Feedback

ألم تتعجبي من ريب دهر

١. ألَم تَتَعَجَّبي مِن رَيبِ دَهر
رأيت ظُهُورهُ قُلِبت بُطُونَا

٢. فإنَّكَ قَد رأيتِ وإن تَعِيشِي
تري ويرىعجائب ما رَأينَا

٣. رأيتُ الخُرسَ تَنطِقُ في زَمَانٍ
يُكَلِّفُ أهلُهُ الإبِلَ الطَّحِينَا

٤. وَبُدِّلَتِ الحَمِيرُ فَمَا فَزِعنَا
لِذاك مِنَ النَّهِيقِ بِهِ الحَنِينَا

٥. وعَطَّفَتِ الضِّبَابَ أَكُفُّ قَوم
عَلَى فُتخِ الضَّفَادِعِ مُرئِمِينَا

٦. وَذَلِكَ ضَربُ أخمَاس اُرِيدَت
لأسدَاسٍ عَسَى أن لا تَكُونَا

٧. أرَادُوا النَّاس مِن سَلَفَي نِزارٍ
أُمُوراً يَمتَنِعنَ وَيَمتَرِينَا

٨. أرَادُوا أن تزيل خالقات
أَدِيمَهُمُ يَقسنَ وتَفترِينَا

٩. فَمَا وَجَدُوهُمُ إلاَّ أدِيماً
يَرُدُّ مَوَاسِيَ المُتَحَيِفينَا

١٠. عُكَاظِيًّا أَبُوه أَبو إِياد
صَحِيحَاً لاَ عَوارَ وَلاَ دَهِينا

١١. لَهُ جَمَعُوا اللَّتَينِ إِلى اللُّتَيَّا
فَلاَ حَلِماً لَقُوهُ وَلاَ عَطِينا

