١. هلا تَذَكَّرَني حَبيبٌ ناسي
قاطَعتُ أَهلي في هَواه وَناسي
٢. أَو كُلَّما أَمّلتُ مِنهُ مَوعِداً
خابَ الرَجا فيهِ فَلَيسَ يُواسي
٣. وَجدي بِهِ نامٍ وَشَوقي زائدٌ
وَصُدوده أَوهَى جَميع حَواسي
٤. وَالجسم كادَ يَذوب مِن فَرط الجَفا
لَولا مُعالجةُ الطَبيب الآسي
٥. ذاكَ الرَئيس محمدٌ كنزُ الشفا
إِكليل سحبانٍ وَتاجُ إِياس
٦. لَو عاين الكنديُّ حسنَ علاجه
لَسَعى إِلَيهِ بهمة وَحَماس
٧. وَأَتى أَبو نصرٍ لكعبة علمه
وَأَعاذه بِاللَه مِن خنّاس
٨. وَأَقرّ بقراطٌ لَهُ برياسةٍ
في طبه الخالي عَن الوسواس
٩. وَمَشى اِبنُ سينا في ركاب جَنابه
لَما رَآه جاءَ فَوقَ أَساس
١٠. هَذا الَّذي أَحيا بقوّة فهمه
فنّ الجِراحة فَهوَ خَير الناس
١١. هَذا الَّذي شَهد الأَنام بِأَنَّهُ
في الطب كَالإكليل فَوقَ الراس
١٢. هَذا الَّذي الأَمراض أَصبَح جَيشُها
مِن عَزمه في سكرة وَنُعاس
١٣. فَإِذا رَآه الداء أَقبل مُسرِعاً
لِعِلاجه ولَّى بِغَير مَساس
١٤. وَهُوَ الَّذي أَمسَت بِهِ أَوطانُه
في الأَمن مِن مَرضٍ وَشدّة باس
١٥. هَل قاسه بِسواه إلا جاهلٌ
في مَنطق بِنتيجة وَقِياس
١٦. أَتُقاس شَمس للمعارف أَشرَقَت
في سائر الأَقطار بِالنبراس
١٧. فَاللَه يُظهره عَلى أَعدائه
وَيمدّه بمحبة الجلاس
١٨. وَيَزيده بَين البرية رفعةً
يَزهو بِها أَبَداً عَلى الأَجناس