١. وَمَغرَبِ الشَمسِ وَمِشرِقِ القَمَر
وَكَوكَبِ الصُبحِ إِذا اللَيلُ دَبَر
٢. وَالفَتقِ بَعدَ الرَتقِ وَالسُكونُ وَالت
تَحريكِ وَالمَقدورِ فيهِ وَالقَدَر
٣. وَالخُنَّسِ الكُنَّسِ في أَفلاكِها
وَما ظَوى مِنها الضُحى وَما نَشَر
٤. وَالمَدِّ في العَيانِ لِلظِلِّ الَّذي
عَلى الصَفاءِ دونَهُ العَقلُ قَصَر
٥. وَسِرِّ إِعلانِ الهُدى في سَترِهِ
لَمّا بَدا وَكَشفُهُ لَمّا سَتَر
٦. وَعودِ عيدِ العَهدِ في أُسبوعِهِ الد
دائِرِ في شُهورِهِ الَّتي شَهَر
٧. وَالكَرَّةِ البَيضاءَ في رَجعَتِها الز
زَهراءِ وَالداعي إِلى شَيءٍ نُكُر
٨. لَقَد شَهِدتُ عالَمَ الغَيبِ وَمَن
حَلَّ بِهِ مُشاهِداً عَلى النَظَر
٩. لَم يَغوَ فيما قَد رَوى فُؤادُهُ
وَما رَآهُ عَنهُ ما زاغَ البَصَر
١٠. وَزارَني مَشاهِدَ الغَيبِ الَّذي
غَيَّبَني بي عَنهُ فيهِ إِذا حَضَر
١١. فَلاحٌ لي صُبحُ فَلاحي في دُجى الس
سَترِ بِنورِ وَجهِهِ قَبلَ السَحَر
١٢. وَراحَ بي مُؤَيِّداً بِجُندِهِ ال
خَميسِ يَومَ جُمعَةِ السَبتِ الأَغَر
١٣. مَراتِبٌ سَبعٌ وَفيها ضَربُها
مَنازِلٌ وَالهاءُ في الغَينِ نَفَر
١٤. أَسماءُ حُجبٍ آيُ أَنوارِ السَما
شُموسُ أَفلاكِ الغَمامِ المُعتَصَر
١٥. مَشارِقٌ مَغارِبٌ أَقمارُها
أَهِلَّةٌ نُجومُ رَعدٍ لِلمَطَر
١٦. بُروقُها صَلاتُها زَكاتُها
صَومٌ وَحَجٌّ هِجرَةٌ لِمَن هَجَر
١٧. جِهادُها دُعاؤُها جِبالُها
وَالمُعصِراتُ وَالبِحارُ وَالنُهُر
١٨. رِياحُها سِحابُها صَواعِقٌ
لِيلٌ نَهارٌ بِالغَداةِ قَد سَفَر
١٩. عَشِيُّها غُدُوُّها آصالُها
سُبُلُها أَنعامُها فيها زُمَر
٢٠. دَوابُها إِبلُها وَنَحلُها
وَالطَيرُ في صَوامِعُ لا مِن مَدَر
٢١. بَيعُها بُيوتُها مَساجِدٌ
وَالنَخلُ وَالأَعنابُ رِزقٌ وَسَكَر
٢٢. رُمّانُها وَحُبُّها وَتينُها
زَشتونُها ظِلٌّ ظَليلٌ وَثَمَر
٢٣. هُنَّ السَماواتُ العُلى لِسَبعِ أَر
ضَينَ بِهِنَّ ماءُ غاديها اِنهَمَر
٢٤. مُقَرَّبٌ بِهِ الكُروبِيُّ غَدا
مُرَوَّحاً مُقَدَّساً بَرّاً وَبَر
٢٥. وَسائِحٌ مُستَمِعٌ وَلاحِقٌ
هُمُ المَقَرُّ لَفتىً بِهِم أَقَر
٢٦. عَديدُهُم بِضَربِ ما لِلغَينِ في ال
قافِ وَفي الياءِ وَفي الطاءِ اِنحَصَر
٢٧. جَنّاتُ عَدنٍ فُتَّحَت أَبوابُها
لِمَن غَدَت أَركانُها لَهُ وَزَر
٢٨. فيها بِإِسلامي غَدَوتُ مُؤمِناً
وَصارَ مُستَودَعُ عِلمي مُستَقِر
٢٩. وَرُحتُ مُستَودِعَ أَسراري بِها
مُستَحفِظاً فازَ بِخُبَرِ المُختَبَر
٣٠. وَرُحتُ بِالفُرقانِ وَالإيقانِ وَال
وِجدانِ مُستَحفِظَ خُبَرَ المُختَبَر
٣١. مَعنى القَديمِ بِالحَديثِ مُشهَدٌ
لِناظِري مُغَيِّبٌ عَنِ الفِكَر
٣٢. فَمِنهُ ما عَنهُ غَدَوتُ سامِعاً
وَالعَينُ أَغنَتني بِهِ عَنِ الأَثَر