١٢. وكَانَ يقال إنَّ ابني نِزَار
لَعلاَّت فأَمسَوا تَوأمِينَا

١٣. تَنَبَّهَ بَعدَ نومَتِهِ نِزَارٌ
لهم باِلمُلحِقَاتِ مُعَانِدينَا

١٤. فَضمَّ قَوَاصِي الأَحيَاءِ مِنهُم
فَقَد أمسَوا كَحَيٍّ وَاحِدِينَا

١٥. وقد سَخِطَ ائتِلافَهُمُ رِجَالٌ
أَطَالَ الله رَغمَ الساخِطِينَا

١٦. تؤَلف بَينَ ضفدعَة وضَبٍّ
وتَعجَبُ أَن نَبَرَّ بَنِي أبينا

١٧. لَعَمرُهُم لَقَد وَجَدُوا نزَاراً
عَلَى الشَّوَاهق مُبتَنينَا

١٨. لخَير أبُوَّة عُلمَت فَعَالاً
وسابقَةً وخَيرهُم بَنينا

١٩. ونحن أَولاك أَنجُم كُلِّ لَيل
يُؤَمُّ بها وأَبحُرُ مُظمئينَا

٢٠. بَلَغنَا النَّجمَ مَكرُمَةً وعزاً
وفُتنَا أيديَ المُتَطَاولينَا

٢١. وَنُلفَى في الجُدُوبَة أهلَ خصبٍ
وفي ظُلَم الحَنَادس مُقمرينَا

٢٢. وجَاوَزنَا رَوَاسِيَ شَاهِقات
بِلاَ تَعَبٍ ولاَ مُتَطَاوِلِينا

٢٣. وَإِن يَعظُم مِنَ الحَدثانِ خَطبٌ
تَجِدنا فِيهِ غَيرَ مُقَلَّمِينَا

٢٤. تَجِد أَسيَافَنَا مُتَأَلِقَّاتٍ
يُحَاكِينَ البُرُوقَ إذَا انتُضِينَا

٢٥. عَلَينَا كالنِّهاءِ مُضَاعَفَاتٍ
مِنَ الماذِيِّ لم تُؤِدِ المُتُونَا

٢٦. فَنَحنُ فَوَارِسُ الهَيجَا إذا مَا
أبَالَ الحَاصِنَ الحَدَثُ الجَنِينَا

٢٧. وَلَم نَفتَأَ غَدَاة هَب و هَال
لِخَيرَاتِ الكَوَاعب مُجتَلِينَا

٢٨. متى نَنزِل بِعَقوَةِ أَهل عزٍّ
نَطَأهُم وَطأَةَ المُتَثَاقِلِينا

٢٩. إِذَا غَضِبَت سُيُوفُ بَني نِزَارٍ
عَلَى حيٍّ رَجَعنَ وَقَد رَضِينَا

٣٠. بِضَرب تُتبِعُ الأَلِليَّ مِنهُ
فَتاةُ الحَيِّ وَسطَهُمُ الرَّنِينَا

٣١. ونَمنَعُ بالأَسِنَّةِ ما سَخِطنَا
مُكَابَرَةً ونَأخُذُ ما هَوِينَا

٣٢. وَمَن يُطرِف عَلَى الأثذَاءِ وَهناً
ويُغضِ على تَجَلجُلِهَا العُيُونَا

٣٣. فإنَّ الاَكرَمِينَ بَني نِزَارٍ
عَلَى الأَقذَاءِ غَيرُ مُغَمِّضِينَا

٣٤. تَنَاولَنَا الأَقَاصِي من بَعِيد
وقَلَّمنَا أَظَافِرَ مَن يَلِينَا

٣٥. وَأجحَرنضا أَسَاوِدَ كُلِّ حيٍّ
وأَسكَتنَا نَوَابِحَِ مُؤسِدِينَا

٣٦. إِذَا مَا نَحنُ بِالشَّفَرَاتِ يَوماً
على حيٍّ وإِن كَرُمُوا عَصِينَا

٣٧. رَجَعنَا بِالظَّعَائِنِ مُردَفَاتٍ
وَثَوَّرنَا النَّوَادِي والعُطُونَا

٣٨. ولم نُمكِن قَتَادَتَنَا لِلمسٍ
وَلاَ سَلَمَاتِنَا لِلعَاصِبِينَا

٣٩. ويوماً باللدان بعد يوم
علَينا اللاَّمُ فِيهِ مُدجَّجِينَا

٤٠. لَنَا المِسكُ الفَتِيتُ نُعلُّ مِنهُ
جُلُوداً ما تَفِلنَ وما عرِينَا

٤١. ففي هاذاك نَحنُ لًيُوثُ حَربٍ
وفي هذا ثِمالُ مُعصِّبِينَا

٤٢. تَرى الجُرد العِتَاقَ إِذا فَزِعنَا
وأطرافَ الرِّماحِ لَنَا حُصُونَا

٤٣. وَنَجلُو عِظلِمَ الهبواتِ عنَّا
بِغُرٍّ بِالفِعَالِ مُحَجَّلِينَا

٤٤. لَنَا الجُردُ العِتَاقُ مُسَوَّمَاتِ
مَعَادِنُها لَنَا الاُولَى وفِينَا

٤٥. غَرَائِبُ حِينَ تخرُجُ مِنَ نِزَارٍ
لِكُلٍّ إِن وُهِبنَ وإن شُرِينَا

٤٦. نُعَلِّمُهَا هَب وهَلاَ وأَرحب
وَفي أبيَاتِنَا وَلَنَا افتُلِينَا

٤٧. تَرَى أبنَائَنا غرلاً عَلَيهَا
ونَنكَأهُم بِهِنَّ مُخَتَّنِينَا

٤٨. نُعَلِّمُهُم بِهَا مَا عَلَّمَتنَا
أُبُوَّتُنَا جَوارِيَ أَو صُفُونَا

٤٩. نُرِيهِم مِن مَحَاسِنِهَا وَمِمَّا
نَخَافُ مِنَ المَسَاوِىء ما أُرِينَا

٥٠. وأَيسَارٌ إِذا الاَبرَامُ أَمسَوا
لِتَعثَانِ الدَّواخِنِ آلِفِينَا

