١. طَرِبتُ وما شَوقاً إلى البِيضِ أَطرَبُ
ولاَ لَعِبًا مِنّي أذُو الشَّيبِ يَلعَبُ
٢. ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ
ولم يَتَطَرَّبنِي بَنانٌ مُخَضَّبُ
٣. وَلاَ أنَا مِمَّن يَزجرُ الطَّيرَ هَمُّهُ
أصَاحَ غُرَابٌ أم تَعَرَّضَ ثَعلَبُ
٤. ولا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً
أمَرَّ سَلِيمُ القَرنِ أم مَرَّ أَعضَبُ
٥. وَلكِن إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَى
وَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُ
٦. إلى النَّفَرِ البيضِ الذِينَ بِحُبِّهم
إلى الله فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُ
٧. بَنِي هَاشِمٍ رَهطِ النَّبِيِّ فإنَّنِي
بِهِم ولَهُم أَرضَى مِرَاراً وأغضَبُ
٨. خَفَضتُ لَهُم مِنّي جَنَاحَي مَوَدَّةٍ
إلى كَنَفٍ عِطفَاهُ أهلٌ وَمَرحَبُ
٩. وَكُنتُ لَهُم من هَؤُلاكَ وهَؤُلا
مِجَنّاً عَلَى أنِّي أُذَمُّ وأُقصَبُ
١٠. وأُرمى وأرمي بالعَدَاوَةِ أهلَها
وإنّي لأوذَى فِيهُم وأُؤَنَّبُ
١١. َفَمَا سَاءَني قَولُ امرىءٍ ذِي عَدَاوةٍ
بِعَوراء فِيهِم يَجتَدِينِي فَيَجدُبُ
١٢. فَقُل لِلذي في ظِلِّ عَميَاءَ جَونةٍ
يَرى الجَورَ عَدلاً أينَ تَذهَبُ
١٣. بِأيِّ كِتَابٍ أَم بِأيَّةِ سُنَّةٍ
تَرَى حُبَّهُم عَاراً عَلَيَّ وتَحسَبُ
١٤. أَأَسلَمُ ما تَأتِي بِهِ من عَدَاوَةٍ
وَبُغضٍ لَهُم لاَجَيرِ بَل هو أشجَبُ
١٥. سَتُقرَعُ مِنهَا سِنُّ خَزيَانَ نَادِمٍ
إِذَا اليَومُ ضَمَّ النَّاكِثينَ العَصَبصَبُ
١٦. فَمَا لِيَ غلاّ آلَ أحمدَ شيعةٌ
وَمَا لِيَ إلاَّ مَشعَبَ الحَقِّ مَشعَبُ
١٧. وَمَن غَيرَهُم أرضَى لِنَفسِيَ شِيعَةً
ومن بَعدَهُم لاَ مَن أُجِلُّ وأُرجَبُ
١٨. أُرِيبُ رِجَالاً منهم وتُرِيبُني
خَلاَئقُ مِمَّا أَحدَثُوا هُنَّ أَريَبُ
١٩. إلَيكُم ذَوِي آلِ النَّبِيّ تَطَلَّعَت
نَوَازِعُ من قَلبِي ظِماءٌ وألبَبُ
٢٠. فإنِّي عَن الأمر الذي تكرَهُونَهُ
بِقَوولي وَفِعلِي ما استَطَعتُ لأجنَبُ
٢١. يُشِيرُونَ بالأيدِي إليَّ وَقَولُهُم
أَلاَ خَابَ هَذَا والمُشِيرُونَ أخيَبُ
٢٢. فَطَائِفَةٌ قد أكفََرَتنِي بِحُبِّكُم
وَطَائِفَةٌ قَالُوا مُسِيءٌ وَمُذنِبُ
