١. بردك فوق الخصر جار الرؤى
فخلفه تطفر جنّيّتان
٢. شيطانتان اصطفتا جنّة
قد تؤنس الجنّة شيطانتان
٣. دارت على الظمأى حميّاهما
فاللهو في الجنّة طلق العنان
٤. يدنيهما الشوق و لم تدنوا
فهل هما نهدان أم نجمتان
٥. تموج ألحان الصبا فيهما
كأنّما نهداك أغرودتان
٦. عشّان لا للطّير بل للهوى
عشّان ، بل للمسك قاروتان
٧. عندي طيوب لك أعددتها
عطر لباناتي و عطر البيان
٨. رشّا على حسنك ريّاهما
فهل درى عطراي ما يفعلان
٩. حسنك عطر العطر في جنّتي
على غناها و لبان اللبان
١٠. فاغدي على الرمل و روحي يضع
ورد و يفرش طيبه أقحوان
١١. عيناك بحر حين أغفى انحنت
فلملمت أحلامه الضفّتان
١٢. تغفو بعينيك طيوف المنى
عيناك للأشواق أرجوحتان
١٣. قلبي و قرطاك حليفا ضنى
ألم يئن أن يتعب الخافقان
١٤. و خصلتان ارتاحتا في يدي
من الدجى المخمور مسكوبتان
١٥. شذاهما باق و إن غابتا
كأنّما فرعاك ريحانتان
١٦. تغامزين البدر في موعد
فغرت لمّا التقت الغمزتان
١٧. ينمنم الأحلام فضّيّة
و تنسج الشمس لك الأرجوان
١٨. و ملكك البدر و شمس الضحى
و ما يصوغان و ما يغزلان
١٩. قد باح جفناك بسرّ الدجى
جفناك من سرّ الدجى مترعان
٢٠. تضحك عيناك و إن جدّتا
لا سحر في عينين لا تضحكان
٢١. تنطق عيناك و لم تنطقي
و قد تطيلان و قد توجزان
٢٢. و لم تضيقا بمعاني الهوى
ألا تلومان ألا تتعبان
٢٣. رشيقة الأحزان و القدّ . هل
ينبت في جمر الغضا غصن بان
٢٤. نزلت قلبي سدرة المنتهى
ما أرز لبنان و ما الغوطتان
٢٥. و بيننا قربى الشذى للشذى
ألحسن و الشعر رضيعا لبان
٢٦. ترشف من نهديك إغفاءتي
كأسين قد أترعتا بنت حان
٢٧. طافت بك الكأس فرنّحتها
و جنّ لمّا شمّك الزعفران
٢٨. نبع الصبا المسحور يشتفّه
قلبي و السمراء و الفرقدان
٢٩. نشتفّه حتّى ثمّالاته
فنحن لا نفنى و يفنى الزمان
٣٠. نشتفّه حتّى يعود الصبا
و اللّمّة السوداء و العنفوان
٣١. و بيننا في ربوة سمحة
حلو السفوح الخضر ، حلو الرعان
٣٢. و غابة يغفو الضحى عندها
و شمسها تغرب قبل الأوان
٣٣. قبورنا فيها بلا وحشة
يؤنسها في الوحدة السنديان
٣٤. و قبّة تحرس كنز الدجى
كأنّها في الغابة الديدبان
٣٥. و النبع و القبّة في هدأة
يسرع دهر و هما وانيان
٣٦. ما هزّت الدنيا أناتيهما
فتغرب الدنيا و لا يدهشان
٣٧. و لوّحت من بعض أفيائنا
كفّان بالحنّاء مخضوبتان
٣٨. حضنت في السمراء دنيا المنى
حين التقينا كبّر العالمان
٣٩. جزنا حدودو الكون ، لا مشرقان
في جلوة النّور ، و لا مغربان
٤٠. جزنا حدود الكون ، حتّى التقى
كلّ مغيب عندنا بالعيان
٤١. و عاد للأنجم ما ضاع من
أضوائها و اعتنق الأزهران
٤٢. و اختصر الدنيا شذا مسكر
أو لهفة عذراء أو قبلتان
٤٣. بحت بأسراري فعبّوا الشذى
فضّت عن الراح العتيق الدنان
٤٤. نا غاب عن أعراسنا أهلنا
ألشمس و الأنجم في المهرجان
٤٥. و الناس لا تعرف أحزاننا
يرثى لنا الشوق و يبكي الحنان
٤٦. يرفعني الموج . إلى شاهق
و حطّني .. لا تهدأ الكفّتان
٤٧. زلزلت الأمواج زلزالها
و احتضنتها دجنة من دخان
٤٨. قد رجّها العاصف حتى طغى
لؤلؤها – طوع يدي و الجمان
٤٩. و محنة طالت و أكرمتها
بالصبر حتّى ملّ دهر فلان
٥٠. لا يقنط الحرّ و لا يشتكي
لكلّ بحر هائج شاطئان
٥١. فتّشت عن خوفي فلم ألفه
كيف أرى الخوف و أنت الأمان
٥٢. قرّبنا الله ففوق الزمان
نحن مع النور و فوق المكان
٥٣. يضوّئ الظلمة إيماننا
و يسكر الفجر رحيق الأذان
٥٤. نحن و قلبانا و أسرارنا
شوق إلى الله و أغنيّتان
٥٥. أوجهها أم بيته قبلتي
أستغفر الله فلي قبلتان
٥٦. نريد جمرا لبخور الهوى
في النار هذا الجمر لا في الجنان
٥٧. صلاتنا النور فمن وهجها
شعّ الضحى و أتلق النيّران
٥٨. من وردنا الأفلاك تسبيحة
و الصبح و النجمة تكبيرتان
٥٩. تغمزني الشمس عناق الهوى
فلفّني من فرعها خصلتان
٦٠. وجهي – و لم تخدع أساريره
و القلب مرآتان مجلوّتان
٦١. كتبت ( بسم الله ) فالطرس من
عدن ( و بسم الله ) حوريّتان
٦٢. لم يعنني عسر و لا شدّة
الله و السمراء لي المستعان
٦٣. عرّيت فقري عند بابيهما
و تعذّب الشكوى و يحلو الهوان