Feedback

رأى الفجر تعبير الدجى فتبسما

١. رأى الفجر تعبير الدجى فتبسّما
وصافح أزهار الربا فتنسّما

٢. ولاح جبين الصبح في طرة الدجى
فخلت بياض الثغر في سمرة اللما

٣. ورق لواء البرق لما تلاعبت
سوابق خيل الريح في حلبة السما

٤. وأوتر رامي البرق قوس سحابه
وأرسل نحو الأرض بالقطر أسهما

٥. وقد بل أردان الثرى دمع مزنه
تناثبر من أسلاكها فتنظما

٦. وجر على هام الربا ذيل ويله
فدبج أثواب الربوع وسهما

٧. وشاب لجين الطل عسجد بارق
فدنر أزهار الربيع ودرهما

٨. وشمر كف الروض أكمام نوره
ووشح أعطاف الغصون وعمما

٩. وقبل ثغر الزهر وجنة ورده
فأحسن بذا دا وأحبب بذا فما

١٠. وكلل عقد النور جيد أراكه
تغنى بها القمري بحرا وهينما

١١. ودار بساق الغصن خلخال جدول
كما سور التجعيد للنهر معصما

١٢. وطارحه ذكرى حبيب ومنزل
وما كان يدري ما الهوى فتعلما

١٣. وأظهر بالتغريد سرا مكتما
وجدد بالتغريد وجدا تقدما

١٤. وأظهر للعشاق في الحب شرعة
يدين بها من كان منهم متيما

١٥. فيا ليت غيما قد تالق برقه
وحل عزاليه وسح وديما

١٦. وأيمن إبراقا فاعود مشيما
وأعرق إرعادا فانحل متهما

١٧. سقى طيبة الغرا وهل بأفقها
وحل بمغناها وحيّ وسلما

١٨. وخيّم بين الشعب والربع آهلا
فقالا له أهلا وقالا ألا أسلما

١٩. وبلغها عني تحية مغرم
أشار إليها بالبيان مسلما

٢٠. كئيب إذا ما أضرم الوجد ناره
جرى الدمع من عينيه في خده دما

٢١. وإن لاح برق أو ترنم طائر
شكا وتلوّى وأبكى وترحما

٢٢. وماس قوام البان يرقص نشطة
لبرق تراءى أو حمام ترنما

٢٣. وهب نسيم الروض من جحر زهره
وأفعم أنف الجو لما تنسما

٢٤. وما هاجني إلا تألق بارق
بكيت على حكم الهوى فتبسما

٢٥. وعانق من خوط الأكاة معطفا
وقبل من ثغر الأقاحة مبسما

٢٦. تلوى بأكناف السحاب فخلته
حبايا تلوي أو جبانا تلوما

٢٧. وخط بطرس الجو سطرا مذهبا
ففضّضه قطر الغمام وأعجما

٢٨. وتغريد قمري على غصن بانه
طربت لنجواه فغنى وزمزما

٢٩. وكحل بالياقوت جفنا وناضرا
وخضب بالحنا كفا ومعصما

٣٠. وكلل بالأنواء جسما وهامة
نوسربل بالأنوال صدرا ومحزما

٣١. ووشى جناحيه وقلد جيده
بمسك وبالتبر المذاب تلثما

٣٢. وأعجم بالتغريد أحرف نطقه
وأعرب بالتلحين ما كان أعجبما

٣٣. فناجاه دمعي بالإشارة مفهما
وحسب المناجي أن أشار فافهما

٣٤. خليلي هل صافحتما راحة الهوى
فراحة مغرى صار بالحب مغرما

٣٥. وقد ذقتما كاسات حب شربتها
على ثقة أن ليس بعتادني ظما

٣٦. وهل خضتما بحر الأسى أو وقفتما
بساحله والبحر يخشى إذا طما

٣٧. ومما شجى قلبي واسبل عبرتي
تألق برق في غمام تجهما

٣٨. أراعي انشقاق الفجر من أبرق اللوى
وأرعى طلوع الشمس من جانب الحمى

٣٩. وأعطف أعناق المطي معرجا
وأنشق أنفاس النسيم ملثما

٤٠. فأجريت طوفان الدموع تلهّفا
وأضرمت نيران الضلوع تألما

٤١. ويممت ترب الدار الشم تربها
ومن لم يجد إلا التراب تيمّما

٤٢. فيا نار أحشاء ويا ماء أدمعي
