Feedback

لذبيحة الغفران ينبوع الفدى

١. لذبيحةِ الغُفران يَنبُوعُ الفِدَى
وضحيَّة القُربانِ ضَحوَة والعِشا

٢. خُرُّوا إلى الأَذقانِ ياكُلَّ الوَرَى
واهدُوا السُجودَ مع الملائك والقُوَى

٣. فهيَ السُجودُ الأَعظَمُ الأَسمَى لِعظم
جَلالهِ والمقتضيهِ من الوَلا

٤. وهُوَ المُعادِلُ عدلَهُ ممَّا تَقا
ضاهُ الوَفاءُ عن الخطيَّة واقتَضَى

٥. خُبزٌ بهِ جَسَدُ المسيح مُحجَّبٌ
خمرٌ بهِ دَمُهُ الكريمُ قد اختَبَى

٦. قُوتُ النفوس وقُوَّةُ الأرواحِ في
خُبزٍ وخمرٍ جَلَّ عن فَهمٍ ذكا

٧. خُبز الحيوةِ من اغتَذَى منهُ اغتَدَى
في صَفو عيشٍ لن يُلِمَّ بهِ قَذَى

٨. هُوَ خُبزُنا اليوميُّ قُوتُ حَياتِنا
بل كُفؤُها وسَواهُ ليسَ بهِ اكتِفا

٩. عُربُونُ مجدِ اللَهِ مَن قد حازَهُ
حازَ التَمَلُّكَ في السَماواتِ العُلَى

١٠. شَجَرُ الحيوةِ برَوض جَنَّةِ بِيعةِ اللَه
الَّتي ما مات مَن منها اجتَنَى

١١. لو أَنَّ آدَمَ نالَ منها لم يكن
نالَ المَنا يوماً بهِ عَدِمَ المُنَى

١٢. كلَّا ولا حوّاءُ أَغوَتهُ بما
أَلقَى إليها الصَلُّ فيما قد طَغَى

١٣. هو لَذَّةُ الأَرواحِ يُخبَرُ بالنُهَى
من ذي التُقَى وسِواهُ يُخبَرُ باللَها

١٤. هذا هو المَنُّ السماويُّ الذي
نقتاتُ منهُ بِتيهِنا في ذي الفَلا

١٥. مَنٌّ بهِ السَلوَى فمالَك تَطلُبُ ال
سَلوَى التي تَمنِيكَ يوماً بالمَنا

١٦. مَنٌّ حَوَى من كل طَعمٍ فائقٍ
ما أَشعَرَت فيهِ سِوَى أهل التُقَى

١٧. فيهِ يذوقُ المرءُ آلاءَ البَقا
لا مَطعَمَ البَلوَى ولا داءَ البِلَى

١٨. لو حاملُ النورِ احتَسَى من كأسِها
ما كانَ نحو العُمق بالكِبر انهَوَى

١٩. لو ذاقَها نُوحٌ لما هَزَأَ ابنُهُ
فيهِ ولُوطُ لَما جَنَى ما قد جَنَى

٢٠. لو أَن سُلَيمانُ الحكيمُ حَظِي بها
ما هامَ قلباً بالجَمال ولا غَوَى

٢١. لو أَنَّ مفؤُداً سُقِي من خمرها
لشُفِي ومَوؤُداً لقامَ من الثَرَى

٢٢. تِرياقُ أَنفُسِنا المجرَّبُ تنتفي
منهُ سُمُومُ خَطائها دونَ الرُقَى

٢٣. والبلسمُ المُختارُ للكَلم الذي
كُلِمَت بحدًّ ذُنُوبها لا بالمُدَى

٢٤. ودَوَاؤُنا الشافي لداءِ نُفُوسِنا
ما شفَّها من إِثمها أَلَمُ الدَوَى

٢٥. هذا دينارانِ فُندُق بِيعةِ اللَهِ
التي بهما اغتَنَت أَغنَى الغِنَى

٢٦. وبها جريح لصوص مأثمهِ الذي
قد انفقت بهما عليهِ لأَن بَرا

٢٧. ذَر طِبَّ بُركُلُسٍ وبُقراطٍ فذا
نَبت وذلك مَعدِنٌ خِلصُ البَرَى

٢٨. واختَرُ نَباتَ الآبِ والبِكر التي
وَلَدتهُ بَرّاً وهو باري مَن بَرَى

٢٩. إضُّ الحيوة لك حيٍّ مَعدِنُ ال
بُرءِ الذي فيهِ الشِفاءُ من الضَنَى

٣٠. يا مَولِدَ الأَزَليِّ من آبٍ بلا
أُمٍ وبالزَمَنيّ من أُمٍّ بلا