٥١. كَشَفنَا الجُوع ذَا الهبواتِ عنهُم
وأَطعمنَا ضَرائِكَ تَعتَرِينَا

٥٢. كَأَنَّ جِفَانَنا في كُلِّ يَوم
لِوَاصِفِهَا جَوَابِيَ مُترَعِينَا

٥٣. تُكَلَّلُ بالسَّدِيفِ كأَنَّ فيها
إِذا وُضِعَت أنَافِح مُلبِئِينَا

٥٤. تَرى الهُلاَّك ينتَجِعُونَ مِنها
دواءَ الجُوعِ غَير مُؤَنِّبِينَا

٥٥. وَأجَّجنَا بِكُلِّ يفَاعِ أرض
وَقُودَ المضجدِ لِلمُتَنَوِّرِينَا

٥٦. وبِالعَذَواتِ مَنبِتُنا نُضَارٌ
ونَبعٌ لاَ فَصَافص في كُبِينَا

٥٧. فَتِلكَ ثِيَابُ إِسماعِيل فِينَا
صَحاحاً ما دنِسنَ وما بَلِينَا

٥٨. وإِنَّ لَنَا بِمَكَّة أَبطَحَيهَا
وَمَا بَينَ الأَخَاشِبِ والحُجُونَا

٥٩. وَبَيتُ الله نَحنُ لَهُ وُلاَةَّ
وَخُزَّانٌ عَلَيهِ مُسَلَّطُونَا

٦٠. وَزَمزَمُ وَالحطِيمُ وَكُلُّ سَاق
يَرَى أهلَ الخِصَاصِ لَهُ قَطِينَا

٦١. وََمُطَّرد الدماءِ وحَيث تَلقَى
ضَفَائِرَ مَا دُهِنَّ وَمَا فُلِينَا

٦٢. وَأطنَابُ القِبَابِ مُمَدَّدات
بِخَيفِ مِنىً على المُستأذِينَا

٦٣. عَلَى شُمِّ الأُنُوفِ أَبُو إِياد
أَبُوهُم مُتلِفِينَ ومُخلِفِينَا

٦٤. وَجَمعاً حَيثُ كانض يقال أَشرِق
ثَبِيرٌ أَتا لدفعه وَاقفِينَا

٦٥. وَمَوقِفُهُم لأَوَّلِ دَفعَتَيهِم
عَلَينَا فِيهش غَيرُ مُخَالِفِينَا

٦٦. وُقُوفاً يَنظُرُونض بِهِ إِلَينَا
لِقَائِلِنَا المُوَفَّقِ مُنصِتِينَا

٦٧. وَنَجداً حَيثُ أَورَقَ كُلُّ عُودٍ
وآنَقَ نَبتُهُ المُتَاَنِّقِينَا

٦٨. وَوَجًّا والَّذِينَ سَمَوا لِوَجٍّ
لآِلآتِ الحُرُوبِ مُظَاهِرِينَا

٦٩. فَحَلُّوا دَارَ مَكرُمَة وَعِزٍّ
عَنهَا أَعَادِيَ شانِئِينَا

٧٠. وَبَرُّ الأَرضِ بَعدُ وكُلُّ بَحر
أقَلَّ الفُلكُ مَركَبَه الشَّحِينَا

٧١. وأبطَحَ ذِي المَجَازِ وحَيثُ تَلقَي
رجضال عكاظ لِلمُتَنَبِّئِينَا

٧٢. وبَيعَات الهُدَى مُتَتَابِعَات
إِلَينَا وَابن آمِنَةَ الأَمِينَا

٧٣. وكُلُّ خَلِيفَة وَوَلِيِّ عَهدٍ
وَمُنتَظَرٍ لأَمرِ المُؤمِنِينَا

٧٤. وَفي أَيَّامِ هاتِ بِ هاكَ يَلقَى
إِذا رزم الندى مُتَحَلِّبِينَا

٧٥. نُبَاري الرِّيحَ مَا بَرَدَت وفئينَا
لأَموَال الغرائب ضامنُونَا

٧٦. لَنَا قَمرَا السَّماءِ وكُلُّ نَجم
تُشيرُ إلَيه أيدي المُهتَدينَا

٧٧. وَجَدتُ الله إِذ سَمَّى نَزَار
فليس بأَوَّل الخُطَبَاءِ جارا

٧٨. لَنَا جَعَلَ المَكَارم خَالصَاتٍ
وللنَّاس القَفَا ولَنَا الجبينَا

٧٩. وما ضَربت هجانَ بَني نزَار
فَوَالجُ من فُحُول الأَعجَمينَا

٨٠. وَمَا حَمَلُوا الحَميرَ عَلَى عتَاقٍ
مُطَهَّمَةٍ فَيُلفَوا مُبغلينَا

٨١. وَمَا وُجدَت بَنَاتُ بَني نزَارٍ
حَلاَئلَ أَسوَدين وأحمَرينَا

٨٢. أَبي آبَاؤُهُنَّ فَلَم يَشُوبُوا
بِسَمنِهِمُ إِهَالَةَ حَاقِنِينَا

٨٣. وَمَا سَمَّوا بِاَبرَهةَ اغتِبَاطاً
بِشَينِ خُتُونَةٍ مُتَزيِنِينَا

٨٤. بَني الأَعمَامِ زَوَّجنَا الاَيَامى
وَبِالأَعمَامسَمَّينَا البَنِينَا

٨٥. وَلَم نُملَك بغَيرِ بَنى نِزَارٍ
وَلَم نُعطِ الإِتَاوَةَ مُجتَبِينَا

٨٦. فَتِلكُ قَنَاتُنَا لم تُبلَ ضَعفاً وَلاَ
خَورَاً ثقافُ الغَامِزِينَا

٨٧. وَكُنَّا في الحُرُوبِ مَتَى نُوَجِّه
إِلَى قَومٍ كَتَائِبَنَا الثُّبِينَا

٨٨. بِبِيض يَنتَمُونَ إِلَى نِزَارٍ
مُهِيبِي سَاسَة وَمُؤَيِّهِينَا

٨٩. عَلَوا شُعَب الرِّحَالِ عَلَى المَطَايَا
بِأسمَالِ المِلاَءِ مُعَصَّبِينَا