أما مشفق ألقاه أرحم منكما

٤٣. ويا نوم أجفان وسلوان خاطري
دعاني وشأني فالسلام عليكما

٤٤. ألا رب بحر للدجى خضت إذ أرى
به العيس غرقى والكواكب عوما

٤٥. أردّد في الأفلاك طرفي كأنني
اشيم بروقا أو أراقب أنجما

٤٦. وأحمل من نجم السماك مثقفا
وأرسلف من شهب الكواكب أسهما

٤٧. وألمع من فوق المجرة أبيضا
وأركب من فرع الأدجنة أدهما

٤٨. إلى أن أماط الفجر فصل لثامه
ونور بالأسفار ما كان أظلما

٤٩. ونبه داعي الصبح إذ هبت الصبا
لواحظ زهر كن في الليل نوما

٥٠. فخوضته بحرا من النور آخذا
بقصته أسقيه من شدة الظما

٥١. وأصبحت أعلوه أغر محجلا
كحيل أديم المتن ألمض أرثما

٥٢. وديمومة داومت فري أديمها
بمرهف خطو العيس فذا وتوأما

٥٣. وأغشى حمى ليلى وإن كان قيسها
أعد لمن يخشاه جيشا عرمرما

٥٤. ولم أنتدب إلا سهاما مفوقا
وعوجاء مرثانا وقلبا مصمما

٥٥. وأبيض بسام الفرند مجوهرا
وأسمر مصقول السنان مقوما

٥٦. واشهب يعبوبا طمرا مضمرا
طموحا مروحا أعوجيا مطهما

٥٧. جرى هازئا بالبرق والريح مسرعا
فأدرك ما عن نيل أدناه أعجما

٥٨. تضمخ بالكافور والمسك وارتدى
رداء ظلام بالصياح تسهما

٥٩. أشم لجيب المتن أعين سابحا
أقب غليظ الساق أجرد صلدما

٦٠. قصير المطي والرسغ أتلع صافنا
طويل الشوى والذيل أغذف شيظما

٦١. تختل سرحانا وساير كوكبا
ولاحظ يعفورا ولاعب أرقما

٦٢. فاسرج لما إن توثب جارحا
وألجم لما إن تثاوب ملجما

٦٣. فلم أربدرا مسرجا بهلاله
سواه ورقا بالثريا ملجما

٦٤. وأورق ضخم الخف أعوج بازلا
شمندل رحب الباع أقود أبهما

٦٥. ذلولا لعوبا شذقميا مكلثما
أمونا صموتا أرحببا عثمثما

٦٦. إذا خب عاينت الحروق وداحسا
وإن سار أنساك الجديل وشذقما

٦٧. منيف إذا الساري تسنمه اغتدى
كمرتقب خال الهلال فعلما

٦٨. فليت به فود الفلاة ولم أزل
أروح وأغدوا طائرا ومحوما

٦٩. ولا حاجة في النفس إلا امتداحا
أبا القاسم الهادي النبي المعظما

٧٠. بشيرا نذيرا صادق القول مرسلا
حبيبا خليلا هاشميا مقدما

٧١. تقيا نقيا أبطحيا مبجلا
سراجا منيرا زمزميا مكرّما

٧٢. صليع فم أقنى أزجّ مفلّجا
مسيحا عظيم الهام فخما مفخما

٧٣. طويل ذراع بادنا متماسكا
رحيب يد ضخم الكرادس حضرما

٧٤. على كل خط من أسرّة وجهه
شواهد تهدي الناظر اللمتوسما

٧٥. وفي كل عضو منه أو كل شعرة
لسان يجيب السائل المتفهما

٧٦. أجل الورى قدرا وأعلى مكانة
وأحسن أخلاقا وأحسب منتمى

٧٧. وأقراهم ضيفا وأبينهم هدى
وأصومهم صيفا وأمنعهم حمى

٧٨. وأخشعهم قلبا وأسمحهم يدا
وأفصحهم نطقا وأعطرهم فما

٧٩. وأصبح وضاحا وأدعج مقلة
وأطيب أنفاسا وأحلى تبسما

٨٠. وأترف أطوافا وأطول ساعدا
وألين أعطافا وأزكى تبسما

٨١. وأعظم أحلاما واقوى مهابة
وأرعب أعلاما وأرشق أسهما

٨٢. وأقطع أسيافا وأحصن محجنا
وأقوم أرماحا وأنفذ الهذما

٨٣. وأصدق برهانا وأظهر حجة
وأكثر تنويلا وأوفر مغنما

٨٤. وأول إيجادا وآخر مبعثا
وأسهل تشريعا وأوضح مئسما

٨٥. نبئ براه الله من قبل آدم
