١. حُكمُ المَحَبَّةِ ثَابتُ الأركَانِ
مَا للصُّدُودِ بِفَسخِ ذَاكَ يَدَانِ
٢. أنَّى وَقَاضِي الحُسنِ نفَّذ حُكمَها
فَلِذَا أَقَرَّ بِذَلِكَ الخَصمانِ
٣. وَأتَت شُهُودُ الوَصلِ تَشهَدُ أنه
حَقًّا جَرَى في مَجلسِ الإِحسانِ
٤. فتأكَّدَ الحُكمُ العزيزُ فَلَم تَجِد
فَسخُ الوُشَاةِ إلَيهِ مِن سُلطَانِ
٥. وَلأجلِ ذَا حُكمُ العَذُولِ تَدَاعت ال
أركانُ مِنهُ فَخَرَّ للأذقَانِ
٦. وأتى الوُشاةُ فَصَادَفُوا الحُكمَ الذِي
حَكَمُوا به مُتَيَقَّنَ البُطلانِ
٧. ما صَادَفَ الحُكمُ المَحَلَّ وَلا هُوَ اس
تَوفَى الشُروطَ فَصَارَ ذا بُطلاَن
٨. فَلِذَاكَ قَاضِي الحُسنِ أَثبَتَ مَحضَراً
بِفسَادِ حُكمِ الهَجرِ والسُّلوانِ
٩. وَحكَى لَكَ الحُكمَ المُحالَ وَنَقضَهُ
فاسمع إذاً يا مَن لَهُ أُذُنَانِ
١٠. حُكمُ الوُشَاةِ بِغيرِ مَا بُرهَانِ
إنَّ المحبَّةَ والصُدُودَ لِدَانِ
١١. وَاللهِ ما هذَا بِحُكمٍ مُقسِطٍ
أينَ الغَرامُ وصَدُّ ذِي هِجرَان
١٢. شتَّان بين الحالتَينِ فَإِن تُرِد
جَمعاً فما الضِّدَّانِ يَجتَمعَانِ
١٣. يَا وَالِهاً هَانَت عَلَيهِ نَفسُهُ
إذ بَاعَهَا غَبناً بِكُلِّ هَوَان
١٤. أتَبِيعُ مَن تَهواهُ نَفسُك طِائِعاً
بالصَّدِّ والتَّعذيبِ والهِجرَانِ
١٥. أجَهِلتَ أوصَافَ المبِيعِ وقَدرَهُ
أم كُنتَ ذا جَهلٍ بِذِي الأثمَانِ
١٦. وَاهاً لِقَلبٍ لا يُفَارِقُ طَيرُه ال
أغصَانَ قَائِمةً عَلى الكُثبَان
١٧. وَيَظَلُّ يَسجَعُ فوقَهَا وَلِغَيرِهِ
مِنهَا الثِّمَارُ وكُلُّ قِطفٍ دَانِ
١٨. ويبيتُ يَبكِي والمواصِل ضَاحِكٌ
وَيَظَلُّ يشكُو وهو ذُو هجرانِ
١٩. هَذا وَلَو أنَّ الجَمَالَ مَعلَّقٌ
بالنَّجمِ هَمَّ إليهِ بالطَّيرانِ
٢٠. لِلَّهِ زائِرَةٌ بِلَيلٍ لَم تَخَف
عَسَسَ الاميرِ وَمَرصَدَ السَّجَانِ
٢١. قَطَعَت بِلادَ الشَّامِ ثُمَّ تَيمَّمَت
مِن أرضِ طَيبَةَ مَطلعَ الإِيمان
٢٢. وأتَت على وادي العَقيقِ فجاوزت
مِيقَاتَهُ حِلاًّ بِلا نُكرانِ
٢٣. وَأتَت على وَادِي الأرَاكِ وَلَم يَكُن
قَصداً لَها فألاً بِأن سَتَرانِي
٢٤. وأتَت عَلى عَرفَاتِ ثُمَّ مُحَسِّرٍ
وَمِنًى فَكَم نَحَرَته من قُربَانِ
٢٥. وأتَت عَلى الجَمَراتِ ثُمَّ تَيمَّمَت
ذاتَ السُّتُورِ وَرَبةَ الأركَانِ
٢٦. هَذَا وما طَافَت ولا استَلمت ولا
رَمَتِ الجمارَ ولا سَعت لِقِرَانِ
٢٧. وَرَقَت على أعلَى الصَّفَا فَتَيمَّمَت
دَاراً هنالِكَ لِلمُحِبِّ العَانِي
٢٨. أتَرَى الدَّلِيلَ أعَارَهَا أثوَابَهُ
والرِّيحَ أعطَتها مِنَ الخَفَقَانِ
٢٩. واللهِ لَو أنَّ الدَّلِيلَ مَكَانَها
ما كانَ ذلِك مِنهُ في امكَانِ
٣٠. هذا وَلو سَارَت مِسِيرَ الريحِ مَا
وصَلَت بِه لَيلاً إلى نُعمَانِ
٣١. سَارَت وَكان دَليلُها في سَيرِها
سَعدَ السُّعُودِ وَلَيسَ بِالدَّبَرَانِ
٣٢. وَرَدَت جِفَارَ الدَّمعِ وَهي غَزِيرَةٌ
فَلِذَاك ما احتَاجَت وُرُودَ الضَّانِ
٣٣. وَعَلت عَلى مَتنِ الهَوَى وتزودَت
ذِكرَ الحبيبِ وَوَصلَهُ المَتدَانِ
٣٤. وَعَدَت بِزَورَتِها فَأوفَت بِالذي
وعَدَت وَكَانَ بمُلتَقَى الأجفَانِ
٣٥. لَم يَفجَأِ المُشتَاقَ إلا وَهي دا
خِلةُ السُّتُورِ بِغَيرِ مَا استئِذَانِ
٣٦. قَالَت وَقَد كَشَفَت نِقابَ الحُسن ما
بالصَّبرِ لي عَن أن أرَاكَ يَدانِ
٣٧. وَتَحدَّثَت عِندِي حَديثاً خِلتُه
صِدقاً وَقَد كَذَبَت بِه العينانِ
٣٨. فَعجِبتُ مِنهُ وقُلتُ من فَرحِي بِه
طَمَعاً ولكنَّ المَنَامَ دَهَانِي
٣٩. إن كًنتِ كَاذبَةَ الذي حَدَّثتِني
فَعلَيكَ إثمُ الكَاذِبِ الفَتَّانِ
٤٠. جَهمِ بنِ صفوانٍ وشِيعَتِهِ الأُلَى
جَحَدُوا صِفضاتِ الخالِقِ الديَّانِ
٤١. بل عَطَّلوا مِنهُ السَّمواتِ العُلَى
والعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرحمن
٤٢. ونَفَوا كَلامَ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ
وَقَضَوا لَهُ بالخَلقِ والحِدثَانِ
٤٣. قالوا وليس لِرَبِّنَا سَمعٌ وَلاَ
بَصَرٌ وَلاَ وَجهٌ فَكَيفَ يدان
٤٤. وكذاك لَيسَ لربّنَا مِن قُدرةٍ
وَإرَادَةٍ أو رحمَةٍ وَحَنَانٍ
٤٥. كلاَّ ولا وَصفٌ يقومُ به سِوَى
ذَاتٍ مُجَرَّدَةٍ بِغَيرِ مَعَأن
٤٦. وحياتهُ هي نفسُه وكَلاَمُه
هوَ غيرُه فاعجَب لِذَا البُهتَانِ
٤٧. وكَذاكَ قَالُوا مَا لَهُ مِن خَلقِه
أحَدٌ يَكُونُ خَلِيلَهُ النَّفسَانِ
٤٨. وخَليلُهُ المُحتَاجُ عِندهُمُ وفي
ذَا الوصفِ يدخُلُ عابدُو الأوثانِ
٤٩. فَالكُلُّ مفتقرٌ إليه لذاتِه
في أسرِ قَبضتِهِ ذَليلٌ عَانِ
٥٠. وَلأجلِ ذَا ضَحَّى بجعدٍ خالدُ ال
قَسرِيُّ يَومَ ذَبائِحِ القُربَانِ
٥١. إذ قَالَ إبرَاهِيمُ ليسَ خِليلَهُ
كلا ولا مُوسى الكليمَ الداني
٥٢. شكَرَ الضَّحِيَّةَ كُلُّ صاحِبِ سُنَّةٍ
للهِ درُّكَ مِن أخِي قُربَانِ
٥٣. وَالعبدُ عندهُمُ فَليسَ بِفَاعلٍ
بَل فعلُهُ كَتَحرُّكِ الرَّجفَانِ
٥٤. وهَبُوبِ ريحٍ أو تحرُّكِ نائمٍ
وتحرُّكِ الأشجَارِ للمَيَلاَنِ
٥٥. واللهُ يُصليهِ على مَا لَيس مِن
أفعالِهِ حَرَّ الحَمِيمِ الآنِ
٥٦. لَكِن يُعاقِبُهُ على أفعَالِهِ
فيهِ تعالَى اللهُ ذُو الإِحسَانِ
٥٧. والظُّلمُ عِندَهُمُ المحالُ لذاتِهِ
أنيَّ ينزَّه عَنهُ ذُو السُّلَطانِ
٥٨. ويكونُ مَدحاً ذَلِكَ التنزيهُ ما
هَذا بِمَعقولٍ لِذِي الأذهَانِ
٥٩. وَكَذاكَ قالُوا مَا لَهُ مِن حِكمَةٍ
هي غَايَةٌ للأمرِ والإتقَانِ
٦٠. ما ثَمَّ غيرُ مَشِيئةٍ قد رَجَّحَت
مِثلاً على مِثلِ بِلاَ رُجحَانِ
٦١. هَذا وَمَا تِلكَ المَشِيئةُ وَصفَهُ
بَل ذَاتُه أو فِعلُهُ قَولاَنِ
٦٢. وكلامُهُ مُذ كَانَ غَيراً كَانَ مَخ
لُوقاً لَهُ مِن جُملَةِ الأكوَانِ
٦٣. قَالُوا وإقرَارُ العِبَادِ بِأنَّه
خلاَّقُهُم هُوَ مُنتهَى الإيمَانِ
٦٤. والناسُ في الإِيمانِ شيءٌ واحدٌ
كالمِشطِ عِندَ تَماثُلِ الأسنَانِ
٦٥. فاسأل أبا جَهلٍ وشيعتَهُ وَمَن
وَالأهُمُ مِن عَابِدِي الأوثَانِ
٦٦. وسَلِ اليهُودَ وكُلَّ أقلَفَ مُشرِكٍ
عَبدَ المَسيحَ مُقَبِّلَ الصُّلبَانِ
٦٧. وَاسأل ثَمُودَ وعادَ بل سَل قَبلَهُم
أعدَاءَ نُوحٍ أُمَّةَ الطُّوفَانِ
٦٨. واسأل أبَا الجنِّ اللعينَ أتعرفُ ال
خَلاَّقَ م أصبَحتَ ذَا نُكرَانِ
٦٩. وَاسأل شِرارَ الخلقِ أعني أُمَّةً
لُوطِيَّةً همُ ناكِحُو الذُّكرَانِ
٧٠. وَاسأل كَذَاكَ إمَامَ كُلِّ مُعطَّلٍ
فِرعَونَ مَع قَارُونَ مَع هَامَانِ
٧١. هل كانَ فيهِم مُنكرٌ للخالِقِ الرَّ
بِّ العظيمِ مكوِّن الأكوانِ
٧٢. فليَبشِرُوا ما فيهِمُ مِن كافِرٍ
هُم عندَ جَهمٍ كَامِلو الإِيمانِ
٧٣. وَقَضَى بِأنَّ اللهَ كَانَ مُعطَّلاً
والفِعلُ مُمتنِعٌ بلا امكَانِ
٧٤. ثُمَّ استَحَالَ وَصَارَ مَقدُوراً لَهُ
مِن غَيرِ أمرٍ قَامَ بالدَّيَّانِ
٧٥. بَل حَالُهُ سُبحَانَه في ذَاتِه
قَبلَ الحُدوثِ وَبَعدَهُ سِيَّانِ
٧٦. وَقَضَى بِأنَّ النَّارَ لَم تُخلَق وَلاَ
جَنَّاتُ عَدنٍ بَل هُمَا عَدَمَانِ
٧٧. فَإذَا هُمَا خُلِقَا ليومِ مَعَادِنَا
فَهُمَا عَلى الأوقَاتِ فَانِيَتَانِ
٧٨. وَتلَطَّفَ العَلاّفُ مِن أتبَاعِه
فَأتى بِضِحكَةِ جَاهِلٍ مَجَّانِ
٧٩. قالَ الفَنَاءُ يكونُ في الحركَاتِ لا
في الذَّاتِ وَاعجَباً لِذَا الهذَيانِ
٨٠. أيَصيرُ أهلُ الخُلدِ في جَنَّاتهم
وجَحِيمِهِم كحِجَارَةِ البُنيَانِ
٨١. ما حَالُ مَن قَد كَانَ يَغشَى أهلَه
عِندَ انقضاءِ تحرُّكِ الحَيَوانِ
٨٢. وكذاكَ مَا حَالُ الذي رَفَعَت يدَا
هُ أكلَةً مِن صَفحَةِ وخِوَانِ
٨٣. فَتَنَاهَتِ الحركَاتُ قَبلَ وصُولِها
لِلفَمِّ عِندَ تفتُّح الأسنَانِ
٨٤. وكذاكَ مَا حَالُ الذِي امتدَّت يَدٌ
مِنهُ إلى قِنوٍ مِن القِنوانِ
٨٥. فَتنَاهَتِ الحَرَكاتُ قَبلَ الأخذِ هَل
يَبقَى كَذلِكَ سَائِرَ الأزمَانِ
٨٦. تَبًّا لهَاتِيكَ العُقُولِ فَإنها
واللهِ قَد مُسِخَت على الأبدَانِ
٨٧. تَبًّا لمِن أضحَى يُقَدِّمُهَا على ال
آثارِ والأخبَارِ والقُرآنِ
٨٨. وَقَضَى بِأنَّ اللهَ يَجعَلُ خَلقَهُ
عَدَماً ويقلِبُهُ وُجُوداً ثَانش
٨٩. العَرشُ والكُرسِيُّ والأرواحُ وال
أملاكُ والأفلاكُ والقَمَرَانِ
٩٠. والأرضُ والبَحرُ المحيطُ وسائِرُ ال
أكوَانِ مِن عَرَضٍ وَمِن جُثمَانِ
٩١. كُلٌّ سَيُفنِيهِ الفنَاءَ المَحضَ لا
يَبقَى لَهُ أثَرٌ كَظِلٍّ فَانِ
٩٢. ويُعِيدُ ذَا المَعدُومَ أيضاً ثانياً
مَحضَ الوجودِ إعَادَةً بِزَمَانِ
٩٣. هذا المعادُ وَذلِكَ المَبدَا لَدَى
جَهمٍ وقد نَسَبُوه للقرآنِ
٩٤. هَذا الذِي قَأدَ ابنَ سينَا والألَى
قَالُوا مَقَالَتَه إلى الكُفرَانِ
٩٥. لَم تَقبَلِ الأذهانُ ذَا وتَوهَّمُوا
أنَّ الرَّسُولَ عَنَاهُ بِالإِيمانِ
٩٦. هَذا كِتابُ اللهِ أنَّى قَالَ ذَا
أو عَبدُهُ المبعُوث بالبُرهَان
٩٧. أو صَحبُه مِن بعدِهِ أو تَابِعٌ
لَهمُ عَلى الإِيمانِ والإِحسَانِ
٩٨. بَل صَرَّحَ الوحيُ المبينُ بأنهُ
حقًّا عَلى الإِيمانِ والإحسَانِ
٩٩. بَل صَحبُه من بعدِه أو تَابشعٌ
لَهُم عَلى الإِيمانِ والإحسَانِ
١٠٠. بَل صَرَّحَ الوحيُ المبينُ بأنهُ
حقًّا مُغَيِّرُ هَذه الأكوَانِ
١٠١. فَيَبَدِّلُ اللهُ السَّمواتِ العُلَى
والأرضَ أيضاً ذَاتَ تَبديلانِ
١٠٢. وهمَا كَتَبديلِ الجُلودِ لِسَاكِني النِّ
يرانِ عِندَ النُّضجِ مِن نِيرَانِ
١٠٣. وَكَذَاكَ يَقبِضُ أرضَهُ وَسَمَاءَهُ
بِيدَيهِ مَا العَدَمَانِ مقبُوضَانِ
١٠٤. وتُحدِّثُ الأرضُ التي كُنَّا بِهَا
أخبَارَها في الحَشرِ للرَّحمنِ
١٠٥. وتَظَلُّ تَشهَدُ وَهيَ عَدلٌ بِالذِي
مِن فَوقِهَا قَد أحدَثَ الثَّقَلاَنِ
١٠٦. أفيِشهَدُ العَدَمُ الذِي هُوَ كاسمِهِ
لا شيءَ هذا لَيسَ في الإِمكَانِ
١٠٧. لَكِن تُسَوَّى ثُمَّ تُبسَطُ ثُمَّ تَش
هَدُ ثم تُبدَل وَهِي ذَاتُ كِيانِ
١٠٨. وتُمدُّ أيضا مِثلَ مَدِّأدِيمِنَا
مِن غيرِ أودِيَةٍ ولا كُثبَانِ
١٠٩. وَتقيءُ يَومَ العَرضِ مِن أكبَادِهَا
كَالأُسطُوَانِ نَفائِسَ الأثمَانِ
١١٠. كُلُّ يَرَاهُ بِعَينِهِ وعِيَانِهِ
مَا لاِمرىءٍ بِالأخذِ مِنه يَدَانِ
١١١. وَكَذا الجبالُ تُفَتُّ فَتًّا مُحكَماً
فَتَعُودُ مِثلَ الرَّملِ ذِي الكُثبَانِ
١١٢. وتَكُونُ كالعِهنِ الَّذِي ألوَانُه
وصِبَاغُهُ مِن سائِرِ الألوَانِ
١١٣. وَتُبَسُّ بَسًّا مِثلَ ذَاكَ فَتنثَنِي
مِثلَ الهَبَاءِ لِنَاظِر الإنسَانِ
١١٤. وَكَذا البِحَارُ فَإِنَّهَا مسجورَةٌ
قَد فُجِّرَت تَفجِيرَ ذِي سُلطَانِ
١١٥. وكذَلِك القَمَرَانِ يَأذَنُ رَبُّنَا
لَهُمَا فيجتَمِعَانِ يَلتَقِيَانِ
١١٦. هَذِي مُكوَّرَةٌ وَهَذا خَاسِفٌ
وكِلاَهُمَا في النَّارِ مَطروحَانِ
١١٧. وَكَوَاكِبُ الأفلاَكِ تُنثَرُ كُلَّهَا
كلآلِىءٍ نُثِرَت عَلَى مَيدَانِ
١١٨. وَكَذا السَّمَاءُ تُشَقُّ شَقًّا ظَاهِراً
وَتَمورُ أيضاً أيَّمَا مَوَرَانِ
١١٩. وتصيرُ بَعدَ الانشِقَاقِ كَمِثلِ هَ
ذَا المُهلِ أو تَكُ وردةً كَدِهَانِ
١٢٠. والعَرشُ وَالكُرسيُّ لا يُفنِيهمَا
أيضاً وَإنَّهُمَا لَمخلُوقَانِ
١٢١. والحورُ لا تَفنَى كَذلِكَ جَنَّةُ ال
مأوَى وَمَا فِيهَا مِنَ الوِلدَانِ
١٢٢. ولأجلِ هَذَا قالَ جَهمٌ إنَّهَا
عدَمٌ وَلَم تُخلَق إلَى ذَا الآنِ
١٢٣. والأنبِياءُ فَإنَّهُم تَحتَ الثَّرَى
أجسَامُهُم حُفِظَت مِن الدِّيدَانِ
١٢٤. ما للبَلى بِلُحُومِهِم وجُسومِهِم
أبَداً وَهُم تَحتَ التُّرَابِ يَدَانِ
١٢٥. وَكذاكَ عَجبُ الظَّهرِ لاَ يبلَى بَلَى
مِنهُ تُرَكَّبُ خِلقَةُ الإنسَانِ
١٢٦. وَكَذلِكَ الأروَاحُ لاَ تَبلَى كَمَا
تَبلَى الجُسُومُ وَلاَ بِلَى اللَّحمَانِ
١٢٧. وَلأجلِ ذَلِكَ لم يُقِرَّ الجَهمُ بال
أروَاحِ خَارِجَةً عَنِ الأبدَانِ
١٢٨. لَكِنَّهَا مِن بَعضِ أعرَاضٍ بِهَا
قَامَت وَذَا في غَايَةِ البُطلاَنِ
١٢٩. فالشَّأنُ للأرواحِ بَعدَ فراقِهَا
أبدَانَها وَاللهِ أعظَمُ شَانِ
١٣٠. إمَّا عذَابٌ أو نَعِيمٌ دَائِمٌ
قَد نُعِّمت بِالرَّوحِ والرَّيحَانِ
١٣١. وتصيرُ طيراً سَارِحاً مَع شكلِهَا
تجني الثِّمارَ بِجَنَّةِ الحَيَوانِ
١٣٢. وَتَظَلُّ وَاردَةً لأنهَارٍ بِها
حَتَّى تَعُودَ لِذَلِكَ الجثمَانِ
١٣٣. لَكِنَّ أرواحَ الذينَ استُشهِدُوا
فِي جَوفِ طَيرٍ أخضَرٍ رَيَّانِ
١٣٤. فلهُم بذَاكَ مزيَّةٌ في عَيشِهِم
ونَعِيمِهِم لِلرُّوحِ والأبدَانِ
١٣٥. بَذَلُوا الجُسُومَ لربِّهِم فأعَاضَهُم
أجسَامَ تلكَ الطَّيرِ بالإحسَانِ
١٣٦. وَلَهَا قَنَادِيلٌ إليهَا تَنتَهِي
مَأوَى لَهَا كَمَسَاكِنِ الإِنسَانِ
١٣٧. فالرُّوحُ بَعدَ الموتِ أكمَلُ حَالَةٍ
منهَا بِهَذِي الدَّارِ في جُثمَانِ
١٣٨. وَعذَابُ أشقَاهَا أشدُّ مِنَ الذِي
قد عَاينَت أبصَارُهَا بِعِيَانِ
١٣٩. والقَائِلُونَ بِأنَّهَا عَرَضٌ أبَوا
ذَا كُلَّهُ تَبًّا لِذِي نُكرانِ
١٤٠. وإذَا أرَادَ اللهُ إخرَاجَ الوَرَى
بَعدَ المَمَاتِ إِلى المَعَادِ الثَّانِي
١٤١. ألقَى عَلَى الأرضِ التي هُم تحتها
واللهُ مُقتَدِرٌ وذُو سُلطَانِ
١٤٢. مَطَراً غَليظاً أبيضاً مُتَتَابِعاً
عَشراً وَعَشراً بَعدَهَا عَشرَانِ
١٤٣. فَتَظَلُّ تَنبُتُ منهُ أجسَامُ الوَرَى
وَلُحُومُهُم كَمَنَابِتِ الرَّيحَانِ
١٤٤. حَتَّى إذَا ما الأمُّ حَانَ وِلاَدُهَا
وتمخَّضَت فَنِفَاسُهَا مُتَدَانِ
١٤٥. أوحَى لَهَا ربُّ السَّما فتَشقَّقَت
فَبَدَا الجَنِينُ كَأكمَلِ الشُّبَّانِ
١٤٦. وتخلَّتِ الأمُّ الوَلُودُ وأخرَجَت
أثقَالَها أنثَى ومِن ذُكرَانِ
١٤٧. واللهُ يُنشِىءُ خَلقَهُ في نَشأةٍ
أُخرَى كَمَا قَد قَالَ في القرآنِ
١٤٨. هَذا الَّذِي جَاءَ الكتابُ وسنةُ ال
هَادِي بهِ فاحرِص عَلَى الإِيمَانِ
١٤٩. ما قَالَ إنَّ اللهَ يُعدِمُ خَلقَهُ
طُرّاً كقولِ الجاهلِ الحَيرَانِ
١٥٠. وَقَضَى بِأنَّ الله لَيسَ بفاعِلٍ
فِعلاً يَقومُ بِه بِلاَ بُرهَانِ
١٥١. بَل فِعلُه المَفعُولُ خَارِجُ ذَاتِهِ
كَالوَصفِ غَير الذَّاتِ في الحُسبانِ
١٥٢. والجبرُ مَذهبُهُ الذِي قرَّت بهِ
عَينُ العُصَاةِ وشِيعةُ الشَّيطانِ
١٥٣. كانُوا عَلَى وَجَلٍ مِنَ العِصيانِ إذ
هُوَ فِعلهُم والذَّنبُ للإِنسَانِ
١٥٤. واللَّومُ لا يعدُوه إذ هُوَ فَاعِلٌ
بإرَادةٍ وَبِقَدرَةِ الحَيوَانِ
١٥٥. فَأراحَهُم جَهمٌ وَشِيعتُهُ مِنَ الل
ومِ العَنِيفِ وَما قَضوا بِأمَانِ
١٥٦. لكنَّهم حَمَلوا ذُنُوبَهُمُ عَلَى
ربِّ العِبَادِ بِعِزَّةٍ وأمَانِ
١٥٧. وتبرَّؤوا مِنهَا وقالُوا إنَّهَا
أفعالُهُ مَا حِيلَةُ الإنسَانِ
١٥٨. مَا كَلَّفَ الجبَّارُ نَفساً وُسعَها
أنَّى وقَد جُبِرَت عَلَى العِصيَانِ
١٥٩. وَكَذا عَلَى الطَّاعَاتِ أيضاً قَد غَدَت
مَجبُورةً فَلَهَا إذاً جَبرَانِ
١٦٠. وَالعَبدُ في التَّحقيقِ شِبهُ نَعَامَةٍ
قَد كُلِّفَت بِالحَملِ وَالطَّيرانِ
١٦١. إذ كَانَ صُورَتَها تَدُلُّ عَلَيهِمَا
هَذَا ولَيسَ لَهَا بِذَاكَ يَدَان
١٦٢. فلِذَاكَ قَالَ بِأنَّ طَاعَاتِ الوَرَى
وكذَاكَ ما فَعلُوهُ مِن عِصيَانِ
١٦٣. هِيَ عَينُ فِعلِ الرَّبِّ لا أفعَالُهُم
فَيَصِحُّ عَنهُم عِندَ ذَا نَفيَانِ
١٦٤. نَفيٌ لِقُدرتِهِم عَلَيهَا أوَّلاً
وصُدورِهَا مِنهُم بِنَفيٍ ثَانِ
١٦٥. فَيُقَالُ ما صَامُوا ولاَ صَلَّوا وَلاَ
زَكَّوا ولا ذَبَحُوا مِنَ القُربَانِ
١٦٦. وكَذاكَ مَا شَرِبُوا وما قَتَلُوا ومَا
سَرَقُوا ولا فِيهِم غَوِيٌّ زانِ
١٦٧. وَكذاكَ لَم يأتُوا اختيَاراً مِنهُمُ
بالكُفر والإِسلاَم والإِيمَانِ
١٦٨. إلاَّ عَلَى وَجهِ المَجَازِ لأنَّهَا
قَامَت بِهِم كالطَّعمِ والألوَانِ
١٦٩. جُبِرُوا عَلَى ما شَاءَهُ خَلاَّقُهم
مَا ثَمَّ ذُو عَونٍ وَغَيرُ مُعانِ
١٧٠. والكُلُّ مَجبُورٌ وغَيرُ مُيَسَّرٍ
كَالمَيتش أُدرِجَ دَاخِلَ الأكفَانِ
١٧١. وكذَاكَ أفعالُ المُهَيمنِ لَم تَقُم
أيضاً بِهِ خَوفاً مِنَ الحَدَثَانِ
١٧٢. فَإِذا جَمَعتَ مَقَالَتَيهِ أنتَجَا
كَذِباً وزُوراً واضِحَ البُهتَانِ
١٧٣. إذ لَيسَتِ الأفعَالُ فِعلَ إلَهِنَا
والرَّبُّ لَيسَ بِفَاعِلِ العِصيَانِ
١٧٤. فَإذَا انتَفَت صِفَةُ الإِلهِ وَفِعلُهُ
وَكَلاَمُهُ وَفَعائِل الإِنسَانِ
١٧٥. فهُنَاكَ لا خَلقٌ وَلا أمرٌ وَلاَ
وَحيٌ ولاَ تَكلِيفُ عَبدٍ فَانِ
١٧٦. وَقَضَى عَلى أسمائِهِ بِحُدُوثِهَا
وبِخَلقهَا مِن جُملَةِ الأكوانِ
١٧٧. فانظُر إلى تَعطيلِهِ الأوصَافَ وال
أفعَالَ والأسمَاءَ للرَّحمنِ
١٧٨. مَاذَا الذِي في ضِمن ذَا التعطِيلِ مِن
نَفيٍ وَمِن جَحدٍ وَمِن كُفرَانِ
١٧٩. لَكِنَّه أبدَى المَقَالَةَ هَكَذَا
في قَالَبِ التنزيهِ للرَّحمَنِ
١٨٠. وأتى إلى الكُفرِ العَظِيمِ فَصَاغَهُ
عِجلاً لِيَفتِنَ أمَّةَ الثِّيرَانِ
١٨١. وَكَسَاهُ أنوَاعَ الجواهِرِ والحُلَى
مِن لُؤلُؤٍ صَافٍ وَمِن عِقيَانِ
١٨٢. فَرَآه ثيرانُ الوَرَى فَأصَابَهُم
كَمُصَابِ إخوَتِهِم قَدِيمَ زَمَانِ
١٨٣. عِجلاَنِ قَد فَتَنا العِبَادَ بصوتِهِ
إحدَاهُمَا وَبِحَرفِهِ ذَا الثَّانِي
١٨٤. وَالنَّاسُ أكثرُهُم فَأهلُ ظَوَاهِرٍ
تَبدُو لَهُم ليسُوا بِأهلِ مَعَانِ
١٨٥. فَهُمُ القشُورُ وَبالقُشُورِ قِوَامُهُم
وَاللُّبُّ حَظُّ خُلاَصَةِ الإِنسَانِ
١٨٦. وَلِذَا تَقَسَّمَتِ الطَوائِفُ قَولَهُ
وتوارَثُوه إرثَ ذِي السُّهمَانِ
١٨٧. لَم يَنجُ مِن أقوَالِه طُرًّا سِوَى
أهلِ الحَدِيثِ وَشِيعَةِ القرآنِ
١٨٨. فَتَبَرؤوا منهَا بَراءةَ حَيدَرٍ
وَبراءَةَ المولُودِ مِن عِمرَانِ
١٨٩. مِن كُلِّ شِيعِيٍّ خَبِيثٍ وَصفُهُ
وَصفُ اليهُودِ مُحَلِّلِي الحِيتَانِ
١٩٠. يا أيُّهَا الرَّجُلُ المرِيدُ نَجَاتَهُ
إسمَع مَقَالَةَ نَاصِحٍ مِعوَانِ
١٩١. كُن في أمُورِكَ كُلِّها مُتمسِّكاً
بالوحيِ لا بزخارِفِ الهذَيَانِ
١٩٢. ٍوانصُر كتَابَ اللهِ والسُّنَن الَّتي
جَاءَت عَنِ المبعُوثِ بالفُرقَانِ
١٩٣. واضرِب بِسَيفِ الوحي كُلَّ مُعَطِّلٍ
ضَربَ المجاهِدِ فَوقَ كُلِّ بَنَانِ
١٩٤. واحمِل بعزمِ الصِّدق حَملَةَ مُخُلِصٍ
مُتَجَرِّدٍ للَّهِ غَيرِ جَبَانِ
١٩٥. واثبُت بِصَبرِكَ تَحتَ ألوِيةِ الهُدَى
فَإذَا أصِبتَ فَفِي رِضَا الرَّحمنِ
١٩٦. واجعَل كِتَابَ اللهِ والسُّنَنَ الَّتِي
ثَبَتَت سِلاَحَكَ ثُمَّ صِح بِجَنَانِ
١٩٧. مَن ذَا يُبَارِز فليقدِّم نَفسَهُ
أو مَن يسَابِق يَبدُ في الميدَانِ
١٩٨. وَاصدَع بِمَا قَالَ الرَّسُولُ ولا تَخَف
مِن قِلَّةِ الأنصَارِ والأعوَانِ
١٩٩. فَاللهُ نَاصِرُ دِينِهِ وكتَابِهِ
وَاللهُ كَافٍ عَبدَهُ بأمَانِ
٢٠٠. لا تَخشَ مِن كَيدِ العدُوِّ وَمكرِهِم
فَقتَالُهُم بالكِذبِ والبُهتَانِ
٢٠١. فجُنودُ أتبَاعِ الرَّسُولِ مَلاَئِكٌ
وَجُنُودُهُم فَعَسَاكِرُ الشَّيطانِ
٢٠٢. شَتَّانَ بينَ العَسكَرين فَمَن يَكن
مُتَحَيِّزاً فلينظُر الفئَتانِ
٢٠٣. واثبُت وقاتِل تَحتَ راياتِ الهُدى
وَاصبِر فَنَصرُ اللهِ رَبِّكَ دَانِ
٢٠٤. واذكُر مَقَاتلَهُم لفُرسَانِ الهُدَى
لِلَّهِ درُّ مَقَاتِلِ الفُرسَانِ
٢٠٥. وادرَأ بِلَفظِ النَّصِّ في نَحرِ العِدى
وَارجُمهُم بِثَواقِبِ الشُّهبَانِ
٢٠٦. لا تَخشَ كثرتَهُم فَهُم هَمَجُ الوَرَى
وَذُبَابُهُ أتَخَافُ مِن ذِبَّانِ
٢٠٧. وَاشغَلهُم عِندَ الجِدَالِ بِبَعضِهِم
بَعضاً فَذَاكَ الحَزمُ للفُرسَانِ
٢٠٨. وَإذا هُمُ حَمَلُوا عَلَيكَ فلا تَكُن
فَزِعاً لِحَملَتِهِم ولا بِجَبَانِ
٢٠٩. واثبُت ولا تَحمِل بِلا جُندٍ فَمَا
هَذا بِمَحمودٍ لَدَى الشُّجعَانِ
٢١٠. فإذَا رَأيتَ عِصَابَةَ الإِسلاَمِ قَد
وَافَت عَسَاكِرُهَا مَعَ السُّلطَانِ
٢١١. فَهُنَاكَ فَاختَرِقِ الصُّفُوفَ ولا تَكُن
بِالعَاجِزِ الوَانِي وَلاَ الفَزعَانِ
٢١٢. وَتَعَرَّ مِن ثوبَينِ مَن يَلبَسهما
يَلقَ الرَّدَى بِمَذَمَّةٍ وَهَوانِ
٢١٣. ثوبٌ مِنَ الجَهلِ المُرَكَّبِ فَوقَهُ
ثَوبُ التّعَصُّبِ بِئسَتِ الثَّوبَانِ
٢١٤. وتَحلَّ بالإنصَافِ أفخَرَ حُلَّةٍ
زِينَت بهَا الأعطافُ والكَتِفَانِ
٢١٥. واجعَل شِعَارَك خَشيَةَ الرّحمَنِ مَع
نُصح الرّسُولِ فَحَبَّذَا الأمرانِ
٢١٦. وَتَمسَّكَنَّ بحبلِهِ وَبوَحيِهِ
وَتَوَكَّلَنَّ حَقيقَةَ التُّكلاَنِ
٢١٧. فالحَقُّ وَصفُ الرّبِّ وَهوَ صِراطُهُ ال
هَادِي إليهِ لصَاحِبِ الإيمَانِ
٢١٨. وهُو الصِّراطُ عَلَيهِ رَبُّ العَرشِ أي
يضاً وَذَا قَد جَاءَ في القرآنِ
٢١٩. والحَقُّ مَنصُورٌ ومُمتَحَنٌ فَلاَ
تَعجَب فَهَذِي سُنَّةُ الرَّحمَنِ
٢٢٠. وبِذَاكَ يَظهَرُ حِزبُه مِن حَربِهِ
ولأجلِ ذَاكَ النَّاسُ طَائِفَتَانِ
٢٢١. ولأجلِ ذَاكَ الحَربُ بَينَ الرُّسلِ وال
كُفَّارِ مُذ قَامَ الوَرَى سِجلاَنِ
٢٢٢. لَكِنَّمَا العُقبَى لأهلِ الحَقِّ إن
فَاتَت هُنَا كانَت لَدَى الدَّيَّانِ
٢٢٣. واجعَل لقلبِكَ هِجرتَينِ وَلاَ تَنَم
فهُمَا عَلَى كُلِّ امرِىءِ فَرضَانِ
٢٢٤. فالهِجرةُ الأولَى إِلى الرَّحَمنِ بال
إخلاصِ في سٍِّ وفي إعلانِ
٢٢٥. فالقصدُ وَجهُ الله بالأقوَالِ وال
أعمالِ والطَّاعَاتِ والشُّكرَانِ
٢٢٦. فَبِذَاكَ يَنجُو العبدُ مِن إشراكِهِ
وَيَصِيرُ حَقًّا عَابِدَ الرَّحمنِ
٢٢٧. وَالهِجرةُ الأخرَى إلى المبعوثِ بال
حَقِّ المُبِين وَوَاضِحِ البرهَانِ
٢٢٨. فَيَدُورُ مَع قَولِ الرّسُول وَفِعلِهِ
نَفياً وإثبَاتاً بِلاَ رَوَغانِ
٢٢٩. وُيحكِّمُ الوَحيَ المُبينَ عَلى الذِي
قَالَ الشُّيوخُ فَعِندَهُ حَكَمَانِ
٢٣٠. لاَ يَحكُمانِ بِبَاطِلٍ أبَداً وكُلُّ
العَدلِ قَد جَاءَت بِه الحَكمَانِ
٢٣١. وَهُما كتابُ اللهِ أعدَلَ حاكِمٍ
فِيه الشِّفا وهِدايةُ الحيرانِ
٢٣٢. والحَاكِمُ الثَّاني كَلامُ رَسُولِهِ
مَا ثَمَّ غيرُهُمَا لِذِي إيمانِ
٢٣٣. فَإذَا دَعوكَ لغَيرِ حُكمِهمَا فَلا
سَمعاً لِدَاعِي الكُفرِ والعِصيانِ
٢٣٤. قُل لاَ كَرَامةَ لاَ ولاَ نُعمَا وَلا
طَوعاً لِمَن يَدعُو إلى طُغيَانِ
٢٣٥. وإذا دُعِيتَ إلى الرَّسُولِ فقل لَهُم
سَمعاً وَطَوعاً لستُ ذَا عِصيانِ
٢٣٦. وإذا تَكاثَرَتِ الخصُومُ وَصيَّحُوا
فَأثبُت فَصَيحَتُهُم كَمِثلِ دُخَانِ
٢٣٧. يَرقَى إلى الأوجِ الرَّفِيعِ وَبَعدَه
يَهوِي إلى قَعرِ الحَضِيضِ الدَّاني
٢٣٨. هَذا وإنَّ قِتَالَ حِزبِ اللهِ بال
أعمالِ لا بِكَتَائِبِ الشُّجعَانِ
٢٣٩. واللهِ مَا فَتَحوا البلادَ بكَثرَةٍ
أنَّى وأعدَاهُم بِلاَ حُسبَانِ
٢٤٠. وَكَذَاكَ ما فتَحُوا القُلُوبَ بهذِهِ ال
آراءِ بل بالعِلمِ والإِيمَانِ
٢٤١. وَشَجَاعَةُ الحُكَّامِ والعلماءِ زه
دٌ في الثَّنَا مِن كلِّ ذِي بُطلاَنِ
٢٤٢. فَإِذَا هُمَا اجتَمَعَا لِقَلبٍ صَادِقٍ
شُدَّت رَكَائبُهُ إل الرَّحمنِ
٢٤٣. وَاقصِد إلى الأقرَانِ لاَ أطرَافِهَا
فالعِزُّ تَحتَ مَقَاتِلِ الأقرَانِ
٢٤٤. وَاسمع نصيحَةَ من لهُ خُبرٌ بمَا
عندَ الوَرَى مِن كَثرةِ الجَولاَنِ
٢٤٥. مَا عِندَهُم وَاللهِ خَيرٌ غَيرَما
أخذُوهُ عَمَّن جَاءَ بالقرآنِ
٢٤٦. والكُلُّ بَعدُ فَبِدعةٌ أو فِريَةٌ
أو بَحثُ تَشكِيكٍ وَرأيُ فَلانِ
٢٤٧. فاصدَع بِأمرِ اللهِ لا تَخشَ الوَرَى
فِي اللهِ وَاخشَاهُ تَفُز بأمَان
٢٤٨. وَاهجُر وَلَو كُلَّ الوَرَى في ذاتِهِ
لاَ في هَوَاك وَنَخوةِ الشَّيطَانِ
٢٤٩. وَاصبِر بِغَيرِ تَسَخُّ وشِكَايةٍ
وَاصفَح بِغَيرِ عِتَابِ مَن هُوَ جَانِ
٢٥٠. واهجُرهُمُ الهَجرَ الجَمِيلَ بِلا أذًى
إن لَم يَكن بُدٌّ مِنَ الهِجرَانِ
٢٥١. وانظُر إلى الأقدَارِ جَارِيَةً بِمَا
قَد شَاءَ مِن غَيٍّ وَمِن إيمَانِ
٢٥٢. واجعَل لِقَلبِكَ مُقلَتينِ كِلاَهُمَا
بالحَقِّ في ذَا الخَلقِ نَاظِرَتَانِ
٢٥٣. فانظُر بِعَينِ الحُكمِ وَارحَمهمُ بِهَا
إذ لا تُرَدُّ مَشِيئةُ الدَّيَّانِ
٢٥٤. وانظُر بِعَينِ الأمرِ واحملهُم عَلَى
أحكَامِهِ فَهُمَا إذاً نَظَرانِ
٢٥٥. واجعَل لوجهكَ مُقلَتَينِ كِلاَهُما
مِن خَشيةِ الرَّحمنِ بَاكِيَتَانِ
٢٥٦. لَو شَاءَ رَبُّكَ كُنتَ أيضاً مِثلَهُم
فَالقَلبُ بَينَ أصابِعِ الرَّحمَنِ
٢٥٧. واحذَر كَمَائِنَ نَفسِكَ اللاَّتي مَتَى
خَرَجَت عَلَيكَ كُسِرت كَسرَ مُهَانِ
٢٥٨. وَإِذا انتصَرت لَهَا فَأنتَ كَمَن بَغَى
طَفيَ الدُّخَانِ بِمَوقِدِ النِّيرَانِ
٢٥٩. والله أخبَرَ وَهُوَ أصدَقُ قَائِلٍ
أن سَوفَ يَنصُر عَبدَهُ بأمَانِ
٢٦٠. مَن يَعمَلِ السُّوآى سَيُجزَى مِثلَهَا
أو يَعمَلِ الحُسنَى يَفُز بِجِنَانِ
٢٦١. هَذِي وَصِيَّةُ نَاصِحٍ وَلِنَفسِهِ
وَصَّى وَبَعدُ سَائِرُ الإخوَانِ
٢٦٢. فاجلِس إذاً في مَجلِسِ الحَكَمَينِ للرَّ
حمَنِ لا للنَّفسِ والشَّيطَانِ
٢٦٣. الأولُ النقلُ الصحيحُ وبعدَهُ ال
عَقلُ الصَّريحُ وفِطرةُ الرَّحَمنِ
٢٦٤. واحكُم إذَا فِي رُفقَةٍ قَد سَافَرُوا
يَبغُونَ فاطِرَ هَذِهِ الأكوَانِ
٢٦٥. فترافَقُوا في سَيرِهم وَتَفَارَقُوا
عِندَ افتراقِ الطُّرقِ بالحَيرانِ
٢٦٦. فأتَى فَرِيقٌ ثم قَالَ وَجَدتُهُ
هَذَا الوجودَ بِعَينِه وَعِيَانِ
٢٦٧. ما ثَمَّ موجودٌ سِوَاهُ وَإِنَّمَا
غَلِطَ اللِّسَانُ فَقَالَ موجُودَانِ
٢٦٨. فهوَ السَّماءُ بعينِهَا ونجُومِهَا
وكذَلِكَ الأفلاَكُ والقَمَرَانِ
٢٦٩. وهو الغَمَامُ بعينِهِ والثَّلجُ وال
أمطَارِ مَعَ بَرَدٍ وَمَع حُسبانِ
٢٧٠. وهو الهَواءُ بِعَينِهِ وَالمَاءُ وَال
تُّربِ الثَّقِيلُ وَنَفسُ ذِي النِّيرانِ
٢٧١. هَذِي بسائِطُهُ ومنه تركَّبت
هَذِي المظاهِرُ مَا هُنَا شَيئَانِ
٢٧٢. وهو الفقيرُ لَها لأجلِ ظهُورِهِ
فِيهَا كفقرِ الرُّوحِ للأبدَانِ
٢٧٣. وهي التي افتَقَرَت إليه لأنه
هو ذاتُهَا ووجودُهَا الحقَّانِ
٢٧٤. وَتَظَلُّ تَلبسُه وتخلَعُه وذَا ال
إيجادُ والإِعدامُ كُلَّ أوَانِ
٢٧٥. وَيظلُّ يَلبَسُهَا وَيَخلَعُهَا وَذَا
حُكمُ المَظَاهِر كَي يُرَى بِعِيَانِ
٢٧٦. وَتَكثُّر الموجودِ كالأعضَاءِ في ال
محسُوس من بَشَرٍ وَمِن حَيَوَانِ
٢٧٧. أو كالقُوَى فِي النَّفسِ ذَلِكَ واحدٌ
مُتَكَثِّرٌ قَامت بِهِ الأمرَانِ
٢٧٨. فَيَكُونُ كُلاُّ هَذِهِ أجَزَاؤه
هذِي مقالَةُ مُدَّعِي العِرفَانِ
٢٧٩. أو أنها كَتَكَثُّرِ الأنواعِ فِي
جِنسٍ كَمَا عقالَ الفريقُ الثَّانِي
٢٨٠. فَيَكُونُ كُلِّيًّا وجُزئِيَّاتهُ
هَذَا الوجودُ فهذِهِ قَولاَنِ
٢٨١. إحداهُمَا نَصُّ الفُصُوصِ وَبَعدَهُ
قولُ ابنُ سَبعِينٍ ومَا القَولاَنِ
٢٨٢. عِندَ العفيفِ التِّلمِسَانِيِّ الذي
هوَ غايةٌ فِي الكُفرِ والبُهتَانِ
٢٨٣. إلاَّ مِنَ الأغلاَطِ في حِسٍّ وَفِي
وَهمٍ وتلكَ طَبيعَةُ الإِنسَانِ
٢٨٤. وَالكُلُّ شَيءٌ واحِدٌ فِي نَفسِهِ
مَا لِلتَعَدُّدِ فِيهِ مِن سُلطَانِ
٢٨٥. فَالضَّيفُ والمأكُولُ شَيءٌ وَاحِدٌ
والوَهمُ يَحسِبُ هَاهُنَا شَيئَانِ
٢٨٦. وَكَذَلِكَ الموطُوءُ عَينُ الوَطءِ وال
الوَهمُ البعيدُ يقُول ذَان اثنَانِ
٢٨٧. وَلَرُبَّمَا قَالاَ مَقَالَتَهُ كَمَا
قَد قَالَ قَولَهُمَا بِلاَ فُرقَانِ
٢٨٨. وَأبَى سِوَاهُم هَذَا وقالَ مَظَاهِرٌ
تَجلُوهُ ذَاتُ توحُّدٍ ومَثَانِ
٢٨٩. فالظَّاهِرُ المجلوُّ شيءٌ وَاحِدٌ
لَكِن مَظَاهِرُهُ بِلاَ حُسبَانِ
٢٩٠. هَذِي عِبَارَاتٌ لَهُم مَضمُونُهَا
مَا ثَمَّ قَطُّ فِي الأعيَانِ
٢٩١. فَالقَومُ مَا صُانُوهُ عَن إنسٍ وَلاَ
جِنٍّ ولاَ شَجَرٍ وَلاَ حَيَوَانِ
٢٩٢. كَلاَّ وَلاَ عُلوٍ وَلاَ سُفلٍ وَلاَ
وَادٍ وَلا جَبَلٍ وَلاَ كُثبَانِ
٢٩٣. كَلاَّ وَلا طَعمٍ وَلاَ رِيحٍ وَلاَ
صَوتٍ وَلاَ لَونٍ مِن الألوَانِ
٢٩٤. لَكِنَّهُ المطعُومُ والمَلبُوسُ وال
مَشمُومُ والمسمُوعُ بالآذانِ
٢٩٥. وكذَاكَ قَالُوا إنَّهُ المنكُوحُ وال
مَذبوحُ بَل عَينُ الغَوِيِّ الزَّانِي
٢٩٦. والكُفرُ عِندَهُمُ هُدًى وَلَو أنَّهُ
دِينُ المجُوسِ وعَابِدِي الأوثَانِ
٢٩٧. قًالُوا وَمَا عَبَدُوا سِوَاهُ وإنَّمَا
ضَلُّوا بِمَا خَصُّوا مِنَ الأعيَانِ
٢٩٨. وَلَوَ أنَّهُم عَمُّوا وقالُوا كلُّهَا
معبُودَةٌ مَا كَانَ مِن كُفرَانِ
٢٩٩. فالكُفرُ سَترُ حَقِيقَةِ المعبودِ بِالتَّ
خصِيصِ عِندَ مُحَقِّقٍ رَبَّانِي
٣٠٠. قَالُوا وَلَم يَكُ كافِراً فِي قَولِهِ
أنَا رَبُّكُم فِرعَونُ ذُو الطُّغيَانِ
٣٠١. بَل كَانَ حَقّاً قَولُه إذ كَانَ عَي
نَ الحَقِّ مُضطَلِعاً بهذَا الشَّانِ
٣٠٢. وَلذَا غَدَا تَغرِيقُهُ في البَحر تَط
هِيراً مِنَ الأوهَامِ والحُسبَانِ
٣٠٣. قَالُوا وَلَم يَكُ مُنكِراً مُوسَى لِمَا
عَبَدُوهُ مِن عِجلٍ لِذِي الخَوَرانِ
٣٠٤. إلاَّ عَلَى مَن كَانَ لَيسَ بعابِدٍ
مَعهُم وأصبَحَ ضَيِّقَ الأعطَانِ
٣٠٥. وَلذَاكَ جَرَّ بِلحيَةِ الأخِ حَيثُ لَم
يَكُ وَاسِعاً فِي قَومِهِ لِبِطَانِ
٣٠٦. بَل فَرَّقَ الإِنكَارُ منهُ بينَهُم
لَمَّا سَرَى فِي وَهمِهِ غَيرَانِ
٣٠٧. وَلَقَد رَأى إبليسَ عارِفُهُم فَأهب
السُّجُودِ هُوِيَّ ذِي خَضعَانِ
٣٠٨. قَالُوا لَهُ مَاذَا صَنَعتَ فَقَالَ هَل
غَيرُ الإِلَهِ وأنتُمَا عِميَانِ
٣٠٩. مَا ثَمَّ غَيرٌ فاسجُدُوا إن شِئتُمُ
للشَّمسِ والأصنَامِ والشَّيطَانِ
٣١٠. فَالكُلُّ عينُ اللهِ عِندَ مُحَقِّقٍ
وَالكُلُّ مَعبُودٌ لِذي عِرفَانِ
٣١١. هَذَا هُوَ المعبُودُ عِندَهُم فقُل
سُبحَانَكَ اللَّهُمَّ ذا السُّبحَانِ
٣١٢. يَا أمَّةً مَعبُودُهَا مَوطُءُهَا
أينَ الإِلَهُ وثُغرَةُ الطَّعَّانِ
٣١٣. يَا أمَّةً قََد صَارَ مِن كُفرَانِهَا
جُزءٌ يَسيرٌ جُملَةَ الكُفرَانِ
٣١٤. وَأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قالَ وَجَدتُهُ
بالذَّاتِ مَوجُوداً بِكُلِّ مَكَانِ
٣١٥. هُو كالهَواءِ بعينِهِ لا عينُهُ
مَلأ الخُلُوَّ ولا يُرَى بِعِيَانِ
٣١٦. والقَومُ ما صَانُوهُ عن بِئرٍ ولاَ
قَبرٍ ولاَ دَاخِلَ هَذِهِ الأبدَانِ
٣١٧. بَل مِنهُمُ مَن قَد رَأى تَشبِيهَهُ
بالرُّوحِ دَاخِلَ هَذِهِ الأبدَانِ
٣١٨. مَا فِيهُمُ مَن قَالَ لَيسَ بِدَاخِلٍ
أو خَارِجٍ عن جُملةِ الأكوَانِ
٣١٩. لَكِنَّهُم حَامُوا عَلَى هَذا وَلَم
يَتَجَاسَرُوا مِن عَسكَرِ الإِيمَانِ
٣٢٠. وَعَليهِمُ رَدَّ الأئِمةُ أحمَدٌ
وَصِحَابُهُ مِن كُلِّ ذِي عِرفَانِ
٣٢١. فهُمُ الخُصُوم لِكُلِّ صَاحِبِ سُنَّةٍ
وهُم الخصُومُ لِمُنزِلِ القُرآنِ
٣٢٢. وَلَهُم مقَالاَتٌ ذَكَرتُ أصولَهَا
لَمَّا ذَكَرتُ الجَهمَ فِي الأوزَانِ
٣٢٣. وأتى فَرِيقٌ ثُمَّ قَارَبَ وَصفَهُ
هَذَا وَلَكِن جَدَّ في الكُفرَانِ
٣٢٤. فأسَرَّ قَولَ مُعَطِّلٍ وَمُكَذِّبٍ
في قَالَبِ التَّنزيهِ للرَّحمَنِ
٣٢٥. إذ قَالَ لَيسَ بداخِلٍ فِينَا وَلاَ
هُوَ خَارِجٌ عَن جُملَةِ الأكوَانِ
٣٢٦. بل قَالَ لَيسَ ببائِنٍ عَنهَا وَلاَ
فِيهَا ولا هُوَ عَينُهَا بِبَيَانِ
٣٢٧. كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمواتِ العُلَى
والعَرشِ مِن رَبٍّ وَلاَ رَحمَنِ
٣٢٨. والعَرشُ لَيسَ عَلَيهِ معبُودٌ سِوَى ال
عَدَمِ الذي لاَ شَيءَ في الأعيَانِ
٣٢٩. بَل حَظُّهُ مِن رَبِّهِ حَظُّ الثَّرَى
مِنهُ وحَظُّ قَوَاعِدِ البُنيَانِ
٣٣٠. لَو كَانَ فَوقَ العَرشِ كَانَ كَهذِهِ ال
أجسَامِ سُبحَانَ العظِيمِ الشَّانِ
٣٣١. وَلَقَد وَجَدتُ لفاضِلٍ مِنهُم مَقَا
ماً قَامَهُ في النَّاسِ مُنذُ زَمَانِ
٣٣٢. قَالَ اسمَعُوا يَا قَومُ إنَّ نَبِيَّكُم
قَد قَالَ قَولاً وَاضِحَ البُرهَانِ
٣٣٣. لاَ تَحكُمُوا بالفَضلِ لي أصلاً عَلى
ذِي النُّونِ يُونُسَ ذَلِكَ الغَضبَانِ
٣٣٤. هَذَا يَرُدُّ عَلَى المُجَسِّمِ قَولَهُ
اللهُ فَوقَ العَرشِ والأكوانِ
٣٣٥. وَيَدُلُّ أنَّ إلَهَنَا سُبحَانَهُ
وبِحَمدِهِ يُلقَى بِكُلِّ مَكَانِ
٣٣٦. قَالُوا لَهُ بَيِّن لَنَا هَذَا فَلَم
يَفعَل فأعطَوهُ مِنَ الأثمَانِ
٣٣٧. ألفاً مِنَ الذَّهَبِ العَتيقِ فَقَالَ في
تِبيَانِهِ فاسمَع لِذَا التِّبيَانِ
٣٣٨. قَد كَانَ يُونُسُ في قَرَارِ البَحرِ تَح
تَ المَاءِ في قُبرِ مِنَ الحِيتَانِ
٣٣٩. ومحَمَّدٌ صَعِدَ السَّمَاءَ وَجَاوَزَ السَّ
بعَ الطِّبَاقَ وَجَازَ كُلَّ عَنَانِ
٣٤٠. وَكِلاَهُمَا في قُربِهِ مِن رَبِّهِ
سُبحَانَهُ إذ ذَاكَ مُستَوِيَانِ
٣٤١. فَالعُلوُ والسُّفلُ اللَذانِ كِلاَهُمَا
في بُعدِهِ مِن ضِدِّهِ طَرَفَانِ
٣٤٢. إن يُنسَبَا لِلَّهِ نُزِّه عَنهُمَا
بالإِختِصَاصِ بَلَى سِيَّانِ
٣٤٣. فِي قُربِ مَن أضحَى مُقِيماً فِيهمَا
مِن رَبِّهِ فَكِلاَهُمَا مِثلاَنِ
٣٤٤. فَلأجلِ هَذَا خَصَّ يُونُسَ دُونَهُم
بالذِّكرِ تَحقِيقاً لهَذَا الشَّانِ
٣٤٥. فأتَى النِّثَارُ عَلَيهِ مِن أصحَابِهِ
مِن كُلِّ نَاحِيةٍ بِلاَ حُسبَانِ
٣٤٦. فاحمَد إلهَكَ أيُّهَا السُّنِّيُّ إذ
عَافَاكَ مِن تَحرِيفِ ذِي بُهتَانِ
٣٤٧. والله مَا يَرضَى بِهَذَا خَائِفٌ
مِن رَبِّهِ أمسَى عَلَى الإِيمَانِ
٣٤٨. هَذَا هُوَ الإلحَادُ حَقًّا بَل هُوَ التَّ
حرِيفُ مُحضاً أبرَدُ الهَذَيَانِ
٣٤٩. واللهِ ما بُليَ المُجَسِّمُ قطُّ ذِي ال
بَلوَى وَلاَ أمسَى بِذِي الخُذلاَنِ
٣٥٠. أمثَالُ ذَا التَّأويلِ أفسَدَ هَذِهِ ال
أديَانِ حِينَ سَرَى إلَى الأديَانِ
٣٥١. وَاللهِ لولاَ اللهُ حَافِظُ دِينِهِ
لتهدَّمت منهُ قُوَى الأركَانِ
٣٥٢. وأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قَارَبَ وَصفَهُ
هَذَا وَزَادَ عَلَيهِ في الميزَانِ
٣٥٣. قَالَ اسمَعُوا يَا قَومُ لا تُلهِيكُمُ
هَذِي الأمَانِي هُنَّ شَرُّ أمَانِي
٣٥٤. أتعبتُ رَاحلَتي وَكَلَّت مُهجَتِي
وَبَذَلتُ مَجهُودِي وَقَد أعيَانِي
٣٥٥. فَتَّشتُ فوقَ وَتحتَ ثُمَّ أمَامَنَأ
وَوَرَاءَ ثُمَّ يَسَارِ مَع أيمَانِ
٣٥٦. مَا دلَّنِي أحَدٌ علَيهِ هُنَاكُمُ
كَلاَّ وَلاَ بَشَرٌ إليهِ هَدَانِي
٣٥٧. إلاَّ طَوائِفُ بِالحَدِيثِ تَمَسَّكَت
تُعزَى مَذاهِبُهَا إِلَى القُرآنِ
٣٥٨. قَالُوا الَّذِي تَبغِيهِ فَوقَ عِبَادِهِ
فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ
٣٥٩. وهو الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى
لَكِنَّهُ استَولَى عَلَى الأكوانِ
٣٦٠. وإلَيهِ يَصعَدُ كُلُّ قَولٍ طَيِّبٍ
وَإلَيهِ يُرفَعُ سَعيُ ذِي الشُّكرَانَِ
٣٦١. والروحُ والأملاَكُ مِنهُ تَنَزلَت
وإلَيهِ تَعرُجُ عِندَ كُلِّ أوَانِ
٣٦٢. وإليه أيدِي السَّائِلينَ تَوجَّهَت
نَحوَ العُلُوِّ بِفِطرَةِ الرَّحمَنِ
٣٦٣. وإليهِ قَد عَرجَ الرسُولُ فقُدِّرَت
مِن قُربِه مِن رَبِّه قَوسَانِ
٣٦٤. وإلَيهِ قَد رُفِعَ المسِيحُ حَقِيقَةً
ولسَوفَ يَنزِلُ كَي يُرَى بِعِيَانِ
٣٦٥. وإليه تصعَدُ رُوحُ كلِّ مُصَدِّقٍ
عِندَ المَمَاتِ فَتَنثَنِي بأمانِ
٣٦٦. وإليهِ آمالُ العِبَادِ توجَّهَت
نَحوَ العُلُوِّ بِلاَ تَواصٍ ثَانِ
٣٦٧. بَل فِطرةُ اللهِ التَي لَم يُفطرُوا
إلاَّ عَليهَا الخلقُ والثَّقَلاَنِ
٣٦٨. وَنَظِيرُ هَذَا أنَّهُم فُطِرُوا عَلَى
إقرَارِهِم لاَ شَكَّ بالدَّيَّانِ
٣٦٩. لَكِن أولُو التعطيلِ مِنهُم أصبَحُوا
مَرضَى بدَاءِ الجَهلِ والخُذلاَنِ
٣٧٠. فَسألَتُ عَنهم رِفقَتي وأحبتي
أصحَاب جَهمٍ حِزبَ جِنكسخَانِ
٣٧١. مَن هؤلاءِ وَمن يُقالُ لهُم فقَد
جَاؤُوا بِأمرٍ مَالِىءٍ الآذَانِ
٣٧٢. وَلَهُم عَلينَا صَولَةٌ مَا صَالَهَا
ذُو بَاطِلٍ بَل صَاحِبُ البُرهَانِ
٣٧٣. أوَ مَا سَمعتُم قَولَهُم وَكَلاَمَهُم
مِثلَ الصواعِقِ لَيسَ ذَا لِجَبَانِ
٣٧٤. جاؤوكُم من فَوقكُم وَأتَيتُم
من تَحتِهِم مَا أنتُم سِيَّانِ
٣٧٥. جَاؤُوكُمُ بالوَحي لَكِن جِئتمُ
بِنُحَاتَهِ الأفكَارِ والأذهَانِ
٣٧٦. قَالُوا مُشَبِّهَةٌ مَجَسِّمَةٌ فَلاَ
تَسمَع مَقَالَ مُجَسِّمٍ حَيَوَانِ
٣٧٧. والعَنهُمُ لَعناً كَبيراً واغزُهُم
بِعَسَاكِرِ التَّعطِيلِ غَيرَ جَبَانِ
٣٧٨. وَاحكُم بسَفكِ دِمَائِهِم وَبِحَبسِهِم
أو لاَ فشَرِّدهُم عَنِ الأوطَانِ
٣٧٩. حَذِّر صِحَابَكَ مِنهُمُ فَهُمُ أضَلُّ
مِنَ اليَهُودِ وعَابِدِي الصُّلبَانِ
٣٨٠. وَاحذَر تُجَادِلَهُم بقَالَ اللهُ أو
قَالَ الرسُولُ فَتَنثَني بِهَوَانِ
٣٨١. أنَّى وَهُم أولًى بِهِ قَد أنفَذُوا
فِيهِ قُوَى الأذهَانِ والأبدَانِ
٣٨٢. فإذا ابتُلِيتَ بِهم فَغَالِطهُم عَلَى التَّ
أويلِ للأخبَارِ وَالقُرآنِ
٣٨٣. وكذَاكَ غَالِطهُم عَلَى التكذِيبِ لل
آحَادِ ذَانِ لِصحبِنَا أصلاَنِ
٣٨٤. أوصَى بِهَا أشيَاخَنا أشيَاخُهُم
فَاحفَظهُمَا بِيَدَيكَ والأسنَانِ
٣٨٥. وإذا اجتَمعتَ وهم بمشهَدِ مَجلِسٍ
فَابدَر بإيرَادٍ وشُغلِ زَمَانِ
٣٨٦. لا يَملِكُوهُ عَلَيكَ بالآثَارِ وال
أخبَارِ والتفسِيرِ للفُرقَانِ
٣٨٧. فَتَصِيرَ إن وَافَقتَ مِثلَهُمُ وإن
عَارَضتَ زِندِيقاً أخَا كُفرَانِ
٣٨٨. وإذا سَكَتَّ يُقَالُ هَذَا جَاهِلٌ
فَابدَر ولو بِالفَشرِ والهذَيَانِ
٣٨٩. هَذَا الَّذِي أوصَى بِهِ أشيَاخُنَا
في سَالِفِ الأوقَاتِ والأزمَانِ
٣٩٠. فرجعتُ مِن سَفَرِي وقلتُ لصَاحِبي
وَمَطِيَّتِي قَد آذنت بِحِرَانِ
٣٩١. عَطِّل رِكَابَكَ وَاسترِح مِن سَيرِهَا
ما ثَمَّ غيرُ هذي الأكوَانِ
٣٩٢. لَو كَانَ للأكوَانِ ربٌّ خَالِقٌ
كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ البُرهَانِ
٣٩٣. أو كَان رَبٌّ بائنٌ عَن ذِي الوَرَى
كَانَ المُجَسِّمُ صَاحِبَ الإِيمَانِ
٣٩٤. وَلَكَانَ عِندَ النَّاسِ أولَى الخَلقِ بال
إسلاَمِ والإِيمَانِ والإِحسَانِ
٣٩٥. وَلَكَانَ هَذَا الحِزبُ فَوقَ رؤوسِهِم
لَم يَختَلِف مِنهُم عَلَيهِ اثنَانِ
٣٩٦. فَدَع التَّكالِيفَ الَّتِي حُمِّلتَهَا
وَاخلَع عِذَارَكَ وَارمِ بالأرسَانِ
٣٩٧. مَا ثَمَّ فَوقَ العرشِ مِن رَبٍّ وَلَم
يَتَكَلّمِ الرَّحمَنُ بالقُرآنِ
٣٩٨. لَو كَانَ فَوقَ العرشِ رَبٌّ نَاظِرٌ
لزِمَ التحيُّزُ وافتقارُ مَكَانِ
٣٩٩. لو كَانَ القُرآنُ عَينَ كََلاَمِهِ
حَرفاً وَصَوتاً كَانَ ذَا جُثمَانِ
٤٠٠. فإذَا انتَفَى هَذَا وَهَذا مَا الَّذِي
يَبقَى عَلَى ذَا النَّفيِ مِن إيمَانِ
٤٠١. فَدَع الحَلاَلَ مَعَ الحرَامِ لأهلِهِ
فهُمَا السِّيَاجُ لَهُم عَلَى البُستَانِ
٤٠٢. فاخرَقهُ ثمَّ ادخُل تَرَى فِي ضِمنِهِ
قَد هُيِّئَت لَكَ سَائِرُ الألوَانِ
٤٠٣. وتَرَى بِهَا ما لاَ يَرَاهُ مُحَجَّبٌ
مِن كُلِّ ما تَهوَى بِهِ زَوجَانِ
٤٠٤. واقطَع عَلاَئِقَكَ الَّتِي قَد قَيَّدَت
هَذَا الوَرَى مِن سَالِفِ الأزمَانِ
٤٠٥. لِتَصِيرَ حُرّاً لَستَ تَحتَ أوَامِرٍ
كَلاَّ وَلاَ نَهيٍ وَلاَ فُرقَانِ
٤٠٦. لَكِن جَعَلتَ حِجَابَ نَفسِكَ إذ تَرَى
فَوقَ السَّمَا للنَّاسِ مِن دَيَّانِ
٤٠٧. لَو قُلتَ مَا فَوقَ السَّمَاءِ مُدَبِّرٌ
وَالعَرشَ تُخلِيهِ مِنَ الرَّحمَنِ
٤٠٨. واللهُ ليسَ مُكَلِّماً لِعبَادِهِ
كَلاَّ وَلاَ مُتَكَلِّماً بِقُرَآنِ
٤٠٩. مَا قَالَ قَطُّ ولا يقولُ ولاَ لَهُ
قَولٌ بَدَا مِنهُ إِلَى إنسَانِ
٤١٠. لَحَلَلتَ طَلسَمَهُ وَفُزتَ بكَنزِه
وعَلِمتَ أنَّ النَّاسَ في هَذَيَانِ
٤١١. لَكِن زَعَمتَ بأنَّ ربَّكَ بَائِنٌ
مِن خَلقِهِ إذ قُلتَ مَوجُودَانِ
٤١٢. وَزَعَمتَ أنَّ الله فَوقَ العرشِ وال
كُرسِيُّ حَقًّا فَوقَهُ القَدَمَانِ
٤١٣. وَزَعَمتَ أنَّ الله يَسمَعُ خَلقَهُ
وَيَرَاهُمُ مِن فَوقِ سَبعِ ثَمانِ
٤١٤. وَزَعَمتَ أنَّ كلاَمَهُ مِنهُ بَدَا
وإلَيهِ يَرجِعُ آخرَ الأزمَانِ
٤١٥. ووصَفتَهُ بالسَّمعِ والبَصَرِ الذِي
لا يَنبَغِي إلا لِذِي الجُثمَانِ
٤١٦. ووصَفتَهُ بِإرَادَةٍ وَبِقُدرَةٍ
وكَرَاهَةٍ ومحبَّةٍ وَحَنَانِ
٤١٧. وزَعَمتَ أنَّ الله يعلَمُ كُلَّ مَا
في الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن إعلانِ
٤١٨. والعِلمُ وصفٌ زائِدٌ عَن ذَاتِهِ
عَرَضٌ يَقُومُ بغَيرِ ذِي جُثمَانِ
٤١٩. وَزَعَمتَ أنَّ الله كلَّمَ عَبدَهُ
موسَى فَاسمَعَهُ نِدَا الرَّحمَنِ
٤٢٠. أفتسمَعُ الآذانُ غيرَ الحرفِ وَالصَّ
وتِ الَّذِي خُصَّت بهِ الأذُنَانِ
٤٢١. وكَذَا النِّدَاءُ فَإنَّهُ صَوتق بِإج
مَاعِ النُّحَاةِ وَأهلِ كُلِّ لِسَانِ
٤٢٢. لَكِنَّهُ صَوتٌ رَفِيعٌ وَهُوَ ضِدٌ
لِلنِّجَاءِ كَلاَهُمَا صَوتَانِ
٤٢٣. فَزَعَمتَ أنَّ الله نَادَاه وَنَا
جَاهُ وَفِي ذَا الزَّعمِ مَحذُورَانِ
٤٢٤. قُربُ المَكَانِ وَبُعدُهُ والصَّوتُ بَل
نَوعَاهُ مَحذُورَانِ مُمتَنِعَانِ
٤٢٥. وَزَعَمتَ أنَّ مُحَمَّداً أسرَى بِهِ
لَيلاً إلَيهِ فَهوَ مِنهُ دَانِ
٤٢٦. وَزَعَمتَ أنَّ مُحَمَّداً يَومَ اللِّقَا
يُدنِيهِ رَبُّ العَرشِ بالرِّضوَانِ
٤٢٧. حَتَّى يُرَى المُختَارُ حَقًّا قَاعِداً
مَعَهُ عَلَى العَرشِ الرَّفِيعِ الشَّانِ
٤٢٨. وَزَعَمتَ أنَّ لعرشِهِ أطاً بِه
كالرَّحلِ أطَّ بِراكِبٍ عَجلاَنِ
٤٢٩. وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ أبدَى بَعضُهُ
للطُّورِ حتَّى عَادَ كَألكُثبَانِ
٤٣٠. لَمَّا تَجلَّى يَومَ تَكلِيمِ الرِّضَى
موسَى الكلِيمِ مُكلَّمِ الرَّحمنِ
٤٣١. وَزَعَمتَ للمعبُودِ وَجهاً بَاقِياً
وَلَهُ يَمِينٌ بَل زَعَمتَ يَدَانِ
٤٣٢. وَزَعَمتَ أنَّ يَدَيهِ للسَّبعِ العُلَى
والأرضِ يَومَ الحشرِ قَابِضَتَانِ
٤٣٣. وزَعَمتَ أنَّ يمينَهُ مَلأى مِنَ ال
خَيرَاتِ مَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ
٤٣٤. وَزَعَمتَ أنَّ العدلَ في الأخرَى بِهَا
رَفعٌ وَخَفضٌ وَهوَ بِالميزَانِ
٤٣٥. وَزَعَمتَ أنَّ الخَلقَ طُرّاً عِندَهُ
يَهتَزُّ فَوقَ أصَابِعِ الرَّحمنِ
٤٣٦. وَزَعَمتَ أيضاً أنَّ قَلبَ العبدِ مَا
بَينَ اثنَتَينِ مِن الأصَابعِ عَانِ
٤٣٧. وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ يَضحَكُ عِندَمَا
يَتَقَابَلُ الصَّفَّانِ يَقتتِلاَنِ
٤٣٨. مِن عَبده يَأتي فَيُبدِي نَحرَهُ
لِعَدُوِّهِ طَلَباً لِنَيلِ جِنَانِ
٤٣٩. وَكَذَاكَ يضحَكُ عِندَمَا يَثِبُ الفَتَى
مِن فُرشِهِ لتِلاوَةِ القُرآنِ
٤٤٠. وَكَذَاكَ يَضحَكُ مِن قُنُوطِ عِبَادِهِ
إذ أجدَبُوا وَالغَيثُ مِنهُم دَانِ
٤٤١. وَزَعَمتَ أنَّ الله يَرضَى عَن أُولي ال
حُسنَى ويغضَبُ مِن أولي العِصيَانِي
٤٤٢. وَزَعَمتَ أنَّ اللهَ يَسمعُ صَوتَهُ
يَومَ المَعَأدِ بَعِيدُهُم والدَّاني
٤٤٣. لَمَّا يَنادِيهِم أنَا الدَّيَانُ لاَ
ظُلمٌ لَدَيَّ فَيَسمَعُ الثَّقَلاَنِ
٤٤٤. وَزَعمتَ أنَّ الله يُشرِقُ نُورُهُ
في الأرضِ يومَ الفصلِ والميزانِ
٤٤٥. وَزَعَمتَ أنَّ الله يَكشِفُ سَاقَهُ
فَيَخِرُّ ذَاكَ الجمعُ للأذقَانِ
٤٤٦. وَزَعَمتَ أنَّ الله يَبسُطُ كَفَّهُ
لِمُسِيئِنَا لِيَتُوبَ مِن عِصيَانِ
٤٤٧. وَزَعَمتَ أنَّ يَمِينَهُ تَطوِي السَّمَا
طَيِّ السِّجِلِّ عَلَى كِتَابش بَيَانِ
٤٤٨. وَزَعمتَ أنَّ اللهَ يَنزِلُ في الدُّجَى
في ثُلثِ لَيلٍ آخِرٍأو ثانِ
٤٤٩. فَيقُولُ هَل مِن سَائِلٍ فَأُجِيبَهُ
فَأَنَا القرِيبُ أجِيبُ مَن نَادَاني
٤٥٠. وَزَعمتَ أنَّ لَهُ نُزُولاً ثَانِياً
يَومَ القِيَامَةِ لِلقَضَاءِ الثَّانِي
٤٥١. وَزَعمتَ أنَّ اللهَ يَبدُو جَهرَةً
لِعِبَادِهِ حَتَّى يُرَى بِعِيانِ
٤٥٢. بَل يَسمَعُونَ كَلاَمَهُ وَيَرَونَهُ
فَالمُقلَتَانِ إليهِ نَاظِرَتَانِ
٤٥٣. وَزَعَمتَ أنَّ لربِّنَا قَدَماً وَأنَّ
اللهَ وَاضِعُهَا عَلَى النِّيرَانِ
٤٥٤. فَهُنَاكَ يَدنُو بَعضُهَا مِن بَعضِهَا
وَتَقُولُ قَط قَط حَاجَتي وَكَفَانِي
٤٥٥. وَزَعَمتَ أن النَّاس يَومَ مَزيدِهِم
كُلٌّ يُحَاضِرُ رَبَّهُ ويُدَانِي
٤٥٦. بالحَاءِ مَع ضَادٍ وَجَامِعِ صَادِهَا
وَجهَانِ في ذَا اللَّفظِ مَحفُوظَانِ
٤٥٧. في التِّرمِذِيِّ وَمُسنَدٍ وَسِوَاهُمَا
مِن كُتبِ تَجسِيمٍ بِلاَ كِتمَانِ
٤٥٨. وَوَصَفتَهُ بِصِفَاتِ حَيٍّ فَاعِلٍ
بالإختِيَار وذَانِكَ الأصلاَنِ
٤٥٩. أصلُ التَّفَرُّقِ بَينَ هَذَا الخَلقِ فِي ال
بَارِي فَكُن فِي النَّفي غَيرَ جَبَانِ
٤٦٠. أو لاَ فَلاَ تَلعَب بِدِينِكَ نَاقِضاً
نَفياً بإثبَاتٍ بِلاَ فُرقَانِ
٤٦١. فَالنَّاسُ بَينَ مُعَطِّلٍ أو مُثبتٍ
أو ثَالِثٍ مُتنَاقِضٍ صَنعَانِ
٤٦٢. وَاللهِ لَستَ بِرَابعٍ لَهُمُ بَلَى
إمَّا حِمَاراً أو مِنَ الثِّيرَانِ
٤٦٣. فَاسمَح بإنكَار الجَمِيعِ وَلاَ تَكُن
مُتَنَاقِضاً رَجُلاَ لَهُ وَجهَانِ
٤٦٤. أو لاَ فَفرِّق بَينَ مَا أثبتَّهُ
وَنَفَيتَهُ بِالنَّصِّ والبُرهَانِ
٤٦٥. فَالبَابُ بَابٌ وَاحِدٌ في النَّفي وال
إثبَاتِ في عَقلٍ وَفي مِيزَانِ
٤٦٦. فَمَتَى أقرَّ بِبعضِ ذَلِكَ مثبِتٌ
لَزِمَ الجَمِيعَ أو ائتِ بالفُرقَانِ
٤٦٧. وَمَتَى نَفَى شَيئاً واثبتَ مِثلَهُ
فمجسِّمٌ مُتَنَاقِضٌ دَيصَانِ
٤٦٨. فذَرُوا المِرَاءَ وَصَرِّحُوا بمذَاهِبِ ال
قُدَمَاءِ وانسَلِخُوا مِنَ الإِيمَانِ
٤٦٩. أو قَاتِلُوا مَع إيمَّةِ التَّجسِيمِ والتَّ
شَبِيهِ تحتَ لِوَاءِ ذِي القرآنِ
٤٧٠. أو لاَ فَلاَ تَتَلاَعَبُوا بِعُقُولِكُم
وَكِتَابِكُم وَبِسَائِرِ الأديَانِ
٤٧١. فَجَمِيعُهَا قَد صَرَّحَت بِصِفَاتِهِ
وَكَلاَمِهِ وعُلُوِّهِ بِبَيَانِ
٤٧٢. وَالنَّاسُ بَينَ مصَدِّقٍ أو جَاحِدٍ
أو بَينض ذَلِكَ أو شَبِيهُ أتَانِ
٤٧٣. فَاصنَع مِنَ التَّنزِيه تُرساً مُحكَماً
وَانفِ الجَمِيعَ بِصَنعَةٍ وَبَيَانِ
٤٧٤. وَكَذَاكَ لَقِّب مَذهَبَ الإِثبَاتِ بِالتَّ
جسِيمِ ثُمَّ احمِل عَلَى الأقرَانِ
٤٧٥. فَمَتَى سَمَحتَ لَهُم بِوَصفٍ وَاحِدٍ
حَمَلُوا عَلَيكَ بِحَملَةِ الفُرسَانِ
٤٧٦. فَصُرِعت صِرعَةَ مَن غَدَا متلَبِّطاً
وَسَطَ العَرِينِ مُمزَّقَ اللُّحمَانِ
٤٧٧. فَلِذَاك أنكَرنَا الجَمِيعَ مَخَافَةَ التَّ
جسِيمِ إن ضِرنَا إلى القُرآنِ
٤٧٨. وَلِذَا خَلَعنَا رِبقَةَ الأديَانِ مِن
أعنَاقِنَا فِي سَالِفِ الأزمَانِ
٤٧٩. وَلَنَا مُلُوكٌ قَاوَمُوا الرُّسلَ الألَى
جَاؤُوا بإثبَاتِ الصِّفَاتِ كَمَانِ
٤٨٠. في آلِ فِرعَونٍ وَقَارُونَ وَهَا
مَان ونُمرُودٍ وَجِنكِسخَانِ
٤٨١. وَلَنَا الأئمَّةُ كالفَلاَسِفَةِ الألَى
لَم يَعبَؤُوا أصلاً بِذِي الأديَانِ
٤٨٢. مِنهُم أرسطُوا ثُمَّ شِيعَتُهُ إلَى
هَذَا الأوَانِ وعِندَ كُلِّ أوَانِ
٤٨٣. مَا فِيهُمُ مَن قَالَ إنَّ الله فَو
قَ العرشِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ
٤٨٤. كلاَّ وَلاَ قَالُوا بِأنَّ إلهَنَا
مُتَكَلِّمٌ بالوَحيِ والقُرآنِ
٤٨٥. وَلأجلِ هَذَا رَدَّ فِرعَون عَلَى
مُوسَى وَلَم يقدِر عَلَى الإِيمَانِ
٤٨٦. إذ قالَ مُوسَى رَبُّنَا مُتَكَلِّمٌ
فَوقَ السَّمَاءِ وَإنَّهُ نَادَانَي
٤٨٧. وَكَذَا ابنُ سِينَا لَم يَكُن مِنكُم وَلاَ
أتبَاعُهُ بَل صَانَعُوا بِدِهَانِ
٤٨٨. وَكَذَلِكَ الطُّوسِيُّ لَمَّا أن غَدَا
ذَا قُدرَةٍ لَم يَخشَ مِن سُلطَانِ
٤٨٩. قَتلَ الخَليفَةَ والقُضَاةَ وحَامِلي ال
قُرآنِ والفُقَهَاء في البُلدَانِ
٤٩٠. إذ هُم مشَبِّهَةٌ مُجَسِّمَةٌ وَمَا
دَانُوا بِدِينش أكَابِرِ اليُونَانِ
٤٩١. وَلَنَا الملاَحِدَةُ الفُحُولُ أئِمَّةُ التَّ
عطِيلِ وَالتَّشبِيهِ آلُ سِنَانِ
٤٩٢. وَلَنَا تَصَانِيفٌ بِهَا غَالبتُمُ
مِثلَ الشِّفَا وَرَسَائِلِ الإِخوَانِ
٤٩٣. وَكَذَا الإشَارَاتُ التي هِيَ عِندكُم
قد ضُمِّنَت لِقَوَاطِعِ البُرهَانِ
٤٩٤. قَد صَرَّحَت بالضِّدِّ مِمَّا جَاءَ فِي التَّ
وراةِ والإنجِيلِ والفُرقَانِ
٤٩٥. هِيَ عِندَكُم مِثلُ النُّصُوصِ وَفَوقَهَا
في حُجَّةٍ قَطعِيَّةٍ وَبَيَانٍ
٤٩٦. وَإِذَا تَحَاكَمنَا فَإنَّ إلَيهِمُ
يَقَعُ التَّحَاكُمُ لاَ إِلَى القُرآنِ
٤٩٧. إذ قَد تَسَاعَدنَا بأنَّ نَصوصَهُ
لَفظِيَّةٌ عُزِلَت عَنِ الإيقَانِ
٤٩٨. فَلِذَاك حَكَّمنَا عَلَيهِ وأنتُم
قَوفَ المعَلِّمِ أولاً والثَّانِي
٤٩٩. يا وَيحَ جَهمٍ وابنِ دِرهَمَ والألَى
قَالُوا بِقَولِهِمَا مِنَ الخَوَرَانِ
٥٠٠. بَقيَت مِنَ التَّشبِيهِ فِيهِ بَقيَّةٌ
نَقَضَت قَوَاعِدَهُ مِنَ الأركَانِ
٥٠١. يَنفِي الصِّفَاتِ مَخَافَةَ التَّجسِيمِ لاَ
يَلوِي عَلَى خَبرٍ وَلاَ قُرآنِ
٥٠٢. ويقُولُ إنَّ اللهَ يَسمَعُ أو يَرَى
وكذَاكَ يَعلَمُ سِرَّ كُلِّ جَنَانِ
٥٠٣. ويقُولُ إنَّ اللهَ قَد شَاءَ الَّذِي
هُوَ كَائِنٌ مِن هََذِهِ بالأكوَانِ
٥٠٤. وَيقُولُ إنَّ الفِعلَ مقدُورٌ لَهُ
وَالكَونَ يَنسِبُهُ إِلَى الحِدثَانِ
٥٠٥. وبِنَفيهِ التَّجسِيمَ يَصرخُ في الوَرَى
واللهِ مَا هَذَانِ مُتَّفِقانِ
٥٠٦. لَكِنَّنَا قُلنا مُحَالٌ كُلُّ ذَا
حَذَراً مِنَ التَّشبِيهِ وَالإمكَانِ
٥٠٧. وَأتَى فَرِيقٌ ثُمَّ قَالَ ألاَ اسمَعُوا
قَد جئتُكُم مِن مَطلَعِ الإِيمَانِ
٥٠٨. مِن أرضِ طَيبَةَ مِن مُهَاجَرِ أحمَدٍ
بالحقِّ والبُرهَانِ والتِّبيَانِ
٥٠٩. سافرتُ في طَلَبِ الإِلَهِ فَدَلَّني ال
الهَادِي عَلَيهِ ومُحكَمُ القُرآنِ
٥١٠. مَع فِطرَةِ الرَّحمَنِ جَلَّ جَلاَلُهُ
وَصَرِيحِ عَقلي فَاعتَلَى بِبَيَانِ
٥١١. فَتَوَافَقَ الوَحيُ الصَّرِيحُ وَفِطرَةُ الرَّ
حمنِ والمعقُولُ في إيمَانِ
٥١٢. شَهِدُوا بأنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ
مُتَفَرِّدٌ بِالمُلكِ والسُّلطَانِ
٥١٣. وَهُوَ الإِلَهُ الحَقُّ لاَ مَعبُودَ إلاَّ
وَجهُهُ الأعلَى العَظِيمُ الشَّانِ
٥١٤. بَل كُلُّ مَعبُودٍ سِوَاهُ فَبَاطِلٌ
مِن عَرشِهِ حَتَّى الحَضِيض الدَّاني
٥١٥. وَعِبَادَةُ الرِّحمنِ غَايَةُ حُبِّهِ
مَع ذُلِّ عَابِدِهِ هُمَا قُطبَانِ
٥١٦. وَعَلَيهِمَا فَلَكُ العِبَادَةِ دَائِرٌ
مَا دَارَ حَتَّى قَامَتِ القُطبَانِ
٥١٧. ومَدَارُهُ بالأمرِ أمرِ رسُولِهِ
لاَ بِالهَوَى والنَّفسِ والشَّيطَانِ
٥١٨. فَقِيَامُ دِينِ اللهِ بالإخلاَصِ وَال
إحسَانِ إنَّهُمَا لَهُ أصلاَنِ
٥١٩. لَم يَنجُ مِن غَضَبِ الإِلَهِ وَنَارِهِ
إلاَّ الَّذِي قَامَت بِهِ الأصلاَنِ
٥٢٠. وَالنَّاسُ بَعدُ فَمُشرِكٌ بإلهِهِ
أو ذُو ابتِدَاعِ أو لَهُ الوَصفَانِ
٥٢١. واللهُ لا يَرضَى بِكَثرَةِ فِعلِنَا
لَكِن بِأحسَنِهِ مَعَ الإِيمَانِ
٥٢٢. فالعَارِفُون مُرادُهُم إحسَانُهُ
والجَاهِلُونَ عَمُوا عَنِ الإِحسَانِ
٥٢٣. وَكَذَاكَ قَد شَهِدُوا بأنَّ اللهَ ذُو
سَمعٍ وَذُو بَصَرٍ هُمَا صِفَتَانِ
٥٢٤. وَهُوَ العلَيُّ يَرَى وَيسمَعُ خَلقَهُ
مِن فَوقِ عَرشٍ فَوقَ سِتِّ ثَمَانِ