٩٠. تَضِيقُ بِنَا الفِجَاجُ وَهُنٌّ فُتحٌ
ونُجهِزُ ماءَهَا السَّدِمَ الدَّفِينَا

٩١. وَنَأرِمُ كُلَّ نَابِتَةِ رعاءً
وحَشَّاشاً لَهُنَّ وحَاطِبِينَا

٩٢. يَرَونَ الجَدبَ مَا تضركُوهُ خَبصباً
مُحَافَظَةً وكالأُنُف الدَّرينَا

٩٣. ندعهُم مثل بارقَ أَو كَجَرم
وبئسَ بقيَّة المُستَظعَنِينَا

٩٤. كما خَطَرَت أَسِنَّتُنَا بِعمرو
أبِي الملكَينِ غَير مُدَعدِعِينَا

٩٥. وغادرنا على حُجرِ بنِ عَمرو
قَشَاعِمَ يَنتَهِشنَ ويَنتَقِينَا

٩٦. يُشَارِكنَ الذِّئَابَ وَأُمَّهَاتٍ
جُمِعنَ بعامِرٍ لَمَّا كُنِينَا

٩٧. سَقَينَا الأَزرقَ اليَزَنيَّ مِنهُ
وَأَكعُبَ صَعدَةٍ حَتَّى رَوِينَا

٩٨. وَخُضنَا بِالسُّيُوفِ إليه خَوضاً
وسُمرِ الخَطِّ كِندَةَ والسّكُونا

٩٩. وَوَجَّهنَا ظَعِينَتَهُ هَدِيًّا
تُلَوِّنُ لاِمرِىء القَيسِ البُرِينَا

١٠٠. إِذا أخذت له في ما شَرِيطٍ
رآنَا بِالإِسَاءَةِ مُحسِنِينَا

١٠١. فَمَا أَهوَى بِاَهزَعَ من بَعِيدٍ
لَنَا إِلاَّ التَّكَهُّم يَبتَغِينَا

١٠٢. وما سَمَّي بِقَتلِ أَبِيهِ مِنَّا
قَتِيلاً في عضَايِهِ مُفتَرِينَا

١٠٣. وَنَحنُ وجَندِلٌ بَاغ تَرَكنَا
كتَائبَ جَندَلٍ شَتَّى عِزِينَا

١٠٤. أَطَرنَا الحَشوَ والعُسفَاءَ عَنهُ
وَأَقعَصنَا جَبَابِرَ مُترَفِينَا

١٠٥. كَفَينا مَن تَغَيَّبَ مِن نِزَارٍ
وَأَحنَثنَا أليَّةَ مُسِمِينَا

١٠٦. وَأَضحَكنَا بَوَاكِيَ أهلَ خَوف
وأبكَينَا ضَوَاحِكَ آمِنينَا

١٠٧. بِضَربٍ لاَ كَفَاءَ لَهُ وطَعن
تُرَى منه الأُساةُ مُوَلوِلينَا

١٠٨. وَنَحنُ غَداةَ سَاحُوق تَركنَا
حُماةَ الأجدَلَينِ مُجَدَّلِينا

١٠٩. أَتَونَا عِندَ نِسوَتِنَا فَلاَقَوا
ظَعَائنَ ما هرَبنَ ولاَ سُبِينَا

١١٠. ظَعَائنَ مِن بَني الحَلاَّف تَأوِي
إِلى خُرسِ نَوَاطق كَالفتينَا

١١١. ظَعَائن لَم تَزَل مِن مُسنمَات
غَنَائِمَ يَصطَبِحنَ وَيَدَّوِينَا

١١٢. وَيَجزُزنَ النَّوَاصِي مُنعمَات
غَوَانيَ عن ثَوَابٍ المُعرضِينَا

١١٣. مُدِلاَّت يَسِرنَ بِكُلِّ ثَغرٍ
إِذَا أَرزَفنَ من ثَغرٍ حُمِينَا

١١٤. وَقُرصاً قَد تَنَاوَلنَا فَلاَقى
بَني ابنَةِ مِعيَر والاَقوَرِينَا

١١٥. صَبَحناهُم أَسنَّتَنَا وبيضاً
قَواطعَ يَعتَمِدن وَيَصطَفينَا

١١٦. إذَا الجَبَّارُ كَانَ لَهُنَّ نَصباً
فَرَجنَ إِلَيه حَومَةَ مَا غشينَا

١١٧. وَخُضنَا بِالقُراتِ إِلى عَدِيٍّ
وَقَد ظَنَّت مُضَرُ الظُّنُونَا

١١٨. بِحَارٌ يَهلِكُ السُّبَحَاءُ فِيها
تَرَى الجُردَ العِتَاقَ لَهَا سَفِينَا

١١٩. بِمُعتَرَكِ منَ الأَبطَالِ ضَنكِ
تُرَى فِيهِ الجَمَاجَم كالكُرِينَا

١٢٠. وَلَم نفتَأ كَذَلِكَ كُلَّ يَوم
لِشَأفَةِ وضاغِر مُستَأصِلينَا

١٢١. وَيوم الجَرِّ من ظَلِم وُجِدنَا
كَطَعمِ الصَّابِ لِلمُتطَعِّمينَا

١٢٢. حَضَأنَا نارَ مَكرُمضة وعِزٍّ
نَشُبُّ وَقُودَها لِلمُصطَلينَا

١٢٣. ونحن الرَّافِدُونَ غَدَاةَ مَرٍّ
خُزَيمَةَ بِالَّذِي لاَ يُنكِرُونَا

١٢٤. تَبَاشَرَ إِذ رَآنَا أَهلُ مَرٍّ
فَكَذَّبنَا مُنَى المُتَبَاشِرِينَا

١٢٥. مَلأَنَا حَوضَ مَكرُمَة وعِزٍّ
وَأروَينَا حَوَائِمَ قَد صَدِينَا

١٢٦. وَقَد آلَت قَبَائِلُ لاَ تُوَلِي
مَنَاةَ ظُهُورِهَا مُتَحَرِّفِينَا

١٢٧. فَألحَقنَا رَوَافضَهُم ببُبصرَى
حُفَاةً كالرِّئَال ونَاعلينَا

١٢٨. وَيَوماً بالمعالم نُلفَ فيه
