١. أَيا حُسنَ وَجدي لَو خلَوت عَنِ النّوى
ويا حَرَّ وَجدي لو كَوَتني لَظى الجَفا
٢. أَهيمُ على الأَشجانِ في كلِّ مَهمَهٍ
أُسامِرُ وَحشَ القَفرِ وَالظبيَ وَالمَها
٣. أُساهرُ نَجمَ اللَّيلِ وَالنَّجمُ سائِرٌ
كَسَمعِيَ بِالعَنقاءِ سَمعِيَ بِالكَرى
٤. أُقَدِّم لِلسّلوانِ رِجلاً فَأَنثَني
وَما زالَ يُثنيني الغَرامُ إِلى الوَرا
٥. أَجوبُ الفَيافي وَالدِّيارُ بَعيدَةٌ
وَإِنَّ بَعيدَ القَصدِ يُتعِبُهُ السُّرى
٦. أَطوفُ وَلا مَأوى يَكونُ لِهائِمٍ
وَأَمشي وَلا أُهدى لِمُنعرجِ اللِّوى
٧. فَيا خَيبَةَ المَسعى ويا ضَيعَةَ السُّرى
وَيا شقوةَ السّاعي إِذا فاتَهُ المُنى
٨. أَدورُ وَأَمشي لا أُجاوِزُ مَوضِعي
وَإِنّي بِهذا الحالِ تُشبِهُني الرّحى
٩. وَلَيسَ أَنيسٌ تَنجَلي فيهِ وَحشَتي
وَلَيسَ سَميرٌ بِالحَديثِ عَنِ الهَوى
١٠. وَقَد كانَ لي قَلبٌ وَكانَ مُسامِري
وَقَد طارَ قَلبي حينَ مَزَّقهُ الجَوى
١١. فَجِسمي بِلا قَلبٍ وَعَيني بِلا ضِيا
وَأُذني بِلا سَمعٍ وَصَدري بِلا حَشا
١٢. فَهَل مِن دَليلٍ يَغنمُ الأَجرَ وَالدعا
وَيَكتَسِبُ الحُسنى بِدارٍ بِها الجَزا
١٣. يَدلُّ أَخا تِيهٍ على دار جِلَّقٍ
فَتِلكَ بِها الأَفراحُ وَالأُنسُ وَالصّفا
١٤. مَتى شِمتُها يَشفى فُؤادي وَمُهجَتي
وَتَكحلُ عَيني بِالسُّرورِ وَبِالهَنا