٥٢٥. فَيَرى دَبِيبَ النَّملِ في غَسَقِ الدُّجَى
وَيَرَى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأجفَانِ
٥٢٦. وَضَجَيجُ أصوَاتِ العِبَادِ بِسَمعِهِ
وَلَدَيهِ لاَ تَتشَابَهُ الصَّوتَانِ
٥٢٧. وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يُوَسوِسُ عَبدُهُ
فِي نَفسِهِ مِن غَيرِ نُطقِ لِسَانِ
٥٢٨. بَل يَستَوِي في عِلمِه الدَّانِي مَعَ ال
قَاضِي وَذُو الإِسرَارِ والإِعلاَنِ
٥٢٩. وَهُوَ العَلِيمُ بِمَا يَكُونُ غَداً وَمَا
قَد كَانَ وَالمعلُومُ فِي ذَا الآنِ
٥٣٠. وَبِكُلِّ شَيءٍ لَم يَكُن لَو كَان كَيفَ
يَكُونُ موجُوداً لذِي الأعيَانِ
٥٣١. وَهُوَ القدِيرُ فَكُلُّ شَيءٍ فَهوَ مَق
دُورٌ لَهُ طَوعاً بِلاَ عِصيَانِ
٥٣٢. وَعُمُومُ قُدرَتِهِ تَدُلُّ بِأنَّهُ
هُوَ خَالِقُ الأفعَالِ للحَيَوَانِ
٥٣٣. هِيَ خَلقُهُ حَقًّا وأفعَالٌ لَهُم
حَقًّا وَلاَ يَتنَاقَضُ الأمرَانِ
٥٣٤. لَكنَّ أهلَ الجَبرِ والتَّكذِيبِ بِال
أَقدَارِ مَا انفَتَحَت لهُم عَينَانِ
٥٣٥. نَظَرُوا بِعَينَي أعوَرٍ إذ فَاتَهُم
نَظَرُ البَصِيرِ وَغَارَتِ العَينَانِ
٥٣٦. فَحَقِيقَةُ القَدَرِ الَّذِي حَارَ الوَرَى
في شَأنِهِ هوَ قُدرَةُ الرَّحمنِ
٥٣٧. واستَحسَنَ ابنُ عَقِيل ذَا مِن أحمدٍ
لمَّا حَكَاهُ عَنِ الرِّضَى الرَّبَّانِي
٥٣٨. قَالَ الإِمَامُ شَفَا القُلُوبَ بلَفظَةٍ
ذَاتِ اختِصَارٍ وَهيَ ذَاتُ بَيَانٍ
٥٣٩. وَلَهُ الحَيَاةُ كَمَالُهَا فلأجلِ ذَا
مَا للمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ
٥٤٠. وَكَذلِكَ القَيُّومُ مِن أوصَافِهِ
مَا لِلمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ
٥٤١. وَكَذَلِكَ أوصَافُ الكَمَالِ جَمِيعُهَا
ثبتَت لَهُ ومَدَارُهَا الوَصفَانِ
٥٤٢. فَمُصَحّحُ الأوصَافِ وَالأفعَالِ وَال
أسمَاءِ حَقًّا ذَانِكَ الوَصفَان
٥٤٣. وَلأجلِ ذَا جَاءَ الحَدِيثُ بِأنَّهُ
في آيَةِ الكُرسِي وَذِي عِمرَانِ
٥٤٤. اسمُ الإلَهِ الأعظَمُ اشتَمَلاَ عَلَى اس
مِ الحَيِّ والقَيُومِ مُقتَرِنَانِ
٥٤٥. فالكُلُّ مرجِعُهَا إِلَى الإِسمَين يَد
رِي عذاكَ ذُو بَصَرٍ بِهَذَا الشَّانِ
٥٤٦. وَلَهُ الإِرَادَةُ وَالكَرَاهَةُ والرِّضَى
وَلَهُ المَحَبَّةُ وهوَ ذُو الإحسانِ
٥٤٧. وَلَهُ الكَمَالُ المُطلَقُ العَارِي عَنِ التَّ
شبِيهِ والتَّمثِيلِ بالإنسَانِ
٥٤٨. وَكَمَالُ مَن أعطَى الكَمَالَ بِنَفسِهِ
أولَى وَأقدَمُ وهوَ أعظَمُ شَانِ
٥٤٩. أيكُونُ مَن أعطَى الكَمَالَ بِنَفسِهِ
ذَاكَ الكَمَالُ أذَاكَ ذُو إمكَانِ
٥٥٠. أيَكُونُ إنسَانٌ سَمِيعاً مُبصِراً
مُتَكَلِّماً بِمَشِيئَةٍ وَبَيَانِ
٥٥١. وَلَهُ الحَيَاةُ وَقُدرَةٌ وإرَادَةٌ
والعِلمُ بِالكُلِّيِّ والأعيَانِ
٥٥٢. واللهُ قَد أعطَاهُ ذَاكَ وَلَيسَ هَ
ذَا وَصفَهُ فاعجَب مِنَ البُهتَانِ
٥٥٣. بِخِلاَفِ نَومِ العَبد ثًُمَّ جِمَاعِهِ
والأكلِ مِنهُ وَحَاجَةِ الأبدَانِ
٥٥٤. إذ تِلكَ مَلزُومَاتُ كَونِ العَبدِ مُح
تَاجاً وَتِلكَ لَوازِمُ النُّقصَانِ
٥٥٥. وَكَذَا لَوَازِمُ كَونِهِ جَسَداً نَعَم
وَلَوَازِم الإحدَاثِ والإِمكَانِ
٥٥٦. يتقدَّسُ الرَّحمنُ جَلَّ جَلاَلُهُ
عَنهَا وَعَن أعضَاءِ ذِي جُثمَانِ
٥٥٧. واللهُ رَبيِّ لَم يَزَل متكلِّماً
وَكَلاَمُهُ المَسمُوعُ بالآذَانِ
٥٥٨. صِدقاً وعَدلاً أحكمَت كَلِمَاتُهُ
طَلَباً وإخبَاراً بِلاَ نُقصَانِ
٥٥٩. وَرَسُولهُ قَد عَاذَ بالكلَِمَاتِ مِن
لَدغٍ وَمِن عَينٍ ومِن شَيطَانِ
٥٦٠. أيُعَاذُ بالمخلُوقِ حَاشَاهُ مِنَ الإِش
رَاكِ وَهُوَ مُعَلِّمُ الإِيمَانِ
٥٦١. بَل عَاذَ بالكَلِمَاتِ وَهيَ صِفَاتُهُ
سُبحَانُهُ لَيسَت مِنَ الأكوانِ
٥٦٢. وَكَذَلِكَ القرآنُ عَينُ كَلاَمِهِ المَس
مُوعِ مِنهُ حقِيقَةً بِبَيَانِ
٥٦٣. هُوَ قُولُ رَبِّي كُلُّهُ لاَ بَعضُهُ
لَفظاً وَمَعنًى مَا هُمَا خَلقَانِ
٥٦٤. تَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ وَقولُهُ
اللَّفظُ والمعنَى بِلاَ رَوَغَانِ
٥٦٥. لَكِنَّ أصوَاتَ العِبَادِ وَفِعلَهُم
كَمِدَادِهِم والرَّقِّ مَخلوقَانِ
٥٦٦. فالصَّوتُ للقَارِى وَلَكِنَّ الكَلاَ
مِ كَلاَمُ رَبِّ العرشِ ذِي الإِحسَانِ
٥٦٧. هَذَا إِذَا مَا كَانَ ثَمَّ وَسَاطَةٌ
كَقِرَاءَةِ المخلُوقِ لِلقُرآنِ
٥٦٨. فإذَا انتفَت تِلكَ الوَسَاطَةُ مِثلَمَا
قَد كلَّمَ المولُودَ مِن عِمرَانِ
٥٦٩. فَهُنالِكَ المخلُوقُ نَفسُ السَّمع لاَ
شَيءٌ مِنَ المسمُوعِ فَافهَم ذَانِ
٥٧٠. هَذِي مَقَالَةُ أحمدٍ ومُحَمَّدٍ
وخُصُومُهُم مِن بَعدُ طَائِفَتَانِ
٥٧١. إحدَاهُمَا زَعَمَت بِأنَّ كَلاَمَهُ
خَلقٌ لَهُ الفَاظُهُ ومَعَانِ
٥٧٢. والآخَرُونَ أبَوا وَقَالُوا شَطرُهُ
خَلقٌ وَشَطرٌ قَامِ بالرَّحمنِ
٥٧٣. زَعَمُوا القُرآنَ عِبَارَةٌ وَحِكَايَةٌ
قُلنَا كَمَا زَعَمُوهُ قُرآنَانِ
٥٧٤. هَذَا الَّذِي نَتلُوه مخلُوقٌ كَمَا
قَالَ الوَلِيدُ وَبَعدَهُ الفِئَتَانِ
٥٧٥. والآخَرُ المعنَى القَدَيمُ فقَائِمٌ
بالنَّفسِ لَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ
٥٧٦. والأمرُ عَينُ النَّهيِ واستِفهَامُهُ
هُو عَينُ إخبَارٍ وَذُو وِحدَانِ
٥٧٧. وَهُوَ الزَّبُورُ وَعَينُ تَورَاةٍ وإن
جِيلٍ وَعَينُ الذِّكرِ والفُرقَانِ
٥٧٨. الكُلُّ شَيءٌ وَاحِدٌ في نَفسِهِ
لاَ يَقبَلُ التبعِيضَ في الأذهَانِ
٥٧٩. مَا إن لَهُ كُلُّ ولاَ بَعضٌ وَلا
حَرفٌ وَلاَ عَرَبِي وَلاَ عِبرَانِي
٥٨٠. وَدَلِيلُهُم في ذَاكَ بَيتٌ قَالَهُ
فِيمَا يُقَالُ الأخطَلُ النَّصرَانِيُّ
٥٨١. يَا قَومُ قَد غَلِطَ النَّصَارَى قَبلُ في
مَعنَى الكَلاَمِ ومَا اهتدَوا لِبَيَانِ
٥٨٢. وَلأجلِ ذَا جَعَلُوا المَسِيحَ إلَهَهُم
إذ قِيلَ كِلمَةُ خَالِقٍ رَحمنِ
٥٨٣. ولأجلِ ذَا جَعَلُوهُ نَاسُوتاً وَلاَ
هُوتاً قَدِيماً بَعدُ مُتَّحِدَانِ
٥٨٤. وَنَظِيرُ هَذَا مَن يَقُولُ كَلاَمُهُ
مَعنًى قَديمٌ غَيرُ ذِي حِدثَانِ
٥٨٥. والشَّطرُ مَخلُوقٌ وَتِلكَ حُرُوفُهُ
نَاسُوتُهُ لَكِن هُمَا غَيرَانِ
٥٨٦. فَانظُر إِلَى ذَا الإِتِّفَاقِ فَإِنَّهُ
عَجَبٌ وَطَالِع سُنَّةَ الرَّحمنِ
٥٨٧. وتَكَايَسَت أخرَى وقَالَت إنَّ ذَا
قَولٌ مُحَالٌ وَهوَ خَمسُ مَعَانِ
٥٨٨. تِلكَ التي ذُكِرَت ومَعنى جَامِعٌ
لِجَمِيعِهَا كالأسِّ للبُنيَانِ
٥٨٩. فَيَكُونُ أنواعاً وعِندَ نَظِيرِهِم
أوصَافُهُ وهُمَا فمُتَّفِقَانِ
٥٩٠. إنَّ الذِي جَاءَ الرسُولُ بِهِ لَمَخ
لُوقٌ وَلَم يُسمَع مِنَ الدَّيانِ
٥٩١. والخُلفُ بَينَهُمُ فقيل مُحَمَّدٌ
أنشَاهُ تَعبِيراً عَنِ القُرآنِ
٥٩٢. والآخرُونَ أبَوا وَقَالُوا إنَّمَا
جِبرِيلُ أنشَاهُ عَنِ المنَّانِ
٥٩٣. وتكَايَسَت أخرَى وَقَالَت إنَّهُ
نَقلٌ مِنَ اللَّوحِ الرَّفِيعِ الشَّانِ
٥٩٤. فاللَّوحُ مَبدَؤهُ وربُّ اللَّوحِ قَد
أنشَاهُ خَلقاً فِيه ذَا حِدثَانِ
٥٩٥. هَذِي مقَالاَتٌ لُهُم فانظر تَرَى
فِي كُتبِهِم يَا مَن لَهُ عَينَانِ
٥٩٦. لَكِنَّ أهلََ الحَقِّ قَالُوا إنَّمَا
جِبرِيلُ بلَّغَهُ عَنِ الرَّحمَنِ
٥٩٧. ألقَاهُ مَسمُوعاً لَهُ مِن رَبِّهِ
للصَّادِقِ المَصدُوقِ بالبُرهَانِ
٥٩٨. وَإِذَا أرَدتَ مَجَامِعَ الطُّرقِ الَّتِي
فِيهَا افتِرَاقُ النَّاسِ فِي القُرآنِ
٥٩٩. فمَدارُهَا أصلاَنِ قَامَ عَلَيهِمَا
هَذَا الخِلافُ هُمَا رُكنَانِ
٦٠٠. هَل قولُهُ بمشِيئَةٍ أم لاَ وَهَل
في ذَاتِهِ أم خَارِجٌ هَذَانِ
٦٠١. أصلُ اختِلاَفِ جَمِيعِ أهلِ الأرضِ في ال
قُرآنِ فَاطلُب مُقتضَى البُرهَانِ
٦٠٢. ثُمَّ الألَى قَالُوا بِغيرِ مَشِيئَةٍ
وَإِرَادَةٍ مِنهُ فَطَائِفَتَانِ
٦٠٣. إحدَاهُمَا جَعَلَتهُ مَعنًى قَائِماً
بالنَّفسِ أو قَالُوا بِخَمسِ مَعَانِ
٦٠٤. وَاللهُ أحدَثَ هَذِهِ الألفَاظَ كَي
تُبدِيهِ مَعقُولاً إِلَى الأذهَانِ
٦٠٥. وَكَذَاكَ قَالُوا إنَّهَا لَيسَت هيَ ال
قُرآنَ بَل مَخلُوقَةٌ دَلَّت عَلى القرآنِ
٦٠٦. ولربَّما سُمِّى بِهَا القُرآنُ تَس
مِيَةَ المَجَازِ وذَاكَ وَضعٌ ثَانِ
٦٠٧. وَكَذلِكَ اختَلَفُوا فقِيلَ حِكَايَةٌ
عَنهُ وقِيلَ عِبَارَةٌ لِبَيَانِ
٦٠٨. إذ كَانَ مَا يُحكَى كَمَحكِّيٍّ وَهَ
ذَا اللَّفظُ والمعنَى فمختَلِفَانِ
٦٠٩. ولذَا يُقَالُ حَكَى الحَدِيثَ بعَينِهِ
إذ كَانَ أولُهُ نَظِيرَ الثَّاني
٦١٠. فَلِذَاكَ قَالُوا لاَ نَقُولُ حِكَايَةٌ
وَنَقُولُ ذَاكَ عِبَارَةُ الفُرقَانِ
٦١١. والآخَرُونَ يَرَونَ هَذَا البَحثَ لَف
ظِيًّا ومَا فِيهِ كَبِيرُ مَعَانِ
٦١٢. وَالفِرقَةُ الأخرَى فَقَالَت إنَّهُ
لَفظٌ وَمَعنًى لَيسَ ينفَصِلاَنِ
٦١٣. واللَّفظُ كالمعنَى قَدِيمٌ قَائِمٌ
بالنَّفسِ لَيسَ بقَابِلِ الحِدثَانِ
٦١٤. فَالسِّينُ عِندَ البَاءِ لا مَسبُوقَةٌ
لَكِن هُمَا حَرفَانِ مُقتَرِنَانِ
٦١٥. والقَائِلُون بِذَا يقُولُوا إنَّمَا
تَرتِيبُهَا بالسَّمعِ الآذَانِ
٦١٦. وَلَهَا اقتِرَانٌ ثَابِتٌ لذَوَاتِهَا
فاعجَب لِذَا التَّخلِيطِ والهَذَيَانِ
٦١٧. لَكِنَّ زَاغُونِيَّهُم قَد قَالَ إنَّ
ذَوَاتَهَا وَوُجُودَهَا غَيرَانِ
٦١٨. فَتَرَبَّتَت بِوُجُودِهَا لاَ ذَاتِهَا
يَا لَلَعُقُولِ وَزَيغَةِ الأذهَانَ
٦١٩. لَيسَ الوُجُودُ سِوى حَقِيقَتَهَا لِذِي ال
أذهَانِ بَل في هَذهِ الأعيَانِ
٦٢٠. لَكِن إذَا أخَذَ الحقيقَةَ خَارجاً
وَوُجُودَهَا ذِهناً فمُختَلِفَانِ
٦٢١. وَالعَكسُ أيضاً مِثلُ ذَا فإذَا هُمَا
اتَّحَدَا اعتبَاراً لَم يَكُن شَيئَانِ
٦٢٢. وَبِذَا يَزُولُ جَمِيعُ إشكَالاَتِهِم
في ذَاتِهِ وَوُجُودِهِ الرَّحمنِ
٦٢٣. وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ بِمَشِيئَةٍ
وَإرَادَةٍ أيضاً فَهُم صِنفَانِ
٦٢٤. إحدَاهمَا جَعَلَتهُ خَارِجَ ذَاتِهِ
كَمَشِيئَةٍ لِلخَلقِ والأكوَانِ
٦٢٥. قَالوا وَصَارَ كَلامهُ بإضَافَةِ التَّ
شرِيفِ مِثلَ البيتِ ذِي الأركَانِ
٦٢٦. مَا قَالَ عندَهُمُ ولا هُوَ قَائِلٌ
والقَولُ لَم يُسمَع مِنَ الدَّيَّانِ
٦٢٧. فالقَولُ مَفعُولٌ لَدَيهِم قَائِمٌ
بِالغَيرِ كالأعرَاضِ والأكوَانِ
٦٢٨. هَذِي مَقَالَةُ كُلِّ جَهميٍّ وهُم
فِيهَا الشُّيُوخُ مُعَلِّمو الصِّبيَانِ
٦٢٩. لَكِنَّ أهلَ الإعتِزَالِ قَدِيمَهُم
لَم يذهَبُوا ذَا المَذهَبِ الشَّيطانِي
٦٣٠. وَهُم الألَى اعتزَلُوا عَنِ الحسَنِ الرِّ
ضَى البَصرِيِّ ذَاكَ العالِمِ الربَّاني
٦٣١. وَكَذَاكَ أتبَاعٌ عَلَى مِنهَاجِهِم
مِن قَبلِ جَهمٍ صَاحِبِ الحِدثَانِ
٦٣٢. لَكِنَّمَا متأخِّرُوهم بَعدَ ذَا
لَكَ وافَقُوا جَهماً عَلَى الكُفرانِ
٦٣٣. فَهُمُ بذَا جَهمِيَّةٌ أهلُ اعتِزَا
لٍ ثَوبُهُم أضحَى لَه عَلَمَانِ
٦٣٤. وَلَقَد تَقَلَّدَ كُفرَهُم خَمسُونَ في
عَشرٍ مِنَ العُلَمَاءِ في البُلدَانِ
٦٣٥. وَاللاَّلَكَائِيُّ الإمامُ حَكَاهُ عَن
هُم هُم حَكَاهُ قَبلَهُ الطَّبَرَانِي
٦٣٦. وَالقَائِلونَ بِأنَّهُ بمشِيئَةٍ
في ذَاتِهِ أيضاً فَهُم نَوعَانِ
٦٣٧. إحدَاهُمَا جَعَلَتهُ مَبدُوءاً بِهِ
نَوعاً حِذَارَ تسلسُلِ الأعيَانِ
٦٣٨. فَيَسُدُّ ذَاكَ عَلَيهمُ في زَعمِهِم
إثبَاتَ خَالِقِ هَذِهِ الأكوَانِ
٦٣٩. فَلِذَاكَ قَالُوا إنَّهُ ذُو أوَّلٍ
مَا للِفَنَاءِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ
٦٤٠. وَكَلاَمُهُ كَفِعَالِهِ وَكِلاَهُمَا
ذُو مَبدءٍ بَل لَيسَ يَنتَهِيَانِ
٦٤١. قَالُوا وَلَم يُنصِف خُصُومٌ جَعجَعُوا
وَأتَوا بتَشنِيعٍ بِلاَ بُرهَانِ
٦٤٢. قُلنَا كَمَا قَالُوهُ في أفعَالِهِ
بَل بَينَنَا بَونٌ مِنَ الفُرقَانِ
٦٤٣. بَل نَحنُ أسعَدُ مِنهُمُ بِالحقِّ إذ
قُلنَا هُمَا باللهِ قَائِمَتَانِ
٦٤٤. وَهُمُ فَقَالُوا لَم يَقُم باللهِ لاَ
فِعلٌ وَلاَ قَولٌ فَتَعطِيلاَنِ
٦٤٥. لفِعَالِهِ وَمَقَالِهِ شَرٌّ وأب
طَلُ مِن حُلُولِ حَوَادِثِ بِبَيانِ
٦٤٦. تَعطِيلُهُ عَن فِعلِهِ وَكَلاَمِهِ
شَرٌّ مِنَ التشنِيعِ بِالهَذَيَانِ
٦٤٧. هَذِي مَقَالاتُ ابنِ كرَّامٍ وَمَا
رَدُّوا عَلَيهِ قَطُّ بالبرهَانِ
٦٤٨. أنَّى وَمَا قَد قَالَ أقرَبُ مِنهُمُ
لِلعَقلِ وَالآثَارِ والقُرآنِ
٦٤٩. لَكِنَّهُم جَاؤُوا لَهُُ بِجَعَاجِعٍ
وَفَرَاقِعٍ وَقَعَاقِعٍ بِشِنَانِ
٦٥٠. وَالآخَرُونَ أولُوا الحَدِيثِ كأحمَدٍ
ومُحَمَّدٍ وأئمةِ الإِيمَانِ
٦٥١. قَالُوا بِأنَّ اللهَ حَقًّا لَم يَزَل
مُتَكَلِّماً بِمَشِيئَةٍ وَبَيَانِ
٦٥٢. إنَّ الكَلاَمَ هُوَ الكَمَالُ فَكَيفَ يَخ
لُو عَنهُ فِي أزلٍ بِلاَ إمكَانِ
٦٥٣. وَيَصِيرُ فِيمَا لَم يَزَل مُتَكَلِّماً
مَاذَا اقتَضَاهُ لَهُ مِنَ الإِمكَانِ
٦٥٤. وَتَعَاقُبُ الكَلِمَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ
لِلذَّاتِ مِثلَ تَعَاقُبِ الأزمَانِ
٦٥٥. واللهُ رَبُّ العرشِ قَالَ حَقِيقَةً
حضم مَع طَهَ بِغَيرِ قِرَانِ
٦٥٦. بَل أحرُفٌ مترتِّبَاتٌ مِثلَمَا
قَد رُتِّبت في مَسمَعِ الإِنسَانِ
٦٥٧. وَقتَانِ في وَقتٍ مُحَالٌ هَكَذَا
حَرفَانِ أيضاً يُوجَدَا في آنِ
٦٥٨. مِن وَاحِدٍ مُتَكَلِّمٍ بَل يُوجَدَا
بالرَّسمِ أو بَتَكَلُّمِ الرجُلاَنِ
٦٥٩. هذَا هُوَ المعقُولُ أمَّا الإِقترَا
نُ فَلَيسَ مَعقُولاً لِذِي الأذهَانِ
٦٦٠. وَكَذَا كَلاَمٌ مِن سِوَى مُتَكَلِّمٍ
أيضاً مُحَالٌ لَيسَ في إمكَانِ
٦٦١. إلاَّ لِمَن قَامَ الكَلاَمُ بِهِ فَذَا
كَ كَلاَمُهُ المعقُولُ فِي الأذهَانِ
٦٦٢. أيكونُ حَيًّا سَامِعاً أو مُبصِراً
مِن غَيرِ مَا سَمعٍ وَغَيرِ عِيَانِ
٦٦٣. وَالسَّمعُ والإِبصَارُ قَامَ بِغَيرِهِ
هَذَا المُحَالُ وَوَاضِحُ البُهتَانِ
٦٦٤. وَكَذا مُريدٌ وَالإِرَادَةُ لَم تَكُن
وَصفاً لَهُ هَذَا مِنَ الهَذَيَانِ
٦٦٥. وَكَذَا قَدِيرٌ مَالَهُ مِن قَدرَةٍ
قَامَت بِهِ أوضَحِ البُطلاَنِ
٦٦٦. واللهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مُتَكَلِّمٌ
بِالنَّقلِ وَالمَعقُولِ والبُرهَانِ
٦٦٧. قَد أجمعَت رُسلُ الإِلَهِ عَلَيهِ لَم
يُنكِرهُ مِن أتبَاعِهِم رَجُلاَنِ
٦٦٨. فَكَلاَمُهُ حَقًّا يَقُومُ بِهِ وإلاَّ
لَم يَكُن مُتَكَلِّماً بِقُرآنِ
٦٦٩. واللهُ قَالَ وَقَائلٌ وَكَذَا يَقُو
لُ الحَقَّ لَيسَ كَلاَمُهُ بِالفَاني
٦٧٠. وَيُكَلِّمُ الثقلَينِ يَومَ مَعَادِهِم
حَقًّا فَيَسمَعُ قَولَهُ الثَّقَلاَنِ
٦٧١. وَكَذَا يكلِّمُ حِزبَهُ في جَنَّةِ ال
حَيَوَانِ بِالتَّسلِيمِ والرِّضوَانِ
٦٧٢. وَكَذَا يُكَلِّمُ رُسلَهُ يَومَ اللِّقَا
حَقًّا فَيَسالُهُم عَنِ التِّبيَانِ
٦٧٣. وَيُراجِعُ التَّكلِيمَ جَلَّ جَلاَلُه
وَقتَ الجِدَالِ لَهُ مِنَ الإِنسَانِ
٦٧٤. وَيُكَلِّمُ الكُفَّارَ في العَرَصَاتِ تَو
بِيخاً وَتَقرِيعاً بِلاَ غُفرَانِ
٦٧٥. ويُكَلِّمُ الكُفَّارَ أيضاً فِي ال
جَحِيمِ أن أخسَؤُوا فِيهَا بِكُلِّ هَوَانِ
٦٧٦. واللهُ قَد نَادَى الكَلِيمَ وَقَبلَهُ
سَمِعَ النِّدَا في الجَنَّةِ الأبَوَانِ
٦٧٧. وأتى النِّدَا فِي تِسعِ آياتٍ لَهُ
وَصفاً فرَاجِعهَا مِنَ القُرآنِ
٦٧٨. وَكَذَا يكلِّمُ جَبرَئِيلَ بأمرِهِ
حَتَّى يُنَفِّذَهُ بِكُلِّ مَكَانِ
٦٧٩. واذكر حَدِيثاً فِي صَحيحِ مُحَمَّدٍ
ذَاكَ البُخَارِيُّ العظيمُ الشَّانِ
٦٨٠. فِيهِ نِدَا اللهِ يَومَ مَعَادِنَا
بالصَّوتِ يَبلُغُ قَاصِياً والدَّاني
٦٨١. هَب أنَّ هَذَا اللَّفظَ لَيسَ بِثَابتٍ
بَل ذِكرُهُ مَع حَذفِهِ سِيَّانِ
٦٨٢. وَرَواهُ عِندَكُمُ البُخَارِيُّ المُجَسِّ
مُ بَل رَوَاهُ مُجسِّمٌ فَوقَانِ
٦٨٣. أيصِحُّ فِي عَقلٍ وَفِي نَقلٍ نِدَا
ءٌ لَيسَ مَسمُوعاً لَنَا بأذَانِ
٦٨٤. أم أجمَعَ العلمَاءُ والعُقَلاءُ مِن
أهلِ اللِّسَانِ وأهلِ كُلٍّ لِسَانِ
٦٨٥. أنَّ النِّدَا الصَّوتُ الرَّفِيعُ وَضِدُّهُ
فَهوَ النِّجَاءُ كِلاَهُمَا صَوتَانِ
٦٨٦. واللهُ مَوصُوفٌ بِذَاكَ حَقِيقَةً
هَذَا الحَدِيثُ ومُحكمُ القُرآنِ
٦٨٧. وَاذكُر حَدِيثاً لابنِ مسعودٍ صَرِي
حاً أنَّهُ ذُو أحرُفٍ بِبَيَانِ
٦٨٨. الحَرفُ مِنهُ في الجَزَا عَشرٌ مِنَ ال
حَسَنَاتِ مَا فِيهنَّ مِن نُقصَانِ
٦٨٩. وانظُر إِلَى السُّورِ الَّتِي افتُتِحَت بأح
رُفِهَا تَرَى سِرًّا عَظِيمَ الشَّانِ
٦٩٠. لَم يأتِ قَطُّ بسُورَةٍ إِلاَّ أتَى
في إثرِهَا خَبَرٌ عَنِ القُرآنِ
٦٩١. إذ كَانَ إخبَاراً بِهِ عَنهَا وَفي
هَذَا الشِّفَاءُ لِطَالِبِ الإِيمَانِ
٦٩٢. وَيَدُلُّ أن كَلاَمَهُ هُوَ نَفسُهَا
لاَ غيرُهَا والحَقُّ ذُو تِبيَانِ
٦٩٣. فانظُر إلى مَبدَأ الكِتَابِ وَبَعدَها ال
أعرَافُ ثُمَّ كَذَا إِلى لُقمَانِ
٦٩٤. مَع تِلوِهَا أيضاً وَمَع حَم مَع
يَس وافهَم مُقتَضَى الفُرقَانِ
٦٩٥. واللهُ عَزَّ وَجَلَّ مُوصٍ آمِرٌ
نَاهٍ مُثيبٍ مُرسِلٌ لِبَيَانِ
٦٩٦. وَمُخَاطِبٌ ومُحَاسِبٌ ومُنَبِّىءٌ
وَمُحَدِّثٌ ومُخَبِّرٌ بالشَّانِ
٦٩٧. ومُكَلِّمٌ مُتَكَلِّمٌ بَل قَائِلٌ
وَمُحذِّرٌ ومُبَشِّرٌ بأمَانِ
٦٩٨. هَادٍ يقوُلُ الحقَّ يُرشِدُ خَلقَهُ
بِكَلاَمِهِ لِلحَقِّ والإِيمَانِ
٦٩٩. فَإذَا انتفَت صِفَةُ الكَلاَمِ فَكُلُّ هَ
ذَا مُنتَفٍ مُتَحَقِّقُ البُطلاَنِ
٧٠٠. وإذَا انتفَت صِفَةُ الكَلاَمِ كَذَلِكَ ال
إرسَالُ مَنفِيٌّ بِلاَ فُرقَانِ
٧٠١. فَرِسَالَةُ المَبعُوثِ تَبلِيغُ كَلاَ
مِ المُرسِلِ الدَّاعِي بِلاَ نُقصَانِ
٧٠٢. وَحقِيقَةُ الإرسَالِ نَفسُ خِطَابِهِ
لِلمُرسَلِينَ وإنَّهُ نَوعَانِ
٧٠٣. نَوعٌ بِغَيرِ وَسَاطَةٍ كََلاَمِهِ
مُوسَى وَجِبرِيلَ القريبِ الدَّانيِ
٧٠٤. مِنهُ إليهِ مِن وَرَاءِ حِجَابِهِ
إذ لاَ تَرَاهُ هَا هُنَا العَينَانِ
٧٠٥. وَالآخَرُ التَّكلِيمُ مِنهُ بالوَسَا
طَةِ وَهوَ أيضاً عِندَهُ ضَربَانِ
٧٠٦. وَحيٌ وإرسَالٌ إلَيهِ وَذَاكَ فشي الشُّ
ورَى أتَى فِي أحسَنِ التِّبيَانِ
٧٠٧. فَإِذَا انتَفَت صِفَةُ الكَلاَمِ فَضِدُّهَا
خَرَسٌ وَذَلِكَ غَايَةُ النُّقصَانِ
٧٠٨. فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِك في الذِي
هُو قَابِلٌ مِن أمَّةِ الحَيَوَانِ
٧٠٩. والرَّبُّ ليسَ بقابِلٍ صِفةَ الكَلاَ
مِ فَنفيُهَا مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ
٧١٠. إذ أخرَسُ الإِنسَانِ أكمَلُ حَالَةً
مِن ذَا الجَمَادِ بأوضَحِ البُرهَانِ
٧١١. فَجَحَدتَ أوصَافَ الكَمَالِ مَخَافَةً التَّ
جسِيمِ والتَّشبِيهِ بالإِنسانِ
٧١٢. ووقَعتَ فِي تَشبِيهِ بِالجَامِدا
تِ الناقِصَاتِ وذَا مِنَ الخُذلاَنِ
٧١٣. اللهُ أَكبَرُ هُتِّكَت أستَارُكُم
حَتَّى غَدَوتُم ضُحكَةَ الصِّبيَانِ
٧١٤. أوَليسَ قَد قَامَ الدَّليلُ بأنَّ أف
عَالَ العِبادِ خَليقَةُ الرَّحمنِ
٧١٥. مِن ألفِ وَجهٍ أو قِرِيبِ الألفِ يُح
صِيهَا الذِي يُعنَي بهَذَا الشَّانِ
٧١٦. فيكُونُ كلُّ كَلاَمِ هَذَا الخَلقِ عَي
نَ كَلاَمِهِ سُبحَانَ ذِي السُّلطَانِ
٧١٧. إذ كَانَ مَنسُوباً إليهِ كَلاَمُهُ
خَلقاً كبَيتِ اللهِ ذِي الأركَانِ
٧١٨. هَذَا ولاَزِمُ قَولِكُم قَد قَالَه
ذُو الإِتحادِ مُصَرِّحاً بِبَيَانِ
٧١٩. حَذَرَ التَّنَاقُضِ إذ تَنَاقَصتُم وَلَ
كِن طَردُهُ فِي غَايَةِ الكُفرَانِ
٧٢٠. فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ تَخصِيصَ القُرا
تِ كَبيتِهِ وكِلاَهُمَا خَلقَانِ
٧٢١. فَيُقَالُ ذَا التَّخصِيصُ لا يَنفِي العُمُو
مَ ولا الخصوصَ كربِّ ذِي الأكوَانِ
٧٢٢. ويُقَالُ رَبُّ العَرشِ أيضاً هَكَذَا
تَخصِيصُهُ لإِضَافَةِ القُرآنِ
٧٢٣. لاَ يَمنَعُ التَّعمِيمَ فِي البَاقِي وذَا
فِي غَايَةِ الإِيضَاحِ والتِّبيَانِ
٧٢٤. ولَقد أتَى الفُرقَانُ بَينَ الخَلقِ وال
الصَّريحِ وذَاكَ فِي الفُرقَانِ
٧٢٥. وَكِلاَهُمَا عِندَ المُنَازِعِ وَاحِدٌ
والكُلُّ خَلقٌ مَا هُنَا شَيئَان
٧٢٦. والعَطفُ عندَهُمُ كعَطفِ الفَردِ مِن
نَوعٍ عَلَيهِ وَذَاكَ فِي القُرآنِ
٧٢٧. فَيُقَالُ هَذَا ذُنو امتناعٍ ظَاهِرٍ
فِي آيةٍ التَّفريقِ ذُو تَبيانِ
٧٢٨. فالله بَعدَ الخَلقِ أخبَرَ أنهَا
قَد سُخِّرَت بالأمرِ للجَرَيَانِ
٧٢٩. وأبَانَ عَن تَسخِيرِهَا سُبحَانَهُ
بالأمرِ بَعدَ الخَلقِ بالتِّبيَانِ
٧٣٠. والأمرُ إمَّا مَصدَرٌ أو كَانَ مَف
عُولاً هُمَا فِي ذَاكَ مُستويَانِ
٧٣١. مَأمُورهُ هُوَ قَابِلٌ للأمرِ كال
مَصنُوعِ قَابِلُ صَنَعةِ الرَّحمَن
٧٣٢. فإذا انتفَى الأمرُ انتفَى المأمُورُ كال
مَخلُوقِ يُنفَى لانتِفَا الحِدثَانِ
٧٣٣. وانظُر إلى نَظمِ السِّياقِ تَجِد بِهِ
سِراًّ عَجِيباً وَاضِحَ البُرهَانِ
٧٣٤. ذَكَرَ الخُصُوصَ وَبَعدَهُ مُتَقَدِّماً
والوصفَ والتعمِيمَ في ذَا الثَّانِي
٧٣٥. فأتى بِنَوعَي خَلقِه وَبِأمرِهِ
فِعلاً وَوصفاً مُوجِزاً بِبَيَانِ
٧٣٦. فَتَدَبَّرِ القُرآنَ إن رُمتَ الهُدَى
فَالعِلمُ تَحتَ تَدَبُّر القُرآنِ
٧٣٧. وَالله أخبَرَ فِي الكِتَابِ بأنَّهُ
مِنه وَمجرورٌ بِمِن نَوعَانِ
٧٣٨. عَينٌ وَوَصفٌ قَائمٌ بالعَينِ فَال
أعيَانُ خَلقُ الخَالِقِ الرَّحمَنِ
٧٣٩. والوَصفُ بالمجرُورِ قَامَ لأنَّه
أولَى بِهِ فشي عُرفِ كُُلِّ لِسَانِ
٧٤٠. وَنَظِيرُ ذَا أيضاً سَوَاءً مَا يضَا
فُ إليهِ مِن صِفَةٍ وَمِن أعيَانِ
٧٤١. فَإضَافَةُ الأوصَافِ ثَابِتَةٌ لِمَن
قَامَت بِهِ كإرادَةِ الرَّحمنِ
٧٤٢. وإضافَةُ الاعيَانِ ثَابِتَةٌ لَهُ
مُلكاً وخَلقاً مَا هُمَا سِيَّانِ
٧٤٣. فانظُر إلَى بَيتِ الإِلهِ وعِلمِهِ
لَمَّا أُضِيفَا كَيفَ يَفتَرِقَانِ
٧٤٤. وَكَلاَمُهُ كَحَيَاتِهِ وكَعِلمِهِ
فِي هذي الإِضافَةِ إذ هُمَا وَصفَانِ
٧٤٥. لَكِنَّ نَاقَتَهُ وَبَيتَ إلهِنَا
فكعَبدِهِ أيضاً هُمَا ذَاتَانِ
٧٤٦. فَانظُر إِلَى الجَهمِيِّ لَمَّا فَاتَهُ ال
حَقُّ المُبِينُ وَوَاضِحُ الفُرقَانِ
٧٤٧. كَانَ الجَمِيعُ لدَيه بَاباً واحِداً
والصُّبحُ لاَحَ لِمَن لَهُ عَينَانِ
٧٤٨. وأتَى ابنُ حزمٍ بَعدَ ذَاكَ فَقَالَ مَا
لِلنَّاسِ قُرآنٌ وَلاَ إثنَانِ
٧٤٩. بَل أربَعٌ كًلٌّ يُسمَّى بِالقُرآ
نِ وذَاكَ قَولٌ بَيِّنُ البُطلاَنِ
٧٥٠. هَذَا الذِي يُتلَى وآخرُ ثَابِتٌ
فِي الرَّسمِ يُدعَى المُصحَفَ العُثمَانِي
٧٥١. والثَّالِثُ المحفوظُ بَينَ صُدُورنَا
هَذِي الثَّلاَثُ خَلِيقَةُ الرَّحمَنِ
٧٥٢. والرَّابِعُ المعنَى القَدِيمُ كعِلمِهِ
كُلٌّ يُعَبَّرُ عَنهُ بِالقُرآنِ
٧٥٣. وأظنُّهُ قَد رَامَ شَيئاً لَم يَجِد
عَنهُ عِبَارَةَ نَاطِقٍ بِبَيَانِ
٧٥٤. إنَّ المُعَيَّنَ ذُو مَرَاتِبَ أربَعٍ
عُقِلت فَلاَ تَخفَى عَلَى إنسَانِ
٧٥٥. فِي العينِ ثمَّ الذِّهنِ ثُمَّ اللَّفظِ ثُ
مَّ الرَّسمِ حِينَ تَخُطُّهُ بِبَنَانِ
٧٥٦. وَعَلَى الجمِيعِ الإِسمُ يُطلَقُ لَكِنِ ال
أولَى بِهِ الموجُودُ فِي الأعيَانِ
٧٥٧. بِخِلاَفِ قَولِ ابنِ الخَطِيبِ فَإنَّهُ
قَد قَالَ إنَّ الوَضعَ لِلأذهَانِ
٧٥٨. فَالشَّيءُ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أربَعٌ
فَدَهَى ابنَ حَزمٍ قِلَّةُ العِرفَانِ
٧٥٩. والله أخبَرَ أنَّهُ سُبحَانَهُ
مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ والفُرقَانِ
٧٦٠. وَكَذاكَ أخبَرَنَا بِأنَّ كَلاَمَهُ
بِصُدُورِ أهلِ العِلمِ والإِيمَانِ
٧٦١. وكذَاكَ أخبَرَ أنهُ المكتُوبُ فِي
صُحُفٍ مُطَهَّرَةٍ مِنَ الرَّحمنِ
٧٦٢. وكَذَاكَ أخبَرَ أنهُ المتلُوُّ وال
مَقروءُ عِندَ تِلاَوةِ الإِنسَانِ
٧٦٣. والكُلُّ شَيءٌ وَاحِدٌ لاَ أنَّهُ
هُوَ أربَعٌ وَثَلاَثَةٌ واثنَانِ
٧٦٤. وَتِلاَوَةُ القُرآنِ أفعَالٌ لَنَا
وَكَذَا الكِتَابَةُ فَهيَ خَطُّ بَنَانِ
٧٦٥. لَكِنَّمَا المتلُوُّ والمكتُوبُ وال
مَحفُوظُ قَولُ الواحِدِ الرَّحمنِ
٧٦٦. والعبدُ يقرَؤهُ بصَوتٍ طَيِّبٍ
وَبِضِدِّهِ فَهُمَا لَهُ خَطَّانِ
٧٦٧. أصوَاتُنَا وَمِدَادُنَا وأدَاتُنا
والرَّقُّ ثُمَّ كِتَابَةُ القُرآنِ
٧٦٨. ولَقَد أتَى فِي نَظمِهِ مَن قَالَ قَو
لَ الحَقِّ فيه وَهوَ غَيرَ جَبَانِ
٧٦٩. إنَّ الذِي هُوَ فِي المَصَاحِفِ مُثبَتٌ
بأنَامِلِ الأشيَاخِ والشُّبَّانِ
٧٧٠. هُوَ قَولُ رَبِّي آيُهُ وحُرُوفُهُ
وَمِدَادُنَا والرَّقُّ مَخلُوقَانِ
٧٧١. فَشَفَى وَفَرَّقَ بَينَ مَتلُوٍّ وَمَص
نُوعٍ وَذَاك حَقِيقَةُ العِرفَانِ
٧٧٢. الكُلُّ مَخلُوقٌ وَلَيسَ كَلاَمَهُ ال
مَتلُؤُّ مَخلُوقاً هُمَا شَيئَانِ
٧٧٣. فعلَيكَ بالتَّفصِيلِ والتَّمييزِ فال
إطلاقُ والإِجمَالُ دُونَ بَيَانِ
٧٧٤. قَد أفسَدَا هَذَا الوُجُودَ وَخَبَّطَا ال
أذهَانَ والآراءَ كُلَّ زَمَانِ
٧٧٥. وَتِلاَوَةُ القُرآن فِي تَعرِيفِهَا
باللِّمِ قَد يُعنَى بِهَا شَيئَانِ
٧٧٦. يُعنَى بِهَا المتلُوُّ فَهُو كَلاَمُهُ
هُوض غَيرُ مَخلُوقٍ كذِي الأكوَانِ
٧٧٧. وَيُرادُ أفعَالُ العِبَادِ كصَوتِهِم
وأدَائِهِم وكِلاَهُمَا خَلقَانِ
٧٧٨. هَذَا الذِي نَصَّت عَلَيهِ أئمَّةُ ال
إسلاَمِ أهلُ العِلمِ والعِرفَانِ
٧٧٩. وَهُوَ الذِي قَصَد البُخَارِيُّ الرِّضَى
لَكِن تَقَاصَرَ قَاصِرُ الأذهَانِ
٧٨٠. عَن فَهمِهِ كَتَقَاصُرِ الأفهَامِ عَن
قَولِ الإِمَامِ الأعظَمِ الشَّيبَانِي
٧٨١. في اللَّفظِ لَمَّا أن نَفَى الضِّدَّينِ عَن
هُ واهتَدَى للنَّفيِ ذُو عِرفَانِ
٧٨٢. فاللَّفظُ يًَصلُحُ مَصدَراً هُوَ فِعلُنَا
كَتَلَفُّظٍ بِتِلاَوَةِ القُرآنِ
٧٨٣. وَكَذَاكَ يَصلُحُ نَفسَ مَلفوظٍ بِهِ
وَهُوَ القُرآنُ فَذَانِ مُحتَمِلاَنِ
٧٨٤. فَلِذَاكَ أنكَرَ أحمَدُ الإِطلاَقَ فِي
نَفيٍ وإثبَاتٍ بِلاَ فُرقَانِ
٧٨٥. وأتَى ابنُ سِينَا القُرمطِيُّ مُصَانِعاً
للمُسلِمِينَ بإفكِ ذِي بُهتَانِ
٧٨٦. فَرَآهُ فَيضاً فَاضَ مِن عَقلٍ هُوَ ال
فَعَّالُ عِلَّةُ هَذِهِ الأكوَانِ
٧٨٧. حَتَّى تَلَقَّاهُ زَكِيٌّ فَاضِلٌ
حَسَنُ التَّخيُلِ جَيِّدُ التِّبيَانِ
٧٨٨. فأتَى بِهِ للعَالَمِينَ خَطَابَةً
وَمَوَاعِظاً عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ
٧٨٩. مَا صَرَّحَت أخبَارُهُ بالحَقِّ بَل
رَمزَت إلَيهِ إشَارَةً لِمَعَانِ
٧٩٠. وخِطَابُ هَذَا الخَلقِ والجُمهُورِ بال
حَقِّ الصَّريحِ فَغَيرُ ذِي إمَكانِ
٧٩١. لاَ يَقبَلُونَ حَقَائِقَ المعُقُولِ إلاَّ
فِي مِثَالِ الحِسِّ والأعيَانِ
٧٩٢. وَمَشَارِبُ العُقَلاَءِ لاَ يَرِدُونَهَا
إلاَّ إذَا وُضِعَت لَهُم بأوَانِ
٧٩٣. مِن جِنسِ مَا ألِفَت طِبَاعُهُمُ مِنَ ال
مَحسُوسِ فِي ذَا العَالَمِ الجُثمَانِ
٧٩٤. فأتَوا بِتَشبِيهٍ وتَمثِيلٍ وتَج
سِيمٍ وتخييلٍ إلَى الأذهَانِ
٧٩٥. ولِذَاكَ يَحرُمُ عِندَهُم تأوِيلُهُ
لَكِنَّهُ حِلٌّ لِذِي العِرفَانِ
٧٩٦. فَإِذَا تَأوَّلنَاهُ كَانَ جِنَايَةً
مِنَّا وَخَرقَ سِيَاجِ ذَا البُستَانِ
٧٩٧. لَكِن حَقِيقَةُ قَولِهِ أن قَد أتَوا
بِالكِذبِ عِندَ مَصَالِحِ الإِنسانِ
٧٩٨. وَالفَيلَسُوفُ وَذَا الرَّسُولُ لَدَيهِمُ
مُتَفَاوِتَانِ وَمَا هُمَا عِدلاَنِ
٧٩٩. أمَّا الرَّسُولُ فَفَيلَسُوفُ عَوَامِّهِم
وَالفَيلَسُوفُ نَبِيُّ ذِي البُرهَانِ
٨٠٠. والحَقُّ عِندَهُم فَفِيمَا قَالَهُ
أتبَاعُ صَاحِبِ مَنطِقِ اليُونَانِ
٨٠١. وَمَضَى عَلَى هَذِي المَقَالَةِ أمَّةٌ
خَلفَ ابنِ سينَا فاغتَذُوا بِلِبَانِ
٨٠٢. مِنهُم نَصِيرُ الكُفرِ فِي أصحَابِهِ
النَّاصِرينَ لِملَّةِ الشَّيطَانِ
٨٠٣. فاسأل بِهِم ذَا خِبرَةٍ تَلقَاهُمُ
أعدَاءَ كُلِّ مُوَحِّدٍ رَبَّانِي
٨٠٤. واسأل بِهِم ذَا خِبرَةٍ تَلقَاهُم
أعدَاء رُسلِ الله والقُرآنِ
٨٠٥. صُوفِيُّهُم عَبَد الوُجُودَ المطلَقَ ال
مَعدُومَ عِندَ العَقلِ فِي الأعيَانِ
٨٠٦. أو مُلحِدٌ بِالإتحَادِ يَدِينُ لاَ التَّ
وحِيدِ مُنسَلخٌ مِنَ الأديَانِ
٨٠٧. مَعبُودُهُ مَوطُوءُهُ فِيهِ يَرَى
وَصفَ الجَمَالِ وَمَظهَرَ الإحسَانِ
٨٠٨. الله أكبَرُ كَم عَلى ذَا المذهَبِ ال
مَلعُونِ بَينَ النَّاسِ مِن شِيخَانِ
٨٠٩. يَبغُونَ مِنهُم دَعوَةً ويقَبِّلُو
نَ أيَادِياً مِنهُم رَجَا الغُفرَانِ
٨١٠. وَلَو أنَّهُم عَرَفُوا حقِيقَةَ أمرِهِم
رَجَمُوهُمُ لاَ شَكَّ بالصَّوَّانِ
٨١١. فابذُر لَهُم إن كُنتَ تَبغِي كَشفَهُم
وَافرِش عَلَيهِم كَفًّا مِنَ الأتبَانِ
٨١٢. وَاظهَر بمَظهَرِ قَابِلٍ مِنهُم ولاَ
تَظهَر بِمَظهَرِ صَاحِبِ النُّكرَانِ
٨١٣. وَانظُر إِلَى أنهَأرِ كًفرٍ فُجِّرَت
وَتَهِمُّ لَولا السَّيفُ بِالجَرَيَانِ
٨١٤. وَأتَت طَوَائِفُ الاتِّحادِ بِمِلَّةٍ
طَمَّت عَلَى مَا قَالَ كُلُّ لِسَانِ
٨١٥. قَالُوا كَلاَمُ الله كُلُّ هَ
ذا خَلقِ مِن جِنٍّ وَمِن إنسَانِ
٨١٦. نَظَماً وَنَثراً زُورُهُ وَصَحِيحُهُ
صِدقاً وَكِذباً وَاضِحَ البُطلاَنِ
٨١٧. فالسَّبُّ والشَّتمُ القَبِيحُ وَقَذفُهُم
لِلمُحصَنَاتِ وَكُلٌّ نَوعِ أغَانِ
٨١٨. وَالنَّوحُ والتَّعزِيمُ والسِّحرُ المُبِي
نُ وَسَائِرُ البُهتَانِ والهَذَيَانِ
٨١٩. هُوَ عَينُ قَولِ الله جَلَّ جَلاَلُهُ
وَكَلاَمُهُ حَقًّا بلاَ نُكرَانِ
٨٢٠. هَذَا الذِي أدَّى إليهِ أصلُهُم
وَعَلَيهِ قَامَ مُكَسَّحُ البُنيَانِ
٨٢١. إذ أصلُهُم أنَّ الإِلهَ حَقِيقَةً
عَينُ الوُجُودِ وَعَينُ ذِي الأكوَانِ
٨٢٢. فَكَلاَمُهَا وَصِفَاتُهَا هُوَ قَولُهُ
وَصِفَاتُهُ مَا هَا هُنَا قَولاَنِ
٨٢٣. وَكَذَاكَ قُالُوا إنَّهُ الموصُوفُ بالضِّ
دَّينِ مِن قُبحٍ وَمِن إحسَانِ
٨٢٤. وَكَذَاكَ قَد وَصفُوهُ ايضاً بالكَمَا
لِ وَضِدِّهِ مِن سَائِرِ النُّقصَانِ
٨٢٥. هَذِي مَقَالاَتُ الطَّوَائِفِ كُلِّهَا
حُمِلَت إليكَ رَخِيصَةَ الأثمَانِ
٨٢٦. وأظُنُّ لَو فَتَّشتَ كُتبَ النَّاسِ مَا
ألفَيتَهَا أبداً بِذَا التِّبيَانِ
٨٢٧. زُفَّت إِلَيكَ فإن يَكُن لَكَ نَاظِرٌ
أبصَرتَ ذَات الحُسنِ والإِحسَانِ
٨٢٨. فَاعطِف عَلَى الجَهمِيَّةِ المغلِ الألى
خَرَقُوا سِيَاجَ العَقلِ والقُرآنِ
٨٢٩. شَرِّد بِهِم مَن خَلفَهُم واكسِرهُمُ
بَل نَادِ فِي نَادِيهُمُ بأذَانِ
٨٣٠. أفسَدتُمُ المنقُولَ وَالمعقُولَ وال
مَسمُوعَ مِن لُغَةٍ بِكُلِّ لِسَانِ
٨٣١. أيَصِحُّ وَصفُ الشَّيءِ بالمشتَقِّ لل
مَسلُوبِ مَعنَاهُ لِذِي الأذهَانِ
٨٣٢. أيَصِحُّ صَبَّارٌ وَلاَ صَبرٌ لَهُ
وَيَصِحُّ شَكَّارٌ بلاَ شُكرَانِ
٨٣٣. وَيَصِحُّ عَلاَّمٌ وَلاَ عِلمٌ لَهُ
وَيَصَحُّ غَفَّارٌ بِلا غُفرانِ
٨٣٤. وَيُقَالُ هَذَا سَامِعٌ أو مُبصِرٌ
وَالسَّمعُ والإِبصَارُ مَفقُودَانِ
٨٣٥. هَذا مُحالٌ في العقول وفي النُّقو
لِ وَفِي اللُّغَاتِ وَغيرُ ذِي إمكَانِ
٨٣٦. فَلَئِن زَعَمتُم أنَّهُ مُتَكَلِمٌ
لَكِن بِقُولٍ قَامَ بِالإنسَانِ
٨٣٧. أو غَيرِه فَيُقالُ هَذَا باطِلٌ
وَعَلَيكُمُ فِي ذَاكَ مَحذُورَانِ
٨٣٨. نَفيُ اشتِقَاقِ اللَّفظِ للموجُودِ مَع
نَاهُ بِهِ وَثُبُوتُهُ للثَّانِي
٨٣٩. أعنِي الَّذِي مَا قَامَ مَعنَاهُ بِهِ
قَلبُ الحَقَائِقِ أقبَحُ البُهتَانِ
٨٤٠. وَنَظِيرُ ذَا أخَوَانِ هَذَا مُبصِرٌ
وَأخُوهُ مَعدَودٌ مِنَ العُميَانِ
٨٤١. سَمَّيتُمُ الأعمَى بَصِيراً إذ أخُو
هُ مُبصِرٌ وَبِعكسِهِ فِي الثَّانِي
٨٤٢. فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِكَ ثَابِتٌ
فِي فِعلِهِ كَالخَلقِ لِلأكوَانِ
٨٤٣. وَالفِعلُ لَيسَ بِقَائِمٍ بِإِلهِنَا
إذ لاَ يَكُونُ مَحَلُ ذِي حِدثَانِ
٨٤٤. وَيَصِحُ أن يَشتَقُ مِنهُ خَالِقٌ
فَكَذَلِكض المُتَكَلِّمُ الوَحدَانِ
٨٤٥. هُوَ فَاعِلٌ لِكَلاَمِهِ وَكِتَابِهِ
لَيسَ الكَلاَمُ لَهُ بِوَصفِ مَعَانِ
٨٤٦. وَمُخَالِفُ المَعقُولِ وَالمَنقُولِ وَال
فِطرَاتِ وَا والمَسمُوعِ لِلإِنسَانِ
٨٤٧. مَن قَالَ إنَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ
وَصفٌ قَديمٌ أحرُفٌ ومَعَانِ
٨٤٨. وَالسِّينُ عَد البَاءِ لَيسَت بَعدَهَا
لَكِن هُمَا حَرفَانِ مُقتَرِنَانِ
٨٤٩. أو قَالَ إنَّ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ
مَعنَى قَدِيمٌ قَامَ بِالرَّحمَنِ
٨٥٠. مَا إن لَهُ كُل ولاَ بَعضُ وَلاَ ال
عَرَبِيُّ حَقِيقَتُهُ وَلاَ العِبرَانِي
٨٥١. وَالأمرُ عَينُ النَّهيِ وَاستِفهَامُهُ
هُوَ عَينُ إخبَارٍ بِلاَ فُرقَانِ
٨٥٢. وَكَلاَمَهُ كَحَيَاتِهِ مَا ذَاكَ مَق
دُوراً لَهُ بَل لاَزِم الرَّحمَنِ
٨٥٣. هذََا الذِي قَد خَالَفَ المَعقُولَ وَال
مَنقُولِ والفِطرَاتِ للإِنسَانِ
٨٥٤. أمَّا الذِي قَد قَالَ إنَّ كَلاَمَهُ
ذُو أحرُفٍ قَد رُتِبَت بَبيَانِ
٨٥٥. وَكَلاَمَهُ بِمَشِِيئَةٍ وَإِرَادَةٍ
كَالفِعلِ مِنهُ كِلاَهُمَا سِيَّانِ
٨٥٦. فَهوَ الذِي قَد قَالَ قَولاً يَعلَمُ ال
عُقَلاَءُ صِحَّتَهُ بِلاَ نُكرَانِ
٨٥٧. فَلاَيِّ شَيءٍ كَانَ مَا قَد قُلتُم
أولَى وأَقرَبَ مِنهُ لِلبُرهَانِ
٨٥٨. وَلأيِّ شَيءٍ دَائماً كَفَرتُم
أصحَابَ هَذَا القَولِ بِالعُدوَانِ
٨٥٩. فَدَعُوا الدَّعَاوِي وَابحَثُوا مَعَنا بِتَح
قِيقٍ وَإنصَافٍ بِلاَ عُدوَانِ
٨٦٠. وَارفَوا مَذَاهِبَكُم وَسُدُّوا خَرقَهَا
إن كَانَ ذَاكَ الرَّفوُ فِي الإِمكَانِ
٨٦١. فَاحكُم هَدَاكَ الله بَينَهُم فَقَد
أدلُوا إلَيكَ بِحُجَّةِ وَبَيَانِ
٨٦٢. لاَ تَنصُرَنَّ سِوَى الحَدِيثِ وَأهلِهِ
هُم عَسكَرُ القُرآنِ وَالإِيمَانِ
٨٦٣. وَتَحيزَنَّ إلَيهِم لاَ غَيرهم
لَتَكُونَ مَنصُوراً لَدَى الرَّحمَنِ
٨٦٤. فَتَقُولُ هَذَا القَدَرُ قَد أعيَا عَلَى
أهلِ الكَلاَمِ وَقَادَهُ أصلاَنِ
٨٦٥. إحدَاهُمَا هَل فِعلُهُ مَفعُولُهُ
أو غَيره فَهُمَا لَهُم قَولاَنِ
٨٦٦. وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ هُوَ عَينُهُ
فَرُّوا مِنَ الأوصَافِ بَالحِدثَانِ
٨٦٧. لَكِن حَقِيقَةَ قَولِهِم وَصَرِيحَهُ
تَعطِيلُ خَالِقِ هَذَا الأكوَانِ
٨٦٨. عَن فِعلِهِ إذ فَعَلُهُ مَفعُولُهُ
لَكِنَّهُ مَا قَامَ بِالرَّحمَنِ
٨٦٩. فَعَلَى الحَقِيقَةِ مَا لَهُ فِعلٌ إذ ال
مَفعُولُ مُنفَصِلٌ عَنِ الدَّيَّانِ
٨٧٠. وَالقَائِلُونَ بِأنَّهُ غَير لَهُ
مُتَنَازِعُونَ وَهُم فَطَائِفَتَانِ
٨٧١. إحدَاهُمَا قَالَت قَدِيمٌ قَائِمٌ
بِالذَّاتِ وَهوَ كَقُدرَةِ المَنَّانِ
٨٧٢. سَمُّوهُ تَكوِيناً قَدِيماً قَالَهُ
أتبَاعُ شَيخُ العَالَمِ النُّعمَانٍِ
٨٧٣. وَخُصُومُهُم لَم يُنصِفُوا فِي رَدِّهِ
بَل كَابَرُوهُم مَا أتَوا بِبَيَانِ
٨٧٤. وَالآخَرُونَ رَأوهُ أمراً حَادِثاً
بِالذَّاتِ قَامِ وَأنَّهُم نَوعَانِ
٨٧٥. إحدَاهُمَا جَعَلَتهُ مُفتَتِحاً بِهِ
حَذَرَ التَسَلسُلِ لَيسَ ذَا إمكَانِ
٨٧٦. هَذَا الذِِي قَالَتهُ كَرَامِيَةُ
فَفِعَالَهُ وَكَلاَمَهُ سِيَانِ
٨٧٧. وَالآخَرُونَ أولُوا الحَديثَ كَأحمَدٍ
ذَاكَ ابنُ حَنبَل الرِضَى الشَّيبَانِي
٨٧٨. قَد قالَ إنَّ حَقَّا لَم يَزَل
مُتَكَلِّماً إن شَاءَ ذُو إحسَانِ
٨٧٩. جَعَلَ الكَلاَمَ صِفَات فِعلٍ قَائِمٍ
بِالذَّاتِ لَم يُفقَد مِنَ الرَّحمَنِ
٨٨٠. وَكَذَاكَ نَصَّ عَلَى دَوَامِ الفِعلِ بَال
إحسَانِ أيضاً فِي مَكَانِ ثَانِ
٨٨١. وَكَذَا ابنَ عَبَّاسٍ فَرَاجِع قَولَهُ
لَمَّا أجَابَ مَسَائِلَ القُرآنِ
٨٨٢. وَكَذَاكَ جَعفَرُ الإِمَامُ الصَّادِقُ ال
مَقُبولُ عِندَ الخَلقِ ذِي العِرفَانِ
٨٨٣. قَد قَالَ لَم يَزَل المُهَيمِنُ مُحسِناً
بَرّاً جَوَاداً عِندَ كُلِّ أوَانِ
٨٨٤. وَكَذَا الإِمَامُ الدَّارِمِيُّ فَإنَّهُ
قَد قالَ مَا فِيه هُدَى الحَيرَانِ
٨٨٥. قَالَ الحَيَاةُ مَعَ الفَعَّالِ كِلاَهُمَا
مُتَلاَزِمَانِ فَلَيسَ يَفتَرقَانِ
٨٨٦. صَدَقَ الإِمَامُ فَكُلُّ حَيٍّ فَهوَ فَعَّا
لٌ وَذَا فِي غَايَةِ التِّبيَانِ
٨٨٧. إلاَّ إذَا مَا كَانَ ثُمَّ مَوَانِعَ
مِن آفَةٍ أو قَاسِرِ الحَيَوَانِ
٨٨٨. وَالرَّبُّ لَيسَ لِفِعلِهِ مِن مَانِعٍ
مَا شَاءَ كَانَ بِقُدرَةِ الدَّيَّانِ
٨٨٩. وَمَشِيئَة الرَّحمَنِ لاَزِمَةٌ لَهُ
وَكَذَاكَ قُدرَةُ رَبِّنا الرَّحمَنِ
٨٩٠. هَذَا وَقد فَطَرَ الإِلَهُ عِبَادَهُ
أن المُهَيمِن دَائِمُ الإِحسَانِ
٨٩١. أوَلَستَ تَسمَعُ قَولَ كُلِّ مُوَحِّدٍ
يَا دَائِم المَعرُوفِ وَالسُّلطَانِ
٨٩٢. وَقَدِيمَ الإِحسَانِ الكَثِيرِ وَدَائِمَ ال
جُودِ العَظِيمِ وَصَاحِب الغُفرَانِ
٨٩٣. مِن غَيرِ إنكَارٍ عَلَيهِم فِطرَةٌ
فُطِروا عليها لاَ تَوغاص ثَانِي
٨٩٤. أوَ لَيسَ فِعلُ الرَّبِّ تَابَع وَصفِه
وَكَمَالِهِ أفَذَاكَ ذُو حِدثَانِ
٨٩٥. وَكَمَالِهِ سَبَبُ الفِعَالِ وَخَلقِهِ
أفعَالَهُم سَبَبُ الكَمَالِ الثَّانِي
٨٩٦. أو مَا فِعَالُ الرَّبِّ عَينُ كَمَالِهِ
أفَذَاكَ مُمتَنِعٌ عَلَى المَنَّانِ
٨٩٧. أزَلاً إِلَى أن صَارَ فِيمَا لَم يَزَل
مُتَمَكِّناً وَالفِعلُ ذُو إمكَانِ
٨٩٨. تَالله قَد ضَلَّت عُقُولُ القَومِ إذ
قَالُوا بِهَذَا القَولِ ذِي البُطلاَنِ
٨٩٩. مَاذَا الذِي أضحَى لَهُ مُتَجَدِّداً
حَتَّى تَمَكَّنَ فَانطِقُوا بِبَيَانِ
٩٠٠. وَالرَّبُّ لَيسَ مُعَطَّلاً عَن فِعلِهِ
بَل كُل يَومٍ رَبُّنَا فِي شَانِ
٩٠١. وَالأمرُ والتَّكوِينُ وَصفُ كَمَالِهِ
مَا فَقدُ ذَا ووجُودُهُ سِيَّانِ
٩٠٢. وَتَخَلفَ التَّأثِيرُ بَعدَ تَمَامِ مُو
جِبِهِ مُحَالٌ لَيس فِي الإمكَانِ
٩٠٣. وَاللهُ رَبِي لَم يَزَل ذَا قُدرَةٍ
وَمَشِيئَةٍ وَيَلِيهُمَا وَصفَانِ
٩٠٤. العِلمُ مَعَ وَصفِ الحَيَاةِ وَهَذِهِ
أوصَافُ ذَاتِ الخَالِقِ المّنَّانِ
٩٠٥. وَبِهَا تَمَامُ الفِعلِ لَيسَ بِدُونِهَا
فِعلٌ يَتِمُ بِوَاضِحِ البُرهَانِ
٩٠٦. فَلأيِّ شَيءٍ قَد تَأَخَّرَ فِعلُهُ
مَعَ مُوجِبٍ قَد تَمَّ بِالأركَانِ
٩٠٧. مَا كَانَ مُمتَنِعاً عَلَيهِ الفِعلُ بَل
مَا زَالَ فِعلُ الله ذَا إمكَانِ
٩٠٨. وَاللهُ عَابَ المُشرِكِينَ بِأنَّهُم
عَبَدُوا الحِجَارَةَ فِي رِضَى الشَّيطَانِ
٩٠٩. وَنَعَى عَلَيهِم كَونَهَا لَيسَت بِخَا
لِقَةٍ وَلَيسَت ذَاتَ نُطقِ بَيَانِ
٩١٠. فَأَبَانَ أنَّ الفِعلَ وَالتَّكلِيمَ مِنَ
أوثَانِهِم لاَ شَكَّ مَفقُودَانِ
٩١١. فَإِذَا هُمَا فُقِدَا فَمَا مَسلُوبُهَا
بِإلَه حَقٍّ وَهُوَ ذُو بُطلاَنِ
٩١٢. وَاللهُ فَهوَ إِلَه حَقٌّ دَائِماً
أفَعَنهُ ذَا الوَصفَانِ مَسلُوبَانِ
٩١٣. أزلاَ وَلَيسَ لِفَقدِهَا مِن غَايَةٍ
هَذَا المُحَالُ وَأعظَمُ البُطلاَنِ
٩١٤. إن كَانَ رَبُّ العَرشِ حَقًّا لَم يَزَل
أبَداً إلَهُ الحَقِّ ذَا سُلطَانِ
٩١٥. فَكَذَاكَ أيضاً لَم يَزَل مُتَكَلِّماً
بَل فَاعِلاً مَا شَاءَ ذَا إحسَانِ
٩١٦. وَاللهِ مَا فِي العَقلِ مَا يَقضِي لِذَا
بِالرَّدِّ وَالإِبطَالِ وَالنُّكرَانِ
٩١٧. بَل لَيسَ فِي المَعقُولِ غَيرُ ثُبُوتِهِ
لِلخَالِقِ الأزَلِيِّ ذِي الإِحسَانِ
٩١٨. هَذَا وَمَا دُونَ المُهَيمِنُ حَادِثٌ
لَيسَ القَدِيمُ سِوَاهُ فَي الأكوَانِ
٩١٩. وَاللهُ سَابِقُ كُلِّ شَيءٌ غَيرُهُ
مَا رَبُّنَا وَالخَلقُ مُقتَرِنَانِ
٩٢٠. وَاللهُ كَانَ وَليسَ شَيءٌ غَيرُهُ
سُبحَانَهُ جَلَّ العَظِيمُ الشَّانِ
٩٢١. لَسنَا نَقُولُ كَمَا يَقُولُ المُلحِدُ الزَّ
ندِيقُ صَاحِبُ مَنطِقِ اليُونَانِ
٩٢٢. بِدَوَامِ هَذَا العَالَمُ المَشهُودِ وَال
أروَاحِ فِي أزَلٍ وَلَيسَ بِفَانِ
٩٢٣. هَذي مَقَالاتُ المَلاحِدَةٍ الألى
كَفَرُوا بِخَالِقَ هَذه الأكوانِ
٩٢٤. وأتَى ابنُ سِينَا بَعدَ ذَاكَ مصَانعاً
لِلمُسلِمينَ فَقَالَ بالإِمكَانِ
٩٢٥. لَكِنَّهُ الأزليُّ ليسَ بِمُحدَثٍ
ما كَانَ معدُوماً ولا هُوَ فَانِ
٩٢٦. وأتى بِصُلحٍ بَين طَائِفَتَينِ بَي
نَهُمَا الحروبُ وما هُمَا سِلمَانِ
٩٢٧. أنَّى يكون المسلمون وشيعةُ ال
يونان صُلحاً قَطُّ في الإِيمانِ
٩٢٨. والسيفُ بين الأنبياءِ وَبَينَهُم
والحَربُ بينَهُمَا فَحربُ عَوَانِ
٩٢٩. وَكَذَا أتى الطُّوسِيُّ بالحَربِ الصَّري
ح بِصَارِمٍ منهُ وَسَلِّ لِسَانِ
٩٣٠. وَأتَى إِلَى الإِسلاَمِ هَدمَ أصلِهِ
مِن أسِّهِ وَقَوَاعِدِ البُنيَانِ
٩٣١. عُمرِ المَدَارِسَ لَلفَلاسِفَة الأُلَى
كَفَرُوا بِدِينِ الله وَالقُرآنِ
٩٣٢. وَأتَى إِلَى أوقَافِ أهلِ الدِّينِ يَن
قُلُهَا إلَيهِم فَعَلَ ذِي أضغَانِ
٩٣٣. وَأرَادَ تَحوِيلَ الإِشَارَاتِ التَي
هِيَ لابنِ سِينَا مَوضِعَ الفُرقَانِ
٩٣٤. وَأرَادَ تَحوِيلَ الشَّرِيعَةَ بِالنَّوَا
مِيسِ التِي كَانَت لِذِي اليُونَانِ
٩٣٥. لَكِنَّهُ عَلِمَ اللَّعِينُ بِأنَّ هَا
ذَا لَيسَ فِي المَقدُورِ وَالإِمكَانِ
٩٣٦. إلاَّ إِذ قَتَلَ الخَلِيفَةَ وَالقَضَا
ةَ وَسَائِرَ الفُقَهَاءِ فِي البُلدَانِ
٩٣٧. فَسَعَى لِذَاكَ وَسَاعَدَ المَقدُورِ بِال
أمرِ الذِي هُوَ حِكمَةُ الرَّحمَنِ
٩٣٨. فَأشَارَ أنَّ يَضَعَ التَتَارُ سُيُوفَهُم
فِي عَسكَرِ الإِيمَانِ وَالقُرآنِ
٩٣٩. لَكِنَّهُم يَبقُونَ أهلَ صَنَائِعِ الدُّ
نيَا لأجلِ مَصَالِحِ الأبدَانِ
٩٤٠. فَغَدَا عَلَى سَيفِ التَّتَارِ الألف فِي
مِثلِ لَهَا مَضرُوبَةً بِوزَان
٩٤١. وَكَذَا ثَمَانِ مِئِينِهَا فِي ألفِهَ
مَضرُوبَةً بِالعَدِّ وَالحُسبَانِ
٩٤٢. حَتَّى بَكَى الإِسلاَم أعدَاهُ اليَهُو
دُ كَذَا المَجُوسُ وَعَابِدُ الصُّلبَانِ
٩٤٣. فَشَفَى اللَّعِينُ النَّفسَ مِنَ حَزبِ الرَّسُو
لِ وَعَسكَرُ الإِيمَانِ وَالقُرآنِ
٩٤٤. وَبِوِدِّهِ لَو كَانَ فِي أحُدٍ وَقَد
شَهِدَ الوَقِيعَةَ مَعَ أبِي سُفيَانِ
٩٤٥. لأقَرَّ أعيُنَهُم وَأوفَى نَذرَهُ
أو أن يَرَى مُتَمَزقَ اللُّحمَانِ
٩٤٦. وَشَوَاهِدُ الأحدَاثِ ظَاهِرَةٌ عَلَى
ذَا العَالِمِ المَخلُوقِ بِالبُرهَانِ
٩٤٧. وَأدِلَّةُ التَّوحِيدِ تَشهَدُ كُلُّهَا
بِحُدُوثِ كُلَّ مَا سِوَى الرَّحمَنِ
٩٤٨. لَو كَانَ غَيرُ الله جَلَّ جَلاَلُهُ
مَعَهُ قَدِيماً كَانَ رَبًّا ثَانِي
٩٤٩. إذ كَانَ عَن رَبِّ العُلَى مُستغنِياً
فَيكُونَ حِينَئِذٍ لَنَا رَبَّانِ
٩٥٠. وَالرَّبُّ بِاستِقلاَلِهِ مُتَوَحِّدٌ
أفَمُمكِنٌ أن يَستقِلَّ اثنَانِ
٩٥١. لَو كَان ذَاك تَنَافِياً وَتَسَاقُطاً
فإِذَا هُمَا عَدَمَانِ مُمتَنِعَانِ
٩٥٢. وَالقَهرُ والتَّوحِيدُ يَشهَدُ مِنهُمَا
كُلٌّ لِصَاحِبِهِ هُمَا عِدلاَنِ
٩٥٣. وَلِذَلِكَ اقتَرَنَا جَمِيعاً فِي صِفَا
تِ الله فَانظُر ذَاكَ فِي القُرآنِ
٩٥٤. فَالوَاحِدُ القَهَّارُ حَقًّا لَيسَ فِي ال
إمكَانِ أن تَحظَى بِهِ ذَاتَانِ
٩٥٥. فَلَئِن زَعَمتُم أن ذَاكَ تَسَلسُل
قُلنَا صَدَقتُم وَهوَ ذُو إمكَانِ
٩٥٦. كَتَسَلسُلِ التَّأثِيرِ فِي مُستَقبَلٍ
هَل بَينَ ذَينِكَ قَطُّ مِن قُرقَانِ
٩٥٧. وَالله مَا افتَرَقَا لِذَي عَقلِ وَلاَ
نَقلٍ وَلاَ نَظَرٍ وَلاَ بُرهَانِ
٩٥٨. فِي سلب إمكانِ ولا في ضِدِّه
هَذِي العُقولُ ونحن ذُو أذهَانِ
٩٥٩. فليَأتِ بالفُرقانِ من هو فارقٌ
فرقا يُبَينُ لصالحِ الأذهانِ
٩٦٠. وكذَاكَ سِوَى الجهمُ بينَهَا كَذَا ال
علاَف فِي الإِنكارِ وَالبُطلانِ
٩٦١. ولأجلِ ذَا حَكَمَا بِحكمِ باطِلٍ
قَطَعَا عَلَى الجَنَّاتِ والنيرَانِ
٩٦٢. فَالجَهمُ أفنَى الذَّاتَ والعلاف لِل
حَركَاتِ أفنَى قالهُ الثورَانِ
٩٦٣. وأبُو علِي وابنُهُ والأشعَرِي
وبَعدَهُ ابنُ الطيبِ الرَّبَّانِي
٩٦٤. وجَميعُ أربَابِ الكَلاَمِ البَاطِلِ ال
مَذمُومِ عِندَ أئِمةِ الإِيمَانِ
٩٦٥. فَرَّقُوا وقَالُوا ذَاكَ فِيمَا لَم يَزَل
حَقٌّ وَفِي أزَلٍ بِلاَ إمكَانِ
٩٦٦. لَكِن دَوَامُ الفِعلِ فِي مُستقبلٍ
مَا فِيهِ محذُورٌ مِنَ النُّكرَانِ
٩٦٧. فَانظُر إِلَى التَّلبِيسِ فِي ذَاتِ الفَرقِ تَر
وِيجاً عَلَى العُورَانِ وَالعُميَانِ
٩٦٨. مَا قَالَ ذُو عَقلٍ بِأن الفَردَ ذُو
أزَلٍ لِذِي ذِهنٍ وَلاَ أعيَانِ
٩٦٩. بَل كُل فَرد فَهوَ مَسبُوقِ بِفَر
دٍ قَبلَهُ أبداً بِلاَ حُسبَانِ
٩٧٠. وَنَظِيرُ هَذَا كل فَردٍ فَهوَ مَل
حُوقٌ بِفَرد بَعدَه حُكمَانِ
٩٧١. النَّوعُ والآحَادُ مَسبُوق وَمَل
حُوقٌ وَكُلٌّ فَهوَ مِنهَا فَانِ
٩٧٢. وَالنَّوعُ لاَ يَفنَى أخِيراً فَهوَ لاَ
يَفنَى كَذَلِكَ أولا بِبَيَانِ
٩٧٣. وَتَعَاقُبِ الآنَاتِ أمرٌ ثَابِتٌ
فِي الذِّهنِ وَهوَ كَذَاكَ فِي الأعيَانِ
٩٧٤. فَإِذَا أبَيتُم ذَا وَقُلتُم أوَّلَ ال
آنَاتِ مُفتَتِحٌ بِلاَ نُكرَانِ
٩٧٥. مَا كَانَ ذَاكَ الآنَ مَسبُوقاً يَرَى
إلاَّ بِسَلبِ وُجُودِهِ الحَقَّانِ
٩٧٦. فَيُقَالُ مَا تعنُون بالآنَاتِ هَل
تَعنُونَ مُدةَ هذِهِ الأزمَانِ
٩٧٧. مِن حِينِ إحدَاثِ السَّمَواتِ العُلَى
وَالأرضِ وَالأفلاَكِ وَالقمَرَانِ
٩٧٨. وَنَظُنُّكُم تَعنُونَ ذَاكَ وَلَم يَكن
مِن قَبلِهَا شَيء مِنَ الأكوَانِ
٩٧٩. هَل جَاءَكُم فِي ذَاكَ مِن أثَر وَمِن
نَص وَمِن نَظَرٍ وَمِن بُرهَانِ
٩٨٠. هَذَا الكِتَابُ وَهَذِهِ الآثَارِ وَال
مَعقُولِ فِي الفطرَاتِ وَالأذهَانِ
٩٨١. إنَّا نُحَاكِمُكُم إِلَى مَا شِئتُمُ
مِنهَا فَحُكمُ الحَقَّ فِي تِبيَانِ
٩٨٢. أو لَيسَ خَلقَ الكونِ فِي الأيَّامِ كَا
نَ وَذَاكَ مَأخُوذٌ مِنَ القُرآنُ
٩٨٣. أو ليسَ خَلقَ الكونِ فِي الأيَّامِ كَا
نَ وَذَاكَ مَأخوذٌ مِنَ القُرآنُ
٩٨٤. أوَ لَيسَ ذَالِكُم الزَّمَانِ بِمُدَّة
لِحُدُوثِ شَيءٍ وَهوَ عَينُ زَمَانِ
٩٨٥. فَحَقِيقَةُ الأزمَانِ نِسبَةُ حَادِثٍ
لِسِوَاهُ تِلكَ حَقِيقَةُ الأزمَانِ
٩٨٦. وَاذكُر حَدِيثَ السَّبقِ للتَّقدِيرِ وَالتَ
وقِيتِ قَبلَ جَمِيعِ ذِي الأعيَانَ
٩٨٧. خَمسِينَ ألفاً مِن سِنِينَ عَدَّهَا ال
مُختَارُ سَابِقَةً لِذِي الأكوَانِ
٩٨٨. هَذَا وَعَرشُ الرَّبِّ فَوقَ المَاءِ مِن
قَبلِ السِّنِينَ بِمُدَّة وَزَمَانِ
٩٨٩. وَالنَّاسُ مُختلفُون فِي القَلَمِ الذِي
كُتِبَ القَضَاءُ بِهِ مَنَ الدَّيَّانِ
٩٩٠. هل كَانَ قبل العرشِ أو هُو بعدَه
قولاَن عِند أبِي العَلاَ الهَمذَانِي
٩٩١. والحقُّ أنَ العرشَ قبلُ لأنَّه
قَبلَ الكِتَابَةِ كَانَ ذَا أركَانِ
٩٩٢. وَكِتابةُ القَلمِ الشَّريفِ تَعَقَّبَت
إيجَادَهُ مِن غَير فَصلِ زَمَانِ
٩٩٣. لمَّا برَاهُ الله قَالَ اكتب كَذا
فَغدا بِأمرِ الله ذَا جَرَيَانِ
٩٩٤. فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِن أبَداً إِلى
يَومِ المعَادِ بِقُدرَةِ الرَّحمَنِ
٩٩٥. أفَكَان ربُّ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُه
مِن قَبلُ ذَا عَجزِ وذَا نُقصَانِ
٩٩٦. أم لَم يَزَل ذَا قُدرةٍ والفِعلُ مَق
دُورٌ لَهُ أبداً وذُو إمكانِ
٩٩٧. فَلَئِن سَألتَ وَقُلتَ مَا هَذَا الذِي
أداهُمُ لخِلاَفِ ذَا التِّبيَانِ
٩٩٨. وَلأَيِّ شَيءٍ لَم يَقُولُوا إنَّهُ
سُبحَانَهُ هُوَ دَائِمُ الإِحسَانِ
٩٩٩. فاعلَم بأنَّ القومَ لمَّا أسسُوا
أصلَ الكَلاَمِ عَمُوا عَنِ القرآنِ
١٠٠٠. وَعَنِ الحَدِيثِ وَمُقتَضَى المَعقُولِ بَل
عَن فِطرة الرَّحمن والبرهَانِ
١٠٠١. وبَنَوا قَواعِدَهُم عليهِ فَقَادَهُم
قسراً إلَى التعطيلِ وَالبُطلاَنِ
١٠٠٢. نَفي القِيامِ لكُل أمر حَادثٍ
بِالرَّبِّ خَوفَ تسلسُلِ الأعيَانِ
١٠٠٣. فَيَسُدُّ ذَاكَ عَلَيهِم فِي زَعمِهِم
إثبَاتُ صَانِعِ هَذِه الأكوَانِ
١٠٠٤. إذ أثبَتُوهُ بِكَونِ ذِي الأجسَادِ حَا
دِثَةً فلاَ تَنفَكُّ عَن حِدَثَانِ
١٠٠٥. فإذا تسَلسَلت الحَوادِثُ لَم يَكن
لِحُدُوثِها إذ ذَاك مِن بُرهَانِ
١٠٠٦. فلأجلِ ذَا قَالوا التسلسُلَ بَاطِلٌ
والجِسمُ لا يخلو عَن الحِدثَانِ
١٠٠٧. فَيَصِحُّ حِينَئِذ حُدُوثُ الجِسمِ مِن
هَذَا الدَّليل بِواضحِ البُرهَانِ
١٠٠٨. هَذِي نِهَايَات لأقدَامِ الوَرَى
فِي ذَا المَقَام الضَّيِّقِ الأعطَانِ
١٠٠٩. فَمَنِ الذِي يأتِي بِفَتح بين
يُنجِي الوَرَى مِن غَمرَةِ الحَيرَانِ
١٠١٠. فَالله يُجزِيهِ الذِي هُو أهلُهُ
مِن جَنَّة المَأوَى مَعَ الرَّضوَانِ
١٠١١. فَاسمَع إذاً وافهَم فَذَاكَ مُعَطِّلٌ
وَمُشَبِّهٌ وَهَدَاكَ ذُو الغفرَانِ
١٠١٢. هذا الدَّليلُ هو الذِي أرداهُمُ
بل هَدَّ كُلَّ قَوَاعِدِ القرآنِ
١٠١٣. وَهُوَ الدَّلِيلُ الباطِلُ المردودُ عِن
دَ أئمَّةِ التحقيقِ وَالعِرفانِ
١٠١٤. مَا زَالَ أمرُ النَّاسِ مُعتَدِلاً إلى
أن دَارَ في الأورَاقِ والأذهَانِ
١٠١٥. وَتَمَكَّنَت أجزَاؤهُ بقُلُوبِهم
فَأتَت لَواَزِمُهُ إلى الإِيمَانِ
١٠١٦. رَفَعَت قَواعِدَهُ وَنَحَّت أسَّهُ
فَهوَى البِنَاءُ وخَرَّ للأركَانِ
١٠١٧. وَجَنوا عَلَى الإسلاَمِ كُلَّ جِنَايَةٍ
إذ سَلَّطُوا الأعدَاءَ بالعُدوَانِ
١٠١٨. حَمَلُوا بأسلِحَةِ المَحَالِ فَخَانَهُم
ذَاك السِّلاحُ فما اشتَفَوا بِطِعَانِ
١٠١٩. وأتَى العَدُوُّ إِلى سِلاَحِهمُ فقَا
تَلَهُم بِه فِي غَيبَةِ الفُرسَانِ
١٠٢٠. يا مِحنَةَ الإسلاَمِ والقرآنِ مِن
جَهلِ الصَّدِيقِ وبَغيِ ذِي طُغيَانِ
١٠٢١. واللهِ لَولاَ اللهُ نَاصِرُ دِينِهِ
وَكِتَابِهِ بالحقِّ والبُرهَانِ
١٠٢٢. لَتَخَطَّفَت أعدَاؤه أروَاحَنَا
وَلَقُطِّعَت مِنَّا عُرَى الإِيمَانِ
١٠٢٣. أيكونُ حقًّا ذا الدليلُ وما اهتدَى
خَيرُ القُرونِ لَهُ مُحالٌ ذَانِ
١٠٢٤. وُفِّقتُمُ للحَقِّ إذ حُرِمُوهُ فِي
أصلِ اليَقِينِ ومقعَدِ العرفَانِ
١٠٢٥. وَهَديتُمونَا للَّذِي لَم يَهتَدُوا
أبَداً بهِ وَاشِدَّةً الحِرمَانِ
١٠٢٦. ودخلتُمُ للحقِّ مِن بَابٍ وَمَا
دَخَلُوه وَاعَجَباً لِذَا الخُذلانِ
١٠٢٧. وسلكتُمُ طُرقَ الهُدى والعلمِ دُو
نَ القَومِ وَاعَجَباً لِذَا البُهتَانِ
١٠٢٨. وعرفتُمُ الرحمنَ بالأجسَامِ وَال
أعرَاضِ والحَركاتِ والألوانِ
١٠٢٩. وَهُمُ فَمَا عَرَفُوهُ مِنهَأ بَل مِنَ ال
آياتِ وهيَ فغيرُ ذِي بُرهَانِ
١٠٣٠. الله أكبَرُ أنتُمُ أو هُم عَلَى
حَقٍّ وفِي غَيٍّ وفي خُسرانِ
١٠٣١. دَع ذَا أليسَ الله قد أبدَى لَنَا
حقَّ الأدلةِ وَهي فِي القُرآنِ
١٠٣٢. متنوِّعاتٌ صُرِّفَت وتظَاهَرت
في كُلِّ وجهٍ فَهيَ ذُو أفنَانِ
١٠٣٣. مَعلومَةٌ للعَقلِ أو مشهودَةٌ
للحسِّ أو في فِطرَة الرحمنِ
١٠٣٤. أسَمِعتُمُ لِدَلِيلكُم فِي بَعضِهَا
خَبَراً أو احسَستُم لَهُ بِبَيَانِ
١٠٣٥. أيكونُ أصلُ الدينِ ماتمَّ الهدَى
إلاَّ بِهِ وبهِ قُوَى الإِيمَانِ
١٠٣٦. وسَوَاهُ ليسَ بموجبٍ من لم يُحِط
