١. سلوا النار عما شب بين الأضالع
ولا تسألوا عما جرى من مدامع
٢. وإن شئتم ذكرى حبيب ومنزل
فليس سوى ما في حواشي أضالع
٣. وإن رمتم شرح الغريب لتعلموا
نتائج فكري من قضايا وقائع
٤. فأصل بلائي من قدود نواعم
ومنشا سهادي من عيون هواجع
٥. وما أنا في العشاق أول مبتد
ولا أنا في الأشاق آخر تابع
٦. أملاك رقي أنتم الداء والدوا
فما لكم لا تبرئون مواجعي
٧. أخذتم فؤادي واطرحتم بقيّتي
فما ضركم أن لو أخذتم مجامعي
٨. وقد أهلكت نفسي الأماني وأيتمم
بنيات طرفي واسترقت مطامعي
٩. ولما حجبتم عن عيوني شهدتكم
بعين فؤادي في ذوات مسامعي
١٠. وحين جفا نومي عيوني لسهدها
تجافت جنوبي فيكم عن مضاجعي
١١. وقد زاد نيل الدمع في مص وجنتي
أشير له عند الوفا بالأصابع
١٢. وحيث أطير العقل واستوقع الحشا
شكوت لكم من طائر خلف واقع
١٣. أبي الحب إلا أن يكون كما يشا
حريق صبابات غريق مدامع
١٤. ومن لي بأن يرضى بذاك وليتني
أفوز بما يرضاه من كل واقع
١٥. وقال عذولي أنت في الحب مدعي
فهل لك في إبطال دعوى المنازع
١٦. فاثبت دعوائي على رغم أنفه
وجئت بما لم يأت فيه بدافع
١٧. وما لي شهود غير سقمي وأدمعي
وهل لشهود في الهوى من مدافع
١٨. وجدت الهوى دعوى فأبذلت مهجتي
وأرسلت دمعي واجتنبت مضاجعي
١٩. وماذا عسى أن يبلغ الصب في الهوى
سوى أن تواريه لحود المصارع
٢٠. فيا مهجتي ذوب أسى وتفجعا
فإن فؤادي للمبتلي غير جازع
٢١. ويا مقلتي سحي دما ومدامعا
فإن جفون الصب غير موانع
٢٢. ألا في سبيل الحب قلبا وناظر
تركتهما ما بين خاش وخاشع
٢٣. هما اقتسما ما حل بي وتعاهدا
على أن يكونا بين دام ودامع
٢٤. لييلة أقصتني لييلي وقد سرت
على أورق يدني لها كل شاسع
٢٥. فودّعتها رغما وأودعتها إلى
كريم حيفظ لم يضيع ودائعي
٢٦. كتمت الهوى عنها فأشته حالتي
ونم به واشي العيون الدوامع
٢٧. ولولا الجوى والدمع والسهد والضنى
لما كان سري في هواها ذائع
٢٨. تقاطع مضنى لم تزره فنادها
فديتك زوري ثم من بعد قاطعي
٢٩. فما الحب إن يصدقه فيك بكاذب
ولا القلب إن يتلفه فيك بضائع
٣٠. مهاة تثنى قدها فحسبها
هلالا على غصن من البان يانع
٣١. رنت عن عيون سطرت لي حروفها
مصارع عشاق وذكرى وقائع
٣٢. وبشرني إذ خط في الرمل شعرها
براية فرح أيدت سعد طالع
٣٣. لها ناظر ماضي الولاية شاهد
بتوحيد معنى حينها عن مضارع
٣٤. يصون كنوز الحسن عنا ببيضه
فيا لكنوز طلسمت بموانع
٣٥. وناضر خد قد سبى كل ناظر
وغنت بلفظ أطربت كل سامع
٣٦. وفرع روى ع ليله كل حالك
وبرق روى عن صبحه كل ساطع
٣٧. تزور تسري في ليال ذوائب
وأنجم إفراط وسحب براقع
٣٨. بأعطاف أغصان ومفلة شادن
ووجنة بستان وأنفاس ضائع
٣٩. توابع حسن أكد النعت عطفها
بلا بدل يا حسنها من توابع
٤٠. وما هي إلا الشمس ألقت شعاعها
على سطح قلبي فاهتدى للمطالع
٤١. وما غربت إلا وأبدت صفاتها
بدور أمدت بالسنا كل طالع
٤٢. أضاعت فؤادي إذ به خيم الهوى
على أن ودّي فيها ليس بضائع
٤٣. أيا عرب الوادي ويا بان روضة
ويا ناظر الرائي وسمع المسامع
٤٤. عتبتم ولا والله لم أك ناقضا
عهودا مضت بين اللوى والأجارع
٤٥. ولا والهوى أسلو هواكم ولو سقى
فؤادي بأكواس السموم النواقع
٤٦. وكيف بأن أسلو هواكم وقد غدا
به القلب في إبان سقي المراضع
٤٧. وخلتم بأني قد طمعت بسلوة
وقد سد والي الحب باب المطامع
٤٨. وقلتم تهنت بالمنام عيونه
وكيف ينام اللي لحلف الفجائع