وأرسله للخير بعد معلما

٨٦. نبئ براه الله من قبل آدم
ولولا سناه لاغتدى الكون مظلما

٨٧. نبئ ترد المجد والبأس حلة
مفوفة فيها الكمال مجسما

٨٨. نبئ بعلياه توسل آدم
فتاب عليه ذو الجلال وكرما

٨٩. نبئ حمى الجبار شيتا بجاهه
وبوا إدريس المكان الذي سما

٩٠. نبئ به نوح نجا في سفينته
وقد أغرق الطوفان من كان أجرما

٩١. نبئ به هود نجا يوم عاده
وقد هلكوا بالريح فدا وثوأما

٩٢. نبئ بعلياه تبتّل صالح
فنال به نصرا وعزا وأنعما

٩٣. نبئ به لاذ الخليل فأصبحت
له جمرة النمرود روضا منمنما

٩٤. نبئ فدى إسماعيل بالكبش ربه
له وله في الشعب أنبع زمزما

٩٥. نبئ به إسحاق كرم فاعتلى
وأعقب يعقوب القميص المكرما

٩٦. نبئ به الصديق يوسف قد نجا
من الجب إذ ألقوه فيه ليعدما

٩٧. نبئ به لوط نجا إذ دعا على
بغاة سدوم إذ أحلوا المحرما

٩٨. نبئ به أيوب أنقذ إذ شكا
يلاء أصاب اللحم والعظم والدما

٩٩. نبئ به زكى شعيبا إلهه
وأهلك بالأرجاف مدين عندما

١٠٠. نبئ به إلياس قد طارفي العلا
رفيقا لأملاك السموات حيثما

١٠١. نبئ به الخضر استجار فلم يخف
وأصبح منظورا مفيدا معلما

١٠٢. نبئ به موسى ارتقى مرتقى سما
وخصصه المولى وعز وكلما

١٠٣. نبئ به هارون أعطاه ربه ال
حبورة والقربان فضلا متمما

١٠٤. نبئ به ذو الكفل عز محله
وذو النون أنجاه من اليم إذ طما

١٠٥. نبئ بأضوا نوره اليسع اهتدى
ويوشع باهي والعزيز تحما

١٠٦. نبئ به داود أوقف طيرا
وأرب أجبالا وللسرد أحكما

١٠٧. نبئ به قد سخر الجن والهوى
سليمان ثم الوحش والطير في السما

١٠٨. نبئ به يحيى الحصور أرتقى كما
به زكريا لم ير النشر مؤلما

١٠٩. نبئ به عيسى المسيح شفى الأذى
وأحي به الموتى وأبرى من العمى

١١٠. نبئ به سعد وشق وروقه
وقس وجدل أخبروا وابن اكثما

١١١. نبئ به الأصنام والجن أنطقوا
بصادع حق جل أن يتكما

١١٢. نبئ رأت لما توالد أمه
معالم بصرى معلما ثم معلما

١١٣. نبئ له غاضت بحيرة ساوة
وضاءت قصور الشام واعتزت السما

١١٤. نبئ له قد شق إيوان فارس
وأخمد من نيرانه ما تضرما

١١٥. نبئ أتته للرضاع حليمة
فما صد عنها بل أبر وأنعما

١١٦. نبئ قضى بالعدل حال رضاعه
فلم يرضع إلا ما له الأخ أسهما

١١٧. نبئ به قد شرف الله طيبة
كما شرف البيت العتيق المعظما

١١٨. نبئ له قد صارت الأرض مسجدا
طهورا إذا ما الماء عز تيمما

١١٩. نبئ علا فوق البراق إلى العلا
إلى أن تولى غيره وتقدما

١٢٠. نبئ رقى السبع الطباق مجاوزا
إلى مشهد فيه رأى وتكلما

١٢١. نبئ دعي أنت الحبيب فسل تنل
وقل يستمع واشفع تشفع مكرما

١٢٢. نبئ له الباري زوى الأرض كلمها
ليعلم أن الملك يبلغ كلما

١٢٣. نبئ أعاد الشمس بعد غروبا
وأبقى عليها بالجلالة منسما

١٢٤. نبئ دعا النخل العظام فاشرعت
إليه تشق الأرض شقا مقوّما

١٢٥. نبئ له صدر السما انشق طائعا
وحن إليه الجذع شوقا وكلما

١٢٦. نبئ أتت طوعا لنصرته الصبا
فآوى منيبا حيث عاقب مجرما

١٢٧. نبئ يؤم الرعب رايات جيشه