٣٣. مُنفَرِداً مُنَزَّهاً مُجَرَّداً
عَنِ الأَسامي وَالصِفاتِ وَالصُوَر
٣٤. لَم يَجرِ ما أَجرى عَلَيهِ لا وَلا
ساواهُ في الرُتبَةِ ما عِندَ صَدَر
٣٥. جَلَّ عَنِ التَحويلِ وَالحُلولُ في ال
أَينِ وَعَن هَجرِ مَقالِ مَن هَجَر
٣٦. لَيسَ بِمَسبوقِ الوُجودِ جودُهُ
لِذاكَ لا يَنفَدُهُ مُرُّ الدَهَر
٣٧. شاءَ فَأَبدى لِلبَدا مَشيئَةً
فاطِرَةً بِأَمرِهِ أَصلَ الفِطَر
٣٨. القَلَمُ الجاري الَّذي الَّذي مِدادُهُ
لِأَحرُفِ التَنزيلِ في اللَوحِ سَطَر
٣٩. وَحَلَّ مِن تَركيبِها بَسائِطاً
في قَبضِها البَسطُ لِأَرواحِ البَشَر
٤٠. لَهُ بِهِم فِيَّ عَلَيَّ شاهِدٌ
غادَرَني في مَأَمَني عَلى حَذَر
٤١. وَمَكرُ فِكري في خَفِيِّ مَكرِهِ
مِن خاطِري فيهِ أَنا عَلى خَطَر
٤٢. قَدَّرَهُم بِجودِهِم أَودِيَةً
قالَ مِنها كُلُّ وادٍ بِقَدَر
٤٣. فَاِحتَمَلَ الآخَرُ مِنها ماكِثاً
بِنَفعِهِ يَنفي عَنِ الناسِ الضَرَر
٤٤. أَهبَطَهُ مِن راحَةِ الظِلالِ في
دارِ العَنا اِختِيارُهُ عِندَ النَظَر
٤٥. مَلَّ السُكونَ فَغَدا مُحَرِّكاً
عَن عَلَمَي نَجدٍ إِلى غَورِ الغِيَر
٤٦. لَو اِرتَضى الغَمامِ لَم يَبِت
مِن بَعدِ حَيِّ الإِنسِ في القَفرِ الوَعِر
٤٧. وَإِنَّما بِاللُطفِ إِذ عاوَدَهُ
مُذَكِّراً مِن بَعدِ نِسيانٍ ذَكَر
٤٨. مِعراجُهُ في كَورِهِ وَدَورِهِ
إِخلاصُهُ وَبَرُّهُ لِكُلِّ بَر
٤٩. وَالصِدقُ وَالتَصديقُ وَالإِسلامُ وَال
إيمانُ وَالإِحسانُ مِن غَيرِ ضَجَر
٥٠. وَالزَبِدُ الرابي الجُفاءُ ذاهِباً
عَن مَذهَبِ الرُشدِ إِلى الغَيِّ نَفَر
٥١. أَورَدَهُ العَدلُ بِسوءِ ظَنِّهِ
مِنَ الرَدى ما صَدَّهُ عَنِ الصَدَر
٥٢. هُدِيَ سَبيلَي رُشدِهِ وَغَيِّهِ
مُخَيَّراً فيما يَرى وَما يَذَر
٥٣. حَتّى إِذا جازَ بِظُلمِ نَفسِهِ
قالَ عَلى الجَورِ إِلى العَدلِ جَبَر
٥٤. بِالظِلِّ ذي الثَلاثِ مَركوساً إِذا
عَلا بِهِ التَكريرُ في الدارِ اِنحَدَر
٥٥. بِالسَبعِ في السَبعينَ مَسلوكاً إِذا
أَخرَجَ مِن غَمٍّ أُعيدَ في أَشَر
٥٦. أَدبَرَ وَاِستَكبَرَ ظُلماً فَإِلى
صِغارَةٍ آلَ صَغيراً إِذا كَبُر
٥٧. وَعَن مَواليهِ تَوَلّى وَلَدي
أَعطائَهُ أَكدى عَبوساً وَبَسَر
٥٨. شَرى بِما اِستَحسَنَ عَوناً حامِلاً
لِوِزرِهِ فَضَلَّ وَخَسِر
٥٩. عَلا بِتيهِ التيهِ عَن طاعَةِ مَو
لاهُ فَما أَخفَرَهُ تِلكَ الخَفَر
٦٠. بُدِّلَ بَعدَ العَزِّ ذُلّاً فَغَدا
مِن بَعدِ ما كانَ مُهاباً مُحتَقَر
٦١. أَسلَمَهُ المالُ إِلى مالِكَ في
قَعرِ جَحيمٍ نَحوَهُ تَرمي الشَرَر
٦٢. وَظَنَّ أَنَّ مالَهُ أَخلَدَهُ
فَكانَ ما ظَنَّ وَلَكِن في سَقَر
٦٣. دارٌ مَتى دارَت بِحَيٍّ لَم يَجِد
مِنَ الرَدى عُمرَ المَدى عَنها مَفَر