٤٩. أيا راكب الوجناء أرسل زمامها
وأقل بمشط الخطو فود البلاقع
٥٠. وإن جئت سلعا قف وسل عن أهله
أبا السفح قالوا أم سروا للمصانع
٥١. وسربي بسري امتطوا صبوة السرى
وصح بي فصحبي خلفوا كل ضالع
٥٢. ونح بي فنحبي حاز إذ حرروا النوى
وقل بي فقلبي شارة غير جازع
٥٣. وإن جئت جز عامل وجز عن يمينه
وسارع إلى الوادي وشع كل لامع
٥٤. ويمم حمى ليلى وخيم ببابها
وسل عن شفا البلوى فتى أم نافع
٥٥. ومرغ أعالي الوجه في صفحة الثرى
وقبل بثغر الدمع خد المرابع
٥٦. ولازم لباس الذل في باب عزها
ومد إلى حبارها كف خاضع
٥٧. فقد يرحم المولى إذا ذل عبده
وتجري سفين الأمن نكب الزعازع
٥٨. أما والذي عمت سحائب فضله
جميع الورى من كل عاص وطائع
٥٩. لقد شيبت بالحجاز حمامة
على فتن من يانع البان فارع
٦٠. كما ذكرتني بالعذيب وبارق
بروق ثنايا من غمام يراقع
٦١. أيا عصبة الشواق بالله عرجوا
على سرحة الشاطي الأنيق المرابع
٦٢. وقوموا اقبسوا من طور احشائي جذوة
بها اقتبست نار الهوى من اضالع
٦٣. وعوجوا على النادي لتسقوا مدامعا
بها نشأت هطل الهوى في الهوامع
٦٤. وإن شئتم برقا فمن قلب هالع
وإن خلتم سيلا فمن دمع ضارع
٦٥. ومهما سمعتم للسواجع أنه
فذاك انيني لا أنين السواجع
٦٦. وإن جزتم الوادي المقدس فاكشفوا
لثام الحيا واجنوا به كل رائع
٦٧. إلا ليت شعري هل أرى أبرق اللوى
فتسكن روعاتي وتهدى مضاجعي
٦٨. وهل أقطع الوعسا إلى رابع الذي
حباني به الأحرام حل المرابع
٦٩. وهل لي خلاص في خليص واجتنى
بعسفان أو في مرو خصب الموارع
٧٠. وهل لي اعتمار من مساجد من سمت
بتنزيهها عن إفك أهل الشنائع
٧١. وهل أغنم التقبيل في الحجر الذي
تبوا منه العهد أحصن مانع
٧٢. وهل لي بالبيت العتيق تطوف
وأبسط عند المدعي كف ضارع
٧٣. وهل لي في الركن اليماني موقف
ويسعد بالركن الشامي طالبي
٧٤. وهل لي في وسط المقام تركع
وألزم عند الحجر حالة خاضع
٧٥. وهل لي سعي بين مروة والصفا
فيصفو به تكدير قلب مخادع
٧٦. وهل لي مقيل في الحطيم وزمزم
فيخصب مرباعي ويصفو مشارعي
٧٧. ويا هل أقيم في مسجد الخيف ليلة
ليأمن قلبي من مهول فظائعي
٧٨. وهل يا أهيل السفح لي موقف على
علا عرفات يوم نيل المطامع
٧٩. ويا ليت شعري هل أرى المشعر الذي
يكون شعاري فيه إشعار خاضع
٨٠. وهل في منى التحليق أستمطر المنى
وأرمي لتقصير جمار مدامعي
٨١. وهل أرى بدرا في حنين مزملا
وأذهب بالصفرا صفرا وجائعي
٨٢. وهل لي في واد الغزالة مرتع
وأقنص من غزلانها كل راتع
٨٣. وهل لي على سفح المفرح وقفة
فيفرح بلبالي وتبرا فجانعي
٨٤. وهل لي انتشاق من نواسم طيبة
فتكرم أنفاسي وتزكو طبائعي
٨٥. وهل لي استماع من بلابل دوحها
فتنعم أبصاري ويلتذ سامعي
٨٦. وهل لي بها قرب ولو عمر ساعة
ومن لي بوصل لم يشب بقواطع
٨٧. وأدخل من باب السلام مسلما
على خير قبر ضم خير أضالع
٨٨. وأذكر عهدا قد تقدم بالحمى
وعصرا تقضى بين تلك المرابع
٨٩. مرابع أقمار وسرح ربا رب
وروضة أزهار وأيك سواجع
٩٠. ومشكاة مرتاد ومنجاة هالك
وفقعة منحط ووصلة قاطع
٩١. ومنقذ مأسور وثروة مقتر
وسلوة محزون ومأمن جازع
٩٢. ومنبع عرفان ومظهر حكمة
ومهبط قرآن ومسجد راكع
٩٣. وبهجة غرسال وقطب وزارة
وكنز صحابي وعمدة تابع
٩٤. وإن كان فيه عاذلي غير مبصر
فإني إلى تضليله غير سامع
٩٥. وإن كان فيها مالك الحب نافعي
فإن مديحي أحمد الرسل شافعي
٩٦. رسول براه الله من فيض نوره