٣١. فهو الوحيدُ القرن ينصل كل سمٍّ
مهلِكٍ ويَذُودُ أنواعَ الأَذَى

٣٢. بل حيَّةٌ يَشفَى السليم بها إذا
ما إِن سُقِي من كأسها خمرَ الدُمَى

٣٣. فهو الطبيبُ وليسِ يعجزُ أمرهُ
ما أَكبَرَتهُ بل تَحامَتهُ الإِسا

٣٤. كم أبكمٍ قد حَلَّ عَقدَ لِسانهِ
بل اكمهٍ أَجلَى عَماهُ بلا جِلا

٣٥. ولكم اصمٍّ صار ذا سَمعٍ وكم
من ميِّتٍ أَحيَى ومن داءٍ شَفَى

٣٦. يا راحةً قُدسيَّةً بل راحةً
أبديَّةً في حَسوِها فَقدُ العَنَا

٣٧. يا كَرمةً رَوَّى كرائِمَ كَرمِها
دَمُها فأَنبَتَتِ العَذارَى بالرَوا

٣٨. يا زيتَ اليَشَعَ النبيِّ لكلل آ
نيةٍ خَلَت من حُبِّ دُنياها ملا

٣٩. من قد تحدَّرَ فوقَ مَيتِ نُفوسنا
مُتَصاغراً فأَقامَها غِبَّ الرَدَى

٤٠. ودقيقُ تلك الصارفيَّةِ لم يشحَّ
وفي دَوامِ الجَدب منهُ يُغتَذَى

٤١. وكُساءُ باعاز الذي التَمَسَتهُ را
عوثُ الكنيسة فاكتَسَت خَيرَ الكُسَى

٤٢. وَتَخِذتَها عِرساً وأَنتَ عَرُوسُها
فأَتَت بنسلٍ منك بالنُعمَى ربا

٤٣. ووِشاحُ ايليَّا الذي أَبقى لأَليَشَعَ
النبيِّ غَداةَ أُصعِدَ وارتَقى

٤٤. وغِذاؤُهُ المَلَكيُّ إِذ أَسرى بهِ
حتى رُبى حوريب لم يألُ السُرَى

٤٥. يا قوسَ عَهدِ اللَهِ من أَمِنَت بهِ ال
أَرواحُ من سَخَطٍ وفازت بالرِضَى

٤٦. والخاتَمُ الماحي صُكوكَ خَطائنا
عن رأفةٍ فَتقَ النُفوسِ بها رَفا

٤٧. بَعَشائِهِ السِر تالي رَخصِهِ
من رُسلِهِ الأَقَدامَ رمزاً للنَقا

٤٨. وتسوُّماً بالطُهرِ للسِرِّ الذي
فيه يَميحُ مَنِ استَحقَّ لهُ الأَلَى

٤٩. وبِحال ما فاءَ اتَّكا مُتَسربِلاً
ما كانَ من أثوابهِ عنهُ نَضا

٥٠. أوصاهُمُ بالإِتِّضاع برَسمِهِ
أَن يَرحَضوا اقدامَ بعضهمِ كما

٥١. ولقد تَناوَلَ بَينَهم في الحال خبزاً
شاكراً ومُباركاً ثُمَّت تَلا

٥٢. كَلِماتُ فيهِ الجوهريةُ ما بها
لا ما عَداها في الذبيحةِ يُحتَوى

٥٣. فخُذُوا كُلُو اذا إِنَّه جَسَدي الذي
يُعطَى لكم أبداً لَمغفَرة الخَطا

٥٤. ثُمَّت تَناوَلَ كأسَ خمرٍ قائلاً
فخُذوا اشرَبُوا كلٌّ بإِيمانٍ صَفا

٥٥. هذا دَمِي العهدُ الجديدُ وإِنَّهُ
لَيُراقُ عنكم بل جميع بَنِي الوَرَى

٥٦. هذا اصنَعوهُ لأَجل ذِكرِي مانحاً
لهُم بهِ سُلطانَ كَهنوتٍ سَما

٥٧. لِيُقدِّسوا ذا السِرَّ سِرَّ خَلاصِنا
مُتَعاقباً ما عاقَبَ الليلُ الضَحَى

٥٨. ويُوزِّعوهُ على الأَنامِ المُؤمنينَ الأَبرياءِ
ومَن عَنِ الذَنبِ انثَنَى

٥٩. من مَشرِقِ الآفاقِ حتى غَربِها
أبداً تُقدَّسُ ذي الذبيحةُ في المَلا

٦٠. فاستَأثَروهُ بالمحبَّة إِنَّهُ
سِرُّ المحبَّة حاسماً داءَ القِلَى

٦١. سِرٌّ سَرِيٌ فائقُ الأَسرارِ لم
تُحِطِ الملائكُ آيَ مُعجِزِ ما حَوَى

٦٢. ظَهَرَت لنا طُرُقُ الخَلاصِ بهِ وقد