٢٣. فما سَاءَنِي تَكفِيرُ هَاتِيكَ مِنهُمُ
ولا عَيبُ هاتِيكَ التي هِيَ أعيَبُ
٢٤. يُعيبُونَنِي من خُبثِهِم وَضَلاَلِهم
على حُبِّكُم بَل يَسخُرون وأعجَبُ
٢٥. وقالوا تُرَابِيُّ هَوَاهُ ورأيُه
بذلِكَ أُدعَى فِيهُمُ وألَقَّبُ
٢٦. على ذلك إجرِيّايَ فيكُم ضَرِيبَتي
ولو جَمَعُوا طُرَّاً عليَّ واجلَبُوا
٢٧. وأحمِلُ أحقَادَ الأَقَارِبِ فِيكُمُ
وَيُنصَبُ لِي في الأبعَدِينَ فَأنصُبُ
٢٨. بِخاتِمِكُم غصبَاً تَجُوزُ أُمورُهُم
فَلَم أرَ غَصبَاً مِثلَهُ يَتَغصَّبُ
٢٩. وَجَدنَا لَكُم فِي آلِ حَامِيمَ آيةً
تَأوَّلَهَا مِنَّا تَقِيُّ وَمُعرِبُ
٣٠. وَفِي غَيرِهَا آياً وآياً تَتَابَعَت
لكم نَصَبٌ فِيهَا لِذِي الشَكِّ مُنصِبُ
٣١. بِحَقِّكُمُ أمسَت قُرَيشٌ تَقُودُنا
وبِالفَذِّ مِنها والرَّدِيفَينِ نُركَبُ
٣٢. إذا اتَضَعُونَا كارِهينَ لِبَيعَةٍ
أنَاخُوا لأخرَى والأزِمَّةُ تُجذَبُ
٣٣. رُدَافَى عَلَينَا لَم يُسِيمُوا رَعِيَّةً
وَهَمُّهُمُ أن يَمتَرُوهَا فَيحلُبُوا
٣٤. لِينتَتِجُوهَا فِتنَةً بَعدَ فِتنضةٍ
فَيفتَصِلُوا أفلاَءَها ثُمَّ يَربُبُوا
٣٥. أقارِبُنَا الأَدنُونَ مِنهُم لِعَلَّةٍ
وَسَاسَتُنا مِنهُم ضِبَاعٌ وأذؤُبُ
٣٦. لَنَا قَائِدٌ مِنهُم عَنِيفٌ وسَائِقٌ
يُقَحِّمُنا تِلكَ الجَراثِيمَ مُتعِبُ
٣٧. وَقَالُوا وَرِثنَاهَا أبَأنضا وأُمَّنَا
وَمَا وَرَّثَتهُم ذَاكَ وَلاَ أبُ
٣٨. يَرَونَ لَهُم فَضلاً عَلَى النَّاسِ وَاجِباً
سَفَاهاً وَحَقُّ الهَاشِمِيينَ أوجَبُ
٣٩. وَلَكِن مَوَارِيثُ ابنِ آمِنَةَ الذِي
بِهِ دَانَ شَرقِيّ لَكُم وَمُغَرِّبُ
٤٠. فِدَىً لَكَ مَورُوثاً أَبِي وأَبُو أبِي
وَنَفسِي وَنَفسِي بَعدُ بِالنَّاسِ أطيَبُ
٤١. بِكَ اجتَمَعَت أَنسَابُنَا بَعدَ فُرقَةٍ
فَنَحنُ بَنُو الإِسلاَمِ نُدعَى وَنُنسَبُ
٤٢. حياتُك كانت مجدَنا وسناءنا
وموتُك جَدعٌ للعَرانين مُرعَبُ
٤٣. وأنت أمينُ الله في الناسِ كلِّهم
علينا وفيما احتازَ شرقٌ ومغرِبُ
٤٤. ونستخلفُ الأمواتُ غيرك كلَّهم
ونُعتَبُ لو كنا على الحق نُعتَبُ
٤٥. وبُورِكتَ مَولُوداً وبُورِكتَ نَاشِئاً
وبُورِكتَ عِندَ الشَّيبِ إِذ أنتَ أشيَبُ
٤٦. وَبُورِكَ قَبرٌ أنتَ فِيهِ وبُورِكَت
بِهِ وَلَهُ أهلٌ لِذَلِكَ يَثرِبُ