عِلماً بِهِ لم ينجُ من كفرانِ
١٠٣٧. واللهُ ثُمَّ رَسُولُهُ قَد بَيَّنَا
طُرُقَ الهُدَى فِي غَايَةِ التِّبيَانِ
١٠٣٨. فَلايِّ شَيءٍ أعرَضَا عَنهُ ولم
تَسمَعهُ فِي أثَرِ وَلاَ قُرآنِ
١٠٣٩. لَكِن أتَانَا بَعدَ خَيرَ قُرُونِنَا
فَظُهُورِ أحدَاث مِن الشَّيطانِ
١٠٤٠. وعَلَى لِسانِ الجهمِ جَاءُوا حِزبَهُ
مِن كُلِّ صَاحِبِ بِدعَةٍ حَيرَانِ
١٠٤١. وَلِذَلِكَ اشتدَّ النَّكِيرُ عَلَيهِم
مِن سَائِرِ العُلَمَاءِ فِي البُلدَانِ
١٠٤٢. صَاحُوا بِهِم مِن كُل قطر بَل رَموا
فِي إثرِهِم بِثَوَقِبِ الشهبَانِ
١٠٤٣. عَرَفُوا الذِي يُفضِي إِليه قَولُهُم
وَدَلِيلُهُم بِحَقِيقَة العِرفانِ
١٠٤٤. وَأخُو الجَهَالَة فِي خَفَارة جَهلِهِ
وَالجَهلُ قَد يُنجي من الكُفرَان
١٠٤٥. وَالله كَانَ وَلَيسَ شَيءٌ غَيرُهُ
وَبَرَى البرِية وَهيَ ذُو حَدثَانِ
١٠٤٦. فَسَل المُعَطل هَل يَرَاهَا خَارِجا
عَن ذَاتِه أم فِيه حَلَّت ذَان
١٠٤٧. لاَبُد مِن إحدَاهُما أو أنَّها
هِيَ عَينُهُ مَا ثم مَوجُودَانِ
١٠٤٨. مَا ثَم مَخلُوق وَخَالِقُه وَمَا
شَيءٌ مُغَايِرُ هَذِهِ الأعيَانِ
١٠٤٩. لاَبُد مِن إحدَى ثَلاث مَالَهَا
مِن رَابِع خَلّوا عَنِ الرَّوغَانِ
١٠٥٠. وَلِذَاكَ قَالَ مُحَققُ القَومِ الذِي
رَفَعَ القَواعِدَ مُدعِي العِرفَانِ
١٠٥١. هُوَ عَينُ هَذَا الكَونِ لَيسَ بِغَيرهِ
أنَّى وَلَيسَ مُبَايِنَ الأكوَانِ
١٠٥٢. كَلاَّ وَلَيسَ مُجَانِباً أيضاً لَهَا
فَهوَ الوُجُود بِعَينِهِ وَعيَانِ
١٠٥٣. إن لَم يَكُن فوقَ الخلاَئِقِ رَبُّهَا
فَالقَولُ هَذَا القَولُ فِي المِيزَانِ
١٠٥٤. إذ لَيسَ يُعقلُ بَعد إلا أنَّهُ
قَد حَلَّ فِيهَا وَهيَ كَالأبدَانِ
١٠٥٥. وَالرُّوحُ ذَاتُ الحَقِّ جَلَّ جَلاَلُهُ
حَلَّت بِهَا كَمَقَالَةِ النَّصرَانِي
١٠٥٦. فَاحكُم عَلَى مَن قَالَ لَيسَ بِخَارِجٍ
عَنهَا وَلاَ فِيهَا بِحُكم بَيَانِ
١٠٥٧. بِخِلاَفِهِ الوَحيينِ وَالإِجمَاعَ وَال
عَقلَ الصَّرِيحَ وَفِطرَةَ الرَّحمَانِ
١٠٥٨. فَعَلَيهِ أوقَعَ حَد مَعدُوم بلى
حَدُّ المُحَالِ بِغَيرِ مَا فُرقَانِ
١٠٥٩. يَا لِلعُقُولِ إذَا نَفَيتُم مُخبِرا
وَنَقِيضَهُ هَل ذَاكَ فِي إمكَانِ
١٠٦٠. إن كَانَ نَفي دُخُوله وَخُرُوجه
لاَ يَصدُقَانِ مَعا لِذِي الإمكانِ
١٠٦١. إلاَّ عَلَى عَدَمِ صَرِيحِ نَفيِهِ
مُتَحَقِّقٌ بِبَداهَةِ الإِنسَان
١٠٦٢. أيَصِحُّ فِي المَعقُولِ يَا أهلَ النُهَى
ذَاتَانِ لاَ بِالغَيرِ قَائِمَتَانِ
١٠٦٣. لَيسَت تَباين مِنهُمَا ذَاتٌ لأخ
رَى أو تَحَايِثُها فَيَجتَمِعضانِ
١٠٦٤. إن كَانَ فِي الدُّنيَا مُحَالٌ فَهوَ ذَا
فَارجَع إِلَى المَعقُول وَالبُرهَانِ
١٠٦٥. فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ ذَلِكَ فِي الذِي
هُوَ قَابِل مِن جِسمٍ أو جُثمَانِ
١٠٦٦. وَالرَّبُّ لَيسَ كَذَا فَنَفي دُخُولِهِ
وَخُرُوجِهِ مَا فِيهِ مِن بُطلانِ
١٠٦٧. فَيُقَالُ هَذَا أولا مِن قَولِكُم
دَعوَى مُجَرَّدةٌ بِلاَ بُرهَانِ
١٠٦٨. ذَاكَ اصطِلاَحُ مِن فَرِيق فَارقُوا ال
وَحيَ المُبِينَ بِحِكمَة اليُونَانِ
١٠٦٩. وَالشَّيءُ يَصدُقُ نَفيُه عَن قَابِل
وَسِوَاهُ فِي مَعهُود كُل لِسَانِ
١٠٧٠. أنَسِيت نَفي الظُلمِ عَنهُ وَقَولُكَ الظُ
لمُ المُحالُ وَليسَ ذَا إمكَانِ
١٠٧١. وَنَسِيتَ نَفيُ النَّومِ وَالسِّنَةِ التِي
لَيسَت لِرَب العَرشِ فِي الإِمكَانِ
١٠٧٢. وَنَسِيت نَفيَ الطعم عَنه وَليسَ ذَا
مَقبُولَةٌ وَالنفيُ فِي القُرآنِ
١٠٧٣. وَنَسِيتَ نَفيَ وِلاَدَة أو زَوجَة
وَهُمَا عَلَى الرَّحمَنِ مُمتَنِعَانِ
١٠٧٤. وَالله قَد وَصَفَ الجَمَاد بِأنَّهُ
مَيتٌ أصَمُّ وَمَا لَهُ عَينَانِ
١٠٧٥. وَكَذَا نَفَى عَنهُ الشعورَ وَنُطقَهُ
وَالخَلقَ نَفياً وَاضحَ التِّبيَانِ
١٠٧٦. هَذَا وَليسَ لَهَا قُبُول لِلذِي
يُنفَى وَلاَ مِن جُملَةِ الحَيَوانِ
١٠٧٧. وَيُقَالُ أيضاً ثَانِياً لَو صَحَّ هَ
ذَا الشَّرطُ كَانَ لَمَّا هُمَا ضِدَّانِ
١٠٧٨. لاَ فِي النَّقِيضَينِ اللَّذينِ كِلاَهُمَا
لاَ يَثبُتَانِ وَلَيسَ يَرتَفِعَانش
١٠٧٩. وَيُقَالُ أيضاً نَفيُكُم لِقُبُولِهِ
لَهُمَا يزيلُ حَقِيقَةَ الإِمكَانِ
١٠٨٠. بَل ذَا كَنَفي قِيَامِهِ بِالنَّفسِ أو
بالغَيرِ فِي الفِطرَاتِ وَالأذهَانِ
١٠٨١. فَإذَا المُعَطلُ قَالَ إن قِيَامَهُ
بالنَّفسِ أو بِالغَيرِ ذُو بُطلاَنِ
١٠٨٢. إذ لَيسَ يقبَلُ وَاحِداً مِن ذَينِكَ ال
أمرَينِ إلاَّ وَهوَ ذُو إمكَانِ
١٠٨٣. جِسمٌ يَقُومُ بِنَفسِهِ أيضاً كَذَا
عَرَضٌ يَقُومُ بغَيرِهِ أخَوَانِ
١٠٨٤. فِي حُكمِ إمكَان وَلَيسَ بِوَاجِبٍ
مَا كَانَ فِيهِ حَقِيقَةُ الإِمكَانِ
١٠٨٥. فَكِلاَكُمَا يَنفِي الإِلَهَ حَقِيقَةً
وَكِلاَكُمَا فِي نَفيهِ سِيَّانِ
١٠٨٦. ماذَا يُردُّ عَلَيهِ من هُوَ مِثلُه
فِي النَّفيِ صِرفاً إذ هُمَا عِدلاَنِ
١٠٨٧. وَالفَرقُ لَيسَ بِمُمكَن لَكَ بعدَمَا
ضَاهَيتَ هَذا النَّفيَ فِي البُطلاَنِ
١٠٨٨. فَوزان هَذَا النَّفيُ مَا قَد قُلتُهُ
حَرفا بِحَرفٍ أنتُمَا صِنوَانِ
١٠٨٩. وَالخَصمُ يَزعَمُ أن مَا هُوَ قَابِلٌ
لِكِلَيهِمَا فَكَقَابِل لمَكَانِ
١٠٩٠. فَافرُق لَنا فَرقا يُبِين مَوَاقِعَ ال
إثبَاتِ والتَّعطِيلِ بِالبُرهَانِ
١٠٩١. أو لاَ فَأعطِ القَوسَ بَارِيهَا وَخلِّ
الفَشرَ عَنكَ وَكَثرَةَ الهَذَيانِ
١٠٩٢. وَسَل المُعطل عَن مَسَائِلَ خَمسَةٍ
تُردي قَوَاعِدَهُ مِنَ الأركَانِ
١٠٩٣. قُل لِلمُعطل هَل تَقُول إلَهُنَا ال
مَعبُودُ حَقًّا خَارِجَ الأذهَانِ
١٠٩٤. فَإذَا نَفَى هَذَا فَذَاكَ مُعَطِّلٌ
لِلربِّ حَقًّا بَالِغَ الكُفرَانِ
١٠٩٥. وَإِذَا أقَرَّ بِهِ فَسَلهُ ثانِياً
أتَرَاهُ غَيرَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ
١٠٩٦. فَإذَا نَفَى هَذَا وَقَالَ بِأنَّهُ
هُوَ عَينُها مَا هَاهُنا غَيرَانِ
١٠٩٧. فَقَدِ ارتَدَى بِالاتحَادِ مُصَرحا
بِالكُفرِ جَاحِد رَبه الرَّحمن
١٠٩٨. حَاشَا النَّصارَى أن يَكُونُوا مِثلَهُ
وَهُم الحَمِير وَعَابِدُوا الصُّلبَانِ
١٠٩٩. هُم خَصَّصُوهُ بِالمَسِيحِ وَأمِّهِ
وَأولاَءِ مَا صَانُوهُ عَن حَيَوَانِ
١١٠٠. وَإذَا أقَرَّ بِأنَّهُ غَيرُ الوَرَى
عَبدٌ وَمعبُودٌ هُمَا شَيئَانِ
١١٠١. فَسأَلهُ هَل هَذَا الوَرَى فِي ذَاتِهِ
أم ذَاتُهُ فِيهِ هُنَا أمرَانِ
١١٠٢. فَإذَا أقَرَّ بِوَاحِد مِن ذَينِكَ ال
أمرَينِ قَبَّلَ خَدَّهُ النَّصرَانِي
١١٠٣. وَيَقُولُ أهلاَ بِالذِي هُوَ مِثلُنَا
خَشدَاشُنَا وَحَبِيبُنَا الحَقَّانِ
١١٠٤. وَإِذَا نَفَى الأمرَينِ فَاسألهُ إذَاً
هَل ذَاتُهُ استَغنَت عَن الأكوَانِ
١١٠٥. فَلِذَاكَ قَامَ بِنَفسِهِ أم قَامَ بَال
أعيَانِ كَالأعرَاضِ وَالألوَانِ
١١٠٦. فَإِذَا أقَرَّ وَقَالَ بَل هُو قَائِمٌ
بِالنَّفسِ فَاسألهُ وَقُل ذَاتَانِ
١١٠٧. بِالنَّفسِ قَائِمتَانِ أخبِرنِي هُمَا
مِثلاَنِ أو ضِدَّانِ أو غَيرَانِ
١١٠٨. وعَلَى التَّقَادِير الثَّلاَثِ فَإنَّهُ
لَولاَ التبَايُنُ لَم يَكُن شَيئَانِ
١١٠٩. ضِدَّينِ أو مِثلَينِ أو غَيرَينِ كَا
نَا بَل هُمَا لاَ شَك مُتَّحِدَانِ
١١١٠. فَلِذَاكَ قُلنَا إنَّكُم بَاب لِمَن
بِالإِتِّحَادِ يَقُولُ بَل بَابَانِ
١١١١. نَقَّطتُمُ لَهُم وَهُم خَطَّوا عَلَى
نُقَط لَكُم كَمُعَلِّمِ الصِّبيَانِ
١١١٢. وَلَقَد أتَانَا عَشرُ أنوَاعٍ مِنَ ال
مَنقُولِ فِي فَوقِية الرَّحمَنِ
١١١٣. مَعَ مِثلِهَا أيضاً تَزيدُ بِوَاحِدٍ
هَا نَحنُ نَسرُدُهَا بِلاَ كِتمَانِ
١١١٤. مِنهَا استِوَاءُ الرَّبِّ فَوق العَرشِ فِي
سَبعِ أتَت فِي مُحكَمِ القُرآنِ
١١١٥. وَكَذَلِكَ اطَّردَت بِلاَ لاَم وَلَو
كَانَت بِمَعنَى اللاَّم فِي الأذهَانِ
١١١٦. لأتَت بهَا فِي مَوضِع كَي يَحمِل ال
بَاقِي عَلَيهَا بِالبَيَانِ الثَّانِي
١١١٧. وَنَظِير ذَا إضمَارُهُم فِي مَوضِعِ
حَملاً عَلَى المَذكُورِ فِي التِّبيَانِ
١١١٨. لاَ يُضمِرُونَ مَعَ اطِّرَاد دُونَ ذِك
رِ المُضمِرِ المَحذُوفِ دُونَ بَيَانِ
١١١٩. بَل فِي مَحل الحَذفِ يَكثُرُ ذِكرُهُ
فإذَا هُم ألِفُوهُ إلفَ لِسَانِ
١١٢٠. حَذَفُوهُ تَخفِيفاً وَإيجَازاً فَلاَ
يَخفَى المُرَادُ بهِ عَلَى الإِنسَانِ
١١٢١. هَذَا وَمِن عِشرِينَ وَجهاً يَبطُلُ التَّ
فسِيرُ بِاستَولَى لِذِي العِرفَانِ
١١٢٢. قَد أُفرِدَت بِمُصَنَّفٍ لإِمَامِ هَ
ذَا الشَّأنُ بَحرِ العَالَمِ الحرَّانِي
١١٢٣. هَذَا وَثَانِيهَا صَريحُ عُلُوِّهِ
وَلَهُ بِحُكمِ صَرِيحِهِ لَفظَانِ
١١٢٤. لَفظُ العَلِيِّ وَلَفظةُ الأعلَى مُعَرَّ
فَة أتَتكَ هُنا لِقَصدِ بَيَانِ
١١٢٥. إنَّ العُلُوَّ بِمُطلَقِه عَلَى التَّ
عمِيم وَالإطلاَقِ بالبُرهَانِ
١١٢٦. وَلَهُ العُلُوُّ مِن الوُجوهِ جَمِيعَها
ذَاتاً وَقَهراً مَعَ عُلُوِّ الشَّانِ
١١٢٧. لَكِن نُفَاةُ عُلُوهِ سَلبُوهُ إك
مَالَ العُلُوِّ فَصَارَ ذَا نُقصَانِ
١١٢٨. حَاشَاهُ مِن إفكِ النُّفَاةِ وَسَلبِهِم
فَلَهُ الكَمَالُ المُطلَقُ الرَّبَّانِي
١١٢٩. وَعُلُوُّهُ فَوقَ الخَليقَة كُلِّهَا
فُطِرَت عَلَيهِ الخَلقُ وَالثَّقَلاَنِ
١١٣٠. لاَ يَستَطِيعُ مُعَطِّلٌ تَبدِيلَهَا
أبداً وَذَلِكَ سُنَّةُ الرَّحمنِ
١١٣١. كُلٌّ إذَا مَا نَابَهُ أمرٌ يُرَى
مُتَوجِّهاً بِضَرُورَةِ الإنسَانِ
١١٣٢. نَحوَ العُلُوِّ فَلَيسَ يَطلُبُ خَلفَهُ
وَأمَامَهُ أو جَانِبَ الإِنسَانِ
١١٣٣. وَنِهَايَةُ الشُّبُهَات تَشكِيك وَتخ
مِيش وَتَغبِيرٌ عَلَى الإِيمَانِ
١١٣٤. لاَ يستَطِيعُ تَعَارض المَعلُومِ وَال
مَعقُولِ عِندَ بدَائِه الأذهَانِ
١١٣٥. فَمِن المُحَالِ القَدحُ فِي المَعلُومِ
بِالشُّبُهَاتِ هَذَا بَيِّنُ البُطَلاَنِ
١١٣٦. وَإِذَا البدَائِهُ قابَلتهَا هَذِهِ الشُّ
بُهَاتِ لَم تَحتَج ِإلَى بُطلانِ
١١٣٧. شَتَّان بَينَ مَقالَة أوصَى بِهَا
بَعضٌ لِبَعضٍ أولٌ للثَّانِي
١١٣٨. وَمَقَالَةٍ فَطَرَ الإِلهُ عَبَادَهُ
حَقّا عَلَيهَا مَا هُمَا عِدلاَنِ
١١٣٩. هَذَا وَثَالِثُهَا صَرِيحُ الفَوقِ مَص
حُوباً بِمِن وَبِدُونِهَا نَوعَانِ
١١٤٠. إحدَاهُمَا هُوَ قَابِل التأويل وَال
أصلُ الحَقِيقَةُ وَحدهَا بِبَيَانِ
١١٤١. فَإِذَا ادَّعَى تَأوِيلَ ذَلِكَ مُدَّعٍ
وَلَم تُقبَلِ الدَّعوَى بِلاَ بُرهَانِ
١١٤٢. لَكِنمَا المَجرُورُ لَيسَ بِقَابل التَّ
أوِيل فِي لُغة وَعُرفِ لِسَانِ
١١٤٣. وَأصِخ لِفَائدةٍ جَلِيلٍ قَدرُهَا
تُهدِيكَ للتَّحقِيقِ وَالعِرفَانِ
١١٤٤. إنَّ الكَلاَمَ إذَا أتَى بِسِيَاقِهِ
يُبدِي المُرَادَ لِمَن لَهُ أذُنَانِ
١١٤٥. أضحَى كَنَصٍ قَاطع لاَ يَقبَل التَّ
أوِيلَ يَعرِفُ ذَا أولُوا الأذهَانِ
١١٤٦. فَسِيَاقُهُ الألفَاظِ مِثلُ شَوَاهِدِ ال
أحوَالِ إنَّهُمَا لَنَا صِنوَانِ
١١٤٧. إحدَاهُمَا لِلعَينِ مَشهُودٌ بِهَا
لَكِن ذَاكَ لِمَسمَعِ الإِنسانِ
١١٤٨. فَإذَا أتَى التَّأوِيلُ بَعد سِيَاقَةٍ
تُبدِي المُرَادَ أتَى عَلَى استِهجَانِ
١١٤٩. وَإذَا أتَى الكِتمَانُ بَعدَ شَوَاهِدِ ال
أحوَالِ كَانَ كَأقبَحِ الكِتمَانِ
١١٥٠. فَتأمَّلِ الألفَاظَ وَانظُر مَا الذِي
سِيقَت لَهُ إن كُنتَ ذَا عِرفَانِ
١١٥١. وَالفَوقُ وَصفٌ ثَابِتٌ بِالذَّاتِ مِن
كُلِّ الوُجُوهِ لِفَاطِرِ الأكوَانِ
١١٥٢. لَكِن نُفَاةَ الفَوقِ مَا وَافُوا بِهِ
جَحَدُوا كَمَال الفَوقِ لِلدَّيَّانِ
١١٥٣. بَل فَسَّرُوهُ بِأن قَدرَ الله أع
لَى لاَ بِفَوق الذَّات لِلرَّحمَنِ
١١٥٤. قَالُوا وَهَذَا مِثل قَولِ النَّاسِ فِي
ذَهَبٍ يُرَى مِن خَالِص العِقيَانِ
١١٥٥. هُو فَوقَ جِنسِ الفِضةِ البَيضَاء لاَ
بِالذَّاتِ بَل فِي مُقتَضَى الأثمَانِ
١١٥٦. وَالفَوقُ أنوَاع ثَلاث كُلُّهَا
للَّهِ ثَابِتةٌ بِلاَ نُكرَانِ
١١٥٧. هَذَا الذِي قَالُوا وَفَوقُ القَهرِ وَال
فَوقِيةُ العُليَا عَلَى الأكوَانِ
١١٥٨. هَذَا وَرَابِعُهَا عرُوجُ الرُّوحِ وَال
أملاَكِ صَاعِدَةً إِلَى الرَّحمَنِ
١١٥٩. وَلَقَد أتَى فِي سُورَتَينِ لِكِلاَهُمَا اش
تَمَلاَ عَلَى التَّقدِيرِ بالأزمَانِ
١١٦٠. فِي سُورَة فِيهِ المَعارِجُ قُدِّرَت
خَمسِينَ ألفاً كَامِلَ الحُسبَانِ
١١٦١. وَبِسَجدَة التَّنزِيل ألفاً قُدِّرَت
فَلأجلِ ذَا قَالُوا هُمَا يَومَانِ
١١٦٢. يَومُ المَعَادِ بِذِي المَعَارِجِ ذِكرُهُ
وَاليَومُ فِي تَنزِيل فِي ذَا الآنِ
١١٦٣. وَكِلاَهُمَا عِندِي فَيَومٌ وَاحِدٌ
وَعُرُوجُهُم فِيهِ إِلَى الدَّيَّانِ
١١٦٤. فَالألفُ فِيهِ مَسَافَةٌ لِنُزُولِهِم
وَصُعُودِهِم نَحوَ الرَّفِيعِ الدَّانِي
١١٦٥. هَذِي السَّمِاء فَإنَّهَا قَد قُدِّرَت
خَمسِينَ فِي عَشر وَذَا ضِعفَانِ
١١٦٦. لَكِنمَا الخَمسُون ألفَ مَسَافَةُ السَّ
بعِ الطِّبَاقِ وَبَعدُ ذِي الأكوَانِ
١١٦٧. مِن عَرشِ رَبِّ العَالَمِينَ إِلَى الثَّرَى
عِندَ الحَضِيضِ الأسفَل التَّحتَحانِي
١١٦٨. وَاختَارَ هَذَا القَولَ فِي تَفسِيرِهِ ال
بَغَوِي ذَاكَ العَالِمُ الرَّبَّانِي
١١٦٩. وَمُجَاهِدٌ قَد قَالَ هَذَا القَولَ لَ
كِنَّ ابنَ إسحَاقَ الجَلِيلَ الشَّانِ
١١٧٠. قَالَ المَسَافَة بَينَنَا وَالعَرشِ ذَا ال
مِقدَارُ فِي سَيرٍ مِنَ الإِنسَانِ
١١٧١. وَالقَولُ الأوَّلُ قَولً عِكرِمَةٍ وَقَو
لُ قَتَادَةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ
١١٧٢. وَاختَارَه الحَسَنُ الرَّضِى وَرَوَاهُ عَن
بَحرِ العُلُومِ مُفَسِّرِ القُرآنِ
١١٧٣. وَيُرَجِّحُ القَولَ الذِي قَد قَالَهُ
سَادَاتُنَا فِي فَرقِهِم أمرَانِ
١١٧٤. إحدَاهُمَا مَا فِي الصَّحِيحُ لِمَانِعٍ
لِزَكَاتِهِ مِن هَذِه الأعيَانِ
١١٧٥. يُكوَى بِهَا يَومَ القِيَامَةِ ظَهرُهُ
وَجَبِينهُ وَكذَلِكَ الجَنبَانِ
١١٧٦. خَمسُونَ ألفاً قَدرُ ذَاكَ اليَومِ فِي
هَذَا الحَدِيثُ وَذَاكَ تِبيَانِ
١١٧٧. فَالظَّاهِرُ اليَومَانِ فِي الوَجهَينِ يَو
مٌ وَاحِدٌ مَا إن هُمَا يَومَانِ
١١٧٨. قَالُوا وَإيرَادُ السِّيَاقِ يُبَيِّن ال
مَضمُونَ مِنهُ بِأوضَحِ التِّبيَانِ
١١٧٩. فَانظُر إِلَى الإِضمارِ ضِمنض يَرَونَهُ
ونَرَاهُ مَا تَفسِيرُهُ بِبَيَانِ
١١٨٠. فَاليَومُ بِالتَّفسِيرِ أولَى مِن عَذَا
بٍ وَاقِعٍ لِلقُربِ وَالجِيرَانِ
١١٨١. وَيَكُونُ ذِكرُ عُرُوجِهِم فِي هَذِهِ الدُّ
نيَا وَيَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ
١١٨٢. فَنُزُولهُم أيضاً هُنَالِكَ ثَابِتٌ
كَنُزُولِهِم أيضاً هُنَا لِلشَّانِ
١١٨٣. وَعُرُوجُهُم بَعدَ القَضَا كَعُرُوجِهِم
أيضاً هُنَا فَلَهُم إذاً شَأنَانِ
١١٨٤. وَيُزُولُ هَذَا السَّقفُ يَومَ مَعَادِنَا
فَعُرُوجُهُم لِلعَرشِ وَالرَّحمَنِ
١١٨٥. هَذَا وَمَا نَضِجَت لَدي وَعِلمُهَا ال
مَوكُولُ بَعد لِمُنزِلِ القُرآنِ
١١٨٦. وَأعُوذُُ بِالرَّحمَنِ مِن جَزمٍ بِلاَ
عِلمٍ وَهَذَا غَايَةُ الإمكَانِ
١١٨٧. وَاللهُ أعلَمُ بِالمُرَادِ بِقَولِهِ
وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالفُرقَانِ
١١٨٨. هَذَا وَخَامِسُهَا صعُودُ كَلاَمِنَا
بِالطِّيِّبَاتِ إلَيهِ وَالإحسَانِ
١١٨٩. وَكَذَا صُعُودُ البَاقِيَاتُ الصَّالِحَا
تُ مِن أعمَالِ ذِي الإِيمَانِ
١١٩٠. وكَذَا صُعُودُ تَصَدُّقٍ مِن طَيبٍ
أيضا إلَيهِ عِندَ كُلِّ أوَانِ
١١٩١. وَكَذَا عُرُوجُ مَلاَئِكٍ قَد وُكِّلُوا
مِنَّا بِأعمَالٍ وَهُم بَدَلاَنِ
١١٩٢. فَإِلَيهِ تَعرُجُ بُكرَةً وَعَشِيةً
وَالصُّبحُ يَجمَعُهُم عَلَى القُرآنِ
١١٩٣. كَي يَشهَدُونَ وَيَعرُوجُونَ إِلَيهِ بِال
أعمَالِ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
١١٩٤. وَكَذَاكَ سَعيُ اللَّيل تَرفَعُهُ إِلَى الرَّ
حمَنِ مِن قَبلِ النَّهَارِ الثَّانِي
١١٩٥. وَكذَاكَ سَعيُ اليَومِ يَرفَعُه لَهُ
مِن قَبلِ لَيلٍ حَافِظُ الإِنسَانِ
١١٩٦. وَكَذَاكَ مِعرَاجُ الرَّسُولِ إِلَيهِ حَقٌّ
ثَابِتٌ مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ
١١٩٧. بَل جَاوَزَ السَّبعَ الطِّبَاقَ وَقَد دَنَا
مِنهُ إِلَى أن قُدِّرَت قَوسَانِ
١١٩٨. بَل عَادَ مِن مُوسَى إلَيهِ صَاعِداً
خَِمساً عِدَادَ الفَرضِ فِي الحُسبَانِ
١١٩٩. وَكَذَاكَ رَفعُ الرُّوحِ عِيسَى المُرتَضَى
حَقًّا إلَيهِ جَاءَ فِي القُرآنِ
١٢٠٠. وَكَذَاكَ تَصعَدُ رُوحُ كُلِّ مُصَدِّقٌ
لَمَّا تَفُوزُ بِفُرقَةِ الأبدَانِ
١٢٠١. حِقًّا إلَيهِ كَي تَفوزُ بِقُربِهِ
وَتَعُودَ يَومَ العَرضِ لِلجُثمَانِ
١٢٠٢. وَكَذَا دُعَا المُضطَرِّ أيضاً صَاعِدٌ
أبَداً إلَيهِ عِندَ كُلِّ أوَانِ
١٢٠٣. وَكَذَا دُعَا المَظلُومِ أيضاً صَاعِدٌ
حَقًّا إلَيهِ قَاطِعَ الأكوَانِ
١٢٠٤. هَذَا وَسَادِسُهَا وَسَابِعُهَا النُّزُو
لُ كَذَِلِكَ التَّنزِيلُ لِلقُرآنِ
١٢٠٥. وَالله أخبَرَنَا بِأنَّ كِتَابَهُ
تَنزِيلُهُ بِالحَقِّ وَألبُرهَانِ
١٢٠٦. أيَكُونُ تَنزِيلاً وَلَيسَ كَلاَم مَن
فَوقَ العِبَادِ أذَاكَ ذُو إمكَانِ
١٢٠٧. أيَكُونُ تَنزِيلاً مِنَ الرَّحمَنِ وَالرَّ
حمضنش لَيسَ مُبَاينَ الأكوَانِ
١٢٠٨. وَكَذَا نُزُولِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ
فِي النِّصفِ مِن لَيل وذَاكَ الثَّانِي
١٢٠٩. فَيَقُولُ لَستُ بِسَائِلٍ غَيرِي بِأح
وَالِ العِبَادِ أنَا العَظِيمُ الشَّانِ
١٢١٠. من ذَاكَ يَسألُنِي فَيُعطِي سُؤلَهُ
مَن ذَا يَتُوبُ إليَّ مِن عِصيَانِ
١٢١١. مَن ذَا يُرِيدُ شِفَاءَهُ مِن سُقمِهِ
فَأَنَا القَرِيبُ مُجِيبُ مَن نَادَانِي
١٢١٢. ذَا شَأنُهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ
حَتَّى يَكُونَ الفَجرُ فَجراً ثَانِ
١٢١٣. يَا قَومُ لَيس نُزُولُهُ وَعُلُّوهُ
حَقًّا لَدَيكُم بَل هُمَا عَدَمَانِ
١٢١٤. وَكَذَاكَ يَقُولُ لَيسَ شَيئاً عِندَكُم
لاَ ذَا وَلاَ قَولاً سِوَاهُ ثَانِ
١٢١٥. كُلٌّ مَجَازٌ لاَ حَقِيقَةَ تَحتَهُ
أوِّل وَزِد وَانقُص بِلاَ بُرهَانِ
١٢١٦. هَذَا وَثَامِنُهَا بِسُورَةِ غَافِرٍ
هُوَ رِفعَةُ الدَّرَجَاتِ لِلرَّحمَنِ
١٢١٧. دَرَجَاتُهُ مَرفُوعَةٌ كَمَعَارِجَ
أيضاً لَهُ وَكِلاَهُمَا رَفعَانِ
١٢١٨. وَفَعِيل فِيهَا لَيسَ مَعنَى فَاعِلٍ
وَسِيَاقُهَا يَأبَاهُ ذُو التِّبيَانُ
١٢١٩. لَكِنَّهَا مَرفُوعَةٌ دَرَجَاتُهُ
لِكَمَالِ رِفعَتِهِ عَلَى الأكوَانِ
١٢٢٠. هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فَلا تَحِد
عَنهُ وَخُذ مَعنَاهُ فِي القُرآنِ
١٢٢١. فَنظِيرُهَا المُبدِي لَنَا تَفسِيرَهَا
فِي ذِي المَعَارِجِ لَيس يَفتَرقَانِ
١٢٢٢. وَالرُّوحُ والأملاَكُ تَصعدُ فِي مَعَا
رِجِهِ إلَيهِ جَلَّ ذُو السُّلطَانِ
١٢٢٣. ذَا رِفعَةُ الدَّرَجَاتِ حَقًّا مَا هُمَا
إِلاَّ سَواءً أو هُمَا شِبهَانِ
١٢٢٤. فَخُذِ الكِتَابَ بِبعَضِهِ بَعضاً كَذَا
تَفسِيرُ أهلُ العِلمِ لِلقُرآنِ
١٢٢٥. هَذَا وَتَاسِعُهَا النُّصوص بأنَّه
فَوقَ السَّمَاءِ وَذَا بِلاَ حُسبَانِ
١٢٢٦. فَاستَحضِرِ الوَحيَينِ وَانظُر ذَاكَ تَل
قَاهُ مُبَيناً وَاضِحَ التِّبيَانِ
١٢٢٧. وَلَسَوفَ نَذكُر بَعضَ ذَلِكَ عَن قَرِي
بٍ كَي تَقُومَ شَواهِدُ الإِيمَانِ
١٢٢٨. وَإِذَا أتَتكَ فَلاَ تَكُن مُستَوحِشاً
مِنهَا وَلا تَكُ عِندَهَا بِجَبَانِ
١٢٢٩. لَيسَت تَدُلُّ عَلَى انحِصَارِ إِلهِنَا
عَقلاً وَلاَ عُرفاً وَلاَ بِلِسَانِ
١٢٣٠. إذ أجمَعَ السَّلَفُ الكِرَامُ بأنَّ مَع
نَاهَا كَمَعنَى فَوقِ بالبُرهَانِ
١٢٣١. أو أنَّ لَفظَ سَمَائِهِ يُعنَى بِهِ
نَفسُ العُلُوِّ المُطلَقِ الحَقَّانِ
١٢٣٢. والرَّبُّ فِيهِ ولَيسَ يَحصُرُهُ مِن ال
مَخلُوقِ شَيءٌ عَزَّ ذُو السُّلطَانِ
١٢٣٣. كُلُّ الجِهَاتِ بأسرِهَا عَدَمِيَّةٌ
فِي حَقِّهِ هُوَ فَوقَهَا ببيَانِ
١٢٣٤. قَد بَانَ عنهَا كُلِّهَا فَهوَ المُحِي
طُ وَلاَ يُحَاطُ بخَالِقِ الأكوَانِ
١٢٣٥. مَا ذَاكَ يَنقِمُ بَعدُ ذُو التعطِيلِ مِن
وَصفِ العُلُوِّ لِرَبِّنَا الرَّحمنِ
١٢٣٦. أيَرُدُّ ذُو عقلٍ سَليمٍ قَطُّ ذَا
بَعدَ التَّصَوُّرِ يَا أولِي الأذهَانِ
١٢٣٧. واللهِ مَا رَدَّ امرُؤ هَذَا بِغَي
رِ الجَهلِ أو بِحَميَّةِ الشَّيطَانِ
١٢٣٨. هَذَا وَعَاشِرُهَا اختِصَاصُ البَعضِ مِن
أملاَكِهِ بالعِندِ للرَّحمنِ
١٢٣٩. وَكَذَا اختِصَاصُ كِتَابِ رَحمَتِهِ بِعن
دَ الله فَوقَ العَرشِ ذُو تِبيَانِ
١٢٤٠. لَو لَم يَكُن سُبحَانَه فَوقَ الوَرَى
كَانُوا جَمِيعاً عِندَ ذِي السُّلطَانِ
١٢٤١. وَيَكُونُ عِندَ اللهِ إبليسٌ وَجِب
رِيلٌ هُمَا في العِند مُستوِيَانِ
١٢٤٢. وَتَمَامُ ذَاكَ القَولِ أنَّ مَحَبَّةَ الرَّ
حمنِ غَيرُ إرَادَة الأكوَانِ
١٢٤٣. وَكِلاَهُمَا مَحبُوبُهُ وَمُرَادُهُ
وَكِلاهُمَا هُوَ عِندَهُ سِيَّانِ
١٢٤٤. إن قُلتُم عِنديةُ التَّكوِينِ فالذَّ
اتَانِ عِندَ اللهِ مَخلُوقَانِ
١٢٤٥. أو قُلتُمُ عِندِيةُ التَّقرِيبِ تَق
رِيبِ الحَبِيبِ وَمَا هُمَا عِدلانِ
١٢٤٦. فَالحُبُّ عِندَكُم المشِيئَةُ نَفسُهَا
وَكِلاَهُمَا فِي حُكمِهَا مِثلاَنِ
١٢٤٧. لَكِن مُنَازِعُكُم يَقُولُ بِأنَّهَا
عِندِيَّةٌ حَقُّا بِلاَ رَوغَانِ
١٢٤٨. جَمَعَت لَهُ حُبَّ الإِلهِ وَقُربَهُ
مِن ذَاتِهِ وَكَرَامَةَ الإِحسَانِ
١٢٤٩. وَالحُبُّ وَصفٌ وَهوَ غَيرُ مَشِيئَةٍ
وَالعِندُ قُربٌ ظَاهِرُ التِّبيَانِ
١٢٥٠. هَذَا وَحَادِي عَشرَهُنَّ إشَارَةٌ
نَحوَ العُلُوِّ بإصبعٍ وَبَنَانِ
١٢٥١. للَّهِ جَلَّ جَلالُهُ لاَ غَيرِهِ
إذ ذَاكَ إشرَاكٌ مِنَ الإِنسَانِ
١٢٥٢. وَلَقَد أشَارَ رَسُولُهُ فِي مَجمَعِ ال
حَجِّ العَظِيمِ بِمَوقِفِ الغُفرَانِ
١٢٥٣. نَحوَ السَّمَاءِ بأصبُعٍ قَد كُرِّمَت
مُستَشهِداً للوَاحِدِ الرَّحمنِ
١٢٥٤. يا رَبُّ فاشهَد أنَّنِي بَلَّغتُهُم
وَيُشِيرُ نَحوَهُم لِقَصد بَيَانِ
١٢٥٥. فَغَدَا البَنَانُ مُرَفَّعاً وَمُصَوَّباً
صَلَّى عَلَيكَ الله ذُو الغُفرَانِ
١٢٥٦. أدَّيتَ ثُمَّ نَصَحتَ إذ بَلَّغتَنَا
حَقَّ البَلاغِ الوَأجِبِ الشُّكرَانِ
١٢٥٧. هَذَا وَثَانِي عَشرِهَا وَصفُ الظُّهُو
رِ لَهُ كَمَأ قد قالَ ذُو البُرهَانِ
١٢٥٨. والظَّاهرُ العَالِي الَّذِي مَا فَوقَهُ
شيءٌ كمَا قَد قَالَ ذُو البُرهَانِ
١٢٥٩. حَقًّا رَسُولُ الله ذَا تَفسِيرُهُ
وَلَقَد رَوَاهُ مُسلَِمٌ بِضَمَانِ
١٢٦٠. فَاقبَلهُ لاَ تَقبَل سِوَاهُ مِنَ التَّفَا
سِيرِ التِي قِيلَت بِلاَ بُرهَانِ
١٢٦١. والشَّيءُ حِينَ يَتِمُّ مِنه عُلُوُّهُ
فَظُهورُهُ فِي غَايَةِ التِّبيَانِ
١٢٦٢. أوَ مَا تَرَى هَذِي السَّمَا وَعُلُوَّهَأ
وَظُهُورَهَا وَكَذَلِكَ القَمَرَانِ
١٢٦٣. وَالعَكسُ أيضا ثابِتٌ فَسُفُولهُُ
وَخَفَاؤهُ إذ ذَاكَ مُصطَحِبَانِ
١٢٦٤. فَانظُر خَفَاءَ المركَزِ الأدنَى وَوَص
فَ السُّفلِ فِيهِ وَكَونَهُ تَحتَانِي
١٢٦٥. وَظُهُورُهُ سُبحَانَهُ بالذات مِث
لُ عُلُوِّهِ فَهُمَا لَهُ صِفَتَانِ
١٢٦٦. لاَ تَجحَدَنَّهُمَا جُحودَ الجَهمِ أو
صَافَ الكَمَالِ تَكُونُ ذَا بُهتَانِ
١٢٦٧. وَظُهُورُهُ هُوَ مُقتَض لِعُلُوِّهِ
وَعُلُوُّهُ لِظُهورِهِ بِبَيَانِ
١٢٦٨. وَكذَاكَ قَد دَخَلَت هُنَاكَ الفاءُ للت
سبِيبِ مُؤذِنَةً بِهَذَا الشَّانِ
١٢٦٩. فَتَأمَلَن تَفسِيرَ أعلَمِ خَلقِهِ
بِصِفَاتِهِ مَن جَاء بالقُرآنِ
١٢٧٠. إذ قَالَ أنتَ كَذا فَليسَ لِضدِّنهِ
أبَداً إلَيكَ تَطَرُّقَ الإتيَانِ
١٢٧١. هَذَا وَثَالِثُ عَشرِهَا إخبَارُهُ
أنَّا نَرَاهُ بِجَنَّةِ الحَيَوَانِ
١٢٧٢. فَسَلِ المُعَطِّلَ هَل يُرى مِن تَحتَنَا
أم عَن شَمَائِلِنَا وَعَن أيمَانِ
١٢٧٣. أم خَلفَنَا وأمَامَنَا سُبحَانَهُ
أم هَل يُرَى مِن فَوقِنَا بِبَيَانِ
١٢٧٤. يَا قَومُ مَا فِي الأمرِ شَيءٌ غَيرَ ذَا
أنو أنَّ رُؤيَتَهُ بِلاَ إمكَانِ
١٢٧٥. إذ رُؤيَةٌ لاَ فِي مُقَابَلَةٍ مِنَ الرَّ
ائِى مُحَالٌ لَيسَ فِي الإمكَانِ
١٢٧٦. وَمَنِ ادَّعَى شَيئاً سِوَى ذَا كَانَ دَع
وَاهُ مُكَابَرَةً عَلَى الأذهَانِ
١٢٧٧. وَلِذَاكَ قَالَ مُحَقِّقٌ مِنكُم لأه
لِ الإِعتِزَالِ مَقَالَةً بأمَانِ
١٢٧٨. مَا بَينَنَا خُلفٌ وَبَينَكُمُ لِذِي التَّ
حقِيقِ فِي مَعنَى فَيَا إخَوَانِي
١٢٧٩. شُدُّوا بأجمَعِنَا لَنَحمِل حَملَةً
تَذَرُ المجَسِّمَ فِي أذَلِّ هَوَانِ
١٢٨٠. إذ قَالَ إنَّ إلهَنَا حَقًّا يُرَى
يَومَ المَعَادِ كَمَا يُرَى القَمرَانِ
١٢٨١. وَتَصِيرُ أبصَارُ العِبَادِ نَوَاظِراً
حَقًّا إلَيهِ رُؤيَةً بِعِيَانِ
١٢٨٢. لاَ رَيبَ أنَّهُمُ إذَا قَالُوا بِذَا
لَزِمَ العُلُوُّ لَفَاطِرِ الأكوَانِ
١٢٨٣. وَيَكُونُ فَوقَ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُهُ
فَلِذَاكَ نَحنُ وَحِزبُهُم خَصمَانِ
١٢٨٤. لَكِنَّنَا سِلمٌ وأنتُمُ إذ تَسَا
عَدنَا عَلَى نَفيِ العُلَوِّ لِرَبِّنَا الرَّحمنِ
١٢٨٥. فَعُلُوُّهُ عَينُ المَحَالِ وَلَيسَ فَو
قَ العَرشِ مِن رَبٍّ وَلاَ دَيَّانِ
١٢٨٦. لاَ تَنصُبُوا مَعَنَا الخِلاَفَ فَمَا لَهُ
طَعمٌ فَنَحنُ وأنتُمُ سِلمَانِ
١٢٨٧. هَذا الَّذِي والله مُودَعُ كُتبِهِم
فانظُر تَرَى يَا مَن لَهُ عَينَانِ
١٢٨٨. هَذَا وَرَابِعُ عَشرِهَا إقرَارُ سَا
ئِلِهِ بِلَفظِ الأينَ للرَّحمنِ
١٢٨٩. وَلقَد رَوَاهُ أبُو رَزِينٍ بَعدَمَا
سَألَ الرَّسُولَ بِلَفظِهِ بوِزَانِ
١٢٩٠. وَرَوَاهُ تَبلِيغاً لَهُ ومُقرِّراً
لَمَّا أقَرَّ بِهِ بِلاَ نُكرَانِ
١٢٩١. هَذَا وَمَا كَانَ الجَوَابُ جَوَابَ مَن
لَكِن جَوَابُ اللَّفظِ بِالمِيزَانِ
١٢٩٢. كَلاَّ وَلَيسَ لِمَن دُخُولٌ قَطُّ فِي
هَذَا السِّيَاقِ لِمَن لَهُ أذُنَانِ
١٢٩٣. دَع ذَا فَقَد قَالَ الرَّسُولُ بِنَفسِهِ
أينَ الإِلَهُ لِعَالِمٍ بِلِسَانِ
١٢٩٤. والله مَأ قَصَدَ المُخَاطِبُ غَيرَهُ مَع
نَاهَا الذِي وُضِعَت لَهُ الحقَّانِ
١٢٩٥. واللهِ مَا فَهِمَ المخَاطَبُ غَيرَهُ
واللَّفظُ موضُوعٌ لِقَصدِ بَيَانِ
١٢٩٦. يَا قَومُ لَفظُ الأينَ مَمتَنِعٌ عَلَى الرَّ
حمنِ عِندَكُمُ وذُو بُطلاَنِ
١٢٩٧. وَيَكَادُ قَائِلُكُم يُكَفِّرُنَا بِهِ
بَل قَد وَهَذَا غَايَةُ العُدوَانِ
١٢٩٨. لَفظٌ صَرِيحٌ جَاءَ عَن خَيرِ الوَرَى
قَولاً وإقرَاراً هُمَا نَوعَانِ
١٢٩٩. وَاللهِ مَا كَانَ الرَّسُولنُ بِعَاجِزٍ
عَن لَفظِ مَن مَع أنَّهَا حَرفَانِ
١٣٠٠. وَالأينُ أحرُفُهَا ثَلاثٌ وَهيَ ذُو
لَبسٍ ومَن فِي غَايَةِ التِّبيَانِ
١٣٠١. وَاللهِ مَا الملَكَانِ أفصَحُ مِنهُ إذ
فِي القَبرِ مَن رَبُّ السَّمَا يَسَلاَنِ
١٣٠٢. وَيَقُولُ أينَ الله يَعنِي مَن فَلاَ
والله مَا اللَّفظَانِ مُتَّجِدَانِ
١٣٠٣. كَلاّ وَلاَ مَعنَاهُمَا أيضا لِذِي
لُغَةٍ وَلاَ شَرعٍ وَلاَ إنسَانِ
١٣٠٤. هَذَا وَخَامِسُ عَشرِهَا الإِجمَاعُ مِن
رُسُل الإِلهِ الواحِدِ المنَّانِ
١٣٠٥. فَالمُرسَلُونَ جَمِيعُهُم مَع كُتبِهِم
قَد حَلَّ فِيهَا وَهيَ كَالأبدَانِ
١٣٠٦. وَحَكَى لَنَا إجمَاعَهُم شَيخُ الوَرَى
والدِّينِ عَبدُ القَادِرِ الجِيلاَنِي
١٣٠٧. وأبو الوَليدِ المالِكِي أيضاً حَكَى
إجمَاعَهُم أعنِي ابنَ رُشدِ الثَّانِي
١٣٠٨. وَكَذَا أبُو العباسِ أيضاً قَد حَكَى
إجمَاعَهُم عَلَمُ الهُدَى الحَرَّانِي
١٣٠٩. ولَهُ اطِّلاَعٌ لَم يَكُن مِن قَبلِهِ
لِسِوَاهُ مِن مُتَكَلِّمٍ بِلِسَانِ
١٣١٠. هَذَا وَنَقطَعُ نَحنُ أيضاً أنَّهُ
إجمَاعُهُم قَطعاً عَلَى البُرهَانِ
١٣١١. وَكَذَاكَ نَقطعُ أنَّهُم جَاؤوا بإث
بَاتِ الصِّفَاتِ لِخَالِقِ الأكوَانِ
١٣١٢. وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنهُم جَاؤوا بإث
بَأتِ الكَلاَمِ لرَبِّنَا الرحمنِ
١٣١٣. وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤوا بإث
بَاتِ المَعَادِ لهَذِهِ الأبدَانِ
١٣١٤. وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤوا بِتَو
حِيدِ الإلهِ وَمَا لَهُ مِن ثَانِ
١٣١٥. وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جاؤوا بإث
بَاتِ القَضَاءِ وَمَا لَهُم قَولاَنِ
١٣١٦. فَالرُّسلُ مُتَّفِقُونَ قَطعاً فِي أصُو
لِ الدِّينِ دُونَ شَرَائِعِ الإِيمَانِ
١٣١٧. كُلٌّ لَهُ شَرعٌ وَمِنهَاجٌ وَذَا
في الأمرِ لاَ التَّوحِيدِ فافهَم ذَانِ
١٣١٨. فالدِّينُ فِي التَّوحِيدِ دِينٌ وَاحِدٌ
لَم يَختَلِف مِنهُم عَلَيهِ اثنَانِ
١٣١٩. دِينُ الإلهِ اختَارَهُ لِعبادِهِ
وَلِنفسه هُوَ قَيِّمُ الاديَانِ
١٣٢٠. فَمِنَ المُحَالِ بأن يَكُونَ لِرُسلِهِ
فِي وَصفِهِ خَبرَانِ مُختَلِفَانِ
١٣٢١. وَكَذاكَ نَقطَعُ أنَّهُم جَاؤُوا بِعَد
لِ الله بَينِ طَوَائِفِ الإنسَانِ
١٣٢٢. وَكَذَاكَ نَقطَعُ أنهُم أيضاً دَعَوا
للخَمسِ وهيَ قَواعِدُ الإِيمَانِ
١٣٢٣. إيمَانُنَا بالله ثُمَّ برُسلِهِ
وَبِكُتبِهِ وَقِيَامَةش الأبدَانِ
١٣٢٤. وَبِجُندِهِ وَهُم الملاَئِكَةُ الأولَى
هُم رُسلُهُ لمصَالِحِ الأكوَانِ
١٣٢٥. هَذِي أصُولُ الدِّين حَقًّا لاَ أصُو
لُ الخَمسِ للقَاضِي هوَ الهَمَذَانِي
١٣٢٦. تِلكَ الأصولُ للإعتِزَالِ وَكَم لَهَا
فَرعٌ فَمِنهُ الخَلقُ لِلقُرآنِ
١٣٢٧. وَجُحُودُ أوصَافِ الإِلهِ وَنَفيُهُم
لِعُلُوِّهِ وَالفَوقِ للرَّحمنِ
١٣٢٨. وَكذَاكَ نَفيُهُمُ لرؤيَتِنَا لَهُ
يَومَ اللّقَاءِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ
١٣٢٩. وَنَفَوا قَضَاءَ الرَّبِّ والقَدَرَ الَّذِي
سَبَقَ الكِتَابُ بِهِ هُمَا حَتمَانِ
١٣٣٠. مِن أجلِ هَاتِيكَ الأصُولِ وخَلَّدُوا
أهلَ الكَبَائِرِ فِي لَظَى النِّيرَانِ
١٣٣١. وَلأجلِهَا نَفَوا الشَّفَاعَةَ فِيهُمُ
وَرَمَوا رُوَاةَ حَدِيثهَا بِطِعَانِ
١٣٣٢. وَلأجلِهَا قَالُوا بأنَّ اللهَ لَم
يقدِر عَلى إصلاَحِ ذِي العِصيانِ
١٣٣٣. ولأجلِهَا قَالُوا بأنَّ اللهَ لَم
يَقدِر عَلَى إيمَانِ ذِي الكُفرانِ
١٣٣٤. ولأجلِهَا حَكَمُوا عَلَى الرَّحمن بالشَّ
رعِ المحَالِ شريعَةِ البُهتَانِ
١٣٣٥. ولأجلِها هُم يُوجِبُونَ رِعَايةً
للأصلَحِ الموجُودِ فِي الإِمكَانِ
١٣٣٦. حَقًّا عَلَى رَبِّ الوَرَى بِعُقُولِهم
سُبحَانَك اللَّهم ذَا السُّبحَانِ
١٣٣٧. هَذَا وَسَادِسُ عَشرِهَا إجمَاعُ أه
لِ العِلمِ أعنِي حُجَّةَ الأزمَانِ
١٣٣٨. مِن كُلِّ صَاحِبِ سُنَّةٍ شَهَدَت لَهُ
أهلُ الحَدِيثِ وَعَسكَرُ القُرآنِ
١٣٣٩. لاَ عِبرَةً بِمُخَالِفٍ لَهُم وَلَو
كَانُوا عَدِيدَ الشَّاءِ والبُعرَانِ
١٣٤٠. أنَّ الذِي فَوقَ السَّمَواتِ العُلَى
والعَرشِ وَهوَ مُبَاينُ الأكوَانِ
١٣٤١. هُوَ رَبُّنَا سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ
حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى الرَّحمنِ
١٣٤٢. فاسمَع إذاً أقوَالَهُم وَأشهَد عَلَي
هِم بَعدَهَا بِالكُفرِ والإِيمَانِ
١٣٤٣. واقرأ تَفَاسِيرَ الأئمَّةِ ذَاكِرِي ال
إسنَادِ فَهيَ هِدَايةُ الحَيرَانِ
١٣٤٤. وانظُر إِلَى قَولِ ابنِ عَبَّاسٍ بِتَف
سِيرِ استَوَى إن كُنتَ ذَا عِرفَانِ
١٣٤٥. وَانظُر إِلَى أصحَابِهِ مِن بَعدِهِ
كمُجَاهِدٍ ومُقَاتِلٍ حَبرَانِ
١٣٤٦. وانظُر إِلَى الكَلبِي أيضاً والذِي
قَد قَالَهُ مِن غَيرِ مَا نُكرَانِ
١٣٤٧. وَكَذَا رُفَيعُ التَّابِعِيُّ أجَلُّهُم
ذَاكَ الرِّياحِيُّ العَظِيمُ الشَّأنِ
١٣٤٨. كَم صَاحِبٍ ألقَى إِلَيهِ عِلمَهُ
فَلِذَاكَ مَا اختَلَفَا عَلَيهِ اثنَانِ
١٣٤٩. فَلَيهنَ مَن قَد سَبَّهُ إذ لَم يُوَا
فِق قَولَهُ تَحرِيفَ ذِي البُهتَان
١٣٥٠. فَلَهُم عِبَارَاتٌ عَلَيهَا أربَعٌ
قَد حُصِّلَت للفَارِسِ الطَّعَّانِ
١٣٥١. وَهيَ استَقَرَّ وَقَد عَلاَ وَكَذَلِكَ ار
تَفَعَ الَّذِي مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ
١٣٥٢. وَكَذَاكَ قَد صَعِدَ الَّذِي هُوَ رَابعٌ
وَأبُو عُبَيدَةَ صَاحِبُ الشَّيبَانِي
١٣٥٣. يَختَارُ هَذَا القَولَ فِي تَفسِيرِهِ
أدرَى مِنَ الجَهمِيِّ بالقُرآنِ
١٣٥٤. والأشعَريُّ يقُولُ تَفسِيرُ استَوَى
بحَقِيقَةِ استَولَى مِنَ البُهتَانِ
١٣٥٥. هُوَ قَولُ أهلِ الاعتِزَالِ وَقَولُ أت
بَاعٍ لجَهمٍ وَهوَ ذُو بُطلانِ
١٣٥٦. فِي كُتبِهِ قَد قَالَه مِن مُوجَزٍ
وإبَانَةٍ وَمَقَالَةٍ بِبَيَانِ
١٣٥٧. وَكَذَلِكَ البَغَوِيُّ أيضاً قَد حَكَا
هُ عَنهُمُ بِمَعَالِمِ القُرآنِ
١٣٥٨. وانظُر كَلاَمَ إمامِنَا هُوَ مَالِكٌ
قَد صَحَّ عَنهُ قَولُ ذِي إتقَانِ
١٣٥٩. فِي الاستِواءِ بأنَّهُ المعلُومُ لَ
كن كَيفُهُ خافٍ عَلَى الأذهَانِ
١٣٦٠. وَرَوى ابنُ نَافِعٍ الصَّدُوقُ سَمَاعُهُ
مِنهُ عَلَى التَّحقِيقِ والإتقَانِ
١٣٦١. اللهُ حَقًّا فِي السَّمَاءِ وَعِلمُهُ
سُبحَانَهُ حَقًّا بِكُلِّ مَكَانِ
١٣٦٢. فانظُر إِلَى التفرِيقِ بَينَ الذَّاتِ وال
معلُومِ مِن ذَا العَالِمِ الربَّانِي
١٣٦٣. فالذَّاتُ خُصَّت بالسَّمَاءِ وإنَّمَا ال
مَعلُومُ عَمَّ ذِي الأكوَانِ
١٣٦٤. ذَا ثَابتٌ عَن مَالِكٍ مَن رَدَّهُ
فَلَسَوفَ يَلقَى مَالِكاً بِهَوَانِ
١٣٦٥. وَكَذاكَ قَالَ التِّرمِذِيُّ بِجَامِعٍ
عَن بَعضِ أهلِ العِلمِ والإِيمَانِ
١٣٦٦. الله فَوقَ العرشِ لَكِن عِلمُهُ
مَع خَلقِهِ تَفسِيرَ ذِي إِيمَانِ
١٣٦٧. وَكَذَاكَ أوزَاعِيُّهُم أيضاً حَكَآ
عَن سَائِرِ العُلَمَاءِ فِي البُلدَانِ
١٣٦٨. مِن قَرنِه والتَّابِعِينَ جَمِيعِهِم
مُتَوافِرِينَ وَهُم أولُو العِرفَانِ
١٣٦٩. إيمانُهُم بعُلُوِّهِ سُبحَانَهُ
فَوقَ العِبَادِ وَفَوقَ ذِي الأكوَانِ
١٣٧٠. وَكَذَاكَ قَالَ الشَّافِعِي حكَاه عَن
هُ البيهَقِيُّ وشيخُهُ الرَّبَّانِي
١٣٧١. حَقًّا قَضَى الله الخِلاَفَةَ رَبُّنَا
فَوقَ السَّمَاءِ لأصدَقِ العُبدَانِ
١٣٧٢. حِبُّ الرَّسُولِ وقَائِمٌ مِن بَعدِهِ
بالحَقِّ لاَ فَشِلٌ وَلاَ مُتَوَانِ
١٣٧٣. فانظُر إِلى المقضِيِّ فِي ذِي الأرضِ لَ
كِن فِي السَّمَاءِ قَضَاءُ ذِي السُّلطَانِ
١٣٧٤. وَقَضَاؤهُ وَصفٌ لَهُ لَم يَنفَصِل
عَنه وَهَذا وَاضِحُ البُرهَانِ
١٣٧٥. وَكَذَلِكَ النُّعمَانُ قَالَ وَبَعدَهُ
يَعُقُوبُ والألفَاظُ للنُّعمَانِ
١٣٧٦. مَن لَم يُقِرَّ بِعَرشِهِ سُبحَانَهُ
فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ
١٣٧٧. وَيُقرّ أنَّ اللهَ فوقَ العرشِ لاَ
يَخفَى عَلَيهِ هَواجسُ الاِذهَانِ
١٣٧٨. فَهوَ الَّذِي لاَ شَكَّ فِي تَكفِيرِه
لله دَرُّكَ مِن إمَامِ زَمَانِ
١٣٧٩. هَذَا الذي فِي الفِقهِ الأكبَرِ عِندَهُم
وَلَهُ شُرُوحٌ عِدَّةٌ لِبَيَانِ
١٣٨٠. وانظُر مَقَالاَتِ أحمَدٍ وَنُصُوصَهُ
فِي ذَاكَ تَلقَاهَا بِلاَ حُسبَانِ
١٣٨١. فَجَمِيعُهَا قَد صَرَّحَت بعُلُوِّهِ
وَبِالاستِوَا والفَوقِ للرَّحمنِ
١٣٨٢. ولَهُ نُصُوصٌ وَارِدَاتٌ لَم تَقَع
لِسِوَاهُ مِن فُرسَانِ هَذَا الشَّانِ
١٣٨٣. إذ كَانَ مُمتَحَناً بِأعدَاءِ الحَدي
ثِ وَشِيعَةِ التَّعطِيلِ والكُفرَانِ
١٣٨٤. وإذا أردتََ نُصُوصَهُ فانظُر إِلَى
مَا قَد حَكَى الخَلاَّلُ ذُو الإِتقَانِ
١٣٨٥. وَكَذَاكَ إسحَاقُ الإِمَامُ فَإنَّهُ
قَد قَالَ مَا فِيهِ هُدَى الحيرَانِ
١٣٨٦. وابنُ المبَاركِ قَالَ قَولاً شَافِياً
إنكَارُهُ عَلَمٌ عَلَى البُهتَانِ
١٣٨٧. قَالُوا لَهُ مَا ذَاكَ نَعرِفُ رَبَّنَا
حَقًّا بِهِ لنَكُونَ ذَا إيمَانِ
١٣٨٨. فأجَابَ نَعرفُهُ بوَصفِ عُلُوِّهِ
فَوقَ السَّمَاءِ مُبَايِنَ الأكوَانِ
١٣٨٩. وَبِأنَّهُ سُبحَانَهُ حَقًّا عَلَى ال
عَرشِ الرَّفِيعِ فَجَلَّ ذُو السُّلطَانِ
١٣٩٠. وَهُوَ الَّذِي قَد شَجَّعَ ابنَ خُزِيمَةٍ
إذ سَلَّ الحَقَّ وَالعِرفَانِ
١٣٩١. وَقَضَى بِقَتلِ المنكِرِينَ عُلُوَّهُ
بَعدَ استِتَابَتِهِم مِن الكُفرَانِ
١٣٩٢. وَبِأنَّهُم يُلقَونَ بَعدَ القَتلِ فَو
قَ مَزَابِلِ المَيتَاتِ والأنتَانِ
١٣٩٣. فَشَفَى الإِمَامُ العَالِمُ الحًبرُ الَّذِي
يُدعَى إمَامَ أئِمَّةِ الأزمَانِ
١٣٩٤. وَلَقَد حَكَاهُ الحَاكِمُ العَدلُ الرِّضَى
فِي كُتبهِ عَنهُ بِلاَ نُكرَانِ
١٣٩٥. وَحَكَى ابنُ عَبدِ البِرِّ فِي تَمهِيدِهِ
وَكِتَابِ الاستِذكَارِ غَيرَ جَبَانِ
١٣٩٦. إجمَاعَ أهلِ العِلمِ أنَّ الله فَو
قَ العَرشِ لَم يُنكِرهُ ذُو إيمَانِ
١٣٩٧. وأتَى هُنَاك بِمَا شَفَى أهلَ الهُدَى
لَكِنَّهُ مَرَضٌ عَلَى العُميَانِ
١٣٩٨. وَكَذَا عَلِيُّ الأشعَرِيُّ فإنَّهُ
فِي كُتبِهِ قَد جَاءَ بالتِّبيَانِ
١٣٩٩. مِن مُوجَزٍ وَإبانَةٍ وَمَقَالَةٍ
وَرَسَائِلٍ للثَّغرِ ذَاتِ بَيَانِ
١٤٠٠. وأتَى بِتَقرِيرِ استَواءِ الرَّبِّ فَو
قَ العرشِ بالإيضَاحِ والبُرهَانِ
١٤٠١. وأتَى بِتقرِيرِ العُلوِّ بأحسَنِ التَّ
قرِيرِ فانظُر كُتبَهُ بِعِيَانِ
١٤٠٢. واللهِ مَا قَالَ المجَسِّمُ مِثلَ مَا
قَد قَالَهُ ذَا العَالِمُ الرَّبَّاني
١٤٠٣. فارمُوهُ ويحكُمُ بِمَا تَرمُوا بِهِ
هَذَا المُجَسِّمَ يَا أولِي العُدوَانِ
١٤٠٤. أو لاَ فَقُولُوا أنَّ ثَمَّ حَزَازَةً
وَتَنَفُّسَ الصُّعَدَاءِ مِن حَرَّانِ
١٤٠٥. فَسَلُوا الإِلهَ شِفَاءَ ذَا الدَّاءِ العُضَا
لِ مُجَانِبِ الإسلاَمِ والإِيمَانِ
١٤٠٦. وانظُر إِلَى حَربٍ وإجمَاعٍ حَكَى
لله دَرُّكَ مِن فَتًى كَرمَانِ
١٤٠٧. وانظُر إِلَى قَول ابنِ وَهبٍ أوحدِ ال
عُلَمَاءِ مِثلَ الشَّمسِ فِي الميزَانِ
١٤٠٨. وَانظُر إِلَى مَا قَالَ عَبدُاللهِ في
تِلكَ الرِّسَالَةِ مُفصِحاً بِبَيَانِ
١٤٠٩. مِن أنَّهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ
بالذَّاتِ فَوقَ العَرشِ والأكوَانِ
١٤١٠. وَانظُر إِلَى مَا قَالَهُ الكرجِيُّ فِي
شَرحٍ لِتَصنِيفِ امرِىءٍ رَبَّانِي
١٤١١. وَانظُر إِلَى الأصلِ الذِي هُوَ شَرحُهُ
فَهُمَا الهُدَى لِمُلَدَّدٍ حَيرَانِ
١٤١٢. وَانظُر إِلَى تَفسِيرِ عَبدٍ مَا الَّذِي
فِيهِ مِنَ الآثارِ فِي ذَا الشَّانِ
١٤١٣. وَانظُر إِلَى تَفسِيرِ ذَاكَ الفاضِلِ الثَّ
بتِ الرِّضى المتَضَلِّعِ الرَّبَّانِي
١٤١٤. ذَاكَ الإمَامُ ابنُ الإِمَامِ وَشَيخُهُ
وَأبُوهُ سُفيَانٌ فَرَازيَّانِ
١٤١٥. وَانظُر إِلَى النِّسَائِي فِي تَفسِيرِهِ
هُوَ عِندَنَا سِفرٌ جَلِيلُ مَعَانِ
١٤١٦. واقرَأ كِتَابَ العَرشِ للعَبسِيِّ وَه
وَ مُحَمَّدُ المولُودُ مِن عُثمَانِ
١٤١٧. واقرَأ لمُسنَدِ عَمِّهِ وَمُصَنَّفٍ
أترَاهُمَا نَجمَينِ بَل شَمسَانِ
١٤١٨. واقرَأ كِتَابَ الاستِقَامَةِ للرِّضَى
ذَاكَ ابنُ أصرَمَ حَافِظٌ رَبَّانِي
١٤١٩. واقرَأ كِتَابَ الحَافِظِ الثِّقَة الرِّضَى
فِي السُّنَّةِ العُليَا فَتَى الشَّيبَانِي
١٤٢٠. ذَاكَ ابنُ أحمَدَ أوحَدُ الحُفَّاظِ قَد
شَهِدَت لَهُ الحُفَّاظُ بالإِتقَانِ
١٤٢١. واقرَأ كِتَابَ الأثرمِ العَدلِ الرِّضَى
فِي السُّنَّةِ الأولَى إمَامَ زَمَانِ
١٤٢٢. وَكَذَا الإِمَامُ ابنُ الإِمَامِ المرتَضَى
حقَّا أبِي دَاوُدَ ذِي العِرفانِ
١٤٢٣. تَصنِيفُهُ نَظماً وَنَثراً وَاضِحٌ
فِي السُّنَّةِ المُثلَى هُمَا نَجمَانِ
١٤٢٤. واقرَأ كِتَابَ السُّنة الأولَى الذي
أبدَاهُ مُضطَلِعٌ مِنَ الإِيمَانِ
١٤٢٥. ذَاكَ النَّبِيلُ ابنُ النَّبِيل كِتَابُهُ
أيضاً نَبِيلٌ وَاضِحُ البُرهَانِ
١٤٢٦. وانظُر إِلَى قَولِ ابن أسباطَ الرِّضَى
وَانظُر إِلَى قَولِ الرِّضَى سُفيَانِ
١٤٢٧. وَانظُر إِلَى قَولِ ابنِ زَيد ذَاكَ حَمَّ
دٌ وحَمَّادُ الإِمَامُ الثَّانِي
١٤٢٨. وَانظُر إِلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى
عُثمَانُ ذَاكَ الدَّارِمي الرَّبَّانِي
١٤٢٩. فِي نَقضِهِ وَالرَّدِّ يَالَهُمَا كِتَا
بَا سُنَّةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ
١٤٣٠. هَدَمَت قَوَاعِدَ فِرقَةٍ جَهمِيَّةٍ
خَرَّت سُقُوفُهُمُ عَلَى الحِيطَانِ
١٤٣١. وانظُر إِلَى مَا فِي صَحِيحِ مُحَمَّدٍ
ذَاكَ البُخَارِيُّ العَظِيمُ الشَّانِ
١٤٣٢. مِن رَدِّهِ مَا قَالَهُ الجَهمِيُّ بِالن
قلِ الصَّحِيحِ الواضِحِ البُرهَانِ
١٤٣٣. وانظُر إِلَى تِلكَ التَّرَاجِمِ مَا الذِي
فِي ضِمنهَا إن كُنتَ ذَا عِرفَانِ
١٤٣٤. وَانظُر مَا قَالَهُ الطَّبَرِيُّ فِي الشَّ
رحِ الذِي هُوَ عِندَكُم سِفرَانِ
١٤٣٥. أعنِي الفقِيهَ الشَّافِعِيَّ اللاَّلكا
ئِيَّ المسدَّدَ نَأصِرَ الإِيمَانِ
١٤٣٦. وانظُر إلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى التَّ
يمِيُّ فِي إيضَاحِهِ وَبَيَانِ
١٤٣٧. ذَاكَ الذِي هُوَ صَاحِبُ الترغيب والتَّر
هِيبِ ممدُوحٌ بِكلِّ لِسَانِ
١٤٣٨. وانظر إلَى مَا قَالهُ فِي السُّنَةِ ال
كُبرَى سُلَيمَانٌ هَوَ الطَّبرانِي
١٤٣٩. وانظُر إلى مَا قَالَهُ شَيخُ الهُدَى
يُدعَى بِطَلمَنكِيهُمُ ذُو شَانِ
١٤٤٠. وانظُر إلَى قَولِ الطَّحَاوِيِّ الرِّضَى
وَأجرهُ مِن تحرِيف ذِي بُهتَانِ
١٤٤١. وَكَذَلِكَ القَاضِي أبُوبَكرٍ هو اب
نُ البَاقِلاَنِي قَائِدُ الفُرسَانِ
١٤٤٢. قَد قَالَ فِي تَمهِيدِهِ وَرَسَائِلٍ
وَالشَّرحِ مَا فِيهِ جَلِيُّ بَيَانِ
١٤٤٣. فِي بَعضِهَا حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى
لَكِنَّهُ استَولَى عَلَى الأكوانِ
١٤٤٤. وأتَى بِتَقرِيرِ العُلُوِّ وأبطَلَ ال
لاَّمَ الَّتِي زِيدَت عَلَى القُرآنِ
١٤٤٥. مِن أوجُهٍ شَتَّى وَذَا فِي كُتبِه
بَادٍ لِمَن كانَت لَهُ عَينَانِ
١٤٤٦. وَانظُر إلَى قَولِ ابنِ كَلاَّبِ وَمَا
يَقضِي بِهِ لمعَطِّلِ الرَّحمَنِ
١٤٤٧. أخرِج مِنَ النَّقلِ الصَّحِيحِ وَعَقلِهِ
مَن قَالَ قَولَ الزُّورِ والبُهتَانِ
١٤٤٨. لَيسَ الإِلَهُ بِدَاخِلٍ فِي خَلقِهِ
أو خَارِجٍ عن جُملةِ الأكوَانِ
١٤٤٩. وَانظُر إِلَى مَا قَالَهُ الطَّبَرِيُّ فِي التَّ
فسِيرِ والتَّهذِيبِ قَولَ مَعَانِ
١٤٥٠. وَانظُر إِلَى مَا قَالَهُ فِي سُورَةِ ال
أعرَافِ مَع طَهَ وَمَع سُبحَانِ
١٤٥١. وانظُر إِلَى مَا قَالَهُ البَغَوِيُّ فِي
تَفسِيرِهِ والشَّرحِ بِالإحسَانِ
١٤٥٢. فِي سُورَةِ الأعرَافِ عِندَ الإستِوَى
فِيهَا وَفِي الأولَى مِنَ القُرآنِ
١٤٥٣. وانظُر إِلَى مَا قَالَهُ ذُو سُنَّةٍ
وَقِراءَةٍ ذَاكَ الإِمَامُ الدَّانِي
١٤٥٤. وَكَذَاكَ سُنَّةُ الأصبَهَانِي أبِي الشَّ
يخِ الرِّضَى المستَهلِّ مِن حَيَّانِ
١٤٥٥. وانظُر إِلَى مَا قَالَهُ ابنُ سُريجٍ ذَاكَ ال
بَحرُ الخِضَمُّ الشَّافِعِيُّ الثَّانِي
١٤٥٦. وانظٌر إِلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى
أعنِي أبَا الخَيرِ الرِّضَى النُّعمَانِ
١٤٥٧. وَكِتَابُهُ فِي الفِقهِ وَهوَ بَيَانُهُ
يُبدِي مَكَانَتَهُ مِنَ الإِيمَانِ
١٤٥٨. وانظُر إِلَى السُّنَنِ الَّتِي قد صَنَّ
فَ العُلَمَاءُ بالآثَارِ والقُرآنِ
١٤٥٩. زَادَت عَلَى المائَتَينِ مِنهَا مُفرَداً
أو فَى مِن الخَمسِينَ فِي الحُسبَانِ
١٤٦٠. مِنهَا لأحمَدَ عِدَّةٌ مَوجُودَةٌ
فِينَا رَسَائِلُهُ إِلَى الإِخوَانِ
١٤٦١. واللاَّءِ فِي ضِمنِ التَّصَانِيفِ التِي
شُهِرَت فَلَم تَحتَج إِلى حُسبَانِ
١٤٦٢. فَكَثِيرَةٌ جِدًّا فَمَن يَكُ رَاغِباً
فِيهَا يَجِد فِيها هُدَى الحَيرَانِ
١٤٦٣. أصحَابُهُا هُم حَافِظُوا الإِسلاَمِ لا
أصحَابُ جَهمٍ حَافِظُو الكُفرَانِ
١٤٦٤. وهُمُ النُّجُومُ لِكُلِّ عَبدٍ سَائِرٍ
يَبغِي الإِلَهَ وَجَنَّةَ الحَيَوَانِ
١٤٦٥. وَسِوَاهُمُ وَاللهِ قُطَّاعُ الطَّرِي
قِ أئِمَّةٌ تَدعُو إِلَى النِّيرَانِ
١٤٦٦. مَا فِي الذِينَ حَكَيتُ عَنهُم آنِفاً
مِن حَنبَلِيٍّ وَاحِدٍ بِضَمَانِ
١٤٦٧. بَل كُلهُم وَاللهِ شِيعَةُ أحمَدٍ
فَأصُولُهُ وأصُولُهُم سِيَّانِ
١٤٦٨. وَبِذَاكَ فِي كُتبٍ لَهُم قَد صَرَّحُوا
وَأخُو العِمَايَةِ مَا لَهُ عَينَانِ
١٤٦٩. أتظُنُّهُم لَفظِيَّةً جَهلِيَّةً
مِثلَ الحَمِيرِ تُقَادُ بالأرسَانِ
١٤٧٠. حَاشَاهُمُ مِن ذَاكَ بَل واللهِ هُم
أهلُ العُقُولِ وَصِحَّةِ الأذهَانِ
١٤٧١. فَانظُر إِلَى تَقرِيرِهِم لِعُلُوِّهِ
بِالنَّقلِ وَالمعقُولِ والبُرهَانِ
١٤٧٢. عَقلاَنِ عَقلٌ بِالنُّصُوصِ مُؤيِّدٌ
وَمُؤيَّدٌ بِالمنطِقِ اليُونَانِ
١٤٧٣. وَاللهِ مَا استَوَيَا وَلَن يَتَلاَقَيَا
حَتَّى تَشِيبَ مَفَارِقُ الغِربَانِ
١٤٧٤. أفَتَقذِفُونَ أولاَءِ بَل أضعَافَهُم
مِن سَادَةِ العُلَمَاءِ كُلَّ زَمَانِ
١٤٧٥. بِالجَهلِ والتَّشِبيهِ وَالتَّجسِيمِ والتَّ
بدِيعِ وَالتَّضلِيلِ وَالبُهتَانِ
١٤٧٦. يَا قَومَنَا اللهِ فِي إسلاَمِكُم
لاَ تُفسِدُوهُ بِنَخوَةِ الشَّيطَانِ
١٤٧٧. يا قَومَنَا اعتَبَرُوا بِمَصرَعِ مَن خَلاَ
مِن قَبلِكُم فِي هَذِهِ الأزمَانِ
١٤٧٨. لَم يُغنِ عَنهُم كِذبُهُم ومِحَالُهُم
وَقِتَالُهُم بِالزُّورِ وَالبُهتَانِ
١٤٧٩. كلاَّ وَلاَ التَّدلِيسُ وَالتَّلبِيس عِن
دَ النَّاسِ وَالحُكَّامِ وَالسُّلطَانِ
١٤٨٠. وَبَدَا لَهُم عِندَ انكِشَافِ غِطَائِهِم
مَا لَم يَكُن لِلقَومِ في حُسبَانِ
١٤٨١. وبَدَا لَهُم عِندَ انكِشَافِ حَقَائِقِ ال
إيمَانِ أنَّهُمُ عَلَى البُطلاَنِ
١٤٨٢. مَا عِندَهُم واللهِ غَيرُ شِكَايَةٍ
فَأتُوا بِعِلمٍ وانطِقُوا بِبَيَانِ
١٤٨٣. مَا يَشتَكِي إِلاَّ الذِي هُوَ عَاجِزٌ
فَاشكُوا لِنَعذركُم إِلَى القُرآنِ
١٤٨٤. ثُمَّ اسمَعُوا مَا ذَا الذِي يَقضِي لَكُم
وَعَليكُمُ فَالحقُّ فِي الفُرقَانِ
١٤٨٥. لَبَّستُمُ مَعنَى النُّصُوصِ وَقَولنَا
فَغَدَا لَكُم للِحَقِّ فِي الفُرقَانِ
١٤٨٦. مَن حَرَّفَ النَّصَّ الصَّريحَ فكَيفَ لاَ
يأتِي بِتَحرِيفٍ عَلَى الإِنسَانِ
١٤٨٧. يَا قَومُ واللهِ العَظِيمِ أسَأتُمُ
بأئِمَّةش الإِسلاَمِ ظَنَّ الشَّانِ
١٤٨٨. مَا ذَنبُهُم وَنَبِيُّهُم قَد قَالَ مَا
قَالُوا كَذَلِكَ مُنزِلُ الفُرقَانِ
١٤٨٩. مَا الذَّنبُ إلا للنصوصِ لَدَيكمُ
إذ جَسَّمَت بَل شَبَّهَت صِنفَانِ
١٤٩٠. مَا ذنبُ مَن قَد قَالَ مَا نَطَقَت بِهِ
مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ عُدوَانِ
١٤٩١. هَذَا كَمَا قَالَ الخَبِيثُ لِصَحبِهِ
كَلبُ الروافِضِ أخبَتثِ الحَيَوَانِ
١٤٩٢. لَمَّا أفاضُوا فِي حديث الرَّفضِ عِن
دَ القَبرِ لا تَخشَونَ مِن إنسَانِ
١٤٩٣. يا قَومُ أصلُ بلائِكُم ومُصَابِكُم
مِن صَاحِبِ القَبرِ الذِي تَرَيَانِ
١٤٩٤. كَم قَدَّم ابنُ أبِي قُحَافَةَ بَل غَدَا
يُثنِي عَلَيهِ ثَناءَ ذِي شُكرَانِ
١٤٩٥. وَيقُولُ فِي مَرَضِ الوفاءِ يَؤمُّكُم
عَنِّي أبُو بكرٍ بلاَ رَوغَانِ
١٤٩٦. وَيَظَلُّ يمنَعُ مِن إمَامَةِ غَيرِهِ
حَتَّى يُرَى فِي صَورَةٍ الغضبَانِ
١٤٩٧. ويقولُ لَو كُنتُ الخليلَ لِوَاحدٍ
فِي النَّاسِ كَانَ هو الخَلِيلَ الدَّانِي
١٤٩٨. لَكنَّه الأخ والرفيقُ وصَاحِبِي
ولَه عَلَينَا مِنَّةُ الإحسَانِ
١٤٩٩. وَيقُولُ للصِّدِّيق يَومَ الغَارِ لا
تَحزَن فَنحنُ ثَلاثَةٌ لاَ اثنَانِ
١٥٠٠. اللهُ ثَالِثُنَا وتِلكَ فَضِيلةٌ
مَا حَازَهَا إلاَّ فَتَى عُثمَانِ
١٥٠١. يَا قومُ مَ ذنبُ النَّواصِبِ بَعدض ذَا
لَم يَدهَكُم إلاَّ كَبِيرُ الشَّانِ
١٥٠٢. فَتَفَرَّقَت تِلكَ الرَّوَافِضُ كلُّهُم
قَد أطبقَت أسنَانَهُ الشَّفتَانِ
١٥٠٣. وَكَذلِكَ الجَهمِيُّ ذَاكض رَضِيعُهُم
فَهُمَا رَضِيعَا كُفرِهِم بِلبَانِ
١٥٠٤. ثَوبَانِ قَد نُسِجَا عَلَى المِنوَالِ يَا
عُريَانُ لاَ تَلبَس فَمَا ثَوبَانِ
١٥٠٥. والله شرٌّ مِنهُمَا فَهُمَا عَلَى
أهلِ الضَّلاَلَةِ والشَّقَا عَلَمَانِ
١٥٠٦. هَذَا وَسَابِعُ عَشرِهَا إخبَارُه
سُبحَانَهُ فِي حُكَمِ القُرآنِ
١٥٠٧. عَن عَبدِهِ مُوسَى الكَلِيمِ وَحَربِهِ
فِرعَونَ ذِي التكذِيبِ والطُّغيَانش
١٥٠٨. تَكذِيبُه مُوسَى الكَلِيمِ بِقَولِهِ
الله رَبِّي فِي السَّمَا نَبَّاني
١٥٠٩. وَمِنَ المَصَائِبِ قَولُهُم إنَّ اعتِقَا
دَ الفوقِ مِن فِرعَونَ ذِي الكُفرانِ
١٥١٠. فَإذَا اعتقَدتُم هَذَا فاشيَاعٌ لَهُ
أنتُم وَذَا مِن أعظَمِ البُهتَانِ
١٥١١. فاسمَع إذَا مَن ذَا الذِي أولَى بِفِر
عَونَ المعطِّلِ جَاحِدِ الرَّحمنِ
١٥١٢. وَانظُر إِلَى مَا جَاءَ فِي القَصَصِ التِي
تَحكِي مَقَالَ إمَامِهِم بِبَيَانِ
١٥١٣. واللهُ قَد جَعَل الضَّلاَلَةَ قُدوةً
بِأئِمَّةٍ تَدعُو إِلَى النِّيرَانِ
١٥١٤. فإمَامُ كًلِّ مُعَطَّلٍ فِي نَفيهِ
فِرعَونُ مَع نَمرُودَ مَع هَامَانِ
١٥١٥. طَلَبَ الصُّعُودَ إلَى السَّمَاءِ مُكَذِّباً
مُوسَى وَرَامَ الصَّرحَ بالبُنيَانِ
١٥١٦. بَل قَالَ مُوسَى كَاذِبٌ فِي زَعمِهِ
فَوقَ السَّمَاءِ الرَّبُّ ذُو السُّلطَانِ
١٥١٧. فَابنُوا لِيَ الصَّرحَ الرَّفِيعَ لَعَلَّنِي
أرقَى إليهِ بِحِيلَةِ الإِنسَانِ
١٥١٨. وأظنُّ مُوسَى كَاذِباً فِي قَولِهِ
اللهُ فَوقَ العَرشِ ذُو السُّلطَانِ
١٥١٩. وَكذَاك كذَّبَهُ بأنَّ إلهَهُ
نَادَاهُ بالتَّكليمِ دُونَ عِيَانِ
١٥٢٠. هُوَ أنكَرَ التَّكلِيمَ وَالفَوقِيَّةَ ال
عُليَا كَقولش الجَهمِ ذِي صَفوَانِ
١٥٢١. فَمنِ الذِي أولَى بِفِرعَونٍ إذَاً
مِنَّا ومِنكُم بَعدَ ذَا التِّبيَانِ
١٥٢٢. يَا قَومَنَا وَاللهِ إنَّ لِقَولِنَا
ألفٌ تَدُلُّ عَلَيهِ بَل ألفَانِ
١٥٢٣. عَقلاً وَنَقلاً مَع صَرِيحِ الفِطرَةِ ال
أولَى وَذَوقِ حَلاَوَةِ الإِيمَانِ
١٥٢٤. كُلٌّ يَدُلُّ بأنَّهُ سُبحَانَهُ
فَوقَ السَّمَاءِ مُبَاينُ الأكوَانِ
١٥٢٥. أتُرَونَ أنَّا تَارِكُوا ذَا كُلِّهِ
لِجَعَاجِعِ التَّعطِيلِ والهَذَيَانِ
١٥٢٦. يَا قَوم مَا أنتُم عَلَى شَيءٍ إِلَى
أن تَرجِعُوا للوحي بالإذعَانِ
١٥٢٧. وتُحَكِّمُوهُ فِي الجَلِيلِ وَدِقِّهِ
تَحكِيمَ تَسلِيمٍ مَعَ الرضوَانِ
١٥٢٨. قَد أقسَمَ اللهُ العَظِيمُ بِنَفسِهِ
قَسَماً يُبِينُ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ
١٥٢٩. أن لَيسَ يؤمِنُ مَن يَكُونُ مُحَكِّماً
غَيرَ الرَّسُولِ الوَاضِحِ البُرهَانِ
١٥٣٠. بَل لَيسَ يؤمِنُ غَيرُ مَن قَد حَكَّمَ ال
وَحيَينِ حَسبُ فَذَاكَ ذُو إيمَانِ
١٥٣١. هَذَا وَمَا ذَاكَ المُحَكِّمُ مُؤمِناً
إن كَانَ ذَا حَرَجٍ وَضِيقِ بِطَانِ