عَلَى دَهش وَلاَ مُتَخَاذلينَا

١٢٩. صَبَرنَا فيه أَنفُسَنَا ببيض
يُفَلِّقنَ الرُّؤُوسَ وَيَختَلينَا

١٣٠. وَمَا ذَمَّ القَبَائلُ من مَعَدٍّ
إِلَى نَجرانَ غَزوَتَنَا الحَجُونَا

١٣١. صَبَحنَاهُم كَتَائبَ من نِزَارٍ
كَأسد الغَاب حَالَفَت العَرينا

١٣٢. كتَائبَ تَحسُر الهَبَوَات عَنَّا
عوالي مَا حُدُنَ وَمَا عُلَينَا

١٣٣. أَفَأنَ منَ الكَواعب مُردفَات
عقائل يتَّصلنَ وَيَعتَزينَا

١٣٤. وغادرنا المقاول في مكر
كخشب الأثأب المتغطرسينا

١٣٥. وَعَبدُ يَغُوثَ قَد لاَقى نِزَاراً
غَداةَ التَّيم غَيرَ مهللِينَا

١٣٦. أرَادَ لِيحقِنُوا دَمَ غَير ثَأرٍ
وَذَكَّرَهُم مَعَ الحلب الحَقِينَا

١٣٧. فَكَانَ دَمٌ أحَبَّ إِلَى نِزَار
شَوَارشع مِن وِطَابٍ مُعجِلِينَا

١٣٨. فَصَادَفَ اُسرَةً مِن آلِ مُرٍّ
بِأعلاَق المَكَارِم مثمِنِينَا

١٣٩. وَمَا طَلَبُوا إلَيهِ دماً ولَكِن
أَثَاثَ المجدِ والحَسَبَ المَصُونَا

١٤٠. تَرَكنَ مُلُوكَ حِميرَ وهيَ صَرعَى
كَخُشبِ الاثل غَيرِ مُدَفَّنِينَا

١٤١. وَنَحنُ غدَاةَ ذِي قَار صَبَحنَا
مُلُوكَ الاَعجَم الاَلَمَ الرَّصِينَا

١٤٢. أتَونَا بالظَّعَائِنِ وَاقِفَات
فَأيُّ ذَوِي ظَعائِنَ إذ أُتِينَا

١٤٣. فَجَعجَعنَا بِهِن وكانَ ضَرباً
تُرَى مِنهُ جَماجِمُهُم فئينا

١٤٤. فَأَيُّ عِمَارَة كَالحَيِّ بَكرٍ
إِذا اللَّزبَاتُ لقبت السِّنِينَا

١٤٥. وأيُّ عِمَارَة كَالحَيِّ بَكر
إِذَا مَا البِيضُ زَايلَتِ الجُفُونَا

١٤٦. أكَرَّ غداَةَ إِبسَاس وَنَقر
وَأكشَفَ لِلأصَايِلِ إِذ عَرِينَا

١٤٧. وَأَغضَبَ عندَ مَندَبة قيَاماً
وأحلَمَ في المَجَالسِ مُحتَبِينَا

١٤٨. وَأَطيَبَ في المَغَارِس نَابِتَات
وأَفضَلَ في التَّقَايُسِ لِلِّدِينَا

١٤٩. وأَسيَر باللَّوامع خَافقَات
إِلَى الغَمَرَات حَتَّى يَنجلينَا

١٥٠. وأقدح في ثواقب واريات
وأنجح في المَكارم طالبينا

١٥١. ونَحنُ عَلى شَراحِيل بنِ عمرو
شَهرنَا البيضَ غَير مُحلِّلِينَا

١٥٢. أرادَ لِكَي يذوق بني نِزَارٍ
وَلَم يَسأَل فَيُخبَرَ عَالِمِينَا

١٥٣. فَصَادَفَ تَغلِبَ الغَلبَاءَ لَمَّا
تَمَطَّقَ فُوهُ شَربَةَ ذَائِقِينَا

١٥٤. أطارُوا قحفَ هَامتِهِ بِعَضبٍ
كَأَّنَّ سَنَاهُ شُعلَة قَابِسِينَا

١٥٥. وقالوا خُذ نُحييك ابنَ عَمرو
كَما ذافى أخاكَ بنو أبينا

١٥٦. أَبيتَ اللَّعنَ دُونَكَهَا فَإِنَّا
كَذَاكَ تَحِيَّةُ الأَملاَك فِينَا

١٥٧. وَرَاح لِينَ تَغلِبَ عِن شَظَاف
كَمُتَّدِنِ الصَّفَا حَتَّى يَلِينَا

١٥٨. وَقدّ لاَقى لِصَعبَتِهِ نِزَاراً
شَراحِيلُ بن أصهَبَ رَائِضَينَا

١٥٩. كَأَنَّ الأُمَّ أُمَّ صَدَاهُ لَمَّا
جلوا عنها غَطَاطَةَ حابِلِينَا

١٦٠. وَسَيفُ الحارث المَعلُوب أردَى
غُصَيناً في الجَبَابرَة الرَّدينَا

١٦١. وأتلَفَ وَاحدَ النُّعمَان لَمَّا
أراد به الجريرة أَن يشيّنا

١٦٢. أرادَ بِهِ لِيَرأَمَ بَوَّ غَدرٍ
فَهَيَّجَ لاَ أَلَفَّ وَلاَ مَهِينَا

١٦٣. وَهَاشِمُ مُرَّة للمُفنِي مُلُوكاً
بِلاَ ذَنب إِلَيهِ ومُذنِبِينَا

١٦٤. وَيَومَ ابنِ الهَبُولَة قَد أَقَمنَا
خُدُودَ الصُّغر والأَوَدَ المُبينَا

١٦٥. وآلُ الجَون قَد وجدوا لِقَيس
أَفَاعِيَ لاَ يُجِبنَ إِذَا رُقِينَا

١٦٦. هُمُ تَرَكُوا سَرَاتَهُمُ جِثِيًّا
ومَادُونَ السَّرَاةِ مُغِربلينَا

١٦٧. وآلُ مُزَيقيَاءِ غَداةَ لاَقَوا
