Feedback

ألا يا رسول الله غارة ثائر

١. ألا يا رسول الله غارة ثائر
غيور على حرماته والشعائر

٢. يحاط بها الإِسلام ممن يكيده
ويرميه من تلبيسه بالفواقر

٣. فقد حدثت في المسلمين حوادث
كبار المعاصي عندها كالصغائر

٤. حوتهن كتب حارب الله ربها
وغر بها من غر بين الحواضر

٥. تجاسر فيها ابن العريبي واجترى
على الله فيما قال كل التجاسر

٦. فقال بأن الرب والعبد واحد
فربي مربوبي بغير تغاير

٧. وأنكر تكليفا إذ العبد عنده
إله وعبد فهو إنكار جائر

٨. وخطأ إلا من يرى الخلق صورة
هويته لله عند التناظر

٩. وقال يحل الحق في كل صورة
تجلى عليها فهي إحدى المظاهر

١٠. وأنكر أن الله يغنى عن الورى
ويعنوه عنه لاستواء المقادر

١١. كما ظل في التهليل يهزا بنفيه
واثباته مستجهلا للمغاير

١٢. فقال الذي ينفيه عين الذي أنا
به مثبتا لا غير عند التحازر

١٣. فأفسد معنى ما به الناس أسلموا
وألغاه ألغا بينات التهاتر

١٤. فسبحان رب العرش عما يقوله
أعاديه من أمثال هذي الكبائر

١٥. وقال عذاب الله عذب وربنا
ينعم في نيرانه كل فاجر

١٦. وقال بأن الله لم يعص في الورى
فما ثم محتاج لعاف وغافر

١٧. وقال مراد الله وفق لأمره
فما كافر إلا مطيع الأوامر

١٨. وكل امرئ عند المهيمن مرتضى
سعيد فما عاص لديه بخاسر

١٩. وقال يموت الكافرون جميعهم
وقد آمنوا غير المفاجا المعاذر

٢٠. وما خص بالإِيمان فرعون وحده
لدى موته بل عمّ كل الكوافر

٢١. فكذبه يا هذا تكن خير مؤمن
وإلا فصدقه تكن شر كافر

٢٢. وأثنى على من لم يجب نوح إذ دعا
إلى ترك ود أو سواع وناسر

٢٣. وسمي جهولا من يطاوع أمره
على تركها قول الكفور المجاهر

٢٤. ولم ير بالطوفان إغراق قومه
ورد على من قال رد المناكر

٢٥. وقال بلى قد أغرقوا في معارف
من العلم والباري لهم خير ناصر

٢٦. كما قال فازت عاد بالقرب واللقا
من الله في الدنيا وفي اليوم الآخر

٢٧. وقد اخبر الباري بلعنته لهم
وابعادهم فاعجب له من مكابر

٢٨. وصدق فرعوناً وصدق قوله
أنا الرب الأعلى وارتضى كل سامري

٢٩. وأثنى على فرعون بالعلم والذكا
وقال بموسى عجلة المتبادر

٣٠. وقال خليل الله في الذبح واهم
ورؤيا ابنه تحتاج تعبير عابر

٣١. يعظم أهل الكفر والأنبياء لا
يعاملهم إلا بحط المقادر

٣٢. ويثني على الأصنام خيرا ولا يرى
لها عابداً ممن عصى أمر آمر

٣٣. وكم من جراءات على الله قالها
وتحريف آيات بسوء تفاسر

٣٤. ولم يبق كفر لم يلابسه عامدا
ولم يتورط فيه غير محاذر

٣٥. وقال سيأتينا من الصين خاتم
من الأوليا للأولياءِ الأكابر

٣٦. له رتبة فوق النبي ورتبة
له دونه فاعجب لهذا التنافر

٣٧. فرتبته العليا يقول لأخذه
عن الله لا وحيا بتوسيط آخر

٣٨. ورتبته الدنيا لديه لأنه
من تابعيه في الأمور الظواهر

٣٩. وقال اتباع المصطفى ليس واضعا
لمقداره الأعلى وليس بحاقر

٤٠. فان يدن عنه لاتباع فإنه
يرى منه أعلى من وجوه أواخر