مسيرة شهر حيث صار ميمما

١٢٨. نبئ أعاد الجدل غصنا منورا
كما قد أعاد العدق سيفا مصمما

١٢٩. نبئ هدى أبدى لعمار ما اختفى
وأن ابن هند شاء عمرا ليحكما

١٣٠. نبئ هدى قد نوه الله في الضحى
به وبه في نون باهي وأقسما

١٣١. نبئ هدى شق الملائك قلبه
يرفق لأمر ما وسر تكتما

١٣٢. نبئ هدى لولاة لم يخلق الورى
ولا العرش والكرسي والأرض والسما

١٣٣. نبئ هدى لو لم يكن أفضل الورى
لما أم في الأرض ولا أم في السما

١٣٤. نبئ هدى لم يخظ باغ بكيده
ولم يخش كيدا من له الحق سلما

١٣٥. هو الأول الهادي هو الآخر الذي
تأخر إرسالا وخلقا تقدما

١٣٦. هو المنذر الماحي البشير الرضي
الذي تحلى بدر الفضل ما تحلما

١٣٧. هو السيد المولى هو المنقذ التقي
هو الأرفع الأزكى مقاما ومنتمى

١٣٨. هو المصطفى المختار خير الورى الذي
دنا فتدلي قاب قوسين أو كما

١٣٩. هو المجتبى المبعوث للخلق رحمة
فلله ما أحيا وما أحمى وأرحما

١٤٠. هو الطاهر البادي هو الباطن الذي
أبان لنا ما كان عنا مكتما

١٤١. هو العلم المودوع علما وحكمة
هو الزمن المضروب عبدا وموسما

١٤٢. هو الحاشر الداعي هو العاقب الذي
إذا أحجدم الرسل الكرام تقدمال

١٤٣. هو الشافع المقبول والأوحد الذي
إلى حوضه يدعو ليروي من الظما

١٤٤. هو الطود إن أرسى هو النجم إن سرى
هو السبيل إن أجري هو البحر إن طما

١٤٥. هو الغيث في محل هو الليث في وغى
هو الزهر في روض هو الزهر في سما

١٤٦. هو الذروة العليا التي ليس ترقى
هو العروة الوثقى التي لن تفصما

١٤٧. هو النقطة الأولى التي قد تاصلت
هو الجوهر الفرد الذي لن يقسما

١٤٨. هو الغاية القصوى التي ليس يعدها
مطار ولو طار المعاند محوما

١٤٩. هو المقصد الأسنى الأعز فلا تحد
ويممه تلقى الخير نحوك يمما

١٥٠. وأنى لمن لم يتخذه وسيلة
رشاد ولا لمن صده العمى

١٥١. أحاط الورى عدلا وعمهم رضا
فألف بين الشاة والذئب في حمى

١٥٢. نبئ به لاذ البعير من الردى
فأنقذه مما شكا وتظلما

١٥٣. نبئ أجار الضب والظبية التي
شكت حرما يلقى بنوها من الظما

١٥٤. نبئ أرادت زينب كتم سمه
فحذره لحم الذراع وأعلما

١٥٥. نبئ به قد صدق الذئب فاهتدى
بتصديقه الراعي ودان وأسلما

١٥٦. نبئ لفرط الصوم شد فؤاده
بصلد ولو شاء الطعام لأطعما

١٥٧. نبئ إذا ما غض جفنا لحكمة
تيقّظ قلبا ليس ينفك ملهما

١٥٨. نبئ حمى الإسلام من كلماته
بأنفذ من وقع السهام وأحكما

١٥٩. نبئ أحل الله مكة ساعة
له وحماها عن سواه وحرما

١٦٠. نبئ دعا لصنام فانثن وقعا
لأوجهها صرعى وقد كن جثما

١٦١. نبئ أتاب الجن طوعا له وقد
أبان لهم قولا صحيحا محكما

١٦٢. نبئ هدى في كفه سبح الحصى
وأورق فيها العود وانفجرت بما

١٦٣. نبى قضى الباري بنصر لوائه
فلو شاء لم يتبع خميسا عرمرما

١٦٤. نبئ هدى قد نزه الله ظلّه
وحاشاه من وقع الذباب تحوما

١٦٥. نبئ هدى أعطى قتادة في دجى
المطيرة عرجونا أضاء له كما

١٦٦. نبئ هدى أوهى ركانة مثلما
أباد أبا جهل اللعين وذمما

