١. عهد عليه من الضحايا رونق
ألحق من لبناته و المنطق
٢. بنت الدموع به فمكّن صرحه
جرح ينزّ و عبرة تترقرق
٣. و دم سقى ظمأ الصباح ففجره
ثمل و مشرقه نديّ مشرق
٤. و زكا فعند الغوطتين تحيّة
منه تمرّ على الصخور فتورق
٥. من خالد أو من عهود أميّة
ما انفكّ يزكو بالشام و يعبق
٦. و حلفت قد كتب البقاء لها دم
قان و عهد للحليف و موثق
٧. رافقتها من أربعين تصونها
و تردّ عنها النازلات و تشفق
٨. تفني شبابك في الشام و حبّها
و شبابها في جدّة لا تخلق
٩. غسّان جنّ بها و هام أميّة
و هفا إليها الهاشميّ المعرق
١٠. لم ينصفوا لمّا شكوا نزواتها
هي جمرة الدنيا تضيء ة تحرق
١١. تبغي المزيد من الصبّابة و الهوى
و تلحّ لا تحنو و لا تترفّق
١٢. فاعذر إذا ملكت هواك فإنّها
و أبيك أملح من يحبّ و يعشق
١٣. من مبلغ عنّي الرئيس قصيدة
تحمي الثغور فكلّ بيت فيلق
١٤. و أنا الذي غنّى الشام فهزّها
منه البيان العبقريّ المونق
١٥. دلّلت محنتها بسحر قصائدي
أيّام يستحذي الكميّ فيطرق
١٦. و جبهت بالحقّ العنيف عدوّها
و عدوّها ثمل الضغائن أخرق
١٧. ألقى الأذى فيها و أطرب للأذى
فمشرّد حينا و حينا موثق
١٨. رنت العيون إلى جلالك خشّعا
و البدر يلثم في العيون و يرمق
١٩. حوّطته باسم النبيّ و آله
ممّن يفيء إلى الظلام و يرشق
٢٠. في موكب تتدفّق الذكرى به
و الخيل في جنباته تتدفّق
٢١. مروان آب إلى الحمى فتزيّنت
للقائه بعد القطيعة جلّق
٢٢. و كأنّ فتحا من فتوح أميّة
حملت بشائره الجياد السبّق
٢٣. ذاك البناء تكاملت أجزاؤه
إلاّ طرائف في يديك تنسّق
٢٤. و يزيد في حسن القصور و سحرها
فنّ يرفّ إطارها و يزوّق
٢٥. إن تعي بالزمن الطويل فربّما
صحب الأناة الصّانع المتأنّق
٢٦. إنّ الأولى محضوك صفو و لائهم
غير الألى محضوه و هو مرنّق
٢٧. من عرفت بلاءه و وفاءه
أهوى فأسرفت في هواي و أصدق