كانت مُنَيذَ الدهر مُبهَمةَ الضوى

٦٣. مرموزُ كلّ ذبيحةٍ وضحيَّةٍ
رَمَزتهُ وانتَسَخَت ومُوجِبُها انتَفَى

٦٤. كانت لهُ ظِلّاً واذ ذَرَّت لنا
شمسُ الحقيقةِ زال والرَسمُ امَّحَى

٦٥. كَمَلَت رُسومُ الأَنبِياءِ بهِ وما
أعناهُ شرعٌ قد تسوف وانبرى

٦٦. هذي الذبيحةُ عينُ هاتيك التي
كَمَلَت على عُود الصليبِ بلا امتِرا

٦٧. بل إِنَّمَا تَذكارُها ودَوامُها
وتَكَرُّرَ استِمرارِها طُولَ المَدَى

٦٨. حازت مِن استحقاق تلكَ منِ الفِدَى
ثَمَناً فتَفدِي النفسَ من عدلٍ قَضَى

٦٩. فاكرِم بخيطٍ أَحمَرٍ حُفِظَت بهِ
راحابُ إذ وَضَعَتهُ في أَعلَى الكُوَى

٧٠. نادتهُ صَيفور الكنيسة أنتَ لي
خَتَنٌ بخير دمٍ ذَوَى عنها القَضا

٧١. خُبزٌ وخمرٌ عاد بالتقديسِ
خيرَ ذبيحةٍ تَحوِي يسوعَ كما ارتَضَى

٧٢. فترى بهِ خُبزاً ولا خُبزاً كذا
خمراً ولا خمراً بهِ اللَهُ اختَبَى

٧٣. فاللمسُ لمسُ العيس لكن صوتهُ
هو صوتُ يعقوبَ المحجَّبِ في الخِبا

٧٤. هل مُنكِرٌ فعلَ الاله بذاتهِ
ما كانَ فاعلَهُ بمُوسَى والعَصا

٧٥. فعَصاهُ صارت حيَّةً فتَلَّقفَت
حيَّاتِ فِرعَونَ الذي بغياً طَغَى

٧٦. وبها أَحالَ مِياهَ مِصرَ إلى دمٍ
أَفتُنكِرَن هذي الإِحالةَ ههُنا

٧٧. ومُكثِّرُ الخُبزاتِ خَمساً أَشبَعَت
للخمسةِ الآلافِ في تِلكَ الفَلا

٧٨. أَفَعاجِزٌ عن أَن يُكثِّرَ جِسمَهُ
في كُلِّ أَين ما تَقدَّسَ او إِنا

٧٩. فيسوعُ باللاهوتِ والناسوتِ في
هذي الذبيحةِ وهو عينٌ لا يُرَى

٨٠. متجلبباً أَعراضَها ومُحِّولاً
إِسنادَها عن مُعجِزٍ يعلو الحِجَى

٨١. ما مَسنَدُ الأَعراض إِلَّا آيةٌ
فيها احتَوَى ومَكانَ جوهرها ثَوَى

٨٢. قامت بهِ في ذلك الجَسَدِ الذي
هُوَ صُفوةُ الكَونَينِ أَفضلُ مُصطَفَى

٨٣. بوُجودِهِ الرُوحّي في كلٍّ مِن ال
أَجزاءِ موجوداً بلا شكٍّ وَلا

٨٤. ومِثالُهُ المِرآةُ إِمَّا حُطِّمَت
في كُلِّ جُزءٍ ما تُقابلُهُ تَرَى

٨٥. في كل جُزءٍ كلُّهُ كالرُوح في
كُلِّ من الأَجزاءِ في جِسمٍ نَما

٨٦. فارمُق بنُقطٍ هَندَسيٍّ شاملٍ
كلَّ الخُطوطِ وفيهِ أَجمَعَها احتَوَى

٨٧. كَمِيَّةٌ حُصِرَت وليسَ بمُنكَرٍ
في رملةٍ أَن يَحصُرَ اللَهُ الدُنَى

٨٨. فالعينُ تَقبَلُ أَعظَمَ الأَشباحِ في
إِنسانِها من غير ضِيقٍ أو عَنا

٨٩. أَثَّت قواعدُ عِلمِ آرِسطُو كذا
أَركانُ عالَمِنا وما عنها عَنَى

٩٠. سِرٌّ يفوقُ غرابةً جِدّاً على
سِرِّ التَجَسُّد والبَيانُ لهُ بدا

٩١. في ذلكَ اللاهوتِ بالناسوتِ مُحتَجِبٌ
وذا فكِلاهما فيهِ انضَوَى

٩٢. في ذاكَ بالأَحشاءِ مستترٌ وذا
بملاءِ أَعراضٍ تَحجَّبَ واختَفَى

٩٣. في ذاكَ ذو أَينٍ يحوطُ بهِ وفي
هذا بآلافٍ وفي أَدنَى البَرَى

