١. أحببتها ساخرة كالرؤى
مبهمة غامضة كالظنون
٢. مجنونة و الحسن لم تكتمل
فتنته إلاّ ببعض الجنون
٣. طروبة ضحّاكة كالصّبا
كئيبة قاتمة كالمنون
٤. اليأس في أجفانها و المنى
و الضحك في ألحانها و الأنين
٥. و خفّة الأيّام في ثغرها
لكن بعينيها وقار السنين
٦. قد مزّق الفجر و لم تثنه
شفاعة الحبّ و نجوى الفتون
٧. غلالة شفّافة عذبة
على لماها من رؤى الحالمين
٨. تثير في قلبي شكوك الهوى
لاذعة ثمّ تريد اليقين
٩. هيهات قلبي قد غدا كافرا
و كان فيها أوّل المؤمنين
١٠. يا صورة أبدع تكوينها
في مطلع الفجر إله الفنون
١١. و نغمة من بعض ألحانها
همس اللّيالي و ارتعاش الغصون
١٢. و نفحة لله عطريّة
ندّية حيّا بها البائسين
١٣. و زهرة أخشى على حسنها
من خطرة الفكر و نجوى العيون
١٤. لا تخدعيني إنّني عالم
بما تبينين و ما تكتمين
١٥. أرى على خدّيك فيما أرى
بألف لون قبل العاشقين
١٦. من قبلة خائنة مرّة
و قبلة وادعة في الجبين
١٧. و قبلة حمراء مثل اللّظى
و قبلة بيضاء مثل اليقين
١٨. تأبين إلاّ محو آياتها
و هنّ يا ليلاي لا يمّحين
١٩. لا تنكري حبّك لي إنّني
أستشهد الريحان و الياسمين
٢٠. و النهر إذ تنظر أمواجه
لا أستحي منها و لا تخجلين
٢١. و الأيكة الخضراء إذ أبصرت
تبذّل الحسن الشهيّ المصون
٢٢. و أنّه بحت بها للدجى
فعطّر اللّيل عبير الأنين
٢٣. دامية موجعة وقّعت
ألحانها يمنى الرّجيم اللّعين
٢٤. سأسكب الدمعة فيها الأسى
و الشعر و الحبّ الشجيّ الحزين
٢٥. لعلّني يشفع بي عندها
هذا الهوى الباكي و هذا الحنين
٢٦. سا صورة أبدع تكوينها
في مطلع الفجر إله الفنون