١٥٣٢. هَذَا وَلَيسَ بمؤمنٍ حَتَّى يُسَلِّ
مَ للذِي يَقضِي بِهِ الوَحيَانِ
١٥٣٣. يَا قَومِ باللهِ العَظِيمِ نَشَدتُكُم
وَبِحُرمَةِ الإِيمَانِ والقُرآنِ
١٥٣٤. هَل حَدَّثَتكُم قَطّ أنفُسُكُم بِذَا
فَسَلُوا نُفُوسَكمُ عَنِ الإِيمَانِ
١٥٣٥. لَكِنَّ رَبَّ العَالَمِينَ وجُندَهُ
وَرَسُولَهُ المبعُوثَ بِالقُرآنِ
١٥٣٦. هُم يَشهَدُونَ بأنكُم أعدَاءُ مَن
ذَا شَأنُهُ أبَداً بِكُلِّ زَمَانِ
١٥٣٧. وَلأيِّ شَيءٍ كَانَ أحمَدُ خصمُكُم
أعنِي ابنَ حَنبَلٍ الرِّضَى الشَّيبَانِي
١٥٣٨. وَلأَيِّ شَيءٍ كَانَ بَعدُ خُصُومُكُم
أهلَ الحَدِيثِ وَعَسكَرِ القُرآنِ
١٥٣٩. ولأيِّ شَيءٍ كَانَ أيضاً خَصمُكُم
شَيخ الوجودِ العالمُ الحرَّانِي
١٥٤٠. أعنِي أبَا العبَّاسِ نَاصِرَ ال
مُختَارِ قَامِعَ سُنَّةِ الشَّيطَانِ
١٥٤١. وَاللهِ لَم يَكُ ذَنبُهُ شَيئاً سِوَى
تَجرِيدُهُ للوَحيِ عَن بُهتَانِ
١٥٤٢. فَتَجَرَّدَ المقصُودُ عَن قَصدٍ لَهُ
فَلِذَاكَ لَم يَنضَف إِلَى إنسَانِ
١٥٤٣. مَا مِنهُمُ أحدٌ دَعَا لِمَقَالَةٍ
غَيرش الحَدِيثِ ومُقتَضَى الفُرقَانِ
١٥٤٤. فَالقَومُ لم يدعُوا إِلَى غَيرِ الهُدَى
وَدَعوتُمُ أنتُم لِرأي فَلاَنِ
١٥٤٥. شَتَّانَ بَينَ الدَّعوَتَينِ فَحَسبُكُم
يَا قَوم مَا بِكُمُ مِنَ الخُذلاَنِ
١٥٤٦. قَالُوا لنَا لمَّا دَعَونَاهُم إِلَى
هَذَا مَقَالَةُ ذِي هَوى مَلآنِ
١٥٤٧. ذَهَبَت مَقَادِيرُ الشُّيُوخِ وَحُرمَةُ ال
عُلَمَاءِ بَل عَبَرتهُمُ العَينَانِ
١٥٤٨. وَتَرَكتُمُ أقوَالَهُم هَدَرَاً وَمَا
أصغَتَ إلَيهَا مِنكُمُ أذُنَانَِ
١٥٤٩. لَكِن حَفِظنَا نَحنُ حُرمَتَهُم وَلَم
نَعدُ الذِي قَالُوهُ قَدرَ بَنَانِ
١٥٥٠. يَا قََومِ واللهِ العَظِيمِ كَذَبتُمُ
وَأتَيتُم بِالزُّورِ والبُهتَانِ
١٥٥١. وَنَسَبتُمُ العُلَمَاءَ للأمرِ الذِي
هُم مِنهُ أهلُ بَرَاءَةٍ وَأمَانِ
١٥٥٢. وَاللهِ مَا أوصَوكُمُ أن تَتركُوا
قَولَ الرسُولِ لِقَولِهِم بِلِسَانِ
١٥٥٣. كَلاَّ وَلاَ فِي كُتبِهِم هَذَا بَلَى
بِالعَكسِ أوصَوكُم بِلاَ كِتمَانِ
١٥٥٤. إذ قَد أحَاطَ العِلمُ مِنهُم أنَّهُم
لَيسُوا بمعصُومِينَ بالبُرهَانِ
١٥٥٥. كَلاَّ وَمَا مِنهُم أحَاطَ بِكُلِّ مَا
قَد قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرآنِ
١٥٥٦. فَلِذَاكَ أو صَوكُم بأن لاَ تَجعَلُوا
أقوَالَهُم كَالنَّصِّ فِي المِيزَانِ
١٥٥٧. لَكِن زِنُوهَا بِالنُّصُوصِ فَإن تُوَا
فِقهَأ فَتِلكَ صَحِيحَةُ الأوزَانِ
١٥٥٨. لَكِنَّكُم قَدَّمتُمُ أقوَالَهُم
أبداً عَلَى النَّصِّ العَظِيمِ الشَّانِ
١٥٥٩. واللهِ لاَ لِوَصِيَّةِ العُلَمَاءِ نَفَّ
ذتُم وَلاَ لِوَصِيَّةِ الرَّحمَنِ
١٥٦٠. وَرَكِبتُمُ الجَهلَينِ ثُمَّ تَركتُم النَّ
صَّينِ مَع ظُلمٍ وَمَع عُدوَانِ
١٥٦١. قَلنَا لَكُم فَتَعَلَّمُوا قُلتُم أمَا
نَحنُ الأئمَّةُ فَاضِلُو الأزمَانِ
١٥٦٢. مَن أينَ وَالعُلَمَاءُ أنتُم فاستَحُوا
أينَ النُّجُومُ مِنَ الثَّرى التَّحتَانِي
١٥٦٣. لَم يُشبِهِ العُلَمَاءَ إلاَّ أنتُمُ
أشبَهتُمُ العُلَمَاءَ فِي الأذقَانِ
١٥٦٤. وَاللهُ لا َ علمٌ ولاَ دِينٌ وَلاَ
عَقلٌ وَلاَ بِمُرُوءَةِ الإِنسانِ
١٥٦٥. عَأمَلتُمُ العُلَمَاءَ حِينَ دَعَوكُمُ
لِلحَقِّ بَل بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ
١٥٦٦. إن أنتُمُ إِلاَّ الذُّبَابُ إِذَا رَأى
طُعماً فَيَا لِمَسَاقِطِ الذِّبَّانِ
١٥٦٧. وَإِذَا رَأى فَزَعاً تَطَايَرَ قَلبُهُ
مِثلَ البُغَاثِ يُسَاقُ بِالعِقبَانِ
١٥٦٨. وَإِذَا دَعَونَاكُم إِلَى البُرهَانِ كَا
نَ جَوَابُكُم جَهلاً بِلاَ بُرهَانِ
١٥٦٩. نَحنُ المُقَلِّدَةُ الألَى ألفَوا كَذَا
آباءَهُم فِي سَالِفِ الأزمَانِ
١٥٧٠. قُلنَا فَكَيفَ تُكَفِّرُونَ وَمَا لَكٌم
عِلمٌ بِتَكفِيرٍ وَلاَ إِيمَانِ
١٥٧١. إذ أجمَعَ العُلَمَاءُ أنَّ مُقَلِّداً
للنَّاسِ كَالأعمَى هُمَا أخَوَانِ
١٥٧٢. وَالعِلمُ مَعرِفَةُ الهُدَى بِدَلِيلِه
مَا ذَاكَ والتَّقلِيدُ مُستَوِيَانِ
١٥٧٣. حِرنَا بِكُم وَاللهِ لاَ أنتُم معَ ال
عُلَمَاءِ تَنقَادُونَ للبُرهَانِ
١٥٧٤. كلاَّ وَلاَ مُتَعَلِّمُونَ فَمَن تُرَى
تُدعَونَ نَحسِبُكُم مِنَ الثِّيرَانِ
١٥٧٥. لَكِنَّهَا وَالله أنفَعُ مِنكُمُ ال
مَعهُودَ مِن بَغيٍ وَمِن عُدوَانِ
١٥٧٦. نَالَت بِهِم خَيراً وَنَالَت خَيرٌ وأنفَعُ لِلوَرَى
أنتُم أمِ الثِّيرَانُ بِالبُرهَانِ
١٥٧٧. فَمِنِ الذِي خَيرٌ وأنفَعُ لِلوَرَى
انتُم أمِ الثِّيرَانُ بِالبُرهَانِ
١٥٧٨. هَذَا وَثَامِنُ عَشرِهَا تَنزِيهُهُ
سُبحَانَهُ عَن مُوجِبِ النُّقصَانِ
١٥٧٩. وَعَنِ العُيُوبِ وَمُوجِبِ التمثِيلِ وَالتَّ
شبِيهِ جَلَّ اللهُ ذُو السُّلطَانِ
١٥٨٠. وَلِذَاكَ نَزَّهَ نَفسَهُ سُبحَانَهُ
عَن أن يَكُونَ لَهُ شَرِيكٌ ثَانِ
١٥٨١. أو أن يَكُونَ لَهُ ظَهِيرٌ فِي الوَرَى
سُبحَانَهُ عَن إفكِ ذِي بُهتَانِ
١٥٨٢. أو أن يُوَلِّي خَلقَهُ سُبحَانَهُ
مِن حَاجَةٍ أو ذِلَّةٍ وَهَوَانِ
١٥٨٣. أو أن يَكُونَ لَديهِ أصلاً شَافِعٌ
إلاَّ بإذنِ الوَاحِدِ المنَّانِ
١٥٨٤. وَكَذَاكَ نَزَّهَ نَفسَهُ عَن وَالِدٍ
وَكَذَاكَ عَن وَلَدٍ هُمَا نَسَبَانِ
١٥٨٥. وَكَذَاك نَزَّهَ نَفسَهُ عَن زَوجَةٍ
وَكَذَاكَ عَن كُفءٍ يكُون مُدَانِ
١٥٨٦. وَلَقَد أتَى التَّنزِيهُ عَمَّا لَم يُقَل
كَي لاَ يَدُورَ بِخَاطِرِ الإنسَانِ
١٥٨٧. فانظُر إِلَى التَّنزِيهِ عن طَعمٍ وَلَم
يُنسَب إلَيهِ قَطُّ مِن إنسَانِ
١٥٨٨. وَكَذَلِكَ التَّنزِيهُ عَن مَوتٍ وَعَن
نَومٍ وَعَن سِنَةٍ وَعَن غِشيَانِ
١٥٨٩. وَكَذَلِكَ التَّنزِيهُ عَن نِسيَانِهِ
وَالرَّبُّ لَم يُنسَب إِلَى نِسيَانِ
١٥٩٠. وَكَذَلِك التَّنزِيهُ عَن ظُلمٍ وَفِي ال
أفعَالِ عَن عَبَثٍ وَعَن بُطلاَنِ
١٥٩١. وَكَذَلكَ التَّنزِيهُ عَن تَعَبٍ وَعَن
عَجزٍ يُنَافِي قُدرَةَ الرَّحمنِ
١٥٩٢. وَلَقََد حَكَى الرَّحمَنُ قَولاً قَالَه
فِنحَاصُ ذُو البُهتَان وَالكُفرَانِ
١٥٩٣. إنَّ الإِلهَ هُوَ الفَقِيرُ وَنَحنُ أص
حَابُ الغِنَى ذُو الوُجدِ وَالإِمكَانِ
١٥٩٤. وَلِذَاكَ أضحَى رَبَّنَا مُستَقرِضاً
أموَالَنَا سُبحَانَ ذِي الإِحسَانِ
١٥٩٥. وَحَكَى مَقالَةَ قَائِلٍ مِن قَومِهِ
أنَّ العُزَيرَ ابنٌ مِنَ الرَّحمنِ
١٥٩٦. هَذَا وَمَا القَولاَنِ قَطُّ مَقَالَةٌ
مَنصُورَةٌ فِي مَوضِعٍ وَزَمَانِ
١٥٩٧. لَكِن مَقَالَةُ كَونِهِ فَوقَ الوَرَى
وَالعَرشِ وَهُوَ مُبَايِنُ الأكوَانِ
١٥٩٨. قَد طَبَقَت شَرقَ البِلاَدِ وَغَربهَا
وَغَدَت مُقَرَّرَةً لَِذِي الأذهَانِ
١٥٩٩. فَلأيِّ شَيءٍ لَم يُنَزِّه نَفسَهُ
سُبحَانَهُ فِي مُحكَمِ القُرآنِ
١٦٠٠. عَن ذِي المَقَالَةِ مَع تَفَاقُمِ أمرِهَا
وَظُهُورِهَا فِي سَائِرِ الأديَانِ
١٦٠١. بَل دَائِماً يُبدِي لَنَا إثبَاتَهَا
وَيُعِيدُهُ بِأدِلَّةِ التِّبيَانِ
١٦٠٢. لاَ سيَّمَا تِلكَ المقَالَةِ عِندَكُم
مَقرُونَةٌ بِعِبَادَةِ الأوثَانِ
١٦٠٣. أو أنَّهَا كَمَقَالَةٍ لِمُثَلِّثٍ
عَبدِ الصَّلِيبِ المشرِكِ النَّصرَانِي
١٦٠٤. إذ كَانَ جسماً كُلُّ مَوصُوفٍ بِهَا
لَيسَ الإلَهُ مُنَزِّلَ الفُرقَانِ
١٦٠٥. فَالعَابِدُونَ لِمَن عَلَى العَرشِ استَوى
بالذَّاتِ لَيسُوا عَأبِدِي الدَّيَّانِ
١٦٠٦. لَكِنَّهُم عُبَّادُ أوثَانٍ لَدَى
هَذَا المعطَّلِ جَاحِِدِ الرَّحمنِ
١٦٠٧. وَلِذَاكَ قَد جَعَلَ المُعَطِّلُ كُفرَهُم
هُوَ مُقتَضَى المَعقُولِ وَالبُرهَانِ
١٦٠٨. هَذَا رَأينَاهُ بِكتبِكُمُ وَلَم
نَكذِب عَلَيكُم فِعلَ ذِي البُهتَانِ
١٦٠٩. وَلأيِّ شَيءٍ علم يُحذِّر خَلقَهُ
عَنهَا وَهَذَا شَأنُهَا بِبَيَانِ
١٦١٠. هَذَا وَلَيسَ فَسَادُهَا بِمُبَيِّنٍ
حَتَّى يُحَالَ لَنَا عَلَى الأذهَانِ
١٦١١. وَلِذَاكَ قَد شَهِدَت أفَاضِلُكمُ لَهَا
بِظُهُورِهَا لِلوَهمِ في الإِنسَانِ
١٦١٢. وَخَفَاءُ مَا قَالُوهُ مِن نَفيٍ عَلَى ال
أذهَانِ بَل تَحتَاجُ لِلبُرهَانِ
١٦١٣. هَذَا وَتَاسِعُ عَشرِهَا إلزَامُ ذِي التَّ
عطِيلِ أفسَدَ لاَزمٍ بِبَيَانِ
١٦١٤. وَفَسَادُ لاَزِمِ قَولِهِ هُوَ مُقتضٍ
لِفَسَادِ ذَاك القَولِ بِالبُرهَانِ
١٦١٥. فَسَلِ المعطِّلَ عَن ثَلاَثِ مَسَائِلٍ
تَقضِي عَلَى التعطِيلِ بِالبُطلاَنِ
١٦١٦. مَاذَا تقُولُ أكَانَ يَعرِفُ رَبَّهُ
هَذَا الرَّسُولُ حَقِيقَةَ العِرفَانِ
١٦١٧. أم لاَ وَهَل كَانَت نَصِيحَتُهُ لَنَا
كُلَّ النَّصِيحَةِ لَيسَ بالخَوَّانِ
١٦١٨. أم لاَ وَهَل حَازَ البلاغَةَ كُلَّهَا
فَاللَّفظُ وَالمعنَى لَهُ طَوعَانِ
١٦١٩. فَإِذَا انتَهَت هَذِي الثلاثَةُ فِيهِ كَا
مِلَةً مُبَرَّأةً مِنَ النُّقصَانِ
١٦٢٠. فَلأِيِّ شَيءٍ عَاشَ فِينَا كَاتِماً
لِلنَفي وَالتعطِيلِ فِي الأزمَانِ
١٦٢١. بَل مُفصِحاً بِالضِّدِّ مِنهُ حَقِيقَةَ ال
إفصَاحِ مُوضَّحَةً بكلِّ بَيَانِ
١٦٢٢. وَلأيِّ شَيءٍ لَم يُصَرِّح بِالذِي
صَرَّحتُمُ فِي رَبِّنَا الرَّحمَنِ
١٦٢٣. ألِعَجزِهِ عَن ذَاكَ أم تَصِيرِهِ
فِي النُّصحِ أم لِخَفَاءِ هَذَا الشَّانِ
١٦٢٤. حَاشَاهُ بَل ذَا وَصفُكُم يَا أمَّةَ التَّ
عطِيلِ لاَ المبعُوثِ بالقُرآنِ
١٦٢٥. وَلأيِّ شَيءٍ كَانَ يَذكُر ضِدَّ ذَا
فِي كُلِّ مُجتَمَعٍ وكُلِّ زَمَانِ
١٦٢٦. أتَرَاهُ أصبَحَ عَاجِزاً عَن قَولِهِ اس
تَولَى وَيَنزِلُ أمرُهُ وَفُلاَنِ
١٦٢٧. وَيَقُولُ أينَ الله يَعنِي مَن بِلَف
ظِ الأينِ هَل هَذَا مِنَ التِّبيَانِ
١٦٢٨. وَاللهِ مَا قَالَ الأئِمَّةُ كُلَّ مَا
قَد قَالَهُ مِن غَير مَا كِتمَان
١٦٢٩. وَغَدَت بَصَائِرُهُم كَخُفَّاشٍ أتَى
ضَوءُ النهَأرِ فَكَفَّ عَن طَيَرَانِ
١٦٣٠. حَتَّى إِذَا مَا اللَّيلُ جَاءَ ظَلاَمُهُ
أبصَرتَهُ يَسعَى بِكُلِّ مَكَانِ
١٦٣١. وَكَذَا عُقُولُكُمُ لَو استَشعَرتُمُ
يَا قَومُ كالحَشَرَاتِ والفِيرَانِ
١٦٣٢. أنِسَت بإيحَاشِ الظَّلاَمِ وَمَا لَهَا
بِمَطَالِعِ الأنوَارِ قَطُّ يَدَانِ
١٦٣٣. لَو كَانَ حَقًّا مَا يَقُولُ معَطِّلٌ
لِعُلُوِّهِ وَصِفَاتِهِ الرَّحمنِ
١٦٣٤. لَزِمَتكُمُ شُنَعٌ ثَلاَثٌ فَارتَؤُوا
أو خَلَّةٌ مِنهُنَّ أو ثِنتَانِ
١٦٣٥. تَقدِيمُهُم فِي العِلمِ أو فِي نُصحِهِم
أو فِي البَيَانِ أذَاكَ ذُو إمكَانِ
١٦٣٦. إن كَانَ مَا قَد قلتُمُ حقًّا فَقَد
ضَلَّ الوَرَى بالوَحي والقُرآنِ
١٦٣٧. إذ فِيهِمَا ضِدُّ الذِيي قُلتُمُ وَمَا
ضِدَّانِ فِي المعقُولِ يَجتَمِعَان
١٦٣٨. بَل كَانَ أولَى أن يُعَطَّلَ مِنهُمَا
ويُحَالَ فِي عِلمٍ وفِي عرفَانِ
١٦٣٩. إمَّا عَلَى جَهمٍ وَجَعدٍ أو عَلى النَّ
ظَّامِ أو ذِي المذهَبِ اليُونَانِ
١٦٤٠. وَكَذَاكَ أتبَاعٌ لَهُم فَقعُ الفَلاَ
صُمٌّ وَبكمٌ تَابعو العُميَانِ
١٦٤١. وَكَذَاكَ أفراخُ القَرامِطَةِ الألَى
قَد جَاهَرُوا بِعَداوَةِ الرَّحمنِ
١٦٤٢. كَالحَاكمِيَّةِ والألَى وَالوهُمُ
كَأبِي سَعِيدٍ ثُمَّ آلِ سِنَانِ
١٦٤٣. وَكَذَا ابنُ سِينَا والنَّصيرُ نصيرُ أه
لِ الشِّركِ وَالتكذِيبِ والكُفرَانِ
١٦٤٤. وَكَذَاكَ أفراخُ المجُوسِ وشِبهُهُم
وَالصَّابِئينِ وَكُلِّ ذِي بُهتَانِ
١٦٤٥. إخوَانُ إبلِيسَ اللعِينِ وجُندُهُ
لاَ مَرحَباً بِعَسَاكِرِ الشَّيطَانِ
١٦٤٦. أفَمَن حَوَالَتُهُ عَلَى التنزِيل وال
وَحي المبينِ ومُحكمِ القُرآنِ
١٦٤٧. كَمُحَيَّرٍ أضحَت حَوَالَتُهُ عَلَى
أمثَالِهِ أم كَيفَ يَستَوِيَانِ
١٦٤٨. أم كَيفَ يشعُرُ تَائِهٌ بمُصَابِهِ
وَالقَلبُ قَد جُعِلَت لَهُ قُفلاَنِ
١٦٤٩. قُفلٌ مِنَ الجَهلِ المُرَكَّبِ فَوقَهُ
قُفلُ التَعصُّبِ كَيفَ يَنفَتِحضانِ
١٦٥٠. وَمَفََاتحُ الأقفَالِ فِي يَدِ مَن لَه الت
صرِيفُ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّأنِ
١٦٥١. فَاسألهُ فَتحَ القُفلِ مجتهداً عَلى ال
أسنَانِ إنَّ الفَتحَ بالأسنَانِ
١٦٥٢. هَذَا وَخَاتِمُ هذه العِشرينَ وَجهاً
وَهوَ أقرَبُهَا إلَى الأذهَانِ
١٦٥٣. سَردُ النُّصُوصِ فإنَّهَا قَد نَوَّعَت
طُرقَ الأدِلَّةِ فِي أتَمِّ بَيَانِ
١٦٥٤. وَالنَّظمُ يَمنَعُنِي مِنَ استِيفَائِهَا
وَسَياقَةُ الألفَاظِ بالميزَانِ
١٦٥٥. فأشِيرُ بَعضَ إشَارَةٍ لِمَوَاضِعٍ
مِنهَا وَأينَ البَحرُ مِن خِلجَانِ
١٦٥٦. فاذكُر نُصُوصَ الإِستِوَاءِ فإنَّهَا
فِي سَبعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ
١٦٥٧. واذكر نُصُوصَ الفوقِ أيضاً فِي ثَلاَ
ثٍ قَد غَدَت مَعلُومَةَ التِّبيَانِ
١٦٥٨. واذكُر نُصُوصَ عُلُوِّهِ فِي خَمسَةٍ
مَعلُومةٍ بَرِئَت مِنَ النُّقصَانِ
١٦٥٩. واذكُر نُصُوصاً فِي الكِتَابِ تَضَمَّنت
تَنزِيلَهُ مِن رَبِّنَا الرَّحمنِ
١٦٦٠. فَتضَمَّنَت أصلَين قَامَ علَيهِمَا ال
إسلاَمُ والإِيمَان كالبُنيَانِ
١٦٦١. كَونَ الكِتَابِ كَلاَمَهُ سُبحَانَهُ
وَعُلُوَّهُ مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ
١٦٦٢. وَعِدَادُهَا سَبعُونَ حِينَ تُعَدُّ أو
زادَت عَلَى السَّبعِينَ فِي الحُسبَانِ
١٦٦٣. واذكُر نُصُوصاً ضُمِّنَت رَفعاً وَمِع
رَاجاً وَإصعَاداً إلَى الدَّيَّانِ
١٦٦٤. هِيَ خَمسَةٌ مَعلُومَةٌ بِالعَدِّ وَال
حُسبَانِ فاطلُبهَا مِنَ القُرآنِ
١٦٦٥. وَلَقَد أتَى فِي سُورَةِ المُلكِ التِي
تُنجِي لِقَارِئِهَا مِنَ النِّيرَانِ
١٦٦٦. نَصَّانِ أنَّ الله فَوقَ سَمَائِهِ
عِندَ المُحرِّفِ مَا هُمَا نَصَّانِ
١٦٦٧. وَلَقَد أتَى التَّخصِيصُ بالعِندِ الذِي
قُلنَا بِسَبعٍ بَل أتَى بِثَمَانِ
١٦٦٨. مِنهَا صَرٍيحٌ مَوضِعَانِ بِسُورَةِ ال
أعرَافِ ثُمَّ الانبِياءِ الثَّانِي
١٦٦٩. فَتَدَبَّرِ النَّصينِ وانظُر مَا الذِي
لِسَواهُ ليسَت تَقتَضِي النَّصَّانِ
١٦٧٠. وَبِسُورَةِ التحرِيمِ أيضاً ثَالِثٌ
بَادِي الظُّهورِ لِمَن لَهُ أذُنَانِ
١٦٧١. ولَدَيهِ فِي مُزَّمِّلٍ قَد بَيَّنَت
نَفسَ المُرَادِ وَقُيِّدَت بِبَيَانِ
١٦٧٢. لاَ تَنقُضِ البَاقِي فَمَا لمعَطِّلٍ
مِن رَاحَةٍ فِيهَا وَلاَ تِبيَانِ
١٦٧٣. وَبِسُورَةِ الشُّورَى وَفِي مُزَّمِّلٍ
سِرٌّ عَظيمٌ شَأنُهُ ذُو شَانِ
١٦٧٤. فِي ذِكرِ تَفطِيرِ السَّمَاءِ فَمَن يُرِد
عِلماً بِهِ فَهُوَ القَرِيبُ الدَّانِي
١٦٧٥. لَم يَسمَعِ المتَأخِّرُونَ بِنَقلِهِ
جُبناً وَضُعفاً عَنهُ فِي الإِيمَانِ
١٦٧٦. بَل قَالَهُ المُتقدِّمُونَ فَوارِصُ ال
إسلامِ هُم أمَراءُ هَذَا الشَّانِ
١٦٧٧. وَمحَمَّدُ بنُ جَرِيرٍ الطَبرِيُّ فِي
تَفسِيرِهِ حُكِيَت بِهِ القَولاَنِ
١٦٧٨. هَذَا وَحَادِيهَا وَعِشرِينَ الذِي
قَد جَاء فِي الأخبَارِ وَالقُرآن
١٦٧٩. إتيانُ ربِّ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُهُ
وَمَجِيئُهُ لِلفَصلِ بِالمِيزَانِ
١٦٨٠. فانظُر إلَى التقسِيمِ وَالتَّنوِيع فِي ال
قُرآنِ تُلفِيهِ صَرِيحَ بَيَانِ
١٦٨١. إنَّ المَجيءَ لِذَاتِهِ لاَ أمرِهِ
كَلاَّ وَلاَ مَلِكٍ عَظِيمِ الشَّانِ
١٦٨٢. إذ ذانِك الأمرَانِ قَد ذُكِرا وَبَي
نَهُمَا مَجِيءُ الرَّبِّ ذِي الغُفرَانِ
١٦٨٣. والله مَا احتملَ المجِيءُ سِوَى مَجِي
ءِ الذَّاتِ بَعدَ تَبَيُّنِ البُرهَانِ
١٦٨٤. مِن أينَ يأتِي يا أولِي المعقُولِ إن
كُنتُم ذَوِي عَقلٍ مَعَ العِرفَانِ
١٦٨٥. مِن فوقِنَا أو تَحتِنَا وأمَامِنَا
أو عَن شَمائِلنَا وَعَن أيمَانِ
١٦٨٦. واللهِ لاَ يَأتِيهُمُ مِن تَحتِهِم
أبَداً تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ
١٦٨٧. كَلاَّ وَلاَ مِن خَلفِهِم وَأمَامِهِم
وَعَنِ الشَّمَائِلِ أو عَنِ الأيمَانِ
١٦٨٨. واللهِ لاَ يَأتِيهُم إلاَّ مِنَ ال
عُلو الذِي فَوقَ كُلِّ مَكَانِ
١٦٨٩. وَاذكُر حَدِيثاً فِي الصَّحِيحِ تَضَمَّنَت
كَلِمَاتُهُ تَكذِيبَ ذِي البُهتَانِ
١٦٩٠. لَمَّا قَضَى الله الخَلِيقَةَ ربُّنَا
كَتَبت يَدَاهُ كِتَابَ ذِي الإِحسَانِ
١٦٩١. وَكِتَابُهُ هَوَ عِندَهُ وَضعٌ عَلى ال
عَرشِ المجِيدِ الثَّابِتِ الأركَانِ
١٦٩٢. إنِّي أنَا الرَّحمنُ تَسبِقُ رَحمَتِي
غَضَبِي وَذَاكَ لرأفتِي وَحَنَاني
١٦٩٣. وَلَقَد أشَارَ نَبِيُّنَا فِي خُطبَةٍ
نَحوَ السَّمَاءِ بِأصبُعِ وَبَنَانِ
١٦٩٤. مُستَشهِداً رَبَّ السَّمَواتِ العُلَى
لِيَرَى وَيَسمَعَ قَولَهُ الثَّقَلاَنِ
١٦٩٥. أتُرَاهُ أمسَى للسَّمَا مُستَشهِداً
أم للذِي هُو ذِي الأكوَانِ
١٦٩٦. وَلَقَد أتَى فِي رُقيَةِ المَرضَى عَنِ ال
هَادِي المُبِينِ أتمُّ مَا تِبيَانِ
١٦٩٧. نَصٌّ بِأنَّ اللهَ فَوقَ سَمَائِهِ
فَاسمَعهُ إن سَمَحَت لَكَ الأُذُنَانِ
١٦٩٨. وَلَقَد أتَى خَبَرٌ رَوَاهُ عَمُّه ال
عَبَّاسُ صِنوُ أبيهِ ذُو الإِحسَانِ
١٦٩٩. أن السَّمَواتِ العُلَى مِن فَوقِهَا ال
كرسِي عَلَيهِ العَرشُ للرَّحمَنِ
١٧٠٠. والله فَوقَ العَرشِ يُبصِرُ خَلقَهُ
فَانظُرهُ إن سَمَحَت لَكَ العَينَانِ
١٧٠١. واذكُر حَدِيثَ حُصَينٍ بنِ المنذر الثِّ
قَةِ الرِّضَى أعنِي أبَا عِمرَانِ
١٧٠٢. إذ قَالَ رَبِّي فِي السَّمَاءِ لِرَغبَتِي
وَلِرَهبَتِي أدعُوه كُلَّ أوَانِ
١٧٠٣. فأقَرَّهُ الهَادِي البشيرُ وَلَم يَقُل
أنتَ المُجَسِّمُ قَائِلٌ بِمَكَانِ
١٧٠٤. حَيَّزتَ بَل جَهَّيتَ بَل شَبَّهتَ بَل
جَسَّمتَ لَستَ بعَارِفِ الرَّحمنِ
١٧٠٥. هَذي مَقَالَتُهُم لِمَن قَد قَالَ مَا
قَد قَالَهُ حَقًّا أبُو عمرَانِ
١٧٠٦. فَاللهُ ياخُذُ حَقَّهُ مِنهُم وَمِن
أتبَاعِهِم فَالحَقُّ للرَّحمنِ
١٧٠٧. وَاذكر شَهَادَتَهُ لِمَن قَد قَال رَب
ي فِي السَّمَا بحَقِيقَةِ الإِيمَانِ
١٧٠٨. وَشَهَادَةَ العَدلِ المعَطِّلِ للذِي
قَد قَالَ ذَا بِحَقِيقَةِ الكُفرَانِ
١٧٠٩. وَاحكُم بأيِّهِمَا تَشَاءُ وَإنَّنِي
لأراكَ تَقبَلُ شَاهِدَ البُطلاَنِ
١٧١٠. إن كُنتَ مِن أتبَاعِ جَهمٍ صَاحِب التَّ
عطِيلِ وَالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ
١٧١١. واذكُر حَدِيثاً لابن إسحَاقَ الرضَى
ذَاكَ الصَّدُوقُ الحَافِظُ الرَّبَّانِي
١٧١٢. فِي قِصِّةَ استِسقَائِهِم يَستَشفِعُو
نَ إِلَى الرَّسُولش بربِّهِ المنَّانِ
١٧١٣. فاستعظَمَ المُختَارُ ذَاكَ وقَالَ شَأ
نُ الله رَبِّ العَرشِ أعظَمُ شَانِ
١٧١٤. اللهُ فَوقَ العَرشِ فَوقَ سَمَائِهِ
سُبحَانَ ذِي المَلَكُوتِ والسُّلطَانِ
١٧١٥. وَلِعَرشِهِ مِنه أطِيطٌ مِنلَ مَا
قَد أطَّ رَحلُ الراكِبِ العَجلاَنِ
١٧١٦. للَّهِ مَا لَقِي ابن اسحَاق مِنَ ال
جَهمِييِّ إذ يَرميهِ بالعُدوَانِ
١٧١٧. وَيظَلُ يَمدَحُهُ إذَا كَانَ الذِي
يَروِي يُوَافِقُ مَذهَبَ الطَّعَّانِ
١٧١٨. كم قَد رَأينَا مِنهمُ أمثَالَ ذَا
فَالحُكم للَّهِ العَلِيِّ الشَّانِ
١٧١٩. هَذَا هُو التطفِيفُ لا التَّطفِيفُ فِي
ذَرعٍ وَلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ
١٧٢٠. واذكر حَدِيثَ نُزُولِهِ نِصفَ الدُّجَى
فِي ثُلثِ لَيلٍ آخرٍ أو ثَانِ
١٧٢١. فَنُزُولُ رَبٍّ لَيسَ فَوقَ سَمَائِهِ
فِي العَقلِ مُمتَنِعٌ وَفِي القُرآنِ
١٧٢٢. واذكُر حَدِيثَ الصَّادِقِ ابنِ رَوَاحَةٍ
فِي شأنِ جَاريةٍ لَدَى الغِشيَانِ
١٧٢٣. فِيهِ الشَّهَادَةُ أنَّ عرشَ الله فَو
قَ الماءِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ
١٧٢٤. وَاللهُ فَوقَ العَرشِ جَلَّ جَلاَلُه
سُبحَانَهُ عَن نَفي ذِي البُهتَانِ
١٧٢٥. ذَكَرَ ابنُ عَبدِ البَرِّ فِي استِيعَابِه
هَذَا وَصَحَّحَهُ بِلاَ نُكرَانِ
١٧٢٦. وَحَديثُ مِعراَجِ الرَّسُولِ فَثَابِتٌ
وَهُوَ الصَّرِيحُ بِغَايَةِ التِّبيَانِ
١٧٢٧. وإلَى إلهِ العَرشِ كَانَ عُروجُهُ
لَم يَختَلِف مِن صَحبِهِ رَجَلاَنِ
١٧٢٨. وَاذكُر بقصَّةِ خَندِقٍ حُكمًا جَرَى
لِقُرَيظَةٍ مِن سَعدٍ الرَّبَّانِي
١٧٢٩. شَهِدَ الرَّسُولُ بأنَّ حُكمَ إلهَنا
مِن فَوقِ سَبعٍ وِفقُهُ بِوزَانِ
١٧٣٠. وَاذكُر حَدِيثاً للبَرَاءِ رَوَاهُ أص
حَابُ المَسانِدِ مِنهُمُ الشَّيبَانِي
١٧٣١. وأبُو عَوَانَةَ ثُمَّ حَاكِمُنَا الرِّضَى
وَأبُو نُعَيمِ الحَافِظُ الرَّبَّانِي
١٧٣٢. قَد صَحَّحُوهُ وَفِيهِ نصٌّ ظَاهِرٌ
مَا لَم يُحرِّفهُ أولُو العُدوَانِ
١٧٣٣. فِي شأنِ رُوحِ العَبدِ عِندَ وَدَاعِهَا
وَفِرَاقِهَا لِمَسَاكِنِ الأبدَانِ
١٧٣٤. فَتَظَلُّ تَصعَدُ فِي سَمَاءِ فَوقَهَا
أخرَى إلَى خَلاَّقِهَا الرَّحمنِ
١٧٣٥. حَتَّى تَصِيرَ إِلَى سَمَاءٍ رَبُّهَا
فِيهَا وَهَذَا نَصُّهُ بأمَانِ
١٧٣٦. واذكُر حَدِيثاً فِي الصَّحِيح وفيه تَح
ذِيرٌ لِذَاتِ البَعلِ من هِجرَانِ
١٧٣٧. مِن سُخطِ رَبٍّ فِي السَّمَاءِ عَلَى التِي
هَجَرَت بِلاَ ذَنبٍ وَلاَ عُدوَانِ
١٧٣٨. واذكُر حَدِيثاً قَد رَواهُ جَابِرٌ
فِيهِ الشِّفَاءُ لِطَالِبِ الإِيمَانِ
١٧٣٩. في شأن أهلِ الجَنَّةِ العُليَا وَمَا
يَلقَونَ مِن فَضلِ وَمِن إحسَانِ
١٧٤٠. بَينَاهُمُ فِي عَيشِهِم وَنَعِيمِهِم
وَإذَا بِنُورٍ سَاطِعِ الغِشيَانِ
١٧٤١. لَكِنهُم رَفَعُوا إليهِ رُؤوسَهُم
فَإذَا هُوَ الرَّحمنُ ذُو الغُفرَانِ
١٧٤٢. فيُسلِّمُ الجَبَّارُ جَلَّ جَلاَلُهُ
حَقًّا عَلَيهِم وَهوَ ذُو الإِحسَانِ
١٧٤٣. وَاذكُر حَدِيثاً قَد رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ
طَريقُهُ فيهِ أبُو اليَقظَانِ
١٧٤٤. فِي فَضلِ يَومِ الجُمعَةِ اليَومِ الذِي
بِالفَضلِ قَد شَهِدَت لَهُ النَّصَّانِ
١٧٤٥. يَومُ استِوَاءِ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُه
حقًّا عَلَى العَرشِ العَظيمِ الشَّانِ
١٧٤٦. وَاذكُر مَقَالَتَهُ ألَستُ أمِينَ مَن
فَوقَ السَّمَاءِ الوَاحِدِ المَنَّانِ
١٧٤٧. واذكُر حَدِيثَ أبِي رَزِينٍ ثُمَّ سُق
هُ بِطُولِهِ كَم فِيهِ مِن عِرفَانِ
١٧٤٨. وَاللهِ مَا لمعطِّلٍ بِسَمَاعِهِ
أبَداً قُوًى إِلاَّ عَلَى النُّكرَانِ
١٧٤٩. فأصُولُ دِينِ نبينَا فِيه أتَت
فِي غَايَةِ الإِيضاحِ والتبيَانِ
١٧٥٠. وبطُولِهِ قَد سَاقَهُ ابنُ إمَامِنَا
فِي سُنَّةٍ والحَافِظُ الطَّبَرَانِي
١٧٥١. وَكَذَا أبُوبَكرٍ بِتَارِيخٍ لَهُ
وَأبُوه ذَاكَ زَهَيرٌ الرَّبَّانِي
١٧٥٢. واذكُر كَلامَ مُجَاهِدٍ فِي قَولِهِ
أقِمِ الصَّلاَةِ وَتِلكَ فِي سُبحَانِ
١٧٥٣. فِي ذِكرِ تَفسِيرِ المَقَامِ لأحمَدٍ
مَا قِيلَ ذَا بِالرَّأي وَالحُسبَانِ
١٧٥٤. إن كَانَ تَجسِيماً فَإنَّ مُجَاهِداً
هُوَ شَيخُهُم بَل شَيخُهُ الفَوقَانِي
١٧٥٥. وَلَقَد أتَى ذِكرُ الجُلُوسِ بِهِ وَفِي
أثَرٍ رَوَاهُ جَعفَرُ الرَّبَّانِي
١٧٥٦. أعنِي ابنَ عَمِّ نَبِيِّنَا وَبِغَيرِهِ
أيضاً أتَى وَالحَقُّ ذُو بَيَانِ
١٧٥٧. وَالدارَ قُطنِييُّ الإِمَامُ يَثَبِّتُ ال
آثَارَ فِي ذَا البَابِ غَيرَ جَبَانِ
١٧٥٨. وَلَهُ قَصِيدٌ ضُمِّنَت هَذَا وَفِي
هَا لَستُ لِلمَروِيِّ ذَا نُكرَانِ
١٧٥٩. وَجَرَت لِذَلِكَ فِتنَةٌ فِي وَقتِهِ
مِن فِرقَةِ التعطِيلِ والعُدوَانِ
١٧٦٠. والله نَاصِرُ دِينِهِ وَكِتَابِهِ
وَرسُولِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ
١٧٦١. لَكِن بِمِحنَةِ حِزبِهِ مِن حَربِهِ
ذَا حِكمَةٌ مُذ كَانَتِ الفِئَتَانِ
١٧٦٢. وَقَد اقتَصَرتُ عَلَى يَسيرٍ مِن كثِي
رٍ فَائِتٍ لِلعَدِّ وَالحُسبَانِ
١٧٦٣. مَا كُلُّ هَذَا قَابِلُ التأويلِ بالت
حرِيفِ فَاستَحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ
١٧٦٤. هَذَا وَأصلُ بَلِيَّةِ الإسلامِ مِن
تَأوِيلِ ذِ التَّحرِيفِ وَالبُطلاَنِ
١٧٦٥. وَهُوَ الَّذِي قَد فَرَّقَ السَّبعِينَ بَل
زَادَت ثَلاَثاً قَولَ ذِي البُرهَانِ
١٧٦٦. وَهُو الَّذِي قَتَل الخَليفَةَ جَامَعَ ال
قُرآنِ ذَا النُّورَينِ وَالإِحسَانِ
١٧٦٧. وَهُوَ الَّذِي قَتَلَ الخَلِيفَةَ بَعدَهُ
أعنِي عَلِيًّا قَاتِلَ الأقرَانِ
١٧٦٨. وَهُوَ الذِي قَتَلَ الحُسَينَ وَأهلَهُ
فَغَدَوا عَلَيهِ مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ
١٧٦٩. وَهُوَ الذِي فِي يَومِ حَرَّتِهم أبَا
حَ حِمَى المَدِينَةِ مَعقِلَ الإِيمَانِ
١٧٧٠. حَتَّى جَرَت تِلكَ الدِّمَاءُ كَأنَّهَا
فِي يَومِ عِيدٍ سُنَّةُ القُربَانِ
١٧٧١. وَغَدَا لَهُ الحَجَّاجُ يَسفِكُهَا وَيَق
تُلُ صَاحِبَ الإِيمَانِ وَالقُرآنِ
١٧٧٢. وَجَرى بمَكَّةَ مَا جَرَى مِن أجلِهِ
مِن عَسكَرِ الحَجَّاجِ ذِي العُدوَانِ
١٧٧٣. وَهُوَ الَّذِي أنشَا الخَوَارِجَ مِثلَمَا
أنشَا الرَّوَافِضَ أخبَثَ الحَيَوَانِ
١٧٧٤. ولأجلِهِ شَتَمُوا خِيَارَ الخَلقِ بَع
دَ الرُّسلِ بالعُدوَانِ والبُهتَانِ
١٧٧٥. ولأجلِهِ سَلَّ البُغَاةُ سُيُوفَهُم
ظَنًّا بِأنَّهُم ذَوُو إحسَانِ
١٧٧٦. وَلأجلِهِ قَد قَالَ أهلُ الإِعتِزَا
لِ مَقَالَةً هَدَّت قُوَى الإيمَانِ
١٧٧٧. وَلأجلِهِ قَالُوا بأنَّ كَلاَمَهُ
سُبحَانَهُ خَلقٌ مِنَ الأكوَانِ
١٧٧٨. وَلأجلِ قَد كَذَّبَت بِقَضَائِهِ
شِبهُ المَجُوسِ العَابِدِي النِّيرانِ
١٧٧٩. وَلأجلِهِ قَد خَلَّدُوا أهلَ الكَبَا
ئِرِ فِي الجَحِيمِ كَعَابِدِي الأوثَانِ
١٧٨٠. وَلأجلِهِ قَد أنكَرُوا لِشَفَاعَةِ ال
مُختَارِ فِيهِم غَايَة النُّكرَانِ
١٧٨١. وَلأجلِهِ ضُرِبَ الإمَامُ بِسَوطِهِم
صِدِّيقُ أهلِ السُّنَّةِ الشَّيبَانِي
١٧٨٢. وَلأجلِهِ قَد قَال جَهمٌ لَيسَ رَبُّ
العَرشِ خَارِجَ هَذِهِ الأكوَانِ
١٧٨٣. كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمواتِ العُلَى
والعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمنِ
١٧٨٤. مَا فَوقَهَا رَبٌّ يُطَاعُ جِبَاهُنَا
تَهوِي لَهُ بِسُجُودِ ذِي خُضعَانِ
١٧٨٥. وَلأجلِهِ جُحِدَت صِفَاتُ كَمَالِهِ
وَالعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمَنِ
١٧٨٦. وَلأجلِهِ أفنَى الجَحِيمَ وَجَنَّةَ ال
مأوَى مَقَالَةَ كَاذِبٍ فَنَّانِ
١٧٨٧. وَلأجلِهِ قَالُوا الإلهُ مُعَطَّلٌ
أزَلاً بِغَيرِ نِهَايَةٍ وَزَمَانِ
١٧٨٨. وَلأجلِهِ قَد قَالَ لَيسَ لِفِعلِهِ
مِن غَايةٍ هِيَ حِكمَةُ الدَّيَّانِ
١٧٨٩. وَلأجلِهِ قَد كَذَّبُوا بِنُزُولِهِ
نَحوَ السَّماءِ بِنِصفِ لَيلٍ ثَانِ
١٧٩٠. وَلأجلِهِ زَعَمُوا الكِتَابَ عِبَارَةً
وحِكَايةً عَن ذَلِكَ القُرآنِ
١٧٩١. مَا عِندَنَا شَيءٌ سِوَى المخلُوقِ وَال
قُرآنِ لَم يُسمَع مِنَ الرَّحمَنِ
١٧٩٢. مَاذَا كَلاَمَ الله قَطُّ حَقِيقَةً
لَكِن مَجَازٌ وَيحَ ذَا البُهتَانِ
١٧٩٣. وَلأجلِهِ قُتِلَ ابنُ نَصرٍ أحمَدٌ
ذَاكَ الخُزَاعِيُّ العَظِيمُ الشَّانِ
١٧٩٤. إذ قَالَ ذَا القُرآنُ نَفسُ كَلاَمِهِ
مَا ذَاكَ مَخلُوقٌ مِنَ الأكوَانِ
١٧٩٥. وَهُوَ الذِي جَرَّ ابنَ سِينَا والألَى
قَالُوا مَقَالَتهُ على الكُفرَانِ
١٧٩٦. فتَأوَّلُوا خَلقَ السَّمَوَاتِ العُلَى
وحُدُوثُها بِحَقِيقَةِ الإِمكَانِ
١٧٩٧. وَتَأوَّلُوا عِلمَ الإِلَهِ وَقَولَهُ
وَصِفَاتِهِ بِالسَّلبِ والبُطلاَنِ
١٧٩٨. وتَأوَّلُوا البَعثَ الَّذِي جَاءَت بِهِ
رُسُلُ الإِلَهِ بِهَذِهِ الأبدَانِ
١٧٩٩. بِفرَاقِها لِعَنَاصِرٍ قَد رُكِّبَت
حَتَّى تَعُود بَسِيطَةَ الأركَانِ
١٨٠٠. وَهُوَ الذِي جَرَّ القَرَامِطَةَ الألَى
يَتَأوَّلُونَ شَرَائِعَ الإِيمَانِ
١٨٠١. فَتَأوَّلُوا العَملِيَّ مِثلَ تأوُّلِ ال
عِلمِ عِندكُمُ بِلاَ فُرقَانِ
١٨٠٢. وَهُو الذِي جَرَّ النَّصِيرَ وَحِزبَهُ
حَتَّى أتَوا بِعَسَاكِرِ الكُفرَانِ
١٨٠٣. فَجَرَى عَلَى الإِسلاَمِ أعظَمُ مِحنَةٍ
وَخُمَارُهَا فِينَا إلى ذَا الآنِ
١٨٠٤. وَجَمِيعُ مَا فِي الكَونِ مِن بدَعَ وَأح
دَاثٍ تُخَالِفُ مُوجِبَ القُرآنِ
١٨٠٥. فأسَاسُهَا التأوِيلُ ذُو البُطلاَنِ لاَ
تأوِيلُ أهلِ العِلمِ والإِيمَانِ
١٨٠٦. إذ قَالَ تَفسِيرُ المُرَانِ وَكَشفُهُ
وَبَيَانُ مَعنَاهُ إلى الأذهَانِ
١٨٠٧. قَد كَانَ أَعلَمُ خَلقِهِ بِكَلاَمِهِ
صَلَّى عَلَيهِ اللهُ كُلَّ أوَانِ
١٨٠٨. يَتَأولُ القُرآنِ عِندَ رُكُوعِهِ
وَسُجُودِهِ تأوِيلَ ذِي بُرهَانِ
١٨٠٩. هَذا الذِي قَالَتهُ أمُّ المُؤمني
نَ حِكَايَةً عَنهُ لَهَا بِلِسَانِ
١٨١٠. فَانظُر إِلَى التأوِيلِ مَا تَعنِي بِهِ
خَيرُ النِّسَاء وَأفقَهُ النَّسوَانِ
١٨١١. أتَظُّنُّهَا تَعنِي بِهِ صَرفاً عَنِ ال
مَعنَى القَوِيِّ ذِي الرُّجحَانِ
١٨١٢. وَانظُر إِلَى التَّأوِيلِ حِينَ يقولُ عَلِّمهُ
لِعَبدِ اللهِ فِي القُرآنِ
١٨١٣. مَاذَا أرَادَ بِهِ سِوَى تَفسِيرهِ
وَظُهور معنَاه لهُ بِبَيَانِ
١٨١٤. قَولُ ابنِ عَبَّاسٍ هُوَ التَّأوِيلُ لاَ
تأوِيلُ جَهمِيٍّ أخِي بُهتَانِ
١٨١٥. وَحَقِيقَةُ التَّأوِيلِ مَعنَاهُ الرُّجُو
عُ إِلَى الحَقِيقَةِ لاَ إِلَى البُطلاَنِ
١٨١٦. وَكَذَاكَ تأوِيلُ المَنَامِ حَقِيقَةُ ال
مَرئِي لاَ التَّحرِيفُ بِالبُهتَانِ
١٨١٧. وَكَذَاكَ تَأويلُ الذِي قَد أخبَرَت
رُسلُ الإِلَهِ بِهِ مِنَ الإِيمَانِ
١٨١٨. نَفسُ الحَقِيقَةِ إذ تُشَاهِدُهَا لَدَى
يَومِ المَعَادِ بِرُؤيَةٍ وَعِيَانِ
١٨١٩. لاَ خُلفَ بَينَ أئِمَّةِ التَّفسِير فِي
هَذَا وَذلِكَ وَاضِحُ البُرهَانِ
١٨٢٠. هَذَا كَلاَمُ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ
وَأئِمةِ التَّفسِيرِ للقُرآنِ
١٨٢١. تَأوِيلُهُ هُوَ عِندَهُم تَفسِيرُه
بِالظَّاهِرِ المَفهُومِ للأذهانِ
١٨٢٢. مَا قَالَ مِنهُم قَطُّ شَخصٌ وَاحِدٌ
تَأوِيلُهُ صَرفٌ عَنِ الرُّجحَانِ
١٨٢٣. كَلاَّ وَلاَ نَفيُ الحَقِيقَة لاَ وَلاَ
عَزلُ النُّصُوصِ عَنِ اليقينِ فَذَانِ
١٨٢٤. تَأوِيلُ أهلِ البَاطِلِ المردُود عِن
دَ أئِمةِ العِرفَانِ وَالإِيمَانِ
١٨٢٥. وَهُوَ الذِي لا شَكَّ فِي بُطلاَنِهِ
وَالله يَقضِي فِيهِ بالبُطلاَنِ
١٨٢٦. فَجَعَلتُمُ بِلَّفظِ مَعنًى غَيرَ مَع
نَاهُ لَدَيهِم بِاصطِلاَحٍ ثَانِ
١٨٢٧. وَحَمَلتُمُ لَفظَ الكِتَابِ عَلَيهِ حَتَّ
ى جَاءَكُم مِن ذَاكَ مَحذُورَانش
١٨٢٨. كَذِبٌ عَلَى الألفَاظِ مَع كَذِبِ علَى
مَن قَالَهَا كَذِبَانٍ مَقبُوحَانِ
١٨٢٩. وَتَلاَهُمَا أمرَانِ أقبَحُ مِنهَمَا
جَحدُ الهُدَى وَشَهَادةُ البُهتَانِ
١٨٣٠. إذ يَشهَدُونَ الزُّورَ أنَّ مُرَادَهُ
غَيرُ الحَقِيقَةِ وَهيَ ذُو بُطلاَنش
١٨٣١. وَعَلَيكُمُ فِي ذَا وَظَائِفُ أربَعٌ
وَالله لَيسَ لَكُم بِهِنَّ يَدَانِ
١٨٣٢. مِنهَا دَلِيلٌ صَارِفٌ لِلَّفظِ عَن
مَوضُوعِهِ الأصلِيِّ بِالبُرهَانِ
١٨٣٣. إذ مُدَّعِي نَفسِ الحَقِيقَةِ مُدَّعٍ
للأصلِ لَم يَحتَج إِلَى بُرهَانِ
١٨٣٤. فَإِذَا استقَامَ لَكُم دَلِيلُ الصَّرفِ يَا
هَيهَاتَ طُولِبتُم بِأمرٍ ثَانِ
١٨٣٥. وَهُوَ احتِمَالُ اللَّفظِ لِلمَعنَى الذِي
قُلتُم هُوَ المقصُودُ بِالتِّبيَانِ
١٨٣٦. فَغِذَا أتيتُم ذَاكَ طُولِبتُم بِأم
رٍ ثَالِثٍ مِن بَعدِ هَذَا الثَّانِي
١٨٣٧. إذ قُلتُمُ إنَّ المُرَادَ كَذَا فمَا
ذَا دَلَّكُم أتَخَرُّصُ الكُهَّانِ
١٨٣٨. هَب أنهُ لَم يَقصُدِ الموضُوعَ لَ
كِن قد يكُونُ القَصدُ مَعنًى ثَانِ
١٨٣٩. غَيرَ الذِي عَيَّنتُمُوهُ وَقَد يَكُو
نُ اللَّفظُ مَقصُونداً بدُونِ مَعَانِ
١٨٤٠. كَتَعَبُّدٍ وَتِلاَوَةٍ وَيَكُونُ ذَا
كَ القَصدُ أنفَعَ وَهوَ ذُو إمكَانِ
١٨٤١. مِن قَصدِ تَحرِيفٍ لَهَا يُسمَى بِتأ
وِيلٍ مَعَ الأتعَابِ للأذهَانِ
١٨٤٢. وَاللهِ مَا القَصدَانِ فِي حَدِّ سَوَا
فِي حِكمَةِ المُتَكَلِّمِ المنَّانِ
١٨٤٣. بَل حِكمَةُ الرَّحمنِ تُبطِلُ قَصدَهُ التَّ
حرِيفَ حَاشَا حِكمَةُ الرَّحمنِ
١٨٤٤. وَكَذَاكَ تُبطِلُ قصدَهُ إنزَالَهَا
مِن غَير مَعنًى وَاضِحِ التِّبيَانِ
١٨٤٥. وَهُمَا طَريقَا فِرقَتَين كِلاَهُمَا
عَن مَقصَدِ القرآن مُنحَرِفَانِ
١٨٤٦. وَأتَى ابنُ سِينا بَعدَ ذَا بِطَرِيقَةٍ
أخرَى وَلَم يأنَف مِنَ الكُفرَانِ
١٨٤٧. قَالَ المرادُ حَقَائِقُ الألفَاظِ تَخيي
لاً وَتَقرِيباً إِلَى الأذهَانِ
١٨٤٨. عَجِزَت عَن الإِدراكِ للمَعقُولِ إلاَّ
فِي مِثَالِ الحِسِّ كَالصِّبيَانِ
١٨٤٩. كَي يُبرِزَ المعقُولَ فِي صُورٍ مِنَ ال
مَحسُوسِ مَقبُولاً لِذِي الأذهَانِ
١٨٥٠. فَتَسَلُّطُ التَّأوِيلِ إبطَالٌ لِهَذَا ال
قَصدِ وَهُوَ جِنَايَةٌ مِن جَانِ
١٨٥١. هذَا الذِي قَد قَالَهُ مَع نَفيهِ
لِحَقَائِقِ الألفَاظِ فِي الأذهَانِ
١٨٥٢. وَطَرِيقَةُ التَّأوِيلِ أيضاً قَد غَدَت
مُشتَقَّةً مِن هَذِهش الخِلجَانِ
١٨٥٣. وَكِلاَهُمَا اتَّفَقَا عَلَى أن الحَفِي
قَةَ مُنتَفٍ مَضمُونُهَا بِبَيَانِ
١٨٥٤. لَكِن قَدِ اختَلَفَا فَعِندَ فَرِيقِكُم
مَا إن أُرِيدَت قَطُّ بِالتِّبيَانِ
١٨٥٥. لَكِنَّ عِندَهُمُ أريدَ ثُبُوتُهَا
فِي الذِّهنِ إذ عُدِمَت مِنَ الإِحسَانِ
١٨٥٦. إذ ذَاكَ مَصلَحَةُ المخَاطِبِ عِندَهُم
وَطريقَةُ البُرهَانِ أمرٌ ثَانِ
١٨٥٧. فَكِلاَهُمَا ارتَكَبَا أشَدَّ جِنَايَةٍ
جُنِيَت عَلَى القُرآنِ والإِيمَانِ
١٨٥٨. جَعَلُوا النُّصُوصَ لأجلِهَا غَرَضاً لَهُم
قَد خَرَّقُوهُ بأسهُمِ الهَذَيَانِ
١٨٥٩. وَتَسَلَّطَ الأوغَادُ والأوقَاحُ وال
أرذالُ بالتَّحرِيفِ وَالبُهتَانِ
١٨٦٠. كُلٌ إذَا قَابَلتَهُ بِالنَّصِّ قَا
بَلَهُ بِتَأوِيلٍ بِلاَ بُرهَانِ
١٨٦١. وَيقُولُ تَأوِيلِي كَتأوِيلِ الذِي
نَ تَأوَّلُوا فَوقيَّةَ الرَّحمنِ
١٨٦٢. بَل دونَهُ فَظُهُورُهَا فِي الوَحي بِالنَّ
صَّينِ مِثلُ الشَّمسِ فِي التِّبيَانِ
١٨٦٣. أيَسُوغُ تَأوِيلُ العُلُوِّ لَكُم وَلاَ
تَتَأوَّلُوا البَاقِي بِلاَ فُرقَانِ
١٨٦٤. وَكَذَاكَ تَأوِيلُ الصِّفَاتِ مَع أنَّهَا
مِلءُ الحَديثِ وَمِلءُ ذِي القُرآنِ
١٨٦٥. واللهِ تَأوِيلُ العُلُوِّ أشَدُّ مِن
تَأوِيلِنَا لِقِيَامَةِ الأبدَانِ
١٨٦٦. وَأشَدُّ مِن تأوِيلِنَا بِحَيَاتِه
وَلِعِلمِهِ وَمَشِيئَةِ الأكوَانِ
١٨٦٧. وأشدُّ مِن تَأوِيلِنا لِحُدُوثِ هَ
هذَا العَالَم المحسُوسِ بِالإِمكَانِ
١٨٦٨. وأشَدُّ مِن تَأوِيلِنَا بَعضَ الشَّرَا
ئِعِ عِندَ ذِي الإنصَافِ وَالمِيزَانِ
١٨٦٩. وأشَدُّ مِن تأوِيلِنَا لِكَلاَمِهِ
بِالفَيضِ مِن فَعَّالِ ذِي الأكوَانِ
١٨٧٠. وَأشدُّ مِن تأوِيلِ أهلِ الرَّفضِ أخ
بَارَ الفَضَائِلِ حَازَهَا الشَّيخَانِ
١٨٧١. وَأشَدُّ مِن تَأوِيلِ كُلِّ مُؤَولٍ
نَصًّا بِأن مُرَادَهُ الوَحيَانِ
١٨٧٢. إذ صَرَّحَ الوَحيَانِ مَع كُتُبِ الإِلَ
هِ جَميعِهَا بِالفَوقِ للرَّحمَنِ
١٨٧٣. فَلأيِّ شَيءٍ نَحنُ كُفَّارٌ بِذَا الت
أوِيلِ بَل أنتُم عَلَى الإيمَانِ
١٨٧٤. إنَّا تَأوَّلنَا وَأنتُم قَد تَأوَّ
لتُم فَهَاتُوا وَاضِحَ الفُرقَانِ
١٨٧٥. ألَكُم عَلَى تَأوِيلِكُم أجرَانِ حَي
ثُ لَنَا عَلَى تَأويلِنَا وِزرَانِ
١٨٧٦. هَذِي مَقَالَتُهُم لَكُم فِي كُتبِهِم
مِنهَا نَقَلنَاها بِلاَ عُدوَانِ
١٨٧٧. رُدُّوا عَلِيهِم إن قَدَرتُم أو فنَحُّ
وا عَن طَريقِ عَسَاكِرِ الإِيمَانِ
١٨٧٨. لاَ تَحطَمنَّكُم جُنُودهُم كَحَط
م السَّيلِ عما لاَقَى مِنَ الدِّيدَانِ
١٨٧٩. وَكَذَا نُطَالِبُكُم بِأمرٍ رَابِعٍ
وَاللهِ لَيسَ لَكُم بِذَا إمكَانِ
١٨٨٠. هُوَ الجَوابُ عَن المُعَارِضِ إذ به الدَّ
عوَى تَتِمُّ سَلِيمَةَ الأركَانِ
١٨٨١. لَكِنَّ ذَا عَينُ المَحالِ وَلَو يُسَا
عِدُكم عَلَيهِ رَبُّ كُلِّ لِسَانِ
١٨٨٢. فَأدِلَّةُ الإِثبَاتِ حَقًّا لاَ يَقُو
مُ لَهَا الجِبَالُ وَسَائِرُ الأكوَانِ
١٨٨٣. تَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ وَوَحيُهُ
مَع فِطرَةِ الرَّحمنِ وَالبُرهَانِ
١٨٨٤. أنَّى يُعَارضُهَا كِنَاسَةُ هَذِهِ ال
أذهَانِ بالشُّبُهَاتِ وَالهَذَيَانِ
١٨٨٥. وَجَعَاجِعٌ وَفَرَاقِعٌ مَا تَحتَهَا
إلاَّ السَّرابُ لوَارِدٍ ظَمآنِ
١٨٨٦. فَلتَهنِكُم هَذي العُلُومُ اللاءِ قد
ذُخِرَت لَكُم عَن تَابِعِ الإِحسَانِ
١٨٨٧. بَل عَن مَشَايِخِهِم جَمِيعاً ثُمَّ وفق
تم لَهَا مِن بَعدِ طُولِ زَمَانِ
١٨٨٨. واللهِ مَا ذُخِرَت لَكُم لِفَضِيلَةٍ
لَكُمُ عَلَيهِمِ يَا أولِي النُّقصَانِ
١٨٨٩. لَكِن عُقُولُ القَومِ كَانَت فَوقَ ذَا
قَدراً وَشَأنُهُم فَأعظَمُ شَانِ
١٨٩٠. وَهمُ أجَلُّ وَعِلمُهُم أعلَى وَأش
رَفُ أن يُشَابَ بِزُخرُفِ الهَذَيَانِ
١٨٩١. فَلِذَاكَ صَانَهُم الإِلَهُ عنِ الَّذِي
فِيهِ وَقَعتُم صَونَ ذِي إحسَانِ
١٨٩٢. سَمَّيتُمُ التَّحرِيفَ تَأوِيلاً كَذَا التَّ
عطِيلَ تَنزِيهاً هُمَا لَقَبَانِ
١٨٩٣. وَأضَفتُم أمراً إلَى ذَا ثَالِثاً
شَراًّ وَأقبَحَ مِنهُ ذَا بُهتَانِ
١٨٩٤. فَجَعَلتُم الإِثبَاتَ تَجسِيماً وَتَش
بيهاً وَذَا مِن أقبَحِ العُدوَانِ
١٨٩٥. فَقَلَبتُمُ تِلكَ الحَقَائِقَ مِثلَ مَا
قُلِبَت قُلُوبُكُمُ عَنِ الإِيمَانِ
١٨٩٦. وَجَعَلتُمُ الممدُوحَ مَذمُوماً كَذَا
بِالعكسِ حَتَّى استَكمَلَ اللَّبسَانِ
١٨٩٧. وَأرَدتُمُ أن تُحمَدُوا بِالإِتِّبَا
عِ نَعَم لَكِن لِمَن يَا فِرقَةَ البُهتَانِ
١٨٩٨. وَبَغَيتُمُ أن تَنسِبُوا للابتِدَا
عِ عَسَاكِرَ الآثارِ والقُرآنِ
١٨٩٩. وَجَعَلتُم الوَحيَينِ غَيرَ مُفِيدَةٍ
للِعِلمِ وَالتَّحقِيقِ وَالبُهتَانِ
١٩٠٠. لَكِن عُقُولُ النَّاكِبِينَ عَن الهُدَى
لَهُمَا تُفِيدُ وَمَنطِقُ اليُونَانِ
١٩٠١. وَجَعَلتُم الإِيمَانِ كُفراً وَالهُدَى
عَينَ الضَّلاَلِ وَذَا مِنَ الطُّغيَانِ
١٩٠٢. ثُمَّ استَخَفَّيتُم عُقُولاً مَا أرَا
دَ الله أن تَزكُو عَلى القُرآنِ
١٩٠٣. حَتَّى استَجَابُوا مُهطِينَ لدعوة التَّ
عطِيلِ قَد هَرَبُوا مِنَ الإِيمَانِ
١٩٠٤. يَا وَيحَهُم لَو يَشعُرُونَ بِمَن دَعَا
وَلِمَا دَعا قَعَدُوا قُعُودَ جَبَانِ
١٩٠٥. هذَا وَثَمَّ بَلِيةٌ مَستُورَةٌ
فِيهِم سَأبدِيهَا لَكُم بِبَيَانِ
١٩٠٦. وَرِثَ المُحرِّفُ مِن يَهُودَ وَهُم أولو التَّ
حرِيفِ وَالتَّبدِيلِ وَالكِتمَانِ
١٩٠٧. فَأرَادَ مِيرَاثَ الثَّلاَثَةِ مِنهُم
فَعَصَت عَلَيهِ غَايَةَ العِصيَانِ
١٩٠٨. إذ كَان لَفظُ النَّص مَحفُوظاً فمَا التَّ
بدِيلُ والكِتمَانُ فِي الإِمكَانِ
١٩٠٩. فَأرَادَ تَبدِيلَ المعَانِي إذ هِيَ ال
مَقصُودُ مِن تَعبِيرِ كُلِّ لِسَانِ
١٩١٠. فَأتَى إليهَا وَهيَ بَارِزَةٌ مِنَ ال
ألفَاظِ ظَاهِرةٌ بِلاَ كِتمَانِ
١٩١١. فَنَفَى حَقَائِقَهَا وَأعطَى لَفظَهَا
مَعنًى سِوَى مَوضُوعِهِ الحَقَّانِ
١٩١٢. فَجَنَى عَلَى المعنَى جِنَايَةَ جَاحِدٍ
وَجنَى عَلَى الألفَاظِ بِالعُدوَانِ
١٩١٣. وَأتَى إِلَى حِزبِ الهُدَى أعطَاهُمُ
شِبهَ اليَهُودِ وَذَا مِنَ البُهتَانِ
١٩١٤. إذ قَالَ أنَّهُمُ مُشَبِّهَةٌ وَأن
تُمُ مِثلُهُم فَمَنِ الَّذِي يَلحَانِي
١٩١٥. فِي هَتكِ أستَارِ اليَهُودِ وَشبهِهِم
مِن فِرقَةِ التَّحرِيفِ لِلقُرآنِ
١٩١٦. يَا مسلِمينَ بِحَقِّ رَبِّكُمُ اسمَعُوا
قَولِي وَعُوهُ وَعيَ ذِي عِرفَانِ
١٩١٧. ثُمَّ احكُمُوا مِن بَعُد مَن هَذا الذِي
أولَى بِهَذَا الشَّبهِ بِالبُرهَانِ
١٩١٨. أُمِرَ اليَهُودُ بأن يَقُولُوا حِطَّةٌ
فَأبَوا وَقَالُوا حِنطَةٌ لِهَوانِ
١٩١٩. وَكَذَلِكَ الجهمِيُّ قِيلَ لَهُ استَوَى
فَابَى وَزَادَ الحَرفَ لِلنُّقصَانِ
١٩٢٠. قَالَ استَوى استولَى وَذَا مِن جَهلِهِ
لُغَةً وَعَقلاَ مَا هُمَا سِيَّانِ
١٩٢١. عِشرُونَ وَجهاً تُبطِلُ التَّأوِيلَ بِاس
تولى فَلا تَخرُج عَنِ القُرآنِ
١٩٢٢. قَد أُفرِدَت بِمُصَنَّفٍ هُوَ عِندَنَا
تَصنِيفُ حَبرٍ عَالِمٍ رَبَّانِي
١٩٢٣. وَلَقَد ذَكَرنَا أربَعِينَ طِرِيقَةً
قَد أبطَلَت هَذَا بِحُسنِ بَيَانِ
١٩٢٤. هِيَ فِي الصَّوَاعِقِ إن تُرد تَحقِيقَهَا
لا تَختفَِي إلاَّ عَلَى العُميَانِ
١٩٢٥. نُونُ اليَهُودِ وَلاَمُ جَهمِيٍّ هُمَا
فِي وَحي رَبِّ العرش زَائِدَتَانِ
١٩٢٦. وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ عَطَّلَ وَصفَهُ
وَيَهُودُ قَد وَصَفُوهُ بِالنُّقصَانِ
١٩٢٧. فَهُما إذاً فِي نَفيهِم لِصفَاتِهِ ال
عُليَا كَمَا بَيَّنتُهُ أخَوَانِ
١٩٢٨. وَمِنَ العَجَائِبِ قَولُهُم فِرعَونُ مَذ
هَبُهُ العُلُوُّ وَذَاكَ فِي القُرآنِ
١٩٢٩. وَلِذَاكَ قَد طَلَبَ الصُّعُودَ إلَيهِ
بِالصَّرحِ الذِي قَد رَامَ مِن هَامَانِ
١٩٣٠. هَذَا رَأينَاهِ بِكُتبِهِمُ وَمِن
أفوَاهِهِم سَمعاً إِلَى الآذانِ
١٩٣١. فَاسمَع إذاً مَن ذَا الذِي أولَى بِفر
عَونَ المُعَطِّلِ جَاحِدِ الرَّحمَنِ
١٩٣٢. وَانظُر إلَى مَن قَالَ مُوسَى كَاذِبٌ
حِينَ ادَّعَى فَوقِيةَ الرَّحمنِ
١٩٣٣. فَمِنَ المصَائِبِ أنَّ فِرعَونِيَّكُم
أضحَى يُكَفِّرُ صَاحِبَ الإِيمَانِ
١٩٣٤. وَيَقُولُ ذَاكَ مُبَدِّلٌ للدِّينِ سَا
عٍ بِالفَسَادِ وَذا مِن البُهتَانِ
١٩٣٥. إنَّ المورِّثَ ذَا لَهُم فِرعَونُ حِي
نَ رمَى بِهِ المُولُودَ مِن عِمرانِ
١٩٣٦. فَهوَ الإِمامُ لَهُم وَهَادِيهِم بِمَت
بُوعٍ يَقُودُهُمُ إِلَى النِّيرَانِ
١٩٣٧. هُوَ أنكَرَ الوَصفَينِ وَصفَ الفَوقِ وَالتَّ
كلِيمِ إنكَاراً عَلَى البُهتَانِ
١٩٣٨. إذ قَصدُهُ إنكَارُ ذَاتِ الرَّب فالتَّ
عطِيلُ مَرقَاةٌ لِذَا النُّكرَانِ
١٩٣٩. وَسوَاهُ جَاءَ بِسُلَّمٍ وَبِآلَةٍ
وَأتَى بِقَانُونٍ عَلَى بُنيَانِ
١٩٤٠. وَأتَى بِذَاكَ مُفَكِّراً وَمُقَدِّراً
وِرثَ الوَلِيدَ العَابِدَ الأوثَانِ
١٩٤١. وَأتَى إِلَى التَّعطِيلِ مِن أبوَابِه
لاَ مِن ظُهُورِ الدَّارِ وَالجُدرَانِ
١٩٤٢. وأتَى به فِي قَالَبِ التَّنزِيهِ وَالتَّ
عظِيمِ تَلبِيساً عَلَى العُميَانِ
١٩٤٣. وَأتَى إلَى وَصفِ العُلُوِّ فَقَالَ ذَا التَّ
جّسِيمُ لَيسَ يَلِيقُ بِالرَّحمَنِ
١٩٤٤. فَاللَّفظُ قَد أنشَاهُ مِن تِلقَائِهِ
وكَسَاهُ وَصفَ الوَاحِدِ المنَّانِ
١٩٤٥. وَالنَّاسُ كُلُّهُمُ صَبِيُّ العَقلِ لَم
يَبلُغ وَلَو كانُوا مِنَ الشِّيخَانِ
١٩٤٦. إلاَّ أنَاساً سَلَّمُوا لِلوَحيِ هُم
أهلُ البُلُوغِ وَأعقَلُ الإِنسَانِ
١٩٤٧. فأتَى إلَى الصِّبيَانِ فَانقَادُوا لَهُ
كَالشَّاءِ إذ تَنقَادُ للجَوبَانِ
١٩٤٨. فَانظُر إلَى عَقلٍ صَغِيرٍ فِي يَدَي
شَيطَانَ مَا يَلقَى مِنَ الشِّيطَانِ
١٩٤٩. قَالُوا إذَا قَالَ المجَسِّمُ رَبُّنَا
حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى بِلِسَانِ
١٩٥٠. فَسَلُوهُ كَم لِلعَرشِ مَعنًى وَاستَوَى
أيضاً لَهُ فِي الوَضعِ خَمسُ مَعَانِ
١٩٥١. وَعلى فَكَم مَعنًى لَهَا أيضاً لَدَى
عَمرٍو فذَاكَ إمَامُ هَذَا الشَّانِ
١٩٥٢. بَيِّن لَنَا تِلكَ المَعَانِي وَالذِي
مِنهَا أرِيدَ بِوَاضِحِ التِّبيَانِ
١٩٥٣. فاسمَع فَذَاك مُعَطِّلٌ هَذِي الجَعَا
جعُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ الهَذَيَانِ
١٩٥٤. قُل لِلمُجَعجِعِ وَيحَكَ اعقَل ما الذِي
قَد قُلتهُ إن كُنتَ ذَا عِرفَانِ
١٩٥٥. العَرشُ عَرشُ الربِّ جَلَّ جَلاَلُهُ
وَاللاَّمُ لِلمَعهُودِ فِي الأذهَانِ
١٩٥٦. مَا فِيه إجمَالٌ وَلاَ هُوَ مُوهِمٌ
نَقلَ المَجَازِ وَلاَ لَهُ وَضعَانِ
١٩٥٧. وَمُحَمَّدٌ وَالأنبياءُ جَمِيعُهُم
شَهِدُوا بِهِ للخَالِقِ الرَّحمَنِ
١٩٥٨. مِنهُم عَرَفنَاهُ وَهُم عَرَفُوهُ مِن
رَبٍّ عَلَيهِ قَدِ استَوَى دَيَّانِ
١٩٥٩. لَم تَفهَم الأذهَانُ مِنهُ سَريرَ بَل
قِيسٍ وَلاَ بَيتاً عَلَى الأركَانِ
١٩٦٠. كَلاَّ وَلاَ عَرشاً عَلى بحرٍ وَلا
عَرشاً لِجبريلَ بِلا بُنيَانِ
١٩٦١. كَلاَّ وَلاَ العرشَ الذِي إن ثُلَّ مِن
عَبدٍ هَوَى تَحتَ الحضِيضِ الدَّانِي
١٩٦٢. كَلاَّ وَلاَ عَرشَ الكُرومِ وهذه ال
أعنَابِ فِي حَرثٍ وَفِي بُستَانِ
١٩٦٣. لَكنَّهَا فَهِمَت بِحمدالله عَر
شَ الرَّبِّ فَوقَ جِمِيعِ ذي الأكوَانِ
١٩٦٤. وَعَلَيهِ رَبُّ العالمِينَ قَدِ استَوَى
حَقًّا كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرآنِ
١٩٦٥. وَكَذَا استَوَى الموصُولُ بالحرفِ الذِي
ظَهَرَ المُرادُ بهِ ظُهورَ بَيَانِ
١٩٦٦. لاَ فِيهِ إجمَالٌ وَلاَ هُوَ مُفهِمٌ
للإشتِرَاكِ وَلاَ مَجَازٍ ثَانِ
١٩٦٧. تَركِيبُهُ مَع حَرفِ الاستِعلاَءِ نَصٌّ
فِي العُلُوِّ بوضعِ كُلِّ لِسَانِ
١٩٦٨. فَإذَا تَركَّبَ مَع إلى فَالقَصدُ مَع
مَعنَى العُلُوِّ لِوضعِهِ بِبَيَانِ
١٩٦٩. وَإلَى السَّمَاءِ قَدِ استَوَى فَمُقَيَّدٌ
بِتَمَامِ صَنعتِهَا مَعَ الإتقَانِ
١٩٧٠. لَكِن عَلَى العَرشِ استَوَى هُو مُطَلقٌ
مِن بَعدِهَا قَد تَمَّ بِالأركَان
١٩٧١. لَكِنَّمَا الجَهمِيُّ يَقصُرُ فَهمُهُ
عَن ذَا فَتِلكَ مَوَاهِبُ المنَّانِ
١٩٧٢. فإذَا اقتَضَى وَاوَ المعِيَّة كَانَ مَع
نَاهُ استَوَى مُقَدَّمٌ وَالثَّانِي
١٩٧٣. فَإذَا أتَى مِن غَيرِ حَرفٍ كَانَ مَع
نَاهُ الكَمَالَ فَلَيسَ ذَا نُقصَانِ
١٩٧٤. لاَ تَلبُسوا بِالبَاطِلِ الحقَّ الذِي
قَد بَيَّن الرَّحمَنُ فِي الفُرقَانِ
١٩٧٥. وَعَلَى للاستِعلاَءِ فَهيَ حَقيقَةٌ
فِيهِ لَدَى أربَابِ هَذَا الشَّانِ
١٩٧٦. وَكَذلِكَ الرَّحمَنُ جَلَّ جَلاَلُهُ
لَم يَحتَمِل مَعنًى سِوَى الرَّحمَنِ
١٩٧٧. يَا وَيحَهُ بِعَمَاهُ لَو وَجَدَ اسمَهُ الرَّ
حمَنَ مُحتَمِلاً لِخَمسِ مَعَانِ
١٩٧٨. لَقَضَى بأنَّ اللَّفظَ لاَ مَعنًى لَهُ
إلاَّ التَّلاَوَةُ عِندَنَا بِلِسَانِ
١٩٧٩. فَلِذَاكَ قَالَ أئِمةُ الإِسلاَمِ فِي
مَعنَاهُ مَا قَد سَاءَكُم بِبَيَانِ
١٩٨٠. وَلَقَد أحَلنَاكُم عَلَى كُتُبٍ لَهُم
هِي عَندَنَا وَاللهِ بالكِيمَانِ
١٩٨١. وَاللَّفظُ مِنهُ مُفرَدٌ ومَركَّبٌ
فِي الاعتِبَارِ فَمَا هُمَا سِيانِ
١٩٨٢. واللَّفظُ فِي التَّركيبِ نَصٌّ فِي الذِي
قَصَدَ المُخَاطِبُ مِنهُ فِي التِّبيَانِ
١٩٨٣. أو ظَاهرٌ فِيه وَذَا مِن حيثُ نِس
بَتُهُ إلَى الأفهَامِ وَالأذهَانِ
١٩٨٤. فَيكُونُ نصًّا عِندَ طَائِفَةٍ وَعِن
دَ سِوَاهُمُ هُوَ ظَاهرُ التبيَانِ
١٩٨٥. وَلَدَى سِوَاهُم مُجمَلٌ لَم يَتَّضِح
لَهُم المُرَادُ بِهِ اتضَاحَ بَيَانِ
١٩٨٦. فَالأولُون لإلفِهِم ذَاكَ الخِطَا
بِ وإلفِهِم مَعنَاهُ طُولَ زَمَانِ
١٩٨٧. طَالَ المِرَاسُ لَهُم لمعنَاهُ كَمَا اش
تَدَّت عِنَايَتُهُم بِذَاكَ الشَّانِ
١٩٨٨. وَالعِلمُ مِنهُم بِالمُخَاطِبِ إذ هُمُ
أولَى بِهِ مِن سَائِرِ الإِنسَانِ
١٩٨٩. وَلَهُم أتمُّ عِنَايَةٍ بِكَلاَمِهِ
وَقُصُودِهِ مَع صِحَّةِ العِرفَانِ
١٩٩٠. فَخِطَابُه نَصٌ لَدَيهم قَاطِعٌ
فِيمَا أُريدَ بِهِ مِنَ التِّبيَانِ
١٩٩١. لَكِنَّ مَن هُوَ دُونَهُم فِي ذَاكَ لَم
يَقطَع بِقَطعِهِم عَلَى البُرهَانش
١٩٩٢. وَيقُولُ يَظهَرُ ذَا وَليسَ بِقَاطِعٍ
فِي ذِهنِهِ لا سَائشرِ الأذهَانِ
١٩٩٣. وَلإلفِهِ بِكَلاَمِ مَن هُوَ مُقتَدٍ
بِكَلاَمِهِ مِن عَالِمِ الأزمَانِ
١٩٩٤. هُو قَاطِعٌ بِمُرَادِهِ وَكَلاَمُهُ
نَصٌّ لَدَيهِ وَاضِحُ التِّبيَانِ
١٩٩٥. وَالفتنَةُ العُظمَى مِنَ المتَسَلِّقِ المَ
خُدُوعِ ذِي الدَّعوَى أخِي الهَذَيَانِ
١٩٩٦. لَم يَعرِفِ العِلمَ الذِي فِيهِ الكَلاَ
مُ وَلاَ لهُ إلفٌ بِهَذَا الشَّانِ
١٩٩٧. لَكِنهُ مِنهُ غَرِيبٌ لَيسَ مِن
سُكَّانِهِ كَلاَّ وَلاَ الجِيرَانِ
١٩٩٨. فَهوَ الزَّنيمُ دَعِيُّ قَومٍ لَم يَكُن
مِنهُم وَلَم يَصحَبهُمُ بِمَكَانِ
١٩٩٩. وَكَلاَمُهُم أبداً لَدَيهِ مُجمَلٌ
وَبمعزَلٍ عَن إمرةِ الإِيقَانِ
٢٠٠٠. شَدَّ التِّجَارَةَ بالزيُوفِ يَخَالُهَا
نَقداً صَحِيحاً وَهُوَ ذُو بُطلاَنِ
٢٠٠١. حَتَّى إذَا رُدَّت إلَيهِ نَالَهُ
مِن رَدِّهَا خِزيٌ وَسُوءُ هَوَانِ
٢٠٠٢. فأرَادَ تَصحِيحاً لَهَا إذ لَم يَكُن
نَقدُ الزيُوفِ يَرُوجُ فِي الأثمَانِ
٢٠٠٣. وَرَأى استِحَالَة ذَا بِدُونِ الطَّعنِ فِي
بَاقِي النُّقُودِ فَجَاءَ بِالعُدوَانِ
٢٠٠٤. واستَعرضَ الثَّمَنَ الصَّحِيحَ بجَهلِهِ
وَبِظُلمِهِ يَبغِيهِ بِالبُهتَانِ
٢٠٠٥. عِوَجاً لِيَسلَمَ نَقدُهُ بَينَ الوَرَى
وَيَرُوجَ فِيهِم كَامِلَ الأوزَانِ
٢٠٠٦. وَالنَّاسُ لَيسُوا أهلَ نَقدٍ للذِي
قَد قِيلَ إلا الفردَ فِي الأزمَانِ
٢٠٠٧. وَالزَّيفُ بَينَهُمُ هُوَ النَّقدُ الذِي
قَد رَاجَ فِي الأسفَارِ وَالبُلدَانِ
٢٠٠٨. إذ هُم قَدِ اصطَلحُوا عَلَيهِ وارتَضَوا
بِجَوَازِهِ جَهراً بِلاَ كِتمَانِ
٢٠٠٩. فَإذَا أتَاهُم غَيرُهُ وَلَو أنَّهُ
ذَهبٌ مُصفَّى خَالِصُ العِقيَانِ
٢٠١٠. رَدُوه واعتَذَرُوا بأنَّ نُقُودَهُم
مِن غَيرِهِ بِمَرَاسِمِ السُّلطَانِ
٢٠١١. فَإِذَا تَعَامَلنَا بِنَقدٍ غَيرِهِ
قَطِعَت جَوَامِكُنَا مِنَ الدِّيوَانِ
٢٠١٢. وَاللهِ مِنهُم قَد سَمِعنَا ذا وَلَم
نَكذِب عَلَيهِم وَيحَ ذِي البُهتَانِ
٢٠١٣. يَا مَن يُريدُ تِجَارَةً تُنجِيهِ مِن
غَضَبِ الإِلهِ وَمُوقَدِ النِّيرَانِ
٢٠١٤. وَتُفِيدُهُ الأربَاحَ بِالجَنَّاتِ وَال
حُورِ الحِسَانِ ورُؤيَةِ الرَّحمَنِ
٢٠١٥. فِي جَنَّةٍ طَابَت وَدَامَ نَعِيمُهَا
مَا للفَنَاءِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ
٢٠١٦. هَيىء لَهَا ثَمَنَاً تُبَاعُ بِمِثلِهِ
لاَ تُشتَرَى بِالزَّيفِ مِن أثمَانِ
٢٠١٧. نَقداً عَلَيهِ سِكةٌ نَبَوِيةٌ
ضَربَ المَدِينَة أشرَفِ البُلدَانِ
٢٠١٨. أظَنَنتَ يَا مَغرُورُ بَائِعَهَا الذِي
يَرضَى بِنَقدٍ ضَربِ جِنكسخَانِ
٢٠١٩. مَنَّتكَ وَاللهِ المُحَالَ النَّفسُ إن
طَمِعَت بِذَا وَخُدعتَ بِالشَّيطَانِ
٢٠٢٠. فَاسمَع إذاً سَبَبَ الضلاَلِ وَمَنشَأ التَّ
خليطِ إذ يَتَنَاظرُ الخَصمَانِ
٢٠٢١. يَحتَجُّ بِاللَّفظِ المرَكَّبِ عَارِفٌ
مَضمُونَهُ بِسِيَاقِهِ لِبَيَانِ
٢٠٢٢. وَاللَّفظُ حِينَ يُسَاقُ بِالتركِيبِ مَح
فُوفٌ بِهِ للفَهمِ وَالتِّبيَانِ
٢٠٢٣. جُندٌ يُنَادَى بالبَيَانِ عَلَيهِ مِث
لَ نِدَائِنَا بِإقَامَةٍ وَأذَانِ
٢٠٢٤. كَي يَحصُلَ الإِعلاَمُ بِالمَقصُودِ مِن
إيرَادِهِ وَيَصِير فِي الأذهَانِ
٢٠٢٥. فَيَفُكَّ تَركِيبَ الكَلاَمِ مُعَانِدٌ
حَتَّى يُقَلقِلَهُ مِنَ الأركَانِ
٢٠٢٦. وَيرُومُ مِنهُ لَفظَةً قَد حُمِّلَت
مَعنَى سِوَاه فِي كَلاَمٍ ثَانِ
٢٠٢٧. فَيَكُونُ دَبُّوسَ الشِّقَاقِ وَعُدَّةً
للدَّفعِ فِعلَ الجَاهِلِ الفتَّانِ
٢٠٢٨. فَيقُولُ هَذَا مُجمَلٌ وَاللَّفظ مُح
تَمَلٌ وَذَا مِن أعظَمِ البُهتَانِ