٦٤. فَحَرُّها مُستَعَرٌ بِبَردِها
وَبَردُها لِلأَبحُرِ السَبعِ سَجَر
٦٥. فيها الجَماداتُ مَذاباتٌ إِذا ال
تَفَّت بِها في ظِلِّ أَفنانِ الشَجَر
٦٦. مَحَلُّ مَن عَن طاعَةِ اللَهِ أَبى
مُستَكبِراً فَباءَ مِنها بِالصَغَر
٦٧. عُيونُها السَبعُ حَميمٌ ماؤُها
وَالظِلُّ ذو اليَحمومِ طاويها الأَشِر
٦٨. جَهَنَّمٌ هاوِيَةٌ جَحيمُها
لِظىً سَعيرٌ زَمهَريرٌ وَسَقَر
٦٩. نَعوذُ بِالإِقرارِ مِن قَرارِها
وَشَرَّ تَقرينِ ذَويها في الزُبُر
٧٠. حُميتُ إِلّا مِن حَمى أَنفاسِها
وَذاكَ ما أَلقاهُ مِن بَردٍ وَحَر
٧١. جاوَرتُها بِذِلَّتي لِتَوبَتي
فَأَصبَحَت لي جَنَّةً ذاتَ خَضِر
٧٢. أَنعَمُ فيها بِشَقاءِ أَهلِها
وَسَجرُها بِها لِحَرّي قَد أَقَر
٧٣. لِأَنَّني في حالَةِ الظاهِرِ وَال
باطِنِ لِمَشهَدِ بِالغَيبِ مُقِر
٧٤. رَأَيتُ في عَينِ اليَقينِ رُؤيَةً
عَن زَينش عَينَيَّ نَفَت شينَ العَوَر
٧٥. لَم يَطغَ فيها بَصَري مُجاوِزاً
عَن رُتَبي وَإِن تَناهى بي السَدَر
٧٦. فَما رَأى ما قَد رَأَيتُ غَيرُ مَن
مِن وَحشَةِ الإِنسِ إِلى الجِنِّ فَر
٧٧. وَصارَ جِنِّياً وَلِيّاً لِشَيا
طينِ سُلَيمانَ الأَلى غاصوا البَحَر
٧٨. سَعى لِسَمعِ الِكرِ وَاِنقادَ إِلى
دَعوَةِ عَبدِ اللَهِ مِنهُم في نَفَر
٧٩. أَبوهُم حَدّي وَهُم لي رَحِمٌ
موصولَةٌ بِالنارِ لَيسَت تَنبَتِر
٨٠. عَدِمتُ أُنسَ الإِنسِ لِاِفتِخارِهِم
عَلى الصَفا النَيِّرِ بِالطينِ الكَدِر
٨١. تَبّاً لِمَن أَصبَحَ في تَقصيرِهِ
عَنِ العُلى يَفخَرُ بِالعَظيمِ النَخِر
٨٢. هَيهاتَ أَن يَفهَمَني غَيرُ فَتىً
حَجَّ كَحَجّي وَبِعَمرَتي اِعتَمَر
٨٣. وَالحَجُّ قَصدٌ ظاهِرٌ لِباطِنٍ
لَهُ مُعانٍ بِالرُسومِ تُعتَبَر
٨٤. يا حَبَّذا الحَجُّ الَّذي اِستَمتَعتُ بِال
عُمرَةِ فيهِ وَقَضَت نَفسي الوَطَر
٨٥. وَحَبَّذا بِهِ وَضوئي لِأَدا
فَريضَةٍ جَلَّ عَلَيها المُصطَبَر
٨٦. وَالصَلَواتُ الخَمسُ في أَوقاتَها ال
خَمسَةُ عَونُ مَن صَبَر
٨٧. نِعمَ صَلاةٌ أَجزَلَت صَلاتِها
لِمَن عَلى قِيامِها الدَهرَ اِصطَبَر
٨٨. لا يَفسَحُ التَقصيرُ فيها لِسِوى
مَن لَم يَنَل شَأوَ ذَوِيِّها لِلقَصَر
٨٩. أَقَمتُها وَالغَيرُ ساهٍ لِلصَدى
بِسَمعِهِ عَن دَعوَةِ الحَقِّ وَقَر
٩٠. وَمُذ شَهِجتُ الشَهرَ صِرتُ صائِمَ ال
دَهرِ وَإِفطارِيَ إِخراجُ الفِطَر
٩١. مُستَشرِقُ الشَموسِ مِن أَيّامِهِ ال
غُرِّ وَأَقمارِ لَياليهِ الغُرَر
٩٢. هَذيِ إِشاراتي اللَواتي اِستُغمِضَت
فَلا تُرى مِن غَيرِ بابِ مُعتَبَر
٩٣. كُلُّ لَبيبٍ عارِفٌ بِسِرِّها
وَإِنَّم يُنكِرُ مَعناها الغُمُر
٩٤. طوبى لِمَن زارَ رِياضَ طيبَةٍ
تِلكَ البُيوتَ وَهوَ عارٌ مُتَّزِر
٩٥. وَاِستَلَمَ الأَركانَ بِالتَسليمِ لِل
