١. كيف الوقوفُ على آثار مرتحلٍ
وليس لي فضلةٌ في الدمعِ للطَّللِ
٢. خلتْ شعاب الحمى من أهلها وعفت
منها البطونَ ظهورُ الأينق البزلِ
٣. حلفاً لقد طال ليلي وهو ذو قصرٍ
وأيُّ ليلٍ على العشَّاق لم يطلِ
٤. وشاقني وجهُ سفحٍ كم رشفتُ به
ثمراً من اللَّهو حلواً في لها أصلِ
٥. يجني الزمانُ وترضيني مواعده
وما بكفّي من شيء سوى الأملِ
٦. أنا أسيرُ ليلٍ راقبت أدبي
فعوَّضتني من الأغلال بالغللِ
٧. أصابني من خمار الهمِّ ما عجزتْ
عنهُ القوى وعدتني نشوة الجذلِ
٨. لله أيُّ جوادٍ لا ينالُ مدىً
وكلُّ طرف قصير الباع في الطولِ
٩. عابوا ومالي بصرف الحادثات يدٌ
أني جزعت ولا بالدهر من قبلِ
١٠. لا غرو أن فلَّلت صبري نوائبهُ
وهل يعاب الحسام العضب بالفللِ
١١. لو يعلم الناس ما الأقدار ما حزنتْ
أمُّ الجبان ولم يفرح أخو البطلِ
١٢. وكم طرقت سنا نارْ عزمت لها
والسير بالعزمِ فوق السَّير بالإبلِ
١٣. والأنجم الزُّهر في الظلماء ساهرةً
كأنهنَّ عيونُ العين في الكحلِ
١٤. قالت أمامةُ ما ينفكُّ مقتحماً
خدّاً من البيض أوقدّاً من الأسلِ
١٥. أما خشيتَ رجال الحيِّ قلتُ لها
شجاعةُ الجبِّ تستغني عن الحيلِ
١٦. ولا أبالي بسيفٍ ما فرغت إلى
سيف من العزم في درع من الأجلِ
١٧. ولو تراها وقد ألقت قلائدها
مع الكرى لرأيتَ الحلي في العطلِ
١٨. بيضاء مشرقة لوناً إذا سفرت
تضرَّجت وجناتُ الورد بالخجلِ
١٩. ظمآنة الخصر ريَّا الردف جامعةٌ
بين النشاط إلى الحاجات والكسلِ
٢٠. مذ صاغها الله كم صاغ الحواسد لي
من ثروة اللوم أقراطاً من العذلِ
٢١. لقد شغفت بها حبَّاً كما شغف الـ
ـكنديُّ بالمدح والعشَّاقُ بالعذلِ