٤١. ترى حال نقصان له باتباعه
لأحمد حتى جا بهذي المقادر

٤٢. فلا قدس الرحمن شخصاً يحبه
على ما يرى من قبح هذي المخابر

٤٣. وقال بأن الأنبياء جميعهم
بمشكاة هذا تستضي في الدياجر

٤٤. وقال فقال الله لي بعد مدة
بأنك أنت الختم رب المفاخر

٤٥. أتاني ابتداء ابيض سطر ربنا
بإنفاذه في العالمين أوامري

٤٦. وقال فلا يشغلك مني ولاية
وكن كل شهر طول عمر زائري

٤٧. فرفدك أجزلنا وقصدك لم يخب
لدنيا فهل أبصرت يا ابن الأخاير

٤٨. بأكذب من هذا وأكفر في الورى
وأجرى على غشيان هذي الفواطر

٤٩. فلا يدعي من صدقوه ولاية
فقد ختمت فليؤخذوا بالأقادر

٥٠. فيا لعباد الله ما تم ذو حجا
له بعض تمييز بقلب وناظر

٥١. إذا كان ذو كفر مطيعا كمؤمن
ولا فرق فينا بين بر وفاجر

٥٢. كما قال هذا إن كل أوامر
من الله جاءت فهي وفق المقادر

٥٣. فلم بعثت رسل وسنت شرائع
وأنزل قرآن بهذي الزواجر

٥٤. أيخلع منكم ربقة الدين عاقل
لقول غريق في الضلالة جائر

٥٥. ويترك ما جاءت به الرسل من هدى
لأقوال هذا الفيلسوف المغادر

٥٦. فيا محسني ظن بما في فصوصه
وما في فتوحات الشرور الدوائر

٥٧. عليكم بدين الله لا تصبحوا غدا
مساعر نار فتحت من مساعر

٥٨. فليس عذاب الله عذباً كمثل ما
يمنيكم بعض الشيوخ المدابر

٥٩. ولكن أليم مثل ما قال ربنا
به الجلد إن ينضج يبدل بآخر

٦٠. غدا تعلمون الصادق القول منهما
إذا لم تتوبوا اليوم علم مباشر

٦١. ويبدو لكم غير الذي يعدونكم
بأن عذاب الله ليس بضائر

٦٢. ويحكم رب العرش بين محمد
ومن سن علم الباطل المتهاتر

٦٣. ومن جا بدين مفتر غير دينه
فاهلك أعمارا به كالأباقر

٦٤. فلا يخدعن المسلمون عن الهدى
وما للنبي المصطفى من مآثر

٦٥. ولا تؤثروا غير النبي على النبي
فليس كنور الصبح ظلم الدياجر

٦٦. دعوا كل ذي قول بقول محمد
فما آمن في دينه كمخاطر

٦٧. وأما رجالات الفصوص فإنهم
يعومون في بحر من الكفر زاخر

٦٨. إذا راح بالربح المتابع أحمد
على هديه راحوا بصفقة خاسر

٦٩. سيحكي لهم فرعون في دار خلده
بإسلامه المقبول عند التجاور

٧٠. ويا أيها الصوفي خف من فصوصه
خواتم سوء غيرها في الخناصر

٧١. وخذ نهج سهل والجنيد وصالح
وقوم مضوا مثل النجوم الزواهر

٧٢. على الشرع كانوا ليس فيهم لوحدة
ولا لحلول الحق ذكر لذاكر

٧٣. رجال رأوا ما الدار إقامة
لقوم ولكن بلغة للمسافر

٧٤. فاحيوا لياليهم صلاة وبيتوا
بها خوف رب العرش صوم البواكر

٧٥. محاقة يوم مستطير بشره
عبوس المحيا قمطرير المظاهر

٧٦. فقد نحلت أجسادهم وأذابها
قيام لياليهم وصوم الهواجر

٧٧. أولئك أهل الله فالزم طريقهم
وعد عن دواعي ابتداع الكوافر

٧٨. فلاسفة باسم التصوف أبرزوا
عقائد كفر بالمهيمن ظاهر

٧٩. وقال اطمئنوا أيها الناس وامنوا
فزرع وعيد الله ليس بثامر

٨٠. فيا ويح قوم أبصروا سنن الهدى
لديهم بعين التافهات الحقائر

٨١. وقالوا علوم الأوليا باطنية