ثّاوي بِها وَفي الصَلاةِ ما قَصَر
٩٦. وَمَنَحَ الخُمسَ مِنَ النِصابِ مَن
آلَ إِلَيهِم فَتَزَكّى وَطَهُر
٩٧. وَأَخرَجَ الخُمسَ وَفي هِجرَتِهِ
جاهَدَ مَن عَن طاعَةِ اللَهِ شَغَر
٩٨. وَدانَ بِالتَوحيدِ في تَثليثِهِ
بِأَحَدٍ وَواحِدٍ وَما فَطَر
٩٩. فَوَحَّدَ المَعنى وَقَدَّسَ اِسمَهُ ال
أَعلى وَلِلوَصفِ تَلا كَما أَمَر
١٠٠. وَعَرَفَ الأَيّامَ وَالذِكرى بِها
وَما تَجَلّى في ضُحاها وَاِعتَكَر
١٠١. لِلشَيءِ تَعريفاً وَمِنهُ نِسبَةً
وَعَنهُ تَمييزاً بِهِ اِسماً شُهِر
١٠٢. كَهُوَ بَيانُ العَدلِ في تَكليفِهِ
فيهِ بَفَضلِ غمِرِ الكَونِ عَمَر
١٠٣. تَجلِياتٌ واؤُهُ عَبَرَتُها
وَهاؤُهُ جِهاتُها لِلمُعتَبِر
١٠٤. لِم كَيفَ ما كَم أَينَ وَالخَمسُ لِمَن
بِالسِتِّ إِذ حادَ عَنِ الحَدِّ أَسَر
١٠٥. حَمُ تَنزيلُ الكِتابِ رِقُّهُ ال
مَنشورُ في طَيِّ الدُجى الَّذي اِنتَشَر
١٠٦. إِسمٌ لِمَعنىً فِعلُهُ بِحَرفِهِ
مُبتَدِأي كَونِ الوَرى لَهُ خَبَر
١٠٧. صِبَت إِذ اِستَصبى القُلوبَ نَحوَهُ
حَنيفَةٌ هادَ إِلَيها مَن نَصَر
١٠٨. وَفي لُؤَيٍّ لُويتُ أَنوارُهُ
مِن دارِ سابورَ فَقَرَّت في مُضَر
١٠٩. بِها أَرِسطو في ذُرى أَفلاطونِهِ
بِنَجمِهِ لِلزاهِرِيينَ زَهَر
١١٠. وَفي قِبابِ الصينِ أَيُّ قُبَّةٍ
شَيَّدَها لِبَهمَنٍ مَنو شَهَر
١١١. مُؤبَذُ نارِ قُدسِها المَعنى الَّذي
لِقَّبَهُ الحِكمَةِ بِالهِندِ اِعتَمَر
١١٢. بُدّي الَّذي ما عَنهُ لي بُدٌّ وَيَز
داني الَّذي بِنارِهِ قَلبي اِستَعَر
١١٣. وَسائِلٍ عَن خِرقَتي فَإِنَّها
بِكرِيَّةٌ راجِعَةٌ إِلى عُمَر
١١٤. فيها بِعُثمانَ غَدَت وِلايَتي
لِحَيدَرٍ بَريئَةٌ مِنَ الهَذَر
١١٥. طَلحَتُها القَصدُ وَعَن حُدودِها
حَدَّ الزَبيرُ المُلحِدينَ وَزَبَر
١١٦. وَعَبدُها بِحُبِّهِ تَعَبُّدي
وَإِن قَلاهُ مَن عَنِ الحَقِّ اِنبَتَر
١١٧. وَسَعدُها فَوزُ سَعيدٍ لِأَبي
عُبَيدَةَ الأَمينَ والى وَنَصَر
١١٨. وَرافِضٍ لِسِنَّتي بِجَهلِهِ
يَذُمُّ مِن لِسَعيِهِ اللَهُ شَكَر
١١٩. مُهاجِرُ المُهاجِرينَ خاذِلُ ال
أَنصارِ لِلعَدلِ عَلى الجورِ أَصَر
١٢٠. قَد أَلبَسَ الإِيمانَ ظُلماً ظاهِراً
بِقَطعِ ما بِوَصلِهِ اللَهُ أَمَر
١٢١. فيها غَدَت مَسكَني مُسكِنَي
غَضى الزَضى وَالفَقرُ سَنّى لي الفِقَر
١٢٢. يا حُسنَها مِن خَرقَةٍ بِلِبسِها
خَرِقتُ ثَوبَ اللِبسِ عَنّى اِنحَسَر
١٢٣. وَأَصبَحَت طَريقَتي حَقيقَةً
سارَت بِها في فَرقِ الجَمعِ السِيَر
١٢٤. أَلبَسَها مُحَمَّدٌ مُفَضِّلاً
وَهوَ إِلى مُحَمَّدٍ بِها أَسَر
١٢٥. جاءَ بِها جابِرُ عَن يَحيى وَفي
كَنكَرٍ أَلقى رَحلَها فَتىً هَجَر
١٢٦. وَفي اِقتِرابِ ساعَةِ الشَمسِ بِشَخ