٢٠٢٩. وَبذَاكَ يَفسُدُ كُلُّ عِلمٍ فِي الوَرَى
وَالفَهمُ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرآنِ
٢٠٣٠. إذ أكثرُ الألفَاظِ تَقبَلُ ذَاكَ فِي ال
إفرَادِ قَبلَ العَقدِ وَالتِّبيَانِ
٢٠٣١. لَكِن إذَا مَا رُكِّبَت زَالَ الَّذِي
قَد كَانَ مُحتَمَلاً لَدَى الوِحدَانِ
٢٠٣٢. فَإذَا تَجَرَّدَ كَانَ مُحتمَلاً لِغَي
رِ مُرَادِهِ أو فِي كَلاَمٍ ثَانِ
٢٠٣٣. لَكِنَّ ذَا التَّجرِيدَ مُمتَنِعٌ فَإن
يُفرَض يَكُن لاَ شَكَّ فِي الأذهَانِ
٢٠٣٤. وَالمُفرَدَاتُ بِغَيرِ تَركِيبٍ كَمِث
لِ الصَّوتِ تَنعَقُهُ بِتِلكَ الضَّانِ
٢٠٣٥. وَهُنَالِكَ الإِجمَالُ وَالتَّشكِيكُ وَالتَّ
جهِيلُ وَالتَّحرِيفُ وَالإتيَانُ بِالبُطلاَنِ
٢٠٣٦. فَإذَا هُمُ فَعَلُوهُ رَامُوا نَقلَهُ
لِمُرَكَّبٍ قَد حُفَّ بِالتِّبيَانِ
٢٠٣٧. وَقَضَوا عَلَى التَّركِيبِ بِالحُكمِ الَّذِي
حَكَمُوا بِهِ لِلمُفرَدِ الوحدَانِ
٢٠٣٨. جَهلاً وَتَجهِيلاً وَتَدلِيساً وَتَل
بيساً وَتَرويجاً عَلَى العُميَانِ
٢٠٣٩. هَذَا هَدَاكَ اللهُ مِن إضلاَلِهِم
وَضَلاَلِهِم فِي المَنطِقِ اليوناني
٢٠٤٠. كَمجرَّدَاتٍ فِي الخَيَالِ وَقَد بَنَى
قَومٌ عَلَيهَا أوهَنَ البُنيَانِ
٢٠٤١. ظَنُّوا بِأنَّ لَهَا وَجُوداً خَارِجاً
وَوُجُودُهَا لَو صَحَّ فِي الأذهَانِ
٢٠٤٢. أنَّى وَتِلكَ مُشَخَّصَاتٌ حُصِّلَت
فِي صُورَةٍ جُزئِيَّةٍ بِعِيَانِ
٢٠٤٣. لَكِنَّهَا كُلِّيةٌ إن طَابَقَت
أفرَادَهَا كاللَّفظِ فِي الميزَانِ
٢٠٤٤. يَدعُونَهُ الكُلِّيَّ وَهوَ مَعيَّنٌ
فَردٌ كَذَا المعنَى هُمَا سِيَّانِ
٢٠٤٥. تجَريدُ ذَا في الذِّهنِ أو فِي خَارِجٍ
عَن كُلِّ قَيدٍ لَيسَ فِي الإِمكَانِ
٢٠٤٦. لاَ الذهنُ يَعقِلُهُ وَلاَ هُوَ خَارِجٌ
هُوَ كَالخَيَالِ لِطَيفِهِ السَّكرَانِ
٢٠٤٧. لَكِن تَجرُّدُهَا المُقَيَّدِ ثَابِتٌ
وَسِوَاهُ مُمتَنِعٌ بِلاَ إمكَانِ
٢٠٤٨. فَتَجَرُّدُ الأعيَانِ عَن وَصفٍ وَعَن
وَضعٍ وَعَن وَقتٍ لَهَا وَمَكَانِ
٢٠٤٩. فَرضٌ مِنَ الأذهَانِ يَفرضُهُ كَفَر
ضِ المُستَحِيلِ هُمَا لَهَا فَرضَانِ
٢٠٥٠. الله أكبرُ كَم دَهَى مِن فَاضِلٍ
هَذَا التَّجَرُّدُ مِن قَدِيمِ زَمَانِ
٢٠٥١. تَجرِيدُ ذِي الألفَاظِ عَن تَركِيبِهَا
وَكَذَاكَ تَجرِيدُ المَعَانِي الثَّانِي
٢٠٥٢. وَالحَقُ أنَّ كلَيهمَا فِي الذهنِ مَف
رُوض فَلاَ تَحكُم عَلَيهِ وَهُوَ فِي الأذهَانِ
٢٠٥٣. فيقُودُكَ الخَصمُ المُعَانِدُ بِالذِي
سَلَّمتَهُ للحُكمِ فِي الأعيَانِ
٢٠٥٤. فَعَلَيكَ بِالتَّفصِيلِ إن هُم أطلَقُوا
أو أجمَلُوا فَعَلَيكَ بِالتِّبيَانِ
٢٠٥٥. وَتَمَسَّكُوا بِظَوَاهِرِ المنقُولِ عَن
أشيَاخِهِم كَتَمَسُّكِ العُميانِ
٢٠٥٦. وَأبَوا بأن يَتَمَسَّكُوا بِظَوَاهِر النَّ
صَّينِ وَاعجَباً مِنَ الخُذلاَنِ
٢٠٥٧. قَولُ الشُّيُوخِ مُحَرَّمٌ تأوِيلُهُ
إذ قَصدُهُم للشَّرحِ وَالتِّبيَانِ
٢٠٥٨. فَإذَا تَأوَّلنَا عَلَيهِم كَانَ إب
طَالاً لِمَا رَامُوا بِلاَ بُرهَانِ
٢٠٥٩. فَعَلَى ظَوَاهِرِهَا تُمَرُّ نُصُوصُهُم
وَعَلَى الحَقِيقَةِ حَملُهَا لِبَيَانِ
٢٠٦٠. يَا لَيتَهُم أجرَوا نُصُوصَ الوَحي وَال
مُجرَى مِنَ الآثَارِ وَالقُرآنِ
٢٠٦١. بَل عِندَهُم تِلكَ النُّصُوصُ ظَوَاهرٌ
لَفظِيَّةٌ عُزِلَت عَنِ الإِيقَانِ
٢٠٦٢. لَم تُغنِ شَيئاً طَالِبَ الحقِّ الذِي
يَبغِي الدَّلِيلَ وَمُقتَضَى البُرهَانِ
٢٠٦٣. وَسَطَوا عَلَى الوَحيَينِ بِالتَّحريفِ إذ
سَمَّوهُ تَأوِيلاً بوَضعٍ ثَانِ
٢٠٦٤. فَانظُر إِلَى الأعرَافِ ثُمَّ لِيُوسُفٍ
وَالكَهفُ وَافهَم مُتَضَى القُرآنِ
٢٠٦٥. فَإذَا مَرَرتَ بآلِ عِمرَانٍ فَهِم
تَ القَصدَ فَهمَ مُوَفَّقٍ رَبَّانِي
٢٠٦٦. وَعِلمتَ أنَّ حَقِيقَةَ التأوِيل تَب
يينُ الحَقِيقَةِ لاَ المَجَازُ الثَّانِي
٢٠٦٧. وَرَأيتَ تأوِيلَ النُّفَاةِ مُخَالِفاً
لِجَمِيعِ هَذَا لَيسَ يَجتَمِعَانِ
٢٠٦٨. اللَّفظُ هُم أنشَوا لَهُ مَعنًى بِذَا
كَ الإصطِلاَحِ وَذَاكَ أمرٌ دَانِ
٢٠٦٩. وَأتَوا إِلَى الإِلحَادِ فِي الأسمَاءِ وَالتَّ
حرِيفِ للألفَاظِ بِالبُهتَانِ
٢٠٧٠. فَكَسَوهُ هَذَا اللَّفظَ تَلبِيساً وَتَد
لِيساً عَلَى العُميَانِ وَالعُورَانِ
٢٠٧١. فَاستَنَّ كُلُّ مُنَافِقٍ وَمُكَذِّبٍ
مِن بَاطِنِيٍّ قُرمُطِييٍّ جَانِي
٢٠٧٢. فِي ذَا بِسُنَّتِهِم وَسَمَّى جَحدَهُ
لِلحَقِّ تَأوِيلاً بِلاَ فُرقَانِ
٢٠٧٣. وَأتَى بِتَأوِيلٍ كَتَأوِيلاَتِهِم
شِبراً بِشِبرٍ صَارِخاً بِأذَانِ
٢٠٧٤. إنَّا تَأوَّلنَا كَمَا أوَّلتُمُ
فَأتُوا نُحَاكِمكُم إلَى الوَزَّانِ
٢٠٧٥. فِي الكِفَّتَينِ نَحُطُّ تَأوِيلاَتِنَا
وَكَذَاكَ تَأوِيلاَتِكُم بِوِزَانِ
٢٠٧٦. هَذَا وَقَد أقرَرتُم أنَّا بِأي
دِينَا صَريحُ العَدلِ وَالمِيزَانِ
٢٠٧٧. وَغَدَوتُمُ فِيهِ تَلاَمِيذاً لَنَأ
أوَ لَيسَ ذَلِكَ مَنطِقَ اليُونَانِ
٢٠٧٨. مِنَّا تَعَلَّمتُم وَنَحنُ شُيُوخُكُم
لاَ تَجحَدُونَا مِنَّةَ الإِحسَانِ
٢٠٧٩. فَسَلُوا مَبَاحِثَكُمُ سُؤالَ تَفَهُّمٍ
وَسَلُوا القَوَاعِدَ رَبَّةَ الأركَانِ
٢٠٨٠. مِن أينَ جَاءَتكُم وَأينَ أصُولُهَا
وَعَلَى يَدَي مَن يَا أولِي النُّكرَانِ
٢٠٨١. فَلأيِّ شَيءٍ نَحنُ كُفَّارٌ وَأن
تُم مُؤمِنُونَ وَنَحنُ مُتَّفِقَانِ
٢٠٨٢. أنَّ النُّصُوصَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ
لَم تُفضِ قَطُّ بِنَا إلَى إيقَانِ
٢٠٨٣. فَلِذَاكَ حَكَّمنَا العُقُولَ وَأنتُم
أيضاً كَذَاكَ فَنَحنُ مُصطَلِحَانِ
٢٠٨٤. فَلأيِّ شَيءٍ قَد رَميتُم بَينَنَا
حَربَ الحُرُوبِ وَنَحنُ كَالأخَوَانِ
٢٠٨٥. الأصلُ مَعقُولٌ وَلَفظُ الوَحي مَع
زُولٌ وَنَحنُ وأنتُمُ صِنوَانِ
٢٠٨٦. لاَ بِالنُّصُوصِ نَقُولُ نَحنُ وَأنتُمُ
أيضاً كَذَاكَ فَنَحنُ مُصطَلِحَانِ
٢٠٨٧. فَذَرُوا عَداوَتَنَا فَإنَّ وَرَاءَنَا
ذَاكَ العَدُوُّ الثِّقلُ ذُو الأضغَانِ
٢٠٨٨. فَهُم عَدُوُّكُم وَهُم أعدَاؤنَا
فجَمِيعُنَا فِي حَربِهِم سِيَّانِ
٢٠٨٩. تِلكَ المُجَسِّمَةُ الألَى قَالُوا بأنَّ
الله فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ
٢٠٩٠. وَإلَيهِ يَصعَدُ قَولُنَا وَفِعَالُنَا
وَإلَيهِ تَرقَى رُوحُ ذِي الإِيمَانِ
٢٠٩١. وَإلَيهِ قَد عَرَجَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً
وَكَذَا ابنُ مَريَمَ مَصعَدَ الأبدَانِ
٢٠٩٢. وَكَذاكَ قَالُوا إنه بالذَّاتِ فَو
قَ العَرشِ قُدرتُهُ بِكُلِّ مَكَانِ
٢٠٩٣. وَكَذَاكَ يَنزلُ كُلَّ آخِرِ لَيلَةٍ
نَحوَ السَّمَاءِ فَهَاهُنَا جِهَتَانِ
٢٠٩٤. للإِبتدَاءِ وَالإنتِهَاءِ وَذَانِ لِل
أجسَامِ أينَ الله مِنَ هَذَانِ
٢٠٩٥. وَكَذَاكَ قُالُوا إنَّهُ مُتَكَلِّمٌ
قَامَ الكَلاَمُ بِهِ فَيَا إخوَانِ
٢٠٩٦. أيَكُونُ ذَاكَ بِغيرِ حرفٍ أم بِلاَ
صَوتٍ فَهَذَا لَيسَ فِي الإمكَانِ
٢٠٩٧. وَكَذَاكَ قُالوا مَا حَكَينَا عَنهُمُ
مِن قَبلُ قَولَ مُشَبِّهِ الرَّحمَنِ
٢٠٩٨. فَذَرُوا الحِرَابَ لَنَا وشُدُّوا كُلُّنَا
جَمعَاً عَلَيهِم حَملَةَ الفُرسَانِ
٢٠٩٩. حَتَّى نَسُوقَهُمُ بِأجمَعِنَا إلَى
وَسطِ العَرِينِ مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ
٢١٠٠. فَلقَد كَوَونَا بِالنُصُوصِ وَمَا لَنَا
بِلِقَائِهَا أبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ
٢١٠١. كَمَ ذَا يُقَالُ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ
مِن فَوقِ أعنَاق لَنَا وَبنَانِ
٢١٠٢. إذ نَحنُ قُلنَا قَالَ آرِسطُوا المُعَلِّ
مُ أولاً أو قَالَ ذَاكَ الثَّانِي
٢١٠٣. وَكَذَاكَ إن قُلنَا ابنُ سِينَا قَالَ ذَا
أو قَالَهُ الرَّازِيُّ ذُو التِّبيانِ
٢١٠٤. قَالُوا لَنَا قَالَ الرَّسُولُ وَقَالَ فِي
القُرآنِ كَيفَ الدَّفعُ لِلقُرآنِ
٢١٠٥. وَكَذَاكَ أنتُم مِنهُمُ أيضاً بِهَ
ذَا المَنزِلِ مِن أثَرٍ وَمِن قُرآنِ
٢١٠٦. إن جِئتمُنوهُم بِالعُقُولِ أتَوكُمُ
بِالنَّصِّ الضَّنكِ الَّذِي تَرَيَانِ
٢١٠٧. فَتَحَالَفُوا إنَّا عَلَيهِم كُلُّنَا
حِزبٌ وَنَحنُ وَأنتُم سِلمَانِ
٢١٠٨. فَإذا فَرَغنا مِنهُمُ فَخِلاَفُنَا
سَهلٌ وَنَحنُ وَأنتُمُ أخَوَانِ
٢١٠٩. فَالعَرشُ عِندَ فَرِيقِنَا وَفَرِيقِكُم
مَا فَوقَهُ أحدٌ بِلاَ كِتمَانِ
٢١١٠. مَا فَوقَهُ شَيءٌ سَوَى العَدَمِ الذِي
لاَ شَيءَ فِي الأعيَانِ والأذهَانِ
٢١١١. مَا الله مَوجُودٌ هُنَاكَ وإنَّمَا ال
عَدَمُ المُحَقَّقُ فَوقَ ذِي الأكوَانِ
٢١١٢. وَالله مَعدُومٌ هُنَاكَ حَقِيقَةً
بِالذَّاتِ عَكسُ مَقَالَةِ الدِّيصَانِ
٢١١٣. هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِنَا
وَفَريقِكُم وَحَقِيقَةُ العِرفَانِ
٢١١٤. وَكَذَا جَمَاعَتُنَا عَلَى التَّحقِيقِ فِي التَّ
ورَاةِ وَالإنجِيلِ وَالفُرقَانِ
٢١١٥. لَيسَت كَلاَمَ الله بَل فَيضٌ مِنَ ال
فَعَّالِ أو خَلقٌ مِنَ الأكوَانِ
٢١١٦. فالأرضُ مَا فِيهَا لَهُ قَولٌ وَلا
فَوقَ السَّمَا لِلخَلقِ مِن دَيَّانِ
٢١١٧. بَشَرٌ أتَى بِالوَحي وَهوَ كَلاَمُهُ
فِي ذَاكَ نَحنُ وَأنتُمُ مِثلاَنِ
٢١١٨. وَلِذَاكَ قُلنَا أنَّ رُؤيَتَنَا لَهُ
عَينُ المُحَالِ وَلَيسَ فِي الإِمكَانِ
٢١١٩. وَزَعَمتُمُ أنَّا نَرَاهُ رُؤيَةَ ال
مَعدُومِ لاَ المَوجُودِ فِي الأعيَانِ
٢١٢٠. إذ كُلُّ مَرئِيٍّ يَقُومُ بِنَفسِهِ
أو غَيرِهِ لاَ بُدَّ فِي البُرهَانِ
٢١٢١. مِن أن يُقَابِلَ مَن يرَاهُ حَقِيقَةً
مِن غَيرِ بُعدٍ مُفرِطٍ وَتَدَانِ
٢١٢٢. وَلَقَد تَسَاعَدنَا عَلَى إبطَالِ ذَا
أنتُم وَنَحنُ فَمَا هُنَا قَولاَنِ
٢١٢٣. أمَّا البَلِيَّةُ فَهيَ قَولُ مُجَسِّمٍ
قَالَ القُرآنُ بَدَا مِنَ الرَّحمَنِ
٢١٢٤. هُوَ قَولُهُ وَكَلاَمُهُ مِنهُ بَدَا
لَفظاً وَمَعنًى لَيسَ يَفتَرقَان
٢١٢٥. سَمِعَ الأمِينُ كَلاَمَهُ مِنهُ وَأدَّ
اهُ إلَى المُختَارِ مِن إنسَانِ
٢١٢٦. فَلَهُ الأدَاءُ كَمَا الأدَا لِرَسُولِهِ
وَالقَولُ قَولُ الله ذِي السُّلطَانِ
٢١٢٧. هَذَا الَّذِي قُلنَا وَأنتُم أنَّهُ
عَينُ المُحَالِ وَذَاكَ ذُو بُطلاَنِ
٢١٢٨. فَإذَا تَسَاعَدنَا جَمِيعاً أنَّهُ
مَا بَينَنَا للهِ مِن قُرآنِ
٢١٢٩. إلاَّ كَبَيت الله تلك إضافَةُ ال
مَخلُوقِ لاَ الأوصَافِ لِلدَّيَانِ
٢١٣٠. فَعَلاَمَ هَذَا الحَربُ فِيمَا بَينَنَا
مَع ذَا الوِفَاقِ وَنَحنُ مُصطَلِحَانِ
٢١٣١. فَإذَا أبَيتُم سِلمَنَا فَتَحَيَّزُوا
لِمَقَالَةِ التَّجسِيمِ بِالإِذعَانِ
٢١٣٢. عُودُوا مُجَسِّمَةً وَقُولُوا دِينُنَا ال
إثبَاتُ دِينُ مُشَبِّهِ الدَّيَانِ
٢١٣٣. أو لاَ فَلاَ مِنَّا وَلاَ مِنهُم وَذَا
شَأنُ المنَافِقِ إذ لَهُ وَجهَانِ
٢١٣٤. هَذَا يَقُولُ مُجَسِّمٌ وَخُصُومُهُ
تَرمِيهِ بِالتَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ
٢١٣٥. هُوَ قَائِمٌ هُوَ قَاعِدٌ هُوَ جَاحِدٌ
هُوَ مُثبِتٌ تَلقَاهُ ذَا ألوَانِ
٢١٣٦. يَوماً بِتَأوِيلٍ يَقُولُ وَتَارَةً
يَسطُو عَلَى التَّأوِيلِ بِالنُّكرَانش
٢١٣٧. فَنَقُولُ فَرِّق بَينَ مَا أوَّلتَهُ
وَمَنَعتَهُ تَفرِيقَ ذِي بُرهَانش
٢١٣٨. فَيقُولُ مَا يُفضِي إلَى التَّجسِيمِ أوَّ
لنَاهُ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرآنِ
٢١٣٩. كَالاستِوَاءِ مَعَ التَّكَلُّمِ هَكَذَا
لَفظُ النُّزُولِ كَذَاكَ لَفظُ يَدَانِ
٢١٤٠. إذ هَذِهِ أوصَافُ جِسمٍ مُحدَثٍ
لاَ يَنبَغِي لِلوَاحِدِ المنَّانِ
٢١٤١. فَنَقُولُ أنتَ وَصَفتَهُ أيضاً بِمَا
يُفضِي إلَى التَّجسِيمِ والحِدثَانِ
٢١٤٢. فَوصَفتَهُ بِالسَّمعِ وَالإبصَارِ مَع
نَفسِ الحَيَاةِ وَعِلمِ ذِي الأكوَانِ
٢١٤٣. وَوَصَفتَهُ بِمَشِيئَةٍ مَعَ قُدرَةٍ
وَكَلاَمِهِ النَّفسِيِّ وَهوَ مَعَانِ
٢١٤٤. أو وَاحِدٌ والجَِسمُ حَامِلُ هَذِهِ ال
أوصَافِ حقًّا فأتِ بِالفُرقَانِ
٢١٤٥. بينَ الَّذِي يُفضِي إلَى التَّجسِيمِ أو
لاَ يَقتَضِيهِ بِوَاضِحِ البُرهَانِ
٢١٤٦. وَالله لَو نُشِرت شُيُوحُكَ كُلُّهُم
لَم يَقدِرُوا أبداً على الفُرقَانِ
٢١٤٧. فَلِذَاكَ قَال زَعِيمُهُم فِي نَفسِهِ
فَرقاً سِوَى هَذَا الَّذِِي تَريَانِ
٢١٤٨. هَذِي الصِّفَاتُ عُقُولُنَا دَلَّت عَلَى
إثبَاتِهَا مَع ظَاهرِ القُرآنِ
٢١٤٩. فَلِذَاكَ صُنَّاهَا عَنِ التَّأوِيلِ فاع
جَب يَا أخَا التَّحِقيقِ وَالعِرفَانِ
٢١٥٠. كَيفَ اعتِرَافُ القَومِ أن عُقُولَهُم
دَلَّت عَلَى التَّجسِيمِ بالبُرهَانِ
٢١٥١. فَيُقَالُ هَل فِي العقلِ تَجسِيمٌ أم ال
مَعقُولُ يَنفِيهِ كَذَا النُّقصَانِ
٢١٥٢. إن قُلتُم يَنفِيه فَانفُوا هَذِهِ ال
أوصَاف وَانسَلِخُوا مِنَ القُرآنِ
٢١٥٣. أو قُلتُمُ يَقضِي بإثبَاتٍ لَهُ
فَفِرَارُكُم مِنهَا لأيِّ مَعَانِ
٢١٥٤. أو قُلتُمُ يَنفِيهِ فِي وَصفٍ وَلاَ
يَنفِيهِ فِي وَصفٍ بِلاَ بُرهَانِ
٢١٥٥. فَيُقَالُ مَا الفُرقَانُ بَينَهمَا وَمَا ال
بُرهَانُ فأتُوا الآن بِالفُرقَانِ
٢١٥٦. وَيُقالُ قَد شَهِدَ العِيَانُ بأنَّهُ
ذُو حِكمَةٍ وَعِنَايَةٍ وَحَنَانِ
٢١٥٧. مَع رأفَةٍ وَمَحَبَّةٍ لِعِبَادِهِ
أهلِ الوَفَاءِ وَتَابِعِي القُرآنِ
٢١٥٨. وَلِذَاكَ خُصُّوا بِالكَرَامَة دُونَ أع
داءِ الإلهِ وَشِيعَةِ الكُفرَانِ
٢١٥٩. وَهُوَ الدَّلِيلُ لَنَا عَلَى غَضَبٍ وَبُغ
ضٍ مِنه مَع مَقتٍ لِذِي العِصيَانِ
٢١٦٠. وَالنَّصُّ جَاءَ بِهَذِهِ الأوصَافِ مَع
مثلِ الصِّفاتِ السَّبعِ فِي القُرآنِ
٢١٦١. وَيُقَالُ سَلَّمنَا بأنَّ العَقلَ لاَ
يَقضِي إلَيهَا فَهيَ فِي الفُرقَانِ
٢١٦٢. أفَنَفيُ آحَادِ الدَّلِيلِ يكُونُ لل
مَدلُولِ نفياً يَا أولِي العِرفَانِ
٢١٦٣. أو نَفي مُطلِقهِ يَدُلُّ عَلَى انتِفَا ال
مَدلُولِ فِي عَقلٍ وَفِي قُرآنِ
٢١٦٤. أفبعدَ ذَا الإِنصافِ وَيحكمُوا سِوَى
مَحضِ العِنادِ وَنخوةِ الشَّيطانِ
٢١٦٥. وتَحَيُّزٍ مِنكُم إليهم لا إلى ال
قرُآنِ والآثارِ والإِيمَانِ
٢١٦٦. وَاعلَم بأنَّ طَريقَهُم عَكسُ الطَّرِ
يقِ المُستَقِيم لِمن لَهُ عَينَانِ
٢١٦٧. جَعَلُوا كَلاَمَ شُيُوخِهِم نَصًّا لَهُ ال
إحكَامُ مَوزُوناً بِهِ النَّصَّانِ
٢١٦٨. وَكَلاَمَ رَبِّ العَالَمِينَ وَعَبدِهُ
مُتَشَابهاً مُحَمِّلاً لِمَعَانِ
٢١٦٩. فَتولَّدَت مِن ذَينِكَ الأصلَينِ أو
لادٌ أتَت لِلغَيِّ وَالبُهتَانِ
٢١٧٠. إذ مِن سِفَاحٍ لا نِكَاحٍ كَونُهَا
بِئسَ الوَلِيدُ وَبئسَتِ الأبوَانِ
٢١٧١. عَرَضُوا النُّصُوصَ عَلَى كَلاَمِ شُيُوخِهُم
فَكَأنَّهَا جَيشٌ لِذِي سُلطَانِ
٢١٧٢. وَالعزلُ وَالإبقاءُ مَرجِعُهُ إلَى السُّ
لطَانِ دُونَ رَعِيَّةِ السُّلطَانِ
٢١٧٣. وَكَذَاكَ أقوَالُ الشُّيوخِ فَإنَّهَا
المِيزَانُ دُونَ النصِّ وَالقُرآنِ
٢١٧٤. إن وَافقَا قَولَ الشُّيُوخِ فَمَرحَباً
أو خَالَفَت فَالدَّفعُ بِالإحسَانِ
٢١٧٥. إمَّا بِتاوِيلٍ فإن أعيَا فَتَف
وِيضٌ وَنَترُكهَا لِقُولِ فُلاَنِ
٢١٧٦. إذ قَولُهُ نَصٌّ لَدَينَا مُحكَمٌ
فَظَواهِرُ المَنقُولش ذَاتُ مَعَانِ
٢١٧٧. وَالنَّصُّ فَهوَ بِهِ عَلِيمٌ دُونَنَا
وَبِحَالِهِ مَا حِيلَةُ العُميَانِ
٢١٧٨. إلاَّ تَمَسُّكُم بأيدِي مُبصِرٍ
حَتَّى يَقُودَهُم كذِي الأرسَانِ
٢١٧٩. فَاعجَب لِعُميَانِ البَصَائِرِ أبصَرُوا
كَونَ المُقَلَّدِ صَاحِبَ البُرهَانِ
٢١٨٠. وَرَأوهُ بالتَّقليد أولَى مِن سِوَا
هُ بِغَيرِ مَا هدِي وَلا بُرهَانِ
٢١٨١. وَعَمُوا عَنِ الوَحيَينِ إذ لَم يَفهَمُوا
مَعنَاهُمَا عَجباً لِذِي الحِرمَانِ
٢١٨٢. قَولُ الشُّيُوخِ أتَمُّ تِبيَاناً من ال
وَحيَينِ لاَ وَالوَاحِدِ الرَّحمَنِ
٢١٨٣. النَّقلُ نَقلٌ صَادِقٌ وَالقَولُ مِن
ذِي عِصمَةٍ في غَايَةِ التِّبيَانِ
٢١٨٤. وَسِوَاهُ إمَّا كَاذِبٌ أو صَحَّ لَم
يَكُ قَولَ مَعصُومٍ وَذِي تِبيَانِ
٢١٨٥. أفَيَستَوِي النَّقلاَنِ يَا أهلَ النُّهَى
وَالله لاَ يَتَمَاثَلُ النَّقلاَنِ
٢١٨٦. هَذَا الَّذِي ألقَى العَدَاوَةَ بَينَنَا
فِي الله نَحنُ لأجلِهِ خَصمَانِ
٢١٨٧. نَصَرُوا الضَّلاَلَةَ مِن سَفَاهَةِ رَأيِهِم
لَكِن نَصَرنَا مُوجبَ القرآنِ
٢١٨٨. وَلَنَا سُلُوكٌ ضِدَّ مَسلَكِهِم فَمَا
رَجُلاَنِ مِنَّا قَطُّ يَلتَقِيَانِ
٢١٨٩. إنَّا أبَينَا أن نَدِينَ بِمَا بِهِ
دَانُوا مِنَ الآرَاءِ وَالبُهتَانِ
٢١٩٠. إنَّا عَزلنَاهَا وَلَم نَعبَأ بِهَا
يَكفِي الرَّسُولُ وَمُحكَمُ الفُرقَانِ
٢١٩١. مَن لَم يَكُن يَكفِيهِ ذانِ فَلاَ كَفا
هُ اللهُ شَرَّ حَوَادِثِ الأزمَانِ
٢١٩٢. مَن لَم يَكُن يَشفِيهِ ذَانِ فَلاَ شَفَا
هُ اللهُ فِي قَلبٍ وَلاَ أبدَانِ
٢١٩٣. مَن لَم يكُن يُغنِيهِ ذَانِ رَمَاهُ رَبُّ
العَرشِ بِالإِعدَامِ وَالحِرمَانِ
٢١٩٤. مَن لَم يَكُن يَهدِيهِ ذَانِ فَلاَ هَدَا
هُ الله سُبلَ الحَقِّ وَالإِيمَانِ
٢١٩٥. إنَّ الكَلاَمَ مَعَ الكِبَارِ وَلَيسَ مَع
تِلكَ الأراذِلِ سِفلَةِ الحَيَوَانِ
٢١٩٦. أوسَاخِ هَذَا الخَلقِ بَل أنتَانِهِ
جِيَفِ الوُجُودِ وَأخبَثِ الأنتَانش
٢١٩٧. الطَّالِبِينَ دِمَاءَ أهلِ العِلمِ لل
كُفرَانِ والعُدوَانِ وَالبُهتَانِ
٢١٩٨. الشَّاتِمِي أهلَ الحَديثِ عَداوَةً
لِلسُّنَّةِ العُليَا مَعَ القُرآنِ
٢١٩٩. جَعَلُوا مَسَبَّتَهُم طَعَامَ حُلُوقِهِم
فالله يَقطَعُهَا مِنَ الأذقَانِ
٢٢٠٠. كِبراً وَإعجَاباً وَتِيهَاً زَائِداً
وَتَجَاوُزاً لِمَراتِبِ الإِنسَانِ
٢٢٠١. لَو كَان هَذَا مِن وَرَاءِ كِفَايَةٍ
كُنَّا حَمَلنَا رَايةَ الشُّكرَانِ
٢٢٠٢. لَكِنَّهُ مِن خَلفِ كُلِّ مُخَلَّفٍ
عَن رُتبَةِ الإِيمَانِ والإحسَانِ
٢٢٠٣. مَن لِي بِشِبهِ خَوَارجٍ قَد كَفَّرُوا
بِالذَّنبِ تَأوِيلاً بِلاَ إحسَانِ
٢٢٠٤. وَلَهُم نُصُوصٌ قَصَّرُوا فِي فَهمِهَا
فاتُوا مِنَ التقصيرِ فِي العِرفَانِ
٢٢٠٥. وَخُصُومُنَا قَد كَفَّرُونَا بِالذِي
هُوَ غَايَةُ التَّوحِيدِ وَالإِيمَانِ
٢٢٠٦. وَمِنَ العَجَائبِ أنَّهُم قَالُوا لِمَن
قَد دَانَ بِالآثَارِ وَالقُرآنِ
٢٢٠٧. أنتُم بِذَا مِثلُ الخَوَارِجِ إنَّهُم
أخَذُوا الظَّوَاهِرَ مَا اهتَدَوا لِمَعَانِ
٢٢٠٨. فَانظُر إلَى ذَا البُهتِ هَذَا وَصفُهُم
نَسَبُوا إلَيهِ شِيعَةََ الإِيمَانِ
٢٢٠٩. سَلُّوا عَلَى سُنَنِ الرَّسُولِ وَحِزبِهِ
سَيفَينِ سَيفَ يَدٍ وَسَيفَ لِسَانِ
٢٢١٠. خَرَجُوا عَلَيهِم مِثلَ مَا خَرَجَ الألَى
مِن قبلِهِم بِالبَغي وَالعُدوَانِ
٢٢١١. وَاللهِ مَا كَانَ الخَوَارِجُ هَكَذَا
وَهُم البُغَاةُ أَئِمَّة الطُّغيَانِ
٢٢١٢. كَفَّرتُم أصحَابَ سُنَّتِهِ وَهُم
فُسَّاقَ مِلَّتِهِ فَمَن يلحَانِي
٢٢١٣. إن قُلتُ هُم خَيرٌ وأهدَى مِنكُمُ
وَاللهِ مَا الفِئَتَانِ مُستَوِيَانِ
٢٢١٤. شَتَّان بَينَ مُكَفِّرٍ بِالسُّنَّةِ ال
عُليَا وَبَينَ مُكَفِّرِ العِصيَانِ
٢٢١٥. قُلتُم تَأوَّلنَا كَذَاكَ تَأوَّلُوا
وَكِلاكُمَا فِئتَانِ بَاغِيَتَانِ
٢٢١٦. وَلَكُم عَلَيهِم مِيزَةُ التَعطِيل والتَّ
حرِيفِ والتبدِيلِ والبُهتَانِ
٢٢١٧. وَلَهُم عَلَيكُم مِيزَةُ الإِثبَاتِ والتَّ
صدِيقِ مع خَوفٍ مِنَ الرَّحمَنِ
٢٢١٨. ألَكُم عَلى تأويلكم أجرَانِ إذ
لَهُمُ عَلَى تأوِيلهِم وِزرَانِ
٢٢١٩. حَاشَا رَسُولَ اللهِ مِن ذَا الحُكمِ بَل
أنتُم وَهُم فِي حُكمِه سِيَّانِ
٢٢٢٠. وَكِلاَكُمَا للنِّصِّ فَهوَ مُخَالِفٌ
هَذَا وَبَينَكُمَا مِنَ الفُرقَانِ
٢٢٢١. هُم خَالَفُوا نَصًّا لِنَصٍّ مِثلِهِ
لَم يَفهَموا التَّوفِيقَ بِالإحسَانِ
٢٢٢٢. لَكِنَّكُم خَالَفتُمُ المَنصُوصَ للش
بَهِ التِي هِيَ فِكرَةُ الأذهَانِ
٢٢٢٣. فَلأيِّ شَيءٍ أنتُمُ خَيرٌ وَأق
رَبُ مِنهُمُ لِلحَقِّ وَالإِيمَانِ
٢٢٢٤. هُم قَدَّمُوا المفهُومَ مِن لَفظِ الكِتَا
بِ عَلَى الحَدِيثِ المُوجِبِ التبيَانِ
٢٢٢٥. لَكِنَّكُم قَدَّمتُمُ رَأيَ الرِّجَا
لِ عَلَيهِمَا أفأنتُم عِدلاَنِ
٢٢٢٦. أم هُم إلَى الإِسلاَمِ أقرَبُ مِنكُمُ
لاَحَ الصَّبَاحُ لِمَن لَهُ عَينَانِ
٢٢٢٧. وَالله يَحكُمُ بَينَكُم يَومَ الجَزَا
بِالعَدلِ وَالإِنصَافِ وَالميزَانِ
٢٢٢٨. هَذَا وَنَحنُ فَمِنهُم بَل مِنكُمُ
بُرَاء إلاَّ مِن هُدًى وَبَيَانِ
٢٢٢٩. فَاسمَع إذا قَولَ الخَوَارِجِ ثُمَّ قَو
لَ خُصُومِنَا واحكُم بِلاَ مَيَلاَنِ
٢٢٣٠. مَن ذا الذِي مِنَّا إذاً أشبَاهُهُم
إن كُنتَ ذَا عِلمٍ وَذَا عِرفَانِ
٢٢٣١. قَالَ الخَوَارِجُ للرَّسُولِ اعدِل فَلَم
تَعدِل وَمَا ذِي قِسمَةُ الدَّيَّانِ
٢٢٣٢. وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ قَالَ نَظِيرَ ذَا
لَكِنَّهُ قَد زَادَ فِي الطُّغيانِ
٢٢٣٣. قَالَ الصَّوَابُ بانَّه استَولَى فَلِم
قُلتَ استَوَى وَعَدلتَ عَن تِبيَانِ
٢٢٣٤. وَكَذَاكَ يَنزِلُ أمرُهُ سُبحَانَهُ
لِمَ قُلتَ يَنزِلُ صَاحِبُ الغُفرَانِ
٢٢٣٥. مَاذَا بِعَدلٍ فِي العِبَارَةِ وَهيَ مُو
هِمةُ التَّحرُّكِ وانتِقَالِ مَكَان
٢٢٣٦. وَكَذاكَ قُلتَ بأنَّ رَبَّكَ فِي السَّمَا
أوهَمتَ حَيِّزَ خَالِقِ الأكوَانِ
٢٢٣٧. كَانَ الصَّوَابُ بِأن يُقَالَ بأنَّهُ
فَوقَ السَّمَا سُلطَانُ ذِي السُّلطَانِ
٢٢٣٨. وَكَذَاكَ قُلتَ إلَيهِ يُعرَجُ وَالصَّوَا
بُ إلَى كَرَامَةِ رَبِّنَا المَنَّانِ
٢٢٣٩. وَكَذَاكَ قُلتَ بأنَّ مِنهُ يَنزِلُ ال
قُرآنُ تَنزِيلاً مِنَ الرَّحمَنِ
٢٢٤٠. كَانَ الصَّوَابُ بأن يُقَالَ نُزُولُهُ
مِن لَوحِهِ أو مِن مَحَلٍّ ثَانِ
٢٢٤١. وَتَقُولُ أينَ الله والأينُ مم
تَنِعٌ عَلَيهِ وَليسَ فِي الإمكانِ
٢٢٤٢. لَو قُلتَ مَن كَانَ الصَّوَابَ كَمَا تَرَى
فِي القَبرِ يَسألُ ذَلِكَ المَلَكَانِ
٢٢٤٣. وَتُقُولُ اللَّهُمَّ أنتَ الشَّاهِدُ ال
أعلَى تُشِيرُ بِأصبُعٍ وَبَنَانِ
٢٢٤٤. نَحوَ السَّمَاءِ وَمَا إشَارَتُنَا لَهُ
حِسِّيَّةٌ بَل تِلكَ فِي الأذهَانِ
٢٢٤٥. وَاللهِ مَا نَدرِي الذِي نُبدِيهِ فِي
هَذَا مَنَ التَّأوِيل للإِخوَانِ
٢٢٤٦. قُلنَا لَهُم إنَّ السَّمَا هِي قِبلَةُ الدَّ
اعِي كَبَيتِ الله ذِي الأركَانِ
٢٢٤٧. قَالُوا لنَا هَذا دَليلٌ أنَّهُ
فَوقَ السَّمَاءَِ بِأوضَحِ البُرهَانِ
٢٢٤٨. فَالنَّاسُ طُرّاً إنمَا يَدعُونَه
مِن فَوقُ هذِي فِطرَةُ الرَّحمَنِ
٢٢٤٩. لا يَسألُونَ القِبلَةَ العُليَا وَلَ
كِن يَسألُونَ الربَّ ذَا الإِحسَانِ
٢٢٥٠. قَالُوا وَمَا كَانَت إشَارَتُهُ إلَى
غَيرِ الشَّهِيدِ مُنَزِّلِ الفُرقَانِ
٢٢٥١. أتُرَاهُ أمسَى لِلسَّمَا مُستشهِداً
حَاشَاهُ مِن تَحرِيفِ ذِي البُهتَانِ
٢٢٥٢. وَكَذَاكَ قُلتُ بأنَّهُ مُتَكَلِّمٌ
وكَلاَمُهُ المَسمُوعُ بِالآذَانِ
٢٢٥٣. نَادَى الكَلِيمَ بِنَفسِهِ وَكَذَاكَ قَد
سَمِعَ النِّدَا فِي الجَنَّةِ الأبَوَانِ
٢٢٥٤. وَكَذَا يُنادِي الخَلقَ يَومَ مَعَادِهِم
بِالصَّوتِ يَسمَعُ صَوتَهُ الثِّقلاَنِ
٢٢٥٥. إنَّي أنَا الدَّيَّانُ آخُذُ حقَّ مَظ
لُومٍ مِنَ العَبدِ الظَّلُومِ الجَانِي
٢٢٥٦. وَتَقُولُ إنَّ اللهَ قَالَ وَقَائِلٌ
وَكَذَا يَقُولُ وَلَيسَ فِي الإِمكَانِ
٢٢٥٧. قَولٌ بِلاَ حَرفٍ وَلاَ صَوتٍ يُرَى
مِن غَيرِ مَا شَفَةٍ وَغَيرِ لِسَانِ
٢٢٥٨. أوقَعتَ فِي التَّشبِيهِ وَالتَّجسِيمِ مَن
لَم يَنفِ مَا قَد قُلتَ فِي الرَّحمَنِ
٢٢٥٩. لَو لَم تَقُل فَوقَ السَّمَاءِ وَلَم تُشِر
بِإشَارَةٍ حِسِّيَّةٍ بِبَيَانِ
٢٢٦٠. وسَكَتَّ عن تِلكَ الأحَادِيثِ التِي
قَد صَرَّحَت بِالفَوقِ لِلدَّيَّانِ
٢٢٦١. وَذَكَرتَ أنَّ اللهَ لَيسَ بِدَاخِلٍ
فِينَا وَلاَ هُوَ خَارِجَ الأكوَانِ
٢٢٦٢. كُنَّا انتَصَفنَا مِن أولِي التَّجسِيمِ بَل
كَانُوا لَنَا أسرَى عَبِيدَ هَوَانِ
٢٢٦٣. لَكِن مَنَحتَهُم سِلاَحاً كلمَا
شَاؤوا لَنَا مِنهُم أشَدَّ طِعَانِ
٢٢٦٤. وَغَدَوا بِأسهُمِكَ التِي أعطيتَهُم
يرمُونَنَا غَرَضاً بِكُلِّ مَكَانِ
٢٢٦٥. لَو كُنتَ تَعدِلُ فِي العَبارةِ بَينَنَا
مَا كَانَ يُوجَدُ بَينَنَا رَجفَانِ
٢٢٦٦. هَذَا لِسَانُ الحَالِ مِنهُم وَهوَ فِي
ذَاتِ الصُّدُورِ يُغَلُّ بِالكِتمَانِ
٢٢٦٧. يَبدُوا عَلَى فَلَتَاتِ ألسُنِهِم وَفِي
صَفحَاتِ أوجُهِهِم يُرَى بِعِيَانِ
٢٢٦٨. سِيمَا إذا قُرِىء الحَدِيثُ عَليهِمُ
وَتَلَوتَ شَاهِدَهُ مِنَ القُرآنِ
٢٢٦٩. فَهنَاكَ بَينَ النَّازِعَاتِ وَكُوِّرَت
تِلكَ الوُجُوهُ كَثِيرَةُ الألوَانِ
٢٢٧٠. وَيَكَادُ قَائِلُهُم يُصَرِّحُ لَو يَرَى
مِن قَابِلٍ فَترَاهُ ذَا كِتَمانِ
٢٢٧١. يَا قَومُ شَاهَدنَا رُؤوسَكُم عَلَى
هَذَا وَلَم نَشهَدهُ مِن إنسَانِ
٢٢٧٢. إلا وَحَشَو فُؤَادِهِ غِلٌّ عَلَى
سُنَنش الرَّسُولِ وَشِيعَةِ القُرآنِ
٢٢٧٣. وَهُوَ الذِي فِي كُتبِهِم لكن بِلُط
فِ عبَارَةٍ مِنهُم وَحُسنِ بَيَانِ
٢٢٧٤. وَأخُو الجَهَالَة نِسبَةٌ للفظ وال
مَعنَى فَنَسبُ العَالشمِ الرَّبَّانِي
٢٢٧٥. يَامَن يَظُنُّ بِأنَّنَا حِفنَا عَلَي
هِم كُتبُهُم تُنبِيكَ عن ذَا الشَّانِ
٢٢٧٦. فَانظُر تَرَى لَكِن نَرَى لَكَ تَركَهَا
حَذَراً عَليكَ مَصَائِدَ الشَّيطَانِ
٢٢٧٧. فَشِبَاكُهَا والله لَم يَعلَق بِهَا
مِن ذِي جَنضاحٍ قَاصِرِ الطَّيرَانش
٢٢٧٨. إلا رَأيتَ الطَّيرَ فِي قَفَصِ الرَّدى
يَبكِي لَهُ نَوحٌ عَلَى الأغصَانِ
٢٢٧٩. وَيَظَلُّ يَخبِطُ طَالِباً لِخَلاَصِهِ
فَيَضِيقُ عَنهُ فُرجَةُ العِيدَانِ
٢٢٨٠. وَالذَّنبُ ذَنبُ الطَّيرِ خلَى أطيَبَ الثَّ
مَرَاتِ فِي عَالٍ مِنَ الأفنَانِ
٢٢٨١. وَأتَى إِلَى تِلكَ المَزَابِلِ يَبتَغِي ال
فَضَلاَتِ كالحَشَرَاتِ وَالدِّيدَانِ
٢٢٨٢. يَا قَومُ وَالله العَظِيمِ نَصِيحةٌ
مِن مُشفِقٍ وَأخٍ لَكُم مِعَوَانِ
٢٢٨٣. جَرَّبتُ هَذَا كُلَّهُ وَوَقَعت فِي
تِلكَ الشِّبًَاكِ وَكُنتُ ذَا طَيَرَانِ
٢٢٨٤. حَتَّى أتاحَ لِيَ الإِلهُ بِفَضلِهِ
مَن لَيسَ تَجزِيهِ يَدِي وَلِسَانِي
٢٢٨٥. حَبرٌ أتَى مِن أرضِ حَرَّانٍ فَيَا
أهلاً بِمَن قَد جَاءَ مِن حَرَّانِ
٢٢٨٦. فَالله يَجزِيهِ الذِي أهلُه
مِن جَنَّةِ الماوَى مَعَ الرِّضوَانِ
٢٢٨٧. أخَذَت يَدَاهُ يَدِي وَسَارَ فَلَم يَرم
حَتَّى أرَانِي مَطلَعَ الإِيمَانِ
٢٢٨٨. وَرَأيتُ أعلاَمَ المدِينَةِ حَولَهَا
نُزُلُ الهُدَى وَعَسَاكِرُ القُرآنِ
٢٢٨٩. وَرَأيتُ آثاراً عَظِيماً شَأنُهَا
مَحجُوبَةً عَن زُمرَةِ العُميَانِ
٢٢٩٠. وَورَدتُ رَأسَ الماءِ أبيَضَ صَافِياً
حَصبَاؤهُ كلآلىء التِّيجَانِ
٢٢٩١. وَرَأيتُ أكوَاباً هُناكَ كَثِيرةً
مِثلَ النُّجُومِ لوَارِدٍ ظَمآنِ
٢٢٩٢. وَرَأيتُ حَوضَ الكَوثَرِ الصَّافِي الذِي
لاَ زَالَ يَشخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ
٢٢٩٣. مِيزابُ سُنَّتِهِ وَقَولُ إلهِهِ
وَهُمَا مَدَى الأيَّامِ لاَ يَنيَانِ
٢٢٩٤. وَالنَّاسُ لاَ يَردُونَهُ إلاَّ مِنَ ال
آلافِ أفرَاداً ذَوو إيمَانِ
٢٢٩٥. وَرَدُوا عِذَابَ مَنَاهِلٍ أكرِم بِهَا
وَوَردتُم أنتُم عَذَابَ هَوَانِ
٢٢٩٦. فَبِحقِّ مَن أعطَاكُمُ ذَا العَدلَ وَال
إنصَافَ والتَّخصِيصَ بالعِرفَانِ
٢٢٩٧. مَن ذَا عَلَى دِين الخَوَارِجِ بَعدَ ذَا
أنتُم أمِ الحَشَوِيُّ مَا تَرَيَانِ
٢٢٩٨. والله مَا أنتُم لَدَى الحَشَوِي أه
لاً أن يُقَدِّمَكُم عَلَى عُثمَانِ
٢٢٩٩. فَضلاً عَنِ الفَارُوقِ وَالصديقِ فَض
لاً عَن رَسُولِ الله وَالقُرآنِ
٢٣٠٠. والله لَوأبصَرتُمُ لَرَأيتُمُ ال
حَشوِيَّ حَامِلَ رَايَةِ الإِيمَانِ
٢٣٠١. وَكَلاَمُ رَبِّ العَالَمِينَ وَعَبدِهُ
فِي قَلبهِ أعلَى وَأكبَرُ شَانِ
٢٣٠٢. مِن أن يُحَرَّفَ عَن مَوَاضِعِهِ وَأن
يُقضَى لَهُ بِالعَزلِ عَن إيقَانِ
٢٣٠٣. وَيَرَى الوِلايَة لابنِ سِينَا أو أبي
نَصرٍ أوِ المَولُودِ مِن صَفوَانِ
٢٣٠٤. أو مَن يُتَابِعُهُم عَلَى كُفرانِهم
أو مَن يُقَلِّدهُم مِنَ العُميَانِ
٢٣٠٥. يَا قَومَنَا بالله قُومُوا وَانظُرُوا
وَتَفَكَّرُوا فِي السِّرِّ وَالإِعلانِ
٢٣٠٦. نَظَراً وإن شِئتُم مُنَاظرةً فَمِن
مَثنَى عَلَى هَذَا وَمِن وُحدَانِ
٢٣٠٧. أيُّ الطَّوَائِفِ بَعد ذَا أدنَى إلَى
قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرآنِ
٢٣٠٨. فَإذَا تَبَيَّنَ ذَا فَإِمَّا تَتبَعُوا
أو تَعذُرُا أو تُؤذِنُوا بِطِعَانِ
٢٣٠٩. وَمِنَ العَجَائِبِ قَولُهُم لِمًَن أقتَدَى
بِالوَحي مِن أثرٍ وَمِن قُرآنِ
٢٣١٠. حَشوِيةٌ يَعنُونَ حَشواً فِي الوُجُو
دِ وَفَضلَةً فِي أمَّةِ الإِنسَانِ
٢٣١١. وَيَظُنُّ جَاهِلُهُم بِأنَّهُمُ حَشَوا
رَبَّ العِبَادِ بِدَاخِلِ الأكوَانِ
٢٣١٢. إذ قَولُهُم فَوقَ العِبَادِ وَفِي السَّمَا
ءِ الرَّبُّ ذُو المَلَكُوتِ وَالسُّلطَانِ
٢٣١٣. ظَنَّ الحَمِيرُ بِأنَّ فِي لِلظَّرفِ وَالرَّ
حمَنُ مَحوِيٌّ بِظَرفِ مَكَانِ
٢٣١٤. وَالله لَم يَسمَع نِداً مِن فِرقَةٍ
قَالَتهُ فِي زَمَنٍ مِنَ الأزمَانِ
٢٣١٥. لاَ تَبهَتُوا أهلَ الحَدِيثِ بِهِ فَمَا
ذَا قَولَهُم تََبًّا لِذِي البُهتَانِ
٢٣١٦. بَل قَولُهُم إنَّ السَّمَوَاتِ العُلَى
فِي كَفِّ خَالِقِ هَذِهِ الأكوَانِ
٢٣١٧. حَقًّا كَخَردَلَةٍ تُرَى فِي كَفِّ مم
سِكِهَا تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ
٢٣١٨. أتَرَونَهُ المَحصُورَ بَعدُ أمِ السَّمَا
يَا قَومَنَا ارتَدعُوا عَنِ العُدوَانِ
٢٣١٩. كَم ذَا مُشِّبِهَةٌ وَكَم حَشوِيَّةٌ
فَالبَهتُ لاَ يَخفَى عَلَى الرَّحمَنِ
٢٣٢٠. يَا قَومُ إن كَانَ الكِتَابُ وَسُنَّةُ ال
مُختَارِ حَشواً فَاشهَدُوا بِبَيَانِ
٢٣٢١. أنَّا بِحَمدِ إلهنَا حَشوِيةٌ
صِرفٌ بِلاَ جَحدٍ وَلاَ كِتمَانِ
٢٣٢٢. تَدرُونَ مَن سَمَّت شُيُوخُكُمُ بِهَ
ذَا الإِسمِ فِي المَاضِي مِنَ الأزمَانِ
٢٣٢٣. سَمَّى بِهِ ابنُ عُبَيدِ عَبدَاللهِ ذَا
كَ ابنُ الخَلِيفَةِ طَارِدِ الشَّيطَانِ
٢٣٢٤. فَوَرِثتُمُ عَمراً كَمَا وَرِثُوا لِعَب
دِ الله أنَّى يَستَوِي الإرثَانِ
٢٣٢٥. تَدرُونَ مَن أولَى بِهَذَا وَهُ
وَ مُنَاسِبٌ أحوَالَهُ بِوِزَانِ
٢٣٢٦. مَن قَد حَشَا الأورَاقَ وَالأذهَانَ مِن
بِدَعٍ تُخَالِفُ مُوجَبَ القُرآنِ
٢٣٢٧. هَذَا هُوَ الحَشوِيُّ لاَ أهلُ الحَدِي
ثِ أئِمَّةُ الإِسلاَمِ وَالإِيمَانِ
٢٣٢٨. وَرَدُوا عِذَابَ مَنَاهِلِ السُّنَنِ التِي
لَيسَت زُبَالَةَ هَذِهِ الأذهَانِ
٢٣٢٩. وَوَرَدتُمُ القَلُّوطَ مَجرَى كُلِّ ذِي ال
أوسَاخِ وَالأقذَارِ وَالأنتَانِ
٢٣٣٠. وَكَسِلتُمُ أن تَصعَدُوا لِلوِردِ مِن
رَأسِ الشرِيعَةِ خَيبَةَ الكَسلاَنِ
٢٣٣١. كَم ذَا مُشبِّهَةٌ مُجَسِّمَةٌ نَوَا
بِتَةٌ مَسَبَّةُ جَاهِلٍ فَتَّانِ
٢٣٣٢. أسمَاءُ سَميتُم بِهَا أهلَ الحَدِي
ثِ وَنَاصِرِي القُرآنِ والإِيمَانِ
٢٣٣٣. سَمَّيتُمُوهُم أنتُمُ وَشُيُوخُكُم
بَهتاً بِهَا مِن غَيرِ مَا سُلطَانِ
٢٣٣٤. وَجَعَلتُمُوهَا سُبَّةً لِتُنَفِّرُوا
عَنهُم كَفِعلِ السَّاحِرِ الشَّيطَانِ
٢٣٣٥. مَا ذَنبُهُم وَالله إلاَّ أنَّهُم
أخَذُوا بِوَحيِ اللهِ وَالفُرقَانِ
٢٣٣٦. وَأبَوا بأن يَتَحَيَّزُوا لِمَقَالَةٍ
غَيرِ الحَدِيثِ وَمُقتَضَى القُرآنِ
٢٣٣٧. وَأبَوا يَدِينُوا بِالذِي دِنتُم بِهِ
مِن هَذِهِ الآرَاءِ وَالهَذَيَانِ
٢٣٣٨. وَصَفُوهُ بِالأوصَافِ فِي النَّصَّينِ مِن
خَبَرٍ صَحِيحٍ ثُمَّ مِن قُرآنِ
٢٣٣٩. إن كَانَ ذَا التَّجسِيمَ عِندكُمُ فَيَا
أهلاً بِهِ مَا فِيهِ مِن نُكرَانِ
٢٣٤٠. إنَّا مُجَسِّمَةٌ بِحَمدِاللهِ لَم
نَجحَد صِفَات الخَالِقِ الرَّحمَنِ
٢٣٤١. وَالله مَا قَالَ امرُؤ مِنَّا بِأنَّ
اللهَ جِسمٌ يَا أولِي البُهتَانِ
٢٣٤٢. وَالله يَعلَم أنَّنَا فِي وَصفِهِ
لَم نَعدُ مَا قَد فِي القُرآنِ
٢٣٤٣. أو قَالَهُ أيضاً رَسُولُ اللهِ فَه
وَ الصَّادِقُ المَصدُوقُ بِالبُرهَانِ
٢٣٤٤. أو قَالَهُ أصحَابُهُ مِن بَعدِهِ
فَهُمُ النُّجُومُ مَطالِعُ الإِيمَانِ
٢٣٤٥. سَمُّوهُ تَجسِيماً وَتَشبِيهاً فَلَس
نَا جَاحِدِيهِ لِذَلِكَ الهَذَيَانِ
٢٣٤٦. بَل بَينَنَا فَرقٌ لَطِيفٌ بل هُو ال
فَرقُ العَظِيمُ لِمَن لَهُ عَينَانِ
٢٣٤٧. إنَّ الحَقِيقَةَ عِندَنَا مَقصُودَةٌ
بِالنَّصِّ وَهوَ مُرَادهُ التِّبيَانِ
٢٣٤٨. لَكِن لَدَيكُم فَهيَ غضيرُ مُرَادَةٍ
أنَّى يُرَادُ مُحَقَّقُ البُطلاَنِ
٢٣٤٩. فَكَلاَمُهُ فِيمَا لَدَيكُم لا حقِي
قَةَ تَحتَهُ تَبدُو إلَى الأذهَانِ
٢٣٥٠. فِي ذِكرِ آيَاتِ العُلُوِّ وَسَائِرِ ال
أوصَافِ وَهيَ القَلبُ للقُرآنِ
٢٣٥١. بَل قَولُ رَبِّ النَّاسِ لَيسَ حَقِيقَة
فِيمَا لَدَيكُم يَا أولِي العِرفَانِ
٢٣٥٢. وَإذَا جَعَلتُم ذَا مَجَازاً صَحَّ أن
يُنفَى عَلَى الإِطلاَقِ وَالإمكَانِ
٢٣٥٣. وَحَقَائِقُ الألفَاظِ بِالعَقلِ انتَفَت
فِيمَا زَعَمتُم فَاستَوَى النَّفيَانِ
٢٣٥٤. نَفيُ الحَقِيقَةِ وانتِفَاءُ اللَّفظِ إن
دَلَّت عَلَيهِ فَحَظُّكُم نَفيَانِ
٢٣٥٥. وَنَصِيبُنَا إثبَاتُ ذَاكَ جَمِيعِهِ
لَفظاً وَمَعنًى ذاكَ إثبَاتَانِ
٢٣٥٦. فَمَنِ المعَطِّلُ فِي الحَقِيقَةِ غَيرُكُم
لَقَبٌ بِلاَ كَذِبٍ وَلاَ عُدوَانِ
٢٣٥٧. وَإذَا سَبَبتُم بالمُحَالِ فَسَبُّنَا
بِأدِلَّة وَحِجَاج ذِي بُرهَانِ
٢٣٥٨. تُبدِي فَضَائِحَكُم وَتَهتِكُ سِتركُم
وَتُبِينُ جَهلَكُكُ مَعَ العُدوَانِ
٢٣٥٩. يَا بُعدَ مَا بَينَ السِّبَابَ بِذَاكُمُ
وَسِبَابُكُم بِالكِذبِ وَالطُّغيَانِ
٢٣٦٠. مَن سَبَّ بِالبُرهَانِ لَيسَ بِظَالِمٍ
وَالظُّلمُ سَبُّ العَبدِ بالبُهتَانِ
٢٣٦١. فَحَقِيقَةُ التَّجسِيمِ إن يَكُ عِندكُم
وَصفُ الإِلهش الخَالِقِ الدَّيَّانِ
٢٣٦٢. بِصِفَاتِهِ العُليَا التَي شَهِدَت بِهَا
آيَاتُهُ وَرَسُولُهُ العَدلانِ
٢٣٦٣. فَتَحَمَّلُوا عَنَّا الشَّهَادَةَ وَاشهَدُوا
فِي كُلِّ مُجتَمَعٍ وَكُلِّ مَكَانِ
٢٣٦٤. أنَّا مُجَسِّمَةٌ بِفَضلِ اللهِ وَل
يَشهَد بِذَلِكَ مَعكُمُ الثَّقَلاَنِ
٢٣٦٥. اللهُ أكبَرُ كَشَّرت عَن نَابِهَا ال
حَربُ العَوَانُ وَصِيحَ بالأقرَانِ
٢٣٦٦. وَتَقَابَلَ الصَّفَّانِ وَانقَسَمَ الوَرى
قِسمَينِ وَاتَّضَحَت لَنَا القِسمَانِ
٢٣٦٧. يَا وَارِدَ القَلُّوطِ وَيحَكَ لَو تَرَى
مَاذَا عَلَى شَفَتَيكَ وَالأسنَانِ
٢٣٦٨. أو مَا تَرَى آثَارَهَا فِي القَلبِ وَالنِّ
يَّاتِ وَالأعمَالِ وَالأركَانِ
٢٣٦٩. لَو طَابَ مِنكَ الوردُ طَابَت كُلُّهَا
أنَّى تَطِيبُ مَوَاردُ الأنتَانِ
٢٣٧٠. يَاوَاردَ القَلُّوطِ طَهِّر فَاكَ مِن
خَبَثٍ بِهِ واغسِلهُ مِن أنتَانِ
٢٣٧١. ثُمَّ اشتُمِ الحَشوِيَّ حَشوَ الدينِ وال
قُرآنِ وَالآثَارِ وَالإِيمَانِ
٢٣٧٢. أهلاَ بِهم حَشوَ الهُدَى وَسِوَاهم
حَشوُ الضَّلاَلِ فَمَا هُمَا سِيَّانِ
٢٣٧٣. أهلاً بِهِم حَشوَ اليَقِينِ وَغَيرُهُم
حَشَوُ الشُّكُوكِ فَمَا هُمَا صِنوَانِ
٢٣٧٤. أهلاً بِهِم حَشوَ المَسَاجِد وَالسِّوَى
حَشوُ الكَنِيفِ فَمَا هُمَا عِدلاَنِ
٢٣٧٥. أهلاَ بِهِم حَشوَ الجِنَانِ وَغَيرُهُم
حَشوُ الجَحِيمِ أيَستَوِي الحَشوَانِ
٢٣٧٦. يَا وَاردَ القَلُّوطِ وَيحَكَ لَو تَرَى ال
حَشوِيَّ وَارِدَ مَنهَلش القُرآنِ
٢٣٧٧. وَتَرَاهُ مِن رأسِ الشَّرِيعَةِ شَارِباً
مِن كَفِّ مَن قَد جَاءَ بِالفُرقَانِ
٢٣٧٨. وَتَرَاهُ يَسقِي النَّاسَ فَضلَةَ كَأسِهِ
وَخِتَامُهَا مِسكٌ عَلَى رَيحَانِ
٢٣٧٩. لِعَذَرتَهُ إن بَالَ فِي القَلُّوطِ لَم
يَشرَب بِهِ مَع جُملَةِ العُميَانِ
٢٣٨٠. يَا وَارِدَ القَلُّوطِ لاَ تَكسَل فَرأ
سُ المَاءِ فَاقصِدهُ قَرِيبٌ دَانِ
٢٣٨١. هُوَ مَنهَلٌ سَهلٌ قَرِيبٌ وَاسِعٌ
كَافٍ إذَا نَزَلت بِهِ الثَّقَلاَنِ
٢٣٨٢. وَاللهِ لَيسَ بِأصعَبِ الوِردَين بَل
هُوَ أسهَلُ الوِردَينِ لِلظَّمآنِ
٢٣٨٣. يَاقَومُ وَاللهِ انظُرُوا وَتَفَكَّرُوا
فِي هَذِهِ الأخبَارِ وَالقُرآنِ
٢٣٨٤. مِثلَ التَّدَبُّرِ والتَّفَكُّرِ لِلَّذِي
قَد قَالَهُ ذُو الرَّايِ وَالحُسبَانِ
٢٣٨٥. فَأقَلُّ شَيءٍ أن يَكُونَا عِندَكُم
حَدًّا يَا أولِي العُدوَانِ
٢٣٨٦. وَاللهِ مَا استَوَيَا لَدَى زُعَمَائِكُم
فِي العِلم وَالتَّحقِيقِ وَالعِرفَانِ
٢٣٨٧. عَزَلُوهُمَا بَل صَرَّحُوا بِالعزلِ عَن
نَيلِ اليَقِينِ وَرُتبَةِ البُرهَانِ
٢٣٨٨. قَالُوا وَتِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ
لَسنَا نُحَكِّمُهَا عَلَى الإِيقَانِ
٢٣٨٩. مَا أنزِلَت لِيُنَالَ مِنهَا العِلمُ بال
إثبَاتِ للأوصَافِ للرَّحمَنِ
٢٣٩٠. بَل بِالعُقُولِ يُنَالُ ذَاكَ وَهَذِهِ
عَنهُ بِمَعزَلِ غَيرُ ذِي سُلطَانِ
٢٣٩١. فَبِجُهدِنَا تَأوِيلُهَا وَالدَّفعُ فِي
أكنَافِهَا دَفعاً لِذِي الصَّوَلاَنِ
٢٣٩٢. كَكَبير قَومٍ جَاءَ يَشهَدُ عِندَ ذِي
حُكمٍ يُريدُ دِفَاعَهُ بِلِيَانِ
٢٣٩٣. فَيَقُولُ قَدرُكَ فَوقَ ذَا وَشَهَادَةٌ
لِسَواكَ تَصلُحُ فَاذهَبَن بِأمَانِ
٢٣٩٤. وَبِوُدِّهِ لَو كَانَ شَيءٌ غَيرَ ذَا
لَكِن مَخَافَةَ صَاحِب السُّلطَانِ
٢٣٩٥. فَلَقَد أتَانَا عَن كَبِيرٍ فِيهِمُ
وَهُوَ الحَقِيرُ مَقَالَةُ الكُفرَانِ
٢٣٩٦. لَو كَان َ يُمكِنُنِي وَلَيسَ بِمُمكِنٍ
لَحَكَكَتُ مِن ذَا المِصحَفِ العُثمَانِي
٢٣٩٧. ذِكرَ استَوَاءِ الرَّبِّ فَوق العَرشِ لَ
كِن ذَاكَ مُمتَنِعٌ عَلَى الإِنسَانِ
٢٣٩٨. وَألله لَولاَ هَيبَةُ الإِسلاَمِ وَال
قرآنِ وَالأمرَاءِ وَألسُّلطَانِ
٢٣٩٩. لأتَوا بكُلِّ مُصِيبَةٍ وَلَد كدَكوا ال
إسلاَمَ فَوقَ قَواعِدِ الأركَانِ
٢٤٠٠. فَلَقَد رَأيتُم مَا جَرَى لأئِمَّةِ ال
إسلاَمِ مِن مِحَنٍ عَلَى الأزمَانِ
٢٤٠١. لاَ سِيَّمَا لَمَّا استَمَالُوا جَاهِلاً
ذَا قُدرَةٍ فِي النَّاسِ مَع سُلطَانِ
٢٤٠٢. وَسَعَوا إلَيهِ بِكُلِّ إفكٍ بَيِّنٍ
بَل قَاسَمُوهُ بِأغلَظِ الأيمَانِ
٢٤٠٣. أنَّ النَّصِيحَةَ قَصدُهُم كَنَصِيحَةِ الشَّ
يطَانِ حِينَ خَلاَ بِهِ الأبَوَانِ
٢٤٠٤. فَيَرَى عَمَائِمَ ذَاتَ أذنَابٍ عَلَى
تِلكَ القُشُورِ طَويلَةِ الأردَانِ
٢٤٠٥. وَيَرَى هَيُولَى لاَ تَهُولُ لِمبصِرٍ
وَتَهُولُ أعمَى فِي ثِيَابش جَبَانِ
٢٤٠٦. فَإذَا أصَاخَ بِسَمعِهِ مَلَؤوهُ مِن
كَذِبٍ وَتَلبِيسٍ وَمِن بُهتَانِ
٢٤٠٧. فَيَرَى وَيَسمَعُ فَشرَهُم وَفُشَارَهُم
يَا مِحنَةَ العَينَينِ وَالأذُنَانِ
٢٤٠٨. فَتَحُوا جِرَابَ الجَهلِ مَع كَذِبٍ فَخُذ
وَاحمِل بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ
٢٤٠٩. وَأتَوا إِلَى قَلبِ المُطَاعِ فَفتَّشُوا
عَمَّا هُنَاكَ لِيَدخُلُوا بِأمَانِ
٢٤١٠. فَإِذَا بَدَا غَرَضٌ لَهُم دَخَلُوا بِهِ
مِنهُ إلَيهِ كَحِيلَةِ الشَّيطَانِ
٢٤١١. فَإِذَا رَأوهُ هَشَّ نَحو حَدِيثِهِم
ظَفِرُوا وَقَالُوا وَيحَ آلِ فُلاَنِ
٢٤١٢. هُوَ فِي الطَّرِيقِ يَعُوقُ مَولاَنَا عَن ال
مَقصُودِ وَهوَ عَدُوُّ هَذَا الشَّانِ
٢٤١٣. فَإذَا هُمُ غَرَسُوا العَدَاوَة وَاظَبُوا
سَقيَ الغِرَاسِ كَفِعلِ ذِي البُستَانِ
٢٤١٤. حَتَّى إذاَ مَا أثمَرت وَدَنَ لَهُم
وَقتُ الجَذّاذِ وَصَارَ ذَا إمكَانِ
٢٤١٥. رَكِبُوا عَلَى جُردٍ لَهُم وَحَمِيَّةٍ
وَاستَنجَدُوا بِعَسَاكِرِ الشَّيطَانِ
٢٤١٦. فَهُنَالِكَ ابتُلِيَت جُنُودُ الله مِن
جُندِ اللعِينِ بِسَائِرِ الألوَانِ
٢٤١٧. ضَرباً وَحَبساً ثُمَّ تَكفِيراً وَتَب
دِيعاً وَشَتماً ظَاهِرَ البُهتَانِ
٢٤١٨. فَلَقَد رَأينَا مِن فَريِقٍ مِنهُمُ
أمراً تُهَدُّ لَهُ قُوَى الإِيمَانِ
٢٤١٩. مِن سَبِّهُم أهلَ الحَدِيثِ وَدِينُهُم
أخذُ الحَدِيث وَتَركُ قَولِ فَلاَنش
٢٤٢٠. يَا أمَّةً غَضِبَ الإلَهُ عَلَيهِمُ
ألأجلِ هَذَا تَشتُمُوا بِهَوَانِ
٢٤٢١. تَبًّا لَكُم إذ تَشتُمُونَ زَوَامِلَ ال
إسلاَمِ حِزبَ الله وَالقُرآنِ
٢٤٢٢. وَسَبَبتُمُوهُم ثُمَّ لَستُم كُفؤهُم
فََرَأوا مَسَبَّتَكُم مِنَ النُّقصَانِ
٢٤٢٣. هَذَا وَهُم قَبِلُوا وَصِيَّةً رَبِّهِم
فِي تَركِهِم لِمَسَبَّةِ الأوثَانِ
٢٤٢٤. حَذَرَ المُقَابَلَةَ القَبِيحَةَ مِنهُمُ
بِمَسَبَّةِ القُرآنِ وَالرَّحمَنِ
٢٤٢٥. وَكَذَاكَ أصحَابُ الحَدِيثِ فَإنَّهُم
ضُرِبَت لَهُم وَلَكُم بِذَا مَثَلاَنِ
٢٤٢٦. سَبُّوكُمُ جُهَّالُهُم فَسَبَبتُمُ
سُنَنَ الرَّسُولِ وَعَسكَرَ الإِيمَانِ
٢٤٢٧. وَصَدَدتُمُ سُفَهَاءَكُم عَنهُم وَعَن
قَولِ الرَّسُولِ وَذَا مِنَ الطُّغيَانِ
٢٤٢٨. وَدَعَوتُمُوهُم لِلَّذِي قَالَتهُ أش
يَاخٌ لَكم بِالخَرصِ وَالحُسبَانِ
٢٤٢٩. فَأبَوا إجَابَتَكُم وَلَم يَتَحَيَّزُوا
إلاَّ إلَى الآثارِ وَالقُرآنِ
٢٤٣٠. وَإلَى أولِي العِرفَانِ مِن أهلِ الحَدِي
ثِ خُلاَصَةِ الإِنسَانِ وَالأكوَانِ
٢٤٣١. قَومٌ أقَامَهُمُ الإلَهُ لِحِفظِ هَ
ذَا الدِّينِ مِن ذِي بِدعَةٍ شَيطَانِ
٢٤٣٢. وَأقَامَهُم حَرَساً مِنَ التَّبدِيلِ وَالتَّ
حرِيفِ وَالتتمِيمِ وَالنُّقصَانِ
٢٤٣٣. يُزكٌ عَلَى الإسلامِ بَل حِصنٌ لَهُ
يَأوِي إلَيهِ عَسَاكِرُ الفُرقَانِ
٢٤٣٤. فَهُمُ المَحَكُّ فَمَن يُرَى مُتَنَقصاً
لَهُم فَزِندِيقٌ خَبِيثُ جَنَانِ
٢٤٣٥. إن تَتَّهِمهُ فَقَبلَكَ السَّلَفُ عَلَى الهُدى
وَالعِلمِ والآثارِ والقُرآنِ
٢٤٣٦. وَهُوَ الحَقِيقُ بِذَاكَ إذ عَادَى رُوَا
ةَ الدِّينِ وَهيَ عَدَاوَةُ الدَّيَّانِ
٢٤٣٧. فَإِذَا ذَكَرتَ النَّاصِحينَ لِرَبِّهِم
وَكَتَابِهِ وَرَسُولِهِ بِلِسَانِ
٢٤٣٨. فَاغسِلهُ وَيلَكَ مِنَ دَم التَّعطِيل وَالتَّ
كذِيبِ وَالكُفرَانِ وَالبُهتَانِ
٢٤٣٩. أتَسُبُّهُم عَدواً وَلَستَ بِكُفئِهِم
فَالله يَفدِي حَِزبَهُ بِالجَانِي
٢٤٤٠. قَومٌ هُمُ بِاللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ
أولَى وَأقرَبُ مِنكَ لِلإِيمَانِ
٢٤٤١. شَتَّانَ بَينَ التَّارِكينَ نُصُوصَهُ
حَقًّا لأجلِ زَبَالَةِ الأذهَانِ
٢٤٤٢. وَالتَّارِكِينَ لأجلِهَا آراءَ مَن
آرَائُهُم ضَربٌ مِنَ الهَذَيَانِ
٢٤٤٣. لَمَّا فَسَا الشَّيطَانُ فِي آذَانِهِم
ثُقُلَت رُؤوسُهُمُ عَنِ القُرآنِ
٢٤٤٤. فَلذَاكَ نَامُوا عَنه حَتَّى أصبَحُوا
يَتَلاعَبُوَنَ تَلاَعُبَ الصِّبيَانِ
٢٤٤٥. وَالرَّكبُ قَد وَصَلُوا العُلَى وَتَيَمَّمُوا
مِن أرضِ طَيبَةَ مَطلَع الإِيمَانِ
٢٤٤٦. وَأتَوا إلَى رَوضَاتِهَا وَتَيمَّمُوا
مِن أرضِ مَكَّة مَطلَع القُرآنِ
٢٤٤٧. قَومٌ إذَا مَا نَاجِذُ النَّصِّ بَدَا
طَارُوا لَهُ بِالجَمعِ وَالوُحدَانِ
٢٤٤٨. وَإذَا بَدَا عَلَمُ الهُدَى استَبَقُوا لَهُ
كَتَسَابُقِ الفُرسانِ يَومَ رِهَانِ
٢٤٤٩. وَإِذَا هُمُ سَمِعُوا بِمُبتَدعٍ هَذَى
صَاحُوا بِهِ طُرًّا بِكُلِّ مَكَانِ
٢٤٥٠. وَرِثُوا رَسُولَ اللهِ لِكِن غَيرُهُم
قَد رَاحَ بِالنُّقصَانِ وَالحِرمَانِ
٢٤٥١. وَإذَا استَهَانَ سِوَاهُمُ بِالنِّصِّ لَم
يَرفَع بِهِ رَأسا مِنَ الخُسرَانِ
٢٤٥٢. عَضُّوا عَلَيهِ بِالنوَاجِذِ رَغبَةً
فِيهِ وَلَيسَ لَدَيهِمُ بِمُهَانِ
٢٤٥٣. لَيسُوا كَمَن نَبَذَ الكِتَابَ حَقِيقَةً
وَتِلاَوَةً قَصداً بِتَركِ فُلاَنِ
٢٤٥٤. عَزَلُوهُ فِي المَعنَى وَوَلُّوا غَيرَهُ
كَأبِي الرَّبِيعِ خَلِيفَةِ السُّلطَانِ
٢٤٥٥. ذَكَرُوهُ فَوقَ مَنَابِرٍ وَبِسِكَّةٍ
رَقَمُوا اسمَهُ فِي ظَاهِرِ الأثمَانِ
٢٤٥٦. وَالأمرُ وَالنَّهيُ المُطَاعُ لِغَيرِهِ
وَلِمُهتَدٍ ضُرِبَت بِذَا مَثَلاَنِ
٢٤٥٧. يَا لِلعُقولِ أيَستَوِي مَن قَالَ بِال
قُرآنِ وَالآثارِ وَالبُرهَانِ
٢٤٥٨. وَمُخَالِفٌ هَذَا وَفِطرَةَ رَبِّهِ
الله أكبَرُ كَيفَ يَستَوِيَانِ
٢٤٥٩. بَل فِطرَةُ اللهِ التَي فُطِرُوا عَلَى
مَضمُونِهَا وَالعَقلُ مَقبُولاَنِ
٢٤٦٠. وَالوَحيُ جَاءَ مُصدِّقاً لَهُمَا فَلاَ
تُلقِ العَدَاوَةَ مَا هُمَا حَربَانِ
٢٤٦١. سِلمَانِ عِندَ مُوَفَّقٍ وَمُصَدِّقٍ
وَالله يَشهَدُ إنَّهُمَا سِلمَانِ
٢٤٦٢. فإذَا تَعَارَضَ نَصُّ لَفظٍ وَارِدٍ
وَالعَقلُ حَتَّى َلَيسَ يِلتَقِيَانِ
٢٤٦٣. فَالعَقلُ إمَّا فَاسِدٌ وَيَظُنُّهُ الرَّا
ئِي صَحِيحَاً وَهوَ ذُو بُطلاَنِ
٢٤٦٤. أو أنَّ ذَاكَ النصَّ لَيسَ بِثَابِتٍ
مَا قَالَهُ المَعصُومُ بِالبُرهَانِ
٢٤٦٥. وَنُصُوصُهُ لَيسَت تُعَارِضُ بَعضُهَا
بَعضاً فَسَل عَنهَا عَلِيمَ زَمَانِ
٢٤٦٦. وَإذَا ظَنَنتَ تَعَارُضاً فِيهَا فَذَا
مِن آفَةِ الأفهَامِ وَالأذهَانِ
٢٤٦٧. أو أن يَكُونَ البَعضُ لَيسَ بِثَابِتٍ
مَا قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرآنِ
٢٤٦٨. لَكِنَّ قَولَ مُحَمَّدٍ وَالجَهمِ فِي
قَلبِ المُوَحِّدِ لَيسَ يَجتَمِعَانِ
٢٤٦٩. إلا وَيطرُدُ كُلُّ قَولٍ ضِدَّهُ
فَإِذَا هُمَا اجتَمَعَا فَمُقتَتِلاَنِ
٢٤٧٠. وَالنَّاسُ بَعدُ عَلَى ثَلاثٍ حِزبِهِ
أو حَربِهِ أو فَارِغٍ مُتَوَانِ
٢٤٧١. فَاختَر لِنَفسِكَ أينَ تَجعَلُهَا فَلاَ
وَالله لَستَ بِرَابِعِ الاعيَانِ
٢٤٧٢. مَن قَالَ بِالتَّعطِيلِ فَهوَ مكَذِّبٌ
بِجَمِيعِ رُسلِ الله والفُرقَانِ
٢٤٧٣. إنَّ المُعَطِّلَ لاَ إلَه لهُ سِوَى ال
مَنحُوتِ بِالأفكَارِ فِي الأذهَانِ
٢٤٧٤. وَكَذَا إلَهُ المشرِكِينَ نُحَيتَهُ ال
أيدِي هُمَا فِي نَحتِهِم سِيَّانِ
٢٤٧٥. لَكِن إلَهُ المُرسَلِينَ هُوَ الذِي
فَوقَ السَّمَاءِ مُكونُ الأكوَانِ
٢٤٧٦. تاللَّهِ قَد نَسَبَ المعَطِّلُ كُلَّ مَن
بِالبيِّنَاتِ أتَى إلَى الكِتمَانِ
٢٤٧٧. وَاللهِ مَا فِي المُرسَلِينَ مُعَطِّلٌ
نَافَى صِفَاتِ الوَاحِد الرَّحمنِ
٢٤٧٨. كَلاَّ وَلاَ فِي المُرسَلِينَ مُشَبِّهٌ
حَاشَاهُمُ مِن إفكِ هذي بُهتَانِ
٢٤٧٩. فَخُذِ الهُدَى مِن عبدِهِ وَكِتَابِهِ
فَهُمَا إلَى سُبُلِ الهُدَى سَبَبَانِ
٢٤٨٠. وَاحذَر مَقَالاَتِ الذِينض تَفَرَّقُوا
شِيَعاً وَكَانُوا شِيعَةَ الشَّيطَانِ
٢٤٨١. وَأسأل خَبِيراً عَنهُم يُنبِيكَ عَن
أسرَارِهِم بِنَصِيحَةٍ وَبَيَانِ
٢٤٨٢. قَالُوا الهُدَى لاَ يُستَفَادُ بِسُنَّةٍ
كَلاَّ وَلاَ أثَرٍ وَلاَ قُرآنِ
٢٤٨٣. إذ كُلُّ ذَاكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ
لَم تُبدِ عَن عِلمٍ وَلاَ إيقَانِ
٢٤٨٤. فِيهَا اشتِرَاكٌ ثُمَّ إجمَالٌ يُرَى
وَتَجَوُّزٌ بِالزَّيدِ وَالنُقصَانِ
٢٤٨٥. وَكَذَلِكَ الإِضمَارُ وَالتَّخصِيصُ وَال
حَذفُ الذِي لَم يُبدِ عَن تِبيَانِ
٢٤٨٦. وَالنَّقلُ آحادٌ فََموقُوفٌ عَلَى
صِدقِ الرُّوَاةِ وَلَيسَ ذَا بُرهَانِ
٢٤٨٧. إذ بَعضُهُم فِي البَعضِ يَقدَحُ دَائِماً
وَالقَدحُ فِيهِم فَهوَ ذُو إمكَانِ
٢٤٨٨. وَتَوَاتُرٌ وَهوَ القَلِيلُ وَنَادِرٌ
جِدًّا فَأينَ القَطعُ بِالبُرهَانِ
٢٤٨٩. هَذَا وَيَحتَاجُ السَّلاَمَةَ بَعدُ مِن
ذَاكَ المُعَارِضِ صَاحِبِ السُّلطَانِ
٢٤٩٠. وَهُوَ الذِي بِالعقلِ يُعرَفُ صِدقُهُ
وَالنَّفيُ مَظنُونٌ لَدَى الإِنسَانِ
٢٤٩١. فَلأجلِ هَذَا قَد عَزَلنَاهَا وَوَلَّي
نَا العُقُولَ وَمَنطِقَ اليُونَانِ
٢٤٩٢. فانظُر إِلَى الإِسلامِ كَيفَ بَقُاؤهُ
مِن بَعدِ هَذَا القَولِ ذِي البُطلاَنِ
٢٤٩٣. وَانظُر إلَى القُرآنِ مَعزَولاً لَدَي
هِم عضن نُفُوذِ وَلاَيَةِ الإِيقَانِ
٢٤٩٤. وَانظًر إِلَى قَولِ الرَّسُولِ كذَلكَ مَع
زُولاً لَدَيهِم لَيسَ ذَا سُلطَانِ
٢٤٩٥. وَاللهِ مَا عَزَلُوهُ تَعظِيماً لَهُ
أيَظُنُّ ذَلِكَ قَطُّ ذُو عِرفَانِ
٢٤٩٦. يَا لَيتَهُم إذ يَحكُمُونَ بِعَزلِهِ
لَم يَرفعُوا رَايَاتِ جَنكِسخَانِ
٢٤٩٧. يَا وَيلُهُم وَلُّوا نَتَاِجَ فِكرِهِم
وَقَضَوا بِهَا قَطعاً عَلَى القُرآنِ
٢٤٩٨. وَرِذَالُهُم وَلُّوا إشَارَاتِ ابنِ سِي
نَا حِينَ وَلُّوا مَنطِقَ اليُونَانِ
٢٤٩٩. وَانظُر إلَى نَصِّ الكِتَابِ مُجَدَّلاً
وَسَطَ العَرِينش مُمزَّقَ اللُّحمَانِ
٢٥٠٠. بِالطَّعنِ بِالإِجمَالِ وَالإٍضمَارِ وَالتَّ
خصِيصِ وَالتَّأوِيلِ بِالبُهتَانِ
٢٥٠١. وَالإِشتِرَاكُ وَبِالمَجَازِ وَحَذفِ مَا
شَاؤُوا بِدَعوَاهُم بِلاَ بُرهَانش
٢٥٠٢. وَانظُر إلَيهِ لَيسَ يَنفُذُ حُكمُهُ
بَينَ الخُصُومِ وَمَا لَهُ مِن شَانِ
٢٥٠٣. وَانظُر إلَيهِ لَيسَ يُقبَلُ قولُهُ
فِي العِلمِ بِالأوصَافِ للرَّحمَنِ
٢٥٠٤. لَكِنَّمَا المَقبُولُ حُكمُ العَقلِ لاَ
أحكَامُهُ لاَ يَستَوِي الحُكمَانِ
٢٥٠٥. يَبكِي عَليهِ أهلُهُ وَجُودُهُ
بِدمَائِهِم وَمَدَامِعِ الأجفَانِ
٢٥٠٦. عَهدُوهُ قِدماً لَيسَ يَحكُمُ غَيرُهُ
وَسوَاهُ مَعزُولٌ عَنِ السُّلطَانِ
٢٥٠٧. إن غَابَ نَابَت عَنهُ أقوَالُ الرَّسُو
لِ هُمَا لَهُم دُونَ الوَرَى حَكَمَانِ
٢٥٠٨. فَأتَاهُمُ مَا لَم يَكُن فِي ظَنِّهِم
فِي حُكمِ جَنكِسخَانِ ذِي الطُّغيَانِ
٢٥٠٩. بِجُنُودِ تَعطِيلٍ وَكُفرَانٍ مِن ال
مَغُولِ ثُمَّ اللاَّصِ وَالعَلاَّنِ
٢٥١٠. فَعَلُوا بِمِلَّتِهِ وَسُنَّتِهِ كَمَا
فَعَلُوا بِأمَّتِهش مِنَ العُدوَانِ
٢٥١١. وَاللهِ مَا انقَادُوا لِجَنكِسخَانَ حَتَّ
ى أعرَضُوا عَن مُحكَمِ القُرآنِ
٢٥١٢. وَاللهِ مَا وَلُّوه إلاَّ بَعدَ عَز
لِ الوَحيِ عَن عِلمٍ وَعَن إيقَانِ
٢٥١٣. عَزَلُوهُ عَن سُلطَانِهِ وَهُوَ اليَقِي
نُ المستَفَادُ لَنا مِنَ السُّلطَانِ
٢٥١٤. هَذَا وَلَم يَكفِ الذِي فَعَلُوهُ حَتَّ
ى تَمَّمُوا الكُفرَانَ بِالبُهتَانِ
٢٥١٥. جَعَلُوا القُرآنِ عِضِينَ إذ عَضَّوهُ أن
وَاعاً مُعَدَّدةً مِنَ النُّقصَانش
٢٥١٦. مِنهَا انتِفَاءُ خُرُوجِهِ مِن رَبِّنَا
لَم يَبدُ مِن رَبٍّ وَلاَ رَحمَنِ
٢٥١٧. لَكِنَّهُ خَلقٌ مِنَ اللَّوحِ ابتَدَا
أو جَبرَئِيلَ أوِ الرَّسُولِ الثَّانِي
٢٥١٨. مَا قَالَهُ رَبُّ السَّمَوَات العُلَى
لَيسَ الكَلامُ بِوَصفِ ذِي الغُفرَانِ
٢٥١٩. تَبًّا لَهُم سَلبُوهُ أكمَلَ وَصفِهِ
عَضَهُوهُ عَضهَ الرَّيبش وَالكُفرَانِ
٢٥٢٠. هَل يَستَوِي باللهِ نِسبَتُهُ إلَى
بَشَرٍ وَنِسبَتُهُ إلَى الرَّحمنَ
٢٥٢١. مِن أينَ للمَخلُوقِ عَينُ صِفَاتِهِ
اللهُ أكبَرُ لَيسَ يَستَوِيَانِ
٢٥٢٢. بَينَ الصِّفَاتِ وَبَينَ مَخلُوقٍ كَمَا
بَينَ الإِلَهِ وَهَذِهِ الأكوَانِ
٢٥٢٣. هَذَا وَقَد عَضهُوهُ أنَّ نُصُوَصَهُ
مَعزُولَةٌ عَن إمرَةش الإِيقانِ
٢٥٢٤. لَكِنَّ غَايَتَهَا الظُّنُونُ وَلَيتَهُ