وعلم رسول الله علم الظواهر

٨٢. وإن رجالا بعده عن إلههم
تلقوا علوما كالبحار الزواخر

٨٣. وقالوا علوم الشرع أغلظ حاجب
عن الله فلتحذر وأعظم ساتر

٨٤. هل الشرع شيء غير دين محمد
عدمتكم من شر حمر نوافر

٨٥. لقد ضل سعيا من رأى الشرع ناقصا
وسنة خير الرسل ذات تقاصر

٨٦. وقالوا العطايا بالصلاة حقيرة
بجنب العطايا بالغنا والمزامر

٨٧. أعيذكم ان تخدعو عن نبيكم
وسنته بالمحدثات المداجر

٨٨. ويا صاحبي ما أنت سمح بدينه
ولا راكب فيه ركوب المخاطر

٨٩. ولكن له يحتاط من كل مذهب
بأضيقه فعل الهيوب المحاذر

٩٠. وأنت بأمر لو علمت اجتنبته
عظيم لدين المسلمين مغاير

٩١. كلام الفصوص احذره فهو كما ترى
وتسمع لا تعدل به كفر كافر

٩٢. وحاربه في الباري فقد ضل واعتدى
وكان على الإسلام أجور جائر

٩٣. وفي بعض ما أمليته من كلامه
غنىً بعضه كاف لأهل البصائر

٩٤. ويا علماء الدين ما العذر في غد
من الله ان عوتبتم في التدابر

٩٥. أما أخذ الميثاق في أن تبينوا
علومكم للناس عند التناكر

٩٦. وأوجب لعناً منه في معشر عصوا
ولم يتناهوا عن فعال المناكر

٩٧. يُسب إله العرش فيكم وكلكم
حضور ألا لا قدست من محاضر

٩٨. يقال بأن الرب عدب وعبده
هو الرب والتكليف ليس بظاهر

٩٩. وإن رسول الله يأتي وراءه
من الصين من يعلوه عند التفاخر

١٠٠. ويطرق سمعا بينكم مثل هذه
ويهنيكم طعم الكرى في المحاجر

١٠١. أيدعي بمحيي الدين هذا فتسكتوا
برئت إلى الرحمن من كل غادر

١٠٢. أما لكم في الله والرسل غيره
أما رجل منكم شديد المرائر

١٠٣. أعيذكم أن تسمعوا فيهم الأذى
وتبدون حلم الموجع المتصابر

١٠٤. ولو نالكم ما ساءكم في نفوسكم
قبلتم أو على عزمكم للأواخر

١٠٥. فإن لم تصبكم في الإِله حمية
وتفتوا بما دونتم في الدفاتر

١٠٦. وإلا فلا أبدت لكم صفحاتها
ولا وضعت أقلامكم في المحابر

١٠٧. لمن تحفظون العلم أو تذخرونه
إذا لم تقوموا عند هذي الجرائر

١٠٨. أفي الله أو في المصطفى ذو صداقة
تحابونه أو ذو وداد معاشر

١٠٩. وهل من عزيز عندكم تؤثرونه
على الله والمختار عند التظافر

١١٠. تباع وتقرا هذه الكتب فيكم
وأنتم سواء والذي في المقابر

١١١. فإن قلتم لم تنه فيها علومها
فها أنا قد أنهيت هل من مبادر

١١٢. أما أحرقت في مصر والشام كتبه
بإجماع أهل العلم بادٍ وحاضر

١١٣. أما رجعوا فيها إلى ملك أرضهم
فشد لنصر الله عقد المآزر

١١٤. وذب عن الدين الحنيف بسيفه
برغم عرانين الألوف الصواغر

١١٥. فما العذر إن لم تهضوا وتناصروا
على ما أمرتم عنده بالتناصر

١١٦. وللطير في الخطب اجتماع وضجة
فهل أنتم في الضعف دون العصافر

١١٧. وقلتم بأن النهى ليس يفيدنا
ويكسبنا غير القلا والتهاجر

١١٨. أما في رضى الرحمن عنكم إعاضة
لكم عن رضا زيد عليكم وعامر

١١٩. أما حسن ان يعلم الله انكم
بريئون من وصف المداجى المخامر

١٢٠. وتلقوه في يوم النشور بحجة
ومعذرة عند احتياج المعاذر