١٦٧. نبئ هدى أردى أبيا بطعنة
وعافى بتفل الريبق ما كان مؤلما

١٦٨. نبئ هدى أبا قريشا بما حوت
صحيفتهم فازداد جاحدهم عمى

١٦٩. نبئ هدى أنبا خديجة بالذي
أبان له جبريل عنه وفهما

١٧٠. نبئ هدى أبدى لفاطمة الرضا
فقرت به عينا وطابت تبسما

١٧١. نبئ ابدى لعائشة الذي
به صنع السحر اللئيم ابن أعصما

١٧٢. نبئ هدى أنبا برؤيا صفية
وقد عاينت في حجرها قمر السما

١٧٣. نبئ هدى أزواجه صرن في علا
أبر وأعلى في الجنان وأنعما

١٧٤. نبئ هدى لاذت به بنت حاتم
ففك لها الأسرى وجاد وأنعما

١٧٥. ولم يرض أن يعزّى أبو لهب له
ونول سلمان القرابة فانتمى

١٧٦. وصير كسرى للجحيم معذبا
وقاد إلى المأوى النجاشي منعما

١٧٧. وولى أبا بكر خلافته التي
أبرت على كل المقامات منتمى

١٧٨. وأيد بالفاروق عصبة دينه
وخصص عثمان ببنتيه منعما

١٧٩. ووالى عليا حين واخاه فاغتدى
أخا ونيسيبا وابن عم وأعظما

١٨٠. وأتحف عميه السقاية والوا
وباهى بسبطيه الملا وهما هما

١٨١. وشيد بالأصحاب أركان دينه
فحلوا مقاما لا يخاف تثلما

١٨٢. فمن مثله أو مثل أصحابه وهم
نجوم منيرات إذا الأمر أبهما

١٨٣. هم السادة الغر الذين نفوسهم
سمت فاستخفت يذبلا ويلملما

١٨٤. هم القوم للهيجا وللدين والندى
فالله ما أقوى وأسنى وأقوما

١٨٥. هم الغادة الصيد الذين لعزهم
أتمت خضعا شم الممالك رغما

١٨٦. هم أبصروا نور الهدى فهدوا إلى
اشعته إذ أصبح الكون مظلما

١٨٧. هم رقموا أردان حلة دينهم
فأضحى طراز الحق بالحق معلما

١٨٨. بحور بدور في السماح وفي الدجى
غيوث ليوث في محول وفي حمى

١٨٩. سوار رؤاس إن حيوا وإن احتبوا
وناهيك ما أعلى ماقما وأكرما

١٩٠. نجوم هدى سنوا التواضع في العلا
ومن سن في العليا التواضع عظما

١٩١. صلاتهم بالجود أضحت موانعا
لسائل ما يولوه أن يتذمما

١٩٢. هم ما هم فالهج بذكرهم ودن
بحبهم تمسي وتصبح مكرما

١٩٣. أليس بأن الله شرفهم به
وشرف من أثنى عليهم وعظما

١٩٤. ولم لا وقد حازوا بصحبته علا
وفخرا وتعظيما وفضلا متمما

١٩٥. نبئ لعين الكون أصبح ناضرا
وروحا لجثمان المعاني مقوما

١٩٦. شفى العين من داء وأوقفها ذكا
وأعملها حرفا وأرسلها سما

١٩٧. مبارك إبرام ونقض إذ احتبى
ليبرم منقوضا وينقض مبرما

١٩٨. وجانس بين العلم والحلم والتقى
فلله ما أنقى وأتقى وأحلما

١٩٩. وطابق بين المنع والبذل فاغتدى
سخيا منيع الجار طلقا عشمشما

٢٠٠. عفو عفيف عن جناة ومعزم
وفيّ حريّ أن يؤمّ فيمنعا

٢٠١. أعاد بنفث الريق عين قتادة
فكانت من الأخرى أجلّ توسما

٢٠٢. وأبرا عين حيدر يوم خيبر
وأنبت شعر الأقرع الراس محكما

٢٠٣. وأم الكثيب الصعب فانهل سائخا
بضربة فاس ما أحد وأحكما

٢٠٤. وخاطبه الطفل الرضيع مصدقا
بأنت رسول الله أزكى الورى انتما

٢٠٥. ودرت بسر اللمس شاة أم معبد
كما قد شفى بالريق ساقا تهشما

٢٠٦. وباللمس قد عادت لعائد غرة
وشق خبيب عاد باللمس مثلما

٢٠٧. وكف ابن عفرا قد أعاد لحينها
بتفلته فاعتز كفا ومعصما