بَني سَعدِ بنِ ضَبَّةَ مُؤلِفِينَا

١٦٨. أَتَوهُم يَحسبُونَهُمُ جَنَاةً
فأَقلص أيدياً ما يَجتَنينَا

١٦٩. وأضحَكَت الضِّبَاع سُيُوفُ سَعد
بِقَتلَى ما دُفنَّ وَمَا ودينَا

١٧٠. سُيُوفٌ ما تَزَالُ ضلاَلاَ قَومٍ
يُهَتِّكنَ البُيُوتض وَيَبتَنِينَا

١٧١. يَرَى الراؤون بالشَّفَرَات يَوماً
وَقُودَ أبي حُبَاحبَ والظُّبينَا

١٧٢. وَلاَقَينَا قُضَاعَةَ يَومَ كَلب
بِطَلحَةَ والكُماةِ مُقَنَّعِينَا

١٧٣. على الجُردِ العِتَاقِ مُسَوَّمَاتٍ
نُشَبِّهُهَا ضراءَ مُكَلِّبِينَا

١٧٤. غَوَامِض في العَجَاجَةِ مُصعَبات
بِكَذَّانِ الأمَاعِزِ يَرتَمِينَا

١٧٥. عَوابِس يَتَّخِذنَ بَنَاتَ كَلب
خَوَادِمَ يَحتطِبنَ ويَحتَسِينَا

١٧٦. وَيَنصبنَ القُدُورَ مُشَمِّرَات
يُخَالِسنَ العَجَاهِنَةَ الرِّئِينَا

١٧٧. ولا يُدنِينَ من خَفَر حَيَاءً
على أَعقَابِهِنَّ إِذا رُمِينَا

١٧٨. ولا يَرضَى بِهِنَّ بَنُو قَعَين
لأَولاَدٍ وَلاَ مُتَمَتِّعِينَا

١٧٩. مَعَ العُضرُوطِ والعُسَفَاءِ أَلقَوا
بَراذِعَهُنَّ غَيرَ مُحصَّنينَا

١٨٠. ألاَ أَبلغ ذَوِي يَمَن رَسُولا
فَإِيَّاكُم وَعُرَّةَ مُجرِبِينَا

١٨١. فَإني قَد رَأيتُ لَكُم صُدُوداً
وَتحسَاءً بِعِلَّةِ مُرتَغِينَا

١٨٢. تَجَاوَزتُم إليَّ بِغَيرِ ذَنبٍ
شُبَيثاً والأَحصَّ مُوَتِّرِينَا

١٨٣. رَجَاءً أَن أَكُونَ لَكُم مِجَنَّا
وتَرمُوني بِأَسهُمِ آخَرِينَا

١٨٤. وأقصدُ إِن رَمَيتُ إِلى سِوَاكُم
بنبلي حكم يحكمونَا

١٨٥. فَلَيسَ كَذَاكَ أَمرُكُمُ وأَمرِي
فَإِيَّاكُم ومُديَةَ بَاحِثينَا

١٨٦. تَيَمَّنتُم بِمُؤتَشِبٍ حَمِيل
لَعَلَّكُمُ بِهِ تَتَشاءَمُونَا

١٨٧. رَكِبتم صَعبَتي أَشَراً وحِيناً
ولَستم لِلصِّعَابِ بِمُقرِنينَا

١٨٨. مَرَاكِبُ صَعَبَةٌ لَستُم عَلَيهَا
إِذَا غَبَّ الحَدِيثُ بِمُنقِضِينَا

١٨٩. فَقَد لَقَّحتُمُ وأَبيِ أَبِيكُم
حَوَائِلَ فَانظُرُوا مَا تُنتِجُونَا

١٩٠. إِذَا قَبضَ الاَكُفَّ مُذَمِّرُوكُم
عَلَى اليَتَنِ الَّذِي تَتَنَظَّرُونَا

١٩١. وألقَيتُم إِليَّ دِلاَءَ قَوم
بِمَا رَفَعَت دِلاَؤُكُمُ عَمِينَا

١٩٢. سَتَأتِيكُم بِمُترَعَة دِفَاعاً
حِبَالُكُم التي لا تُمرِسُونَا

١٩٣. فَمَهلاً اتركُوا مِنكُم عُيُوناً
وَأَفئِدَةً يَنَمنَ إِذَا كَرِينَا

١٩٤. فإنَّ الحَربَ تَبعَثُ راسيَات
وَتَقطَعُ مِن قَرِينَتِهِ القَرِينا

١٩٥. ولا يصب القتيل ثياب قوم
بنَضح دَمٍ فَتُنطفَ سَالمينَا

١٩٦. وإِيَّاكُم وَدَاهِيَةً تَآدى
نُجدُّ بها وأَنتم تَلعَبُونَا

١٩٧. فَتلكَ غَيَايَةُ النَّقَمَات أمسَت
تَرَهيَأُ بالعقَاب لمُجرمينَا

١٩٨. صَه لِجَوَاب مَا قُلتُم وَأَوكَت
أَكَفُّكُم عَلَى ما تَنفُخُونَا

١٩٩. وَمَا أعنِي بِقَولِي أَسفَليكُم
وَلَكِنِّي أُرِيدُ بِهِ الذَّوينَا

٢٠٠. إذَا كَانَت جُلُودُكُم لئَامَاً
فَأَيُّ ثِيَاب مَجد تَلبَسُونَا

٢٠١. فَإِن أدَع اللَّواتي مِن أُناس
أضَاعُوهُنَّ لاَ أدَعُ الَّذِينَا

٢٠٢. وَلاَ أَرمِي البَرِيءَ بِغَيرِ ذَنبِ
وَلاَ أَقفُوا الحواصِنَ إِن قُفِينَا

٢٠٣. ولاَ أَكوي الصِّحَاحَ براتعَات
بِهنَّ العُرُّ قَبلِي مَا كُوينَا

٢٠٤. سَتَتَّخِمُونَ أَخذَ ما حَلَبتُم
لَبُونَ الحَربِ إنَّ لَهَا لَبُونَا

٢٠٥. ويَبلُغُ شُخبُها الأَقدَامَ منكُم
إِذَا أرتَانِ هَيَّجَتَا إِرِينَا