٩٤. في ذاكَ مَغذُوٌ وفي هذا لنا
غاذٍ غِذاءً ليس يعروهُ طَوَى

٩٥. في ذاك ربٌ أَدخَلَ الإِنسانَ في
أَحشائهِ وبذا فيَدخُلُ في الحَشَى

٩٦. في ذاكَ صار اللَهُ لحماً وَهوَ في
هذا يُحِيلُ إليهِ لحماً ذا بِلَى

٩٧. في ذاك مُتَّحِدٌ بطبعٍ واحدٍ
فَذّاً وذا في كُلِّ مَن منهُ اغتَذَى

٩٨. في ذاك حتَّى الموتِ ما بَرِحَ الأَسَى
منهُ وفي ذا آسياً رُوحَ الأسا

٩٩. في ذاك حَوَّلَ ماءَ قانا خمرةً
وهُنا أَحالَ إلى دمٍ خمراً زكا

١٠٠. في ذاك كانَ مؤلَّماً وبذا ترا
هُ مُنَّعماً نُعمَى تَجِلُّ عَنِ الشَقا

١٠١. في ذاك يا أَبَتاهُ لِم غادرتَني
وهنا فمُجتَمَعَ التعازي والهَنا

١٠٢. ووجُودُهُ في ذا جِسميٌّ وفي
ذا السِرِّ رُوحيٌّ ولا شَكٌّ بذا

١٠٣. وهو المُقدِّس والمُقدَّسُ وحدَهُ
والقابلُ المُعطِي لنا خيرَ العَطا

١٠٤. بل كاهنُ اللَهِ العليِّ على المَدَى
مَلِكُ السَلام بسِلمِهِ زالَ الوَغَى

١٠٥. هذا مسيحُ اللَهِ منمسحٌ
بدُهن الرُوحِ ليسَ بدُهن قرنٍ كالأُلَى

١٠٦. مَلِكاً نبيّاً كاهناً فثلاثةٌ
جُمِعَت بهِ جمعاً تَفرَّدَ بالبَها

١٠٧. فيهِ انعَفَى كَهَنُوتُ لاوِيَ وانقَضَى
والرسمُ زالَ بذِي الحقيقةِ وانتهَى

١٠٨. فهو الذي بِلسانِ حالٍ قالَ لِل
آبِ المَقُولِ من النبيِّ بما نَحا

١٠٩. ما إِن سُرِرتَ بمُحرَقاتِ الناسِ من
أَجلِ الخطيَّة بل نَبَذتَ بها الرِضَى

١١٠. فلُحُومُ ثِيرانٍ ونَضحُ دمٍ
وشحمُ الكَبشِ لم تَطلُبهُ من أَيدِي الوَرَى

١١١. بل إنَّما هَيأتَ لي جَسَداً كما
جاءَ النَباءُ فقلتُ طوعاً هانَذا

١١٢. في رأسِ مُصحَفِكَ الشريفِ مُحرَّرٌ
عِنّي ومن اجلي وبي اتَّضحَ النَبا

١١٣. فهوِيتُ صُنعَ مشيئَةٍ لكَ طائعاً
وتَمامَ ناموسٍ بأَحشائي أَنتدَى

١١٤. هذا هو العِجلُ المُسمَّنُ والمُعَدُّ
لِجائعٍ قد كانَ اضواهُ الضَوَى

١١٥. هذا الذي نَسَخَ الرُسومَ جميعَها
وبهِ تَلاشَى فِصحُ مُوسَى وانزَوَى

١١٦. هذا هُوَ الفَصحُ الذي جُزنا بهِ
من مِصرِ ظُلمتنا إلى نُور الأَيا

١١٧. هذا هُوَ الفِصحُ الذي اندَكَّت بهِ
دُكَكُ المَوابذِ وانعَفَت تلك البَنَى

١١٨. هذا هُو الفِصحُ الذي انطفأَت بهِ
نِيرانُ فارسَ واختَفَى ذاك اللَظَى

١١٩. هذا هُوَ الحَمَلُ الذبيحُ رآهُ يو
حنَّا مع الأَبكار في تِلكَ الذِرَى

١٢٠. قد طهَّروا أَثوابَهم بدِمائِهِ
طُهراً وَضِياً لا بأَمواهِ الأَضا

١٢١. هذا الذي مَن يَلتَطِخ بدِمائهِ
يَسلَم من المَلكِ المُبِيد ويفتدى

١٢٢. من قلبهِ المطعونِ فاضَ دمٌ وما
ءٌ ريُّ أَفئِدةِ الأَنامِ من الصَدَى

١٢٣. ما زال منفتحَ الجِراحِ لوالجٍ
من ثَقبِ سُورٍ مانعٍ ضُرَّ العِدَى

١٢٤. موسى برمز اللَهِ عايَنَ جَنبَهُ ال
