظهر وردي الأديم كأنه

برق تألق في متون براق

ملك إذا جادت سماء نواله

أزرت بصوب الوابل الغيداق

لا أشتكي ظمأ الأماني بعدما

روت سحائبه ثرى إملاقي

من شاكر عني نداه فإنني

عن شكر ما أولاه ضاق نطاقي

منن تخف عليه إلا أنها

نقلت مؤونتها على الأعناق

قد كنت حراً قبل أنعمه التي

حكمت عوارفهن باسترقاقي

فالله يبقيه ووالده فقد

سادا ملوك الأرض باستحقاق