Feedback

بيثرب للعلا رفعت قباب

بيثرب للعلا رفعت قباب

بها للجود قد هطلت سحاب

قبابٌ لم تزل في الدهر قدما

تحث لها الركائب والقباب

بها تلفى المعالي والعوالى

وفيها تقتنى النعم الرغاب

سقى مزن الغوادي ترب أرض

بها قد حلّ أحمد والصحاب

فيا للَه من أرض فؤادي

إليها لم يزل شوقاً يثاب

ديار قد ثوى فيها حبيب

له في القرب قد رفع الحجاب

نبى حاز في العلياء مجدا

بوصف جلاله نطق الكتاب

ترفع في المعالي عن مضاء

وجل عن المثال فلا ارتياب

مفاخره يكلّ الحصر عنها

ويعجز أن يحيط بها الحساب

بحبّ محمد خير البرايا

لنا في الحشر يدخّر الثوابُ

متى أحظى بزورته فكم قد

بزورة قبره عفت رقاب

حداة العيس بالقلوات رفقا

أسائِلُ أين يرتحل الركاب

ألا هل منكم لأسير شوق

بيث إليكم الشكوى جواب

قفوا الأظعان يشكو ما براه

فقد عظم التشَكّى والمصاب

نويتم رحلة وقام لما

ترحل عن معالمه الشباب

ضعفت عن المسير فدمع عيني

له في الخد سحُّ وانسكاب

ألا فلترحموا من بات حزناً

يضرّمُ بين أضلعه التهاب

لئن أُخّرت وحدى عن مرادى

وخلقني الأحبة والصحاب

فقد ألفتني الأحزان فيكم

وحلفني انكسار واكتئاب

سلام مثل نفح المسك نشراً

يخَصُّ بطيبه ذاك الجنابُ