فمدّت بأضواه شموس المطالع
٩٧. رسول الله براه من قبل آدم
وأظهره من بعد أهل الشرائع
٩٨. رسول به شيت وإدريس أصبحا
جليسي جلال في أجل مواضع
٩٩. رسول به نوح وهود وصالح
كفوا ووقوا من شر أهل البدائع
١٠٠. رسول به لوط نجا وبجاهه
كفاه إله العرش بؤس الفظائع
١٠١. رسول به ناجي الخليل وباسمه
كفي الحق اسماعيل قطع الأخادع
١٠٢. رسول به إسحاق أصبح آمنا
وصار أبا للأنبياء الشوارع
١٠٣. رسول به يعقوب قد عاد مبصرا
وكان فقيد الاتصال القواطع
١٠٤. رسول به الصديق حاز ملاحة
بها قطع الغادات رخص الأصابع
١٠٥. رسول به موسى وهارون أيدا
ويوشع والأسباط زهر المطالع
١٠٦. رسول به داود عز وباسمه
سليمان لم يبرح سعيد الطوالع
١٠٧. رسولبه أيوب قد زال ضرّه
وذو النون عوفي من جوار الضفادع
١٠٨. رسول به ذو الكفل لم يخش كائدا
ودان لذي القرنين كل ممانع
١٠٩. رسول به إلياس والخضر توجا
بتاجي بقاء وارتقاء مطالع
١١٠. رسول به زكى شعيبا إلهه
وبرّأه من نقص كيل البضائع
١١١. رسول به لاذ العزيز فلم يخف
مقاله أهل الشرك أهل الشنائع
١١٢. رسول به يحي الحصور ارتقى علا
جليل المباني مستقاض المنابع
١١٣. رسول أتى عيسى المسيح مبشرا
بمبعثه الآتي بنسخ الشرائع
١١٤. رسو لبه قد بشر الرسل كلهم
توابعهم أكرم بهم من متابع
١١٥. رسول به لاذ النبيئون فارتقوا
على شامخ العز الجليل المرافع
١١٦. رسول به بدر السما انشق مثلما
ببدر له قد شق قلب المخادع
١١٧. رسول له قد مال ظل بحيرة
كما قد وقته السحب حر السوافع
١١٨. رسول أعاد الشمس بعد غروبها
وأوقفها للعير وقفة خاضع
١١٩. رسول أعاد الجدل في وسط كفه
حساما حديد المنتضى والمقاطع
١٢٠. رسول عليه الوحش صلى وسلمت
عليه أثيلات البقاع البلاقع
١٢١. رسول أعاد العين بعد ذهابها
وأرسلها قطرا لسقي المراب
١٢٢. رسول به لاذ البعير فلم يخف
ورقي من شر القواضي القواطع
١٢٣. رسول تردى العدل والفضل فاتدى
نوالا لمحتاج وعز الخاضع
١٢٤. رسول دعته في الحبائل ظبية
أجزئي من التحيبل يا خير شافع
١٢٥. فإن ورائي رضعا قد تركتهم
وأكابدهم حر الفقد المراضع
١٢٦. فإن عشت عاشوا مخصبين وإن مت
فيا موتهم شرا بأدهى الفجائع
١٢٧. فمن بعتقي كي أروي كبودهم
وأرجع للصياد رجعة طائع
١٢٨. فناداه سرحها فإني ضمينها
وحسبك من خير مواساة جائع
١٢٩. فأفرح عنها فاغتدت ثم عاودت
تسير إلى الصياد سير مسارع
١٣٠. فناداه يا مختار هل لك حاجة
فقال له الاطلاق من غير مانع
١٣١. فقال اذ هبي يا ظبية القاع وافخري
بشأنك ما بين الظباء الرواتع
١٣٢. رسول أتى جبريل يدعوه للعلا
فأركبه متن البراق المطاوع
١٣٣. وما استصعب الميمون إلا لحكمة
بها بان فخو المصطفى ذي الشفائع
١٣٤. وسار وجبريل وميكال تاليا
كما سار بدر بين نجمي مطالع
١٣٥. وسار به من مسجد الأمن قاصدا
إلى المسجد الأقصى الزكي المرابع
١٣٦. وصلى بأملاك الإله ورسله
فيا عز متبوع ويا فوز تابع
١٣٧. وقام ارتقى المعراج حتى انتهى به
لى أول الأفلاك ثم لسابع
١٣٨. إلى السدرة القصوى لكرسي ذي العلا
إلى فلك العرش البديع الصنائع
١٣٩. وسايره جبريل حتى إذا انتهى
إلى الحجب نادى جز لحضرة رافع
١٤٠. فهذا مقامي يا حبيبي فسر إلى
مقام كريم وافر الظل واسع
١٤١. فسار إلى أن جاوز الحجب وارتقى
إلى مشهد جم المكارم جامع
١٤٢. فكبر إجلالا فناداه ربه
صدقت أنا الأعلى بغير منازع
١٤٣. فدس بسط إكرامي بنعلك وارتقب
شهود جلال دون ستر ممانع