٢٠٨. ورد الأجاج الملح معسول ريقه
شرابا سواغا بعد ما كان علقما

٢٠٩. وأطعم ألفا من صواع فأشبعوا
وروى بعس جيشه من لظى الظما

٢١٠. وذلّ له الفحل الشرود ولم يكن
يطاق فلما إن رآه تذمما

٢١١. واوسع أهل الجهل علما ورأفة
ولان لأرباب الجفاف وترحما

٢١٢. سما ببدر للغواة مصارعا
فما أخطأت منهم شقيا مذمما

٢١٣. ومال إليه فيء دوح بحيرة
وكم قد وقاه الغيم حرا مضرما

٢١٤. وكم معجز في الشعب أبدى ليتقى
وكم آية في الغار أبدى ليكتما

٢١٥. وفي الغار نسج العنكبوت أبان عن
فخار به باض الحمام وخيما

٢١٦. وساح إلى ضبعيه طرف سراقة
فأنجاه لما إن دعاه مسلما

٢١٧. وصدقه الوحش النفور مسلما
وصلى عليه الصلد جهرا وسلما

٢١٨. وأنبأ عما كان أو هو كائن
حذيفة حتى صار بالغيب معلما

٢١٩. أذل لأجل الكفر ابن ربيعة
وعقبة والعاصي وقيس المذمما

٢٢٠. وأقصى أبا جهل وقد جاء كافرا
وأدنى أبا ذر وق جاء مسلما

٢٢١. مجيب إذ يدعى مجاب إذ دعا
عظيم إذا باهى كريم إذا انتمى

٢٢٢. تجمع فيه كل معنى مقسم
وهل ثم معنى غير ما فيه قسما

٢٢٣. ثناء كما عم الربا نشر طيبها
وباس كما سلت يد البرق مخزما

٢٢٤. وجود لو أن الغيث جاراه لأنثنى
على عقبيه ناكصا متذمما

٢٢٥. ومجد كسا العلياء تاجا مرضعا
وقلد جيد الدهر عقدا منظما

٢٢٦. وعلم ملئن الصحف منه فأشرقت
إلى أن أنارت في الدجنة أنجما

٢٢٧. وعدل أعار الشمس افضل ذيلة
فجرت على الآفاق سجفا مرقما

٢٢٨. وعزم لسيف الاقتضا متقلدا
وحزم لطرف الاهتدا متنسما

٢٢٩. وعز أظل الخافقين فخلته
على أفق الدنيا سماء مخيما

٢٣٠. ثواقب فخر ليس يخبو اتقادها
ولو قطب الداجي ومد وجهما

٢٣١. جلى لجيد الدهر إذ صار عاطلا
وزهر لداجي الأفق إذ عاد مظلما

٢٣٢. ألا رب حرب رامه فتقطعت
عداه وشهم رامه فتذمما

٢٣٣. بنقع كأن الأرض تنبت أغصنا
بأرماحه والحق بمطر أنجما

٢٣٤. تخال به العقبان الفن للقنا
فتحسب ورقا في ذرا الأيك هيما

٢٣٥. إذا ابتسمت فيه المواضي عن الردى
تدرع درعا سايريا محكما

٢٣٦. وإن أم صفا للقتال مكبرا
يصلي العدا جمر الوغى المتضرما

٢٣٧. وإن ضاعف الدرع الكمي لحربه
ومثله في النفس مات توهما

٢٣٨. وإن لبس التثليث درعا حصينة
تسل يد التوحيد أبيض مخذما

٢٣٩. وإن هز بند الغي أبدى سرادقا
من النصر فوق الأرض مد وخيما

٢٤٠. وإن صال عباد المسيح فقل لهم
ستصلوا بعباد الإله جهنما

٢٤١. وإن سألت لسن القنا عن مرادهم
يقرون حتما ما أرادوا تكتما

٢٤٢. ألم يعلموا أن ضلل الله سعيهم
وصيرهم للبيض والسمر مغنما

٢٤٣. طغوا وبغوا إذ صييروا الفرد ثالثا
لإثنين جل الله رب ابن مريما

٢٤٤. أليس بأن الله سواه مثلما
بقدرته سوى من الترب آدما

٢٤٥. مغيث مبيد ذو أياد أسالها
فعمت فجاج الأرض بؤسا وأنعما

٢٤٦. تواضع إخباتا وعز جلالة
وعاقب تأديبا وعف تحلما

٢٤٧. فسل عنه بدرا أو حنينا أو خيبرا
ومكة والبطحاء والشعب والحمى

٢٤٨. وسل أحدا والغمر والخندق أو فسل
مريسيع واسال طائفا واحد عنهما