٢٠٦. رُويدَ وَعِيدِكِم ورُوَيدَ إِنَّا
وإِيَّاكُم وآخِرُ أَوَّلِينَا

٢٠٧. نَحَتُّم بِالمَعَاوِل صَخرَتَينَا
فَأَبَّسَتَا أَكُفَّ النَّاحِتِينَا

٢٠٨. عَجَمتُم عُودَنَا وعَجمتُمُونَا
فَأَنبَينَا ضُرُوسَ العَاجِمِينَا

٢٠٩. بِأيِّ مَشِيئَة في ابنى نِزَارٍ
تُُهَمِّمُني أَكُفُّ اللاَّمِسينَا

٢١٠. وَلَو أنِّي بَسَطتُ قَبضتُ عَنهُم
وعَنِّي أيدِيَ المُتَهَمِّمِينَا

٢١١. أفي الجُفَّينِ وَيحَك تَبتَغِيني
ضَفَادِعُ في وَقَائِعَ يَنتَحِينَا

٢١٢. ضفادِع جَيَّة حَسِبَت أضَاةً
مُنضِّبَةً سَتَمنَعُهَا وَطِينَا

٢١٣. أنَغفِرُ أَم نُعَاقِبُ إِذ أتتنا
جنادعُ مِن قوارص يَحتَذِينَا

٢١٤. جنادِعَ مِن قَوَارِصَ لَم تَجَاوَز
أَغَانيَّ الذُّبَابِ وَلاَ الطَّنِينَا

٢١٥. فَأيا ما يَكُن يَكُ وَهُوَ مِنَّا
بِأيد ما وَبَطنَ وَمَا يَدِينَا

٢١٦. فَإن نَعفُو فَنَحنُ لِذَاكَ أهلٌ
وإن نُرِد العِقَاب فَقَادِرِينَا

٢١٧. عَلاَمَ تَقُولُ هَمدَانُ احتذينَا
وَكِندَةُ بِالقَوَارِصِ مُجلِبِينَا

٢١٨. وَلَم نُقدُد لَهُم أُدُماً صِحَاحاً
وَلَم نَهتِك حِجَابَهُمُ الكَنِينَا

٢١٩. فَلاَهُم عِندَ مَعتَبَة رَأونَا
كَأَهل أُخُوَّة مُستَعتِبِينَا

٢٢٠. فَنَنظُر كَيفَ نُعتِبُهُم وَإلاَّ
فَآدِمَةٌ عَلَى بَللٍ طُوِينَا

٢٢١. وَمَا أرضَى بِغَيرِ بَلاَءِ سُوءٍ
لِهَمدَان التربُّص والأَنِينَا

٢٢٢. وَمَا أَرضَى لهُم أَلاَّ يَضُرُّوا
عَدُوَّهُمُ وأَلاَّ يِنفَعُونَا

٢٢٣. أصَادِقُ أَلَّفُوا مِنَّا ومِنهُم
بِلاَ نَسَبٍ إِلى الظَّربَانِ نُونَا

٢٢٤. وأَزدُ شَنُوءَةَ ابذَرَعُو إلَينَا
بِجُمٍّ يَحسِبُونَ لَهَا قُرُونَا

٢٢٥. فَمَا قُلنَا لِبَارِق قَد أسَأتُم
وَلاَ قُلنَا لِبَارِقَ أَعتِبُونَا

٢٢٦. وما إِن بارِقٌ فأَنَالُ مِنهُم
بِأَعرَاب وَلاَ بِمُهَاجِرِينَا

٢٢٧. وَلَكِن بَينَ ذَلِكَ من أُناس
بِلَيلَى في الغِنَاءِ مُوَكَّلِينَا

٢٢٨. وَمَذحجُ قَد رَأينَاهُم حَدِيثاً
لأَطفَال الاَذَاة مُرَشَّحِينَا

٢٢٩. وَكَانُوا إِخوَةً وَيَداً وكُنَّا
لَهُم في الوُدِّ غَيرَ مُلَوِّنَينَا

٢٣٠. فأمسوا يبرقون بعارضيهم
لنا في المبرقين ويرعدونا

٢٣١. وَكُنَّا عَن يَحَابِرَ لَو هَتَفنَا
بِدَعوَى يَالَ خِندِفَ مُكتَفِينَا

٢٣٢. وَإن رَفَعُوا مَنَاسِبَهُم رَفَعنَا
إِلَى مُضَرَ الَّتي لاَ يَجهَلُونَا

٢٣٣. بِأرحام شَوَابِكَ عالِمَات
إلَى أيِّ المَنَاسِبِ يَلتَقِينَا

٢٣٤. لَهُنَّ مَنَارُ عدنانِ بنِ أُدٍّ
بِهِنَّ إِلى ابن آجر يهتَدِينَا

٢٣٥. وَقَد مَلأَت عَلَيكَ الأرض قَيسٌ
وَخِندِفُ دَعوَةَ المُتَمَضِّرِينَا

٢٣٦. تَجِد كَلباً هُنَاكَ وآلَ نَهدٍ
شُهُوداً في الحَفَائِطِ غائِبِينَا

٢٣٧. وإن بَلغَت رَبيعَةَ جاءَ مِنهَا
أُسُودُ الغَابِ حَولِي مُوفِقِينَا

٢٣٨. بِأَكثَرَ مِن نَفِير بني أُرَيش
إِذا جَمَعُوا الهَنَاتش إلى الهَنِينَا

٢٣٩. إِذَا زَخَرَت إِليَّ بُحُورُ قَيس
بِخَيرِ عُمُومَةِ المُتَعَمِّمِينَا

٢٤٠. بِمِلءِ تِهَامَة وبِملءِ نَجد
كَأسدِ الغَابِ حَولَ الأَندَرِينَا

٢٤١. وَصُلتُ بِخِندِفَ الجُلَّى كَأنَّي
أَصُولُ بِجِنٍّ عَبقَرَ مُغضَبِينَا

٢٤٢. وَجَاءَتني رَبِيعَةُ في لُهَام
تُفَقِّىءُ أعيُنَ المُتَشَاوِسِينَا

٢٤٣. وَطِئتُ النَّاسَ مُقتَدِراً وَكَانُوا
عَلَى رَغمِ العِدَا لِي مُقتَوِينَا

