Feedback

ألا إنني أهدي الثناء مع البشرا

ألا إنني أهدي الثناء مع البشرا

لمن ضاءت الدنيا بدولته الغرا

لسلطاننا عبد الحميد الذي زكت

محامده الحسنى فلا تقبل الحصرا

بآبائه الغر الكرام قد اقتدى

لذاك اهتدى للحق مذ ولي الأمرا

فهم آل عثمان الخلائف من بهم

ممالكهم تزهو على غيرها فخرا

على البر والتقوى تأسس ملكهم

فدام لهم إذ هم به دائماً أحرا

وان أمير المؤمنين أمأمنا

قد اجتمعت فيه مآثرهم طرا

وقد زاده الرحمن في الخلق بسطة

وأحسن فيه الخلق والراي والفكرا

هو الملك العدل المطيع لربه

وأن رعاياه تطيع له الأمرا

لقد سار فيهم سيرة عمرية

وأوسعهم برا فاهدوا له شكرا

على أنهم يرجون طول بقائه

ويدعون مولاهم يطيل له العمرا

به سعدت أيامه وبلاده

وقامت بها الأفراح والراحة الكبرا

ونالت به الدنيا بهاءً وبهجة

وزاد لواء العدل في عصره نشرا

ووافقه في عدله وكلاؤه

ولا سيما من منهم اختاره صدرا

فارضوا رعاياه بخير سياسة

واجروا عليهم أمره احسن الاجرا

له همة في كل شان عليه

وعزم شديد لا فتور به يطرا

أجل ملوك الأرض شاناً وهيبةً

وأكبرهم مجداً وأكثرهم برا

وأرسخهم حلماً وأجودهم بداً

وأعدلهم حكماً وأعظمهم قدرا

فلا زال مسرورا ودام سريره

به ثابتاً ما دامت القبة الخضرا

بذاك آليه استجلبو أحسن الدعا

فزاد لهم مولاهم العز والنصرا

وصار له فضل على كل حاكم

فما قيصر يحكيه فضلاً ولا كسرا

له رأفةٌ بالعالمين ورحمة

فليس يريد الشر جهراً ولا سرا

فقد جمعت كل المعالي بذاته

وحيث اكتسى التقوى بها اكتسب الأجرا

حريص على الجند الغزاة لأنهم

حماة بهم عن ملكه يدفع الغدرا