٢٤٩. أجار الحمى عزا ورفع صحبه
وداس العدا ركضا وأرى الوغى دما

٢٥٠. وعمر من رسم العلا كل دارس
وأظهر من سر الهدى ما تكتما

٢٥١. فكم مارد جلا وكم غيهب جهلا
وكم سائل أغنى وكم خائف حمى

٢٥٢. وكم كف ضالا وجاد لمهطع
وخيب محتالا وأبرأ مسقما

٢٥٣. حمى بيضة الإسلام في خدر عشها
ولن يسلم الضرغام غيلا ولا حمى

٢٥٤. إذا فعل الفعل الجميل أتمه
وما كل فعل تجده متمما

٢٥٥. وإن عم محل الأرض أخصب جوده
فأثمر ما شاء العفاة واطعما

٢٥٦. وإن حل متن الطرف عاينت نسورا
تسنم سيلا في مجاريه مفعما

٢٥٧. وإن قال لم يترك مقالا لقائل
وإن صال لم يترك مواضيه مجرما

٢٥٨. وإن مد للأعداء في النقع أسمرا
أرى الأسد الضاري يقلب أرقما

٢٥٩. وإن شمرت عن ساقها الحرب ألبس
العداة لباس الموت أحمر عندما

٢٦٠. وإن شمت برقي بشره وابتسامه
سقاك غماما من عطاياه منجما

٢٦١. ومهما احتبى في الدست عاينت مفردا
إذا سار للهيجاء عاد عرمرما

٢٦٢. وإن خطبته الحرب أمهر بكرها
سيوفا وأرماحا ونقطا وأسهما

٢٦٣. تهلل ثم انهل جودا فلم تعج
على بارق إن هل أو سح أو همى

٢٦٤. وأغنى فما التيار عب عبابه
لديه وما الشؤبوب إن هو ديما

٢٦٥. مواهب لا يخشى فطاما رضيعها
وما ارضع الغيث الأراضي ليفطما

٢٦٦. أما والذي أنشا الندى ويمينه
لقد جاد إذ مل الندى وتجهما

٢٦٧. وحل العلياء في الذروة التي
ترى الزهر فيها تحت نعليه جثما

٢٦٨. أعندك من علم الغيي أم أنت مخبر
بما شبّ من وجد لدمع همى دما

٢٦٩. وهل فيك ظلّ مبرد لوعة الجوى
وهل فيك طلّ مذهب لوعة الظما

٢٧٠. وأي ظلال أو زلال لمعتد
أطاع الهوى طفلا وكهلا وبعدما

٢٧١. وخاض بحار الزهو واللهو راكبا
على متن مجهول المعالم إذ همى

٢٧٢. وزاد ضلالا حين تاه غواية
وساء مقاما حيث أصبح مجرما

٢٧٣. عدا أنه وافى الكريم ميمما
وما خاب من وافى الكريم ميمما

٢٧٤. فيا رحمة الله انتصارا مؤيدا
فقد آن للمصدور أن يتألما

٢٧٥. ويا رحمة الله انتصارا معززا
فقد ألم العصيان قلبي وكلما

٢٧٦. ويا رحمة الله انتصارا مؤزرا
فقد أوهو التفريط ركني وهدما

٢٧٧. ويا نصرة الله استجيبي وأسرعي
وكفّي عنّي ضرما البؤس ضرّما

٢٧٨. ويا نصرة الله استجيبي وأسرعي
فقد رشق العصيان في القلب أسهما

٢٧٩. أما آن أن يشفى عليلا أهاضه
تقلب دهر قد أضر وأضرما

٢٨٠. أما آن أن يكفى كئيب أساءه
اعوجاج زمان كان قبل منوما

٢٨١. فيا ويلتاه كم تركت محللا
ويا خجلتاه كم أتيت محرما

٢٨٢. ويا حسرتا قلبي ويا سواتاه كم
أضل وأمسى بالضلالة مغرما

٢٨٣. ويا لهف نفسي إذ رماها زمانها
بسهميه عن غدر فيا بئس ما رمى

٢٨٤. رمى عن قسيّ لم تسدّد سهامها
سوى الفؤاد ساء لما تحكما

٢٨٥. أطاع الهوى والنفس والمارد الذي
نهى عن رشاد حيث قاد إلى عمى

٢٨٦. أتيت ذنوبا ليس تحصى وكيف لي
بعذر وقد أصبحت بالذنب ملجما

٢٨٧. فدهريّ في لهو وقلبي في عمى
وعمري في نقص وذنبي في نما

٢٨٨. ولكن أرجي عفو ربي لقوله