٤٧. لَقَد غَيَّبُوا بِرَّاً وصِدقاً ونَائِلاً
عَشِيّةَ وَارَاكَ الصَّفِيحُ المُنَصَّبُ
٤٨. يَقُولُونَ لَم يُورَث وَلَولا تُرَاثُه
لَقَد شَرِكَت فِيهِ بَكِيل وأرحَبُ
٤٩. وعَكٌّ ولَخمٌ والسَّكُونُ وحِميَرٌ
وكِندَةُ والحَيَّانِ بَكرٌ وتَغلِبُ
٥٠. وَلاَنتَشَلَت عِضوَينِ مِنهَا يُحَابِرٌ
وكَانَ لِعَبدِ القَيس عِضوٌ مُؤَرّبُ
٥١. ولانتَقَلَت من خِندِفٍ في سِوَاهُمُ
وَلاَقتَدَحَت قَيسٌ بِهَا ثم أثقَبُوا
٥٢. وَمَا كَانَتِ الأنصَارُ فِيهَا أذِلَّةً
وَلاَ غُيّبَاً عَنها إذَا النَّاسُ غُيَّبُ
٥٣. هُمُ شَهِدُوا بَدراً وخَيبَرَ بَعدَها
ويومَ حُنَين والدِّمَاءُتَصَبَّبُ
٥٤. وَهُم رَئِموها غيرَ ظَأرٍ وأشبَلُوا
عَلَيهَا بِأطرَافِ القَنَا وَتَحَدَّبُوا
٥٥. فَإن هِيَ لَم تَصلُح لِحَي سِوَاهُمُ
فَإِن ذَوِي القُربَى أحَقُّ وأقرَبُ
٥٦. وإلاّ فَقُولُوا غَيرَها تَتَعَرفُوا
نَوَاصِيهَا تَردِي بِنَا وهيَ شُزَّبُ
٥٧. عَلامَ إذَا زَار الزُّبيرَ وَنَافِعاً
بِغَارَتِنا بَعدَ المَقَانِبِ مِقنَبُ
٥٨. وَشَاطَ عَلَى أرمَاحِنا بآدّعائِهَا
وَتَحوِيلِها عَنكُم شَبِيبٌ وَقَعنَبُ
٥٩. نُقَتِّلُهم جِيلاً فجِيلاً نَرَاهُمُ
شَعَائِرَ قُربانٍ بِهِم يُتقَرَّبُ
٦٠. لَعَلَّ عَزِيزاً آمناً سَوفَ يُبتَلَى
وذَا سَلَبٍ منهم أنِيقٍ سَيُسلَبُ
٦١. إذا انتَجُوا الحَربَ العَوَانَ حُوارَها
وَحَنَّ شَرِيحٌ بالمَنَايا وتنضُبُ
٦٢. فيا لكَ أمراً قَد أُشِتّت
أمُورُه وَدُنيَا أرَى أَسبَابَها تَتَقَضَّبُ
٦٣. يَرُوضُونَ دِينَ اللهِ صَعباً مُحَرَّما
بأفواهِهم والرائضُ الدينِ أصعَبُ
٦٤. إذَا شَرَعُوا يَوماً عَلَى الغَيِّ فِتنةً
طَرِيقُهم فِيهَا عَنِ الحَقِّ أنكَبُ
٦٥. رَضُوا بِخِلاَفٍ المُهتَدِينَ وَفِيهُمُ
مُخَبَّأةٌ أخرَى تُصَانُ وَتُحجَبُ
٦٦. وإن زَوَّجُوا أمرَينِ جَورَاً وبِدعَةً
أنَاخُوا لأخرَى ذاتِ وَدقَينِ تُخطَبُ
٦٧. ألَجُّوا ولَجُّوا في بعاد وَبِغضَةٍ
فَقَد نَشِبُوا في حَبل غَيٍّ وانشَبُوا
٦٨. تَفَرَّقَتِ الدُّنيا بِهم وَتَعَرَّضَت
لَهُم بالنِّطافِ الآجِنَاتِ فأشرِبوا
٦٩. حَنَانَيكَ رَبَّ النَّاسِ من أن يَغُرَّني
كما غَرَّهم شُربُ الحَيَاةِ المُنَضِبُ
٧٠. إذَا قِيلَ هَذَا الحَقُّ لا مَيلَ دُونَه