صِ سينِها بِقَيسِها اِنشَقَّ القَمَر
١٢٧. وَقَبلَ فَصلِ الإِمتِزاجِ جاءَ جَبر
يلُ بِهاوَبَيتَ ياييلَ عَمَر
١٢٨. وَمِن حِمى حامٍ إِلى دانٍ دَنَت
وَنَجلُ سَمعانَ بِها مِنهُ اِتَّزَر
١٢٩. دَحِيَّةٌ وَاللَيلُ مِن عَنعَنِها
عَن آدَمٍ إِلى الإِمامِ المُنتَظَر
١٣٠. يا بِأَبي غُرابُها القاتِلُ وَال
مَقتولِ وَالقَبرُ الَّذي لَهُ اِحتَفَر
١٣١. مَقَرُّها أَنجى المُقِرَّ مُهلِكاً
لِعُقَرَ الباغي الَّذي لَها عَقَر
١٣٢. قَدّومُ إِبراهيمَ صاعُ يوسُفٍ
سارِقُهُ العَصا وَصَفراءَ البَقَر
١٣٣. وَالهُدهُهُ المَرسَلُ وَالخاتَمُ وَالن
نَملَةُ وَالكالي لِمَن بِالكَهفِ قَر
١٣٤. ما هانَ مَن ماهانُ فيها شَيخُهُ
وَمِن بَني بَشّارَ وافَتهُ البُشَر
١٣٥. فيها غَدا مَعروفاً وَكَم
فيها السَرِيُّ مُطلِقَ البالِ أَسَر
١٣٦. وَأَصبَحَ الجَنيدُ مِن جُنودِها
وَشِبلُهُ الشِبلِيُّ بِالنارِ اِختُبِر
١٣٧. جِنانُها جَنّانُها أَخصَبَها
بِاِبنِ الخَصيبي فَزَها بِها الزَهَر
١٣٨. وَبِالوَلِيِّ مَن تَوالى قَومَها
أَخمَدَ مِن نارِ الضَلالِ ما اِستَعَر
١٣٩. كُلُّ جِهاتِ قَصدِها واحِدَةٌ
لِخاطِرٍ فيها بِسُلطانٍ خَطَر
١٤٠. حَيَّ عَلى تَصَوُّفٍ بِمِثلِهِ
فَليَطُلِ العُجبُ لِأَربابِ القِصَر
١٤١. حَيَّ عَلى مَورِدِ عَينٍ عَذَبَت
ما دونَها رَيٌّ وَلا عَنها صَدَر
١٤٢. حَيَّ عَلى مَعرِفَتي لِأَنَّها
عَصا هَدىً تَلقَفُ ما الجَبتُ سَحَر
١٤٣. فيها بِتَقليدي غَدَوتُ عارِفاً
بِمَضمَرِ المُظهَرِ في آيِ السُوَر
١٤٤. تَبَصَّرَت لِمُبصِرٍ مَحَجَّتي
وَحُجَّتي عَبرَةُ مَن لَها اِعتَبَر
١٤٥. لا مَفخَرٌ لِاِبنِ أَبٍ فيها وَلا اِب
نِ الأَبَوَينِ فَهيَ نِعمَ المُفتَخَر
١٤٦. لا يُستَطاعُ قَرعُ أَبكارٍ لَها
لِغَيرِ مَن بِنَفسِهِ القَصدَ مَهَر
١٤٧. كُلُّ لَبيبٍ رامَ كَشَفَ سَترُها
بِحَدسِهِ أَصبَحَ مَفضوحَ الحَصَر
١٤٨. لِأَنَّني كَفَرتُ أَعمالي فَأَو
رَدتُ سَراباً عِندَهُ اللَهُ حَضَر
١٤٩. وَإِذا رَأَيتُ الكَفرَ لِلإيمانِ إِتما
ماً غَدا المُؤمِنُ عِندي مَن كَفَر
١٥٠. عَدلي عَنِ العَدلُ الَّذي صَيَّرَني
مُوالياً في الناسِ جَبّاراً قَهَر
١٥١. رَغِبتُ في النارِ فَرُحتُ زاهِداً
في جَنَّةٍ بِوَعدِها غَيري يُغَر
١٥٢. أَمَنتُ طاغِيَ الماءِ في أَظَلَّةٍ
مِنها غَدَت أَلواحُ فُلكي وَالدُسُر
١٥٣. عَلى الخَليلِ ظاهِرٌ سَلامُها
لَمّا لِظاها بِمُعاديهِ اِستَعَر
١٥٤. شَهِدتُ فيها ذَبحَهُ
وَما بِهِ في رُؤيَةِ الذَبحِ ظَفَر
١٥٥. وَرُؤيَةِ الصَديقِ وَالإِخوَةِ وَال
جِبِّ وَمَن مِنهُم لَهُ فيهِ طَمَر
١٥٦. وَالوارِدُ المُدَلّي إِلَيهِ دَلوَهُ
حَتّى رَأى بَهاءَهُ الَّذي يَهَر
١٥٧. وَالثَمَنَ البَخسَ الَّذي بيعَ بِهِ
