Feedback

رضا بالقضا إن المقادير ترتضى

رِضاً بالقَضَا إِنَّ المَقَادِيرَ تُرتَضَى

وسَيفُ المَنَايَا في البَرِيَّةِ مُنتَضَى

ونحنُ أُولُو الإسلاَمِ نَرضَى قَضَاءَهُ

ولَيسَ لَنا إِلا الرِّضَا مِنهُ بِالقَضَا

لَعُمرِى ما شَقُّ الجُيُوبِ بِدَأبِنَا

وإِن شَبَّ في أحشَائِنَا مُحتَضَا الغَضَا

وهَل يَكمُلُ الإسلامُ لِلمَرءِ قَبلَ أن

يُسَلِّمَ لِلِهِ القَضَا ويُفوِّضَا

هُو الدَّهرُ إِن وَافَاكَ يَضحَكُ مُقبِلاً

فَسَوفَ يُولى كَالِحاً عَنكَ مُعرِضَا

وإِن أولاَكَ الوِصَالَ تَعَرَّضَت

قَطِيعَتُهُ دُونَ الوِصَالِ تَعُرُّضَا

فَلاَ تَغتَرِر بالصَّفوِ مِنهُ فَصَفْوُهُ

يُشَابُ إِذَا ما شِئتَ أن يَتَمَخَّضَا

ولِلمَرءِ أيَّامٌ تُعَدُّ وإِنَّهُ

إٍِذَا مَا انقَضَت أَيَامُه انقَضَّ وانقَضَ

فَأينَ الأُلَى كَانُوا مُلُوكاً فَقَد مَضَوا

ومَا قَد حَوَوا مِن كُلِّ مُنجَرِدٍ مِضَا

ولَم يَرحَلُوا منا بِزَادٍ فَكُلُّهُم

يُجِيبُ الرَّدَى عَجلاَنَ لَن يَتَعَرَّضا

قَضَى اللهُ لِلمُختَأرِ وَيحَكَ قَضَى

وإنَّا لَنَرضَى بالذي اللهُ قَد قَضَى

عَلَى أنَّ رُكنَ المَكرُمَاتِ تَقَوَّضَا

وبَرقُ إنقَضَاءِ الجُودِ والمَجدِ أومَضَا

مَضَى البَذلُ سِمطَيهِ وألقَى شُنُوفَهُ

وأصبَحَ مَهجُوراً ذِليلاً مُبغَضَا

وما ذَاكَ إِلاَّ مَن كَانَ آلِفاً

لَهُ ومُقِيلاً كُلَّ ذى عشرة قضى

وفي إخوَةِ المُختَارِ مِن بَعدِهِ إِسًى

فَهُم غًُرَرُ النَّادِى ذوي الأَوجُهِ الوِضَا

يَرُمُّونَ مَا أثأَتهُ أيدِى الرَّدَى بِهِ

ويَبنُونَ مَا مِن بَعدِهِ قَد تَقَوَّضَا

سَقَى اللهُ أرضاً حَلَّها أُسدِيَّةً

مُرَوِّضَةً مَا كَانَ لَيسَ مُرَوَّضَا

وأسكَنَهُ جَنَّاتِ عَدنٍ مُنَعَّماً

ونَالَ بِمَا قَدَّمخَ الفَوزَ والرِّضَا

بِجِاهِ الذي أبدَى الهُدَى لِمَن اهتَدَى

وأقذَى عُيُونَ المُشرِكِينَ وأَغمَضَا

عليه صَلاَةُ اللهِ ما نَاحَ بِالضُّحَى

حَمَامٌ وغَابَ البَدرُ مِن بَعدِمَا أضَا