١. أَهاجَكَ بِاللَوى الرَبعُ الخَلِيُّ
فَقَلبُكَ مِن تَذَكُّرِهِ شَجِيُّ
٢. كَأَنَّ بِقِيَّةَ العَرَصاتِ فيهِ
عَلى الأَزمانِ بُردٌ أَتحَمِيُّ
٣. نَعِمتَ بِأِهلِهِ زَمَناً فَبانُوا
فَأَنتَ لِبَينِهم كَلِفٌ شَقِيُّ
٤. سَقى العَرَصاتِ بَعدُهُم مُلِثٌ
سِماكيُّ الحَيا أَو مرزَمِيُّ
٥. لِهَدهَدَةِ الرُعودِ بِهِ اِصطِخابٌ
كَما اِصطخَبَ اليَراعُ الفارِسيُّ
٦. إِذا وَسِميُّه أَرخى عَلَيهِ
عَزالِيَهُ تَعَقَّبه الوَلِيُّ
٧. وَلِيٌّ تُمرِعُ البَطحاءُ مِنهُ
وَيُكسى النورَ مَلعَبُها الحَلِيُّ
٨. كَأَنَّ حَبِيَّهُ رِفدٌ حَباهُ
مُعِزُّ الدَولَةِ المَلِكُ السَخِيُّ
٩. فَتىً تَندى لِسائِلِهِ يَداهُ
كَما تَندى لِوارِدِها الرَكِيُّ
١٠. بَنى فَخراً لِقَيسٍ ما بَناهُ
لِقَيس قَبلَهُ إِلّا النَبِيُّ
١١. حَليمٌ عَن جَرائِمِنا إِلَيهِ
وَلَولا الحِلمُ لَم يَسرُ السَرِيُّ
١٢. لَهُ طَعمانِ مِن نُعمى وَبُوسى
فَذا صَبِرٌ وَذا عَسَلٌ جَنِيُّ
١٣. يَضُرُّ كَما يَسُرُّ مُؤَمِّلِيهِ
فَإِمّا مُحسِنٌ بِكَ أَو مُسِيُّ
١٤. كَذاكَ السَيفُ تَقطَعُ شَفرَتاهُ
وَمَلمَسُهُ تُلامِسُهُ وَطِيُّ
١٥. وَفِتيانٍ رَمى بِهِم إِلَيهِ
لِحُسنِ حَديثِهِ البَلَدُ الزَكِيُّ
١٦. كَأَنَّهُمُ وَقَد سَهِمُوا سِهامٌ
وَلَكِنَّ المَطِيّ لَها قِسِيُّ
١٧. مَطِيُّ لَم تَدَع فِيهِنَّ نِيّاً
وَهَل يَبقى عَلى النِيّاتِ نِيُّ
١٨. خَوامِسُ إِن عَدِمنَ وَرُودَ ماءٍ
فَفي ذِكرِ المُعِزِّ لَهُنَّ رِيُّ
١٩. فَتىً جاهِي بِنائِلِهِ عَريضٌ
وَبالي مِن مَكارِمِهِ رَخِيُّ
٢٠. أَبا العُلوانِ يا مَلِكاً نَخِيّاً
نَماهُ إِلى العُلى المَلِكُ النَخِيُّ
٢١. أَخُصُّكَ بِالثَنا ما دُمتُ حَيا
لِأَنَّكَ بِالثَنا مِنّي حَرِيُّ
٢٢. وَمَدَحي لا يَزيدُكَ في عُلُوٍّ
لِأَنَّكَ مِن سِوى مَدحي عَلِيُّ
٢٣. فَدُونَكَها مُحَبَّرَةَ القَوافي
يَضيقُ بِوسِعها البَلَدُ القَصِيُّ
٢٤. شُرُوداً لا يَليقُ بِها مَكانٌ
كَما شَرَد الأَقَبُّ الأَخدَرِيُّ
٢٥. نَتيجَةَ خاطِرٍ مِن غَيرِ جَهلٍ
أَطاعَ فَريدَها الكَلِمُ العَصِيُّ
٢٦. كَأَنَّي حينَ أُنشِدُها جَريرٌ
وَشانِئُكَ الفَرَزدَقُ أَو عَدِيُّ
٢٧. بَقيتُم آل مِرداسٍ فَإِنّي
بِكُم عَن كُلِّ مَخلوقٍ غَنِيّ
٢٨. وَلا زِلتُم مَصابيحَ المَعالي
فَإِنَّ زَمانَكُم زَمَنٌ بَهِيُّ