أنا عند ظن العبد بي فليظن ما

٢٨٩. وأرجو بحبي وامتداح حبيبه
جوائز فضل تعقب الأمن أنعما

٢٩٠. ايا خاتم الأرسال يا فاتح العلا
حنانيك قد وافيت بابك مجرما

٢٩١. أليس بأن الله سواه مثلما
بقدرته سوى من الترب آدما

٢٩٢. جليل سما عن خلق شيء لذاته
ولكن لطه أبدع الكون محكما

٢٩٣. جواد كريم غافر الذنوب ساتر
حليم عظيم مالك الأرض والسما

٢٩٤. سميع بصير عالم ذو إرادة
إذا شاء أضاء الكون أو شاء أظلما

٢٩٥. هدانا بنور المصطفى بعد ظلة
ووقى به أبصارنا فتنة العمى

٢٩٦. وأرسله بالحق للخق داعيا
فزلزل أركان الضلال وهدما

٢٩٧. وأظهر آيات الكتاب شواهدا
على ما ادعاه حين أبدى المكتما

٢٩٨. وفي الصحف والتوراة عز وفي الزبور
حي وفي الإنجيل والذكر عظما

٢٩٩. له قدم في كعبة الحب راسخ
بها في مقام القرب حيا وسلما

٣٠٠. ولو لم تكن لله فيه سريرة
لما سبق الرسل الكرام تقدما

٣٠١. أمين على الوحي المنزل عالم
بما حل منه أو بما منه حرما

٣٠٢. أقم اعوجاج الحق بعد سقوطه
وشيد من ركن الهدى ما تهدما

٣٠٣. إليك قطعت البيد والبيد حمرة
تلظى الهوادي رملها المتضرما

٣٠٤. يموج عليها الآل حتى كأنما
به ناقض أو مسه الذعر فارتمى

٣٠٥. وما زلت ي عشواه أخبط راجلا
إلى أن أنست النور من جانب الحمى

٣٠٦. فكبرت إجلالا وبادرت عزة
وهللت تعظيما وقمت مسلما

٣٠٧. وما برحت عيسى إلى أن سرت بها
عوادي ارتحال ترتمي كل مرتمى

٣٠٨. فبالله يا عرف النسيم الذي انبرى
وأنجد في ربع الحبيب وأتهما

٣٠٩. وهب ذكي الطيب من طيب طيبة
وأنشق آناف العوالي تنسما

٣١٠. وهل بما قد هل في الحي غيثه
ونم بما في الروض من بانه نما

٣١١. بما بيننا من ذكر سكان يثرب
لدى موقف التوديع في مشهد الدمى

٣١٢. أقم عذر من أقصته آثامه وقم
على قدم العبد الذليل لترحما

٣١٣. وقل لغمام الهب الشعب برقه
وأجراه سيلا أحمر اللون مفعما

٣١٤. ايحسب دهري أنني خاضع له
وأنت ملاذي ساء ما قد توهما

٣١٥. وقد حط رحلي ف ذراك وحبذا
مناخ على العيا أعز وأكرما

٣١٦. ولي فيك مدح يا أخا الجود واضح
ومن يمدح الأجواد يمسي مكرما

٣١٧. ولم أمتدح علياك حتى انلتني
بنعماك يا مختار مغنى ومغنما

٣١٨. فحاشاك أن تقصي محبا ومادحا
له فيك مدح أخدم اليد والفما

٣١٩. وحاشاك أن يخزى وقد جدت في الكرى
له بموالات ورحبت مكرما

٣٢٠. فيا رب يا الله يا سامع الدعا
أقل عثرة الجاني وسامح تكرما

٣٢١. ويا رب يا الله كن لي ولا تكن
علي إذا ضاق الفضاء وأظلما

٣٢٢. ويا رب كن عوني إذا دعي الورى
فإما إلى عدن وإما جنما

٣٢٣. ويا رب وفق واستجب وتولّني
برحمتك العظمى ووفق لأسلما

٣٢٤. ومن لم توفقه وترشد طريقه
فكيف يجد نحو السلامة سلما

٣٢٥. سألتك بالهادي أجب دعوتي وجد
بما أرتجي يا مالك الأرض والسما

٣٢٦. ومن بعتق ابن الخلوف وجازه
بجودك في الدنيا والأخرى تكرما

٣٢٧. وسامح ونعم والدي تطولا
ولا تحرق اللهم بالنار مسلما

٣٢٨. وصل على المختار والصحب كلما
رأى الفجر تعبيس الدجى فتبسّما