١. أَلي مِن جُفونِ الغانِياتِ مُجيرُ
وَأَنّى وَسُلطانُ الغَرامِ قَديرُ
٢. وَكَيفَ أُرَجّي صَحوَ قَلبي مِنَ الهَوى
وَكاساتُهُ صِرفاً عَلَيَّ تَدورُ
٣. وَهَيفاءَ أَما الوَصلُ مِنها فَجَنَّة
لَدَينا وَأَمَّا هَجرُها فَسَعيرُ
٤. رَآها عَذولي فَاِنثَنى وَهوَ عاذِري
فَحَسبي عَذولٌ راحَ وَهوَ عَذيرُ
٥. لَها مَبسِمٌ عَذبٌ وَثَغرٌ كَأَنَّهُ
لآلٍ يَشوبُ الراحَ فيهِ عَبيرُ
٦. مَرابِعُ صَبري في هَواها عَفِيَّةٌ
فَفي القَلبِ مِنها أَنَّةٌ وَزَفيرُ
٧. تُديرُ عَلَينا قهوَةً بابِلِيَّةً
لَها في عِظامِ الشارِبين مَسيرُ
٨. مُعَتَّقَةٌ صَهباءَ تَحسَبُ أَنَّها
مِنَ اللُطفِ في فِعلِ الزُجاجِ ضَميرُ
٩. وَبَينَ يَدَينا نَرجِسٌ وَبَنَفسَجٌ
وَنارٌ وَنَورٌ في الزُجاجِ وَنورُ
١٠. وَشادٍ إِذا غَنّى حَسَسنا قلوبنا
مِن الوَجدِ مِن بَينِ الضُلوعِ تَطيرُ
١١. يُساعِدُهُ إِذ يَرفَعُ الصَوتَ موهِناً
مثانٍ وَبمّ عِندَ ذاكَ وَزيرُ
١٢. إِذا أَطلَقَت مِن كَفِّها الكَأسَ وَاِنثَنَت
فَكُلُّ طَليق لِلغَرامِ أَسيرُ
١٣. فَلَيسَ لَها في حُسنِها مِن نَظيرَةٍ
وَلا لِسُلَيمانَ الأَميرِ نَظيرُ
١٤. أَميرٌ يَرُدُّ الرُمحَ أَحمَرَ قانِياً
وَلِلنَفسِ مِن خَوفِ الحِمامِ هَديرُ
١٥. وَتَشهَدُ مِن أَعدائِهِ يَومَ كَرِّهِ
صُدورٌ بِطَعناتٍ لَهُ وَنُحورُ
١٦. أَلا إِنَّما أَبناءُ شادي ضَراغِمٌ
لَها بَينَ آجامِ الرِماحِ زَئيرُ
١٧. إِذا رَكِبوا خِلتَ الدُروعَ عَلَيهِم
سَحائِبَ لاحَت تَحتَهُنَّ بُدورُ
١٨. وَإِن حَمَلوا خِلتَ الأَعادي لَدَيهِم
بُغاثاً وَهُم فَوقَ الجِيادِ صُقورُ
١٩. هُمُ القَومُ كُلُّ القَومِ باساً وَنَجدَةً
صَغيرُهُم في المَكرُماتِ كَبيرُ
٢٠. أَكفُّهُم يَومَ النِزالَ صَواعِقٌ
وَلَكِنَّها عِندَ النَوالِ بُحورُ