مطعونَ حين أراهُ ثَقباً في الصَفا

١٢٥. يا صخرَ إسرائيلَ يَتبَعهُ بنبع
مياهه من ضرب موسى بالعصا

١٢٦. ما أَنتَ غيرُ يسوعَ مطعونَ الفؤَا
دِ بحربةٍ يوماً أَفاضَ دَماً وَما

١٢٧. قلبٌ بهِ جمرُ المَحَّبةِ مُوقَدٌ
ابداً ذَكاهُ مُخمِدٌ حَرَّ الصِلا

١٢٨. يا غَيهبَاً أَحيَى بنيهِ بموتهِ
حُبّاً لَهُم وحَباهُم خيرَ البَقا

١٢٩. ما كانَ إِسحقُ المَسُوقُ لذبحِهِ
إِلَّا لِرَسمِكَ إذ لهُ الكَبشُ افتدَى

١٣٠. مَن لي بأَن أَفنَى بحُبِّ وجُودِهِ
بذخيرةٍ مَن حازَها فقدِ اغتنَى

١٣١. إِنّي لَراضٍ أَن أَمُوتَ بحُبِّهِ
وتُذِيبَني نارُ المَحَبَّةِ والجَوَى

١٣٢. أَلقَى العَذابَ بحُبّهِ عَذباً وما
قد مَرَّ من مُرّ الحيوةِ بهِ حَلا

١٣٣. نَشَرَ الحيوةَ بنَشرِ رِيحِ كِبائِهِ
ما النَدُّ ما الرَيحانُ ما ريحُ الصَبا

١٣٤. من بعدِ ما نَشِقَ الإلهُ أَرِيجَها
أَبَى أَن يغرّق ارضهُ من بعدما

١٣٥. نهرُ المحبَّة خاض حزقيَّالُ في
يَعبُوبهِ فاراعهُ بحرٌ طَي

١٣٦. ما خيرُ ملتذٍ سِوَى خُبزِ التُقَى
ما نشأَةُ الأَرواح إلَّا ذا الطِلا

١٣٧. ما حُسنُ مأدُبةٍ يَجِلُّ ثَناؤُها
ووليمةٍ حَفَلَى سِوَى هذا الغِذا

١٣٨. فوليمةُ الحَمَل الذبيح تهيَّأَت
والعُرسُ داعيهِ لكلٍّ قد دَعا

١٣٩. مَزَجَت بكأسٍ خمرها وتوقَّلَت
تدعو إليها الناسَ في أَعلَى الذُرَى

١٤٠. من كانَ عَطشانَ الفؤَاد لِيأتِيَن
نحوي ويَشرَب خيرَ مشروبٍ صَفا

١٤١. إِيتوا اشتَرُوا خُبزاً وخمراً من سِوَى
ثَمَنٍ ولا وَرِقٍ ولا تشكوا الخَوَى

١٤٢. ثُمَّ استَقُوا خمراً وماءً من ينا
بيع المخلِّصِ فَهوَ أَعذَبُ مُستقَى

١٤٣. وكُلوا مَرِيّاً واشرَبوا ثُمَّ اسكَروا
من خمرةٍ ان أَسكَرَت عقلاً صَحا

١٤٤. فمَنِ اغتذَى بي عادَ نحوي جائعاً
ومَنِ استَقاني زادَ بي ابداً صَدَى

١٤٥. وحقيقةُ الخُبزِ الذي أُعطِيكُمُو
هُ بذي الحيوةِ فإِنَّهُ جسدي أَنا

١٤٦. ذُوقوا انظُروا ما أطيَبَ الربَّ الذي
يُعطِي لكم قُوتاً يَقِي شَرَّ الرَدَى

١٤٧. وبِيَ استَنِيروا كُلُّكُم ووجُوِهُكم
لا تَخزَ وابتَدِروا إلى نور الهُدَى

١٤٨. مَن للملائكِ ان ينالوا نَيلَكم
بل يُكبِرونَ حِباءَ محبوبٍ حَبا

١٤٩. رَبٌّ تُنعِّمُهُ بأَبناءِ الوَرَى
ان الشقاءَ لَمِن تنعمهُ ابى

١٥٠. طُوبَى لَمِن وافَى اليها مُسرِعاً
والويلُ للمرءِ الذي عنها وَنَى

١٥١. ان العَشاءَ لمُستَعَدٌّ فاقبِلوا
واعشُوا إلى نار العَشا قبل العِشا

١٥٢. مَن كانَ ليسَ لهُ ثِيابُ العُرسِ لا
يقرُب فيَلبَسَ ثوبَ عارٍ يُزدَرَى

١٥٣. يا خاطئاً ومُدَنَّساً لا تَقرُبَن
منهُ فهذا القربُ يُكسِبُكَ النَوَى

١٥٤. يا مَن تَقرَّبَ وَهوَ أَبعَدُ بالخَطا
مَه إِنَّ ذا التقريبَ من زَلَلِ الخُطَى

