١. أَلا يا نازِلينَ عَلَى الكَثيبَ
مِنَ الوادي عَلى المَرعي الخَصيبِ
٢. نَأَت بي عَنكُمُ الدَارُ فَمالي
وَلِلبُعدِ المُفَتَّتِ لِلقُلوبِ
٣. تَروعُني الحَوادِثُ كُلَّ يَومٍ
وَتَقصِدُني مَهولاتِ الكُروبِ
٤. وَلَو أَنّي مُقيمٌ في حِماكُم
أَراكُم لَم أُهدَدُّ بِالخُطوبِ
٥. وَلَم أَسلوكُم يا أَهلِ وُدّي
فَلا تَصغوا لِإِرجافِ الكَذوبِ
٦. يَرى أَنّي خَلي عَن هَواكُم
وَلا يَدري بِما بَينَ الجُنوبِ
٧. أُحِبِّكُم لَكُم وَلَمّا مَنَحتُم
مِنَ الإِحسانِ وَاللُطفِ العَجيبِ
٨. فَكَم أَهدَت إِلى سِرّي يَداكُم
مَواهِبُ دونَها أَرَبٌ لريبِ
٩. وَكَم بَرَزَت لِروحي مِن حِماكُم
مُحَجَّبَةً عَنِ الفِطَنِ اللَبيبِ
١٠. وَلي أَمَلٌ وَرا هَذا بَعيدُ
وَذاكَ أَصيرُ إِلى الحَبيبِ
١١. فَأَشهَدُهُ مُشاهَدَةٌ فَأَفنى
عَنِ الكَونِ البَعيدِ مَعَ القَريبِ
١٢. وَأَن أَبقى بِهِ بَعدَ التَفاني
فَيا بُشرايَ ما أَوفى نَصيبي