وَلِم غَدا عَبداً وَلَم يَبرَحَ حُر
١٥٨. وَمَن بِهِ هامَ وَما النِسوَةُ وَالأَي
دي الَّتي مِنهُنَّ مِرآهُ بَتَر
١٥٩. وَقَمصُهُ وَالدَمُ وَالقَدُّ وَما
رُدَّ لِيَعقوبَ بِهِ نورُ البَصَر
١٦٠. وَمِصرُ وَالأَبوابُ وَاِختِلافُها
وَمَن إِلى عَزيزِها فيها عَبَر
١٦١. وَما الَّذي أَسجَدَ يَعقوبَ العَلى
لِيوسُفٍ وَهوَ النَبِيُّ المُعتَبَر
١٦٢. وَأُمُّ موسى إِذ رَمَت تابوتَهُ
وَرَدَّهُ وَعَينُها الَّتي أَقَر
١٦٣. وَوَكزَهُ المِصرِيَّ وَالخَوفَ الَّذي
أَظهَرَ عَنهُ موتَهُ حالَةَ فَر
١٦٤. وَمَدينٌ وَالظِلُّ إِذا آوى بِهِ
وَمَن إِلى اِستِنزالَهُ الرِزقَ اِبتَدَر
١٦٥. وَالأَجَلُ المَقضِيَّ وَالسِيَر وَما
آنَسَ فَوقَ الطورِ مِن عَليا الشَجَر
١٦٦. وَكَيدُ فِرعَونَ وَما السِحرَ الَّذي
جاءَ بِهِ وَمَن بِهِ البَحَر عَبَر
١٦٧. وَالتيهِ وَالغَمامِ وَالمَنُّ بِهِ
وَباطِنُ السَلوى وَأَعيَنُ الحَجَر
١٦٨. وَقُبَّةَ الزَمانِ وَالصَرحُ وَما
غَادَرَ في الصُندوقِ موسى مُدَّخَر
١٦٩. وَآيَةَ التابوتِ وَالأَلوحِ إِذ
جاءَت وَف الإِلقاءِ ما مِنها اِنكَسَر
١٧٠. وَالسامِرِيَّ وَخُوارُ عَجَلِه
وَنَسفُهُ في اليَمِّ لَمّا صارَ ذَر
١٧١. وَقَتلُ داؤُدَ لِجالوتَ وَطا
لوتَ وَما النَهرُ الَّذي عَنهُ نَهَر
١٧٢. وَما الَّذي أَوَّبَ مِن جِبالِهِ
وَالطَيرُ وَالعودُ وَكَم فيهِ وَتَر
١٧٣. وَصاحِبُ المُلكِ الَّذي لا يَنبَغي
إِلّا لَهُ أَينَ ثَوى حالَةَ خَر
١٧٤. وَما الَّذي غادَرَهُ في طَلَبِ العَر
شِ وَقَد كانَ غَنِيّاً مُفتَقَر
١٧٥. وَغَسلُ أَيّوبَ وَظَلَّ يونِسٍ
وَشَيخُ يَحيى إِذا شَكى وَهَنَ الكِبَر
١٧٦. وَحَملُ عيسى وَصِيامُ أَمِّهِ
وَمِهدِهِ وَنُطقُهُ عِندَ الصِغَر
١٧٧. وَباطِنُ الصَليبِ وَالمُلقى عَلى
ظاهِرِهِ بِالصلبِ لَمّا أَن كَفَر
١٧٨. وَالكَهفُ وَالرَقيمُ وَالفِتيَةُ وَال
كالي وَما أَظهَرَ وَسَتَر
١٧٩. وَسَيرُ ذي القَرنَينِ وَاِتِّباعُهُ ال
أَسبابَ وَالسَدُّ المُشادِ وَالزُبُر
١٨٠. وَنورُ نارٍ بَيِّنٌ في مَحوِهِ الأَذى الَّ
ذي لا دَجَنٌ بِهِ بَهَر
١٨١. وَمَن أَتى مِن طَورِ سيناءَ إِلى
جِبالِ ساعيرَ وَفي فارانَ قَر
١٨٢. وَالصُحُفُ الأولى وَتَوراةُ الرِضى
موسى وَإِنجيلُ المَسيحِ وَالزُبُر
١٨٣. وَباطِنُ القُرآنِ وَالفُرقانِ وَالتَن
زيلُ وَالتَأويلُ سِرَّ مُستَسَر
١٨٤. وَناسِخُ الآياتِ وَالمَنسوخُ وَالمُحكَ
مُ وَالمُشتَبَهاتُ بِأُخَر
١٨٥. وَأَحرُفُ النورِ الَّتي إِعجامُها
مُعَرَّبُ الحِكَم بِآخِرِ الزُمَر
١٨٦. وَلِم غَدَت أَسماءُ الاِسمِ دونَ ما اِختُ
صَّ بِهِ المَعنى إِماماً لِلسُوَر
١٨٧. وَما غَدا في رَمَضانَ مُنزَلاً
وَما الَّذي أُنزِلَ قَبلُ في صَفَر