١٥٥. لا يقترب منهُ الغريبُ لِأَنَّهُ
خُبزُ البَنِينَ فَليسَ يُدفَعُ للسُوَى

١٥٦. لا تُلقِ جوهرةً لخِنزيرٍ ولا ال
أَقداسَ للكلب البذيِّ اخي البَذا

١٥٧. هذا غَناءُ الأَتقِياءِ وللسُوَى
جُوعٌ إلى أَبدِ الأَبيِدِ بلا انتِها

١٥٨. وكذاكَ نُورُ الأَتقِياءِ ودُونَهم
نارٌ عليهِم دُونَها نارُ الغَضَى

١٥٩. ولجَمرةٌ لَمَست بتلكَ الكلبتين
شِفاهَ آشعيا النبيِّ كما رَوَى

١٦٠. رَمزٌ على جسدِ المسيحِ لأَنَّهُ
جمرٌ يُنقِّي النفسَ بل يجلو الصَدا

١٦١. فاعجَب لقابلهِ الهشيمِ لِأَنَّهُ
عُلَّيقةٌ لم يُفنِها حَرُّ اللَظَى

١٦٢. زُوفا الطَهارةِ تَنضِحُ الأَرواحَ من
وَضَرٍ وتُنقِيها كثلجٍ مُنتقَى

١٦٣. فتنظَّفوا يا قابليهِ لكونِهِ
سِيماهُ يَهوَى مَن بطُهرٍ قد سما

١٦٤. وتطهَّروا يا حامليهِ لِأَنَّهُ
عَرشُ الطَهارةِ ضِمنَهُ اللَهُ استوَى

١٦٥. دَنياكَ تَحمِلُها ثَلاثُ أصابعٍ
منهُ ويُحمَلُ بالاَكُفِّ ويُجتلَى

١٦٦. خُبزُ الوُجوهِ فما يَسُوغُ لِآكلٍ
إلَّا الذي بطَهارةٍ حَفِظَ الإِنا

١٦٧. تابوتُ قُدسِ اللَه حازَ بهِ اتِّحا
داً جوهريّاً غيرَ مُنفَكّ العُرَى

١٦٨. وحِجابُ قُدس القُدس محتجبٌ بهِ ال
لاهوتُ حَجباً فائقاً طَورَ النُهَى

١٦٩. بل هيكلُ اللاهوت حلَّ بِمِلئِهِ
فيهِ وكلّ كمالهِ شِبهَ النَدَى

١٧٠. مِرآةُ مجدِ الآبِ صُورةُ ذاتِهِ
وقُنُومِهِ وشُعاعهِ الباهي السَنَى

١٧١. هَتَفَت لتَنشَقَّ الغُيومُ وتَمطُرَ ال
صِدِّيقَ أرواحٌ تَوَلَّاها الظَما

١٧٢. ودعا جميع الأَنبياءِ لربِّهم
مُتَوقِعينَ بكُلِّ دهرٍ أَن أَتَى

١٧٣. قد أَرسَلَ الحَمَلَ المُسلَّطَ في جميع
الأَرضِ مَن بيَدَيهِ قد دُفِعَ القَضا