١٤٤. وشاهد جمالي وادن منى فإنني
أنا الله باري الكون منشي الطبائع
١٤٥. فداس بساط العز بالنعل وارتقى
على رفرف غض الجوانب يانع
١٤٦. وشاهد وجه الحق جهرا بعينه
لدى حضرة التقديس من غير مانع
١٤٧. وأدناه يا عبدي خصصت برؤية
بها سدت في الدارين أهل الشرائع
١٤٨. محب هو المحبوب لا شيء غيره
سوى كاس قرب لم يشب بقواطع
١٤٩. وأوحى الذي أوحى إلى عبده لذا
دعته العلايا خير راء وسامع
١٥٠. سعى سعي مقبول لوجهة ربه
فعادت به الخمسون خمسا لراكع
١٥١. وعاد قرير العين في حفظ ربه
لمجعه والليل ضافي الوشائع
١٥٢. وأصبح ينبي أهل مكة بالذي
أفيض عليه من بديع البدائع
١٥٣. ليمناه آيات بها سبح الحصى
وفاض بها ماء نشا عن أصابع
١٥٤. رسول أراد الله إظهار دينه
فايده بالدامغات القواطع
١٥٥. ففي الذكر والإنجيل والصحف كم بدت
وفي اللواح والتوراة آي لقانع
١٥٦. وفي نزع ما في قلبه بعد شقه
اعتبار لبيب خانع غير خادع
١٥٧. وفي بيعة الرضوان كم راض جامحا
وتوح بالرضوان كل مبايع
١٥٨. وفي الضب والصياد والشاة والضبا
وفي الذئب والمولود دمغ المدافع
١٥٩. وفي الشعب والثعبان والريح والحيا
وفي السوط والعرجون قطع المنازع
١٦٠. وفي الفحل والأشجار والترب والحصى
وفي العذق والأحجار قرع المسامع
١٦١. وفي الجذع والتفجير رشد لمبصر
وفي الوحي والأخبار آي ليسامع
١٦٢. وفي السقي والإطعام والصاع والعبا
نكال لظلال نوال لتابع
١٦٣. وفي الصوم والإحياء لاحت مظاهر
تؤيدها اسرار كتب جوامع
١٦٤. وفي حال كسرى والنجاشي شواهد
تنوء بوصفي واصل ومقاطع
١٦٥. وفي خزي رأس الكفر عمر وحزبه
دنوا أولي التقوى القيام الرواكع
١٦٦. وفي قرب سلمان وبعد أبي لظى
وزوجته تاييد كل متابع
١٦٧. وفي شأن مولاه بلا غرائب
كشان صهيب مع يسار ورافع
١٦٨. وفي غورث إذ جاءه وفاضلة
وشيبة إعلام بكشف المخادع
١٦٩. وفي وفد زيد الخير وابنة حاتم
ووفد أخيها ما تلي في المجامع
١٧٠. وفي نطق أصنام وجن ببعثه
وفي كف أزلام قراع المقارع
١٧١. وفي حجب علم الغيث من كل مارد
وإحراق من ألقى له بالمسامع
١٧٢. وفي عنز ثوبان وشاة أم معبد
وفي حائل المقداد ري لكارع
١٧٣. وفي الليث لما أن أطاع سفينة
وفي البدنات الخمس أعظم رادع
١٧٤. وفي برء عيني حيدر يوم خيبر
ونصرته بالرعب أقوى الروادع
١٧٥. وفي ناقة أدت إليه شهادة
وفي طرف بحر كم أرى من بدائع
١٧٦. وفي ليلة الميلاد لاحت شواهد
بها أخبر الكهان سيف التتبا
١٧٧. ولاحت قصور الشام حتى كأنها
سماء تجلت عن نجوم طوالع
١٧٨. وهز لها إيوان كسرى مسرة
لإظهار نور من سنا الحق ساطع
١٧٩. وأخمند من نيران فارس جمرها
وقد غيض من ساوى أصول المنابع
١٨٠. وأنباء الكهان عنه عجائبا
كقس وشق والسطيح وشافع
١٨١. وباهت به إذ أرضعته حليمة
لذلك عزت بين كل المراضع
١٨٢. إذا هجعت عيناه لم يلف قلبه
سوى يقيط مستبصر غير هاجع
١٨٣. تكون من نور فلا ظل إن مشى
ولا الطير إن يبدو عليه بواقع
١٨٤. تكون من نور فلا ظل إن مشى
ولا الطير إن يبدو عليه بواقع
١٨٥. ضليع فم أقنى أزج ملح
شهيّ اللمى والثغر حلو المنازع
١٨٦. كحيل لحاظ أزهر اللون أبيض
الطلى سائل الأطراف فخم الأضالع
١٨٧. جميل الميحا بادن متماسك
شنيب الثنايا مستطيل الأصابع
١٨٨. مليح فصيح أهيف القد باسم
عن الدر أو عن مثل حب الهوامع
١٨٩. سري زكي كامل الذات طيب
نقي تقي واصل غير قاطع
١٩٠. بشير نذير صادق القول مرسل