فانقَاضُهُم في الغَيّ حَسرَى وَلُغَبُ
٧١. وإِن عَرَضَت دُونَ الضَّلاَلَةِ حَومَةٌ
أخَاضُوا إلَيهَا طَائِعِينَ وأَوثَبُوا
٧٢. وقد دَرَسُوا القُرآنَ وافتَلَجوا به
فَكُلُّهُم رَاضٍ بِهش مُتَحزِّبُ
٧٣. فَمِن أينَ أو أنَّى وكَيفَ ضَلالُهم
هُدىً والهوَى شَتَّى بِهِم مُتَشَعِّبُ
٧٤. فَيَا مُوقداً نَاراً لغَيرِكَ ضَوءُها
وَيَا حَاطِباً في غيرِ حَبلِكَ تَحطِبُ
٧٥. ألم تَرَنِي من حُبِّ آلِ محمدٍ
أروحُ وأَغدُوا خَائِفاً أتَرقّبُ
٧٦. كأنّي جانٍ مُحدِثٌ وكأنَّما
بِهِم يُتّقَى من خَشيَةِ العُرّ أجرَبُ
٧٧. عَلَى أيّ جُرمٍ أَم بأيَّةِ سِيرَةٍ
أُعَنَّفُ في تَقرِيظِهِم وَأُؤنَّبُ
٧٨. أُناس بِهِم عَزَّت قُرَيشٌ فأصبَحُوا
وفيهِم خِبَاءُ المَكرُمَاتِ المُطَنَّبُ
٧٩. مُصَفَّون في الأحسَابِ مَحضُونَ نَجرُهم
هُمُ المَحضُ مِنَّا والصَّرِيحُ المهذَّبُ
٨٠. خِضَمُونَ أشرَافٌ لَهَاميمُ سَادَةٌ
مَطَاعِيمُ أيسَارٌ إذَا النَّاسُ أَجدَبُوا
٨١. إذَا ما المَراضِيعُ الخِمَاصُ تأوّهَت
من البَردِ إذ مِثلاَنِ سَعدٌ وَعَقرَبُ
٨٢. وَحَارَدَتِ النُّكُدُ الجِلاَدُ وَلَم يَكُن
لعُقبةِ قِدرِ المُستَعيرينَ مُعقِبُ
٨٣. وَبَاتَ وَلِيدُ الحَيِّ طيَّانَ سَاغِباً
وكاعِبُهم ذَاتُ العِفاوةِ أَسغَبُ
٨٤. إذا نَشَأت مِنهُمِ بأَرضٍ سَحَابةٌ
فَلاَ النَّبتُ مضحظُورٌ ولا البَرقُ خُلَّبُ
٨٥. إِذا ادلَمَّست ظَلمَاءُ أمرَينِ جِندِسٌ
فَبَدرٌ لَهُم فِيهَا مُضِيءٌ وكَوكَبُ
٨٦. وإن هَاجَ نَبتُ العِلمِ في النَّاسِ لم تَزَل
لَهُم تَلعَةٌ خَضرَاءُ منهم ومِذنَبُ
٨٧. لَهُم رُتَبٌ فَضلٌ على النَّاسِ كلِّهم
فَضَائِلُ يَستَعلِي بِهَا المُتَرَتِّبُ
٨٨. مَسَامِيحُ مِنهُم قَائِلُونَ وفَاعِلٌ
وسَبَّاقُ غَايَاتٍ إلى الخَيرِ مُسهِبُ
٨٩. أولاَكَ نَبِيُّ اللهِ مِنهُم وجَعفَرٌ
وَحَمزَةُ لَيثُ الفَيلَقِينش المُجَرَّبُ
٩٠. هُمُ مَا هُمُ وِتراً وَشَفعاً لِقَومِهِم
لِفُقدَانِهِم ما يُعذَرُ المُتَحَوِّبُ
٩١. قَتيلُ التَجُوبّي الذي استَوأرَت بِهِ
يُسَاقُ به سَوقاً عنيفاً وَيُجنَبُ
٩٢. مَحَاسِنُ من دُنيا ودِينٍ كأنَّما
بِهَا حَلّقت بالأَمسِ عَنقَاءُ مُغرِبُ
٩٣. لِنعمَ طَبِيبُ الدَّاءِ من أمرِ أمّةٍ
