١. وادْعَجُ وَضَاحُ الجبينِ يزورني
لظى الشوقِ يُدنيه ويَبُعده السُّخْطُ
٢. يُعاتبني والدمعُ يَنْقُشُ خَدَّهُ
كسلكِ سطورِ الصحفِ قَوَّمَها الخَطُّ
٣. ومِنْ حولِهِ يزهو اخْضِرارَ عذاره
وفاءاتُ صُدغيه يُبَيِّنُها النَقْطُ
٤. رُضابٌ بفيه يَفْضَحُ الشَّهْدَ لذةً
ولا أحد يدنو تَرَشّفَهُ قَطُ
٥. تَرَدَّدَ مَعْ تلك اللآلي وحولَه
عقيقٌ وظنّي شِيبَ بالظَّلمِ إسْفَنْطُ
٦. فأخبرني عودُ الأرَاكِ بِطَعْمِه
كما قد نبَاني عن تَرائبه السِمْطُ
٧. وَفَرْعٌ له مثل الأفاعي يَغُولُنا
بألبابِنا عَضّ ويعقبه نَشْطُ
٨. ومنتشر بالمتنِ أسودُ طائلٌ
يَفُّت الغوالي من عقيصتهِ المِشْطُ
٩. فتى مقلتي لامٌ على وَجَنَاته
وأن فؤادي مع غديرتهِ قِرَطُ
١٠. يَنِمُّ عليه العِطْرُ حين يَزُورني
ويُخْفِي على آثارِ أرجلِه المِرْطُ
١١. وبات يجلّي مَسْمَعيَّ بلؤلؤءٍ
ونجمُ الثريا وهو بالغربِ يَنْحَطُّ
١٢. وَللرَّبع أزهارٌ لِطيبِ حديثِهِ
ويَخْضَرُّ فيه الآس والأثل والخمط
١٣. رأى الصبحَ مبيّضاً فقامَ مروَّعاً
تَنَثّرَ دَمعٌ من مدامعهِ سِقْطُ
١٤. وقام إلى التوديعِ ينشرُ طيبَه
ويمهلني مهلاً خفيفاً ويَشْتَطُ
١٥. يميل به شرخُ الشبيبةِ عابساً
متى ما اعتلى فَوْدَيّ واللّمةَ الوخطُ
١٦. بكى بدموع لا يُطيق كفافها
كجودِ ابنِ سلطان به ابتعدَ القَحْطُ
١٧. سعيد له الحقُ المبينُ مساعدٌ
وقد نارَ من أحكامه العدلُ والقِسطُ
١٨. وتقبض يمناه الأعنةَ والقنا
أما على أموالِه فلها بَسْطُ
١٩. وتذهب أعداه إذا رام غزوةً
يسوقُ بهم بَيْنٌ وسَيْرٌ بهم يَمْطُو
٢٠. ولو غُرُبان الليلِ يَلْحَظْنَ سيفَه
لشابتْ خوافيها وهاماتُها شمط
٢١. إذا ما استوى فوق الجياد تطافرتْ
أسودُ الوغى منه إذا هَمّ أن يَسْطو
٢٢. إذا حامَ في الهيجاء يطعنُ في العدا
يخاف لقاه في الوغى البطل المقط
٢٣. بسيفٍ كأمثالِ العقيقِ ومُلْدُه
فَهُنَّ أفاعيَ يَلْسْبِنَّ العِدا رُقْطُ
٢٤. ترف عليه من قَتام عباءةٌ
وبالبيضِ والسّمرِ الرديني تَنْعَطّ
٢٥. ودمْ باقياً في ظُلةِ اللهِ آمناً
ومخترم أعداءك المِخْلبُ السَلْطُ