سراج منير مانح غير مانع
١٩١. عصام اليتامى ري من جاء ظامئا
ثمال الأيامي مستغاث الجوازع
١٩٢. مطاع مكين عند من صير اسمه
ينادى به مع إسمه في الصوامع
١٩٣. هو الشافع المقبول إن ضجت الورى
من الموقف الضنك الشديد الهيازع
١٩٤. تراهم سكارى هائمين وماهم
سكارى ولكن لالتهاب اللذواع
١٩٥. ففل ينادي لست ذاك وإنني
لفي شاغل عن صحبي ومتابعي
١٩٦. يؤمّون بالشكوى أبا الناس آدم
فمن دونه شافع بعد شافع
١٩٧. إلى أن يوافون المسيح ابن مريم
فيدفعهم للأرفع المتواضع
١٩٨. فيأتونه يدعونه يا محمد
أجرنا وهم بين باك وضارع
١٩٩. يقول نعم سمعا وطوعا أنا لها
أنا المصطفى خير الورى ذو الشفائع
٢٠٠. ويأتي لساق العرش يسجد تحته
ويبسط للرحمن راح خاشع
٢٠١. ويدعوه يا وهاب هب لي شفاعة
تعم الورى ما بين عاص وطائع
٢٠٢. فإني موعود بها قبل نشأتي
ووعدك حق يا حفيظ الودائع
٢٠٣. فيدعوه مولاه أقم راسك الذي
غدا بين سجاد لعزي وراكع
٢٠٤. وقل ما تشا يسمع وسل ععط واشفعن
تشفع فأنت اليوم أوجه شافع
٢٠٥. سأقسم هذا اليوم شطرين بيننا
ليأمن فيه من لظى كل جازع
٢٠٦. فأنت تنادي يا إلهي شفاعتي
وأدعو أنا الرحمن غوث المطامع
٢٠٧. فمن ذا يضاهيه وكل مشفع
يلوذ بعلياه لهول القوارع
٢٠٨. ومن ذا يناويه وأملاك ربه
ترض عداه في لظى بالمقامع
٢٠٩. ترى الرسل يوم الدين تحت لوائه
وحسبك أن أضحى إمام الشوافع
٢١٠. وأول من ينشق عنه ضريحه
إذا أمر الباري برد الودائع
٢١١. تواضع للمخلوق إذ عز قدره
تواضع مولى لا تواضع ضارع
٢١٢. وأروى بعقب الماء ألفا ونصفها
كما بصواع قد كفى ألف جائع
٢١٣. وأنبأه لحسم الذراع بسمه
وأبدى له بعفور طاعة سامع
٢١٤. وأوما إلى الأصنام في فتح مكة
فلم يبق منها قائم غير واقع
٢١٥. وأخبر أهل العير عن كنه حالها
وعن ناقة ضلت بواد متالع
٢١٦. وحد ببدر للعداة مصارعا
فلم يخطئوا عن ورد تلك المصارع
٢١٧. واوسع أهل الجهل علما وحكمة
وأبدى لأرباب الجفى حلم خالع
٢١٨. ووافته في يوم الجلاد ملائك
تذود العدا عن حزبه بالمقارع
٢١٩. وصارت له الخضراء طهرا ومسجدا
وحل له ما لم يحل لشارع
٢٢٠. وأيد بالذكر الحكيم الذي حوت
فواصله ما في جميع المجامع
٢٢١. تضمن ما في الكتب والصحف متنه
وأنزل تبيانا لكل الوقائع
٢٢٢. يبشر أبرارا بتتويج هامة
وينذر فجرا بضرب المقامع
٢٢٣. ويكشف إبهاما بتأييد مبصر
ويتحف إفهاما بتسديد سامع
٢٢٤. ويعجز أفكار الخلائق وصفه
ولول أنهم جاءوا بأبدع بارع
٢٢٥. له الحوض يوم العرض يروي من الظما
وناهيك من حوض شهي المكارع
٢٢٦. حمى بيضة الإسلام في عش وكرها
بسمر رشاق أو ببيض قواطع
٢٢٧. وصان حماه من حسود وكائد
بخدام يمن من رماح ورافع
٢٢٨. معانيه قد جلت فلم تحص كثرة
كذاك معاليه سمت عن متابع
٢٢٩. ومن ذا يعد النبت والرمل والقطا
ويحصي الحصى أو يحص ذات المراضع
٢٣٠. فيا له من معجزات خوارق
ويا ماله من بينات بدائع
٢٣١. فمن آيه إعلام ما هو كائن
وإخباره بالغيب عن كل واقع
٢٣٢. ومن آيه إعطاء سلمان بيضة
من التبر فاستوفت حقوق المقاطع
٢٣٣. ومن آيه أن رد عين قتادة
وشق خبيب بعد قصم الأضالع
٢٣٤. ومن آيه أن ردّ رجل ابن أكوع
وكف ابن عفرا بعد قطع الأصابع
٢٣٥. وقائع أشجى وقعها مهج العدا
وكم نعم في طي تلك الوقائع
٢٣٦. تملك رق الجود واستخدم الحيا
فمن يأت ذا ضر يجد خير نافع
٢٣٧. صراط هدى يقضي على الجور عدله
بسوط عذاب من يد الحق قارع
٢٣٨. وسيف انتقام إن دجى ليل جامع