ظَنًّا يَكُونُ مُطَابِقاً بِبَيَانِ
٢٥٢٥. لَكِن ظَوَاهِرُ مَا يُطَابِقُ ظَنَّهَا
مَا فِي الحَقِيقَةِ عِندَنَا بِوِزَانِ
٢٥٢٦. إلاَّ إِذَا مَا أوِّلَت فَمَجَازُهَا
بِزِيَادَةٍ فِيهَا أوِ النُّقصَانِ
٢٥٢٧. أو بِالكِنَايَةِ وَاستِعَارَاتٍ وَتَش
بِيهٍ وَأنوَاعِ المَجَازِ الثَّانِي
٢٥٢٨. فَالقَطعُ لَيسَ يُفِيدُهُ وَالظَّن مَن
فِيٌّ كَذَلِكَ فانتَفَآ الأمرَانِ
٢٥٢٩. فَلِمَ المَلاَمَةُ إذ عَزَلنَاهَا وَوَلَّ
ينَا العُقُولَ وَفِكرَةَ الأذهَانِ
٢٥٣٠. فَاللهُ يُعظِمُ فِي النُّصُوصِ أجُورَكُم
يَا أمَّةَ الآثَارِ والقُرآنِ
٢٥٣١. مَاتَت لَدَى الأقوَامِ لاَ يُحيُونَهَا
أبداً وَلاَ تُحييهُمُ لِهَوَانِ
٢٥٣٢. هَذَا وَقَولُهُم خِلاَفُ الحِسِّ وَال
مَعقُولِ وَالمَنقُولِ وَالبُرهَانِ
٢٥٣٣. مَعَ كَونِهِ أيضاً خِلاَفَ الفِطرَةش ال
أولَى وَسُنَّةِ رَبِّنَا الرَّحمَنِ
٢٥٣٤. فَاللهُ قَد فَطَرَ العِبَادَ عَلَى التَّفَا
هُمِ بِالخِطَابِ لِمَقصَدِ التِّبيَانِ
٢٥٣٥. كُلٌّ يَدُلُّ عَلَى الذِي فِي نَفسِهِ
بِكَلامِهِ مِن أهلِ كُلِّ لِسَانِ
٢٥٣٦. فَتَرَى المُخَاطِبَ قَاطِعاً بِمُرَادِهِ
هَذَا مَعُ التَّقصِير فِي الإِنسَانِ
٢٥٣٧. إذ كُلُّ لَفظٍ غَيرِ لَفظِ نَبِيِّنَا
هُوَ دُونَهُ فِي ذَا بِلاَ نُكرَانِ
٢٥٣٨. حَاشَا كَلاَمَ اللهِ فَهوَ الغَايَةُ ال
قُصوَى لَهُ أعلَى ذُرَى التِّبيَانِ
٢٥٣٩. لَم يَفهَمِ الثَّقَلاَنِ مِن لَفظٍ كَمَا
فَهِمُوا مِنَ الاخبَارِ وَالقُرآنِ
٢٥٤٠. فَهُوَ الذِي استَولَى عَلَى التبيان كاس
تِيلاَئِه حَقًّا عَلَى الإِحسَانِ
٢٥٤١. مَا بَعدَ تِبيَانِ الرَّسُولِ لنَاظِرٍ
إلاَّ العَمَى وَالعيبُ فِي العُميَانِ
٢٥٤٢. فَانظُر إلَى قَولِ الرَّسُولِ لِسَائِلٍ
مِن صَحبِهِ عَن رُؤيةِ الرَّحمَنِ
٢٥٤٣. حَقًّا تَرَون إلَهَكُم يَومَ اللِّقَا
رُؤيَا العِيَانِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ
٢٥٤٤. كَالبَدرِ لَيلَ تَمامِهِ وَالشَّمسِ فِي
نَحرِ الظَّهِيرَةِ مَا هُمَا مِثلاَنِ
٢٥٤٥. بَل قَصدُه تَحقِيقُ رُؤيَتِنَا لَهُ
فَأتَى بأظهَرِ مَا يُرَى بِعِيَانِ
٢٥٤٦. وَنَفَى السَّحَابَ وَذَاكَ أمرٌ مَانِعٌ
مِن رُؤيةِ القَمَرَينِ فِي ذَا الآنِ
٢٥٤٧. فَإذَا أتَى بالمُقتَضِي وَنَفَى المَوَا
نِعَ خَشيَةَ التقصيرِ فِي التِّبيَانِ
٢٥٤٨. صَلَّى عَلَيه الله مَا هَذَا الذِي
يَأتشي بِهِ مِن بَعدِ ذَا التِّبيَانِ
٢٥٤٩. مَاذَا يَقُولُ القَاصِدُ التبيَانَ يَا
أهلَ العَمَى مِن بَعدِ ذَا التِّبيَانِ
٢٥٥٠. فَبِأيِّ لَفظٍ جَاءَكُم قُلتُم لَهُ
ذَا اللَّفظِ مَعزُولٌ عَن الإِيقَانِ
٢٥٥١. وَضَربتُم فِي وَجهِهش بِعَسَاكِرِ التَّ
أوِيلِ دَفعاً مِنكُم بِلِيَانِ
٢٥٥٢. لَو أنَّكُم وَاللهِ عَامَلتُم بِذَا
أهلَ العُلُومِ وَكُتبَهُم بِوِزَانِ
٢٥٥٣. فَسَدَت تَصانِيفُ الُوجُودِ بأسرِهَا
وَغَدَت عُلُومُ النَّاسِ ذَاتَ هَوَانِ
٢٥٥٤. هَذَا وَليسُوا فِي بَيَانِ عُلُومِهِم
مِثلَ الرَّسُولِ وَمنزِلِ القُرآنِ
٢٥٥٥. وَالله لَو صحَّ الذِي قَد قُلتُمُ
قُطِعَت سَبِيلُ العِلمِ والإِيمَانِ
٢٥٥٦. فَالعقلُ لا يَهدِي إلَى تَفصِيلِهَا
لَكِنَّ مَا جَاءَت بِهِ الوَحيَانِ
٢٥٥٧. فإذَا غَدَا التفصِيلُ لَفظِيًّا وَمَع
زُولاً عَنِ الإِيقَانِ والرُّجحَانِ
٢٥٥٨. فَهُنَاكَ لاَ عِلماً أفَادت لاَ وَلاَ
ظَنًّا وَهَذا غَايَةُ الحِرمَانِ
٢٥٥٩. لَو صَحَّ ذَاكَ القَولُ لَم يَحصُل لَنَا
قَطعٌ بِقُولٍ قَطُّ مِن إنسَانِ
٢٥٦٠. وَغَدَا التَّخَاطُبُ فَاسسداً وفَسَادُهُ
أصلُ الفَسَادِ لنَوعِ ذَا الإِنسَانِ
٢٥٦١. مَا كَانَ يَحصُلُ عِلمُنَا بِشَهَادَةٍ
وَوَصِيَّةٍ كَلاَّ وَلاَ أيمَانِ
٢٥٦٢. وَكَذَلِكَ الإقرَارُ يُصبحُ فَاسِداً
إذ كَانض مُحتَمِلاً لِسَبعِ مَعَانِ
٢٥٦٣. وَكَذَا عُقُودُ العَالَمِينَ بِأسرِهَا
بِاللَّفظِ إذ يَتَخَاطَبُ الرَّجُلاَنِ
٢٥٦٤. أيَسُوغُ للشُّهَدَا شَهَادَتَهُم بِهَا
مِن غَيرِ عِلمٍ مِنهُمُ بِبَيَانِ
٢٥٦٥. إذ تِلكُمُ الألفَاظُ غَيرُ مُفِيدَةٍ
لِلِعِلمِ بَل لِلظَّنِّ ذِي الرُّجحَانِ
٢٥٦٦. بَل لاَ يَسُوغُ لِشَاهِدٍ أبَداً شَهَا
دتُهُ عَلَى مَدلُولِ نُطِقِ لِسَانِ
٢٥٦٧. بَل لاَ يُرَاقُ دَمٌ بِلَفظِ الكُفرِ مِن
مُتَكَلِّمٍ بِالظِّنِّ وَالحُسبَانِ
٢٥٦٨. بَل لاَ يُبَاحُ الفَرجُ بِالإِذنِ الذِي
هُوَ شَرطُ صِحَّتِهِ مِنَ النِّسوَانِ
٢٥٦٩. أيَسُوغُ للشُّهَدَاءِ جَزمُهُم بِأن
رَضِيَت بَلَفظٍ قَابِلٍ لِمَعَانِ
٢٥٧٠. هَذَا وَجُملَةُ مَا يُقَالُ بِأنَّهُ
فِي ذَا فَسَادُ العَقلِ وَالأديَانِ
٢٥٧١. هَذَا وَمِن بُهتَانِهِم أنَّ اللُّغَا
تِ أتَت بِنَقلِ الفَردِ وَالوحدَانِ
٢٥٧٢. فَانظُر إلَى الألفَاظِ فِي جَرَيَانِهَا
فِي هَذِهِ الأخبَارِ وَالقُرآنِ
٢٥٧٣. أتَظُنُّهَا تَحتَاجُ نَقلاً مُسنَداً
مُتَوَاتِراً أو نَقلُ ذِي وِحدَانِ
٢٥٧٤. أم قَد جَرَت مَجرَى الضُّرُورِيَّاتِ لاَ
تَحتَاجُ نَقلاً وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ
٢٥٧٥. إلاَّ الاقَلُ فَإنَّهُ يَحتَاجُ للنَّ
قلِ الصَّحِيحِ وَذَاكَ ذُو تِبيَانِ
٢٥٧٦. وَمِنَ المَصَائِبِ قَولُ قَائِلِهِم بِأنَّ
اللهَ أظهَرُ لَفظَةٍ بِلِسَانِ
٢٥٧٧. وَخِلاَفُهُم فِيهِ كَثيرٌ ظَاهِرٌ
عَربِيُّ وَضع ذَاك أم سِريانِي
٢٥٧٨. وَكذَا اختِلاَفُهُم أمشتَقًّا يُرَى
أم جَامِداً قَولاَنِ مَشهُورَانِ
٢٥٧٩. وَالأصلُ مَاذَا فِيهِ خُلفٌ ثَابِتٌ
عِندَ النُّحَاةِ وَذَاكَ ذُو ألوَانِ
٢٥٨٠. هَذَا وَلفظُ اللهِ أظهرُ لَفظٍ
نَطَقَ اللِّسَانُ بِهَا مَدَى الأزمَانِ
٢٥٨١. فانظُر بِحَقِّ اللهِ مَاذا فِي الَّذِي
قُالُوهُ مِن لَبسٍ وَمِن بُهتَانِ
٢٥٨٢. هَل خَالَفَ العُقَلاَءُ أنَّ الله رّبُّ
العَالَمِينَ مُدَبِّرُ الأكوَانِ
٢٥٨٣. مَا فِيهِ إجمَالٌ وَلاَ هُوَ مُوهِمٌ
نَقلَ المَجازِ وَلاَ لَهُ وَضعَانِ
٢٥٨٤. وَالخَلفُ فِي أحوَالِ ذَاكَ اللَّفظِ لاَ
فِي وَضعِهِ لَم يَختِلِف رَجلاَنِ
٢٥٨٥. وَإذا هُمُ اختَلَفُوا بِلَفظَةِ مَكَّةٍ
فِيهِ لَهُم قَولاَنِ مَعرُوفَانِ
٢٥٨٦. أفَبَينَهُم خُلفٌ بِأنَّ مُرَادَهُم
حَرَمُ الإِلَهِ وَقِبلَةُ البُلدَانِ
٢٥٨٧. وَإذَا هُمُ اختَلَفوا بِلَفظَةِ أحمَدٍ
فِيهِ لَهُم قَولاَنِ مَذكُورَانِ
٢٥٨٨. أفَبَينَهُم خُلفٌ بِأنَّ مُرَادَهُم
مِنهُ رَسُولُ اللهِ ذُو البُرهَانِ
٢٥٨٩. وَنظِيرُ هَذَا لَيسَ يُحصَرُ كَثرَةً
يَا قَومُ فَاستحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ
٢٥٩٠. أبِمِثلِ ذَا الهَذَيَانِ قَد عُزِلَت نُصُو
صُ الوَحيِ عَن عِلمٍ وَعَن إيقَانِ
٢٥٩١. فَالحَمدُ للهِ المُعَافِي عَبدَهُ
مِمَّا بَلاَكُم يَا ذَوِي العِرفَانِ
٢٥٩٢. فَلأجلِ ذَاكَ نَبَذُوا الكِتَابَ وَرَاءهُم
وَمَضَوا عَلى آثارِ كُلِّ مُهَانِ
٢٥٩٣. وَلأجلِ ذَاكَ غَدَوا عَلَى السُّنَنِ الَّتِي
جَاءت وأهلِيهَا ذوِي أضغَانِ
٢٥٩٤. يَرمُونَهُم كَذِباً بِكُلِّ عَظِيمَةٍ
حَاشَاهُم مِن إفكِ ذِي بُهتَانِ
٢٥٩٥. فَرَمَوهُمُ بَغياً بِمَا الرَّامِي بِهِ
أولَى لِيدفَعَ عَنهُ فِعلَ الجَانِي
٢٥٩٦. يَرمِي البَرِيءَ بِمَا جَنَاهُ مُبَاهِتاً
وَلِذَاكَ عِندَ الغِرِّ يَشتَبِهَانش
٢٥٩٧. سَمُّوهُمُ حَشويَّةً وَنَوَابتاً
وَمُجَسِّمِينَ وَعَابِدِي أوثَانِ
٢٥٩٨. وَكَذاكَ أعدَاءُ الرَّسُولِ وَصَحبِهِ
وَهُمُ الرَّوَافِضُ أخبَثُ الحَيَوَانِ
٢٥٩٩. نَصَبُوا العَداوَةَ للصَّحابَةِ ثُمَّ سَمَّ
وا بِالنَّوَاصِبِ شِيعَةَ الرَّحمَنِ
٢٦٠٠. وَكَذَا المُعَطِّلُ شَبَّهَ الرَّحمَنَ بِال
مَعدُومِ فاجتَمَعَت لَهُ الوَصفَانِ
٢٦٠١. وَكَذَاكَ شَبَّهَ قَولَهُ بِكَلاَمِنَا
حَتَّى نَفَاهُ وَذَانِ تشبِيهَانِ
٢٦٠٢. وأتَى إلَى وَصفِ الرَّسُولِ لِرَبِّهِ
سَمَّاهُ تَشبِيهاً فَيَا إخوَانش
٢٦٠٣. بِاللهِ مَن أولَى بهذَا الإِسمِ مِن
هَذَا الخَبِيثِ المُخبِثِ الشَّيطانِ
٢٦٠٤. إن كَانَ تَشبِيهاًً ثُبُوتُ صِفَاتِهِ
سُبحَانَهُ فَبِأَكمَلش ذِي شَانِ
٢٦٠٥. لَكِنَّ نَفيَ صِفَاتِهِ تَشبِيهُهُ
بِالجَامَدَاتِ وَكُلِّ ذِي نُقصَانِ
٢٦٠٦. بَل بِالذِي هُوَ غَيرُ شَيءٍ وَهُوَ مَع
دُومٌ وَإن يُفرَض فَفِي الأذهَانِ
٢٦٠٧. فَمِنِ المُشَبِّهُ بِالحَقَيقَةِ أنتُمُ
أم مُثبِتُ الاوصَافِ للرِّحمَنِ
٢٦٠٨. هَذَا وَثَمَّ لَطِيفَةٌ عَجَبٌ سَأب
دِيهَا لَكُم يَا مَعشَرَ الإِخوَانِ
٢٦٠٩. فَاسمَع فَذَاكَ مُعَطِّلٌ وَمُشَبِّهٌ
وَاعقِل فَذَاك حَقِيقَةُ الإِنسَانِ
٢٦١٠. لاَ بُدَّ أن يَرِثَ الرَّسُولَ وَضِدَّهُ
فِي النَّاسِ طَائِفَتَانش مُختَلِفَانِ
٢٦١١. فَالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى مِنهَاجِهِ
والوَارثُونَ لِضِدِّهِ فِئتَانِ
٢٦١٢. إحدَاهُمَا حَربٌ لَهُ ولِحِزبِهِ
مَا عِندَهُم فِي ذَاكَ مِن كِتمَانش
٢٦١٣. فَرَمَوهُ مِن ألقَابِهِم بِعَظَائِمٍ
هُم أهلُهَا لاَ خِيرَةُ الرَّحمَنش
٢٦١٤. فَأتَى الألَى وَرِثُوهُمُ فَرَمَوا بِهَا
وُرَّاثَهُ بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ
٢٦١٥. هَذَا يُحَقِّقُ إِرثَ كُلٍّ مِنهُمَا
فَاسمَع وَعِه يَا مَن لَهُ أذُنَانِ
٢٦١٦. وَالآخَرُونَ أولُو النِّفَاقَ فَأضمَرُوا
شَيئاً وَقَالُوا غَيرَهُ بِلِسَانِ
٢٦١٧. وَكَذَا المُعَطِّلُ مُضمِرٌ تَعطِيلَهُ
قَد أظهَرَ التَّنزِيهَ للرَحمَنِ
٢٦١٨. هَذِي مَوارِيثُ العِبَادِ تَقَسَّمَت
بَينَ الطَّوَائِفِ قِسمَةَ المَنَّانِ
٢٦١٩. هَذَا وَثَمَّ لَطِيفَةٌ أخرَى بِهَا
سُلوَانُ مَن قَد سُبَّ بِالبُهتَانِ
٢٦٢٠. تَجِدُ المُعَطِّلَ لاَعِناً لِمُجَسِّمٍ
وَمُشَبِّهٍ لله بالإِنسَانِ
٢٦٢١. وَالله يَصرِفُ ذَاك عَن أهلِ الهُدَى
كَمُحَمَّدٍ وَمُذَمَّمٍ إسمَانِ
٢٦٢٢. هُم يَشتُمُونَ مُذَمَّماً وَمُحَمَّدٌ
عَن شَتمِهِم فِي مَعزِلٍ وَصِيَانِ
٢٦٢٣. صَانَ الإِلَهُ مُحَمَّداً عَن شَتمِهِم
فِي اللَّفظِ وَالمعنَى همَا صِنوَانِ
٢٦٢٤. كَصِيَانَةٍ الأتبَاعِ عَن شتمِ المُعَطِّ
لِ للمُشَبِّهِ هَكَذَا الإرثَانِ
٢٦٢٥. وَالسَّبُّ مَرجِعُهُ إلَيهِم إذ هُمُ
أهلٌ لِكُلِّ مَذَمَّةٍ وَهَوَانِ
٢٦٢٦. وَكَذَا المُعَطِّلُ يَلعُنُ اسمَ مُشَبِّهٍ
وَاسمُ المُوَحِّدِ فِي حِمَى الرَّحمَنِ
٢٦٢٧. هَذِي حِسَانُ عَرَائِسٍ زُفَّت لَكُم
وَلَدَى المُعطِّلِ هُنَّ غَيرُ حِسَانِ
٢٦٢٨. وَالعِلمُ يَدخُلُ قَلبَ كُلِّ مُوَفَّقٍ
مِن غَيرِ بَوَّابٍ وَلاَ استئِذَانِ
٢٦٢٩. وَيَرُدُّهُ المَحرُومُ مِن خُذلاَنِهِ
لاَ تُشقِنَا اللَّهُمَّ بالحِرمَانِ
٢٦٣٠. يَا فِرقَةً نَفَتِ الإِلَهَ وَقَولَهُ
وَعُلُوَّهُ بِالجَحدِ وَالكُفرَانِ
٢٦٣١. مُوتُوا بِغَيظِكُمُ فَرَبِّي عَالِمٌ
بِسَرَائِرٍ مِنكُم وَخُبثِ جَنَانِ
٢٦٣٢. فَالله نَاصِرُ دِينِهِ وَكِتَابِهِ
وَرَسُولِهِ بِالعِلمِ وَالسّلطَانِ
٢٦٣٣. وَالحَقُّ رُكنٌ لاَ يَقُومُ لِهَدِّهِ
أحَدٌ وَلَو جُمِعَت لَهُ الثَّقَلاَنِ
٢٦٣٤. تُوبُوا إلَى الرَّحمَنِ مِن تَعطِيلكُم
فَالرَّبُّ يَقبَلُ تَوبَةَ النَّدمَانِ
٢٦٣٥. مَن تَابَ مِنكُم فَالجِنَانُ مَصِيرُهُ
أو مَاتَ جَهمِيًّا فَفِي النِّيرَانِ
٢٦٣٦. وَاسمَع وَعِه سِراًّ عَجِيباً كَانَ مَك
تُوماً مِنَ الأقوَامش مُنذُ زَمَانِ
٢٦٣٧. فَأذَعتُهُ بَعدَ اللُتَيَّا وَالتِي
نُصحاً وَخَوفَ مَعَرَّةِ الكِتَمَانِ
٢٦٣٨. جِيمٌ وَجِيمٌ ثُمَّ جِيمٌ مَعهُمَا
مَقرُونَةً مَع أحرُفٍ بِوِزَانِ
٢٦٣٩. فِيهَا لَدَى الأقوَامِ طِلَّسمٌ مَتَى
تَحلُلهُ تَحلُل ذِروَةَ العِرفَانِ
٢٦٤٠. فَإذَا رَأيتَ الثَّورَ فِيهِ تَقَارَنَ ال
جِيمَاتُ بِالتَّثلِيثِ شَرَّ قِرَانِ
٢٦٤١. دَلَّت عَلَى أنَّ النُّحُوسَ جَمِيعَهَا
سَهمُ الَّذِي قَد فَازَ بِالخُذلاَنِ
٢٦٤٢. جَبرٌ وَإرجَاءٌ ثُمَّ جِيمُ تَجَهُّمٍ
فَتَأمَّل المَجمُوعَ فِي المِيزَانِ
٢٦٤٣. فَاحكُم بِطَالِعِهَا لِمَن حَصَلَت لَهُ
بِخَلاَصِهِ مِن رِبقَةِ الإِيمَانِ
٢٦٤٤. فَاحمِل عَلَى الأقدَارِ ذَنبُكَ كُلَّهُ
حَملَ الجُذُوعِ عَلَى قُوَى الجُدرَانِ
٢٦٤٥. وَافتَح لِنَفسِكَ بَابَ عُذرِكَ إذ تَرى ال
أفعَالَ فِعلَ الخَالِقِ الدَّيَّانِ
٢٦٤٦. فَالجَبرُ يُشهِدُكَ الذُّنُوبَ جَمِيعَهَا
مِثلَ ارتِعَاشِ الشَّيخِ ذِي الرَّجَفَانِ
٢٦٤٧. لاَ فَاعِلٌ أبَداً وَلاَ هُوَ قَادِرٌ
كَالمَيتِ أُدرِجَ دَاخِلَ الأكفَانِ
٢٦٤٨. وَالأمرُ والنَّهيِ اللَّذَانِ تَوَجَّهَا
فَهُمَا كَأمرِ العَبدِ بِالطَّيَرَانِ
٢٦٤٩. وَكَأمرِهِ الأعمَى بِنَقطِ مَصَاحِفٍ
أو شَكلِهَا حَذَراً مِنَ الألحَانِ
٢٦٥٠. وَذَا ارتَفَعتَ دُرَيجَةً أخرَى رَأي
تَ الكُلَّ طَاعَاتٍ بِلاَ عِصيَانِ
٢٦٥١. إن قِيلَ قَد خَالفَت أمرَ الشَّرعِ قُل
لَكِن أطَعتُ إرَادَةَ الرَّحمَنِ
٢٦٥٢. وَمُطِيعُ أمرِ اللهِ مِثلُ مُطِيعِ مَا
يَقضِي بِهِ وَكِلاَهُمَا عَبدانِ
٢٦٥٣. عَبدُ الأوَامِرِ مِثلُ عَبدِ مَشِيئَةٍ
عِندَ المُحَقِّقِ لَيسَ يَفتَرِقَانش
٢٦٥٤. فَانظُر إلَى مَا قَادَتِ الجِيمُ الَّذِي
لِلجَبرِ مِن كُفرٍ وَمِن بُهتَانِ
٢٦٥٥. وَكَذَلكَ الإِرجَاءُ حِينَ تُقِرُّ بِال
مَعبُودِ تُصبِحُ كَامِلَ الإِيمَانِ
٢٦٥٦. فَارمِ المَصَاحِفَ فِي الحُشُوشِ وَخَرب
البَيتَ العَتِيقَ وَجِدَّ فِي العِصيَانِ
٢٦٥٧. وَاقتُل إذَا مَا اسطَعتَ كُلَّ مُوَحِّدٍ
وَتَمَسَّحَن بِالقِسِّ وَالصُّلبَانِ
٢٦٥٨. وَاشتُم جَمِيعَ المُرسَلِينَ وَمَن أتَوا
مِن عِندِهِ جَهراً بِلاَ كِتمَانِ
٢٦٥٩. وَإِذَا رَأيت حِجَارَةً فَاسجُد لَهَا
بَل خُرَّ لِلأصنَامِ وَالأوثَانِ
٢٦٦٠. وَأقِرَّ أنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهُ
هُوَ وَحدَهُ البَارِي لِذِي الأكوَانِ
٢٦٦١. وَأقِرَّ أنَّ رَسُولَهُ حَقًّا أتَى
مِن عِندِهِ بِالوَحيِ وَالقُرآنِ
٢٦٦٢. فَتَكُونَ حَقًّا مُؤمِناً وَجَمِيعُ ذَا
وِزرٌ عَلَيكَ وَلَيسَ بِالكُفرَانِ
٢٦٦٣. هَذَا هُوَ الإِرجَاءُ عِندَ غُلاَتِهِم
مِن كُلِّ جَهمِيٍّ أخِي الشَّيطَانِ
٢٦٦٤. فَأضِف إلَى الجِيمَين جِيمَ تَجَهُّمٍ
وَانفِ الصِّفَاتِ وَألقِ بِالأرسَانِ
٢٦٦٥. قُل لَيسَ فَوقَ العَرشِ رَبٌّ عَالِمٌ
بِسَرَائِرٍ مِنَّا وَلاَ إعلاَنِ
٢٦٦٦. بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ ذُو سَمعٍ وَلاَ
بَصَرٍ وَلاَ عَدلٍ وَلاَ إحسَانِ
٢٦٦٧. بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ مَعبُودٌ سِوَى ال
عَدَمِ الَّذِي لاَ شَيءَ فِي الأعيَانِ
٢٦٦٨. بَل لَيسَ فَوقَ العَرشِ مِن مُتَكَلِّمٍ
بِأوَامِرٍ وَزَوَاجِرٍ وَقُرَانِ
٢٦٦٩. كَلاَّ وَلاَ كَلِمٌ إلَيهِ صَاعِدٌ
أبَداً وَلاَ عَمَلٌ لِذِي شُكرَانِ
٢٦٧٠. أنَّى وَحَظُّ العَرشِ مِنهُ كَحَظِّ مَا
تَحَتَ الثَّرَى عِندَ الحَضِيضِ الدَّانِي
٢٦٧١. بَل نِسبَةُ الرَّحمَنِ عِندَ فَرِيقِهِم
لِلعَرشِ نِسبَتُهُ إلى البُنيَانِ
٢٦٧٢. فَعَلَيهِمَا استَولَى جَمِيعاً قُدرَةً
وَكِلاَهُمَا مِن ذَاتِهِ خِلوَانِ
٢٦٧٣. هَذَا الَّذِي أعطَتهُ جِيمُ تَجَهُّمٍ
حَشواً بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ
٢٦٧٤. تَاللهِ مَا استَجمَعنَ عِندَ مُعَطِّلٍ
جِيمَاتُهَا وَلَدَيهِ مِن إيمَانِ
٢٦٧٥. وَالجَهمُ أصَّلَهَا جَمِيعاً فَاغتَدَت
مَقسُومَةً فِي النَّاسِ بِالمِيزَانِ
٢٦٧٦. وَالوَارِثُونَ لَهُ عَلَى التَّحقِيقِ هُم
أصحَابُهَا لاَ شِيعَةُ الإِيمَانِ
٢٦٧٧. لَكِن تَقَسَّمَتِ الطَّوَائِفُ قَولَهُ
ذُو السَّهمِ وَالسَّهمَينِ وَالسُّهمَانِ
٢٦٧٨. لَكِن نَجَا أهلُ الحَدِيثِ المَحضِ أت
بَاعُ الرَّسُولِ وَتَابِعُو القُرآنِ
٢٦٧٩. عَرَفُوا الَّذِي قَد قَالَ مَع عِلمٍ بِمَا
قَالَ الرَّسُولُ فَهُم أولُوا العِرفَانِ
٢٦٨٠. وَسِوَاهُمُ فِي الجَهلِ وَالدَّعوَى مَعَ ال
كِبرِ العَظِيمِ وَكثرَةش الهَذَيَانِ
٢٦٨١. مَدُّوا يَداً نَحوَ العُلَى بِتكَلُّفٍ
وَتَخَلُّفٍ وَتَكَبُّرٍ وَتَوَانِ
٢٦٨٢. أتُرَى يَنَالُوهَا وَهَذَا شَانُهُم
حَاشَا العُلَى مِن ذَا الزَّبُونِ الفَانِي
٢٦٨٣. وَسَلِ المُعَطِّلَ مَا تَقُولُ إذَا أتَى
فِئَتَانِ عِندَ الله يَختَصِمَانِ
٢٦٨٤. إحدَاهُمَا حَكَمَت عَلَى مَعبُودِهَا
بِعُقَولِها وَبِفَكرَةِ الأذهَانِ
٢٦٨٥. سَمَّتهُ مَعقُولاً وَقَالَت إنَّهُ
أولَى مِنَ المَنصُوصِ بِالبُرهَانِ
٢٦٨٦. وَالنَّصُّ قَطعاً لاَ يُفِيدُ فَنَحنُ أوَّ
لنَا وَفَوَّضنَا لَنَا قَولاَنِ
٢٦٨٧. قَالَت وَقُلنَا فِيكَ لَستَ بِدَاخِلٍ
فِينَا وَلَستَ بِخَارِجِ الأكوَانِ
٢٦٨٨. وَالعَرشَ أخلَينَاهُ مِنكَ فَلَستَ فَو
قَ العَرشِ لَستَ بِقَابِلٍ لِمَكَانِ
٢٦٨٩. وَكَذَاكَ لَستَ بِقَائِلِ القُرآنِ بَل
قَد قَالَهُ بَشَرٌ عَظِيمُ الشَّانِ
٢٦٩٠. وَنَسَبتَهُ حَقَّا إلَيكَ بِنِسبَةِ التَّ
شرِيفِ تَعظِيماً لِذِي القُرآنِ
٢٦٩١. وَكَذَاكَ قُلُنَا لَستَ تَنزِلُ فِي الدُّجَى
إنَّ النُّزُولَ صِفَاتُ ذِي الجُثمَانِ
٢٦٩٢. وَكَذَاكَ قُلُنَا لَست ذَا وَجهٍ وَلاَ
سَمعٍ وَلاَ بَصَرٍ فَكَيفَ يَدَانِ
٢٦٩٣. وَكَذَاكَ قُلنَا لاَ تُرَى فِي هَذهِ الدُّ
نيَا وَلاَ يَومَ المَعَادِ الثَّانِي
٢٦٩٤. وَكَذَاكَ قُلنَا مَا لِفِعلِكَ حِكمَةٌ
مِن أجلِهَا خَصَّصتَهُ بِزَمَانِ
٢٦٩٥. مَا ثَمَّ غَيرُ مَشِيئَةٍ قَد رَجَّحَت
مِثلاً عَلَى مِثلٍ بِلاَ رُجحَانِ
٢٦٩٦. لَكِنَّ مِنَّا مَن يَقُولُ بِحكمَةٍ
لَيسَت بِوَصفٍ قَامَ بالرَّحمَنِ
٢٦٩٧. هَذَا وَقُلنَا مَا اقتَضَتهُ عُقَولُنَا
وَعُقُولُ أشيَاخٍ ذَوِي عِرفَانِ
٢٦٩٨. قَالُوا لَنَا لاَ تَأخُذوا بِظََوَاهِرِ ال
وَحيَينِ تَنسَلِخُوا مِنَ الإِيمَانِ
٢٦٩٩. بَل فَكِّرُوا بِعُقُولِكُم إن شِئتُمُ
أو فَاقبَلُوا آراءَ عَقلِ فَلاَنِ
٢٧٠٠. فَلأجلِ هَذَا لَم نُحَكِّم إن شِئتُم
أو فَاقبَلُوا آراءَ عَقلِ فَلاَنِ
٢٧٠١. إذ كُلُّ تِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ
مَعزُولَةٌ عن مُقتَضَى البُرهَانِ
٢٧٠٢. وَالآخَرُونَ أتَوا بِمَا قَد قَالَهُ
مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلا كِتمَانِ
٢٧٠٣. قَالُوا تَلَقَّينَا عَقِيدَتَنَا عنِ ال
وَحيَينِ بِالأخبَارِ وَالقُرآنِ
٢٧٠٤. فَالحُكمُ مَا حَكَمَا بِهِ لاَ رَأيُ أه
لِ الإِختِلاَفِ وَظَنُّ ذِي الحُسبَانِ
٢٧٠٥. آراؤهُم أحدَاثُ هَذَا الدِّينِ نَا
قِضَةٌ لأصلِ طَهَارَةِ الإِيمَانِ
٢٧٠٦. آراؤهُم رِيحُ المَقَاعِدِ أينَ تِل
كَ الرِّيحُ مِن رَوحٍ وَمِن رَيحَانِ
٢٧٠٧. قَالوا وأنتَ رَقِيبُنَا وَشَهِيدُنَا
مِن فَوقِ عَرشِكَ يَا عظِيمَ الشَّانِ
٢٧٠٨. إنَّا أبَينَا أن نَدِينَ بِبِدعَةٍ
وَضَلاَلَةٍ أو إفكِ ذِي بُهتَانش
٢٧٠٩. لَكِن بِمَا قَد قُلتَهُ أو قَالَهُ
مَن قَد أتَانَا عَنكَ بِالفُرقَانِ
٢٧١٠. وَكَذَاكَ فَارقنَاهُمُ حِينَ احتِيَا
جِ النَّاسِ لِلأنصَارِ وَالأعوَانِ
٢٧١١. كَيلاَ نَصِيرَ مَصِيرَهُم فِي يَومِنَا
هَذَا وَنَطمَعُ مِنكَ بِالغفرَانِ
٢٧١٢. فَمَنِ الَّذِي مِنَّا أحَقُّ بِأمنِهِ
فَاختَر لِنفَسِكَ يَا أخَأ العِرفَانِ
٢٧١٣. لاَ بُدَّ أن نَلقَاهُ نَحنُ وَأنتمُ
فِي مَوقِفِ العَرضِ العَظِيمِ الشَّانِ
٢٧١٤. وَهُنَاكَ يَسألُنَا جَمِيعاً رَبُّنَا
وَلدَيهِ قَطعاً نَحنُ مُختَصِمَان
٢٧١٥. فَنَقُولُ قُلتَ كَذَا وَقَالَ نَبِيُّنَا
أيضاً كَذَا فَإمَامُنَا الوَحيَانِ
٢٧١٦. فَافعل بِنَا مَا أنتَ أهلٌ بَعدَ ذَا
نَحنُ العَبِيدُ وَأنتَ ذُو الإِحسَانِ
٢٧١٧. أفَتَقدِرُونَ عَلَى جَوَابٍ مِثلَ ذَا
أم تَعدِلُونَ إلَى جَوابٍ ثَانِ
٢٧١٨. مَا فِيهِ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ
بَل فِيهِ قُلنَا مِثلَ قَولِ فَلاَنِ
٢٧١٩. وَهُوَ الَّذِي أدَّت إلَيهِ عُقُولَنَا
لَمَّا وَزَنَّا الوَحيَ بِالمِيزَانِ
٢٧٢٠. إن كَان ذَلِكُمُ الجَوَابُ مُخَلِّصاً
فَامضُوا عَلَيهِ يَا ذَوشي العِرفَانِ
٢٧٢١. تَالله مَا بَعدَ البَيَانِ لِمُنصِفٍ
إلاَّ العِنَادُ وَمَركَبُ الخُذلاَنِ
٢٧٢٢. يَا أيُّهَا البَاغِي عَلَى أتبَاعِهِ
بِالظُّلمِ وَالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ
٢٧٢٣. قَد حَمَّلُوك شَهادَةً فَاشهَد بِهَا
إن كُنتَ مَقبُولاً لَدَى الرَّحمَنِ
٢٧٢٤. وَاشهَد عَلَيهِم إن سُئِلتَ بأنَّهُم
قَالُوا إلَهُ العَرشِ وَالأكوَانِ
٢٧٢٥. فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى حَقًّا عَلَى ال
عَرشِ استَوَى سُبحَانَ ذِي السُّلطَانِ
٢٧٢٦. والأمرُ يَنزِلُ مِنهُ ثُمَّ يَسِيرُ فِي ال
أقطَارِ سُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
٢٧٢٧. وَإلَيهِ يَصعَدُ مَا يَشَاءُ بأمرِهِ
مِن طَيِّبَاتِ القَولِ وِالشُّكرَانِ
٢٧٢٨. وَإلَيهِ قَد صَعِدَ الرَّسُولُ وَقَبلَهُ
عِيسَى ابنُ مَريَمُ كَاسِرُ الصُّلبَانِ
٢٧٢٩. وَكَذلِكَ الأملاَكُ تَصعَدُ دَائِماً
مِن هَا هُنَا حَقًّا إلى الدَّيَّانِ
٢٧٣٠. وَكَذَلِكَ رُوحُ العَبدِ بَعدَ مَمَاتِهَا
تَرقَى إلَيهِ وَهوَ ذُو إيمَانِ
٢٧٣١. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُ سُبحَانَهُ
مُتَكَلِّمٌ بِالوَحَيِ وَالقُرآنِ
٢٧٣٢. سَمِعَ الأمِينُ كَلاَمَهُ مِنهُ وَأدَّا
هُ إلَى المَبعُوثِ بِالفُرقَانِ
٢٧٣٣. هُوَ قَولُ رَبِّ العَالَمِينَ حَقِيقَةً
لَفظاً وَمَعنًى لَيسَ يَفتَرقَان
٢٧٣٤. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّه سُبحَانَهُ
قَد كَلَّمَ المَولُودَ مِن عِمرَانِ
٢٧٣٥. سَمِعَ ابنُ عِمرَانَ الرَّسُولُ كَلاَمَهُ
مِنهُ إلَيهِ مَسمَعَ الآذانِ
٢٧٣٦. واشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَالُوا بِأنَّ
الله نَادَاهُ بِلاَ كِتمَانِ
٢٧٣٧. واشهَد عَلَيهم أنهُم قَالُوا بِأنَّ
الله نَادَى قَبلَهُ الأبَوَانِ
٢٧٣٨. وَاشهَد عَلَيهِم أنهُم قَالُوا بأنَّ
الله يَسمَعُ صَوتَهُ الثَّقَلاَنِ
٢٧٣٩. وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ لرَسُولِهِ
إنِّي أنَا الله العَظِيمُ الشَّانِ
٢٧٤٠. وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ لرَسُولِهِ
اذهَب إلَى فِرعَونَ ذِي الطُّغيَانِ
٢٧٤١. وَاللهُ قَالَ بِنَفسِهِ حَمَ مَع
طَهَ وَمَع يَس قَولَ بَيَانِ
٢٧٤٢. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم وَصَفُوا الإِل
هَ بِكُلِّ مَا قَد جَاءَ فِي القُرآنِ
٢٧٤٣. وَبِكُلِّ مَا قَالَ الرَّسُولُ حَقِيقَةً
مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ عُدوَانِ
٢٧٤٤. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ قَولَ نَبِيِّهِم
وَكَلاَمَ رَبِّ العَرشِ ذَا التِّبيَانِ
٢٧٤٥. نَصٌّ يُفِيدُ لَدَيهِم عِلمَ اليَقِي
نِ إفَادَةَ المَعلُومِ بِالبُرهَانِ
٢٧٤٦. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَد قَابَلُوا التَّ
عطِيلَ وَالتَّمثِيلَ بِالنُّكرَانِ
٢٧٤٧. إنَّ المُعَطِّلَ وَالممثِّلَ مَا هُمَا
مُتَيَقِّنِينَ عِبَادَةَ الرَّحمَنِ
٢٧٤٨. ذَا عَابِدُ المعدُومِ لاَ سُبحَانَهُ
أبداً وَهَذَا عَابِدُ الأوثَانِ
٢٧٤٩. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم قَد أثبَتُوا ال
أسمَاءَ وَالأوصَافَ للدَّيَّانِ
٢٧٥٠. وَكَذِلِكَ الأحكَامُ أحكَامُ الصِّفَا
تِ وَهَذِهِ الأركَان للإِيمَانِ
٢٧٥١. قَالُوا عَلِيمٌ وَهوَ ذُو عِلمٍ وَيُع
لَمُ غَايَةَ الإِسرَارِ وَالإعلاَنِ
٢٧٥٢. وَكَذَا بَصِيرٌ وَهوَ ذُو بَصَر وَيُب
صِرُ كُلَّ مَرئِيٍّ وَذِي الأكوَانِ
٢٧٥٣. مُتَكَلِّمٌ وَلَهُ كَلاَمٌ وَصفُهُ
وَيُكَلِّمُ المَخصُوصَ بِالرِّضوَانِ
٢٧٥٤. وَهُوَ القَوِيُّ بِقُوَّةٍ هِيَ وَصفُهُ
وَمَلِيكُ يَقدِرُ يَا أخَا السُّلطَانِ
٢٧٥٥. وَهُوَ المُرِيدُ لَهُ الإِرَادَةُ هَكَذَا
أبَداً يُرِيدُ صَنَائعَ الإحسَانِ
٢٧٥٦. وَالوَصفُ مَعنًى قَائِمٌ بِالذَّاتِ وَال
أسمَاءُ أعلاَمٌ لَهُ بِوزَانِ
٢٧٥٧. أسمَاؤهُ دَلَّت عَلَى أوصَافِهِ
مُشتَقَّةً مِنهَا اشتِقَاقَ مَعَانِ
٢٧٥٨. وَصِفَاتُهُ دَلَّت عَلَى أسمَائِهِ
وَالِفعِلُ مُرتَبٍطٌ بِهِ الأمرَانِ
٢٧٥٩. وَالحُكمُ نِسبَتُهَا إلَى مُتَعَلِّقَا
تٍ تَقضِي آثَارَهَا بِبَيَانِ
٢٧٦٠. وَلَرُبَّمَا يُعنَى بِهِ الإِخبَارُ عَن
آثارِهَا يُعنَى بِهِ أمرَانِ
٢٧٦١. وَالفِعلُ إعطَاءُ الإِرادَةِ حُكمَهَا
مَعَ قُدرَةِ الفَعَّالِ وَالإمكَانِ
٢٧٦٢. فَإِذَا انتَفَت أوصَافُهُ سُبحَانَهُ
فَجِمِيعُ هَذَا بَيِّنُ البُطلاَنِ
٢٧٦٣. وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم قَالُوا بِهَ
ذَا كُلِّهِ جَهراَ بِلاَ كِتمَانِ
٢٧٦٤. وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم بُرَآءُ مِن
تَأويلِ كُلِّ مُحَرِّفٍ شَيطَانِ
٢٧٦٥. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم يَتَأوَّلُو
نَ حَقِيقَةَ التَّأوِيلِ فِي القُرآنِ
٢٧٦٦. هُم فِي الحَقِيقَةِ أهلُ تَأوِيلِ الَّذِي
يُعنَى بِهِ لاَ قَائِلُ الهَذَيَانِ
٢٧٦٧. وَاشهَد عَليهِم أنَّ تَأوِيلاَتِهم
صَرفٌ عَنِ المَرجُوحِ للرُّجحَانِ
٢٧٦٨. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم حَمَلُوا النُّصُو
صَ عَلَى الحَقِيقَةِ لاَ المَجَازِ الثَّانِي
٢٧٦٩. إلاَّ مَا اضطَرَّهُم لِمَجَازِهَا ال
مُضطَرُّ مِن حِسٍّ وَمِن بُرهَانِ
٢٧٧٠. فَهُنَاكَ عِصمَتُهَا إبَاحَتُهُ بِغَي
رِ تَجَانفٍ للإثمِ وَالعُدوَانِ
٢٧٧١. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم لا يَكفِرُوا
نَكُمُ بِمَا قُلتُم مِنَ الكُفرَانِ
٢٧٧٢. إذ أنتُم أهلُ الجَهَالَةِ عِندَهُم
لَستُم أولِي كُفرٍ وَلاَ إيمَانِ
٢٧٧٣. لاَ تَعرِفُونَ حَقِيقَةَ الكُفرَانِ بَل
لاَ تَعرِفُونَ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ
٢٧٧٤. إلاَّ إذَا عَانَدتُمُ وَرَددتُمُ
قَولَ الرَّسُولِ لأجلِ قَولِ فُلاَنِ
٢٧٧٥. فَهُنَاكَ أنتُم أكفَرُ الثَّقَلَينِ مِن
إنسٍ وَجِنٍّ سَاكِنِي النِّيرَانِ
٢٧٧٦. وَاشهَد عَليهِم أنَّهُم قَد أثبَتُوا ال
أقدارَ وَارِدَةً مِنَ الرَّحمَنِ
٢٧٧٧. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ حُجَّةَ رَبِّهِم
قَامَت عَلَيهِم وَهُوَ ذُو غُفرَانِ
٢٧٧٨. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم هُم فَاعلُو
نَ حَقِيقَة الطَّاعَاتِ وَالعِصيَانِ
٢٧٧٩. وَالجَبرُ عِندَهُم مُحَالٌ هَكَذَا
نَفيُ القَضَاءِ فبِئسَتِ الرَّأيَانِ
٢٧٨٠. وَاشهَ عَلَيهِم أنَّ إِيمَانَ الوَرَى
قَولٌ وفِعلٌ ثُمَّ عَقدُ جَنَانِ
٢٧٨١. وَيزِيدُ بالطَّاعَاتِ قَطعاً هَكَذَا
بِالضِّدِّ يُمسِي وَهوَ ذُو نُقصَانِ
٢٧٨٢. وَاللهُ مَا إيمَانُ عَاصِينَا كاي
مَانِ الأمِينِ مُنَزِّلِ القُرآنِ
٢٧٨٣. كَلاَّ وَلاَ إيمَانُ مُؤمِنِنَا كاي
مَانِ الرَّسُولِ مُعَلِّمِ الإِيمَانِ
٢٧٨٤. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّهُم لَم يُخلِدُوا
أهلَ الكَبَائِرِ فِي حَمِيمٍ آنِ
٢٧٨٥. بَل يَخُرُجُونَ بِإذنِهِ بِشَفَاعَةٍ
وَبِدُونِهَا لِمَسَاكِنٍ بِجِنَانِ
٢٧٨٦. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ رَبَّهُمُ يُرَى
يَومَ المَعَادِ كَمَا يُرَى القَمرَانِ
٢٧٨٧. وَاشهَد عَلَيهِم أنَّ أصحَابَ الرَّسُو
لِ خِيَارُ خَلقِ الله مِن إنسَانِ
٢٧٨٨. حَاشَا النَّبِيِّينَ الكِرَامَ فإنَّهُم
خَيرُ البَريَّةِ خِيرةُ الرَّحمَنِ
٢٧٨٩. وَخِيَارُهُم خُلفَاؤهُ مِن بَعدِهِ
وَخِيَارُهُم حَقًّا هُمَا العُمَرانِ
٢٧٩٠. وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ أحَقُّ بِالتَّ
قدِيمِ مِنَّ بَعدَهُم بِبَيَانِ
٢٧٩١. كُلٌّ بِحَسبِ السَّبقِ أفضَلُ رُتبَةً
مِن لاَحِقٍ وَالفَضلُ لِلمنَّانِ
٢٧٩٢. يَا نَاصِرَ الإِسلاَمِ وَالسُّنَنِ الَّتِي
جَاءَت عَنِ المَبعُوثِ بالفُرقَان
٢٧٩٣. يَا مَن هُوَ الحَقُّ المُبينُ وَقَولُهُ
وَلِقَاؤهُ وَرَسُولُهُ بِبَيَانِ
٢٧٩٤. اشرَح لِدِينِكَ صَدرَ كُلِّ مُوَحِّدٍ
شَرحاً يَنَالُ بِهِ ذُرَى الإِيمَانِ
٢٧٩٥. وَاجعَلهُ مؤتَمًّا بِوَحيِكَ لاَ بِمَا
قَد قَالَهُ ذُو الإِفكِ وَالبُهتَانِ
٢٧٩٦. وَانصُر بِهِ حِزبَ الهُدَى وَاكبِت بِهِ
حِزبَ الضَّلاَلِ وَشَيعَةَ الشَّيطَانِ
٢٧٩٧. وَانعِش بِهِ مَن قَصدُهُ إحيَاؤهُ
وَاعصِمهُ مَن كَيدِ امرىءٍ فَتَّانِ
٢٧٩٨. وَاضرِب بحَقِّكَ عُنُقَ أهل الزيع والتَّ
بدِيلِ وَالتكذِيبِ وَالطُّغيَانِ
٢٧٩٩. فَوَحَقِّ نِعمَتِكَ التَي أولَيتَنِي
وَجَعَلتَ قَلبِي وَاعِيَ القُرآنِ
٢٨٠٠. وَكَتَبتَ فِي قَلبِي مُتَابَعَةَ الهُدَى
فَقَرَاتُ فِيهِ أسطُرَ الإِيمَانِ
٢٨٠١. وَنَشَلتَنِي مِن حُبِّ أصحَابِ الهَوَى
بِحَبَائِلٍ مِن مُحكَمِ الفُرقَانِ
٢٨٠٢. وَجَعلتَ شُربِي المنهَلَ العَذبَ الذِي
هُوَ رأسُ مَاءِ الوَارِدِ الظَّمآنِ
٢٨٠٣. وَعَصَمتَنَي مِن شُربِ سِفلِ المَاءِ تَح
تَ نَجَاسَةِ الآراءِ وَالأذهَانِ
٢٨٠٤. وَحَفِظتَنِي مِمَّا ابتلَيتَ بِهِ الألَى
حَكَمُوا عَلَيكَ بِشِرعَةِ البُهتَانِ
٢٨٠٥. نَبَذُوا كِتَابَكَ مِن وَرَاءِ ظُهورِهِم
وَتَمَسَّكُوا بِزَخَارِفِ الهَذَيَانِ
٢٨٠٦. وَأرَيتَنِي البِدَعَ المُضِلَّةَ كيفَ يُل
قِيهَا مُزخرَفَةً إلَى الإِنسَانِ
٢٨٠٧. شَيطَانُهُ فَيَظَلُّ يَنقُشُهَا لَهُ
نَقشَ المُشَبِّهِ صُورَةً بِدِهَانِ
٢٨٠٨. فَيَظُنُّهَا المغرُورُ حَقًّا وَهيَ فِي التَّ
حقِيقِ مِثلُ اللاَّلِ فِي القِيعَانِ
٢٨٠٩. لأجَاهِدَنَّ عِدَاكَ مَا أبقَيتَنِي
ولأجعلَنَّ قِتَالَهُم دَيدَانِي
٢٨١٠. وَلأفضَحَنَّهُمُ عَلَى رُوسِ المَلا
وَلأفرِيَنَّ أدِيمَهُم بِلِسَانِ
٢٨١١. وَلأكشِفَنَّ سَرَائِراً خَفِيت عَلَى
ضُعَفَاءِ خَلقِكَ مِنهُمُ بِبَيَانِ
٢٨١٢. وَلأتبَعَنَّهُمُ إلَى حَيثُ انتَهَوا
حَتَّى يُقَالَ أبَعدَ عَبَّادَان
٢٨١٣. وَلأرجُمَنَّهُمُ بِأعلاَمِ الهُدَى
رَجمَ المزيدِ بِثَاقِبٍ الشُّهبِانِ
٢٨١٤. وَلأقعُدَنَّ لَهُم مَرَاصِدَ كَيدِهِم
وَلأحصُرَنَّهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
٢٨١٥. وَلأجعَلَنَّ لُحُومَهُم وَدِمَاءَهُم
فِي يَومِ نَصرِكَ أعظَمَ القُربَانِ
٢٨١٦. وَلأحمِلَنَّ عَليهِمُ بعَسَاكِرٍ
لَيسَت تََفِرُّ إذَا التَقَى الزَّحفَانِ
٢٨١٧. بِعَسَاكِرِ الوَحيَينِوالفِطَرَات وال
مَعقُولِ وَالمَنقُولِ بِالإحسَانِ
٢٨١٨. حَتَّى يَبِينَ لِمَن لَهُ عَقلٌ مِنَ ال
أولَى بِحُكمِ العَقلِ وَألبُرهَانِ
٢٨١٩. وَلأنصَحَنَّ اللهَ ثُمَّ رَسُولَهُ
وَكِتَابَهُ وَشَرَائعَ الإِيمَانِ
٢٨٢٠. إن شَاءَ رَبِّي ذَا يَكُونُ بِحَولِهِ
أو لَم يَشَأ فَالأمرُ للرَّحمَنِ
٢٨٢١. إنَّا تَحَمَّلنَا الشَّهَادةَ بِالذِي
قُلتُم نُؤدِيهَا لَدَى الرَّحمَنِ
٢٨٢٢. مَا عِندَكُم فِي الأرضِ قُرآنٌ كَلاَ
مُ الله حَقًّا يَا أولِي العُدوَانِ
٢٨٢٣. كَلاَّ وَلاَ فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى
رَبٌّ يُطَاعُ بِوَاجِبِ الشُّكرَانِ
٢٨٢٤. كَلاَّ وَلاَ فِي القَبرِ أيضاً عِندَكُم
مِن مُرسَلٍ وَالله عِندَ لِسَانِ
٢٨٢٥. هَاتِيكَ عَورَاتٌ ثَلاَثٌ قَد بَدَت
مِنكُم فَغَطُّوهَا بِلاَ رَوَغَانِ
٢٨٢٦. فَالرُّوحُ عِندَكُمُ مِنَ الأعرَاضِ قَا
ئِمَةٌ بِجِسمِ الحَيِّ كَالألوَانِ
٢٨٢٧. وَكَذَا صِفَاتُ الحَيِّ قَائِمَةٌ بهِ
مَشرُوطَةٌ بِحَيَاةش ذِي الجُثمَانِ
٢٨٢٨. فَإذَا انتَفَت تِلك الحَيَاةُ فَيَنتَفِي
مَشرُوطُهَا بِالعَقلِ وَالبُرهَانِ
٢٨٢٩. وَرِسَالَةُ المَبعُوثِ مَشرُوطٌ بِهَا
كَصِفَاتِهِ بِالعِلمِ وَالإِيمَانِ
٢٨٣٠. فَإِذَا انتَفَت تِلكَ الحَيَاةُ فَكُلُّ مَش
رُوطٍ بِهَا عَدَمٌ لِذِي الأذهَانِ
٢٨٣١. وَلأجلِ هَذَا رَامَ نَاصِرُ قَولِكُم
تَرقيعَهُ يَا كَثرَةَ الخُلقَانِ
٢٨٣٢. قَالَ الرَّسُولُ بِقَبرِهِ حيٌّ كَمَا
قَد كَانَ فَوقَ الأرضِ وَالرَّجمَانِ
٢٨٣٣. مِن فَوقِهِ أطبَاقُ ذَاكَ التُّرب وَاللَّ
بِنَاتُ قَد عُرِضَت عَلَى الجُدُرَانِ
٢٨٣٤. لَو كَانَ حَيًّا فِي الضَّرِيحِ حَيَاتَهُ
قَبلَ المَمَاتِ بِغَيرِ مَا فُرقَانِ
٢٨٣٥. مَا كَانَ تَحتَ الأرضِ بَل مِن فَوقِهَا
وَالله هَذِي سُنَّةُ الرَّحمَنِ
٢٨٣٦. أتُرَاهُ تَحتَ الأرضِ حَيًّا ثُمَّ لاَ
يُفتِيهُمُ بِشَرَائِعِ الإِيمَانِ
٢٨٣٧. وَيُرِيحُ أمَّتَهُ مِنَ الآرَاءِ وَال
خُلفِ العَظِيمِ وَسَائِرِ البُهتَانِ
٢٨٣٨. أم كَانَ حَيًّا عَاجِزاً عَن نُطقِه
وَعَن الجَوَابِ لِسَائِلٍ لَهفَانِ
٢٨٣٩. وَعَن الحِرَاكِ فَمَا الحَيَاةُ اللاَّتِ قَد
أثبَتُّمُوهَا أوضِحُوا بِبَيَانِ
٢٨٤٠. هَذَا وَلِم لاَ جَاءَهُ أصحَابُهُ
يَشكُونَ بَأسَ الفَاجِرِ الفَتَّانِ
٢٨٤١. إذ كَانَ ذَلِكَ دَأبُهُم وَنَبِيُّهُم
حَيٌّ يُشَاهِدُهُم شُهُودَ عِيَانِ
٢٨٤٢. هَل جَاءَكُم أثرٌ بِأنَّ صَحَابَهُ
سَالُوهُ فُتيَا وَهوَ فِي الأكفَانِ
٢٨٤٣. فَأجَابَهُم بِجَوَابِ حَيٍّ نَاطِقٍ
فَأتُوا إذاً بِالحَقِّ وَالبُرهَانِ
٢٨٤٤. هَلاَّ أجَابَهُمُ جَوَاباً شَافِياً
إن كَانَ حَيًّا نَأطِقاً بِلِسَانِ
٢٨٤٥. هَذَا وَمَا شُدَّت رَكَائِبُهُ عَنِ ال
حُجُرَاتِ لِلقَاصِي مِنَ البُلدَانِ
٢٨٤٦. مَع شِدَّةِ الحِرصَِ العَظِيمِ لَهُ عَلَى
إرشَادِهِم بِطَرَائِقِ التِّبيَانِ
٢٨٤٧. أتُرَاهُ يِشهَدُ رأيَهُم وَخِلاَفَهُم
وَيَكُونُ لِلتِّبيَانِ ذَا كِتمَانِ
٢٨٤٨. إن قُلتُمُ سَبَقَ البَيَانُ صَدَقتُم
قَد كَانَ بِالتِّكرَارِ ذَا إحسَانِ
٢٨٤٩. هَذَا وَكَم مِن أمرٍ اشكِلَ بَعدَهُ
أعنِي عَلَى عُلَمَاءِ كُلِّ زَمَانِ
٢٨٥٠. أوَ مَا تَرَى الفَارُوقَ وَدَّ بِأنَّهُ
قَد كَانَ مِنهُ العَهدُ ذَا تِبيَانِ
٢٨٥١. بِالجَدِّ فِي مِيرَاثِهِ وَكَلاَلَةٍ
وَبِبَعضِ أبوَابِ الرِّبَا الفَتَّانِ
٢٨٥٢. قَد قَصَّرَ الفَارُوقُ عِندَ فَرِيقكُم
إذ لَم يَسَلهُ وَهُوَ فِي الأكفَانِ
٢٨٥٣. أتَرَاهُمُ يَأتُونَ حَولَ ضَرِيحهِ
لِسُؤالِ أمِّهِمُ أعزِّ حَصَانِ
٢٨٥٤. وَنَبِيُّهُم حَيٌّ يُشَاهِدُهُم وَيَس
معُهُم وَلاَ يَأتِي لَهُم بِبَيَانِ
٢٨٥٥. أفكَانَ يَعجِزُ أن يُجِيبَ بِقَولِهِ
إن كَانَ حَيًّا دَاخِلَ البُنيَانِ
٢٨٥٦. يَا قَومنَا استَحيُوا مِنَ العُقَلاَءِ وَال
مَبعُوثِ بِالقُرآنِ وَالرَّحمَنِ
٢٨٥٧. وَالله لاَ قَدرَ الرَّسُولِ عَرَفتُمُ
كَلاَّ وَلاَ لِلنَّفسِ والإِنسَانِ
٢٨٥٨. مَن كَانَ هَذَا القَدرُ مَبلَغَ عِلمِهِ
فَليَستَتِر بِالصَّمتِ وَالكِتمَانِ
٢٨٥٩. وَلَقَد أبَانَ الله أنَّ رَسُولَهُ
مَيتٌ كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرآنِ
٢٨٦٠. أفجَاءَ أنَّ الله بَاعِثُهُ لَنَا
فِي القَبرِ قَبلَ قِيَامَةِ الأبدَانِ
٢٨٦١. أثَلاَثُ مَوتَاتٍ تَكُونُ لِرُسلِهِ
وَلِغَيرِهِم مِن خَلقِهِ مَوتَانِ
٢٨٦٢. إذ عِندَ نَفخِ الصُّورِ لاَ يَبقَى امرُؤٌ
فِي الأرضِ حَيًّا قَطُّ بِالبُرهَانِ
٢٨٦٣. أفَهَل يَمُوتُ الرُّسلُ أم يَبقَوا إذَا
مَاتَ الوَرَى أم هَل لَكُم قَولاَنِ
٢٨٦٤. فَتَكَلَّمُوا بِالعِلمِ لاَ الدَّعوَى وَجِي
ؤُوا بِالدَّلِيل فَنَحنُ ذُو أذهَانِ
٢٨٦٥. أوَ لَم يَقُل مِن قَبلِكُم للرَّافِعِي ال
أصوَاتِ حَولَ القَبرِ بِالنُّكرَانِ
٢٨٦٦. لاَ تَرفَعُوا الأصوَاتَ حُرمَةُ عَبدِهِ
مَيتاً كَحُرمَتِه لَدَى الحَيَوانِ
٢٨٦٧. قَد كَانَ يُمكِنُهُم يَقُولُوا إنَّهُ
حَيٌّ فَغُضُّوا الصَّوتَ بِالإحسَانِ
٢٨٦٨. لَكِنَّهُم بِالله أعلَمُ مُنكُمُ
وَرَسُولِهِ وَحَقَائِق الإِيمَانِ
٢٨٦٩. وَلَقَد أتَوا يَوماً إلَى العَبَّاسِ يَس
تَسقُونَ مِن قَحطٍ وَجَدبِ زَمَانِ
٢٨٧٠. هَذَا وَبَينَهُمُ وَبَينَ نَبِيِّهِم
عَرضُ الجِدَارِ وَحُجرَةُ النِّسوَانِ
٢٨٧١. فَنبِيُّهُم حَيٌّ وَيَستَسقُونَ غَي
رَ نَبِيِّهِم حَاشَا أولِي الإِيمَانِ
٢٨٧٢. فَإن احتَجَجتُم بِالشَّهِيدِ بِأنَّهُ
حَيٌّ كَمَا قَد جَاءَ فِي القُرآنِ
٢٨٧٣. وَالرُّسلُ أكمَلُ حَالَةً مِنهُ بِلاَ
شَكٍّ وَهَذَا ظَاهِرُ التَّبيَانِ
٢٨٧٤. فَلِذَاكَ كَانُوا بِالحَيَاةِ أحَقَّ مِن
شُهَدَائِنَا بِالعَقلِ وَالبُرهَانِ
٢٨٧٥. وَبِأنَّ عَقدَ نِكَاحِهِ لَم يَنفَسِخ
فَنِسَاؤهُ فِي عِصمَةٍ وَصِيَانِ
٢٨٧٦. وَلأجلِ هَذَا لَم يَحِلَّ لِغَيرِهِ
مِنهُنَّ وَاحِدَةٌ مَدَى الأزمَانِ
٢٨٧٧. أفَلَيسَ فِي هَذَا دَلِيلُ أنَّهُ
حَيٌّ لِمَن كَانَت لَهُ أذُنَانِ
٢٨٧٨. أوَ لَم يَرَ المُختَارُ مُوسَى قَائِماً
فِي قَبرِهِ لِصَلاةِ ذِي القُربَانِ
٢٨٧٩. أفَمَيِّتٌ يَأتِي الصَّلاَةَ وَإنَّ ذَا
عَينُ المُحَالِ وَوَاضِحُ البُطلاَنِ
٢٨٨٠. أوَ لَم يَقُل إنِّي أرُدُّ عَلَى الذِي
يَأتِي بِتَسلِيمٍ مَعَ الإِحسَانِ
٢٨٨١. أيَرُدُّ مَيِّتٌ السَّلاَمَ عَلَى الذِي
يأتِي بِهِ مِنَ البُهتَانِ
٢٨٨٢. هَذَا وَقَد جَاءَ الحَدِيثُ بِأنَّهُم
أحيَاءُ فِي الأجدَاثِ ذَا تِبيَانِ
٢٨٨٣. وَبِأنَّ أعمَالَ العِبَادِ عَلَيهِ
تُعرَضُ دَائماً فِي جُمعَةٍ يَومَانِ
٢٨٨٤. يَومَ الخمِيسِ وَيَومَ الإِثنَينِ الَّذِي
قَد خُصَّ بِالفَضلِ العَظِيمِ الشَّانِ
٢٨٨٥. فَيُقَالُ أصلُ دَلِيلِكُم فِي ذَاكَ حُجَّ
تُنَا عَلَيكُم وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ
٢٨٨٦. إنَّ الشَّهِيدَ حَيَاتُهُ مَنصُوصَةٌ
لاَ بِالقِيَاسِ القَائِمِ الأركَانِ
٢٨٨٧. هَذَا مَعَ النَّهيِ المؤكَّدِ أنَّنَا
نَدعُوهُ مَيتاً ذَاك فِي القُرآنِ
٢٨٨٨. وَنِسَاؤهُ حِلٌّ لَنَا مِن بَعدِهِ
وَالمَالُ مَقسُومٌ عَلَى السَّهمَانِ
٢٨٨٩. هَذَا وَأنَّ الأرضَ تَأكُلُ لَحمَهُ
وَسِبَاعُهَا مَع أمَّةِ الدِّيدَانِ
٢٨٩٠. لَكِنَّهُ مَعَ ذَاكَ حَيٌّ فَارِحٌ
مُستَبشِرٌ بِكَرَامَةِ الرَّحمَنِ
٢٨٩١. فَالرًّسلُ أولَى بِالحَيَاةِ لَدَيهِ مَع
مَوتِ الجُسُومِ وَهَذِهِ الأبدَانِ
٢٨٩٢. وَهِيَ الطَّرِيَّةُ فِي التُّرَابِ وَأكلُهَا
فَهوَ الحَرَامُ عَلَيهِ بِالبُرهَانِ
٢٨٩٣. وَلِبَعضِ أتبَاعِ الرِّسُولِ يَكُونُ ذَا
أيضاً وَقَد وَجَدُوهُ رَأيَ عِيَانِ
٢٨٩٤. فَانظُر إلَى قَلبِ الدَّلِيلِ عَلَيهِمُ
حَرفاً بحَرفٍ ظَاهرِ التِّبيَانِ
٢٨٩٥. لَكِن رَسُولُ اللهِ خُصَّ نِسَاؤهُ
بِخَصِيصَةٍ عَن سَائِرِ النِّسوَانِ
٢٨٩٦. خُيِّرنَ بَينَ رَسُولِهِ وَسِوَاهُ فَاخ
تَرنَ الرَّسُولَ لِصِحَّةِ الإِيمَانِ
٢٨٩٧. شَكَرَ الإِلَهُ لَهُنَّ ذَاكَ وَرُبُّنَا
سُبحَانَهُ لِلعَبدِ ذُو شُكرَانِ
٢٨٩٨. قَصرُ الرَّسُولِ عَلَى أولَئِكَ رَحمَةً
مِنهُ بِهِنَّ وَشُكرَ ذِي الإِحسَانِ
٢٨٩٩. وَكَذَاكَ أيضاً قَصرُهُنَّ عَلَيهِ مَع
لُومٌ بِلاَ شَكٍّ وَلاَ حُسبَانِ
٢٩٠٠. زَوجَاتُهُ فِي هَذِهِ الدُّنيَا وَفِي ال
أخرَى يَقِيناً وَاضِحَ البُرهَان
٢٩٠١. فِلِذَا حَرُمنَ عَلَى سِوَاهُ بَعدَهُ
إذ ذَاكَ صَونٌ عَن فِرَاشٍ ثَانِ
٢٩٠٢. لَكِن أتَينَ بِعشدَّةٍ شَرعِيَّةٍ
فِيهَا الحِدَادُ وَمَلزَمُ الأوطَانِ
٢٩٠٣. هَذَا وَرُؤيَتُهُ الكَلِيمَ مُصَلِّياً
فِي قَبرِهِ أثَرٌ عَظِيمُ الشَّانِ
٢٩٠٤. فِي القَلبِ مِنهُ حَسِيكةٌ هَل قَالَهُ
فَالحَقُّ مَا قَد قَالَه ذُو البُرهَانِ
٢٩٠٥. وَلِذَاكَ أعرَضَ فِي الصَّحِيحِ مُحَمَّدٌ
عَنهُ عَلَى عَمدٍ بِلاَ نِسيَانِ
٢٩٠٦. وَالدَّارَقُطنِيُّ الإِمَامُ أعَلَّهُ
بِرِوَايَةٍ مَعلَومَةِ التِّبيَانِ
٢٩٠٧. أنَسٌ يَقُولُ رَأيُ الكَلِيمَ مُصَلِّياً
فِي قَبرِهِ فَاعجَب لِذَا الفُرقَانِ
٢٩٠٨. فَرَوَاهُ مَوقُوفاً عَلَيهِ وَلَيسَ بِال
مَرفُوعِ وَاشوقاً إلى العِرفَانِ
٢٩٠٩. بَينَ السِّيَاقِ إلَى السِّيَاقِ تَفَاوُتٌ
لاَ تَطرَحَنهُ فَمَا هُمَا سِيَّانِ
٢٩١٠. لَكِن تُقَلِّدُ مُسلِماً وَسَوَاهُ مِمَّ
ن صَحَّ هَذَا عِندَهُ بِبَيَانِ
٢٩١١. فَرُوَاتُهُ الأثبَاتُ أعلاَمُ الهُدَى
حُفَّاظُ هَذَا الدِّينِ فِي الأزمَانِ
٢٩١٢. لَكِنَّ هَذَا لَيسَ مُختَصًّا بِهِ
وَالله ذُو فَضلٍ وَذُو إحسَانِ
٢٩١٣. فَرَوَى ابنُ حِبَّانَ الصَّدُوُقُ وَغَيرُهُ
خَبَراً صَحِيحاً عِندَهُ ذَا شَانِ
٢٩١٤. فِيهِ صَلاَةُ العَصرِ فِي قَبرِ الَّذِي
قَد مَاتَ وَهُوَ مُحَقِّقُ الإيمَانِ
٢٩١٥. فَتُمثِّلُ الشَّمسُ الَّذِي قَد كَانَ يَر
عَاهَا لأجلِ صَلاَةِ ذِي القُربَانِ
٢٩١٦. عِندَ الغُرُوبِ يَخَافُ فَوتَ صَلاَتِهِ
فَيَقُولُ للمَلَكَينِ هَل تَدَعَانِ
٢٩١٧. حَتَّى أصلِّي العَصرَ قَبلَ فَوَاتِها
قَالاَ سَتَفعَلُ ذَاكَ بَعدَ الآنِ
٢٩١٨. هَذَا مَعَ المَوتِ المُحَقَّقِ لاَ الذِي
حُكِيَت لَنَا بِثُبُوتِهش القَولاَنِ
٢٩١٩. هَذَا وَثَابِتُ البُنَانِيُّ قَد دَعَا ال
رَّحمَنَ دَعوَةَ صَادِقِ الإِيقَانِ
٢٩٢٠. أن لاَ يَزَالُ مُصَلِّياً فِي قَبرِهِ
إن كَانَ أعطِيَ ذَاكَ مِن إنسَانِ
٢٩٢١. لَكِنَّ رُؤيَتَهُ لِمُوسَى لَيلَة ال
مِعرَاجِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ
٢٩٢٢. يَروِيهِ أصحَابُ الصِّحَاحِ جَمِيعُهُم
وَالقَطعُ مُوجَبُهُ بِلاَ نُكرَانِ
٢٩٢٣. وَلِذَاك ظُنَّ مَعَارِضاً لِصَلاَتِهِ
فِي قَبرِهِ إذ لَيسَ يَجتَمِعَانِ
٢٩٢٤. وَأُجِيبَ عَنهُ بِأنَّهُ أسرِى بِهِ
لِيَرَاهُ ثَمَّ مُشَاهِداً بِعَيَانِ
٢٩٢٥. فَرَآهُ ثَمَّ وَفِي الضَّرِيحِ وَلَيسَ ذَأ
بِتَنَاقُضٍ إذ أمكَنَ الوَقتَانِ
٢٩٢٦. هَذَا وَرَدُّ نَبِيِّنَا التَّسلِيمَ مَن
يَأتِي بِتَسلِيمٍ مَعَ الإِحسَانِ
٢٩٢٧. مَا ذَاكَ مُختَصًّا بِهِ أيضاً كَمَا
قَد قَالَهُ المَبعُوثُ بِالقُرآنِ
٢٩٢٨. مَن زَارَ قَبرَ أخٍ لَهُ فَأتَى بِتَس
لِيمٍ عَليهِ وَهُوَ ذُو إيمَانِ
٢٩٢٩. رَدَّ الإِلهُ عَلَيهِ حَقًّا رُوحَهُ
حَتَّى يَرُدَّ عَلَيهِ رَدَّ بَيَانِ
٢٩٣٠. وَحَدِيثُ ذِكرِ حَيَاتِهِم بِقُبِورِهِم
لَمَّا يَصِحَّ وَظَاهِرُ النُّكرَانِ
٢٩٣١. فَانظُر إلَى الإِسنَادِ تَعرِف حَالَهُ
إن كُنتَ ذَا عِلمٍ بِهَذَا الشَّانِ
٢٩٣٢. هَذَا وَنَحنُ نَقُولُ هُم أحيَاءُ لَ
كِن عِندَنَا كَحَيَاةِ ذِي الأبدَانِ
٢٩٣٣. وَالتُّربُ تَحتَهُمُ وَفَوقَ رُؤوسِهِم
وَعَنِ الشَّمَائِلِ ثُمَّ عَن أيمَانِ
٢٩٣٤. مِثلَ الَّذِي قَد قُلتُمُوهُ مَعَاذُنَا
بِالله مِن أفكِ وَمِن بُهتَانِ
٢٩٣٥. بَل عِندَ رَبِّهِمُ تَعَالَى مِثلَ مَا
قَد قالَ فِي الشُّهَدَاءِ فِي القُرآنِ
٢٩٣٦. لَكِن حَيَاتُهُم أجَلُّ وَحَالُهُم
أعلَى وَأكمَلُ عِندَ ذِي الإِحسَانِ
٢٩٣٧. هَذَا وَأمَّا عَرضُ أعمَالِ العِبَا
دِ عَلَيهِ فَهوَ نالحَقُّ ذُو إمكَانِ
٢٩٣٨. وَأتَى بِهِ أثَرٌ فَإن صَح الحَدِي
ثُ بِهِ فَحَقٌّ لَيسَ ذَا نُكرَانِ
٢٩٣٩. لَكِنَّ هَذَا لَيسَ مُختصًّا بِهِ
أيضاً بِآثَارٍ رُوِينَ حِسَانِ
٢٩٤٠. فَعَلَى أبِي الإِنسَانِ يُعرِضُ سَعيُهُ
وَعَلَى أقَارِبِهِ مَعَ الإِخوَانِ
٢٩٤١. إن كَانَ سَعياً صَالِحاً فَرِحُوا بِهِ
وَاستَبشَرُوا يَا لَذَّةَ الفَرحَانِ
٢٩٤٢. أو كَانَ سَعياً سَيئاً حَزِنُوا وَقَا
لُوا رَبِّ رَاجِعهُ إلَى الإِحسَانِ
٢٩٤٣. وَلِذَا استَعَاذَ مِنَ الصَّحَابَةِ مَن رَوَى
هَذَا الحَدِيثَ عَقِيبَهُ بِلِسَانِ
٢٩٤٤. يَا رَب إنِّي عَائِذٌ مِن خِزيَةٍ
أخزَى بِهَا عِندَ القَرِيب الدَّانِي
٢٩٤٥. ذَاكَ الشَّهِيدُ المًرتَضَى ابنُ رَوَاحَةَ ال
مَحبُوُّ بِالغُفرَانِ وَالرِّضوَانِ
٢٩٤٦. لَكِنَّ هَذَا ذُو اختِصَاصٍ وَالَّذِي
لِلمُصطَفَى مَا يَعمَلُ الثَّقَلاَنِ
٢٩٤٧. هَذِي نِهَايَاتٌ لأقدَامِ الوَرَى
فِي ذَا المَقَامِ الضَّنكِ صَعبِ الشَّانِ
٢٩٤٨. وَالحَقُّ فِيهِ لَيسَ تَحمِلُهُ عُقُو
لُ بَنِي الزَّمَانِ لِغِلظَةِ الأذهَانِ
٢٩٤٩. وَلِجَهلِهِم بِالرُّوحِ مَع أحكَامِهَا
وَصِفَاتِهَا للإلفِ بالأبدانِ
٢٩٥٠. فَارضَ الَّذِي رَضِيَ الإِلَهُ لَهٌُم به
أتُرِيدُ تَنقُضُ حِكمَةَ الدَّيَّانِ
٢٩٥١. هَل فِي عُقُولِهِمُ بأنَّ الرُّوحَ فِي
أعلَى الرَّفِيقِ مُقِيمَةٌ بِجِنَانِ
٢٩٥٢. وَتَرُدُّ أوقَاتَ السَّلاَمِ عَلَيهِ مِن
أتبَاعِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ
٢٩٥٣. وَكَذَاكَ إن زُرتَ القُبُورَ مُسَلِّماً
رُدَّت لَهُم أروَاحُهُم للآنِ
٢٩٥٤. فَهُمُ يَرُدُّونَ السَّلاَم عَلَيكَ لَ
كِن لَستَ تَسمَعُهُ بذِي الأُذُنَانِ
٢٩٥٥. هَذَا وَأجوَافُ الطُّيُورِ الخُضرِ مَس
كَنُهَا لَدَى الجَنَّاتِ وَالرِّضوَانِ
٢٩٥٦. مَن لَيسَ يَحمِلُ عَقلُهُ هَذَا فَلاَ
تَظلِمهُ شَأنُ الرُّوحِ أعجَبُ شَانِ
٢٩٥٧. لِلرُّوحِ شَأنٌ غَير ذِي الأجسَامِ لاَ
تُهمِلهُ شَأنُ الرُّوحِ أعجَبُ شَانِ
٢٩٥٨. وَهُوَ الَّذِي حَارَب الوَرَى فِيهِ فَلم
يَعرِفهُ غَيرُ الفَردِ فِي الأزمَانِ
٢٩٥٩. هَذَا وَأمرٌ فَوقَ ذَا لَو قُلتُهُ
بَادرتَ بِالإنكَارِ والعُدوَانِ
٢٩٦٠. فلِذَاكَ أمسَكتُ العِنَانَ وَلَو أرَى
ذَاك الرَّفِيقَ جَرَيتُ فِي المَيدَانِ
٢٩٦١. هَذَا وَقَولِي أنَّهَا مَخلُوقَةٌ
وَحُدُوثُهَا المَعلُومُ بِالبُرهَانش
٢٩٦٢. هَذَا وَقَولِي أنَّهَا لَيسَت كَمَا
قَد قَالَ أهلُ الإِفكِ وَالُبُهتَانِ
٢٩٦٣. لاَ دَاخِلٌ فِينَا وَلاَ هِيَ خَارِجٌ
عَنَّا كَمَا قَالُوهُ فِي الدَّيَّانِ
٢٩٦٤. وَاللهِ لاَ الرَّحمَنِ أثبَتُّم وَلاَ
أروَاحَكُم يَا مُدَّعِي العِرفَانِ
٢٩٦٥. عَطَّلتُمُ الأبدَانَ مِن أروَاحِهَا
وَالعرشَ عَطَّلتُم مِنَ الرَّحمَنِ
٢٩٦٦. لاَ يُفزِعَنكَ قَعَاقِعٌ وَفَرَاقِعٌ
وَجَعَاجِعٌ عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ
٢٩٦٧. مَا عِندَهُم شَيءٌ يَهُولُكَ غَيرَ ذَا
كَ المَنجَنِيقِ مُقَطَّعَ الأركَانِ
٢٩٦٨. وَهُوَ الَّذِِي يَدعُونَهُ التركِيبَ مَن
صُوباً عَلَى الإِثبَاتِ مُنذُ زَمَانِ
٢٩٦٩. أَرَأيتَ هَذَان المنجَنِيقَ فَإنَّهُم
نَصَبُوهُ تَحتَ مَعَاقِلِ الإِيمَانِ
٢٩٧٠. بَلَغَت حِجَارَتُهُ الحُصُونَ فَهَدَّتِ الشُّ
رُفَاتِ واستَولَت عَىَ الجُدرَانِ
٢٩٧١. للَّهِ كَم حِصنٍ عَلَيهِ استَولَتِ ال
كُفَّارُ مِن ذَا المنجَنِيقِ الجَانِي
٢٩٧٢. وَاللهَ مَا نَصَبُوهُ حَتَّى عَبَّرُوا
قَصداً عَلَى الحِصنِ العَظيمِ الشَّانِ
٢٩٧٣. وَمِنَ البَلِيَّةِ أنَّ قَوماً بَينَ أه
لِ الحِصنِ وَاطُوهُم عَلَى العُدوَانِ
٢٩٧٤. وَرَمَوا بِهِ مَعهُم وَكَانَ مُصَابُ أهل
لِ الحِصنِ مِنهُم فَوقَ ذِي الكُفرَانِ
٢٩٧٥. فَتَرَكَّبَت مِن كُفرِهِم وَوِفَاقِ مَن
فِي الحِصنِ أنوَاع مِنَ الطُّغيَانِ
٢٩٧٦. وَجَرَت عَلَى الإِسلاَمِ أعظَمُ مِحنَةٍ
مِن ذَينِ تَقدِيراً مِنَ الرَّحمَنِ
٢٩٧٧. وَاللهِ لَولاَ أن تَدَارَكَ دِينَهُ الرَّ
حمَنُ كَانَ كَسَائِرِ الأديَانِ
٢٩٧٨. لَكِن أقَامَ لَهُ الإلَهُ بِفَضلِهِ
يَزَكاً مِنَ الأنصَارِ وَالأعوَانِ
٢٩٧٩. فَرَمَوا عَلَى ذَا المَنجَنِيقِ صَوَاعِقاً
وَحِجَارَةً هَدَّتهُ لِلأركَانِ
٢٩٨٠. فَاسألهُم مَاذَا الَّذِي يَعنُونَ بِالتَّ
ركِيبِ فَالتَّركِيبُ سِتُّ مَعَانِ
٢٩٨١. إحدَى مَعَانِيهِ هُوَ التَّركِيبُ مِن
مُتَبَأيِنٍ كَتَرَكُّبِ الحَيَوانِ
٢٩٨٢. مِن هَذِهِ الأعضَا كَذَا أعضَاؤهُ
قَد رُكِّبَت مِن أربَعِ الأركَانِ
٢٩٨٣. أفَلاَزِمٌ ذَا لِلصِّفَاتِ لِرَبِّنَا
وَعُلُوَّهُ مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ
٢٩٨٤. وَلَعَلَّ جَاهِلَكُم يَقُولُ مُبَاهِتاً
ذَا لاَزِمُ الإِثبَاتِ بِالبُرهَانِ
٢٩٨٥. فَالبُهتُ عِندَكُمُ رَخِيصٌ سِعرُهُ
حَثواً بِلاَ كَيلٍ وَلاَ مِيزَانِ
٢٩٨٦. هَذَا وَثَانِيهَا فَتركِيبُ الجِوَا
رِ وَذَاكَ بَينَ اثنَينِ يَفتَرِقَانِ
٢٩٨٧. كالجِسرِ وَالبَابِ الذِي تركيبُهُ
بجِوَارِهِ لِمَحَلَّةٍ مِن بَانِ
٢٩٨٨. والأولُ المدعُوُّ تركِيبُ امتِزَا
جٍ وَاختِلاَطٍ وَهوَ ذُو تِبيَانِ
٢٩٨٩. أفَلاَزِمٌ ذَا مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ
أيضاً تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ
٢٩٩٠. وَالثَّالِثُ التَّركِيبُ مِن مُتَمَاثِلٍ
يُدعَى الجَوَاهِرَ فَردَةَ الأكوَانِ
٢٩٩١. وَالرَّابِعُ الجِسمُ المُرَكَّبُ مِن هَيُو
لاَهُ وَصُورَتُهُ لِذِي اليُونَانِ
٢٩٩٢. وَالجِسمُ فَهوَ مُرَكَّبٌ مِن ذَينِ عِن
دَ الفَيلَسُوفِ وَذَاكَ ذُو بُطلاَنِ
٢٩٩٣. وَمِنَ الجَوَاهِرِ عِندَ أربَابِ الكَلاَ
مِ وَذَاكَ أيضاً وَاضِحُ البُطلاَنِ
٢٩٩٤. فَالمثبِتُونَ الجَوهَرَ الفَردَ الَّذِي
زَعَمُوهُ أصلَ الدِّينِ وَالإِيمَانِ
٢٩٩٥. قَالُوا بِأنَّ الجِسمَ مِنهُ مَرَكَّبٌ
وَلَهُم خِلاَفٌ وَهوَ ذُو ألوَانِ
٢٩٩٦. هَل يُمكِنُ التَّركِيبُ مِن جُزأينِ أو
مِن أربَعٍ أو سِتَّةٍ وَثَمَانِ
٢٩٩٧. أو سِتَّ عَشرَةَ قَد حَكَاهُ الأشعَرِيُّ
لِذِي مَقَالاَتٍ عَلَى التِّبيَانِ
٢٩٩٨. أفَلاَزِمٌ ذَا مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ
وَعُلُوِّهِ سُبحَانَ ذِي السُّبحَانِ
٢٩٩٩. وَالحَقُّ أنَّ الجِسمَ لَيسَ مُرَكَّباً
مِن وَلاَ هَذَا هُما عَدَمَانِ
٣٠٠٠. وَالجَوهَرُ الفَردُ الَّذِي قَد أثبَتُو
هُ لَيسَ ذَا إمكَانِ
٣٠٠١. لَو كَانَ ذَلِكَ ثَابِتاً لَزِمَ المَحَا
لُ لِوَاضِحِ البُطلاَنِ وَالبُهتَانِ
٣٠٠٢. مِن أوجُهٍ شَتَّى وَيَعسُرُ نَظمُهَا
جِدًّا لأجلِ صُعُوبَةِ الأوزَانِ
٣٠٠٣. أتَكُونُ خَردَلَةٌ تُسَاوِي الطَّودَ فِي ال
أجزَاء فِي شَيءٍ مِنَ الأذهَانِ
٣٠٠٤. إذ كَانَ كُلٌّ مِنهُمَا أجزَاؤهُ
لاَ تَنتَهِي بِالعَدِّ وَالحُسبَانش
٣٠٠٥. وَإذَا وَضعتَ الجَوهَرَينِ وَثَالِثاً
فِي الوَسطِ وَهوَ الحَاجِزُ الوسطَانِ
٣٠٠٦. فَلأجلِهِ افتَرَقَا فَلاَ يَتَلاَقَيَا
حَتَّى يَزُولَ إذاً فَيَلتَقِيانِ
٣٠٠٧. مَا مَسَّهُ إحداهُمَا مِنهُ هُوَ ال
مَمسُوسُ لِلثَّانِي بِلاَ فُرقَانِ
