Feedback

بالشاعرين نحيي ندوة الأدب

بالشاعرين نحيي ندوة الأدب

ولنحيي بالشعر أسواقا إلى العرب

مالت لندوتنا الألباب قاطبة

ميل الكريم إلى الإنشاد والطرب

هب أن للغير ناد مثل ندوتنا

فان في الخمر معنى ليس في العنب

لم نرسل القول غلثا عن عواهنه

حتى تصاغ أوانية من الذهب

نحيل للنقد ما نبديه إذ عرفوا

بالنار ما البون بين العود والحطب

كم ذي قواف على العلات يرسلها

ويدعي الفخر كالطاووس بالذنب

ولو يرى ما رأى الطاووس صاح لها

إذ ليس من وتد فيها ولا سبب

ترى البحور إذا ما شقها امتزجت

أشطار منسرح فيها بمقتضب

وليس يدري مسماها وليس له

فيها ولوع ولكن حال منتسب

يلائم النسج معنى قولهم فترى

تلك الأناشيد أطمارا على الخشب

وكم بلينا بمن أودى تسيطرهم

بنا وقامت لهم دعوى بلا طلب

لم تقرض الشعر حتى تستحق به

حقا يخولها الإحكام واعجبي

ترى الجراءة تصويبا وتخطئة

منهم على الشعرا والشعر والخطب

لا رأي فيهم ولا قسطاس يضبطهم

ولا اعتماد على نص من الكتب

إن لم توافق معاني الشعر مشربهم

غضّوا العيون ولو أوتيت قول نبي

وزمرة دونهم بلها مكبّلة

فلا تميز بين الضرب والضرب

من هؤلاء وناهيكم بوطأتهم

تأجذجت في نهانا جذوة الكرب

وضاع منهم سدى لمثلنا نصب

في الشعر إنا على الحالين في نصب

لولا فريق قليل من معارفنا

يؤمنا لقضينا العمر في تعب

أو نظرة في طروس نستفيد بها

ضاءت من الجانب الشرقي كالشهب

من مثل شعر الرصافي والخطيب وحا

فظ وشوقي أولي الإتيان بالعجب

من عام أشرق بي في الشعر باعثه

ليوم شاعرنا ذا خير منتخب

لم ألق أهلا سواه فاستهل بنا

بدر القريض وحيعلنا على الأدب

فانضم في سلكنا من أسرة المرا

نبي شعر فأرخناه باللقب

واليوم نحفل بالخلصي وبالحسن

ابن خير شهر عزوناه لخير نبي

قوما نحييكما بالشعر انكما

حججتما البيت في ناديكما العربي

قوما نصافحكما بالقلب قبل يد

ولنرتبط أدبا يربو على النسب

قوما ندر لكما السحر الحلال ضحى

قوما نحلكما في اشرف الرتب

أهلا بنجمكما الزاهي بندوتنا

حلا على الرحب بل حلا على السحب

كنا نناجيكما بالشعر من بعد

فهاكما اليوم ذاك الشعر من كثب

لما التقينا وكان الحظ خادمنا

في ملتقانا بلغنا غاية الأرب

قل ذلك اليوم والتاريخ يشهد لي

يوم سعيد خلسناه من الحقب

كن في ابن شعبان تاريخ ظفرت

به عفوا مساء التقانا غير مرتقب

فياله من مساء والصواب معي

محيي لمنشدهم هذا جناه أبي

قدمت معذرتي في يومها لهما

عن التخلف حيث الخلف يقبح بي

بيتان قلتهما للعذر ضمنهما

تجري الرياح بما فاستحسنا أدبي

وقد عقدنا اتفاقا عن مقابلة

قد وفيا لي بها طبقا لمطلبي

لكن بي الله إلا أن يتممه

حظا وفيرا فحف الكاس بالحب

إذ كان عفوا مجيء مصطفى فغدا

بيتي بطلعته يفتر عن شنب

وفتحت باقة الديوان وانتثرت

منها الزهور لغيث فيه منسكب

حييت بالشعر وفدي واحتفيت بهم

للشعر وهو لمثلي خير مكتسب

ودارت الكأس بالآداب واعترفوا

لي بالإمارة قل احبب بذا اللقب

وهذه راية قد سلمت ليدي

من صفوة الأدبا لم تشر بالنشب

وهكذا الفخر إن فاخترم افتخروا

بمثل هذا فليس الفخر بالحسب

قد قال ذاك الزكي لسنا وإن كرمت

أكرم بمثله فانظر نخوة العرب

ما عد كاملهم إلا بأربعة

منها القريض فلا تمجيد بالكذب

في المسجد المصطفى الميمون للشعرا

منصة أشعرتنا باعتلا الأدب

قد اشتغلت بنسج الشعر من صغري

حتى اكتهلت وما في غيره أربي

أصبوا لحسنه من عهد الصبا وقد اس

تولدت منه بنات الشعر وهو صبي

أقضي الليالي إدلاجا لأكشفه

بين الغياهب في جيش من الحجب

وكم قرعت له الظنبوب في غلس

غثر خطاه ولا أشكو من اللغب

وكم تجهمت فيه من معاكسة

كي يستفزوا نهاي فيه للغضب

لم يثن عزمي تنكيت الحواسد في

شيء تثبته لم يبل بالعطب

وما عليك إذا ما صح قولك إن

تعزى إليه افتراء وصمة الوصب

فليس ضائرك اللاحي على دخل

فذره يرزح من جراك في النصب

واقلب لأمثاله ظهر المجن فلا

يجدي النزاع عدى الإيقاع في الشغب

واربأ بنفسك عن رب الحماقة واس

تبدله بالكيس الأخلاق ذي الأدب

من مثل هذين من عجيت باسمهما

في ندوة الشعر ترحيبا لذا السبب

نعم ضربنا مساء موعدا لهما

وها نسلنا له من كل ما حدب

فلنعقد العهد فيه للإخا وأنا

قد جئت بالعهد مجذوبا لمنجذب

وما لدي سوى نظم عقدت به

ما جاش بالصدر والمنظوم أنسب بي

فإن هما سألاني أن أؤرخه

أجبت رمزا وما في الرمز من عجب

استخبرا الكلمة الأولى لرامزة

عنه وللشعر ميزان من الذهب