وغيث انتفاع إن أضا صبح طالع
٢٣٩. إذا جاد فالطوفان جرعة شارب
وإن مال فالأرضون راحة جارع
٢٤٠. هزبر وغى خاض الوغى بسوابح
كنبل قسيّ أو كصلد مدافع
٢٤١. فمن أحمر قان وأدهم حالكٍ
وأشقر وردي وأصفر فاقع
٢٤٢. وأبلق وضاح وأشهب ناصل
وأخضر داجي وأبيض ناصع
٢٤٣. طوالع من ليل الغبار كأنها
نجوم رجوم أو رياح زعازع
٢٤٤. تعاف حياض الماء إن أضرم الوغى
فلا ورد إلا من دماء الأخادع
٢٤٥. بهذّبها بالكر كل مجاهر
بسلب حياة القرن غير مخادع
٢٤٦. بيوم وغى يحمي الثرى عين شمسه
ويطلع فيه زهر سمر شوارع
٢٤٧. إذا شمّرت عن ساعدها الحرب واغتدت
وزّرت على الطغيان أو زار خادع
٢٤٨. وأضرمت البيض الحداد سعيرها
وصانت حماها بالطول الفوازع
٢٤٩. وأثقلها حمل السلاح وجاءها
مخاض فجاءت بين موف وواضع
٢٥٠. ونادى مناديها هلموا وسارعوا
إلى جامع الحرب المهول المصارع
٢٥١. أقام صلاة الحرب قائم سيفه
فمن ساجد من خوفه خلف راكع
٢٥٢. وهبّت رياح النصر تحت لوائه
وخاض بسفن الخيل بحر المعامع
٢٥٣. وذاد تبوس الغي عن ورد رشده
ذياد المطايا عن عذاب المشارع
٢٥٤. وقلدها عقدا بطعن كأنه
موانع ألحاظ بأحشا زعازع
٢٥٥. ومزّق أحشاها وقصّ جناحها
وقدّ عراها بالسيوف القواطع
٢٥٦. فلا رأس إلا تحت حافر سابح
ولا زند إلا وهو في كق قاطع
٢٥٧. فسل عنه بدرا أو حنينا أو طائفا
وخندق والبطحا وأرض متالع
٢٥٨. وسل أحدا أو سل مريسع أو فسل
قريظة والأحزاب أهل الوقائع
٢٥٩. تجده على الأصحاب وابل رحمة
ولكن على الأعداء سوط قوارع
٢٦٠. يقود أسودا فوق جرد كأنهم
صواري انتقام في متون قرائع
٢٦١. يروعون من تحت الدروع كأنهم
ضراغم في أثواب رقط لواسع
٢٦٢. إذا أنعموا قلنا غيوث مكارم
وإن نقموا خلنا ليوث وقائع
٢٦٣. ومهما دجى ليل الوغى أظهروا به
نجوم بلاء في سماء بلاقع
٢٦٤. رجال وفوا لله ما عاهدوا به
فهم أهل صدق بين باد وتابع
٢٦٥. تجار شروا رضوانه بنفوسهم
يرون التقى والبر أشنى الصنائع
٢٦٦. ليوث مجالات غيوث سماحة
بحور كرامات عيون طلائع
٢٦٧. رياح مسرات صفاح تجالد
نجوم هدايات رجوم زوائع
٢٦٨. أماثل أنجاد معاقل سؤدد
أفاضل أمجاد صدور مجامع
٢٦٩. فمن مثل شيخ الصدق والزهد والتقى
أبي بكر الصديق عين الطلائع
٢٧٠. ومن يشبه الفاروق نجم الهدى الذي
جلا بحسام الحق ليل البدائع
٢٧١. ومن مثل ذي النورين كنز الحيا الذي
به جمع القرآن أهل الجوامع
٢٧٢. ومن مثل باب العلم حيدر من غدا
سريذ مقامات هزبر وقائع
٢٧٣. ومن مثل سعدية وطلحة أو
الزبير ثم ابن عوف في علا وتواضع
٢٧٤. ومن ذا يضاهي عامرا في أمانه
وعميه أو سبطيه زهر المطالع
٢٧٥. ومن يشبه الأصحاب والآل إذ بدا
لهم سيف برهان من الحق قاطع
٢٧٦. ومن مثل زوجات شرفن به على
جميع النساء ما بين بكر وواضع
٢٧٧. فمن مثلهم أو من يداني محلهم
وهم خير أصحاب وخير توابع
٢٧٨. ومن ذا يوفي وصفهم بعدما بدا
مديحهم في ضمن آي صوادع
٢٧٩. بصحبته امتازوا وعزوا بجاهه
فهم سحب أنداء وشهب موانع
٢٨٠. ولم لا وقد سادوا بصحبة من علا
على الرفرف العالي السعيد الطوالع
٢٨١. محمد المحمود عند إلهه
فلاغروا إن أضحى حميد المهايع
٢٨٢. هو الشمس لا والله بل منه وقد غدت
تمد بأنوار زواه سواطع
٢٨٣. هو البدر بل أسناه ولولاه ما جرت
جواري انتفاع في مجاري منافع
٢٨٤. هو الغيث بل أندى من الغيث راحة
إذا لمسته للندى كفّ طامع
٢٨٥. هو الليث بل أعدى من الليث سطوة
