Feedback

نادوا بألسنة الرثاء فأسمعوا

نادوا بألسنة الرثاء فأسمعوا

جهد الحزين تذكر وتوجع

يا ساهراً والليل يعثر بالكرى

عجباً هجعت وما عهدتك تهجع

بين المحابر والدفاتر مجلس

هو للمعارف والمعالي موضع

خسف الهلال به عشية تمه

من بعد ما قد كان منه يطلع

هو ضجعة ما أعقبتها نهضة

فقضى الضجيع كما أقض المضجع

لو أمهلتك لكي تودع معشراً

سبقت قلوبهم إليك تودع

إستودعوك مثابة مأمونة

لم يحسبوا فيها النفيس يضيع

وتطلبوك غداً فقابل جمعهم

هول الردى والمنزل المتخشع

ثم انثنوا واليأس ملء قلوبهم

هيهات من يمضي مضيك يرجع

زيدان فضلك ليس يحجبه الثرى

الفضل من تحت الجنادل يسطع

كالرديم الوهاج ألا إنه

أمضى شعاعاً في العيون وأبدع

ولك المآثر خالدات كلها

ذكراك من اثنائها تتضوع

كنت تضمنت الزمان وشرحه

فيها فصول كالوجود وأوسع

قصص وآداب وجمع معارف

وفعت بلادك للسهى وسترفع

أحييت ذكر السالفين أولي النهى

إن الكريم لمثله يتشيع

ليدم سليل شمائل حرة

يقتص إثرك للعلاء فيتبع

هو سلوة للثاكلين ومطمع

للآملين يدوم ذاك المطمع

إنا نسباً جله الدموع تحسراً

حتى تجف من العيون الأدمع

وتظل في الأكباد منا غلة

بالصبر ننقعها وليست تنقع