١٨٨. وَكُلُّ أَيّامِ الكِتابِ لَمَعا
دِ الخُلُقِ مِثلَ القَمطَريرِ وَالعَسِر
١٨٩. وَيَومَ ضَربِ النونِ في الغَينِ وَما
يَعرُجُ فيهِ وَبِغَينِ ما حَصَر
١٩٠. وَما السَمَواتُ الَّتي تَعَدَّدَت
وَما لَها الفَطَر وَما لا يَنفَطِر
١٩١. وَما طَوى السِجِلَّ بِالنَظرَةِ في اللَ
يلِ البَهيمِ مِن كِتابٍ مُنتَشِر
١٩٢. وَالسائِراتُ الدائِراتُ وَالأولى
عِندَ اِنفِطارِ ما حَواها تَنكَدِر
١٩٣. وَمَوقِفُ الأَعرافِ وَالقُرآنِ وَاللِ
واءِ وَالحَوضِ وَماؤُهُ الخَضِر
١٩٤. وَالمُؤمِنونَ وَالخُلودُ فيهِما
مِن أَجلِ إيمانٍ تَبَدّى فَكَفَر
١٩٥. وَالقِسطُ وَالصِراطُ وَالميزانُ وَالن
ناكِبُ وَالنافِخُ إِثرَ مَن نَقَر
١٩٦. رَوَيتُ مِن زَيٍ ظاهِراً
رَأَيتُهُ فَصَدَّقَ الخَبَرُ الخَبَر
١٩٧. عَدولُ قَومي شاهَدونَ مَشهَدي
إِن غابَ عَنهُ الفاسِقونَ لا ضَرَر
١٩٨. عَلى العَيانِ ما شَهِدتُ لَم يَكُن
وَهماً وَتَقليداً وَحَذَرَ مَن حَذَر
١٩٩. وَكُلُّ ما رَوَيتُهُ شاهَدَهُ
آيُ كِتابٍ أَو حَديثٌ أَو أَثَر
٢٠٠. لَم أَلبِسِ الباطِلَِ بِالحَقِّ كَمَن
يُستاكُ بِالطيبِ وَفيهِ بَخَر
٢٠١. وَما صَدَّني عَن صَوتِ داعيهِ الصَدى
وَلم يُؤَخِّر قَدَمي عَنهُ الخَوَر
٢٠٢. دَخَلتُ بابَ حَطَّةٍ في خُطَّةٍ
مَسجَدُ سَمعي وَفُؤادي وَالبَصَر
٢٠٣. بِسُنَّةٍ لا تَقبَلُ النَسخَ وَآ
ياتِ كِتابش طَيُّها فِيَّ اِنتَشَر
٢٠٤. صِدقُ يَقيني خَصَّني بِعِلمِهِ
وَعَينِهِ وَحَقِّهِ لَمّا اِستَمَر
٢٠٥. وَسائِلٍ أَجَبتُهُ إِن كُنتَ مَن
يَعرِفُ ما أَجنِحَةُ الرُسُلِ فَطِر
٢٠٦. أَو فَسِّرِ الإِسراءَ وَالحَرامَ وَالأَق
صى إِلى أَسِرَّةِ الخُلدِ
٢٠٧. وَإِن عَرَفتَ المَوتَ مُت تَحيى بِهِ
وَاِمسِ لَهُ عَبداً بِهِ تُصبِحُ حُر
٢٠٨. وَبِالنَعيمِ اِنعِم وَجانِبِ الشَقا
وَوَزرُ زَوّارِ القُبورِ لا تَزُر
٢٠٩. أَوِ اِفقَهِ الإِفراجَ وَالمِزاجَ وَالمِث
الَ وَالمِثلَ عَن الغِرِّ فَغِر
٢١٠. أَو فُزتَ بِالعَدلِ وَبِالإِحسانِ بِالقُر
بى فَعَن قَصدِ السَبيلِ لا تَجُر
٢١١. وَأَنَّهُ عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالإِنك
ارِ وَالبَغيِ وَبِالمَعروفِ مُر
٢١٢. وَإِن تُرِد دارَ البَقاءِ بِسِوى
بَني نُمَيرَ الفازِينَ لا تَدُر
٢١٣. فَإِن غَدَوتَ رائِداً لِوِردِهِم
فَأَلُ إِلى الآلِ وَلِلبِرِّ فَبَر
٢١٤. لَو سَمِعَ السامِرُ بَعضَ فَضلِهِم
بِغَيرِهِم بَينَ البَرايا ما سَمَر
٢١٥. أَو شَعَرَ الشاعِرُ بِالمَجدِ الَّذي
خُصّوا بِهِ بِمَن عَداهُم ما شَعَر
٢١٦. أَهلُ الوَفا وَالرِفقِ إِخوانُ الصَفا
وَالصِدقِ غَيثُ الجَدبِ أَرواحُ البَشَر
٢١٧. يا طالِبَ الرَيِّ إِلى آلهِمُ أ
لُ تَلقَ بَحراً بِالفُراتِ قَد زَخَر