إذا ما اعتدت صيد الخطوب البواقع
٢٨٦. هو النقطة الأولى التي امتد خطها
إلى أن نشت عنها خطوط الطوالع
٢٨٧. هو الرحمة العظمى التي عم نفعها
جميع الورى ما بين دان وشاسع
٢٨٨. هو العروة الوثقى التي ما تمسكت
بها راحة إلا اكتفت شر قاطع
٢٨٩. هو الآية الكبرى لمن كان مبصرا
صنائع إعجاز وقدرة صانع
٢٩٠. هو المقصد الأسنى هو السور والمنى
هو الغاية القصوى لقمع المقارع
٢٩١. هو الغوث فالجأ للكريم بجاهه
تجد خير جواد وأكرم شافع
٢٩٢. كريم طباع لم يخيب مؤملا
وهل خاب من يرجو كريم الطبائع
٢٩٣. أيا كم كفى ظلما ورد ظلامة
وشد على باغ ورق لضارع
٢٩٤. وكم عاهة أبرى بتفلة ريقه
كما رد ملح الماء عذبا لكارع
٢٩٥. وكم قد جلا فقرا ونفس كربة
وخيب ذا بغي وجاد لطائع
٢٩٦. وكم فك مأسورا وقيد عاديا
وقام بمسكين وباهي بخاشع
٢٩٧. وكم بر واستوصى وبناهل وازدهى
ببر وصوام وتال وراكع
٢٩٨. ولم يأل جهدا في عبادة ربه
إلى أن علافي عدن أعلى مرافع
٢٩٩. أيا غافلا عما يراد به انتبه
وراجع إلى التقوى وبادر وسارع
٣٠٠. وإياك أن تغريك دنياك بالبقا
فما هي إلا مثل أحلام هاجع
٣٠١. فما الناس إلا لاحق بعد سابق
وما هم إلا طائر بعد واقع
٣٠٢. وما دهرنا إلا كلمحة ناظر
وهل نحن إلا كالخيال المسارع
٣٠٣. نؤمل في الدنيا هنا غير مدرك
ونبكي من الدنى أعلى غير راجع
٣٠٤. وكل امرئ يجزى بما هو صانع
ويا ربح سباق ويا خسر ضائع
٣٠٥. نهاني الهوى عن رشد نفسي لغيّها
وضلّلها بالترهات الفوادع
٣٠٦. ولم يرض منها غير تضليل سعيها
واتبعها نهج الغوي المتابع
٣٠٧. فثابت بخزي حين باءت بخسرها
وأوقعها المغدور شر الوقائع
٣٠٨. غليك فكم تبدين يا نفس زلة
أما آن أن تنوي التقى وتراجعي
٣٠٩. إلى كم ترى عين الضلالة موردا
وحتى متى ترعى وخيم المراتع
٣١٠. ألم تعلمي أن المعاصي وخيمة
وأن ارتكاب البغي أدهى المصارع
٣١١. فعوجي إلى نهج الهداية وارجعي
لمولى كريم قابل التوب واسع
٣١٢. عليم حليم غافر الذنب ساتر
رؤوف لطيف راحم العبد رافع
٣١٣. وأياك أن تخشى ذنوبا تضاعفت
وإن كن أضعاف الخطوب الصوادع
٣١٤. فرحمة ربي قد أحاطت بخلقه
إحاطة أفلاك بزهر طوالع
٣١٥. وهل أنت يا زلاء في بحر عفوه
سوى ذرة ببيد بلاقع
٣١٦. وحسبك من مدح المشفع شافع
لدفع مضرات وجلب منافع
٣١٧. فلا تعدلي عن مسرح المدح وابشري
بعفو من الرحمن عذب المشارع
٣١٨. ولوذي بطلق الوجه بالخير مرسل
وبالخير أمار واللخير صانع
٣١٩. فيا بهجة الحسنى ويا روح جسمها
ويا هامة العليا وعين المجامع
٣٢٠. ويا صاحب السلطان والتاج واللوى
ورب مقام الحمد يا خير بارع
٣٢١. ويا صاحب البرهان والقضب والعمى
ويا ذا المعالي والنهى والمجامع
٣٢٢. ويا صاحب النعلين يا من بكفه
زلال لظمان وزاد لجائع
٣٢٣. ويا صاحب الميوان يا معدن الوفا
ويا ذا الصراط المستقيم المهايع
٣٢٤. ويا من حماه الله في الغار إذ دعا
بآي كتاب صادق القول صادع
٣٢٥. ويا خير مبعوث إلى خير أمة
بآي كتاب صادق القول صادع
٣٢٦. ويا بشر محزون ويا أنس موحش
ويا غيث محتاج ويا غوث هالع
٣٢٧. ويا ملجأ العاصي ويا كوكبا الهدى
ويا مطلب الراجي استداد الذرائع
٣٢٨. قصدتك ذا جرم وأنت مشفع
فكن شافعي من مؤبقات فظائع
٣٢٩. وخذ بيدي إن زلت الرجل واكفني
بجاهك ترويع الليال الروائع
٣٣٠. ألست رسول الله يا خير شافع
وأشرف محبوب وأجود بارع
٣٣١. ألست الذي باهى به الله رسله
وشرفه قدرا على كل شارع