١٢١. وتستودعوه للمعاد شهادة
تكون لديه من أجَلِّ الذخائر

١٢٢. وما أنتم ممن يخاف انحرافه
عن الحق أو يثنيه زجر الزواجر

١٢٣. ولكنه خوف التخاذل ردكم
يخاف امرؤ إن قام نكصة آخر

١٢٤. لكم ملك أحنى على الدين من أخ
دعته فلبى عاطفات الأواصر

١٢٥. غيور على أدنى الحقوق لربه
بغيرة ملك شاكر الله ذاكر

١٢٦. تشاكون سرا بينكم ضيم دينكم
وتخشون لوم الأصدقا في التظاهر

١٢٧. لترضوا بسخط الله من ليس نافعاً
من الله في شيء وليس بضائر

١٢٨. تخلف فتوى صاحبيه شناعة
عليه وتنديد به في العشائر

١٢٩. لأنهما كالشاهدين بأنه
يقول بهذا كله ان بناكر

١٣٠. فضراه فيما حاولا نفعه به
وما راكب إثما لنفع بظافر

١٣١. فراحا بوزر مثقل وملامة
بما فضحا من صانعا في المعاشر

١٣٢. فلا الله راض عنهما حيث آثرا
سواه ولا من آثراه بشاكر

١٣٣. إلهي أنت العالم السر والذي
تحيط بما تخفيه كنه الضمائر

١٣٤. وأنت الذي لا يرتضى الفعل عنده
ويسخط إلا باعتبار السرائر

١٣٥. إلهي خاصمت امرءاً فيك فادّعي
خصامي بشيء ظنه في الخواطر

١٣٦. وأنت إلهي اليوم أدرى بنيتي
وقصدي إذا اغتر امرؤ بالظواهر

١٣٧. ولست أبرى النفس لكن أعانني
إلهي فآثرت امتثال الأوامر

١٣٨. فما قلت إلا ما علمت وجوبه
وما يرتضيه الله عند التنافر

١٣٩. فمن كان لا يدري فيسأل من دري
ومن كان يدري فهو الله غادر

١٤٠. ذكرت رجالا أظهروا سب ربنا
وبينت ما جاؤا به من فواقر

١٤١. وأنكرت في هتك المساجد بالغنا
وضرب الملاهي واسطفاق المزاهر

١٤٢. وذكرتهم هدى النبي وصحبه
وما استخلفوا من صالحات الماثر

١٤٣. ولم آل نصحا في دليل أقمته
وفي حجج جدت لسان المناظر

١٤٤. فغظت امرءا والغيظ يذهب بالحجا
ويعمى عن الانصاف لمح النواظر

١٤٥. فجاء كتاب منه لا شك انه
كتاب ذهول قلبه غير حاضر

١٤٦. فظل يزكي نفسه بمقالة
ويكذبها بالفعل غير مساتر

١٤٧. ويروي أحاديثا ويفعل ضدها
وينقص فيه أولاً بالأواخر

١٤٨. فيا ناهيا عن هتك عرض وغيبة
وما هو عنها للسان بقاصر

١٤٩. أتيت بسب لو تحاول فاحش
عليه مزيدا خلته غير قادر

١٥٠. وعظت ولكن ما اتعظت فضائح
بطرسك تنبي عنك وسط المحاضر

١٥١. فظل الذي يقراه يقرا نصيحتي
ويحلف ما سميت فيها بكافر

١٥٢. ففي أي بيت قلت إنك كافر
وما كان هذا القول مني بصادر

١٥٣. فمن كان بهَاتا سفيها وكاذبا
ومن بان مغتابا خبيث السرائر

١٥٤. فإن قلت دين ابن العريبي ديننا
وتكفيره تكفيرنا فلتحاذر

١٥٥. أقل إنك الآن المكفر نفسه
وأنت الذي ألقيتها في المنابر

١٥٦. فذلك دين غير دين محمد
وكفر لجوج في الضلالة ماهر

١٥٧. أتى بمحال لو عقلت رفضته
وكنت له في الله أول هاجر

١٥٨. كلام كأقوال المجانين بثه
إليكم على حرف من الكفر هائر

١٥٩. أضل به من يقتفيه من الورى
فما مسلم للمقتفيه بعاذر

١٦٠. تجنيت لي ذنبا بذمي فصوصكم
وذلك عند الله إحدى ذخائري

١٦١. لعمري لقد أسرفت في نسبة الأذى
إلى منطق من قالة الفحش ظاهر