٢١٨. وَكُن بِرَفضِ الشُحِّ مُستَنَّ السَخا
بِالنَفسِ تَلقَ فيهِ رِبحَ المُتَّجَر
٢١٩. وَتَنثَني حِلّا بِأَحلى بَلَدٍ
حَرامُهُ لِناظِرِ العَيشِ أَقَر
٢٢٠. وَمِل إِلى بابِهِمُ بِلا مِرا
وَمَن عَدا نَهجَ أَبي ذَرٍّ فَذَر
٢٢١. وَبائِنٍ المَيلِ وَمِل عَن مَلَلٍ
وَاِصحَب إِلَيهِ بِالرَواحِ مَن بَكَر
٢٢٢. وَاِرقَ إِلى سَطحِ سَطيحٍ تَجِدِ ال
جَنّاتِ وَالوَلَدانَ فيها وَالسُرُر
٢٢٣. وَخُض بِبَحرٍ لِبُحَيرا تَلقَ في
قَرارِهِ مِنَ اليَواقيتِ بِدَر
٢٢٤. وَقِس عَلى قِسٍّ وَرُح مَواسِياً
أُوَيسَ بِالنَفسِ وَلِلَّهِ فَقِر
٢٢٥. مُعتَقِلاً رُمحَ عُقَيلٍ طالِباً
لِطالِبٍ وَجَعفَراً مِنَ البِحَر
٢٢٦. فَما قَضى لِلحَقِّ حَقّاً مَن قَضى
نَحباً بِحُبِّ غَيرِهِ وَالنَفسَ غَر
٢٢٧. رَقَيتُ في الأَسبابِ حَتّى صِرتُ مِن
فَوقِ السَحابِ طِرتُ عَن كَونِ القَمَر
٢٢٨. وَجُبتُ بِالآفاقِ آفاقَ السَما
واتِ العُلى مُراجِعاً فيها النَظَر
٢٢٩. فَفُتُّ مَن فيها رَأى تَفاوُتاً
وَهَل يَرى كيوانَ أَعشى ذو سَدَر
٢٣٠. يَظُنُّ بي الجامِدُ أَنّي جامِدٌ
وَلَو رَأى رَأى السَحابَ في المَمَر
٢٣١. تُطرِبُ سَمعي نَغَماتُ مُسمِعي
وَناظِري يَرتَعُ في الرَوضِ النَضِر
٢٣٢. بِبِدرٍ بَدرٍ جَلِيَت غَياهِبُ الأَح
زانِ عَن عَيني وَمُرُّ العَيشِ قَر
٢٣٣. فَهَل إِلى قَصيدَتي مِن قاصِدٍ
فَنَظمُها بِكُلِّ مَعنىً قَد نُثِر
٢٣٤. ذاتُ بَيانٍ مُعَجَمٌ إِعرابُها
عَبَّرتَ فيها عَن تَصانيفِ العِبَر
٢٣٥. فَراسَتي فَريسَةٌ لِدَورَتي
في دَستَبَندي تَحتَ إِكليلِ الخُضُر
٢٣٦. فَاِعلُ عَلى أُرجوحَتي مُكَلَّلاً
تُصبِحُ في بَيضاءَ صيني مُبتَكِر
٢٣٧. وَأَتِ بِيوتي مِن لَدى أَبوبِها
فَإِنَّها مَفتوحَةٌ لِمَن عَبَر
٢٣٨. بِكُلِّ بَيتٍ شَدتُ قَصراً آهِلاً
بِقاصِراتٍ دونَها الطَرفُ قَصَر
٢٣٩. وَفي فُراتي كُلُّ بِئرٍ عُطِّلَت
فيها اليَواقيتُ وَأَيتامُ الدُرَر
٢٤٠. يَتيمَةُ الدَهرِ الَّتي كافِلُها
وَلِيُّ ذي الكِفلِ وَصاحِبُ الخِضِر
٢٤١. بِكرٌ عَلى الأَيّامِ لا يَقرَعُها
غَيرُ خَبيرٍ بِالَّذي لَها اِختَبَر
٢٤٢. جَرَت مَعانيها الصِعابُ سَهلَةً
إِلى مَعانيها كَسَيلٍ مُنحَدِر
٢٤٣. هَل شافِعٌ في زَمَني بِمِثلِها
فَإِنَّها وَتَرُ المَدى الَّذي غَبَر
٢٤٤. إيرادُخها عِندَ اللَبيبِ ساخِرٌ
مِمَّن لِغافيها وَمَن فيها سَخَر
٢٤٥. ظاهِرُها يَسُرُّ كُلَّ سامِحٍ
وَلَو وَعى باطِنَها كانَ أَسَر
٢٤٦. خِتامُها مِسكٌ فَهَل مُنافِسٌ
وَإِنَّما المَزكوُ يَجهَلُ العِطِر
٢٤٧. أَبرَزتُها لِحَربِ مَن ناصَبَني
في نُصرَةِ الحَقِّ فَوَلّاني الدُبُر
٢٤٨. جَيشُ قَريضٍ ضَمُّهُ بِفَتحِ تَو
حيدِ العَلِيِّ رايَةَ الشِركِ كَسَر