١. يا بَريدَ الدَهرِ يَمشي خِفيَةً
في ضَميرِ الغَيبِ ماذا تَحمِلُ
٢. طابِعُ الخَيرِ وَإِن أَخفَيتَهُ
ظاهِرٌ يَعرِفُهُ مَن يَعقِلُ
٣. كَشَفَ العُنوانُ عَمّا تَحتَهُ
مِن أُمورٍ ما أَراها تُجهَلُ
٤. فارَقَ الدُنيا زَمانٌ ظالِمٌ
وَتَوَلّاها الزَمانُ الأَعدَلُ
٥. بَشِّرِالناسَ بِعَهدٍ صالِحٍ
يَحسُدُ الآخَرَ فيهِ الأَوَّلُ
٦. ذَلِكَ البَعثُ لِقَومٍ فاتَهُم
مِن حَياةٍ غَضَّةٍ ما أَمَلّوا
٧. رَوَّعَ الغَبراءَ قَومٌ أَكلوا
مِن بَني حَوّاءَ ما لا يُؤكَلُ
٨. لَيسَ يَعنيهِم إِذا ما مَلَكوا
أُمَّةٌ تُمحى وَشَعبٌ يُقتَلُ
٩. وَجَدوا الناسَ ضِعافاً حَولَهُم
فَتَمادوا في الأَذى وَاِستَرسَلوا
١٠. وَرَموا مِصرَ بِخَطبٍ فادِحٍ
ما أَصابَ القَومَ حَتّى زُلزِلوا
١١. عَكَسوا الأَشياءَ حَتّى جُعِلَت
تَسفُلُ الهامُ وَتَعلو الأَرجُلُ
١٢. ما يَفي بِالعَهدِ مِنّا ناصِرٌ
لِبَني عُثمانَ إِلّا يُخذَلُ
١٣. يَهلِكُ الحُرُّ وَيَحيا غَيرُهُ
وَحَياةُ السوءِ مَوتٌ جَلَلُ
١٤. إِنَّما السؤدُدُ في الدُنيا لِمَن
لا يَرى السؤدُدَ دُنيا تُقبِلُ
١٥. وَأَرى العُقبى لِحُرِّ فاضَلٍ
باذِلٍ لِلنَفسِ فيما يَبذُلُ
١٦. يَرقُبُ الأَبناءَ فيما يَبتَغي
وَيَخافُ اللَهُ فيما يَفعَلُ
١٧. أَبصَرَ الهُدَّامَ جَمّاً فَبَنى
ذَلِكَ المَجدُ الأَشَمُّ الأَطوَلُ
١٨. أَصبَحَ القَومُ حَديثاً وَاِنطَوى
مِن رِواياتِ الأَذى ما مَثَّلوا
١٩. ضَجَّتِ الأَرضُ تُحيِّي أُمَماً
صَرَعَ الظُلمَ بَنوها البُسَّلُ
٢٠. حينَ هَزّوا ما رَسا مِن مُلكِهِم
فَهَوى الأَعلى وَطارَ الأَسفَلُ
٢١. اتَّقِ اللَهَ وَعَظِّم حَقَّهُ
وَتَأَمَّل كَيفَ تَفنى الدُوَلُ