تَوَاكَلَها ذُو الطِّبِ والمُتَطَبِّبُ
٩٤. وَنِعمَ وليُّ الأمرِ بَعدَ وَلِيهِ
وَمُنتَجَعُ التَقوى ونِعمَ المُؤَدِبُ
٩٥. سَقَى جُرَعَ الموتَ ابنَ عُثمانَ بَعدَما
تَعَاوَرَهَا مِنهُ وضلِيدٌ وَمَرحَبُ
٩٦. وشَيبَةً قَد أثوى بِبَدرٍ يَنُوشُه
غُدافٌ مِن الشُّهبِ القَشَاعِمِ أهدَبُ
٩٧. لَهُ عُوَّدٌ رَأفَةً يَكتَنِفنَهُ
ولا شَفَقاً مِنها خَوَامِعُ تَعتُبُ
٩٨. لَهُ سُترتا بَسطٍ فَكَفٌّ بِهَذِهِ
يُكَفُّ وبِالأخرَى العَوَالِي تُخَضَّبُ
٩٩. وفي حَسَنٍ كَانَت مَصَادِقُ لاسمِهِ
رِئَابٌ لِصَدعَيهِ المُهَيمنُ يَرأَبُ
١٠٠. وَحَزمٌ وجودٌ فِي عَفَافٍ وَنضائِلٍ
إلى مَنصِبٍ مَا مِثلُه كَانَ مَنصِبُ
١٠١. وَمِن أكبَرِ الأحدَاثِ كَانَت مُصِيبَةً
عَلَينَا قَتِيلُ الأدعِيَاءِ المُلَحَّبُ
١٠٢. قَتِيلٌ بِجَنبِ الطَّفِ مِن آلِ هَاشمٍ
فَيَا لكَ لَحماً لَيسَ عَنهُ مُذَبِبِ
١٠٣. وَمُنعَفِرُ الخدّينِ مِن آلِ هاشِمٍ
إلا حَبَّذا ذَاكَ الجبينُ المُتَرَّبُ
١٠٤. قتيلٌ كَأنَّ الوُلَّهَ النُّكدَ حَولَه
يَطُفنَ بِهِ شُمَّ العَرَانِينِ رَبرَبُ
١٠٥. وَلَن أعزِلَ العبَّاسَ صِنوَ نَبِيِّنَا
وصِنوَانُهُ مِمَّن أَعُدُّ وأندُبُ
١٠٦. وَلاَ ابنَيهِ عَبدَ اللهِ والفَضلًَ إنَّنِي
جَنِيبٌ بِحُبِّ الهَاشِمِيِّينَ مُصحِبُ
١٠٧. وَلاَ صَاحِبَ الخَيفِ الطَرِيدَ مُحَمَّداً
ولو أُكثِرَ الإِيعَادث لِي والتَرَهُّبُ
١٠٨. مَضَوا سَلَفاً لا بُد أنَّ مَصِيرَنا
إلَيهِم فَغََادٍ نَحوَهُم مُتَأوِّبُ
١٠٩. كَذَاكَ المَنَايَا لاَ وَضِيعاً رَأيتُها
تَخَطَّى ولا ذَا هَيبَةٍ تَتَهَيَّبُ
١١٠. وقد غَادَروا فِينَا مَصَابِيحَ أنجُماً
لنا ثِقَةً أيّانَ نخشَى وَنَرهَبُ
١١١. أولئكَ إن شِطَّت بِهم غُربةُ النَّوى
أمانيُّ نَفسي والهَوَى حيثُ يَسقَبُوا
١١٢. فَهَل تُبلِغنّيهم على نأي دارِهم
نَعَم بِبَلاغِ اللهِ وجنَاءُ ذِعلِبُ
١١٣. مُذَكَّرَةٌ لا يَحمِلُ السوطَ رَبُّها
ولأياً مِنِ الإِشفاقِ ما يَتَعَصَّبُ
١١٤. كأنَّ ابنَ آوى مُوثَقٌ تحتَ زَورِها
يُظَفِّرُها طَوراً وَطَورَاً يُنَيِّبُ
١١٥. إذا ما احزَألّت في المناخ تلفتت
بِمَرعُوبَتي هَوجَاءَ والقلبُ أرعَبُ
١١٦. إذا انبَعَثَت من مَبرَكٍ غادرت به
ذوابلَ صُهباً لم يَدِنهُنَّ مَشرَبُ