١٦٢. هل الأمر بالمعروف عندك غيبة
وهل سب عرضا من نهى عن مناكر

١٦٣. فهلا استشرت الناس عند كتابة
فما كنت تخلو من نصيح مشاور

١٦٤. ولو أعطى المعطى كتابك رشده
طواه على عراته والمكاسر

١٦٥. وأخفاه لكن ما المغطى بعورة
إذا كشف الباري غطاها بساتر

١٦٦. موارد من كاد الشريعة هكذا
تغر فيبدو قبحها في المصادر

١٦٧. تصديت في نصر الضلال على الهدى
فكنت على الإسلام إحدى الدوائر

١٦٨. وما هذه إلا صنائعك التي
أذقت بها الإسلام طعم المرائر

١٦٩. أتذكر إذ شمرت ذيلك ناهضا
لخذلان سعد الدين يوم التناصر

١٧٠. وقد جاء علم أن كفار قطره
غشوه وقد أضحى ببعض الجزائر

١٧١. فناديت يا للمسلمين رجالكم
فسفهت رأيي بل نقضت مرائري

١٧٢. ونازعتني عند المليك معارضا
لما جاء في دفع العدى من أوامري

١٧٣. وأفتيت أن ليس الجهاد بواجب
علينا وقد مالاك بعض الحواضر

١٧٤. فاسقط إثما عن رجال غررتهم
وبؤت به مثل الرواسي الشماخر

١٧٥. فلو قدرت عن بابه لك غيبة
لفرج بالغارات كرب المحاصر

١٧٦. وطبق ظهر البحر جيشا إِليهم
تطير بإقلاع الجواري المواخر

١٧٧. حضرت لآجال حضرن ولو بقى
لهم أجل ما كنت فيها بحاضر

١٧٨. ولكنها الأعمال تشقي معاشرا
وتسعد أقواما بحكم المقادر

١٧٩. وكنت بهذا للحظي وجنده
على أولياء الله أي موازر

١٨٠. وظلت سيوف الكافرين تنوشهم
وتطمعهم غرثى الطيور الطوائر

١٨١. وأكبادنا تصلى بنار من الأسى
وأنت بنا تهزا قرير النواظر

١٨٢. تعجبهم من أنني قلت خطبة
أحاول نصر الدين من غير ناصر

١٨٣. وما بي يستهزئ ولكن بربنا
فما شرعه صنعي ولا من أوامري

١٨٤. فوالله ما ينسى لك الله هذه
ولا منكرا كلفته كل شاعر

١٨٥. ولا أخذك الدف المجلجل أذقر
الوسيلة قال قائلا قول فاشر

١٨٦. مشيرا به هذى الوسيلة عندنا
إلى الله فاضرب يا مغني وجاهر

١٨٧. ولا قومه تحمى الفصوص وكفرها
لدى الملك من إلقائها في التنانر

١٨٨. وقد أحرقت في كل أرض بعلمكم
فما بلد من كفرها غير طاهر

١٨٩. ولا ما لقي في الله منك رجاله
من الهول في إنكاره والمحاقر

١٩٠. كمثل بن نور الدين حياه ربه
ومثل الحرازي والرجال الأواخر

١٩١. وكالناشري الحبر أحمد ذي النقا
ملكت بما آذيته كل ناشري

١٩٢. تحامي على كتب الضلال وتزدري
سواها وتكنيه بعلم الظواهر

١٩٣. وتبغض أهل العلم إلا موافقا
بظاهر ود عن فؤاد مماكر

١٩٤. ففعلك تأويل لرؤياك إنها
به أتضحت كالشمس وقت الظهائر

١٩٥. عنيت بها الرؤيا التي شان ذكرها
كتابك أعني موجبات المغافر

١٩٦. فقلت رأيت ابن النبي على يدي
لادفنه حيا ببعض المقابر

١٩٧. وان رسول الله والصحب جلهم
قد انتشروا خلف المولى المبادر

١٩٨. فتاويلها ان ابنه هو شرعه
وسنته البيضا لدى كل عابر

١٩٩. وحملك إياها توليك أمرها
ولست على ما أنت تقوى بقادر

٢٠٠. لأن النبي والصحب خلفك غارة
أتتها لتحميها فلست بقادر

٢٠١. ولو كان تشييعا لها لتقدموا
وما انتشروا مثل انتشار الغوائر