١٧٤. حَمَلٌ لهُ حَمَلَ العَطايا والهَدا
يا سُجَّداً فُرسٌ وعُربٌ مَع سَبا

١٧٥. قد جاءَ مكتوباً عليهِ بفَخذِهِ
مَلِكُ المُلوكِ وربُّ أَربابِ الوَلا

١٧٦. هذا الأمينُ الصادقُ الحقُّ الذي
هو كِلمة الآب الوحيدُ المُجتَبى

١٧٧. خَشفُ الطَلا يَرعَى بسَوسَانِ النَقا
والزَنبَقُ الغَضُّ النقيُّ لهُ كَلا

١٧٨. وَعِلُ الرُبَى مَن ليسَ يَرتَعُ في الرُبَى
لكِن مَراتعُهُ الترائبُ والحَشَى

١٧٩. وحبيبُ أَنفُسِنا الذي بجَمالهِ
يَسبِي العُقولَ وكم فؤَادٍ قد سَبَى

١٨٠. يَرعَى بريَعِ مَريعِ أَنقاءِ الرُبَى
فرَعاك ربُّ العَرشِ من راعٍ رَعَى

١٨١. أَهوَى الذي في حُسنهِ أَبهَى الورى
وتَلَذُّ لي فيهِ الصَبابةُ والهَوَى

١٨٢. صَبَتِ النفوسُ اليهِ حتى إِنَّها
خَلَعَت هياكلَها بجَرعاءِ الحِمَى

١٨٣. اصبو إذا هبَّت جَنُوبٌ او صَباً
فمُذُ الصِبا قلبي بهِ صَبٌّ صَبا

١٨٤. فمنيَّتي فيهِ قُصارَى مُنيتي
إِن مُتُّ حُبّاً فيهِ بُلِّغتُ المُنَى

١٨٥. وودِدتُ آلامَ السُهادِ بهِ فقد
جافَت جُفوني طيبَ لَذَّات الكَرَى

١٨٦. يا لاحياً فيهِ أَلَحَّ متيَّماً
قُل يا لَحاكَ اللَهُ من لاحٍ لَحَى

١٨٧. سَل هل سلا قلبٌ سلاهُ بحُبِّهِ
أَنَّى السلوُّ ولو سلاهُ لَما سلا

١٨٨. فِردَوسُنا العقليُّ في أَفنانِهِ
أَزهَى فُنُونَ الفضلِ إِن فضلٌ زَها

١٨٩. والرَوضةُ الغَنَّاءُ إِنَّ ثِمارَها
نِعمَ الخلاصُ تَضمَّنَت خيرَ الجَنَى

١٩٠. ورِباطُ مرٍّ غيرُ مُرٍّ طَعمهُ
ووَثاقُ عهدٍ غيرُ مُنفصِمِ العُرَى

١٩١. وادي السرورِ وروضةُ الأَفراح بل
هُوَ سَلوةُ الأَفراح في وادي البُكا

١٩٢. ما العُودُ إِن أَهدَى الشَذا وإِن شدا
بأَلَذَّ من أَنفاسِهِ كَلَّا ولا

١٩٣. يا سيِّداً فاق الفَواقَ بحسنهِ
حتى استُمِيلت نحوَهُ كلُّ الدُمَى

١٩٤. ها أنتَ مَغناطيسُ أَنفُسِنا التي
تصبو إلى رُؤياكَ يا ذا المُشتهَى

١٩٥. تبغيكَ فاجذُبها وَراءَكَ تَسعَ في
نَفحات طيبِكَ حيث يَهديها الشَذا

١٩٦. أَسرَت فسُرَّت واستَسَرَّ سِرارُها
بسَرِيِّ سَرٍّ في سرائِرِها سَرَى

١٩٧. اذ كُنتَ انت لها سريراً مُزهِراً
لهُجودِها ليلاً إذا ليلٌ دَجا

١٩٨. رَقَدَت بفَرطِ الحُبِّ لكن أَنبأَت
بلِسانِ حالٍ عن نَباها ما نَبا

١٩٩. إنِّي لَنائمةٌ وقلبي ساهرٌ في
حُب مَن أَهوَى وطَرفي ما غَفا

٢٠٠. فشِمالهُ من تحتِ راسي واليمينُ
عليَّ قد عُطِفَت فيا لكِ من يَدَى

٢٠١. لو أَن رأَى يعقوبُ حُسنَكَ لم يَهِم
بجَمال راحيلٍ ولا فيهِ اعتنَى

٢٠٢. بل لو رَأى شَمشُون وجهَكَ ما ابتُلِي
في أَسرِ داليلا وأَبلاهُ العَمَى

٢٠٣. من هَدمهِ بابَ المدينةِ كان رمزاً
للجَحِيمِ غَداةَ قُمتَ وقد خَلا

٢٠٤. وقُواهُ في شَعَر بهامتِهِ عَنَي
لاهوتَ هامِكَ إذ بهِ حُزتَ القُوَى

٢٠٥. فهَفَت لك الأَحلامُ وانشَدَهَت بك الأَفهامُ
من باهي نُعوتِكَ والكُنَى

٢٠٦. ما يوسُفُ الحُسنِ البديعُ جَمالُهُ
بإِزاءِ حُسنِكَ غيرُ ليلٍ قد سَجا

