Feedback

البشر عم جميع الخلق والبشر

البِشْرُ عمَّ جَميعَ الخَلقِ وَالبَشرِ

وَقَد سَرى الأُنس في الأَرواحِ وَالصورِ

وَصاحَ وُرْقُ الهَنا يَشدو بِلُطفِ صَبا

فَراحَ يُزري بِصَوتِ النايِ والوَترِ

وَاليُمن وافى بَشيراً طابَ مَنظَرُهُ

وَالسَّعدُ يَتلوهُ نجّاباً على الأثرِ

وَقَد رَأيت السّما تَدنو كَواكبُها

وَخِلْتها رَقَصَت بَالأنجُمِ الزُّهُرِ

وَشِمْتُ رَوضَ التّهاني عادَ رَونَقُهُ

وَصارَ يُكْسى مِنَ الأَفراحِ بِالدّررِ

أَعطى البَشيرَ الّذي وافى يُبشِّرهُ

وَعَمَّه مِنحةً مِن جَوهَرِ الزّهَرِ

وَفيهِ نادَت سُروراً فَوقَ أَغصُنهِ

بَلابِلُ البِشْرِ في الآصال والبكرِ

أَبشِرْ عليٌّ بِما أوتيتَ مِن ولَدٍ

لَقَد أَتى قرّةً لِلطرفِ وَالنظرِ

نَجلٌ سعيدٌ وَمحمودُ الخِصالِ أَتى

مُوافِقاً في اِسمِهِ المُختارَ مِن مُضَرِ

في يَومِ ميلادِهِ في شَهرِ مَولِدِهِ

رَبيعٍ الأوّلِ الزّاهي على صفرِ

فَاِهْنئ هِزَبر الشّرى لَيثَ العَرينِ بِهِ

شِبلاً وَسيمِ المحيّا زاهيَ الحورِ

وَأَنت شَمس العُلى والعزّ في شرفٍ

مَن ذَروةٍ فَوقَ رَأسِ المَجدِ وَالفخرِ

ومنك قد كان هذا البدر منشأهُ

عوّذته الدهرَ بالآيات والسور

فَرُحت أَعجب أَنّ البدرَ مَنشَأُهُ

يَبدو مِنَ الشّمسِ تَلهو بي يد الفكرِ

فَقَالَ تاريخُه وَحياً وما عَجَبٌ

أَنْ لَوْ مِنَ الشّمسِ يَبدو مَولد القَمرِ

أَبقاه ربّي وَأَبقاكَ الإِله لهُ

بِأَرغَدِ العَيشِ في صَفوٍ بلا كدرِ

ما لاحَ نَجمٌ وما غَنَّت مطوَّقةٌ

ما أَرقص الرّيحُ أَغصاناً مِنَ الشّجرِ