٢٠٢. ولو كان حيا ثم إنك لم تقل
دفنت وهذا كله كالبشائر

٢٠٣. ولو خلته ميتا وكنت دفنته
لخيف عليها منك قطع الدوابر

٢٠٤. وهذا دليل أنه لا يضيعها
لباغ بها سوء ولا بمصادر

٢٠٥. وسبق أبي هر إليك لحرصه
عليها لحفظ المسندات الكثائر

٢٠٦. ومشيك قبل القوم ينبي ببدعة
وانك لم تتبعهم في المآثر

٢٠٧. وقلت بأني قد عجبت لحمله
إلى الدفن حيا مثل وأد الصغائر

٢٠٨. صدقت فما استغربت إلا نكيرة
فإن الليالي والدات النكائر

٢٠٩. فرؤياك لا يخشى على الشرع شرها
وان كان فيها بعض تشويش خاطري

٢١٠. ولو لم يحز للخلق ربك لم تكن
لرؤياك هذي للأنام بناشر

٢١١. وما أحسن الإنسان يأمر بالهدى
ويترك فحش القول عند التجاور

٢١٢. ويخلصه لله من شوبة الهوى
فإن الهوى قاضي القضايا الجوائر

٢١٣. ولم أنه إلا عن فعال أتاكم
من الله عنه كل ناه وزاجر

٢١٤. فهذا كتاب الله بيني وبينكم
وحجته تخزي محيا المكابر

٢١٥. وهذي خطوط الاتقيا من ذوي الهدى
وأهل العلوم النيرات الزواهر

٢١٦. ثلاثين حبرا كلهم عند ربه
مكين أمين غير خب مغامر

٢١٧. وليس نصير الشيخ بالسب والهجا
كمحتسب في الله قام مناصري

٢١٨. إذا ما دعا أهل السفاهة والبذا
دعوت بأرباب التقى والبصائر

٢١٩. فشتان ما بين الفريقين بينهم
تفاوت ما بين الحصى والجواهر

٢٢٠. أولئك حزب الله قاموا لنصره
إذا خذل الإِسلام كل مخامر

٢٢١. ذوو غيرة في الله يلقونه بها
وألسنة عند الجواب طواهر

٢٢٢. فمن لم يكونوا حزبه فهو معتد
وليس على الباري له من مناصر

٢٢٣. فناصرني في الحق منهم معاشر
يقر لهم بالفضل كل معاشر

٢٢٤. وناصره من أسخط الله طامعا
بنيل استيابات لديه حقائر

٢٢٥. يحاول أمرا بالمعاصي لربه
فيا بعد ما يرجو وقرب المحاذر

٢٢٦. فسبو وأغراهم فزادوا وأمعنوا
فتبا لهم من ناصر ومناصر

٢٢٧. ولم يغرهم إلا بدين محمد
فما غيرتي إلا له وغوائري

٢٢٨. وما عدلوا للسب إلا لعجزهم
عن الاحتجاجات الصحاح البواهر

٢٢٩. ولو وجدوا في القول بالحق حيلة
لما سقطوا في الاثم سقطة عاثر

٢٣٠. فإن تك قد اشفوك غيظا بقولهم
فقد زدت في يوم الجزا من ذخائر

٢٣١. فصحفي بحمد الله من حسناتكم
ملاءا فزد سباً فلست بخاسر

٢٣٢. ومت إن تشا غيظا وان شئت لا تمت
فلست على حرب الإله بقادر

٢٣٣. وما مسخط لله يرضيك طامعا
بشيء يرى منه قلام الأظافر

٢٣٤. فيا أيها المغتاب جدت فإدن بقى
ثواب صلاة أو زكاة فبادر

٢٣٥. وإن فنيت أعمالكم فتجملوا
بما قلتم وزرى فحسبي ما زرى

٢٣٦. فغير شقي من يبيت عدوه
يسوق إليه موجبات المغافر

٢٣٧. فسبوا بما شئتم فما شرط من نهى
وأوذى أن يلقى الأذى غير صابر

٢٣٨. فحسبي أني قمت لله فيكم
وحيداً وأن الله عوني وناصري

٢٣٩. ومن يجعل الإسلام حصنا يعزه
ويوطيه حد الأصيد المتصاغر

٢٤٠. ويعضده الباري وكان له النبي
وآل النبي والصحب أقرب ناصر

٢٤١. وصلى عليه الله ثم عليهم
وسلم تسليما ذكي المعاطر