١١٧. إذَا اعصَوصَبَت في أينُقٍ فكأنَّما
بِزَجرَةِ أخرى في سِواهُنَّ تُضرَبُ
١١٨. تَرَى المَروَ والكَذَّان يَرفَضُّ تَحتَها
كما ارفَضَّ قَيضُ الأفرُخِ المُتَقَوِّبُ
١١٩. تُرَدِدُ بالنَّابَينِ بَعدَ حَنِينِها
صَرِيفَاً كما رَدَّ الأغانيَ أخطَبُ
١٢٠. إذَا قَطَعَت أجوازً بِيدٍ كأنَّما
بأَعلامِها نَوحُ المَآلِي المُسَلِّبُ
١٢١. تَعَرَّضَ قُفٌّ بَعدَب قُفٍّ يَقَودُها
إلى سَبسَبٍ مِنهَا دَياميمُ سَبسَبُ
١٢٢. إذَا أنفَذَت أحضَانَ نَجدٍ رمى بها
أَخَاشِبَ شُمّاً من تِهَامَةَ أخشَبُ
١٢٣. كَتُومٌ إذا ضَجَّ المَطِيّ كأنَّما
تَكَرَّمُ عن أخلاقِهِنَّ وَتَرغَبُ
١٢٤. من الأرحَبِيَّاتِ العِتَاقِ كأنَّها
شَبُوبٌ صِوَارٍِ فَوقَ عَلياءَ قَرهَب
١٢٥. لِيَاحٌ كأن بالأتحَمِيَّةِ مُشبَعٌ
إزاراً وفي قُبطِيَّةٍ مُتَجَلبِبُ
١٢٦. وَتَحسِبُه ذَا بُرقِع وكأنَّه
بأسمالِ جَيشَانيّةٍ مُتَنَقِّب
١٢٧. تضَيّفه تحت الألاءةِ مَوهِناً
بظلماءَ فيها الرَّعدُ والبَرقُ صَيِّبُ
١٢٨. مُلِثُّ مَربٌّ يَحفِشُ الأُكمَ وَدقُه
شآبيبُ منها وادقاتٌ وَهَيدَبُ
١٢٩. كأنَّ المَطَافِيلَ المواليه وَسطَه
يُجَاوبَهنَّ الخَيزُرَانُ المُثَقَّبُ
١٣٠. يُكالئُ من ظلماءَ دَيجُورِ حِندِسٍ
إذا سَارَ فيها غَيهَبٌ حَلَّ غَيهَبُ
١٣١. فَبَاكَرَهُ والشَّمسُ لم يَبدُ قًرنُها
بأُحدانِه المُستَولِغَاتِ المُكَلِّبُ
١٣٢. مَجازِيعَ في فقر مَسَارِيفَ في غِنى
سوابِحَ تَطفو تارةً ثم تَرسُبُ
١٣٣. فكَان ادّراكاً واعتراكاً كأنَّه
على دُبرٍ يَحمِيهِ غَيرانُ مُوأَبُ
١٣٤. يَذُودُ بِسَحماويه من ضَارِياتِها
مَدَاقيعَ لم يَغثَث عَلَيهِنَّ مَكسَبُ
١٣٥. فَرَابٍ وكَابٍ خَرَّ للوَجهِ فَوقَه
جَدِيّهُ أودَاعجٍ على النَّحرِ تَشخُبُ
١٣٦. وَوَلّى بِأجرِّيا وِلافٍ كأنَّه
على الشرف الأعلى يُسَاطُ وَيُكلَبُ
١٣٧. أذلك لا بَل تَيِكَ غِبَّ وَجِيفِها
إذا ما أكَلَّ الصَّارِخُونَ وانقَبُوا
١٣٨. كأن حَصَى المَعزَاءِ بينَ فُروجِها
نَوَى الرَضخِ يَلقى المُصعِدَ المُتَصَوِّبُ
١٣٩. عِرَضنَةُ ليلٍ في العِرَضنَاتِ جُنَّحا
أمامَ رِجَالٍ خَلفَ تِيكَ وأَركُبُ
١٤٠. إذا ما قَضَت من أهلِ يَثرِبَ مَوعِدَاً
فَمَكَّةَ من أوطَانِها والمُحَصَّبُ