٢٠٧. فالبدرُ أَنتَ لك المَلائكُ هالةٌ
عَقَدَت عليكَ نِطاقُ سُجٍ بالرُنا

٢٠٨. والشمسُ تلمعُ في سَماءِ نَقاوةٍ
زوت الطُفاوةَ عن سَناها فانجلَى

٢٠٩. يا ثالثَ القَمَرَينِ بل يا مُبدِعَ ال
قَمَرَينِ مع ما لا نَراهُ وما نَرَى

٢١٠. بِكَ تُلجَمُ الشَهَواتُ عنك تُؤمَّلُ ال
بَرَكاتُ منكَ يُسَالُ خيرٌ يُشتَهى

٢١١. بك تُبلَغُ الآمالُ عِندَكَ تُوضَعُ ال
أَحمالُ منكَ يَنالُ راجٍ ما ارتجَى

٢١٢. بك تُقدَعُ الأَهواءُ بُرؤُكَ يَحسِمُ ال
لأَواءَ فيك مَنالُ فضلٍ يُبتغَى

٢١٣. بك تُكشَف الغُمَّى ويَنزاحُ الأَذَى
بك تُملَكُ النُعمَى وتَنجابُ الدُجَى

٢١٤. بك تُطلَقُ الأَسرَى ويُكتَبُ عِتقُهُم
بِكَ تَرتَقِي الأَرواحُ في أَعلَى الذُرَى

٢١٥. لَكَ تَنحَنِي الأَعناقُ منك يؤَمَّلُ ال
إِعناقُ من سِجِّينِ خَصمٍ قد عَتا

٢١٦. لك تَعبُدُ الآفاقُ بل تَتَعبَّدُ ال
أَعماقُ كُلٌّ تحتَ رِفعتِكَ انحنَى

٢١٧. لك تخضعُ الأَفلاكُ صاغرةً ونَحوَكَ
تَسجُدُ الأَملاكُ أَسفَلَ والعُلَى

٢١٨. لك تَحمَدُ الأَكوانُ بل يعنو لكَ ال
مَلَوانِ مِمَّن شاءَ طوعاً أو أَبَى

٢١٩. بك تُغفَر الأَوزارُ فيك تُمحَّصُ ال
أَفكارُ أنتَ اللَهُ أَكرَمُ مَن عَفا

٢٢٠. بك يُجتنى الإِحسانُ فيك يفوزُ بال
غُفرانِ جانٍ تائبٌ عمَّا جَنَى

٢٢١. يعنو لك الثَقَلانِ طُرّاً خُضَّعاً
ما منهمُ الَّا لِعزِّكَ قد عَنا

٢٢٢. يا مشتهي آكامِكَ الأَبَديَّةِ ال
فادي يسوعُ المُبتغَى والمشتَهى

٢٢٣. في موتك المُحيِي جَزَيتَ العدلَ عنَّا
جِزيةً عُظمَى تفوقُ على الجَزا

٢٢٤. وشَرَيتَنا من لعنةِ الناموسِ في
دَمِكَ الكريمِ فكانَ بذلاً لا شِرا

٢٢٥. مُوسى العظيمُ القاتلُ المصريَّ وال
مستنقِذُ العبريَّ منهُ وما اعتدَى

٢٢٦. أَي إِبن آدمَ قاتلاً بصليبهِ ال
مِصريَّ إِبليسا واسراهُ استَبَى

٢٢٧. لَكَ ينبغي التسبيجُ في صِهيَونَ
بِيعَتِكَ الَّتِي تَبغيكَ أَفضَلَ مُبتَغَى

٢٢٨. لَكَ بِالوَفا تُوفَى النُذورُ بقُدس أو
رَشلِيمَ عِرسِكَ والوَفاءُ لَمِن وَفى

٢٢٩. هَيَّأتَ لي بإِزاءِ أَوجُهِ مُحزِنيَّ
أَسَرَّ مائِدةٍ طَوايَ بها انطَوَى

٢٣٠. جاءَتنيَ الخيراتُ قَاطِبةً بها
فسُررتُ في ما فيهِ فَقري قد سَرَى

٢٣١. وحَسِبتُ أَلوِيةَ الملوكِ بدُونِها
والجوهرَ المكنونَ في قِيَم البَرَى

٢٣٢. اللَه يَرعاني فليسَ يعوزُني
شيءٌ سِواهُ وإنَّهُ حَسبي كَفَى

٢٣٣. والمَلكُ أَدخَلَني خِزانةَ خمرهِ
وعليَّ رَتَّبَ حُبَّهُ دُونَ السُوَى

٢٣٤. إنِّي ضعيفٌ في المحبَّة فاشدُدُو
ني بالزُهور بُحبِّ ذَيَّاكَ الفَتَى

٢٣٥. لِلهِ كأسٌ أَسكَرَتني خمرُها
كالصِرفِ وامتَزَجَت بعقلي والقُوَى

٢٣٦. أَفهذِهِ كأسُ الخَلاصِ نَعَم وها
إِنِّي لَأَقبَلُها قَبُولاً يُرتَضَى

٢٣٧. ولقد سَمِعتُ بأُذنِ قلبي صوتَهُ
لانَت لهُ أَعضايَ لمَّا أَن شَدا

٢٣٨. ضَعني بُنَيَّ على فؤَادِك مِختَماً
وكخاتمٍ بيديك حتى المنتهى