٣٣٢. ألست حبيب الله والصفوة والذي
له السبق ما فيه له من مدافع
٣٣٣. ألست الذي مد الأنام أكفهم
إلى هامد من جود كفيه هامع
٣٣٤. ألست الذي رحبت بي في الكرى ومن
ترحب به لا يخشى تضييق واسع
٣٣٥. فجد بقبول يا أجل مؤمل
ومن بجود يا كريم الوسائع
٣٣٦. فقد صرت بالإمداح فيك مشخصا
أنادي به في كل ناد وجامع
٣٣٧. ولم امتدح علياك إلا لأنني
أنوّل في الدارين أغنى المنافع
٣٣٨. وأقسم بالعرض المجيد وما حوى
وبالكتب والرسل الهداة الشوارع
٣٣٩. لو أنّ مياه الأرض طرا ونبتها
مداج وأقلام كعد الطوالع
٣٤٠. والأرضين طرا والسموات كلها
صحايف أعداد العيون التوابع
٣٤١. وكل البرايا يكتبون مدى المدى
فضال ما أوتيته من جوامع
٣٤٢. لما بلغوا العشار من عشر عشرما
حباك به من فضله المتتابع
٣٤٣. ولم لا وقد حياك في الفتح والضحى
وفي نون والإسر بآي بوارع
٣٤٤. ولكنما التطفيل شغلي وبالحرا
على كنز جود لم يطلسم بمانع
٣٤٥. وما ذاك من حولي ولا لي به قوى
ولكنه من فضل ربي وصانعي
٣٤٦. أراد بإجرا مدح محبوبه على
لساني فأجراه بغير بدائع
٣٤٧. فرد لساني آلة لمديحه
وعمر أحشائي به ومجامعي
٣٤٨. فيا رب لا تسلب جميلا وهبته
وتمم بخير يا جميل الصنائع
٣٤٩. إذا ما دعا روحي تجيب دعاءه
بلبّيك يا فرد سما عن مضارع
٣٥٠. فنعم بريحان وروح وجنة
فؤادي ومتع بالخطاب مسامعي
٣٥١. ولا تخزني يوم المعاد فإنّني
جعلت رجائي بين بر وشافع
٣٥٢. وحاشاك أن أشكو ولست براحم
وحاشاك أن أدعو ولست بسامع
٣٥٣. ومن ذا الذي أدعوا وأرجوه طامعا
سواك فحقق بالقبول مطامعي
٣٥٤. فأنت ملاذي يوم ألزم طائري
وأنت غياثي يوم غض الأصابع
٣٥٥. ومن ذا الذي وافى يرجيك واغتدى
يعضّ يديه ىيسا غير طامع
٣٥٦. فيا رب يا الله يا سامع الدعا
أقل عثرتي واصرف أليم وجائعي
٣٥٧. ويا رب يا رحمن كن لي ولا تكن
علي إذا أمسيت رهن صنائعي
٣٥٨. ويا رب يا جواد برد مضاجعي
بشائع عفو من أياديك ذائع
٣٥٩. وسلم إذا ما المجرمون تصارخوا
لأخذ النواصي والطلا والأكارع
٣٦٠. ومحص ذنوبي واعف عني وعافني
من النار وارفع في الجنان مواضعي
٣٦١. وسهل طريقي وأوف ديني وجد بما
أرجيه في الدارين من كل نافع
٣٦٢. وميّع بعود للمقام وزمزم
وزورة قبر ضم أعضاء شافع
٣٦٣. وكن لأمير المؤمنين الذي حمى
حمى الدين من أعدائه بالقواطع
٣٦٤. وصن بعواليه علا الملك وأوله
من الفضل ما يدني له كل شاسع
٣٦٥. وسدده بالرأي السعيد وخصّه
بنصر وفتح في جميع الوقائع
٣٦٦. ومتعه بالعمر الطويل ولا تعن
عليه وكن عونا له في المعامع
٣٦٧. وسامحه واختم بالجميل زمانه
وأسكنه في أعالي القصور الفوارع
٣٦٨. وجد لولي العهد واسعد به الورى
ونوّله ما يرجو بغير مدافع
٣٦٩. وأيده في كل الأمور ونجّه
بجاهك من كيد الخبيث المخادع
٣٧٠. وبارك عليه وأته منك نعمة
تعم البرايا بين شيخ ويافع
٣٧١. وعامله باللطف الخفي وكن له
معينا على خطب الزمان المتابع
٣٧٢. وحافظ على إخوانه وبنيه
والعشيرة واحفظهم بحفظ الشرائع
٣٧٣. وجد بالرضا لابن الخلوف وجازه
بفضل على مدح المكرم واسع
٣٧٤. ومتع ونعّم والدي تكرّما
ولا تخزهم يوم اصطكاك المسامع
٣٧٥. ويسّر إلى الأشياخ شؤبوب رحمة
بسيل كأعناق السيول الدوافع
٣٧٦. وكن لجميع المسلمين وجازهم
بعدن وجنبهم شرور المخادع
٣٧٧. وصل على المختار ما لاح بارق
وما سبح قطر من هوام هوامع
٣٧٨. وبارك على الأصحاب والآل كلما
أمال غصون البان سجع السواجع