Feedback

نهى عاذلي المحبوب لا يدنني ودا

١. نَهى عاذِلي المَحبوبِ لا يُدنِني وُدّاً
مَخافَةَ لَمسي الثَغرَ أَو لَثمي الخَدّا

٢. وَلَم يَدرِ أَنّي مُذ وَفي رُغمِهِ الوَعدا
دَنَوتُ وَقَد أَبدى الكَرى مِنهُ ما أَبدى

٣. فَقَبَّلتُهُ في الثَغرِ تَسعينَ أَو إِحدى
وَذَلِكَ ثَغرٌ أَودَعَ اللَهُ حِكمَةً

٤. بِهِ الدُرُّ مَعقوداً مِنَ الشَهيدِ بِدعَة
فَآنَستُ مِمّا فيهِ راحاً وَراحَةً

٥. وَأَبصَرَت في خَدَّيهِ ماءً وَخُضرَة
فَما أَملَحَ المَرعى وَما أَعذَبَ الوَردا

٦. فَمِن نارِ وَجدي حَيثُ كانَت شَديدَةً
وَعَظُمَ شُعاعُ القَلبِ إِذ صارَ جَمرَة

٧. وَحَكَمَ اِجتِذابَ النارِ لِلما طَبيعَةً
تُلهِبُ ماءَ الخَدِّ إِذ سالَ حُمرَة

٨. فَيا ماءُ ما أَذكى وَيا نارُ ما أَندى
وَمِن عَجَبِ أَنّى تَقيهِ فَتكَهُ

٩. هَمَمتَ بِتَركِيِّهِ وَعِزَّةَ مُلكِهِ
وَها أَنا في بُؤسِ الغَرامِ وَضَنكِهِ

١٠. أَقولُ لِناهٍ قَد أَشارَ بِتَركِهِ
لَقَد زِدتَني فيما أَشرَت بِهِ زُهدا

١١. وَمالَكَ تَنهاني وَقَد بَلَغَ الظَما
نِهايَتُهُ القُصوى وَلَم أَجِدِ الذَما

١٢. وَلا حَيتَني في حُبٍّ أَهيَفَ قَد سَما
فَلِمَ لا نَهَيتُ الثَغرانِ يَعذَبُ اللَمى

١٣. وَلَم لا أَمَرتَ الصَدرَ أَن يَكتُمَ النَهدا
وَما راعَني مِن ذَلِكَ الظَبي قُسوَةً

١٤. وَقَد بِعتُهُ نَفسي كَأَنّي سِلعَة
فَأَصبَحَ لا تُلهيهِ مِنّي تِجارَةً

١٥. وَأُقسِمُ ما عِندي إِلَيهِ صَبابَة
وَكَيفَ وَجورُ الشَوقِ لَم يَبقَ لي عِندا

١٦. فَإِبرَةُ إِدريسَ عَلى الصَدغِ نَمنَمَت
وَإِن عَصا موسى لِذا القَدِّ قَد حَكَت

١٧. وَعَينايَ لِلطوفانِ حاكَت وَقَلَّدَت
وَفي القَلبِ نيرانُ الخَليلِ تَوَقَّدَت

١٨. وَما ذُقتُ مِنها لا سَلاماً وَلا بَردا