٣٠٠٨. هَذَا مُحَالٌ أو تَقُولُوا غَيرَهُ
فَهُوَ انقِسَامٌ وَاضحُ التِّبيَانِ
٣٠٠٩. وَالخَامِسُ التَّركِيبُ مِن ذَاتٍ مَعَ
الأوصَافِ هَذَا بِاصطِلاَحٍ ثَانِ
٣٠١٠. سَمَّوهُ تَركِيباً وَذَلِكَ وَضعُهُم
مَا ذَاكَ فِي عُرفٍ وَلاَ قُرآنِ
٣٠١١. لَسنَا نُقِرُّ بلَفظَةٍ مَوضُوعَةٍ
بِالاصطِلاَحِ لِشِيعَةِ اليُونَانِ
٣٠١٢. أو مَن تَلَقَّى عَنهُمُ مِن فِرقةٍ
جَهمِيَّةٍ لَيسَت بِذِي عِرفَانِ
٣٠١٣. مِن وَصفِهِ سُبحَانَهُ بِصِفَاتِهِ ال
عُليَا وَيُترَكُ مُقتَضَى القُرآنِ
٣٠١٤. وَالعَقلِ والفِطرَاتِ أيضاً كُلِّهَا
قَبلَ الفَسَادِ وَمُقتَضَى البُرهَانِ
٣٠١٥. سَمُّوهُ مَا شِئتُم فَلَيسَ الشَّأنُ فِي ال
أسمَاءِ بِالألقَابِ ذَاتِ الشَّانِ
٣٠١٦. هَل مِن دَلِيلٍ يَقتَبضِي إبطَالَ ذَا التَّ
ركِيبِ مِن عَقلٍ وَمِن فُرقَانِ
٣٠١٧. وَالله لَو نُشِرَت شُيُوخُكُمُ لَمَا
قَدِرُوا عَلَيهِ لَو أتَى الثَّقَلاَنِ
٣٠١٨. وَالسَّادِسُ التَّركِيبُ مِن مَاهِيَّةٍ
وَوُجُودِهَأ مَا هَا هُنَا شَيئَانِ
٣٠١٩. إلاَّ إذَا اختَلَفَ اعتِبَارُهُمَا فَذَا
فِي الذِّهنِ وَالثَّانِي فَفِي الأعيَانِ
٣٠٢٠. فَهُنَاكَ يُعقَلُ كَونُ ذَا غَيراً لِذَا
فَعَلَى اعتِبَارِهِمَا هُمَا غَيرَانِ
٣٠٢١. أمَّا إذَا اتَّحَدَا اعتِبَاراً كَانَ نَف
س وُجُودِهَا هُوَ ذَاتُهَا لا ثَانِ
٣٠٢٢. مَن قَالَ شَيئاً غَيرَ ذَا كَانَ الَّذِي
قَد قَالَهُ ضَربٌ مِنَ الفُعلاَنِ
٣٠٢٣. هَذَا وَكَم خَبطٍ هُنَا قَد زَالَ بِالتَّ
فصِيلِ وَهُوَ الأصلُ فِي العِرفَانِ
٣٠٢٤. وابنُ الخَطِيبِ وَحِزبُهُ مِن بَعدِهِ
لَم يَهتَدُوا لِمَواقِعِ الفُرقَانِ
٣٠٢٥. بَل خَبَّطُوا نَقلاً وَبَحثاً أوجَبَا
شَكًّا لِكُلِّ مُلَدَّدٍ حَيرَانِ
٣٠٢٦. هَل ذَاتُ رَبِّ العَالَمِينَ وُجُودُهُ
أم غَيرُهُ فَهُمَا إذاً شَيئَانِ
٣٠٢٧. فَيَكُونَ تَركِيباً مُحَالاً ذَاكَ إن
قُلنَا بِهِ فَيَصِيرُ ذَا إمكَانِ
٣٠٢٨. وإذَا نَفَينَا ذَاكَ صَارَ وُجُودُهُ
كَالمُطلَقِ الموجُودِ فِي الأذهَانِ
٣٠٢٩. وَحَكَوا أقَاوِيلاً ثَلاَثاً ذَينِكَ ال
قَولَينِ إطلاَقاً بلاَ فُرقَانِ
٣٠٣٠. وَالثَّالِثُ التَّفرِيقُ بَينَ الوَاجِبِ ال
أعلَى وَبَينَ وُجُودِ ذِي الإِمكَانِ
٣٠٣١. وَسَطُوا عَلَيهَا كُلِّهَا بِالنَّقضِ وَال
إبطَالِ وَالتَّشكِيكِ بالإِنسَانِ
٣٠٣٢. حَتَّى أتَى مِن أرضِ آمدَ آخراً
ثَورٌ كَبِيرٌ بَل حَقِيرٌ الشَّانِ
٣٠٣٣. قَالَ الصَّوَابُ الوَقفُ فِي ذَا كُلِّهِ
وَالشَّكُّ فِيهِ ظَاهِرُ التِّبيَانِ
٣٠٣٤. هَذَا قُصَارَى بَحثِهِ وَعُلُومِهِ
أن شَكَّ فِي الله العَظِيمِ الشَّانِ
٣٠٣٥. فَالأوَّلاَنِ حَقِيقَةُ التَّركِيبش لاَ
تَعدُوهُمَا فِي اللَّفظِ والأذهَانِ
٣٠٣٦. وَكَذَلكَ الأعيَانُ أيضاً أنَّمَا التَّ
ركيبُ فِيهَا ذَانَك النَّوعَانِ
٣٠٣٧. وَالأوسَطَانِ هُمَا اللَّذَانِ تَنَازَعَا ال
عُقَلاَءَ فِي تَركِيبِ ذي الجُثمَانِ
٣٠٣٨. وَلَهُم أقَاوِيلٌ ثَلاَثٌ قَد حَكَي
نَاهَا وَبَيَّنَّا أتمَّ بَيَانِ
٣٠٣٩. والآخِرَانِ هُمَا اللَّذَانِ عَلَيهِمَا
دَارَت رَحَى الحَربِ الَّتِي تَرَيَانِ
٣٠٤٠. أنتُم جَعَلتُم وَصفَهُ سُبحَانَهُ
بِعُلُوِّهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ
٣٠٤١. وَصِفَاتِهِ العُليَا التِي ثَبَتَت لَهُ
بِالنَّقلِ وَالمَعقُولِ ذِي البُرهَانِ
٣٠٤٢. مِن جُملَةِ التَّركِيبِ ثُمَّ نَفَيتُمُ
مَضمُونَهَا مِن غَيرِ مَا بُرهَانِ
٣٠٤٣. فَجَعَلتُمُ المِرقَاةَ للتَّعطِيل هَ
ذَا الاصطِلاَحَ وَذَا مِنَ العُدوَانِ
٣٠٤٤. لَكِن إذَا قِيلَ اصطِلاَحٌ حَادِثٌ
لاَ حَجرَ فِي هَذَا عَلَى إنسَانِ
٣٠٤٥. فَنَقُولُ نَفيُكُم بِهَذَا الاصطِلاَ
حِ صِفَاتِهِ هُو أبطَلُ البُطلاَنِ
٣٠٤٦. وَكَذَاكَ نَفيُكُمُ بِهِ لِعُلُوِّهِ
فَوقَ السَّمَاءِ وَفَوقَ كُلَّ مَكَانِ
٣٠٤٧. وَكَذَاكَ نَفيُكُمُ بِهِ لِكَلاَمِهِ
بِالوَحيِ كَالتَّورَاةِ وَالقُرآنِ
٣٠٤٨. وَكَذَاكَ نَفيُكُم لِرؤيَتِنَا لَهُ
يَومَ المَعادِ كَمَا يُرَى القَمَرَانِ
٣٠٤٩. وَكَذَاكَ نَفيكُمُ لِسَائِرِ مَا أتَى
فِي النَّقلِ مِن وَصفٍ بِغَيرِ مَعَانِ
٣٠٥٠. كَالوَجهِ وَاليَدِ والأصَابِعِ وَالَّذِي
أبداً يَسُوؤكُمُ بِلاَ كِتمَانِ
٣٠٥١. وَبِوِدِّكُم لَو لَم يَقُلهُ رَبنَا
وَرَسُولُهُ المَبعُوثُ بِالبُرهَانِ
٣٠٥٢. وَبِوِدِّكُم وَاللهِ لَمَّا قَالَهُ
أن لَيسَ يَدخُلُ مَسمَعَ الإِنسَانِ
٣٠٥٣. قَامَ الدَّلِيلُ علَى استِنَادِ الكَونِ أجَ
مَعِهِ إلَى خَلاَّقِهِ الرَّحمَنِ
٣٠٥٤. مَا قَامَ قَطُّ عَلَى انتفَاءِ صِفَاتِهِ
وَعُلُوِّهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ
٣٠٥٥. هُو وَاحِدٌ فِي وَصفِهِ وَعُلُوهِ
مَا لِلوَرَى رَبٌّ سِوَاهُ ثَانِ
٣٠٥٦. فَلأيِّ مَعنًى يَجحَدُونَ عُلُوَّهُ
وَصِفَاتِهِ بِالفَشرِ وَالهَذَيَانِ
٣٠٥٧. هَذَا وَمَا المحذُورُ إلاَّ أن يَقَا
لَ مَعَ الإِلهِ لَنَا إلهٌ ثَانِ
٣٠٥٨. أو أن يُعَطَّلَ عَن صِفاتِ كَمَالِهِ
هَذَانِ مَحذُورَانِ مَحظُورَانِ
٣٠٥٩. أمَّا إذَأ مَا قِيلَ رَبٌّ وَاحِدٌ
أوصَافُهُ أربَت عَلَى الحُسبَانِ
٣٠٦٠. وَهُوَ القَدِيمُ فَلَم يَزَل بِصِفَاتِهِ
مُتوَحِّداً بَل دَائمَ الإِحسَانِ
٣٠٦١. فَبِأيِّ بُرهَانٍ نَفَيتُمُ ذَا وَقُل
تُم لَيسَ هَذَا قَطُّ فِي الإِمكَانِ
٣٠٦٢. فَلَئِن زَعَمتُم أنَّهُ نَقصٌ فَذَا
بهتٌ فَمَا فِي ذَاكَ مِن نُقصَانِ
٣٠٦٣. النَّقصُ فِي أمرَينِ سَلبُ كَمَالِهِ
أو شِركَةٌ بِالوَاحِدِ الرَّحمَنِ
٣٠٦٤. أتَكُونُ أوصَافُ الكَمَالِ نَقِيصَةً
فِي أيِّ عَقلٍ ذَاكَ أم قُرآنِ
٣٠٦٥. إنَّ الكَمَالَ بِكَثرَةِ الأوصَافِ لاَ
فِي سَلبِهَا ذَا وَاضِحُ البُرهَانِ
٣٠٦٦. النَّقصُ غَيرُ السَّلبِ حَسبُ وَكُلُّ نَق
صٍ أصلُهُ سَلبٌ وَهَذَا وَاضِحُ التِّبيَانِ
٣٠٦٧. فَالجَهلُ سَلبُ العِلمِ وَهُوَ نَقِيصَةٌ
وَالظُّلمُ سَلبُ العَدلِ وَالإحسَانِ
٣٠٦٨. مُتَنَقِّصُ الرَّحمَنِ سَالِبُ وَصفِهِ
حَقًّا تَعَالَى الله عَن نُقصَانِ
٣٠٦٩. وَكَذَا الثَّنَاءُ عَلَيهِ ذِكرُ صِفَاتِهِ
وَالحَمدُ وَالتَّمجِيدُ كُلَّ أوَانِ
٣٠٧٠. وَلِذَاكَ أعلَمُ خَلقَِهِ أدرَاهُمُ
بِصِفَاتِهِ مَن جَاءَ بِالقُرآنِ
٣٠٧١. وَلَهُ صِفَاتٌ لَيسَ يُحصِيهَا سِوَا
هُ مِن مَلاَئِكَةٍ وَلاَ إنسَانِ
٣٠٧٢. وَلِذَاكَ يُثنِي فِي القِيَامَةِ سَاجِداً
لَمَّا يَرَاهُ المُصطَفَى بِعِيَانِ
٣٠٧٣. بِثََنَاءِ حَمدٍ لَم يَكُن فِي هَذِهِ الدُّ
نيَا لِيُحصِيَهُ مَدَى الأزمَانِ
٣٠٧٤. وَثَنَاؤُهُ بِصِفَاتِهِ لاَ بِالسُّلُو
بِ كَمَا يَقُولُ العَادِمُ العِرفَانِ
٣٠٧٥. وَالعَقلُ دَلَّ عَلَى انتِهَاءِ الكَونِ أج
مَعِهِ إلَى رَبٍّ عَظِيمِ الشَّانِ
٣٠٧٦. وَثُبُوتِ أوصَافِ الكَمَالِ لِذَاتِهِ
لاَ يَقتَضِي إبطالَ ذَا البُرهَانِ
٣٠٧٧. وَالكَونُ يَشهَدُ أنَّ خَالِقَهُ تَعَا
لَى ذُو الكَمَالِ وَدَائِمُ السُّلطَانِ
٣٠٧٨. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ
فَوقَ الوُجُودِ وَفَوقَ كُلِّ مَكَانِ
٣٠٧٩. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ ال
مَعبُودُ لاَ شَيءٌ مِنَ الأكوَانِ
٣٠٨٠. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ
ذُو حِكمَةٍ فِي غَايَةش الإِتقَانِ
٣٠٨١. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ ذُو قُدرَةٍ
حَيُّ عَلِيمٌ دَائِمُ الإِحسَانِ
٣٠٨٢. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ الفَعَّالُ حَ
قًّا كُلَّ يَومٍ رَبُّنَا فِي شَانِ
٣٠٨٣. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ المُختَارُ فِي
أفعَالِهِ حَقًّا بِلاَ نُكرَانِ
٣٠٨٤. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ الحَيُّ الذِي
مَا لِلمَمَاتِ عَلَيهِ مِن سُلطَانِ
٣٠٨٥. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ القَيُّومُ قَا
مَ بِنَفسِهِ وَمُقِيمُ ذِي الأكوَانِ
٣٠٨٦. وَكَذَاكَ يَشهَدُ أنَّهُ ذُو رَحمَةٍ
وَإرَادَةٍ وَمَحَبَّةٍ وَحَنَانِ
٣٠٨٧. وَكَذَاك يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَهُ
مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ وَالقُرآنِ
٣٠٨٨. وَكَذَاك يَشهَدُ أنَّهُ سُبحَانَه ال
خَلاَّقُ بَاعِثُ هَذِهِ الأبدَانِ
٣٠٨٩. لاَ تَجعَلُوهُ شَاهِداً بِالزُّورِ وَالتَّ
عطِيلِ تِلكَ شَهَادَةُ البُطلاَنِ
٣٠٩٠. وَإذَا تَأمَّلتَ الوُجُودَ رَأيتَهُ
إن لم تكن مِن زُمرةَ العُميَانِ
٣٠٩١. بِشَهَادَةِ الإِثبَاتِ حَقًّا قَائِماً
لله لاَ بِشَهَادَةِ النُّكرَانِ
٣٠٩٢. وَكَذَاكَ رُسلُ الله شَاهِدَةٌ بِهِ
أيضاً فسَل عَنهُم عَلِيمَ زَمَانِ
٣٠٩٣. وَكَذَاك كُتبُ اللهِ شاهَدَةٌ بِهِ
أيضاً فهذا مُحكَمُ القُرآن
٣٠٩٤. وَكَذَلِكَ الفِطَرُ الَّتِي مَا غيِّرَت
عَن أصلِ خِلقَتِهَا بِأمرٍ ثَانِ
٣٠٩٥. وَكَذَا العُقُولُ المستَنِيرَاتُ التِي
فِيها مَصَابِيحُ الهُدَى الرَّبَّانِي
٣٠٩٦. أتَرَونَ أنَّا تَارِكُو ذَا كُلِّهِ
لِشَهَادَةِ الجَهمِيِّ وَاليُونَانِ
٣٠٩٧. هَذِي الشُّهُودُ فَإن طَلَبتُم شَاهِداً
مِن غَيرِهَا سَيَقُومُ بعدَ زَمَانِ
٣٠٩٨. إذ يَنجَلِي هَذَا الغَبَارُ فَيظهَرُ ال
حَقُّ المبِينُ مُشَاهَداً بِعِيَانِ
٣٠٩٩. فَإذَا نَفَيتُم ذَا وَقُلتُم إنَّهُ
مَلزُومُ تَركِيبٍ فَمَن يَلحَانِي
٣١٠٠. إن قُلتُ لاَ عَقلٌ وَلاَ سَمعٌ لَكُم
وَصَرَختُ فِيمَا بَينَكُ بِأذَانِ
٣١٠١. هَل يُجعَلُ المَلزُومُ عَينَ اللاَّزِمِ ال
مَنفِيِّ هَذَا بَيِّنُ البُطلاَنِ
٣١٠٢. فَالشَّيءُ لَيسَ لِنَفسِهِ يَنفِي لَدَى
عَقلٍ سَلِيمٍ يَا ذَوِي العِرفَانِ
٣١٠٣. قُلتُم نَفَينَا وَصفَهُ وَعُلُوَّهُ
مِن خَشيَة التَّركيبِ وَالإِمكَانِ
٣١٠٤. لَو كَانَ مَوصُوفاً لَكَانَ مُرَكَّباً
فَالوَصفُ وَالتَّركِيبُ مُتَّحِدَانِ
٣١٠٥. أو كَانَ فَوقَ العَرشِ كَانَ مُرَكَّباً
فَالفَوقُ وَالتَّركِيبُ مُتَّفِقَانِ
٣١٠٦. فنفيتُمُ التَّركِيبَ بِالتَّركِيبِ مَع
تَغيِيرِ إحدَى اللَّفظَتَينِ بِثَانِ
٣١٠٧. بَل صُورَةُ البُرهَانِ أصبَحَ شَكلُهَا
شَكلاً عَقِيماً لَيسَ ذَا بُرهَانِ
٣١٠٨. لَو كَانَ مَوصُوفاً لَكَان كَذَاكَ مَو
صُوفاً وَهَذَا حَاصِلُ البُرهَانِ
٣١٠٩. فَإذَا جَعَلتُم لَفظَةَ التَّركِيبِ بال
مَعنَى الصَّحِيحِ أمَارَةَ البُطلاَنِ
٣١١٠. جِئنَا إلَى المَعنَى فَخَلَّصنَاهُ مِن
هَا واطَّرحنَاهَا اطِّرَاحَ مُهَانِ
٣١١١. هِيَ لَفَظَةٌ مَقبُوحَةٌ بِدعِيَّةٌ
مَذمُومَةٌ مِنَّا بِكُلِّ لِسَانِ
٣١١٢. وَاللَّفظُ بِالتَّوحِيدِ نَجعَلُهُ مَكَا
نَ اللَّفظِ بِالتَّركِيبِ فِي التِّبيَانِ
٣١١٣. وَاللَّفظُ بِالتَّوحِيدِ أولَى بِالصِّفَا
تِ وَبالعُلُوِّ لِمَن لَهُ أذُنَانِ
٣١١٤. هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ الرُّسلِ لاَ
أصحَابِ جَهمٍ شِيعَةِ الكُفرَانِ
٣١١٥. فَاسمَع إذَا أنوَاعَهُ هِيَ خَمسَةٌ
قَد حُصِلَت أقسَامُهَا بِبَيَانِ
٣١١٦. تَوحِيدُ أتبَاعِ ابن سِينَا وَهُوَ مَن
سُوبٌ لآرسطُو مِنَ اليُونَانِ
٣١١٧. مَا للإلَهِ لَدَيهِمُ مَاهِيَّةٌ
غَيرُ الوُجُودِ المُطلَقِ الوِحدَانِ
٣١١٨. مَسلُوبُ أوصَافِ الكَمَالِ جَمِيعهَا
لَكِن وُجُودٌ حَسبُ لَيسَ بِفَانِ
٣١١٩. مَا إن لَهُ ذَاتٌ سِوَى نَفسِ الوُجُو
دِ المطلَقِ المَسلُوبِ كُلِّ مَعَانِ
٣١٢٠. فَلِذَاكَ لاَ سَمعٌ وَلاَ بَصَرٌ وَلا
عِلمٌ وَلاَ قَولٌ مِنَ الرَّحمَنِ
٣١٢١. وَلِذَاكَ قَالُوا لَيسَ ثَمَّ مَشِيئَةٌ
وَإِرَادَةٌ لِوُجُودِ ذِي الأكوَانِ
٣١٢٢. بَل تِلكَ لاَزِمَةٌ لَهُ بِالذَّاتِ لَم
تَنفَكَّ عَنهُ قَطُّ فِي الأزمَانِ
٣١٢٣. مَا اختَارَ شَيئاً قَطُّ يَفعَلُهُ وَلاَ
هَذَا لَهُ أبداً بِذِي إمكَانِ
٣١٢٤. وَبَنَوا عَلَى هَذَا استحَالَةَ خَرقِ ذَا ال
أفلاَكِ يَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ
٣١٢٥. وَلِذَاكَ قَالُوا لَيسَ يَعلَمُ قَطُّ شَيئاً
مَا مِنَ المَوجُودِ فِي الأعيَانِ
٣١٢٦. لاَ يَعلَمُ الأفلاَكَ كَم أعدَادُهَا
وَكَذَا النُّجُومُ وَذَانِكَ القَمَرَانِ
٣١٢٧. بَل لَيس يَسمَعُ صَوتَ كلِّ مُصوِّتٍ
كَلاَّ وَلَيسَ يَرَاهُ رَأيَ عِيَانِ
٣١٢٨. بَل لَيسَ يَعلَمُ حَالَةَ الإِنسَانِ تَف
صِيلاً مِنَ الطَّاعَاتِ وَالعِصيَانِ
٣١٢٩. كَلاَّ وَلاَ عِلمٌ لَهُ بِتَسَاقُطِ ال
أورَاقِ أو بِمَنَابِتِ الأغصَانِ
٣١٣٠. عِلماً عَلَى التَّفصِيلِ هَذَا عِندَهُم
عَينُ المُحَالِ وَلازِمُ الإِمكَانِ
٣١٣١. بَل نَفسُ آدَمَ عِندَهُم عَينُ المُحَا
لِ وَلَم يَكُن فِي سِالِفِ الأزمَانِ
٣١٣٢. مَا زَالَ نَوعُ النَّاسِ مَوجُوداً وَلاَ
يَفنَى كَذَاكَ الدَّهرُ والملَوَانِ
٣١٣٣. هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم
مِثلَ ابنِ سِينَا وَالنَّصِيرِ الثَّانِي
٣١٣٤. قَالُوا وألجأنَا إلَى ذَا خَشيَةُ التَّ
ركِيبِ وَالتَّجسِيمِ ذِي البُطلاَنِ
٣١٣٥. وَلِذَاكَ قُلنَا مَالَهُ سَمعٌ وَلاَ
بَصَرٌ وَلاَ عِلمٌ فكَيفَ يَدَانِ
٣١٣٦. وَكَذَاكَ قُلنَا لَيسَ فَوقَ العَرشِ إلاَّ
المُستَحِيلُ وَلَيسض ذَا إمكَانِ
٣١٣٧. جِسمٌ عَلَى جِسمٍ كِلاَ الجِسمَينِ مَح
دُودٌ يَكُونُ كِلاَهُمَا صِنوَانِ
٣١٣٨. فَبِذَاكَ حَقًّا صَرَّحُوا فِي كُتبِهِم
وَهُمُ الفُحُولُ أئِمَّةُ الكُفرَانِ
٣١٣٩. لَيسُوا مَخَانِيثَ الوُجُودِ فَلا إلَى ال
كُفرَانِ يَنحَازُوا وَلاَ الإِيمَانِ
٣١٤٠. وَالشِّركُ عِندَهُم ثُبُوتُ الذَّاتِ وَال
أوصَافِ إذ يَبقَى هُنَاكَ إثنَانِ
٣١٤١. غَيرُ الوُجُودِ فَصَارَ ثَمَّ ثَلاَثَةٌ
فَلِذَا نَفَينَا اثنَينِ بِالبُرهَانِ
٣١٤٢. نَفيُ الوُجُودِ فَلاَ يُضَافُ إلَيهِ شَي
ء غَيرَهُ فَيَصِيرَ ذَا إمكَانِ
٣١٤٣. هَذَا وَثَانِيهَا فَتَوحِيدُ ابنِ سَب
عِينٍ وَشِيعَتِهِ أُولِى البُهتَانِ
٣١٤٤. كُلِّ اتِّحَادِيٍّ خَبِيثٍ عِندَهُ
مَعبُودُهُ مَوطُوءُهُ الحَقَّانِ
٣١٤٥. تَوحِيدُهُم أنَّ الإِلَهَ هُوَ الوُجُو
دُ المُطلَقُ المَبثُوثُ فِي الأعيَانِ
٣١٤٦. هُوَ عَينُهَا لاَ غَيرُهَا مَا هَا هُنَا
رَبٌّ وَعبدٌ كَيفَ يَفتَرِقَانِ
٣١٤٧. لَكِنَّ وَهمَ العَبدِ ثُمَّ خَيَالُهُ
فِي ذِي المَظَاهِرِ دَائِماً يَلِجَانِ
٣١٤٨. فَلِذَاكَ حُكمُهُمَا عَلَيهِ نَافِذٌ
ابنُ الطَّبِيعَةِ ظَاهِرُ النُّقصَانِ
٣١٤٩. فَإذَا تَجَرَّدَ عِلمُهُ عَن حِسِّهِ
وَخَيَالِهِ بَل ثمَّ تَجرِيدَانِ
٣١٥٠. تَجرِيدُهُ عَن عَقلِهِ أيضاً فَإنَّ
العَقلَ لاَ يُدنِيهِ مِن ذَا الشَّانِ
٣١٥١. بَل يَخرِقُ الحُجُب الكَثِيفَةَ كُلَّها
وَهماً وَحِسًّا ثُمَّ عَقلٌ وَانِ
٣١٥٢. فَالوَهمُ مِنهُ وحِسُّهُ وَخَيَالُهُ
وَالعِلمُ وَالمعقُولُ فِي الأذهَانِ
٣١٥٣. حُجبٌ عَلَى ذَا الشَّانِ فَاخرِقهَا وَإِلاَّ
كُنتَ مَحجُوباً عَنِ العِرفَانش
٣١٥٤. هَذَا وَأكثَفُهَا حِجَابُ الحِسِّ وَال
مَعقُولُ ذَانِكَ صَاحِبُ الفُرقَانِ
٣١٥٥. فَهُنَاكَ صِرتَ مُوحِّداً حَقًّا تَرَى
هَذَا الوُوجُودَ حَقِيقَةَ الدَّيَّانِ
٣١٥٦. وَالشِّركُ عِندَهُمُ فَتَنوِيعُ الوُجُو
دِ وَقَولُنَا إنَّ الوُجُودَ اثنَانِ
٣١٥٧. وَاحتَجَّ يَوماً بِالكِتَابِ عَلَيهِمُ
شَخصٌ فَقالُوا الشِّركُ فِي القُرآنِ
٣١٥٨. لَكِنَّمَا التوحِيدُ عِندَ القَائِلِي
نَ بالاتَّحَادِ فَهُم أولُوا العِرفَانِ
٣١٥٩. رَبٌّ وَعَبدٌ كَيفَ ذَاكَ وَإنَّمَا ال
مَوجُودُ فَردٌ مَالَهُ مِن ثَانِ
٣١٦٠. هَذَا وَثَالِثُهَا هُوَ التَّوحِيدُ عِن
دَ الجَهمِ تَعطِيلٌ بِلاَ إيمَانِ
٣١٦١. نَفيُ الصِّفَاتِ مَعَ العُلُوِّ كَذَاكَ نَف
يُ كَلاَمِهِ بِالوَحيِ وَالقُرآنِ
٣١٦٢. فَالعَرشُ لَيسَ عَلَيهِ شَيءٌ بَتَّةً
لَكِنَّهُ خِلوٌ مِنَ الرَّحمَنِ
٣١٦٣. مَا فَوقَهُ رَبٌّ يُطَاعُ وَلاَ عَلَي
هِ للوَرَى مِن خَالِقٍ رَحمَنِ
٣١٦٤. بَل حَظُّ عَرشِ الرَّبِّ عِندَ فَرِيقَهِم
مِنهُ كَحظِّ الأسفَلِ التَّحتَانِي
٣١٦٥. فَهُوَ المعَطِّلُ عَن نُعُوتِ كَمَالِهِ
وَعِنِ الكَلاَمِ وَعَن جَمِيعِ مَعَانِ
٣١٦٦. وَانظُر إلَى مَا قَد حَكَينَا عَنهُ فِي
مَبدا القَصِيد حِكَايةَ التِّبيَانِ
٣١٦٧. هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم
تِلوَ الفُحُولِ مُقَدِّمِي البُهتَانِ
٣١٦٨. وَالشِّركُ عِندَهُم فَإثبَاتُ الصِّفَا
تِ لِرَبِّنَا وَنِهَايَةُ الكُفرَانِ
٣١٦٩. إن كَانَ شِركٌ ذَا وَكُلُّ الرُّسلِ قَد
جَاؤوا بِهِ خَيبَةَ الإِنسَانِ
٣١٧٠. هَذَا وَرَابِعَهَا فَتَوحِيدٌ لَدَى
جَبرِيِّهِم هُوَ غَايَةُ العِرفَانِ
٣١٧١. العَبدُ مَيتٌ مَا لَهُ فِعلٌ وَلَ
كِن هُوَ فِعلُ ذِي السُّلطَانِ
٣١٧٢. وَالله فَاعِلُ فِعلِنَا مِن طَاعَةٍ
وَمِنَ الفُسُوقِ وَسَائِرَِ العِصيَانِ
٣١٧٣. هِيَ فِعلُ رَبِّ العَالَمِينَ حَقِيقَةً
لَيسَت بِفِعلٍ قَطُّ لِلإنسَانِ
٣١٧٤. فَالعَبدُ مَيتٌ وَهوَ مَجبُورٌ عَلَى
أفعَالِهِ كَالمَيتِ فِي الأكفَانِ
٣١٧٥. وَهُوَ المَلُومُ عَلَى فِعَالِ إلَهِهِ
فِيهِ وَدَاخِلُ جَاحِمِ النِّيرَانِ
٣١٧٦. يَا وَيحَهُ المِسكِينُ مَظلُومٌ يُرَى
فِي صُورَةِ العَبدِ الظلومِ الجَانِي
٣١٧٧. لَكِن نُقُولُ بأنَّهُ هُوَ ظَالِمٌ
فِي نَفسِهِ أدَباً مَعَ الرَّحمَنِ
٣١٧٨. هَذَا هُوَ التَّوحِيدُ عِندَ فَرِيقِهِم
مِن كُلِّ جَبرِيٍّ خَبِيثِ جَنَانِ
٣١٧٩. وَالكُلُّ عِندَ غُلاَتِهِم طَاعَاتُنَا
مَا ثَمَّ فِي التَّحقِيقِ مِن عِصيَانِ
٣١٨٠. وَالشِّركُ عِندَهُم اعتِقَادُكَ فَاعِلاً
غَيرَ الإلهِ المَالِكِ الدَّيَّانِ
٣١٨١. فَانظُر إلَى التَّوحِيدِ عِندَ القَومِ مَا
فِيهِ مِنَ الإِشرَاكِ وَالكُفرَانِ
٣١٨٢. مَا عِندَهُم وَاللهِ شَيءٌ غَيرُهُ
هَاتِيكَ كُتبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
٣١٨٣. أترَى أبَا جَهلٍ وَشِيعَتَهُ رَؤوا
مِن خَالِقٍ ثَانٍ لِذِي الأكوَانِ
٣١٨٤. أم كُلُّهُم جَمعاً أقَرُّوا أنَّهُ
هُوَ وَحدهُ الخَلاَّقُ لِلإنسَانِ
٣١٨٥. فَإذَا ادَّعَيتُم أنَّ هَذَا غَايَةُ التَّ
وحِيدِ صَارَ الشِّركُ ذَا بُطلاَنِ
٣١٨٦. فَالنَّاسُ كُلُّهُمُ أقَرُّوا أنَّهُ
هُوَ وَحدَهُ الخَلاَّقُ لَيسَ اثنَانِ
٣١٨٧. إلاَّ المَجُوسَ فَإنَّهُم قَالُوا بِأنَّ
الشَّرَّ خَالِقُهُ إلَهٌ ثَانِ
٣١٨٨. فَاسمَع إذاً تَوحِيدَ رُسلِ الله ثُمَّ
اجعَلهُ دَاخِلَ كِفَّهِ المِيزَانِ
٣١٨٩. مَعَ هَذِهِ الأنوَاعِ وَانظُر أيُّهَا
أولَى لَدَى المِيزَانِ بِالرُّجحَانِ
٣١٩٠. تَوحِيدُهُم نَوعَانِ قَولِيٌّ وَفِع
لِيٌّ كِلاَ نَوعَيهِ ذُو بُرهَانِ
٣١٩١. إحدَاهُمَا سَلبٌ وَذَا نَوعَانِ أي
ضاً فِي كِتَابِ الله مَذَكُورَانِ
٣١٩٢. سَلبُ النَّقَاِئصِ جَمِيعِهَا
عَنهُ هُمَا نَوعَانِ مَعقُولاَنِ
٣١٩٣. سَلبٌ لِمُتَّصِلٍ وَمنفَصِلٍ هُمَا
نَوعَانِ مَعرُوفَانِ أمَّا الثَّاني
٣١٩٤. سَلبُ الشَّريكِ مَعَ الظَّهِيرِ مَعَ الشَّ
فِيعِ بِدُونِ إذنِ المَالِكِ الدَّيَّانِ
٣١٩٥. وَكذَاكَ نَفيُ الكُفءِ أيضاً وَالوِليِّ
لَنَا سِوَى الرَّحمنِ ذِي الغفرَانِ
٣١٩٦. وَالأوَّلُ التَّنزِيهُ لِلرَّحمَنِ عَن
وَصفِ العُيُوبِ وَكُلِّ ذِي نُقصَانِ
٣١٩٧. كَالمَوتِ وَالإِعيَاءِ وَالتَّعَبِ الذِي
يَنفِي اقتِدَارَ الخَالِقِ المَنَّانِ
٣١٩٨. وَالنَّومِ وَالسِّنَةِ التَي هِيَ أصلُهُ
وَعُزُوبِ شَيءٍ عَنهُ فِي الأكوَانِ
٣١٩٩. وَكَذَلِكَ العَبَثُ الَّذِي تَنفِيهِ حِك
مَتُهُ وَحَمدِ الله ذِي الإِتقَانِ
٣٢٠٠. وَكَذَاكَ تَركُ الخَلقِ إهمَالاً سُدًى
لاَ يُبعَثُونَ إلَى مَعَادٍ ثَانِ
٣٢٠١. كَلاَّ وَلاَ أمرٌ وَلاَ نَهيٌ عَلَي
هِم مِن إلَهٍ قَادِر دَيَّانِ
٣٢٠٢. وَكَذَاكَ ظُلمُ عِبَادِهِ وَهُوَ الغَنِيُّ
فَمَا لَهُ والظُّلمَ للإِنسَانِ
٣٢٠٣. وَكَذَاك غَفلَتُهُ تَعَالَى وَهوَ عَلاَّ
مُ الغُيُوبِ فَظَاهِرُ البُطلاَنِ
٣٢٠٤. وَكَذَلِكَ النِّسيَانُ جَلَّ إلَهُنَا
لاَ يَعتَرِيهِ قَطُّ مِن نِسيَانِ
٣٢٠٥. وَكَذَاكَ حَاجَتُهُ إلَى طَعمٍ وَرِز
قٍ وَهوَ رَزَّاقٌ بِلاَ حُسبَانِ
٣٢٠٦. هَذَا وَثَانِي نَوعَي السَّلبِ الَّذِي
هُوَ أوَّلُ الأنوَاعِ فِي الأوزَانِ
٣٢٠٧. تَنزِيهُ أوصَافِ الكَمَالِ لَهُ عَن التَّ
شبِيهِ وَالتَّمثِيلِ وَالنُّكرَانِ
٣٢٠٨. لَسنَا نُشَبِّهُ وَصفَهُ بِصِفَاتِنَا
إنَّ المشَبَّهَ عَابِدُ الأوثَانِ
٣٢٠٩. كَلاَّ وَلاَ نُخلِيهِ مِن أوصَافِهِ
إنَّ المعَطِّلَ عَابِدُ البُهتَانِ
٣٢١٠. مَن مَثَّلَ اللهَ العَظِيمَ بِخَلقِهِ
فَهوَ النَّسِيبُ لِمُشرِكٍ نَصرَانِي
٣٢١١. أو عَطَّلَ الرَّحمَن مِن أوصَافِهِ
فَهُوَ الكَفُورُ وَلَيسَ ذَا إيمَانِ
٣٢١٢. هَذَا وَمِن تَوحِيدِهم إثبَاتُ أو
صَلى الكَمَالِ لرَبِّنَا الرَّحمَنِ
٣٢١٣. كَعُلُوِّهِ سُبحَانَهُ فَوقَ السَّمَ
وَاتِ العُلَى بَل فَوقَ كُلِّ مَكَانِ
٣٢١٤. فَهوَ العَلِيُّ بِذَاتِهِ سُبحَانَهُ
إذ يَستَحِيلُ خِلاَفُ ذَا ببَيَانِ
٣٢١٥. وَهُوَ الَّذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى
قَد قَامَ بِالتَّدبِيرِ للأكوَانِ
٣٢١٦. حَيٌّ مُرِيدٌ قَادِرٌ مُتَكَلِّمٌ
ذُو رَحمَةٍ وَإرَادَةٍ وَحَنَانِ
٣٢١٧. هُوَ أولٌ هو آخِرٌ هُو ظَاهِرٌ
هُو بَاطِنٌ هِي أربعٌ بوِزَانِ
٣٢١٨. مَا قَبلَهُ شَيءٌ كَذَا مَا بَعدَه
شَيءٌ تَعَالَى الله ذُو السُّلطَانِ
٣٢١٩. مَا فَوقَهُ شَيءٌ كَذَا مَا دُونَه
شَيءٌ وَذَا تَفسِيرُ ذِي البُرهَانِ
٣٢٢٠. فَانظُر إلَى تَفسِيرِهِ بِتَدَبُّرٍ
وَتَبَصُّرٍ وَتَعَقُّلٍ لِمَعَانِ
٣٢٢١. وَانظُر إلَى مَا فِيهِ مِن أنوَاعِ مَع
رِفَةٍ لخَالِقِنَا العَظِيمِ الشَّانِ
٣٢٢٢. وَهُوَ العَلِيُّ فَكُلُّ أنوَاعِ العُلُوِّ
لَهُ فَثَابِتَةٌ بِلاَ نُكرَانِ
٣٢٢٣. وَهُوَ العَظِيمُ بِكُلِّ مَعنَآ يُوجِبُ التَّ
عظِيمَ لاَ يُحصِيهِ مِن إنسَانِ
٣٢٢٤. وَهُوَ الجَلِيلُ فكُلُّ أوصَافِ الجَلاَ
لِ لَهُ مُحَقَّقَةٌ بِلاَ بُطلاَنِ
٣٢٢٥. وَهُوَ الجَمِيلُ عَلَى الحَقِيقَةِ كَيفَ لاَ
وَجَمَالُ سَائِرِ هَذِهِ الأكوَانِ
٣٢٢٦. مِن بَعضِ آثَارِ الجَمِيلِ فَرَبُّهَا
أولَى وأجدَرُ عِندَ ذِي العِرفَانِ
٣٢٢٧. فَجمَالُهُ بِالذَّاتِ وَالأوصَافِ وَال
أفعَالِ والأسمَاءِ بِالبُرهَانِ
٣٢٢٨. لاَ شَيءَ يُشبِهُ ذَاتَهُ وَصِفَاتِهِ
سُبحَانَهُ عَن إفكِ ذِي البُهتَانِ
٣٢٢٩. وَهُوَ المَجِيدُ صِفَاتُهُ أوصَافُ تَع
ظِيمٍ فَشَأنُ الوَصفِ أعظَمُ شَانِ
٣٢٣٠. وَهُوَ السَّمِيعُ يَرى وَيسمَعُ كُلَّ مَا
فِي الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن إعلاَنِ
٣٢٣١. وَلِكُلِّ صَوتٍ مِنهُ سَمعٌ حَاضِرٌ
فَالسِّرُّ وَالإعلاَنُ مُستَوِيَانِ
٣٢٣٢. وَالسَّمعُ مِنهُ وَاسِعُ الأصوَاتِ لاَ
يَخفَى عَلَيهِ بَعِيدُهَا وَالدَّانِي
٣٢٣٣. وَيرَى مَجَارِي القُوتِ فِي أعضَائِها
وَيَرَى عُرُوقَ بَيَاضِهَا بِعِيَانِ
٣٢٣٤. وَيَرَى خِيَانَاتِ العُيَونِ بِلَحظِهَا
وَيَرى كَذَاكَ تَقَلُّبَ الأجفَانِ
٣٢٣٥. وَهُوَ العَلِيمُ أحَاطَ عِلماً بِالذِي
فِي الكَونِ مِن سِرٍّ وَمِن إعلاَنِ
٣٢٣٦. وَبِكُلِّ شَيءٍ عِلمُهُ سُبحَانَهُ
فَهوَ المُحِيطُ وَلَيسَ ذَا نِسيَانِ
٣٢٣٧. وَكَذَاكَ يَعلَمُ مَا يَكُونُ غَداً وَمَا
قَد كَانَ وَالمَوجُودَ فِي ذَا الآنِ
٣٢٣٨. وَكَذَاكَ أمرٌ لَم يَكُن لَو كَان كَي
فَ يَكُونُ ذَاكَ الأمر ذَا إمكَانِ
٣٢٣٩. وَهُوَ الحَمِيدُ فَكُلُّ حَمدٍ وَاقِعٌ
أو كَانَ مَفرُوضاً مَدَى الأزمَانِ
٣٢٤٠. مَلأ الوُجُودَ جَمِيعَهُ وَنَظِيرَهُ
مِن غَيرِ مَا عَدٍّ وَلاَ حُسبَانِ
٣٢٤١. هُوَ أهلُهُ سُبحَانَهُ وَبِحَمدِهِ
كُلُّ المَحَامِدِ وَصفُ ذِي الإِحسَانِ
٣٢٤٢. وَهُوَ المُكَلِّمُ عَبدَهُ مُوسَى بِتَك
لِيمِ الخِطَابِ وَقَبلَهُ الأبَوَانِ
٣٢٤٣. كَلِمَاتُهُ جَلَّت عَنِ الإِحصَاءِ وَالتَّ
عدَادِ بَل عَن حَصرِ ذِي الحُسبَانِ
٣٢٤٤. لَو أنَّ أشجَارَ البِلاَدِ جَمِيعَا ال
أقلاَمُ تَكتُبُهَا بكُلِّ بَنَانِ
٣٢٤٥. وَالبَحرَ تُلقَى فِيهِ سَبعَةُ أبحُرٍ
لِكِتَابِةِ الكَلِمَاتِ كُلَّ زَمَانِ
٣٢٤٦. نَفِدَت وَلَم تَنفَد بِهَا كَلِمَاتُهُ
َليسَ الكَلاَمُ مِنَ الإِلَهِ بِفَانِ
٣٢٤٧. وَهُوَ القَدِيرُ وَليسَ يُعجِزُهُ إذَا
مَا رَامَ شَيئاً قَطُّ ذُو سُلطَانِ
٣٢٤٨. وَهُوَ القَوِيُّ لَهُ القُوَى جَمعاً تَعَا
لَى رَبُ ذِي الأكوَانِ والأزمانِ
٣٢٤٩. وَهُوَ الغَنِيُّ بِذَاتِهَِ فَغِنَاهُ ذَا
تِيٌّ لَهُ كَالجُودِ وَالإِحسَانِ
٣٢٥٠. وَهُوَ العَزِيزُ فَلَن يُرَامَ جَنَابُهُ
أنَّى يُرَامُ جَنَابُ ذِي السُّلطَانِ
٣٢٥١. وَهُوَ العَزِيزُ بِقُوَّةٍ هِيَ وَصفُهُ
فَالعِزُّ حِينَئِذٍ ثَلاَثُ مَعَانِ
٣٢٥٢. وَهِيَ التِي كَمُلَت لَهُ سُبحَانَهُ
مِن كُلِّ وَجهٍ عَادِمِ النُّقصَانِ
٣٢٥٣. وَهُوَ الحَكِيمُ وَذَاكَ مِن أوصَافِهِ
نَوعَانِ أيضاً مَا هُمَا عَدمَانِ
٣٢٥٤. حُكمٌ وَإحكَامٌ فَكُلٌّ مِنهُمَا
نَوعَانِ أيضاً ثَابِتاً البُرهَانِ
٣٢٥٥. وَالحُكمُ شَرعِيٌّ وَكَونِيٌّ وَلاَ
يَتَلاَزَمَانِ وَمَا هُمَا سِيَّانِ
٣٢٥٦. بَل ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هَذَا مُفرَداً
وَالعَكسُ أيضاً ثُمَّ يَجتَمِعَانِ
٣٢٥٧. لَن يَخلُو المَربُوبُ مِن إحدَاهُمَا
أو مِنهُمَا بَل لَيسَ يَنتَفِيَانِ
٣٢٥٨. لَكِنَّما الشَّرعِيُّ مَحبُوبٌ لَهُ
أبَداً وَلَن يَخلُو مِنَ الأكوَانِ
٣٢٥٩. هُوَ أمرهُ الدِّينِيُّ جَاءَت رُسلُهُ
بِقِيَامِهِ فِي سَائِرِ الأزمَانِ
٣٢٦٠. لَكِنَّمَا الكَونِيُّ فَهوَ قَضَاؤهُ
فِي خَلقِهِ بِالعَدلِ وَالإِحسَانِ
٣٢٦١. هَوَ كُلُّهُ حَقٌّ وَعَدلٌ ذُو رِضَى
وَالشَّانُ فِي المَقضِيِّ كُلَّ الشَّانِ
٣٢٦٢. فَلِذَاكَ نَرضَى بِالقَضَاءِ ونَسخط ال
مَقضِيِّ مضا الأمرَانِ مُتَّحدَانِ
٣٢٦٣. فالله يَرضَى بِالقَضَاءِ ويَسخطُ ال
مَقضِيِّ مَا الأمرَانِ مُتَّحِدَانِ
٣٢٦٤. فَقَضَاؤُهُ وصِفَةٌ بِهِ قَامَت وَمَا ال
مَقضِيُّ إلاَّ صَنعَةُ الإِنسَانِ
٣٢٦٥. وَالكَونُ مَحبُوبٌ وَمَبغُوضٌ لَهُ
وَكِلاَهُمَا بِمَشِيئَةِ الرَّحمَنِ
٣٢٦٦. هَذَا البَيَانُ يُزِيلُ لَبساً طَالَمَا
هَلَكَت عَلَيهِ النَّاسُ كُلَّ زَمَانِ
٣٢٦٧. وَيَحِلُّ مَا قَد عَقَّدُوا بِأصُولِهِم
وَبُحُوثِهِم فَافهَمهُ فَهمَ بَيَانِ
٣٢٦٨. مَن وَافقَ الكَونِيَّ وَافقَ سُخطهُ
إذ لَم يوافِق طَاعَةَ الدَّيَّانِ
٣٢٦٩. فَلِذَاكَ لاَ يَعدُوهُ ذَمٌّ أو فَوَا
تُ الحَمدش مَع أجرٍ ومَع رِضوَانِ
٣٢٧٠. وَمُوَافِقُ الدِّينِيِّ لاَ يَعدُوهُ أج
رٌ بَل لَهُ عِندَ الصَّوَابِ اثنَانِ
٣٢٧١. والحِكمَةُ العُليَا عَلَى نَوعَينِ أي
ضاً حُصِّلا بِقَوَاطِعَ البُرهَانِ
٣٢٧٢. إحدَاهُمَا فِي خَلقِهِ سُبحَانَهُ
نَوعَانِ أيضاً لَيسَ يَفتَرقَانِ
٣٢٧٣. إحكَامُ هَذَا الخَلقِ إذ إيجَادُهُ
فِي غَايَةِ الإِحكَامِ وَالإتقَانِ
٣٢٧٤. وَصُدُورُهُ مِن أجلِ غَايَاتٍ لَهُ
وَلَهُ عَلَيهَا حَمدُ كُلِّ لِسَانِ
٣٢٧٥. وَالحِكمَةُ الأخرَى فَحِكمَةُ شَرعِهِ
أيضاً وَفِيهضا ذَانِكَ الوَصفَانِ
٣٢٧٦. غَايَاتُهَا اللاَّتِي حُمِدنَ وَكَونُهَا
فِي غَايَةِ الإِتقَانِ وَالإحسَانِ
٣٢٧٧. وَهُوَ الحَييُّ فَلَيسَ يَفضَحُ عَبدَهُ
عِندَ التَّجاهُرِ مِنهُ بِالعِصيَانِ
٣٢٧٨. لَكِنَّهُ يُلقِي عَلَيهِ سَترَهُ
فَهُوَ السَّتِيرُ وَصَاحِبُ الغُفرَانِ
٣٢٧٩. وَهُوَ الحَلِيمُ فَلاَ يُعَاجِلُ عَبدَهُ
بِعُقُوبَةٍ لِيَتُوبَ مِن عِصيَتمِ
٣٢٨٠. وَهُوَ العَفُوُّ فَعَفوُهُ وَسِعَ الوَرَى
لَولاَهُ غَارَ الأرضُ بِالسُّكَّانِ
٣٢٨١. وَهُوَ الصَّبُورُ عَلَى أذَى أعدَائِهِ
شَتَمُوهُ بَل نَسَبُوهُ لِلبُهتَانِ
٣٢٨٢. قَالُوا لَهُ وَلَدٌ وَلَيسَ يُعِيدُنَا
شَتماً وَتَكذِيباً مِنَ الإِنسَانِ
٣٢٨٣. هَذَا وَذَاكَ بسَمعِهِ وَبِعِلمِهِ
لَو شَاءَ عَاجَلَهُم بِكُلِّ هَوَانِ
٣٢٨٤. لَكِن يُعَافِيهِم وَيَرزُقُهُم وَهُم
يُؤذُونَهُ بالشِّركِ وَالكُفرَانِ
٣٢٨٥. وَهُوَ الرَّقِيبُ عَلَ الخَوَاطِرِ وَاللَّوَا
حِظِ كَيفَ بِالأفعَالِ بِالأركَانِ
٣٢٨٦. وَهُوَ الحفِيظُ عَليهِمُ وَهُوَ الكَفِي
لُ بِحِفظِهِم مِن كُلِّ أمرٍ عَانِ
٣٢٨٧. وَهُوَ اللَّطِيفُ بِعَبدِهِ وَلِعَبدِهِ
وَاللُّطفُ فِي أوصَافِهِ نَوعَانِ
٣٢٨٨. إدرَاكُ أسرَارِ الأُمورِ بِخبرَةٍ
وَاللُّطفُ عِندَ مَواقِعِ الإِحسَانِ
٣٢٨٩. فَيُرِيكَ عِزَّتَهُ وَيُبدِي لُطفَهُ
وَالعَبدُ فِي الغَفَلاَتِ عن ذَا الشَّانِ
٣٢٩٠. وَهُوَ الرَّفِيقُ يُحِبُّ أهلَ الرِّفقِ بَل
يُعطِيهُمُ بِالرِّفقِ فَوقَ أمَانِ
٣٢٩١. وَهُوَ القَرِيبُ وَقُربُهُ المُختَصُّ بِالدَّ
اعِي وَعابِدِهِ عَلَى الإِيمَانِ
٣٢٩٢. وَهُوَ المُجِيبُ يَقُولُ مَن يَدعُو أجِب
هُ أنَا المُجِيبُ لِكُلِّ مَن نَادَانِي
٣٢٩٣. وَهُوَ الجَوادُ فَجُودُهُ عَمَّ الوُجُو
دَ جَمِيعَهُ بِالفَضلِ وَالإحسَانِ
٣٢٩٤. وَهُوَ الجَوَادُ فَلاَ يُخَيِّبُ سَائِلاً
وَلَو أنَّهُ مِن أمَّةِ الكُفرَانِ
٣٢٩٥. وَهُوَ المُغِيثُ لِكُلِّ مَخلُوقَاتِهِ
وَكَذَا يُجيبُ إغَاثَةَ اللَّهفَانِ
٣٢٩٦. وَهُوَ الوَدُودُ يحِبُّهُم وَيُحِبُّهُ
أحبَابُهُ وَالفَضلُ للمَنَّانِ
٣٢٩٧. وَهُوَ الذِي جَعَلَ المَحَبَّةَ فِي قُلُو
بِهِمُ وَجَازَاهُم بِحُبٍّ ثَانِ
٣٢٩٨. هَذَا هُوَ الإحسَانُ حَقًّا لاَ مُعَا
وَضَةً وَلاَ لِتَوَقُّعِ الشُّكرَانِ
٣٢٩٩. لَكِن يُحبُّ شُكُورَهم وَشَكُورَهُم
لاَ لاحتِياجٍ مِنهُ للشُّكرَانِ
٣٣٠٠. وَهُوض الشًّكُورُ فَلَن يُضَيِّعَ سَعيَهُم
لَكِن يُضَاعِفُهُ بِلا حُسبَانِ
٣٣٠١. مَا لِلعِبَادِ عَلَيهِ حَقٌّ وَاجِبٌ
هُوَ أوجَبَ الأجرَ العَظِيمَ الشَّانِ
٣٣٠٢. كَلاَّ وَلاَ عَمَلٌ لَدَيهِ ضَائِعٌ
إن كَانَ بِالإِخلاَصِ وَالإِحسَانِ
٣٣٠٣. إن عُذِّبُوا فَبعَدلِهِ أو نُعِّمُوا
فَبِفَضلِهِ وَالحَمدُ لِلمَنَّانِ
٣٣٠٤. وَهُوَ الغَفُورُ فَلَو أُتِي بِقُرَابِهَا
مِن غَيرِ شِركٍ بَل مِنَ العِصيَانِ
٣٣٠٥. لأتَاهُ بِالغُفرَانِ مِلءَ قُرَابِهَا
سُبحَانَهُ هُوَ وَاسِعُ الغُفرَانِ
٣٣٠٦. وَكَذَلِكَ التَّوَّابُ مِن أوصَافِهِ
وَالتَّوبُ فِي أوصَافِهِ نَوعَانِ
٣٣٠٧. إذنٌ بتَوبَةِ عَبدِهِ وَقَبُولِهَا
بَعدَ المَتَابِ بِمِنَّةِ المَنَّانِ
٣٣٠٨. وَهُوَ الإِلَهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي
صَمَدَت إلَيهِ الخلقُ بِالإِذعَانِ
٣٣٠٩. الكَامِلُ الأوصَافِ مِن كُلِّ الوُجُو
هِ كَمَالُهُ مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ
٣٣١٠. وَكَذِلِكَ القَهَّارُ مِن أوصَافِهِ
فَالخَلقُ مَقهُورُونَ بِالسُّلطَانِ
٣٣١١. لَو لَم يَكُن حَيًّا عَزِيزاً قَادِراً
مَا كَانَ مِن قَهرٍ وَلاَ سُلطَانِ
٣٣١٢. وَكَذَلِكَ الجَبَّارُ مِن أوصَافِهِ
وَالجَبرُ فِي أوصَافِهِ قِسمَانِ
٣٣١٣. جَبرُ الضَّعِيفِ وَكُلِّ قَلبٍ قَد غَدَا
ذَا كَسرَةٍ فَالجَبرُ مِنهُ دَانِ
٣٣١٤. وَالثَّانِي جَبرُ القَهرِ بِالعِزِّ الذِي
لاَ يَنبَغِي لِسِوَاهُ مِن إنسَانِ
٣٣١٥. وَلَهُ مُسَمَّى ثَالِثٌ وَهُوَ العُلُوُّ
فَليسَ يَدنُو مِنهُ مِن إنسَانِ
٣٣١٦. مِن قَولِهُم جَبَّارَةٌ لِلنَّخلَةِ ال
عُليَا التِي فَاتَت لِكُلِّ بَنَانِ
٣٣١٧. وَهُوَ الحَسِيبُ كِفَايَةً وَحِمَايَةً
وَالحَسبُ كَافِي العَبدِ كُلَّ أوَانِ
٣٣١٨. وَهُوَ الرَّشِيدُ فَقُولُهُ وَفِعَالُهُ
رُشدٌ وَرَبُّكَ مُرشِدُ الحَيرَانِ
٣٣١٩. وَكِلاهُمَا حَقٌّ فَهذَا وَصفُهَُ
وَالفِعلُ لِلإرشَادِ ذَاكَ الثَّانِي
٣٣٢٠. وَالعَدلُ مِن أوصَافِهِ فِي فِعلِهِ
وَمَقَالِهِ وَالحُكمِ بِالمِيزَانِ
٣٣٢١. فَعلَى الصِّرَاط المُستَقِيمِ إلَهُنَا
قَولاً وَفِعلاً ذَاكِ فِي القُرآنِ
٣٣٢٢. هَذَا وَمِن أوصَافِهِ القُدُّوس ذُو التَّ
نزِيهِ بِالتَّعظِيمِ للرَّحمَنِ
٣٣٢٣. وَهُوَ السَّلاَمُ عَلَى الحَقِيقَةِ سَالِمٌ
مِن كُلِّ تَمثِيلٍ ومِن نُقصَانِ
٣٣٢٤. وَالبِرُّ مِن أوصَافِهِ سُبحَانَهُ
هُوَ كَثرَةُ الخَيرَاتِ وَالإحسَانِ
٣٣٢٥. صَدَرَت عَنِ البَرِّ الذِي هُوَ وَصفُهُ
فَالبِرُّ حِينَئِذٍ لَهُ نَوعَانِ
٣٣٢٦. وَصف وَفِعلٌ فَهوَ بَرٌّ مُحسِنٌ
مُولِي الجَمِيل وَدَائِمُ الإِحسَانِ
٣٣٢٧. وَكَذَلِكَ الوَهَّابُ مِن أسمَائِهِ
فَانظُر مَوَاهِبَهُ مَدَى الأزمَانِ
٣٣٢٨. أهلُ السَّمَوَاتِ العُلَى والأرضِ عَن
تِلكَ المَوَاهِبِ لَيسَ يَنفَكَّانِ
٣٣٢٩. وَكَذَلِكَ الفَتَّاحُ مِن أسمَائِهِ
وَالفَتحُ فِي أوصَافِهِ أمران
٣٣٣٠. فَتحٌ بِحُكمٍ وَهوُ بشَرعُ لألَهِنَا
وَالفَتحُ بِالأقدَارِ فَتحٌ ثَانِ
٣٣٣١. وَالرَّبُّ فَتَّاحٌ بِذَينِ كِلَيهِمَا
عَدلاً وَإحسَاناً مِن الرَّحمَنِ
٣٣٣٢. وَكَذَلِكَ الرَّزَّاقُ مِنَ أسمَائِهِ
وَالرِّزقُ مِن أفعَالِهِ نَوعَانِ
٣٣٣٣. رِزقٌ عَلَى يَدِ عَبدِهِ وَرَسُولِهِ
نَوعَانِ أيضاً ذَانِ مَعرُوفَانِ
٣٣٣٤. رِزقُ القُلُوبِ العِلم وَالإِيمَانَ وَالرِّ
زقُ المُعَدُّ لِهَذِهش الأبدَانِ
٣٣٣٥. هَذَا هُوَ الرِّزقُ الحَلاَلُ وَربُّنَا
رَزَّاقُهُ وَالفَضلُ لِلمَنَّانِ
٣٣٣٦. وَالثَّانِي سَوقُ القُوتِ للأعضَاءِ فِي
تِلكَ المَجَارِي سَوقَهُ بِوِزَانِ
٣٣٣٧. هَذَان يَكُونُ مِنَ الحَلاَلِ كَمَا يَكُو
نُ مِنَ الحَرَام كِلاَهُمَا
٣٣٣٨. وَاللهُ رَازِقُهُ بِهَذَا الاعتَبا
رِ وَلَيسَ بِالإِطلاَقِ دُونَ بَيَانِ
٣٣٣٩. هَذَا وَمِن أوصَافِهِ القَيُّومُ وَال
قَيُّومُ فِي أوصَافِهِ أمَرَانِ
٣٣٤٠. إحدَاهُمَا القَيُّومُ قَامِ بِنَفسِهِ
وَالكَونُ قَامَ بِهِ هُمَا الأمرَانِ
٣٣٤١. فَالأوَّلُ استِغنَاؤهُ عَن غَيرِهِ
وَالفَقرُ مِن كُلٍّ إلَيهِ الثَّانِي
٣٣٤٢. وَالوَصفُ بِالقَيومِ ذُو شَأنٍ عَظِيمٍ هَ
كذَا مَوصُوفُهُ أيضاً عَظِيمُ الشَّانِ
٣٣٤٣. وَالحَيُّ يَتلُوهُ فأوصَافُ الكَمَا
لِ هُمَا لأفقِ سَمَائِهَا قُطبَانِ
٣٣٤٤. فَالحَيُّ وَالقَيُّومُ لَن تَتَخَلَّفَ ال
أوصَافُ أصلاً عَنهُمَا بِبَيَانِ
٣٣٤٥. هُوَ قَابِضٌ هُوَ بَاسِطٌ هُوَ خَافِضٌ
هُوَ رَافِعٌ بِالعَدلِ وَالمِيزَانِ
٣٣٤٦. وهو المُعزُّ لأهلِ طَاعَتِهِ وذَا
عِزٌّ حَقِيقِيٌّ بِلاَ بُطلاَنِ
٣٣٤٧. وَهُوَ المُذِلُّ لِمَن يَشَاءُ بِذِلَّةِ الدَّ
ارَينِ ذُل شَقَا وَذُلُّ هَوَانِ
٣٣٤٨. هُوَ مَانِعٌ مُعطٍ فَهَذَا فَضلُهُ
وَالمَنعُ عينُ العَدلِ لِلمَنَّانِ
٣٣٤٩. يُعطِي بِرحمَتِهِ وَيَمنَعُ مَا يَشَا
ءُ بِحِكمَةٍ وَاللهُ ذُو سُلطَانِ
٣٣٥٠. وَالنُّورُ مِن أسمَائِهِ أيضاً وَمِن
أوصَافِهِ سُبحَانَ ذِي البُرهَانِ
٣٣٥١. قَالَ ابنُ مَسعُودٍ كَلاَماً قَد حَكَا
هُ الدَّارِمِي عَنهُ بِلاَ نُكرَانِ
٣٣٥٢. مَا عِندَهُ لَيلُ يَكُونُ وَلاَ نَهَا
رٌ قُلتُ تَحتَ الفَلكِ يُوجَدُ ذَانِ
٣٣٥٣. نُورُ السَّمَوَاتِ العُلَى مِن نُورِهِ
وَالأرضِ كَيفَ النَّجمُ وَالقَمرَانِ
٣٣٥٤. مِن نُورِ وَجهِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ
وَكَذَا حَكَاهُ الحافِظُ الطَّبَرَانِي
٣٣٥٥. فَبِهِ استَنَارَ العَرشُ وَالكُرسِيُّ مَع
سَبعِ الطِّبَاقِ وَسَائِرِ الأكوَانِ
٣٣٥٦. وَكِتَابُهُ نُوؤٌ كَذَلِكَ شَرعُهُ
نُورٌ كَذَا المَبعُوثُ بِالفُرقَانِ
٣٣٥٧. وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ فِي قَلبِ الفَتَى
نُورٌ عَلَى نُورٍ مَعَ القُرآنِ
٣٣٥٨. وَحِجَابُهُ نُورٌ فَلَو كُشِفَ الحِجَا
بُ لأحرَقَ السُّبُحَاتُ للأكوَانِ
٣٣٥٩. وإذَا أتَى للفَصلِ يُشرِقُ نُورُهُ
فِي الأرضِ يَومَ قِيَامَةِ الأبدَانِ
٣٣٦٠. وَكَذَاك دَارُ الرَّبِّ جَنَّاتُ العُلَى
نُورٌ تَلألأَ لَيسَ ذَا بُطلاَنِ
٣٣٦١. وَالنُّورُ ذُو نَوعَينِ مَخلُوقٌ وَوَص
فٌ مَا هُمَا وَألله مُتَّحِدَانِ
٣٣٦٢. وَكَذَلِكَ المَخلُوقُ ذُو نَوعَينِ مَح
سُوسٌ وَمَعقُولٌ هُمَا شَيئَانِ
٣٣٦٣. احذَر تَزِلَّ فَتَحتَ رِجلِكَ هُوَّةٌ
كَم قَد هَوَى فِيهَا عَلَى الأزمَانِ
٣٣٦٤. مِن عَابِدٍ بِالجَهلِ زَلَّت رِجلُهُ
فَهَوَى إلَى قَعرِ الحَضِيضِ الدَّانِي
٣٣٦٥. لاَحَت لَهُ أنوَارُ آثارِ العِبَا
دَةِ ظَنَّهَا الأنوارَ للرَّحمَنِ
٣٣٦٦. فَأتَى بِكُلِّ مُصِيبَةٍ وَبَلِيَّةٍ
مَا شِئتَ مِن شَطحٍ وَمِن هَذَيَانِ
٣٣٦٧. وَكَذَا الحُلُولِيُّ الذِي هُوَ خِدنُهُ
مِن هَهُنَا حَقًّا هُمَا أخَوَانِ
٣٣٦٨. وَيُقَابِلُ الرَّجلَينِ ذُو التَّعطِيلِ وَال
حُجُبِ الكَثِيفَةِ ما هُما سِيَّانِ
٣٣٦٩. ذَا فِي كَثَافَةِ طَبعِهِ وَظَلاَمِهِ
وَبِظُلمَةِ التَّعطِيلِ هَذَا الثَّانِي
٣٣٧٠. وَالنُّورُ مَحجُوبٌ فَلاَ هَذَا وَلاَ
هَذَا لَهُ مِن ظُلمَةٍ يَريَانِ
٣٣٧١. وَهُوَ المَقَدِّمُ وَالمؤخِّرُ ذَانِكَ الصِّ
فَتَانِ لِلأفعَالِ تَابِعَتَانِ
٣٣٧٢. وَهُمضا صِفَاتُ الذَّاتِ أيضاً إذ هُمَا
بِالذَّاتِ لاَ بِالغَيرِ قَائِمَتَانِ
٣٣٧٣. ولِذَاكَ قَد غَلَط المقسِّمُ حِينَ ظَنَّ
صِفَاتِهِ نَوعَينِ مُختَلِفَانِ
٣٣٧٤. إن لَم يُرِد هَذَا وَلَكِنَ قَد أرَا
دَ قِيَامَهَا بِالفِعلِ ذِي الإِمكَانِ
٣٣٧٥. وَالفِعلُ وَالمَفعولُ شَيءٌ وَاحِدٌ
عِندَ المقَسِّمِ مَا هُمَا شَيئَانِ
٣٣٧٦. فَلِذَاكَ وَصفُ الفِعلِ لَيسَ لَدَيهِ إلاَّ
نِسبَةٌ عَدَمِيةٌ بِبَيَانِ
٣٣٧٧. فَجَمِيعُ أسمَاءِ الفِعَالِ لَدَيهِ لَي
سَت قَطُّ ثَابِتَةٌ ذَوَاتِ مَعَانِ
٣٣٧٨. مَوجُودَةٌ لَكِن أمُورٌ كُلُّهَا
نِسَبٌ تُرَى عَدَمِيَّةَ الوجدَانِ
٣٣٧٩. هَذَا هُوَ التَّعطِيلُ للأفعَالِ كَالتَّ
عطِيلِ للأوصَافِ بِالمِيزَانِ
٣٣٨٠. فَالحَقُّ أنَّ الوَصفَ لَيسَ بِمَورد التَّ
قسِيمِ هَذَا مُقتَضَى البُرهَانِ
٣٣٨١. بَل مَورِدُ التَّقسِيمِ مَا قَد قَامَ بِالذَّ
اتِ التِي للوَاحِدِ الرَّحمَنِ
٣٣٨٢. فَهُمَا إذاً نَوعَانِ أوصَافٌ وَأف
عَألٌ فَهذِي قِسمَةُ التِّبيَانِ
٣٣٨٣. فَالوَصفُ بالأفعَالِ يَستَدعِي قِيَا
مَ الفِعلِ بِالمَوصًوفِ بِالبُرهَانِ
٣٣٨٤. كَالوَصفِ بِالمعنَى سِوَى الأفعالِ مَا
إن بَينَ ذَينِكَ قَطُّ مِن فُرقَانِ
٣٣٨٥. وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُم رَدُّوا عَلَى
مَن أثبَتَ الأسمَاءَ دُونَ مَعَانِ
٣٣٨٦. قَامَت بِمَن هِيَ وَصفُهُ هَذَا مُحَا
لٌ غَيرُ مَعقُولٍ لِذِي الأذهَانِ
٣٣٨٧. وَأتَوا إلَى الأوصَافِ بِاسمِ الفِعلِ قَا
لُوا لَم تَقُم بِالوَاحِدِ الدَّيَّانِ
٣٣٨٨. فانظُر إلَيهِم أبطَلُوا الأصلَ الذِي
رَدُّوا بِهِ أقوَالَهُم بِوزَانِ
٣٣٨٩. إن كَانَ هَذَا مُمكِناً فكَذَاكَ قَو
لُ خُصُومِكُم أيضاً فَذُو إمكَانِ
٣٣٩٠. وَالوَصفُ بِالتَّقدِيمِ وَالتأخِيرِ كَو
نِيٌّ وَدِينِيٌّ هُمَا نَوعَانِ
٣٣٩١. وَكِلاَهُمَا أمرٌ حَقِيقيٌّ وَنِسبِيٌّ
وَلاَ يَخفَى المثَال عَلَى أولِي بالأذهَانِ
٣٣٩٢. واللهِ قَدَّرَ ذَاكَ أجمَعَهُ بِإح
كَامٍ وإتقَانٍ مِنَ الرَّحمَنِ
٣٣٩٣. هَذَا وَمِن أسمَائِهِ مَا لَيسَ يُف
رَدُ بَل يُقُالُ إذَا أتَى بِقِرَانِ
٣٣٩٤. وَهِيَ التِي تُدعَى بِمِزدَوجَاتِهَا
إفرَادُهَا خَطَرٌ عَلَى الإِنسَانِ
٣٣٩٥. إذ ذَاك مُوهِمُ نَوعِ نَقصٍ جَلَّ رَبُّ
العَرشِ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ
٣٣٩٦. كالمَانِعِ المعطِي وَالكضارِّ الذِي
هُوَ نَافِع وكَمَالُهُ الأمرَانِ
٣٣٩٧. وَنظَيرُ هَذَا القَابِضُ المَقرُونُ بِاس
مِ البَاسطِ اللَّفظَانِ مُقتَرِنَانِ
٣٣٩٨. وَكَذَا المُعِزُّ مَعَ المُذِلُّ وَخَافِضٌ
مَعَ رَافِعٍ لفظَانِ مُزدَوَجَانِ
٣٣٩٩. وَحَدِيثُ إفرَادِ إسمِ مُنتَقِمٍ فَمَو
قُوفٌ كَمَا قَد قَالَ ذُو العِرفَانِ
٣٤٠٠. مَا جَاءَ فِي القُرآنِ غَيرَ مُقَيَّدٍ
بِالمُجرِمينَ وَجَا بذُو نَوعَانِ
٣٤٠١. وَدَلاَلَةُ الأسمَاءِ أنوَاعٌ ثَلاَ
ثٌ كُلُّهَا مَعلُومَةٌ بِبَيَانِ
٣٤٠٢. دَلَّت مُطَابَقَةً كَذَاكَ تَضَمُّناً
وَكَذَا التِزَاماً وَاضِحَ البُرهَانِ
٣٤٠٣. أمَّا مُطَابَقَةُ الدَّلاَلَةِ فَهيَ أنَّ
الإِسمَ يُفهَمُ مِنهُ مَفهُومَانِ
٣٤٠٤. ذَاتث الإِلهِ وَذَلِكَ الوَصفُ الذِي
يُشتَقُّ مِنهُ الإِسمُ بِالمِيزَانِ
٣٤٠٥. لَكِن دَلالَتُهُ عَلَى إحدَاهُمَا
بِتَضَمُّنٍ فَافهَمهُ فَهمَ بَيَانِ
٣٤٠٦. وَكَذَا دَلالَتُهُ عَلَى الصِّفَةِ التِي
مَا اشتُقَّ مِنهَا فالتِزَامٌ دَانِ
٣٤٠٧. وَإذَا أرَدتَ لِذَا مِثَالاً بَيِّناً
فَمِثَالُ ذَلِكَ لَفظَة الرَّحمَنِ
٣٤٠٨. ذَاتُ الإِلَهِ وَرَحمَةٌ مَدلُولُهَا
فَهُمَا لِهَذَا اللَّفظَِ مَدلُولاَنِ
٣٤٠٩. إحدَاهُمَا بَعضٌ لِذَا المَوضُوعِ فَه
يَ تَضَمُّنٌ ذَا وَاضِحُ التِّبيَانِ
٣٤١٠. لَكِنَّ وَصفَ الحَيِّ لاَزِمُ ذَلِك ال
مَعنَى لُزُومَ العِلمِ للِرَّحمَنِ
٣٤١١. فَلِذَا دَلاَلَتُهُ عَلَيهِ بِالتِزَا
مٍ بَيِّنٍ وَالحَقُّ ذُو تِبيَانِ
٣٤١٢. أسمَاؤهُ أوصَافُ مَدحٍ كُلُّهَا
مُشتَقَّةٌ قَد حُمِّلَت لِمَعَانِ
٣٤١٣. إيَّاكَ وَالإِلحَادَ فِيهَا إنَّهُ
كُفرٌ مَعَاذَ الله مِن كُفرَانِ
٣٤١٤. وَحَقِيقَةُ الإِلحَادِ فِيهَا المَيلُ بال
إشرَاكِ وَالتَّعطِيلِ وَالنُّكرَانِ
٣٤١٥. فَالمُلحِدُونَ إذاً ثَلاَثُ طَوَائِفٍ
فعَلَيهِمُ غَضَبٌ من الرَّحمَنِ
٣٤١٦. المُشرِكُونَ لأنَّهُم سَمَّوا بِهَا
أوثَانَهُم قَالُوا إلهٌ ثَانِ
٣٤١٧. هُم شَبَّهُوا المَخلُوقَ بِالخَلاَّقِ عَك
سَ مُشَبِّهِ الخَلاَّقِ بِالإِنسَانِ
٣٤١٨. وَكَذَاكَ أهلُ الإِتِّحَادِ فَإنَّهُم
إخوَانُهُم مِن أقرَبِ الإِخوَانِ
٣٤١٩. أعطَوُا الوُجُودَ جَمِيعَهُ أسمَاءَهُ
إذ كَانَ عَينَ اللهِ ذِي السُّلطَانِ
٣٤٢٠. وَالمُشرِكُونَ أقَلُّ شِركاً مِنهُمُ
هُم خَصَّصُوا ذَا الإسمَ بِالأوثَانِ
٣٤٢١. وَلِذَاكَ كَانُوا أهلَ شِركٍ عِندَهُم
لَو عَمَّمُوا مَا كَانَ مِن كُفرَانِ
٣٤٢٢. وَالمُلحِدُ الثَّانِي فَذُو التَّعطِيلِ إذ
يَنفِي حَقَائِقَهَا بِلاَ بُرهَانِ
٣٤٢٣. مَا ثَمَّ غَيرُ الإِسمِ أوَّلَهُ بِمَا
يَنفِي الحَقِيقَةَ نَفيَ ذِي بُطلاَنِ
٣٤٢٤. فَالقَصدُ دَفعُ النَّصِّ عَن مَعنَى الحَقِي
قَةِ فَاجتَهِد فِيهِ بِلَفظِ بَيَانِ
٣٤٢٥. عَطِّل وَحَرِّف ثُمَّ أوِّل وَانفِهَا
واقذِف بِتَجسِيمٍ وَبِالكُفرَانِ
٣٤٢٦. لِلمُثبِتِينَ حَقَائِقَ الأسمَاءِ وَال
أوصَافِ بِالأخبَارِ وَالقُرآنِ
٣٤٢٧. فَإذَا هُمُ احتَجُّوا عَلَيكَ فَقَل لَهُم
هَذَا مَجَازٌ وَهوَ وَضعٌ ثَانِ
٣٤٢٨. فَإِذَا غُلِبتَ علَى المَجَازِ فَقُل لَهُم
لاَ يُستَفاَدُ حَقِيقَةُ الإيقَانِ
٣٤٢٩. أنَّى وَتِلكَ أدِلَّةٌ لَفظِيَّةٌ
عُزِلَت عَنِ الإيقَانِ مُنذُ زَمَانِ
٣٤٣٠. فإذَا تَضَافَرَتِ الأدِلَّةُ كَثرَةً
وَغُلِبتَ عَن تَقرِيرِ ذَا بِبَيَانِ
٣٤٣١. فَعَلَيكَ حِينَئِذٍ بِقَانُونَ وَضَع
نَاهُ لِدَفعِ أدِلَّةِ القُرآنِ
٣٤٣٢. وَلِكُلِّ نَصٍّ لَيسَ يَقبَلُ أن يُؤوَّ
لَ بِالمَجَازِ وَلاَ بِمَعنَىً ثَانِ
٣٤٣٣. قُل عَارَضَ المَنقُولَ مَعقُولٌ وَمَا ال
أمرَانِ عِندَ العَقلِ يَتَّفِقَانِ
٣٤٣٤. مَا ثَمَّ إلاَّ وَاحِدٌ مِن أربَعِ
مُتَقَابِلاَتٍ كُلُّهَأ بِوِزَانِ
٣٤٣٥. إعمَالُ ذَينِ وعَكسُهُ أو تُلغِي ال
مَعلُولَ مَا هَذَا بِذِي إمكَانِ
٣٤٣٦. العَقلُ أصلُ النَّقلِ وَهوَ أبُوهُ إن
تُبطِلهُ يَبطُل فَرعُهُ التَّحتَانِي
٣٤٣٧. فَتَعيَّنَ الإِعمَالُ للمَعقُولِ وَال
إلغَاءُ للمَنقُولِ ذِي البُرهَانِ
٣٤٣٨. إعمَالُهُ يُفضِي إلَى إلغَائِهِ
فَاهجُرهُ هَجرَ التَّركِ وَالنِّسيَانِ
٣٤٣٩. وَاللهِ لَم نَكذِب عَلَيهِم إنَّنَا
وَهُمُ لَدَى الرَّحمَنِ مُختَصِمَانِ
٣٤٤٠. وَهُنَاكَ يُجزَى المُلحِدُونَ وَمَن نَفى ال
إلحَادَ يُجزَى ثَمَّ بِالغفرَانِ
٣٤٤١. فَاصبِر قَليلاً إنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ
يَا مُثبِتَ الأوصَافِ لِلرَّحمَنِ
٣٤٤٢. فَلَسَوفَ تَجنِي أجرَ صَبرِكَ حِينَ يَج
نِي الغَيرُ وِزرَ الإِثمِ وَالعُدوَانِ
٣٤٤٣. فَاللهُ سَائِلُنَا وَسَائِلُهُم عَن ال
إثبَاتِ وَالتَّعطِيلِ بَعدَ زَمَانِ
٣٤٤٤. فَأعِدَّ حِينَئِذٍ جَوَاباً كَافِياً
عِندَ السُّؤالِ يَكُونُ ذَا تِبيَانِ
٣٤٤٥. هَذَا وَثَالِثُهُم فَنَافِيهَا وَنَا
فِي مَا تَدُلُّ عَلَيهِ بِالبُهتَانِ
٣٤٤٦. ذَا جَاحِدُ الرَّحمَنِ رَأساً لَم يُقِرَّ
بِخَالِقٍ أبَداً وَلاَ رَحمَنِ
٣٤٤٧. هَذَا هُوَ الإلحَادُ فَاحذَرهُ لَعَلَّ
الله أن يُنجِيكَ مِن نِيرَانِ
٣٤٤٨. وَتَفُوزَ بِالزُّلفَى لَدَيهِ وَجَنَّةِ ال
مَأوَى مَعَ كَالأموَاتِ فِي الحَيَّانِ
٣٤٤٩. لاَ تُوحِشَنَّكَ غُربَةٌ بَينَ الوَرَى
فَالنَّاسُ كَالأموَاتِ فِي الحَيَّانِ
٣٤٥٠. أو مَا عَلِمتَ بأنَّ أهلَ السُّنَّةِ ال
غُرَبَاءُ حَقًّا كُلِّ زَمَانِ
٣٤٥١. قُل لِي مَتَى سَلِمَ الرَّسُولُ وَصَحبُهُ
وَالتَّابِعُونَ لَهُم عَلَى الإِحسَانِ
٣٤٥٢. مِن جَاهِلٍ وَمُعَانِدٍ وَمَنَافِقٍ
وَمُحَارِبٍ بِالبَغيِ وَالطُّغيَانِ
٣٤٥٣. وَتَظُنُّ أنَّكَ وَارثٌ لَهُم وَمَا
ذُقتَ الأذى فِي نُصرَةِ الرَّحمَنِ
٣٤٥٤. كَلاَّ وَلاَ جَاهَدتَ حَقَّ جِهَادِهِ
فِي اللهِ لاَ بِيَدٍ وَلاَ بِلِسَانِ
٣٤٥٥. مَنَّتكَ وَاللهِ المُحَالَ النَّفسُ فَاس
تَحدِث سِوى ذَا الرَّأيِ وَالحُسبَانِ
٣٤٥٦. لَو كُنتَ وَارِثَهُ لآذَاكَ الألَى
وَرِثُوا عَدَاهُ بِسَائِرِ الألوَانِ
٣٤٥٧. هَذَا وَثَانِي نَوعَي التَّوحِيدِ تَو
حِيدُ العِبَادَةِ مِنكَ لِلرَّحمَنِ
٣٤٥٨. أن لاَ تَكُونَ لِغَيرِهِ عَبداً وَلاَ
تَعبُد بِغَيرِ شَرِيعَةِ الإِيمَانِ
٣٤٥٩. فَتقُومَ بِالإِسلاَمِ وَالإِيمَانِ وَال
إحسَانِ فِي سِرِّ وَفِي إعلاَنِ
٣٤٦٠. وَالصِّدقُ وَالإِخلاَصُ رُكنَا ذَلكَ التَّ
وحيدِ كَالرُّكنَينِ للبنيَانِ
٣٤٦١. وَحَقِيقَةُ الإخلاَصِ تَوحِيدُ المُرَا
دِ فَلاَ يُزَاحِمُهُ مُرَادٌ ثَانِ
٣٤٦٢. لَكِن مُرَادُ العَبدِ يَبقَى وَاحِداً
مَا فِيهِ تَفرِيقٌ لَدَى الإِنسَانِ
٣٤٦٣. إن كَانَ رَبُّكَ وَاحِداً سُبحَانَهُ
فَاخصُصهُ بِالتَّوحِيدِ مَع إحسَانِ
٣٤٦٤. أو كَانَ رَبُّكَ وَاحِداً أنشَاكَ لَم
يَشرَكهُ إذ أنشَاكَ رَبٌّ ثَانِ
٣٤٦٥. فَكَذَاكَ أيضاً وَحدَهُ فَاعبُدهُ لاَ
تَعبُد سِوَاهُ يَا أخَا العِرفَانِ
٣٤٦٦. وَالصِدقُ تَوحِيدُ الإرَادَةِ وَهوَ بَذ
لُ الجَهدِ لاَ كَسَلاً وَلاَ مُتَوَانِ
٣٤٦٧. وَالسُّنَّةُ المُثلَى لِسَالِكِهَا فَتَو
حِيدُ الطَّرِيقِ الأعظَمِ السُّلطَانِ
٣٤٦٨. فَلِوَاحِدٍ كُن وَاحِداً فِي وَاحِدٍ
أعنِي سَبِيلَ الحَقِّ وَالإِيمَانِ
٣٤٦٩. هَذِي ثَلاَثٌ مُسعِدَاتٌ لِلَّذِي
قَد نَالَهَا وَالفَضلُ لِلمَنَّانِ
٣٤٧٠. فَإذَا هِيَ اجتَمَعَت لِنَفسٍ حُرَّةٍ
بَلَغَت مِنَ العَليَاءِ كُلَّ مَكَانِ
٣٤٧١. لله قَلبٌ شَامَ هَاتِيكَ البُرُو
قَ مِنَ الخِيَامِ فَهَمَّ بِالطَّيرَانِ
٣٤٧٢. لَولاَ التَّعَلَّلُ بِالرَّجَاءِ تَصَدَّعَت
أعشَارُهُ كَتَصَدُّعِ البُنيَانِ
٣٤٧٣. وَتَرَاهُ يَبسُطُهُ الرَّجَاءُ فَيَنثَنِي
مُتَمَايلاً كَتَمَايُلِ النَّشوَانِ
٣٤٧٤. وَيعُودُ يَقبِضُهُ الإِيَاسُ لِكَونِهِ
مُتَخَلِّفاً عَن رُفقَةِ الإِحسَانِ
٣٤٧٥. فَتَرَاهُ بَينَ القَبضِ وَالبَسطِ اللَّذَا
نِ هُمَا لأفقِ سَمَائِهِ قُطبَانِ
٣٤٧٦. وَبَدَا لَهُ سَعدُ السُّعُودِ فَصَارَ مَس
رَاهُ عَلَيهِ لاَ عَلَى الدَّبَرَانِ
٣٤٧٧. لله ذَيَّاكَ الفَرِيقُ فَإنَّهُم
خُصُّوا بِخَالِصَةٍ مِنَ الرَّحمَنِ
٣٤٧٨. شُدَّت رَكَائِبُهُم إلَى مَعبُودِهِم
وَرَسُولِهِ يَا خَيبَةَ الكَسلاَنِ
٣٤٧٩. وَالشِّركُ فَاحذَرهُ فَشِركٌ ظَاهِرٌ
ذَا القِسمُ لَيسَ بِقَابِل الغُفرَانِ
٣٤٨٠. وَهُوَ اتِّخَاذُ النِّدِّ للرَّحمَنِ أيًّا كَا
نَ مِن حَجَرٍ وَمِن إنسَانِ
٣٤٨١. يَدعُوهُ أو يَرجُوهُ ثُمَّ يَخَافُهُ
وَيُحِبُّهُ كَمَحَبَّةِ الدَّيَّانِ
٣٤٨٢. وَاللهِ مَا سَاوَوهُمُ بِاللهِ فِي
خَلقِ وَلاَ رِزقٍ وَلا إحسَانِ
٣٤٨٣. فَالله عِندَهُم هُوَ الخَلاَّقُ والرَّ
زَّاقُ مُولِي الفَضلِ وَالإحسَانِ
٣٤٨٤. لَكِنَّهُم سَاوَوهُمُ باللهِ فِي
حُبِّ وَتَعظِيمٍ وَفِي إيمَانِ
٣٤٨٥. جَعَلُوا مَحَبَّتَهُم مَعَ الرَّحمَنِ مَا
جَعَلُوا المَحَبَّةَ قَطُّ للرَّحمَنِ
٣٤٨٦. لَو كَانَ حُبُّهُمُ لأجلِ الله مَا
عَادَوا أحِبَّتَهُ عَلَى الإِيمَانِ
٣٤٨٧. وَلَمَا أحَبُّوا سُخطَهُ وَتَجَنَّبُوا
مَحبُوبَهُ وَمَواقِعُ الرِّضَوَانِ
٣٤٨٨. شَرطُ المَحَبَّةِ أن تَوَافِقَ مِن تُحِبُّ
عَلَى مَحَبَّتِهِ بِلاَ عِصيَانِ
٣٤٨٩. فَإذا ادَّعَيتَ لَهُ المَحَبَّة مَع خِلاَ
فِكَ مَا يُحِبُّ فَأنتَ ذُو بُهتَانِ
٣٤٩٠. أتُحِبُّ أعدَاءَ الحَبِيبِ وَتَدَّعِي
حُبًّا لَهُ مَا ذَاكَ فِي إمكَانِ
٣٤٩١. وَكَذَا تُعَادِي جَاهِداً أحبَابَهُ
أينَ المَحَبَّةُ يَا أخَا الشَّيطَانِ
٣٤٩٢. لَيسَ العِبَادَةُ غَيرَ تَوحِيدِ المَحَبَّ
ةِ مَع خُضُوعِ القَلبِ وَالأركَانِ
٣٤٩٣. وَألحُبُّ نَفسُ وِفَاقِهِ فِيمَا يًحِبُّ
وَبُغضُ مَا لاَ يَرتَضِي بِجَنَانِ
٣٤٩٤. وَوِفَاقُهُ نَفسُ اتِّبَاعِكِ أمرَهُ
وَالقَصدُ وَجهُ الله ذِي الإِحسَانِ
٣٤٩٥. هَذَا هُوَ الإِحسَانُ شَرطٌ فِي قَبُو
لِ السَّعيِ فَافهَمهُ مِنَ القُرآنِ
٣٤٩٦. وَالإِتِّبَاعُ بِدُونِ شَرعِ رَسُولِهِ
عَينُ المُحَالِ وَأبطَلُ البُطلاَنِ
٣٤٩٧. فَإذَا نَبَذتَ كِتَابَهُ وَرَسُولَهُ
وَتَبِعتَ أمرَ النَّفسِ وَالشَّيطَانِ
٣٤٩٨. وَتَخِذتَ أندَاداً تُحِبُّهُمُ كَحُبِّ
اللهِ كُنتَ مُجَانِبَ الإِيمَانِ
٣٤٩٩. وَلَقَد رَأينَا مِن فَرِيقٍ يَدَّعِي ال
إسلاَمَ شِركاً ظَاهِرَ التِّبيَانِ
٣٥٠٠. جَعَلُوا لَهُ شُرَكَاءَ وَالوهُم وَسَوَّ
