1. Blame me less, for I am preoccupied
I was busy with Salma - where are her people while my people are away?
١. أقلاَّ عَلَيَّ اللومَ إنِّي لَفِي شغْلِ
شُغِلْتُ بسَلْمى أينَ من أهلِهَا أهْليِ
2. She stayed, anguished, close to the sanctuary,
While I am between plains and pastures with my belongings
٢. أقَامَتْ بِذاتِ الجَزْعِ من جَانِبِ الحِمَى
وهَا أنَا ما بين الصَّوى وَالنَوى رَحْليِ
3. A vision appears to me at every dune,
that I see surrounding me when I close my eyes
٣. يُمَثَّلُ لِي مِنهَا بِكلّ ثَنِيةٍ
خَيالٌ إذا غَمَّضْتُ أبصَرتُهُ حولِي
4. She almost whispers to me while between us lies
a distance between generosity and stinginess
٤. تَكَادُ تنَاجِينِي وَبَيني وَبَينَهَا
مِنَ البعدِ ما بينَ السَمَاحَةِ وَالبُخْلِ
5. And I cannot forget our stance at the pain of parting
While the caller to separation has opened the arm of union
٥. وَلَمْ أنسَ في جَورِ الوَدَاعِ وُقوفَنَا
وَقَدْ فَتَّ داعِي الفَصلِ في ساعدِ الوَصلِ
6. So we refrained from words about it, but rather
we were content with eyes overflowing with tears
٦. فَحِمْنَا عَنِ الأقوَالِ فِيهِ وَإنَّمَا
قَنِعْنَا بِإيمَاضِ العيونِ عنِ القَولِ
٧. هُنَاكَ يَمَل العَيشَ مَنْ لاَ يَمَلُّهُ
وَتَنْقَلِبُ الأوضَاعُ علواً إلى السفلِ
٨. عَذِيرِي مِنَ الأيامِ أعظِمْ بِجَورِهَا
وَأعظَمُ مَا جَارَتْ بهِ فرقَةُ الشملِ
٩. فَيَا وَيلَهَا لَمْ تَعيَ مِنْ كَسْرِ خاطِرِي
وَيَا رَحْمَةً لِي مَنْ أفَادَ بَهَا عَذلِي
١٠. عَلَى أنهَا لَو جادلَتْ لَقَضَى لَهَا
بِسابِقَةِ الإحسَانِ مَنْ كَانَ ذا عَقلِ
١١. تَقولُ كَأنَّ المَرءَ لَمْ يَصْف عَقلْهُ
إذا بَاتَ كَالعودِ المطافيلِ في المَقلِ
١٢. وَمَا العَقْلُ إلاَّ أنْ يرَى فَوقَ سابِحٍ
تَطِيرُ بِهِ مِنْ سَفْحِ تَلّ إلَى تَلّ
١٣. تَصَبِّحهُ بَينَ الالى وَعَرَارِهِ
وَتُمسِي بهِ بينَ الصَّنوبرِ وَالأثلِ
١٤. وَتَرفَعهُ يَوماً إلَى صَدرِ مَوكِبِ
وَتَنطبهُ طَوراً بِسَوح أبي حَسلِ
١٥. بِهَذا يقادُ العِزُّ بَعدَ شِمَاسِهِ
وَلاَ يمكِنُ الإنتَاجُ إلا مِنَ الشكلِ
١٦. قَضِّيةُ حَقّ إنْ نَبَا عَنكَ سَمْعُهَا
فَعُدْ نَاظِراً فِيهَا وَلا تَمضِ فِي جَهلِ
١٧. وَسلْ كلِّ ذي عِزّ يجِبك بِصِدقِهَا
وَيَكفِي عَلِيُّ بنُ الحسينِ عنِ الكلِّ
١٨. هوَ السَّيِّدُ البَاشَا وَإلاَّ فَقِفْ لَهُ
إذا قِفْتَ في هَذا الوُجودِ على مِثْلِ
١٩. تَبَرَّمَ مِنْ دِينِ الرُّكودِ وَقَد رَآى
بِنجلَيهِ ما يعني الغَضَنْفَرُ بِالشِّبلِ
٢٠. تَوَسَّمَ فِي حَمُّودَةَ مَبلَغَ المنَى
وَفِي خُلُقِ المَأمونِ عارِضَةَ النُّبلِ
٢١. هُمَا دُرَّتَا الملكِ الذي يَصْطَفِيهما
وَنِعْمَ جَنَاحَا طَائِرِ العقْدِ وَالحَلِّ
٢٢. إذا نَظَرَتْ عَينَاكَ مَنْ بَانَ مِنهماً
سَمِعْتَ مقَالَ الملكِ هذان من شَكل
٢٣. فَأحضَرَ بِالأسفَارِ مَا غَابَ عَنهمَا
وَرَقَّاهمَا في الحَالِ عنْ حَالَةِ الطِّفلِ
٢٤. ليكتسبا أن السكون استكانةٌ
وأن اقتناصُ الخيرِ نت حفظِ ذي الطولِ
٢٥. وَبَاتُوا عَلَى بِيرِينَ أولِ مَنزِلٍ
فقلنا استفادوا البِر من أولِ الفِعْلِ
٢٦. وَحَثْحَثَ مِنْ مَاءِ الغَدِيرِ جِيادَهُ
إلى تَلةِ الغزلاَنِ تَكْسَحُ بِالبُزْلِ
٢٧. وَيَا حسنَهَا بَعْدَ الخرَيرِيبِ إذ غَدَتْ
إلى مَنزِل القِيعَانِ تَنسَلُّ كَالسيلِ
٢٨. وَلَما رّأتْ شمسا قدِ امتَد ذَرْعُهَا
لِتَبْلُغَ مَيدَانَ الذّرَاعِ على رِسْلِ
٢٩. وَجَاءَتْ إلَى النِّثْيَانِ ثم تَخَلَّصَتْ
بِأدوَارِ دُورِ القَيرَوَانِ منَ الحِمْلِ
٣٠. مَنَازِلُ كَانَتْ فِي يَدِيهِ كِنَانَةً
ينَاضِلُ عَنْهَا بِالعَتِيدِ منَ النبلِ
٣١. اصْطَتْ عَلَى مَنْ جاءَ يَخطبُ وَصلْهَا
وَقَالَتْ له ما بَعْدَ بَعلِيَ من بَعْلِ
٣٢. وَأبرَقَتِ الأرْجَاءُ مِنهَا وَأرعَدَتْ
وَباتت قدورُ الحْربِ من حوْلها تغلي