٢٤٤. وَتَركي حضرَمَوتَ وَلَم تَدعنَا
شَجاً أعيَا أكُفَّ مُسَوِّغِينَا

٢٤٥. ولكِنِّي تَرَكتُهُمُ لِقَومٍ
أبَوا لإِخَائِهِم أَن يَتركُونَا

٢٤٦. وَلَولاَ آلُ عَلقَمَةَ اجتَدَعنَا
بَقَاياً مِن أُنُوفِ مُصَلَّمِينَا

٢٤٧. فَأَمَّا الأَسدُ أَسدُ أَبي سَعِيدٍ
فَأكرَهُ أن أُسَمِّيهَا المَزُونَا

٢٤٨. وَأَذكُرُ مِن أوَاصِرِهِم إِلَينَا
وقُربَاهُم طوائِفَ ما نُسِينَا

٢٤٩. هُمُ أبنَاءُ عِمرَانَ بنِ عَمرو
مُضِيعِي نِسبَة أَو حَافِظِينَا

٢٥٠. فإن يَصِلُوان قَرابَتَنَا نَصِلهُم
وَإن يَغنَوا فَإِنَّا قَد غَنِينَا

٢٥١. ومن عَجَب بَجِيل لعمرو أُمٍّ
غَذَتك وغَيرَهَا تَتَأَمَّمِينَا

٢٥٢. تَجَاوَزَتِ المَنَارِ بِلاَ دَلِيل
ولا عِلمٍ بِعَسفِ مُخَبِّطِينَا

٢٥٣. فَإنَّكِ والتَّحَوُّلَ عَن مَعَدٍّ
كَهَيلَةَ قَبلَنَا والحَالِبِينَا

٢٥٤. تَخَطَّت خَيرَهُم حَلباً وَمَسًّا
إِلى الوالي المُغَادِرَهَا حَضُونَا

٢٥٥. كَعَنزِ السُّوءِ تَنطَحُ عَالِفِيهَا
وتَرأَمُهَا عِصِيُّ الذَّائِحينَا

٢٥٦. وأُودٌ أَجلَبَت وَأظُنُّ أُوداً
بِمِيسَمِ بَارق سَيُعَلَّطمَا

٢٥٧. كَرَاكيٌّ بَعَثنَ الَيَّ أَعمَى
لِيَهدِيهِنَّ إِذ لَم يَهتَدِينَا

٢٥٨. لَئِن أَودَت من الشَّنآنِ أُودٌ
لَقَد لَقِيَت ثِقَافَ مُقَوِّمِينَا

٢٥٩. فَمَا أُودٌ بأكثَرَ مِن قَلِيل
ومَا أُودٌ بأَطيَبِ أَخبَثِينَا

٢٦٠. فَمَا ابنُ الكَيِّسِ النَّمَريبِّ فِيكُم
وَمضا أَنتُم هُنَاكَ بِدَغفَلِينَا

٢٦١. أَلُقطَةُ هُدهُد وَجُنُودُ أُنثَى
مُبَرشِمَةٍ َألحمِي تَأكُلُونا

٢٦٢. كُلُوهُ لا يَكَن لَكُمُ هَنِيئاً
وَلاَ حُلواً فَيُمكِن قَارِمينَا

٢٦٣. سَلَبنا عَرشَ رَبَّتِكُم فَبِتنَا
بِهَا وَسطَ الاَسِنَّةِ مُعرِسِينَا

٢٦٤. بِمُلك تَركُضُ المُرَادَاءُ فِيهِ
مِنَ الجِنِّ العُتَاةِ مُسَخَّرِينَا

٢٦٥. تَرَقَّيتُم إِليَّ صُعُودَ عِزٍّ
سَيَبهَرُكُم وَقُلتُم قَد هُجِينَا

٢٦٦. فَلَو جَهَّزتُ قَافِيَةً شَرُوداً
لَقَد دَخَلَت بُيُوتَ الأَشعَرِينَا

٢٦٧. وفَتَّحتُ العيَابَ عِيَابَ قَوم
على نُطَفِ الغَوَارِبِ مُسرجِينَا

٢٦٨. وَلاَ اتَّخَذَت إِلى هَمدَانَ نَهجاً
من اللقَم المَحَجَّةِ مُستَبِينَا

٢٦٩. ولا اتَّلَجَت بُيُوتَ بني سَعِيد
وَلَو قَالُوا وَرَاءَكَ مُصفِحِينَا

٢٧٠. وَمَا تَرَكَت لِذِي مُرَّانَ بَيتاً
وَلَم تَذعَر حَمَائِمُهَا السَّكُونَا

٢٧١. وَلاَ اقتَعَدَت غَوَارِبَ ذي رُعَين
ولا ارتَحَلَت ظُهُورَ الاَشعَثينا

٢٧٢. وَلاَ ارتَحَلَت من العُريان نضواً
غَنيَّا عَن رحَالَةِ مُنطفينَا

٢٧٣. يُكَلِّفُهُ الرَّسيمَ على حَفَاهُ
إِذَا مَا لَفَّ بالحَقَبِ الوَضينَا

٢٧٤. يُبَيِّنُ للمُلقَّف مَن أَبُوهُ
وَيَنشُر عَن مَقَابر مَيِّتينَا

٢٧٥. وَجَدت النَّاس غَيرَ ابنَي نِزَارٍ
وَلَم أَرَ مِثلَهُم شَرَطاً ودُونا

٢٧٦. وإِنَّهُم لإِخوَتُنَا ولكن
أَنَامِلُ رَاحَةٍ لا يَستَوينَا

٢٧٧. هُمُ أبناءُ آدَمَ لَم أَجدهُم
إِلى نَسَبٍ سِوَاهُ مُجمعينَا

٢٧٨. أَنُوَّامٌ تقول بني لُؤَيَّ
قَعِيدَ أَبِيكِ أَم مُتَنَاوِمُونَا

٢٧٩. عَنِ الرَّامِي الكِنَانَةِ لم يردها
ولكِن كادَ غَيرَ مُكَايِدينَا

٢٨٠. رما رَبُّ الكِنَانة يبتغيها
كَكَلبِ السُّوءِ هَرَّ لِمُولِغَينَا

٢٨١. كَبَيتِ العَنكَبُوتِ وَجَدتُّ بَيتاً
يُمَدُّ عَلَى قُضَاعة أَجمَعِينَا