وهُم بِهِ فِي الحُبِّ لاَ السُّلطَانِ
٣٥٠١. وَاللهِ مَا سَاوَوهُم بِاللهِ بَل
زَادُوا لَهُم حُبًّا بِلاَ كِتمَانِ
٣٥٠٢. وَالله مَا غَضِبُوا إذا انتُهِكَت مَحَا
رِمُ رَبِّهِم فِي السِّرِّ وَالإِعلاَنِ
٣٥٠٣. حَتَّى إذَا مَا قِيلَ الوَثَنِ الَّذٍي
يَدعُونَهُ مَا فِيهِ مِن نُقصَانِ
٣٥٠٤. فَأجَارَكَ الرَّحمَنُ مِن غَضَبٍ وَمِن
حَربٍ وَمِن شَتمٍ وَمِن عُدوَانٍ
٣٥٠٥. وَأجَارَكَ الرَّحمَنُ مِن ضَربٍ وَتَع
زِيرٍ وَمِن سَبٍّ وَمِن سَجَّانِ
٣٥٠٦. وَاللهِ لَو عَطَّلتَ كُلَّ صِفَاتِهِ
مَا قَابَلُوكَ بِبَعضِ ذَا العُدوَانِ
٣٥٠٧. وَاللهِ لَو خَالَفتَ نَصَّ رَسُولِهِ
نَصًّا صَرِيحاً وَاضِحَ التِّبيَانِ
٣٥٠٨. وَتَبِعتَ قَولَ شُيُوخِهِم أو غَيرِهِم
كُنتَ المُحَقِّقَ صَاحِبَ العِرفَانِ
٣٥٠٩. حَتَّى إذَا خَالَفتَ آراءَ الرِّجَا
لِ لِسُنَّةِ المَبعُوثِ بِالقُرآنِ
٣٥١٠. نَادَو عَلَيكَ بِبِدعَةٍ وَضَلاَلَةٍ
قَالُوا وَفِي تَكفِيرِهِ قَولاَنِ
٣٥١١. قَالُوا تَنَقَّصتَ الكِبَارَ وَسَائِرَ ال
عُلَمَاءِ بَل جَاهَرتَ بِالبُهتَانِ
٣٥١٢. هَذَا وَلَم نَسلُبهُمُ حَقًّا لَهُم
لِيَكُونَ ذَا كَذِبٍ وَذَا كِتمَانِ
٣٥١٣. لَم يَغضَبُوا بَل كَانَ ذَلِكَ عِندَهُم
عَينَ الصَّوَابِ وَمُقتضَى الإحسَانِ
٣٥١٤. وَالأمرُ وَالله العَظِيمِ يَزِيدُ فَو
قَ الوَصفِ لاَ يَخفَى عَلَى العًميَان
٣٥١٥. وَإذَا ذَكَرتَ الله تَوحِيداً رَأي
تَ وُجُوهَهُم مَكسُوفَةَ الألوَانِ
٣٥١٦. بَل يَنظُرُونَ إلَيكَ شَزراً مِثلَ مَا
نَظَرَ التُّيُوسُ إِلَى عَصَا الجُوبَانِ
٣٥١٧. وَإِذَا ذَكَرتَ بِمِدحَةٍ شُرَكَاءَهُم
يَتَبَاشَرُونَ تَبَاشُرَ الفَرحَانِ
٣٥١٨. وَالله مَا شَمُّوا رَوَائِحَ دِينِهِ
يَا زَكمَةً أعيَت طِبِيبَ زَمَانِ
٣٥١٩. يَا مَن يُشِبُّ الحَربَ جَهلاً مَا لَكُم
بِقِتَالِ حِزبِ الله قَطُّ يَدَان
٣٥٢٠. أنَّى يُقَاوِمُ جَندَكُم لِجُنُودِهِم
وَهُم الهُدَاةُ وَعَسكَرُ القُرآنِ
٣٥٢١. وَجَنُودَكُم مَا بَينَ كَذَّابٍ وَدَجَّا
لٍ وَمُحتَالٍ وَذِي بُهتَانِ
٣٥٢٢. مِن كُلِّ أرعَنَ يَدَّعِي المَعقُولَ وَه
وَ مُجَانِبٌ لِلعَقلِ وَالإِيمَانِ
٣٥٢٣. أو كُلِّ مُبتَدعٍ وَجَهمِيٍّ غَدَا
فِي قَلبِهِ حَرَجٌ مِنَ القُرآنِ
٣٥٢٤. أو كُلِّ مَن قَد دَانَ شُيُوخٍ أه
لِ الإِعتِزَالِ البَيِّنَ البُطلاَنِ
٣٥٢٥. أو قَائِلٍ بِاتِّحَادِ وَإنَّهُ
عَينُ الإِلَهِ وَمَا هُنَا شَيئَانِ
٣٥٢٦. أو مَن غَدَا فِي دِينِهِ مَتَحَيِّراً
أتبَاعُ كُلِّ مَلَدَّدٍ حَيرَانِ
٣٥٢٧. وَجُنُودُهُم جِبرِيلُ مَع مِيكَالَ مَع
بَاقي المَلاَئِكِ نَاصِرِي القُرآنِ
٣٥٢٨. وجَمِيعُ رُسلِ الله مِن نُوحٍ إلَى
خَيرِ الوَرَى المَبعُوثِ مِن عَدنَانِ
٣٥٢٩. فَالقَلبُ خَمسَتُهُم أولُو العَزمِ الأُلَى
فِي سُورَةِ الشُّورَى أتَوا بِبَيَانِ
٣٥٣٠. فِي أوَّلِ الأحزَابِ أيضاً ذِكرُهُم
هُم خَيرُ خَلقِ الله مِن إنسَانِ
٣٥٣١. وَلِوَاؤهُم بِيَدِ الرَّسُولِ مُحَمَّدٍ
وَالكُلُّ تَحتَ لِوَاءِ ذِي الفُرقَانِ
٣٥٣٢. وَجَمِيعُ أصحَابِ الرَّسُولِ عِصَابَةُ ال
إسلاَمِ أهلُ العِلمِ وَالإِيمَانِ
٣٥٣٣. وَالتَّابِعُونَ لَهُم بِإحسَانٍ عَلَى
طَبَقَاتِهِم فِي سَائِرِ الأزمَانِ
٣٥٣٤. أهلُ الحَدِيثِ جَمِيعُهُم وَأئِمَّةُ ال
فَتوَى وَأهلُ حَقَائِقِ العِرفَانِ
٣٥٣٥. العَارِفُونَ بِرَبِّهِم وَنَبِيِّهِم
ومَرَاتِبِ الأعمَالِ فِي الرُّجحَانِ
٣٥٣٦. صُوفِيةٌ سُنِّيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ
لَيسُوا أولِي شَطحٍ وَلاَ هَذَيَانِ
٣٥٣٧. هَذَا كَلاَمُهُم لَدَينَا حَاضِرٌ
مِن غَيرِ مَا كَذِبٍ وَلاَ كِتمَانِ
٣٥٣٨. فَاقبَل حَوالَةَ مَن أحَالَ علَيهِمُ
هُم أملِيَاؤهُم أولُو إمكَانِ
٣٥٣٩. فَغذَا بَعَثنَا غَارَةً مِن أخرَيَا
تِ العَسكَرِ المَنصُورِ بِالقُرآنِ
٣٥٤٠. طَحَنتُكُمُ طَحنَ الرَّحَى للحَبِّ حَتَّ
ى صِرتُم كَالبَعرِ فِي القِيعَانِ
٣٥٤١. أنَّى يُقَاوِمُ ذَا العَسَاكِرَ طَمطَمٌ
أو تَنكَلُوشَا أو أخُو اليُونَانِ
٣٥٤٢. أعنِي أرِسطُو عَابِدَ الأوثَانِ أو
ذَاك الكَفُورَ مُعَلِّمَ الألحَانِ
٣٥٤٣. ذَاكَ المُعَلِّمُ أولاً لِلحَرفِ وَالثَّا
نِي لِصَوتٍ بِئسَتِ العِلمَانِ
٣٥٤٤. هَذَا أسَاسُ الفِسقِ وَالحَرفُ الذِي
وَضَعُوا أسَاسُ الكُفرِ والهَذَيَانِ
٣٥٤٥. أو ذَلِكَ المَخدُوعُ حَامِلُ رَايَةِ ال
الحَادِ ذَاكَ خَلِيفَةُ الشَّيطَانِ
٣٥٤٦. أعنِي ابنَ سِينَا ذَلِكَ المَحلُولَ مِن
أديَانِ أهلِ الأرضِ ذَا الكُفرَانِ
٣٥٤٧. وَكَذَا نَصِيرَ الشِّركِ فِي أتبَاعِهِ
أعدَاءِ رُسلِ اللهِ وَالإِيمَانِ
٣٥٤٨. نَصَرُوا الضَّلاَلَةَ مِن سَفَاهَةِ رَأيِهِم
وَغَزَوا جُيُوشَ الدِّينِ وَالقُرآنِ
٣٥٤٩. فَجَرَى عَلَى الإِسلاَمِ مِنهُم مِحنَةٌ
لَم تَجرِ قَطُّ بِسَالِفِ الأزمَانِ
٣٥٥٠. أو جَعدٌ أو جَهمٌ وَأتبَاعٌ لَهُم
هُم أمَّةُ التَّعطِيلِ وَالبُهتَانِ
٣٥٥١. أو حَفصُ أو بِشرٌ أو النَّطَّامُ ذَا
كَ مُقَدَّمُ الفُسَّاقِ وَالمُجَّانِ
٣٥٥٢. وَالجَعفَرَانِ كَذَاكَ شَيطَانٌ وَيُد
عَى الطَّاقَ لاَ حُيِّيتَ مِن شَيطَانِ
٣٥٥٣. وَكَذَلِكَ الشَّحَّامُ وَالعَلاَّفُ النَّ
جَّارُ أهلُ الجَهلِ بِالقُرآنِ
٣٥٥٤. وَالله مَا فِي القَومِ شَخصٌ رَافِعٌ
بِالوَحيِ رَأساً بَل بِرَأيِ فُلاَنِ
٣٥٥٥. وَخِيَارُ عَسكَرِكُم فَذَاكَ الأشعَرِيُّ
القَرمُ ذَاكَ مُقَدَّمُ الفُرسَانِ
٣٥٥٦. لَكِنَّكُم وَاللهِ مَا أنتُم عَلَى
إثبَاتِهِ وَالحَقُّ ذُو بُرهَانِ
٣٥٥٧. هُوَ قَالَ إنَّ اللهَ فَوقَ العَرشِ وَاس
تَولَى مَقَالَةُ كُلِّ ذِي بُهتَانِ
٣٥٥٨. فِي كُتبِهِ طُرًّا وَقَرَّرَ قَولَ ذِي ال
إثبَاتِ تَقرِيراً عَظِيمَ الشَّانِ
٣٥٥٩. لَكِنَّكُم أكفَرتُمُوهُ وَقُلتُمُ
مَن قَالَ هَذَا فَهوَ ذُو كُفرَانِ
٣٥٦٠. فَخِيَارُ عَسكَرِكُم فَأنتُم مِنهُمُ
بُرَاءُ إذ قَرُبُوا مِنَ الإِيمَانِ
٣٥٦١. هَذِي العَسَاكِرُ قَد تَلاقَت جَهرَةً
وَدَنا القِتَالُ وَصِيحَ بِالأقرَانِ
٣٥٦٢. صُفُّوا الجُيُوشَ وَعَبِّئُوهَا وَأبرُزُوا
لِلحَربِ وَاقتَربُوا مِنَ الفُرسَانِ
٣٥٦٣. فَهُمُ إلَى لُقيَاكُمُ بِالشَّوقِ كَي
يُوفُوا بِنَذرِهِمُ مِنَ القُربَانِ
٣٥٦٤. وَلَهُم إلَيكُم شَوقُ ذِي قُرمٍ فَمَا
يَشفِيهِ غَيرُ مَوَائِدِ اللُّحمَانِ
٣٥٦٥. تَبًّا لَكُم لَو تَعقِلُونَ لَكُنتُمُ
خَلفَ الخُدُورِ كَأضعَفِ النِّسوَانِ
٣٥٦٦. مِن أينَ أنتُم وَالحَدِيثُ وَأهلُهُ
وَالوَحيُ وَالمَعقُولُ بِالبُرهَانِ
٣٥٦٧. مَا عِندَكُم إلاَّ الدَّعَاوِي وَالشَّكَا
وِي أو شَهَادَاتٌ عَلَى البُهتَانِ
٣٥٦٨. هَذَا الذِي وَاللهِ نِلنَا مِنكُمُ
فِي الحَربِ إذ يَتَقَابَلُ الصَّفَّانِ
٣٥٦٩. وَالله مَا جِئتُم بَِقَالَ اللهُ أو
قَالَ الرَّسُولُ وَنَحنُ فِي المَيدَانِ
٣٥٧٠. إلاَّ بِجَعجَعَةٍ وَفَرقَعَةٍ وَغَمغَمَةٍ
وَقَعقَعَةٍ بِكُلِّ شِنَانِ
٣٥٧١. وَيَحِقُّ ذَاكَ لَكُم وَأنتُم أهلُهُ
أنتُم بِحَاصِلِكُم أولُو عِرفَانِ
٣٥٧٢. وَبِحَقِّكُم تَحمُوا مَنَاصِبَكُم وَأن
تَحمُوا مَآكِلَكُم بِكُلِّ سِنَانِ
٣٥٧٣. وَبِحَقِّنَا نَحمِي الهُدَى وَنَذُبُّ عَن
سُنَنِ الرَّسُولِ وَمُقتَضَى القُرآنِ
٣٥٧٤. قَبحَ الإِلَهُ مَنَاصِباً وَمَآكِلاً
قَامَت عَلَى العُدوَانِ وَالطُّغيَانِ
٣٥٧٥. وَاللهِ لَو جئتُم بِقَالَ اللهُ أو
قَالَ الرَّسُولُ كَفِعلِ ذِي الإِيمَانِ
٣٥٧٦. كُنَّا لَكُم شَاوِيشَ تَعظِيمٍ وَإج
لاَلٍ كَشَاوِيشٍ لِذِي سُلطَانِ
٣٥٧٧. لَكِن هَجَرتُم ذَا وَجِئتُم بِدعَةً
وَأرَدتُمُ التَّعظِيمَ بِالبُهتَانِ
٣٥٧٨. العِلمُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ
قَالَ الصَّحَابَةُ هُم أولُو العِرفَانِ
٣٥٧٩. مَا العِلمُ نَصبَكَ لِلخِلاَفِ سَفَاهَةً
بينَ الرَّسُولِ وَبَينَ رَأي فَلاَنِ
٣٥٨٠. كَلاَّ وَلاَ جَحدَ الصِّفَاتِ لِرَبِّنَا
فِي قَالَبِ التَّنزِيهِ وَالسُّبحَانِ
٣٥٨١. كَلاَّ وَالَ نَفيَ العُلُوِّ لِفَاطِرِ ال
أكوَانِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ
٣٥٨٢. كَلاَّ وَلاَ عَزلَ النُّصُوصِ وَأنَّهَا
لَيسَت تُفَيدُ حَقَائِقَ الإِيمَانِ
٣٥٨٣. إذ لاَ تُفِيدُكُمُ يقِيناً لاَ وَلاَ
علماً فقد عُزِلَت عن الإِيقَانِ
٣٥٨٤. وَالعِلمُ عِندَكُمُ يُنَالُ بِغَيرِهَا
بِزُبَالَةِ الأفكَارِ وَالأذهَانِ
٣٥٨٥. سَمَّيتُمُوهُ قَوَاطِعاً عَقلِيَّةً
وَهيَ الظَّوَاهِرَ حَامِلاَتِ مَعَانِ
٣٥٨٦. كَلاَّ وَلاَ التَّأوِيلَ وَالتَّبدِيلَ وَالتَّ
حرِيفَ لِلوحيَينِ بِالبُهتَانِ
٣٥٨٧. كَلاَّ وَلاَ الإِشكَالَ وَالتَّشكِيك وَال
وَقفَ الذِي مَا فِيه مِن عِرفَانِ
٣٥٨٨. هَذِي عًُلُومُكُمُ التَي مِن أجلِهَا
عَادَيتُمُونَا يَا أولِي العِرفَانِ
٣٥٨٩. يَا قَومُ صَالَحتُمُ نًفَاةَ الذَّاتِ وَال
أوصَافِ صُلحاً مُوجِباً لأمَانِ
٣٥٩٠. وَأغَرتُمُ وَهناً عَلَيهِم غَارَةً
قَعقَعتُم فِيهَا لَهُم بِشِنَانِ
٣٥٩١. مَا كَانَ فِيهَا مِن قَتِيلٍ مِنهُمُ
كَلاَّ وَلاَ فِيهَا لَهُم بِشِنَانِ
٣٥٩٢. وَلَطَفتُمُ فِي القَولِ أو صَانَعتُمُ
وَأتَيتُمُ فِي بَحثِكُم بِدِهَانِ
٣٥٩٣. وَجَلَستُمُ مَعَهُم مَجَالِسَكُم مَعَ ال
أُستَاذِ بِالآدابِ وَالمِيزَانِ
٣٥٩٤. وَضَرَعتُمُ لِلقَومِ كُلَّ ضَرَاعَةٍ
حَتَّى أعَارُوكُم سِلاَحَ الجَانِي
٣٥٩٥. فَغَزَرتُمُ بِسِلاحِهِم لِعَسَاكِرِ ال
إثبَاتِ وَالآثَارِ وَالقُرآنِ
٣٥٩٦. وَلأجلِ ذَا صَانَعتُمُوهُم عِندَ حَر
بِكُمُ لَهُم بِاللُّطفِ وَالإذعَانِ
٣٥٩٧. وَلأَجلِ ذَا كُنتُم مَخَانِيثاً لَهُم
لَم تَنفَتِح مِنكُم لَهُم عَينَانِ
٣٥٩٨. حَذَراً مِن استِرجَاعِهِم لِسِلاَحِهِم
فَتُرَونَ بَعدَ السَّلبِ كَالنِّسوَان
٣٥٩٩. وَبَحَثتُمُ مَعَ صَاحِبِ الإِثبَاتِ بِالتَّ
كفِيرِ وَالتَّضلِيلِ وَالعُدوَانِ
٣٦٠٠. وَقَلَبتُمُ ظَهرَ المِجَنِّ لَهُ وَأج
لَبتُم عَلَيهِ بِعَسكَرِ الشَّيطَانِ
٣٦٠١. وَاللهِ هَذِي رِيبَةٌ لاَ يَختَفِي
مَضمُونُهَا إلاَّ عَلَى الثِّيرَانِ
٣٦٠٢. هَذَا وَبَينَهُمَا أشَدُّ تَفَاوُتٍ
فِئَتَانِ فِي الرَّحمَنِ مُختَصِمَانِ
٣٦٠٣. هَذَا نَفَى ذَاتَ الإِلهِ وَوَصفَهُ
نَفياً صَرِيحاً لَيسَ بِالكِتمَانِ
٣٦٠٤. لَكِن ذَا وَصَفَ الإِلَهَ بِكُلِّ أو
صَافِ الكَمَالِ المُطلَقِ الرَّبَّانِي
٣٦٠٥. وَنَفَى النَّقَائِصَ وَالعُيَوبَ كَنَفيِهِ التَّ
شبِيهَ لِلرَّحمَنِ بِالإِنسَانِ
٣٦٠٦. فَلأيِّ شَيءٍ كَانَ حَربُكُمُ لَهُ
بِالحَدِّ دُونَ مُعَطِّلِ الرَّحمَنِ
٣٦٠٧. قُلنَا نَعَم هَذَا المُجَسِّمُ كَافِرٌ
أفَكَانَ ذَلِكض كَامِلَ الإِيمَانِ
٣٦٠٨. لاَ تَنطَفِي نِيرَانُ غَيظِكُم عَلَى
هَذَا المُجسِّمِ يَا أولِي النِّيرَانِ
٣٦٠٩. فَالله يُوقِدُهَا وَيُصلِي حَرَّهَا
يَوم الحِسَابِ مُحَرِّفَ القُرآنِ
٣٦١٠. يَا قَومَنَا لَقَد ارتَكَبتُم خُطَّةً
لَم يَرتَكِبهَا قَطُّ ذُو عِرفَانِ
٣٦١١. وَأعَنتُمُ أعدَاءَكُم بِوفَاقِكُم
لَهُمُ عَلَى شَيءٍ مِنَ البُطلاَنِ
٣٦١٢. أخَذُوا نَوَاصِيَكُم بِهَا وَلِحَاكُمُ
فَغَدَت تُجَرُّ بِذلَّةٍ وَهَوَانِ
٣٦١٣. قُلتُم بِقَولِهِمُ وَرُمتُم كَسرَهُم
أنَّى وَقَد غَلَقُوا لَكُم بِرِهَانِ
٣٦١٤. وَكَسَرتُمُ البَابَ الَّذِي مِن خَلفِهِ
أعدَاءُ رُسلِ الله وَالإِيمَانِ
٣٦١٥. فَأتَى عَدُوٌّ مَا لَكُم بِقِتَالِهِم
وَبِحَربِهِم أبَدَ الزَّمَانِ يَدَانِ
٣٦١٦. فَغَدَوتُمُ أسرَى لَهُم بِحِبَالِهِم
أيدِيكُمُ شُدَّت إلَى الأذقَانِ
٣٦١٧. حَمَلُوا علَيكُم كاسِّبَاعِ استَقبلت
حُمراً مُعقرةً ذَوِي أرسَانِ
٣٦١٨. صَالُوا عليكُم بالذي صُلتُم بِهِ
أنتُم علينا صَولَةَ الفُرسَانِ
٣٦١٩. لولا تَحَيُّزكُم إلَينَا كُنتُمُ
وَسطَ العَرِين مُمَزَّقِي اللُّحمَانِ
٣٦٢٠. لَكِن بِنَا استَنصَرتُمُ وَبِقَولِنَا
صُلتُم عَلَيهِم صَولَةَ الشُّجعَانِ
٣٦٢١. وَلَّيتُمُ الإِثبَاتَ إذ صُلتُم بِهِ
وَعَزَلتُمُ التَّعطِيلَ عَزلَ مُهَانِ
٣٦٢٢. وَأتَيتُمُ تَغزُونَنَا بِسَرِيَّةٍ
مِن عَسكَرِ التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ
٣٦٢٣. مَن ذَا بِحَقِّ اللهِ أجهَلُ مِنكُمُ
وَأحَقُّنَا بِالجَهلِ وَالعُدوَانِ
٣٦٢٤. تَاللهِ مَا يَدرِي الفَتَى بِمُصَابِهِ
وَالقَلبُ تَحتَ الخَتمِ وَالخُذلاَنِ
٣٦٢٥. وَإِذَا أرَدتَ تَرَى مَصَارِعَ من خَلاَ
مِن أمَّةِ التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ
٣٦٢٦. وَتَرَاهُمُ أسرَى حَقِيرٌ شَأنُهُم
أيدِيهُم غُلَّت إلَى الأذقَانِ
٣٦٢٧. وَتَرَاهُمُ تَحتض الرِّمَاحِ دَرِيئَةً
مَا فِيهِمُ مِن فَارِسٍ طَعَّانِ
٣٦٢٨. وَتَرَاهُمُ تَحتَ السُّيُوفِ تَنُوشُهُم
مِن عَن شَمَائِلِهِم وَعَن أيمَانِ
٣٦٢٩. وَتَرَاهُمُ انسَلَخُوا مِنَ الوَحيَين وَال
عَقلِ الصَّحِيحِ وَمُقتضَى القُرآنِ
٣٦٣٠. وَتَرَاهُمُ وَاللهِ ضُحكَةَ سَاخِرٍ
وَلَطَالَمَا سَخِرُوا مِنَ الإِيمَانِ
٣٦٣١. قَد أوحِشَت مِنهُم رُبُوعٌ زَادَهَا ال
جَبَّارُ إيحَاشاً مَدَى الأزمَانَِ
٣٦٣٢. وَخَلَت دِيَارُهُمُ وَشُتِّتَ شَملُهُم
مَا فِيهُمُ رَجَلانِ مُجتَمِعَانِ
٣٦٣٣. قَد عَطَّلَ الرَّحمَنُ أفئِدَةً لَهُم
مِن كُلِّ مَعرِفَةٍ وَمِن إيمَانِ
٣٦٣٤. إذ عَطَّلُوا الرَّحمَنَ من أوصافِهِ
وَالعَرشَ أخلَوهُ مِنَ الرَّحمَنِ
٣٦٣٥. بَل عَطَّلُوهُ عَنِ الكَلاَمِ وَعَن صِفَا
تِ كَمَالِهِ بِالجَهلِ وَالبُهتَانِ
٣٦٣٦. فَاقرَأ تَصَانِيفَ الإِمَامِ حَقِيقَةً
شَيخِ الوُجُودِ العَالِمِ الرَّبَّانِي
٣٦٣٧. أعنِي أبَا العَبَّاسِ أحمَدَ ذَلِكَ ال
بَحرَ المُحِيطَ بِسَائِرِ الخِلجَانِ
٣٦٣٨. وَاقرَأ كِتَابَ العَقلِ وَالنَّقلِ الذِي
مَا فِي الوُجُودِ لَهُ نَظِيرٌ ثَانِ
٣٦٣٩. وَكَذَاكَ مِنهَاجٌ لَهُ فِي رَدِّهِ
قَولَ الرَّوَافِضِ شِيعَةَ الشَّيطَانِ
٣٦٤٠. وَكَذَاكَ أهلُ الإِعتِزَالِ فَإنَّهُ
أردَاهُمُ فِي حُفرَةِ الجَبَّانِ
٣٦٤١. وَكَذَلِكَ التَّأسِيسُ أصبَحَ نَقضُهُ
أعجُوبَةً لِلعَالِمِ الرَّبَّانِي
٣٦٤٢. وَكَذَاكَ أجوِبَةٌ لَهُ مِصرِيَّةٌ
فِي سِتِّ أسفَارٍ كُتِبنَ سِمَانِ
٣٦٤٣. وَكَذَاكَ جَوَابٌ لِلنَّصَارَى فِيهِ مَا
يَشفِي الصُّدُورَ وَإنهُ سِفرَانِ
٣٦٤٤. وَكَذاكَ شَرحُ عقِيدَةٍ للاصبهَا
نِي شَارِحِ المَحصُولِ شَرحَ بَيَانِ
٣٦٤٥. فِيهَا النُّبُوَّاتُ النُبُوَّاتُ الَّتِي إثبَاتُهَا
فِي غَايَةِ التَّقرِيرِ وَالتَّبيَانِ
٣٦٤٦. وَالله مَا لأولِي الكَلاَمِ نَظِيرُهُ
أبَداً وَكُتبُهُمُ بِكُلِّ مَكَانِ
٣٦٤٧. وَكَذَا حُدُوثُ العَالمِ العُلوِيِّ وَالسُّ
فلِيِّ فِيهِ فِي أتَمِّ بَيَانِ
٣٦٤٨. وَكَذَا قَوَاعِدُ الاستِقَامَةِ إنَّهَا
سِفرَانِ فِيمَا بَينَنَا ضَخمَانِ
٣٦٤٩. وَقراتُ أكثَرَهَا عَلَيهش فَزَادَنِي
وَالله فِي عِلمٍ وَفِي إيمَانِ
٣٦٥٠. هَذَا وَلَو حَدَّثتُ نَفسِي أنَّهُ
قَبلِي يَمُوتُ لَكَانَ غيرَ الشَّانِ
٣٦٥١. وَكَذَاكَ تَوحِيدُ الفَلاَسِفَةِ الألَى
تَوحِيدُهُم هُوَ غَايَةُ الكُفرَانِ
٣٦٥٢. سِفرٌ لَطِيفٌ فِيهِ نَقضُ أصُولِهِم
بِحَقِيقَةِ المَعقُولِ وَالبُرهَانِ
٣٦٥٣. وَكَذَاكَ تِسعِينِيَّةٌ فِيهَا لَهُ
رَدٌّ عَلَى مَن قَالَ بِالنَّفسَانِي
٣٦٥٤. تِسعُونَ وَجهاً بَيَّنَت بُطلاَنَهُ
أعنِي كَلاَمَ النَّفسِ ذَا الوحدَانِ
٣٦٥٥. وَكَذَا قَوَاعِدُهُ الكِبَارُ وإنَّهَا
أوفَى مِنَ المِائَتَينِ فِي الحُسبَانِ
٣٦٥٦. لَم يَتَّسِع نَظمِي لَهَا فَأسُوقهَا
فأشَرتُ بَعضَ إشَارَةٍ لِبَيَانِ
٣٦٥٧. وَكَذَا رَسَائِلُهُ إلَى البُلدَانِ وَال
أطرَافِ وَالأصحَابِ وَالإخوَانِ
٣٦٥٨. هِيَ فِي الوَرَى مَبثُوثَةٌ مَعلُومَةٌ
تُبتَاعُ بِالغَالِي مِنَ الأثمَانِ
٣٦٥٩. وَكَذَا فَتَاوَاهُ فَأخبَرَنِي الَّذِي
أضحَى عَلَيهَا دَائِمَ الطَّوَفَانِ
٣٦٦٠. بَلَغَ الَّذِي ألفَاهُ مِنهَا عِدَّةَ ال
أيَّامِ مِن شَهرٍ بِلاَ نُقصَانِ
٣٦٦١. سِفرٌ يُقَابِلُ كُلَّ يَومٍ وَالذِي
قَد فَاتَنِي مِنهَا بِلاَ حُسبَانِ
٣٦٦٢. هَذَا وَلَيسَ يُقَصِّرُ التَّفسِيرُ عَن
عَشرٍ كِبَارٍ لَيسَ ذَا نُقصَانِ
٣٦٦٣. وَكَذَا المفَارِيدُ الَّتِي فِي كُلِّ مَس
ألَةٍ فَسِفرٌ وَاضِحُ التِّبيَانِ
٣٦٦٤. مَا بَينَ عَشرٍ أو تَزَيدُ بِضَعفِهَا
هِيَ كَالنُّجُومِ لِسَالِكٍ حَيرَانِ
٣٦٦٥. وَلَهُ المَقَامَاتُ الشَّهِيرَةُ فِي الوَرَى
قَد قَامَهَأ لله غَيرَ جَبَانِ
٣٦٦٦. نَصَرَ الإِلَهَ وَدِينَهُ وَكِتَابَهُ
وَرَسُولَهُ بِالسَّيفِ وَالبُرهَانِ
٣٦٦٧. أبدَى فَضَائِحَهُم وَبَيَّنَ جَهلَهُم
وَأرَى تَنَاقُضَهُم بِكُلِّ زَمَانِ
٣٦٦٨. وَأصَارَهُم وَالله تَحتَ نِعَالِ أه
لِ الحَقِّ بَعدَ مَلاَبِسِ التِّيجَانِ
٣٦٦٩. وَأصَارَهُم تَحتَ الحَضِيضِ وَطَالَمَا
كَانُوا هُمُ الأعلاَمَ لِلبُلدانِ
٣٦٧٠. وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّهُ بِسِلاَحِهِم
أردَاهُمُ تَحتَ الحَضِيضِ الدَّانِي
٣٦٧١. كَانَت نَوَاصِينَا بِأيدِيهِم فَمَا
مِنَّا لَهُم إلاَّ أسِيرٌ عَانِ
٣٦٧٢. فَغَدَت نَوَاصِيهِم بِأيدِينَا فَلاَ
يَلقَونَنَا إلاَّ بِحَبلِ أمَانِ
٣٦٧٣. وَغَدَت مُلُوكُهُمُ مَمَالِيكاً لأن
صَارِ الرَّسُولِ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ
٣٦٧٤. وَأتَت جُنُودُهُمُ الَّتِي صَالُوا بِهَا
مُنقَادَةً لِعَسَاكِرِ الإيمَانِ
٣٦٧٥. يَدرِي بِهَذَا مَن لَهُ خُبرٌ بِمَا
قَد قَالَهُ فِي رَبِّهِ الفِئَتَانِ
٣٦٧٦. وَالفَدمُ يُوحِشُنَا وَلَيسَ هُنَاكُمُ
فَحُضُورُهُ وَمَغِيبُهُ سِيَّانِ
٣٦٧٧. يَا قَومُ أصلُ بِلاَئِكُم أسمَاءُ لَم
يُنزِل بِهَا الرَّحمَنُ مِن سُلطَانِ
٣٦٧٨. هِيَ عَكَّسَتكُم غَايَةَ التَّعكِيسِ وَاق
تَلَعَت دِيَارَكُمُ مِنَ الأركَانِ
٣٦٧٩. فَتَهَدَّمَت تِلكَ القًُصُورُ وأوحَشَت
مِنكُم رُبُوعُ العِلمِ وَالإِيمَانِ
٣٦٨٠. وَالذَّنبُ ذَنبُكُمُ قَبِلتُم لَفظَهَا
مِن غَيرِ تَفصِيلٍ وَلاَ فُرقَانِ
٣٦٨١. وَهيَ الَّتِي اشتَمَلَت عَلَى أمرَينِ مِن
حَقٍّ وَأمرٍ وَاضِحِ البُطلاَنِ
٣٦٨٢. سَمَّيتُمُ عَرشَ المُهَيمِنِ حَيِّزاً
وَالإِستوَاءَ تَحيُّزاً بِمَكَانِ
٣٦٨٣. وَجَعَلتُمُ فَوقَ السَّمَوَاتِ العُلَى
جِهَةً وَسُقتُم نَفيَ ذَا بِوِزَانِ
٣٦٨٤. وَجَعَلتُمُ الإِثبَاتَ تَشبِيهاً وَتَج
سِيماً وَهَذَا غَايَةُ البُهتَانِ
٣٦٨٥. وَجَعَلتُمُ المَوصُوفَ جِسماً قَابِلَ ال
أعرَاضِ وَالأكوَانِ وَالألوَانِ
٣٦٨٦. وَجَعَلتُمُ أوصَافَهُ عَرَضاً وَهَ
ذَا كُلهُ جِسرٌ إلَى النُّكرَانِ
٣٦٨٧. وَكَذَاكَ سَمَّيتُم حُلُولَ حَوَادِثٍ
أفعَالهُ تَلقِيبَ ذِي عُدوَانِ
٣٦٨٨. إذ تَنفِرُ الأسمَاعُ مِن ذَا اللَّفظِ نُف
رَتَهَا مِنَ التَّشبِيهِ وَالنُّقصَانِ
٣٦٨٩. فَكَسَوتُمُ أفعَالَهُ لَفظَ الحَوَا
دِثِ ثُم قُلتُم قَولَ ذِي بُطلاَنِ
٣٦٩٠. لَيسَت تَقُومُ بِهِ الحَوادِثُ وَالمُرَا
دُ النَّفيُ للأفعَالِ لِلدَّيَّانِ
٣٦٩١. فَإذَا انتفَت أفعَالُهُ وَصِفَاتُهُ
وَكَلاَمُهُ وَعُلُوُّ ذِي السُّلطَانِ
٣٦٩٢. فَبِأيِّ شَيءٍ كَانَ رَبًّا عِندَكُم
يَا فِرقَةَ التَّحقِيقِ وَالعِرفَان
٣٦٩٣. وَالقَصدُ نَفيُ فِعَالِهِ عَنهُ بِذَا التَّ
لقِيبِ فِعلَ الشَّاعِرِ الفَتَّانِ
٣٦٩٤. وَكَذَاكَ حِكمَةُ رَبِّنَا سَمَّيتُمُ
عِلَلاً وَأغرَاضاً وَذَانِ اسمَانِ
٣٦٩٥. لاَ يُشعِرَانِ بِمِدحَةٍ بَل ضِدِّهَا
فَيَهُونُ حِينَئِذٍ عَلَى الأذهَانِ
٣٦٩٦. نَفيُ الصِّفَاتِ وَحِكمَةُ الخَلاَّقِ وَال
أفعَالُ إنكَاراً لِهَذَا الشَّانِ
٣٦٩٧. وَكَذَا استِوَاءُ الرَّبِّ فَوقَ العَرشِ قُل
تُم إنَّهُ التَّركِيبُ ذُو بُطلاَنِ
٣٦٩٨. وَكَذَاكَ وَجهُ الرَّبِّ جَلَّ جَلالُهُ
وكذَاكَ لَفظُ يَدٍ وَلَفظُ يَدَانِ
٣٦٩٩. سَمَّيتُمُ ذَا كُلَّهُ الأعضَاءَ بَل
سَمَّيتُمُوهُ جَوَارِحَ الإِنسَانِ
٣٧٠٠. وَسَطَوتُمُ بِالنَّفيِ حِينَئِذٍ عَلي
هِ كَنَفيِنَا لِلعَيبِ مَع نُقصَانِ
٣٧٠١. قُلتُم نُنَزِّهُهُ عَنِ الأعرَاضِ وَال
أغرَاضِ وَالأبعَاضِ وَالجُثمَانِ
٣٧٠٢. وَعَنِ الحَوَادِثِ أن تَحِلَّ بِذَاتِهِ
سُبحَانَهُ مِن طَارِقِ الحَدثَانِ
٣٧٠٣. وَالقَصدُ نَفيُ صِفَاتِهِ وَفِعَالِهِ
وَالإستِوَاءِ وَحِكمَةِ الرَّحمَنِ
٣٧٠٤. وَالنَّاسُ أكثَرُهُم بِسِجنِ اللَّفظِ مَح
بُوسُونَ خَوفَ مَعَرَّةِ السَّجَّانِ
٣٧٠٥. وَالكُلُّ إلاَّ الفَردَ يَقبَلُ مَذهَباً
فِي قَالَبٍ وَيَرُدُّهُ فِي ثَانِ
٣٧٠٦. وَالقَصدُ أنَّ الذَّاتَ والأوصَافَ وَال
أفعَالَ لاَ تُنفَى بِذَا الهَذَيَانِ
٣٧٠٧. سَمُّوهُ مَا شِئتُم فَلَيسَ الشَّأنُ فِي ال
أسمَاءِ بَل فِي مَقصِدٍ وَمَعَانِ
٣٧٠٨. كَم ذَا تَوَسَّلتُم بِلَفظِ الجِسمِ وَالتَّ
جسِيمِ لِلتَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ
٣٧٠٩. وَجعَلتُمُوه التُّرسَ إن قُلنَا لَكُم
الله فَوقَ العَرشِ وَالأكوَانِ
٣٧١٠. قُلتُم لَنَا جِسمٌ عَلَى جِسمٍ تَعَا
لَى اللهُ عَن جِسمٍ وَعَن جُثمَانِ
٣٧١١. وَكَذَاكَ إن قُلنَا القُرآن كَلاَمُهُ
مِنهُ بَدَا لَم يَبدُ مِن إنسَانِ
٣٧١٢. كَلاَّ وَلاَ مَلَكٍ وَلاَ لَوحٍ وَلَ
كِن قَالَهُ الرَّحمَنُ قَولَ بَيَانِ
٣٧١٣. قُلتُم لَنَا إنَّ الكَلاَمَ قِيَامُهُ
بِالجِسمِ أيضاً وَهوَ ذُو حَدَثَانِ
٣٧١٤. عَرَضٌ يَقُومُ بِغَيرِ جِسمٍ لَم يَكُن
هَذَا بِمَعقُولٍ لِذِي الأذهَانِ
٣٧١٥. وَكَذَاكَ حِينَ نَقُولُ يَنزِلُ رَبُّنَا
فِي ثُلثِ لَيلٍ آخِرٍ أو ثَانِ
٣٧١٦. قُلتُم لَنَا إنَّ النُّزُولَ لَغَيرِ أج
سَامٍ مُحَالٌ لَيسَ ذَا إمكَانِ
٣٧١٧. وَكَذَاكَ إن قُلنَا يُرَى سُبحَانَهُ
قُلتُم أجِسمٌ كَي يُرَى بِعَِيَانِ
٣٧١٨. أم كَانَ ذَا جِهَةٍ تَعَالَى رَبُّنَا
عَن ذَا فَلَيسَ يَرَاهُ مِن إنسَانِ
٣٧١٩. أمَّا إذَا قُلنَا لَهُ وَجهٌ كَمَا
فِي النَّصِّ أو قُلنَا كَذَاكض يَدَانِ
٣٧٢٠. وَكَذَاكَ إن قُلنا كَمَا فِي النَّصِّ إنَّ
القَلبَ بَينَ أصَابِعِ الرَّحمَنِ
٣٧٢١. وَكَذَاكَ إن قُلنَا الأصابِعُ فَوقَهَا
كُلُّ العَوَالِمش وَهيَ ذُو رَجفَانِ
٣٧٢٢. وَكَذَاكَ إن قُلنَا يَدَاهُ لأرضِهِ
وَسَمَائِهِ فِي الحَشرِ قَابِضَتَانِ
٣٧٢٣. وَكَذَاكَ إن قُلنَا سَيَكشِفُ سَاقَهُ
فَيَخِرُّ ذَاكَ الجَمعُ لِلأذقَانِ
٣٧٢٤. وَكَذَاكَ إن قُلنَا يَجِيءُ لِفَصلِهِ
بَينَ العِبَادِ بِعَدلِ ذِي سُلطَانِ
٣٧٢٥. قَامَت قِيَامَتُكُم كَذَاكَ قِيَامَةُ ال
آتِي بِهَذَا القَولِ فِي الرَّحمَنِ
٣٧٢٦. وَاللهِ لَو قُلنَا الَّذِي قَالَ الصَّحَا
بَةُ والألَى مِن بَعدِهِم بِلِسَانِ
٣٧٢٧. لرَجَمتُمُونَا بِالحِجَارَةِ إن قَدِر
تُم بَعدَ رَجمِ الشَّتمِ وَالعُدوَانِ
٣٧٢٨. والله قَد كَفَّرتُم مَن قَالَ بَع
ضَ مَقَالِهِم يَا أمَّةَ العُدوَانِ
٣٧٢٩. وَجَعَلتُمُ الجِسمَ الَّذِي قَدَّرتُمُ
بُطلاَنَهُ طَاغُوتَ ذَا البُطلاَنِ
٣٧٣٠. وَوَضَعتُمُ لِلجسمِ مَعنًى غَيرَ مَع
رُوفٍ بِهِ فِي وَضعِ كُلِّ لِسَانِ
٣٧٣١. وَبَنَيتُمُ نَفيَ الصِّفَاتِ عَلَيهِ فَاج
تَمَعَت لَكُم إذ ذَاكَ مَحذُورَانِ
٣٧٣٢. كَذِبٌ عَلَى لُغَةِ الرَّسُولِ وَنَفيِ إث
بَاتِ العُلُوِّ لِفَاطِرِ الأكوَانِ
٣٧٣٣. وَرَكِبتُمُ إذ ذَاكَ تضحرِيفَينِ تَح
رِيفَ الحَدِيثِ وَمُحكَمِ القُرآنِ
٣٧٣٤. وَكَسَبتُمُ وِزرَينِ وِزرَ النَّفيِ وَالتَّ
حرِيفِ فَاجتَمَعَت لَكُم كِفلاَنِ
٣٧٣٥. وَعَدَاكُمُ أجرَانِ أجرُ الصِّدقِ وَال
إيمَانِ حَتَّى فَاتَكُم حَظَّانِ
٣٧٣٦. وَكَسَبتُمُ مَقتَينِ مَقتَ إلَهِكُم
وَالمُؤمنِينَ فَنَالَكُم مَقتَانِ
٣٧٣٧. وَلَبِستُمُ ثَوبَينِ ثَوبَ الجَهلِ وَالظُّ
لمِ القَبِيحِ فِبِئسَت الثَّوبَانِ
٣٧٣٨. وَتَخِذتُمُ طَرزَينِ طَرزَ الكِبرِ وَالتِّ
يهِ العَظِيمِ فَبِئسَتِ الطَّرزَانِ
٣٧٣٩. وَمَدَدتُم نَحوَ العُلَى بَاعَينِ لَ
كِن لَم تَطُل مِنكُم لَهَا البَاعَانِ
٣٧٤٠. وَأتَيتُمُوهَا مِن سِوَى أبوَابِهَا
لَكِن تَسَوَّرتُم مِنَ الحِيطَانِ
٣٧٤١. وَغَلَقتُمُ بَابَينِ لَو فُتِحَا لَكُم
فُزتُم بِكُلِّ بِكُلِّ بِشَارَةٍ وَتَهَانِ
٣٧٤٢. بَابَ الحَدِيثِ وَبَابَ هَذَا الوَحيِ مَن
يَفتَحهُمَا فَليَهنِهِ البَابَانِ
٣٧٤٣. وَفَتَحتُمُ بَابَينَ مَن يَفتَحهُمَا
تُفتَح عَلَيهِ مَوَاهِبُ الشَّيطَانِ
٣٧٤٤. بَابَ الكَلاَمِ وَقَد نُهِيتُم عَنهُ وَال
بَابَ الحَرِيقَ فَمَنطِقُ اليُونَانِ
٣٧٤٥. فَدَخلتُمُ دَارَينِ دَارَ الجَهلِ فِي الدُّ
نيَا وَدَارَ الخِزيِ فِي النِّيرَانِ
٣٧٤٦. وَطَعِمتُمُ لَونَينِ لَونَ الشَّك وَالتَّ
شكِيكِ بَعدُ فَبِئسَتِ اللَّونَانِ
٣٧٤٧. وَرَكِبتُمُ أمرَينِ كَم قَد أهلَكَا
مِن أمَّةٍ فِي سَالِفِ الأزمَانِ
٣٧٤٨. تَقدِيمَ آرَاءِ الرِّجَالِ عَلَى الَّذِي
قَالَ الرَّسُولُ وَمُحكَمُ القُرآنِ
٣٧٤٩. وَالثَّانِ نِسبَتُهُم إلَى الألغَازِ وَالتَّ
لبِيسِ وَالتَّدلِيسِ والكِتمَانِ
٣٧٥٠. وَمَكَرتُمُ مَكرَينش لَو تَمَّا لَكُم
لَتَفَصَّمَت فِينَا عُرَى الإِيمَانِ
٣٧٥١. أطفَأتُمُ نُورَ الكِتَابِ وَسُنَّةِ ال
هَادِي بِذَا التَّحرِيفِ وَالهَذَيَانِ
٣٧٥٢. لَكِنَّكُم أوقَدتُمُو لِلحَربِ نَا
راً بَينَ طَائِفَتَينِ مُختَلِفَانِ
٣٧٥٣. وَاللهُ مُطفِيهَا بِألسِنَةِ الألَى
قَد خَصَّهُم بِالعِلمِ وَالإِيمَانِ
٣٧٥٤. وَاللهِ لَو غَرِقَ المُجسِّمُ فِي دَمِ التَّ
جسِيمِ مِن قَدَمٍ إلَى الآذَانِ
٣٧٥٥. فَالنَّصُّ أعظَمُ عِندَهُ وَأجَلُّ قَد
راً أن يُعَارِضَهُ بِقَولش فَلاَنِ
٣٧٥٦. أهوِن بِذَا الطَّاغُوتِ لاَ عَزَّ اسمُهُ
طَاغُوتُ ذِي التَّعطِيلِ وَالكُفرَانِ
٣٧٥٧. كَم مِن أسِيرٍ بَل جَرِيحٍ بَل قَتِي
لِ تَحتَ ذَا الطَّاغُوتِ فِي الأزمَانش
٣٧٥٨. وَتَرَى الجَبَانَ يَكَادُ يُخلَعُ قَلبُهُ
مِن لَفظِهِ تَبًّا لِكُلِّ جَبَانِ
٣٧٥٩. وَتَرَى المُخَنَّثَ حِينَ يَقرَعُ سَمعَهُ
تَبدُو عَلَيهِ شَمَائِلُ النِّسوَانِ
٣٧٦٠. وَيَظَلُّ مَنكُوحاً لِكُلِّ مُعَطِّلٍ
وَلِكُلِّ زِندِيقٍ أخِي كُفرَانِ
٣٧٦١. وَتَرَى صَبِيَّ العَقلِ يُفزِعُهُ اسمُهُ
كَالغُولِ حِينَ يُقَالُ لِلصِّبيَانِ
٣٧٦٢. كُفرَانَ هَذَا الإِسمُ لاَ سُبحَانَهُ
أبداً وَسُبحَانَ العَظِيمِ الشَّانِ
٣٧٦٣. كَم ذَا التَّتَرسُ بِالمَحَال أمَا تَرَى
قَد مَزَّقَتهُ كَثرَةُ السَّهمَانِ
٣٧٦٤. جِسمٌ وَتَجسِيمٌ وَتَشبِيهٌ أمَا
تَعيُونَ مِن فَشرٍ وَمِن هَذَيَانِ
٣٧٦٥. أنتُم وَضَعتُم ذَلِك الطَّاغُوتَ ثُمَّ
بِهِ نَفَيتُم مُوجِبَ القُرآنِ
٣٧٦٦. وَجَعلتُمُوهُ شَاهِداً بَل حَاكِماً
هَذَا عَلَى مَن يَا أولِي العُدوانِ
٣٧٦٧. أعلَى كِتَابِ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ
بِاللهِ فَاستَحيُوا مِنَ الرَّحمَنِ
٣٧٦٨. فَقَضَاؤهُ بِالجَورِ وَالعُدوَانِ مِث
لُ قِيَامِهِ بِالزُّورِ وَالعُدوَانِ
٣٧٦٩. وَقِيَامُهُ بِالزُّورِ مِثلُ قَضَائِهِ
بِالجَورِ وَالعُدوَانِ وَالبُهتَانِ
٣٧٧٠. كَم ذِي الجَعَاجِعِ لَيسَ شَيءٌ تَحتَهَا
إلاَّ الصَّدَى كَالبُومِ فِي الخِربَانِ
٣٧٧١. وَنَظِيرُ هَذَا قَول مُلحِدِكُم وَقَد
جَحَدَ الصِّفَاتش لِفَاطِرِ الأكوَانِ
٣٧٧٢. لَو كَانَ مَوصُوفَا لَكَانض مُرَكَّباً
فَالوَصفُ والتَّركِيبُ مُتَّحِدَانِ
٣٧٧٣. ذَا المنجَنِيقُ وَذَلِكَ الطَّاغُوتُ قَد
هَدَمَا دِيَارَكُمُ إلَى الأركَانِ
٣٧٧٤. وَاللهُ رَبِّي قَد أعَانَ بِكَسرِ ذَا
وَبِقَطعِ ذَا سُبحَانَ ذِي الإحسَانِ
٣٧٧٥. فَلَئِن زَعمتُم أنَّ هَذَا لاَزِمٌ
لِمَقَالِكُم حَقًّا لُزُومَ بَيَانِ
٣٧٧٦. فَلَنَا جَوَابَاتٌ ثَلاَثٌ كُلُّهَا
مَعلُومَةُ الإِيضَاحِ وَالتِّبيَانِ
٣٧٧٧. مَنعُ اللُّزُومِ وَمَا بِأيدِيكُم سَوَى
دَعوَى مُجَرَّدَةٍ مِنَ البُرهَانِ
٣٧٧٨. لاَ يَرتَضِيهَا عَالِمٌ أو عَاقِلٌ
بَل تِلكَ حِيلَةُ مُفلِسٍ فَتَّانِ
٣٧٧٩. فَلَئِن زَعَمتُم أنَّ مَنعَ لُزُومِه
مِنكُم مُكَابَرَةٌ عَلَى البُطلاَنِ
٣٧٨٠. فَجَوَابُنَا الثَّانِي امتَنَاعُ النفيِ فِي
مَا تَدَّعُونَ لُزُومَهُ بِبَيَانِ
٣٧٨١. إن كَانَ ذَلِكَ لاَزِماً لِلنصِّ فَال
مَلزُومُ حَقٌّ وَهُوَ ذُو بُرهَانِ
٣٧٨٢. وَالحَقُّ لاَزِمُهُ فَحَقٌّ مِثلُهُ
أنَّى يَكُونُ الشَّيءُ ذَا بُطلاَنِ
٣٧٨٣. وَيكُونُ مَلزُوماً بِهِ حَقًّا فَذَا
عَينُ المُحَالِ وَلَيسَ ذَا إمكَانِ
٣٧٨٤. فَتَعَيَّنَ الإِلزَامُ حِينَئِذٍ عَلَى
قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرآنِ
٣٧٨٥. وَجَعلتُمُ أتبَاعَهُ مَا تَستُراً
خَوفاً مِنَ التَّصرِيحِ بِالكُفرَانِ
٣٧٨٦. وَالله مَا قُلنَا سِوَى مَا قَالَهُ
هَذِي مَقالَتُنَا بِلاَ كِتمَانِ
٣٧٨٧. فَجَعلتُمُونَا جُنَّةً وَالقَصدُ مَف
هُومٌ فَنَحنُ وِقَايَةُ القُرآنِ
٣٧٨٨. هَذَا وَثَالِثُ مَا نُجِيبُ بِهِ هُو اس
تِفسَارُكُم يَا فِرقَةَ العِرفَانِ
٣٧٨٩. مَاذَا الَّذِي تَعنُونَ بِالجِسمِ الَّذِي
ألزَمتُمُونَا أوضِحُوا بِبَيَانِ
٣٧٩٠. تَعنُونَ مَا هُوَ قَائِمٌ بِالنَّفسِ أو
عَالٍ عَلَى العَرشِ العَظِيمِ الشَّانِ
٣٧٩١. أو ذَا الذِي قَامَت بِهِ الأوصَافُ أو
صَافُ الكَمَالِ عَدِيمَةٌ النُّقصَانِ
٣٧٩٢. أو مَا تَرَكَّبَ مِن جَواهِرَ فَردَةٍ
أو صُورَةٍ حَلَّت هُيُولَى ثَانِ
٣٧٩٣. أو مَا هُوَ الجِسمُ الذِي فِي العُرفِ أو
فِي الوَضعِ عِندَ تَخَاطُبٍ بِلِسَانِ
٣٧٩٤. أو مَا هُوَ الجِسمُ الذِي فِي الذَّهنِ ذَا
كَ يُقَُالُ تَعلِيمُ ذِي الأذهَانِ
٣٧٩٥. مَاذَا الذِي فِي ذَاكَ يَلزَمُ مِن ثُبُو
تِ عُلُوِّه مِن فَوقِ كُلِّ مَكَانِ
٣٧٩٦. فأتُوا بِبُرهَانَينِ بُرهَانِ اللُّزُو
مِ وَنَفيِ لاَزِمِهِ فَذَانِ اثنَانِ
٣٧٩٧. وَاللهِ لَو نُشِرَت لَكُم أشيَاخُكُم
عَجَزُوا وَلَو وَاطاهُمُ الثَّقَلاَنِ
٣٧٩٨. إن كُنتُمُ أنتُمُ فُحُولاَ فَابرُزُوا
وَدَعُوا الشَّكَاوِي حِيلَةَ النِّسوَانِ
٣٧٩٩. وَإذَا اشتَكَيتُم فَاجعَلُوا الشَّكوَى إلَى ال
وَحيَينِ لاَ القَاضِي وَلاَ السُّلطَانِ
٣٨٠٠. فَنَجِيبُ بِالتَركِيبِ حِينَئِذٍ جَوَا
باً شَافِياَ فِيهَ هُدَى الحَيرَانِ
٣٨٠١. الحَقُّ إثبَاتُ الصِّفَاتِ وَنَفيُهَا
عَينُ المُحَالِ وَليسَ فِي الإِمكَانِ
٣٨٠٢. فالجِسمُ إمَّا لاَزِمٌ لِثُبُوتِهَا
فَهُوَ الصَّوَابُ وَلَيسَ ذَا بُطلاَنِ
٣٨٠٣. أو لَيسَ يَلزَمُ مِن ثُبُوتِ صِفَاتِهِ
فَشَنَاعَةُ الإِلزَامِ بالبُهتَانِ
٣٨٠٤. فَالمَنعُ فِي إحدَى المُقَدِّمَتَينِ مَع
لُومُ البَيَانِ إذاً بِلاَ نُكرَانِ
٣٨٠٥. المَنعُ إمَّا فِي اللُّزُومِ أو انتِفَا
ءِ اللاَّزِمِ المَنسُوبِ لِلبُطلاَنِ
٣٨٠٦. هَذَا هُوَ الطَّاغُوتُ قَد أضحَى كَمَا
أبصَرتُمُوهُ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ
٣٨٠٧. يَا قَومِ تَدرُونَ العَدَاوَةَ بَينَنا
مِن أجلِ مَاذَا فِي قَدِيمِ زَمَانِ
٣٨٠٨. إنَّا تَحَيَّزنَا إلَى القُرآنِ وَالنَّ
قلِ الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ القُرآنِ
٣٨٠٩. وَكَذَا إلَى العَقلِ الصَّرِيحِ وَفِطرَةِ الرَّ
حمَنِ قَبلَ تَغَيُّرِ الإِنسَانِ
٣٨١٠. هِيَ أربَعٌ مُتَلاَزِمَاتٌ بَعضُهَا
قَد صَدَّقَت بَعضاً عَلَى مِيزَانِ
٣٨١١. وَاللهِ مَا اجتَمَعَت لَدَيكُم هَذِهِ
أبَداً كَمَا أقرَرتُمُ بِلِسَانِ
٣٨١٢. إذ قُلتُمُ العَقلُ الصَّحِيحُ يُعَارِضُ ال
مَنقُولَ مِن أثَرٍ وَمِن قُرآنِ
٣٨١٣. فَنُقَدِّمُ المَعقُولَ ثُمَّ نُصَرِّفُ ال
مَنقُولَ بالتَّأويلِ ذِي الألوانِ
٣٨١٤. فإذا عَجزنَا عَنهُ ألقَينَاهُ لَم
نَعبَأ بِهِ قَصداً إلَى الإِحسَانِ
٣٨١٥. وَلَكُم بِذَا سَلَفٌ لَهُم تَابَعتُمُ
لَمَّا دُعُوا لِلأخذِ بِالقُرآنِ
٣٨١٦. صَدُّوا فَلَمَّا أن أصِيبُوا أقسَمُوا
لمُرَادُنَا تَوفِيقُ ذِي الإِحسَانِ
٣٨١٧. وَلَقَد أصِيبُوا فِي قُلُوبِهِمُ وَفِي
تِلكَ العُقُولِ بِغَايَةِ النُّقصَانِ
٣٨١٨. فَأتَوا بِأقوَالٍ إذَا حَصَّلتَهَا
أسمَعتَ ضُحكَةَ هَازِلٍ مَجَّانِ
٣٨١٩. هَذَا جَزَاءُ المُعرِضِينَ عَن الهُدَى
مُتَعوِّضِينَ زَخَارِفَ الهَذَيَانِ
٣٨٢٠. وَاضرِب لَهُم مَثَلاً بِشَيخِ القَومِ إذ
يَأبَى السُّجُودَ بِكِبَرِ ذِي طُغيَانِ
٣٨٢١. ثُمَّ ارتضَى أن صَارَ قَوَّاداً لأر
بَابِ الفُسُوقِ وَكُلِّ ذِي عِصيَانِ
٣٨٢٢. وكَذاكَ أهلُ الشِّركِ قَالُوا كَيفَ ذَا
بَشَرٌ أتَى بِالوَحيِ وَالقُرآنِ
٣٨٢٣. ثُمَّ ارتَضَوا أن يَجعَلُوا مَعبُودَهُم
مِن هَذِهِ الأحجَارِ وَالأوثَانِ
٣٨٢٤. وَكَذَاكَ عُبَّادُ الصَّلِيبِ حَمَوا بَتَا
رِكَهُم مِنَ النِّسوَانِ وَالولدَانِ
٣٨٢٥. وَأتَوا إلَى رَبِّ السَّمَوَاتِ العُلَى
جَعَلُوا لَهُ وَلَداً مِنَ الذُّكرَانِ
٣٨٢٦. وَكَذَلِكَ الجَهمِيُّ نَزَّهَ رَبَّهُ
عَن عَرشِهِ مِن فَوقِ ذِي الأكوَانِ
٣٨٢٧. حَذَراً مِنَ الحَصرِ الَّذِي فِي ظَنِّهِ
أو أن يُرَى مُتَحَيِّزاً بِمَكَانِ
٣٨٢٨. فَأصارَهُ عَدَماً وَلَيسَ وُجُودُهُ
مُتَحَقَّقاً فِي خَارِجِ الأذهَانِ
٣٨٢٩. لَكِنَّمَا قُدَمَاؤهُم قَالُوا بِأنَّ
الذَّاتَ قَد وُجِدَت بِكُلِّ مَكَانِ
٣٨٣٠. جَعَلُوهُ فِي الآبارِ وَالأنجَاسِ وَال
خَانَاتِ والخَرِبَاتش وَالقِيعَانِ
٣٨٣١. وَالقََصدُ أنَّكُمُ تَحَيَّزتُم إلَى ال
آرَاءِ وَهيَ كِثيرَةُ الهَذَيَانِ
٣٨٣٢. فَتَلَوَّنَت بِكُمُ فَجِئتُم أنتُمُ
مُتَلَوِّنِينَ عَجَائِبَ الألوَانِ
٣٨٣٣. وَعَرَضتُمُ قَولَ الرَّسُولِ عَلَى الَّذِي
قَد قَالَهُ الأشيَاخُ عَرضَ وِزَانِ
٣٨٣٤. وَجَعَلتُمُ أقوَالَهُم مِيزَانَ مَا
قَد قَالَهُ وَالعَولُ فِي المِيزَانِ
٣٨٣٥. وَوَردتُّمُ سُفلَ المِيَاهِ وَلَم نَكُن
نَرضَى بِذَاكَ الوردِ للظَّمآنِ
٣٨٣٦. وَأَخَدتُمُ أنتُمُ بُنَيَّاتِ الطَّرِيقِ وَنَح
نُ سِرنَا فِي الطَّرِيقِ الأعظَمِ السُّلطَانِ
٣٨٣٧. وَجَعلتُمُ تُرسَ الكَلاَمِ مِجَنَّة
تَبًّا لِذَاكَ التُّرسِ عِندَ طِعَانِ
٣٨٣٨. وَرَمَيتُمُ أهلَ الحَدِيثِ بِأسهُمٍ
عَن قَوسِ مَوتُورِ الفُؤَادِ جَبَانِ
٣٨٣٩. فَتَتََرَّسُوا بِالوَحيِ وَالسُّنَنِ الَّتِي
تَتلُوهُ نِعمَ التُّرسُ لِلشُّجعَانِ
٣٨٤٠. هُوَ تُرسُهُم وَاللهِ مِن عُدوَانِكُم
وَالتُّرسُ يَومَ البَعثِ مِن نِيرَانِ
٣٨٤١. أفَتَارِكُوهُ لِفَشرِكِم وَمُحَالِكُم
لاَ كَانَ ذَاكَ بِمِنَّةِ الرَّحمَنِ
٣٨٤٢. وَدَعَوتُمُونَا لِلَّذِي قُلتُم بِهِ
قُلنَا مَعَاذَ اللهِ مِن خُذلاَنِ
٣٨٤٣. فَاشتَدَّ ذَاكَ الحَربُ بَينَ فَرِيقِنَا
وَفَرِيقِكُم وَتَفَاقَمَ الأمرَانِ
٣٨٤٤. وَتَأصَّلَت تِلكَ العَدَاوَةُ بَينَنَا
مِن يَومِ أمرِ اللهِ للشَّيطَانِ
٣٨٤٥. بِسُجُودِهِ فَعَصَى وَعَارَضَ أمرَهُ
بِقِيَاسِهِ وَبِعَقلِهِ الخَوَّانِ
٣٨٤٦. فَأتَى التَّلامِيذُ الوِقَاحُ فَعَارَضُوا
أخبَارَهُ بِالفَشرِ وَالهَذَيَانِ
٣٨٤٧. وَمُعَارِضٌ لِلأمرِ مِثلُ مُعَارِضِ ال
أخبَارِ هُم فِي كُفرِهِم صِنوَانِ
٣٨٤٨. مَن عَارَضَ المَنصُوصَ بِالمَعقُولِ قِد
ماً أخبِرُونَا يَا أولِي العِرفَانِ
٣٨٤٩. أوَ مَا عَرَفتُم أنَّهُ القَدَرِيُّ وَال
جَبرِيُّ أيضاً ذَاكَ فِي القُرآنِ
٣٨٥٠. إذ قَالَ قَد أغوَيتَنِي وَفَتَنتَنِي
لأزَيِّننَّ لَهُم مَدَى الأزمانِ
٣٨٥١. فاحتَجَّ بِالمَقدُورِ ثَمَّ أبَانَ أنَّ
الفِعلَ مِنهُ بِغَيَّةٍ وَزِيَانِ
٣٨٥٢. فَانظُر إلَى مِيرَاثِهِم ذَا الشَّيخَ بِالتَّ
عصِيبِ وَالمِيرَاثُ بِالسُّهمَانِ
٣٨٥٣. فَسَألتُكُم بِاللهِ مَن وُرَّاثُهُ
مِنَّا ومِنكُم بَعدَ ذَا التِّبيَانِ
٣٨٥٤. هَذَا الَّذِي ألقَى العَدَاوَة بَينَنَا
إذ ذَاكَ واتَّصَلَت إلَى ذا الآنِ
٣٨٥٥. أصَّلتُمُ أصلاً وَأصَّلَ خَصمُكُم
أصلاً فَحِينَ تَقَابَلَ الأصلاَنِ
٣٨٥٦. ظَهَرَ التَّبَايُنُ فَانتَشَت مَا بَينَنَا ال
حَرقبُ العُوَانُ وَصِيحَ بِالأقرَانِ
٣٨٥٧. أصَّلتُم آرَا الرِّجَالِ وَخَرصَهَا
مِن غَيرِ بُرهَانٍ وَلاَ سُلطَانِ
٣٨٥٨. هَذَا وَكضم رَأيٍ لَهُم فَبِرَأيِ مَن
نَزِنُ النُّصُوصَ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ
٣٨٥٩. كُلٌّ لَهُ رَأيٌ وَمَعقُولٌ لَهُ
يَدعُو وَيَمنَعُ أخذَ رَأيِ فُلاَنِ
٣٨٦٠. وَالخَصمُ أصَّلَ مُحكَمَ القُرآنِ مَع
قَولِ الرَّسُولِ وَفِطرَةِ الرَّحمَنِ
٣٨٦١. وَبَنَى عَلَيهِ فَاعتَلَى بُنيَانُهُ
نَحوَ السَّمَا أعظِم بِذَا البُنيَانِ
٣٨٦٢. وَعَلَى شَفَا جُرُفٍ بَنَيتُم أنتُمُ
فَأتَت سُيُولُ الوَحيِ وَالإِيمَانِ
٣٨٦٣. قَلَعَت أسَاسَ بِنَائِكُم فَتهَدَّمَت
تِلكَ السُّقُوفُ وَخَرَّ لِلأركَانِ
٣٨٦٤. الله أكبَرُ لَو رَأيتُم ذَلِكَ ال
بِنيَانَ حِينَ عَلاَ كَمِثلِ دُخَانِ
٣٨٦٥. تَسمُو إلَيهِ نَوَاظِرٌ مِن تَحتِهِ
وَهُوَ الوَضِيعُ وَلو يُرَى بِعِيَانِ
٣٨٦٦. فَاصبِر لَهُ وَهناً وًرُدَّ الطَّرفَ تَل
قَاهُ قَرِيباً فِي الحَضِيضِ الدَّانِي
٣٨٦٧. مَن قَالَ إنَّ الله لَيسَ بِفَاعِلٍ
فِعلاً يَقُومُ بِهِ قِيَامَ مَعَانِ
٣٨٦٨. كَلاَّ وَلَيسَ الأمرُ أيضاً قَائِماً
بِالرَّبِّ بَل مِن جُملَةِ الأكوَانِ
٣٨٦٩. كَلاَّ وَليسَ الله فَوقَ عِبَادِهِ
بَل عَرشُهُ خِلوٌ مِنَ الرَّحمَنِ
٣٨٧٠. فَثَلاَثَةٌ والله لاَ تُبقِي مِنَ ال
إيمَانِ حَبَّةَ خَردَلٍ بِوِزَانِ
٣٨٧١. وَقَدِ استَرَاحَ مُعَطِّلٌ هَذِي الثَّلاَ
ثَ مِنَ الإِلَهِ وَجُملَةِ القُرآنِ
٣٨٧٢. وَمِنَ الرَّسُولِ وَدِينِهِ وَشَرِيعَةِ ال
إسلاَمِ بَل مِن جُملَةِ الأديَانِ
٣٨٧٣. وَتَمَامُ ذَاكَ جُحُودُهُ لِصِفَاتِهِ
وَالذَّاتُ دُونَ الوَصفِ ذُو بُطلاَنِ
٣٨٧٤. وَتَمَامُ ذَا الإِيمَانُ إقرَارُ الفَتَى
بِاللهِ فَاطِرِ هَذِهِ الأكوَانِ
٣٨٧٥. فَإذَا أقَرَّ بِهِ وعَطَّلَ كُلَّ مَف
رُوضٌ وَلَم يَتَوقَّ مِن عِصيَانِ
٣٨٧٦. لَم يَنقُصِ الإٍِيمَانُ حَبَّةَ خَردَلٍ
أنَّى وَلَيسَ بِقَابِلِ النُّقصَانِ
٣٨٧٧. وَتَمَامُ هَذَا قَولُهُ إنَّ النَّبُوَّ
ة لَيسَ وَصفاً قَامَ بالإِنسَانِ
٣٨٧٨. لَكِن تَعَلُّقُ ذَلِكَ المَعنَى القَدِي
مُ بِوَاحِدٍ مِن جُملَةِ الإِنسَانِ
٣٨٧٩. هَذَا وَمَا ذَاكَ التَّعلِيقُ ثَابِتاً
فِي خَارِجٍ بَل ذَاكَ فِي الأذهَانِ
٣٨٨٠. فَتَعَلُّقُ الأقوَالِ لاَ يُعطِي الَّذِي
وَقفَت عَلَيهِ الكَونُ فِي الأعيَانِ
٣٨٨١. هَذَا إذَا مَا حَصَّلَ المَعنَى الذِي
قُلتُم هُوَ النَّفسِيُّ فِي البُرهَانِ
٣٨٨٢. لَكِنَّ جُمهُورَ الطَّوَائِفِ لَم يَرَوا
ذَا مُمكِناً بَل ذَاكَ ذُو بُطلاَنِ
٣٨٨٣. مَا قَالَ هَذَا غَيرُكُم مِن سَائِرِ النُّ
ظَّارِ فِي الآفَاقِ وَالأزمَانِ
٣٨٨٤. تِسعُونَ وَجهاً بَيَّنَت بُطلاَنَهُ
لَولاَ القَرِيضُ لَسُقتُهَا بِوِزَانِ
٣٨٨٥. يَا قَومُ أينَ الرَّبُّ أينَ كَلاَمُهُ
أينَ الرَّسُولُ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ
٣٨٨٦. مَا فَوقَ عَرشِ الرَّبِّ مَن هُوَ قَائِلٌ
طَهَ وَلاَ حَرفاً مِنَ القُرآنِ
٣٨٨٧. وَلَقَد شَهِدتُم أنَّ هَذَا قَولُكُم
وَالله يَشهَدُ مَع أولِي الإٍِيمَانِ
٣٨٨٨. وَارحمَتَاهُ لَكُم غُبِنتُم حَظَّكُم
مِن كُلِّ مَعرِفَةٍ وَمِن إيمَانِ
٣٨٨٩. وَنَسَبتُمُ لِلكُفرِ أولَى مِنكُمُ
بِاللهِ وَالإِيمَانِ وَالقُرآنِ
٣٨٩٠. هَذِي بِضَاعَتُكُم فَمَن يَستَامُهَا
فَقَدِ ارتَضَى بِالجَهلِ وَالخُسرَانِ
٣٨٩١. وَتَمَامُ هَذَا قَولُكُم فِي مَبدَءٍ
وَمَعَادِنضا أعنِي المَعَادَ الثَّانِي
٣٨٩٢. وَتَمَامُ هَذَا قَولُكُم بِفَنَاءِ دَا
رِ الخُلدِ فَالدَّارَانِ فَانِيَتَانِ
٣٨٩٣. يَا قَومَنا بَلَغَ الوُجُودَ بأسرِهِ الدُّ
نيَا مَعض الأخرَى مَعَ الإِيمَانِ
٣٨٩٤. وَالخَلقَ وَالأمرَ المُنَزَّلَ وَالجَزَا
ءَ وَمَنَازِلَ الجَنَّاتِ وَالنِّيرَانِ
٣٨٩٥. وَالنَّاسُ قَد وَرِثُوهُ بَعدُ فَمِنهُمُ
ذُو السَّهمِ وَالسَّهمَينِ وَالسُّهمَانِ
٣٨٩٦. بِئسَ المُوَرِّثُ وَالمُوَرَّثُ وَالتُّرَا
ثُ ثَلاَثَةٌ أهلٌ لِكُلِّ هَوَانِ
٣٨٩٧. يَا وَارِثِينَ نِبِيَّهُمُ بُشرَاكُمُ
مَا إرثُكُم مَع إرثِهِم سِيَّانِ
٣٨٩٨. شَتَّانَ بَينَ الوَارِثِينَ وَبَينَ مَو
رُوثِيهِمَا وَسهَامِ ذِي سُهمَانِ
٣٨٩٩. يَا قَومُ مَا صَاحَ الأئِمَّةُ جُهدَهُم
بِالجَهمِ مِن أقطَارِهَا بأذَانِ
٣٩٠٠. إلاَّ لِمَا عَرَفُوهُ مِن أقوَالِهِ
وَمَآلِهَا بِحَقِيقَةِ العِرفَانِ
٣٩٠١. قَولُ الرَّسُولِ وَقَولُ جَهمٍ عِندَنَا
فِي قَلبِ عبدٍ لَيسَ يَجتَمِعَانِ
٣٩٠٢. نَصَحُوكُمُ وَاللهِ جَهدَ نَصِيحَةٍ
مَا فِيهُمُ وَاللهِ مِن خَوَّانِ
٣٩٠٣. فَخُذُوا بَهَديِهِم فَرَبِّى ضَامِنٌ
وَرَسُولُهُ إن تَفعَلُوا بِجِنَانِ
٣٩٠٤. فَإذَا أبَيتُم فَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّ
بَعَ الهُدَى وَانقَادَ لِلقُرآنِ
٣٩٠٥. سِيرُوا عَلَى نُجُبِ العَزَائِمِ وَاجعَلُوا
بِظُهُورِهَا المَسرَى إلَى الرَّحمَنِ
٣٩٠٦. سَبَقَ المَفَرِّدُ وَهُوَ ذَاكِرُ رَبِّهِ
فِي كُلِّ حَالٍ لَيسَ ذَا نِسيَانِ
٣٩٠٧. لَكِن أخَا الغَفَلاَتِ مُنقَطِعٌ بِهِ
بَينَ المفاوزِ تَحتَ ذِي الغِيلاَنِ
٣٩٠٨. صَيدُ السِّبَاعِ وَكُلِّ وَحشٍ كَاسِرٍ
بئسَ المُضِيفُ لأعجَزِ الضِّيفَانِ
٣٩٠٩. وَكَذَلِكَ الشَّيطَانُ يَصطَادُ الذِي
لاَ يَذكُرُ الرَّحمَنَ كُلَّ أوَانِ
٣٩١٠. وَالذكرُ أنوَاعٌ فَأعلَى نَوعِهِ
ذِكرُ الصِّفَاتِ لِرَبِّنَا المَنَّانِ
٣٩١١. وَثُبُوتُهَا أصلٌ لِهَذَا الذكرِ والنَّا
فِي لَهَا دَاعٍ إلَى النِّسيَانِ
٣٩١٢. فَلِذَاكَ كَانَ خَلِيفَةَ الشَّيطَانِ ذَا
لاَ مَرحَباً بِخَلِيفَةِ الشَّيطَانِ
٣٩١٣. وَالذَّاكِرُونَ عَلَى مَرَاتِبِهِم فَأع
لاَهم أولُو الإِيمضانِ وَالعِرفَانِ
٣٩١٤. بِصِفَاتِهِ العُليَا إذَا قَامُوا بِحَم
دِ الله فِي سِرٍّ وفِي إعلاَنِ
٣٩١٥. وَأخَصُّ أهلِ الذِّكرِ بِالرَّحمنِ أع
لَمُهُم بِهَا هُم صَفوَةُ الرَّحمَنِ
٣٩١٦. وَكَذاكَ كَانَ مُحمدٌ وأَبوهُ إب
راهِيمُ والمَولودُ مِن عِمرَانِ
٣٩١٧. وَكَذَاكَ نُوحٌ وابنُ مَريَمَ عِندَنَا
هُم خَيرُ خَلقِ الله من الإِنسَانِ
٣٩١٨. وَهُم أولُو العَزمِ الذِينَ بِسُورَتِ ال
أحزَابِ وَالشُّورَى أتَوا بِبَيَانِ
٣٩١٩. وَكَذَلِكَ القُرآنُ مَملُوءٌ مَنَ ال
أوصَافِ وَهيَ القَصدُ بِالقُرآنِ
٣٩٢٠. لِيَصِيرَ مَعرُوفاً لَنَا بِصِفَاتِهِ
وَيَصِيرَ مَذكُوراً لَنَا بِجَنَانِ
٣٩٢١. وَلِسَانٍ أيضاً مَع مَحَبَّتِنَا لَهُ
فَلأجلِ ذَا الإِثبَاتُ فِي الإيمَانِ
٣٩٢٢. مِثلُ الأسَاسِ مِنَ البِنَاءِ فَمَن يَرُم
هَدمَ الأسَاسِ فَكَيفَ بِالبُنيَانِ
٣٩٢٣. وَاللهِ مَا قَامَ البِنَاءُ لِدِينِ رُس
لِ الله بِالتَّعطِيلِ للدَيَّانِ
٣٩٢٤. مَا قَامَ إلاَّ بِالصِّفَاتِ مُفَصِّلاً
إثبَاتَهَا تَفصِيلَ ذِي عِرفَانِ
٣٩٢٥. فَهيَ الأسَاسُ لِدِينِنَا وَلِكُلِّ دِي
نٍ قَبلَهُ مِن سَائِرِ الأديَانِ
٣٩٢٦. وَكَذَاكَ زَندَقَةُ العِبَادِ أسَاسُهَا التَّ
طِيلُ يَشهَدُ ذَا أولُو العِرفَانِ
٣٩٢٧. وَاللهِ مَا فِي الأرضِ زَندَقَةٌ بَدَت
إلاَّ مِنَ التَّعطِيلِ وَالنُّكرَانِ
٣٩٢٨. وَاللهِ مَا فِي الأرضِ زَندَقَةٌ بَدَت
مِن جَانِبِ الإِثبَاتِ وَالقُرآنِ
٣٩٢٩. هذِي زَنَادِقَةَ العِبَادِ جَمِيعَهُم
وَمُصَنَّفَاتُهُم بِكُلِّ مَكَانِ
٣٩٣٠. مَا فِيهِمُ أحدٌ يَقُولُ اللهُ فَو
قَ العَرشِ مُستَولٍ عَلَى الأكوَانِ
٣٩٣١. وَيَقُولُ إنَّ اللهَ جَلَّ جَلاَلُهث
مُتَكَلِّمٌ بِالوَحيِ وَالقُرآنِ
٣٩٣٢. وَيَقُولُ إنَّ اللهَ كَلَّمَ عَبدَهُ
مُوسَى فَأسمَعَهُ بِذِي الآذَانِ
٣٩٣٣. وَيَقُولُ إنَّ النَّقلَ غَيرُ مُعَارِضٍ
لِلعَقلِ بَل أمرَانِ مُتَّفِقَانِ
٣٩٣٤. وَالنَّقلُ جَاءَ بِمَا يَحَارُ العَقلُ فِي
هِ لاَ المُحَالُ البَيِّنُ البُطلاَنِ
٣٩٣٥. فَانظُر إلَى الجَهمِي كَيفَ أتَى إلَى
أسِّ الهُدَى وَمَعَاقِلِ الإِيمَانِ
٣٩٣٦. بِمِعَاولِ التَّعطِيلِ يَقطَعُهَا فَمَا
يُبقِي عَلَى التَّعطيل من إيمَانش
٣٩٣٧. يَدرِي بِهَذَا عَارِفٌ بِمآخِذ ال
أقوَالِ مُضطَلعٌ بِهَذَا الشَّانِ
٣٩٣٨. وَاللهِ لَو حَدَّقتُمُ لَرَأيتُمُ
هَذَا وأعظَم مِنهُ رَأيَ عِيَانِ
٣٩٣٩. لَكِن عَلَى تِلكَ العُيُونِ غِشَاوَةٌ
مَا حِيلَةُ الكَحَّالِ فِي العُميَانِ
٣٩٤٠. قَالوا تَنَقَّصتُم رَسُولَ اللهِ وَا
عَجباً لِهَذَا البَغيِ وَالبُهتَانِ
٣٩٤١. عَزَلُوهُ أن يُحتَجَّ قَطُّ بِقَولِهِ
فِي العِلمِ بِاللهِ العَظِيمِ الشَّانِ
٣٩٤٢. عَزَلُوا كَلاَمَ الله ثُمَّ رَسُولِهِ
عَن ذَاكَ عَزلاً لَيسَ ذَا كِتمَانِ
٣٩٤٣. جَعَلُوا حَقِيقَتَهُ وَظَاهِرَهُ هُوَ ال
كفرُ الصَّرِيحُ البيّنُ البُطلاَنِ
٣٩٤٤. قَالوا وَظَاهِرُهُ هُوَ التَّشبِيهُ وَالتَّ
جسِيمُ وَالتَّمثِيلُ حَاشَا ظَاهِرَ القُرآنِ
٣٩٤٥. مَن قَالَ فِي الرَّحمَنِ مَا دَلَّت عَلَي
هِ حَقِيقَةُ الأخبَارِ وَالفُرقَانِ
٣٩٤٦. فَهُوَ المُشَبِّه وَالمُمثِّلُ وَالمُجَسِّ
مُ عَابِدُ الأوثَانِ لاَ الرَّحَمَنِ
٣٩٤٧. تَالله قَد مُسخَت عُقُولُكُمُ فَلَي
سَ وَرَاءَ هَذَا قَطُّ مِن نُقصَانِ
٣٩٤٨. وَرَمَيتُمُ حِزبَ الرَّسُولِ وَجُندَهُ
بِمُصَابِكِم يَا فِرقَةَ البُهتَانِ
٣٩٤٩. وَجَعَلتُمُ التَّنقِيصَ عَينَ وِفَاقِهِ
إذ لَم يَوَافِق ذَاك رَأيَ فُلاَنِ
٣٩٥٠. أنتُمُ تَنَقَّصتُم إلَهَ العَرشِ وَال
قُرآنَ والمَبعُوثَ بِالقُرآنِ
٣٩٥١. نَزَّهتُمُوهُ عَن صِفَاتِ كَمَالِهِ
وَعَنِ الكَلاَمِ وَفَوقِ كُلِّ مَكَانِ
٣٩٥٢. وَجَعَلتُمُ ذَا كُلَّهُ التَّشبِيهَ وَالتَّ
مثِيلَ وَالتَّجسِيمَ ذَا البُطلاَنِ
٣٩٥٣. وَكَلاَمَكُم فِيهِ الشِّفَاءُ وَغَايَةُ التَّ
حقِيقِ يَا عَجَباً لِذَا الخُذلاَنِ
٣٩٥٤. جَعَلُوا عُقُولَهُمُ أحَقَّ بِأخذِ مَا
فِيهَا مِنَ الأخبَارِ وَالقُرآنِ
٣٩٥٥. وَكَلاَمَهُ لاَ يُستَفَادُ بِهِ اليَقِي
نُ لأجلِ ذَا لاَ يَقبَلُ الخَصمَانِ
٣٩٥٦. تَحكِيمُهُ عِندَ اختِلاَفِهِمَا بَل المَع
قُولَ ثُمَّ المَنطِقَ اليُونَانِ
٣٩٥٧. أيُّ التَّنَقُّصِ بَعدَ ذَا لَولاَ الوَقَا
حَةُ وَالجَراءَةُ يَا أولِي العُدوَانِ
٣٩٥٨. يَا مَن لَهُ عَقلٌ وَنُورٌ قَد غَداَ
يَمشِي بِهِ فِي النَّاسِ كُلَّ زَمَانِ
٣٩٥٩. لَكِنَّنَا قُلنَا مَقَالَةَ صَارِخٍ
فِي كُلِّ وَقتٍ بَينَكُم بِأذَانِ
٣٩٦٠. الرَّبُّ رَبٌّ وَالرَّسُولُ فَعَبدُهُ
حَقًّا وَلَيسَ لَنَا إلَهٌ ثَانِ
٣٩٦١. فَلِذَاكَ لَم نَعبُدهُ مِثلَ عِبَادَةِ ال
رَّحمَنِ فِعلَ المُشرِكِ النَّصرَانِي
٣٩٦٢. كَلاَّ وَلَم نَغلُ الغُلُوَّ كَمَا نَهَى
عَنهُ الرَّسُولُ مَخَافَةَ الكُفرَانِ
٣٩٦٣. لِلّهِ حَقٌّ لاَ يَكُونُ لِغَيرِهِ
وَلِعَبدِهِ حَقٌّ هُمَا حَقَّانِ
٣٩٦٤. لاَ تَجعَلُوا الحَقَّينِ حَقًّا وَاحِداً
مِن غَيرِ تَمييزٍ وَلاَ فُرقَانِ
٣٩٦٥. فَالحَجُّ لِلرَّحمَنِ دُونَ رَسُولِهِ
وَكَذَا الصَّلاَةُ وَذبحُ ذِي القُربَانِ
٣٩٦٦. وَكَذَا السُّجُودُ وَنَذرُنَا وَيَمِينُنَا
وَكذَا مَثَابُ العَبدِ مِن عِصيَانِ
٣٩٦٧. وَكَذَا التَّوَكُّلُ وَالإنَابَةُ والتُّقَى
وَكَذَا الرَّجَاءُ وَخَشيَةُ الرَّحمَنِ
٣٩٦٨. وَكَذَا العِبَادَةُ وَاستِعَانَتُنَا بِهِ
إيَّاكَ نَعبُدُ ذَانِ تَوحِيدَانِ
٣٩٦٩. وَعَلَيهِمَا قَامَ الوُجُودُ بِأسرِهِ
دُنيَا وَأخرَى حَبَّذَا الرُّكنَانِ
٣٩٧٠. وَكَذَلِك التَّسبِيحُ وَالتَّ
هلِيلُ حَقُّ إلَهِنَا الدِّيَّانِ
٣٩٧١. لَكِنَّمَا التَّعزِيرُ وَالتَوقِيرُ حَقٌّ
لِلرَّسُولِ بِمُقتَضَى القُرآنِ
٣٩٧٢. وَالحُبُّ وَالإِيمَانُ وَالتَّصدِيقُ لاَ
يَختَصُّ بَل حَقَّانِ مُشتَرِكَانِ
٣٩٧٣. هَذِي تَفَاصِيلُ الحُقُوقِ ثَلاَثَةٌ
لاَ تَجهَلُوهَا يَا أولِي العُدوَانِ
٣٩٧٤. حَقُّ الإلَهِ عِبَادَةٌ بالأمرِ لاَ
بِهَوَى النُّفُوسِ فَذَاكَ لِلشَّيطَانِ
٣٩٧٥. مِن غَيرِ إشرَاكٍ بِهِ شَيئاً هُمَا
سَبَبَا النَّجَاةِ فَحَبَّذَا السَّبَبَانِ
٣٩٧٦. وَرَسُولُهُ فَهُوَ المُطَاعُ وَقَولُهُ ال
مَعقُولُ إذ هُوَ صَاحِبُ البُرهَانِ
٣٩٧٧. وَالأمرُ مِنهُ الحَتمُ لاَ تَخيِيرَ فِي
هِ عِندض ذِي عَقلٍ وَذِي إيمَانِ
٣٩٧٨. مَن قَالَ قَولاً غَيرَهُ قَمنَا عَلَى
أقوَالِهِ بِالسَّبرِ وَالمِيزَانِ
٣٩٧٩. إن وَافَقت قولَ الرَّسُولِ وَحُكمَهُ
فَعَلَى الرُّؤوسِ تُشَالُ كَالتِّيجَانِ
٣٩٨٠. أو خَالَفَت هَذَا رَددَنَاهَا عَلَى
مَن قَالَهَا مَن كَان مِنَ إنسَانِ
٣٩٨١. أو أُشكِلَت عَنَّا توَقَّفنَا وَلَم
نَجزِم بِلاَ عِلمٍ وَلاَ بُرهَانِ
٣٩٨٢. هَذَا الذِي أدَّى إلَيهِ عِلمُنَا
وَبِهِ نَدِينُ الله كُلَّ أوَانِ
٣٩٨٣. فَهُوَ المُطَاعُ وَأمرُهُ العَالِي عَلَى
أمرِ الوَرَى وَامرِ ذِي السُّلطَانِ
٣٩٨٤. وَهُوَ المُقَدَّمُ فِي مَحَبَّتِنَا عَلَى ال
أهلِينَ وَالأزوَاجِ وَالوِلدَانِ
٣٩٨٥. وَعَلَى العِبَادِ جَمِيعِهِم حَتَّى عَلَى النَّ
فسِ التِي قَد ضَمَّهَا الجَنبَانِ
٣٩٨٦. وَنَظِيرُ هَذَا قَولُ أعدَاءِ المَسِي
حِ مِنَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلبَانِ
٣٩٨٧. إنَّا تَنَقَّصنَا المَسِيحَ بِقَولِنَا
عَبدٌ وَلِكَ غَايَةُ النّقصَانِ
٣٩٨٨. لَو قُلتُمُ وَلَدٌ إلهٌ خَالِقٌ
وَفَّيتُمُوه حَقَّهُ بِوِزَانِ
٣٩٨٩. وَكَذَاكَ أشبَاهُ النَّصَارَى مُذ غَلَوا
فِي دِينِهِم بِالجَهلِ وَالطُّغيَانِ
٣٩٩٠. صَارُوا مَعَادِينَ الرَّسُولَ وَدِينِهِ
فِي صُورَةِ الأحبَابِ وَالإخوَانِ
٣٩٩١. فَانظُر إلَى تَبدِيلِهِم تَوحِيدَهُ
بِالشِّركِ وَالإِيمَانِ بِالكُفرَانِ
٣٩٩٢. وَانظُر إلَى تَجرِيدِهِ التَّوحِيدِ مِن
أسبَابِ كُلِّ الشِّركِ بِالرَّحمَنِ
٣٩٩٣. وَاجمَع مَقَالَتَهُم وَمَا قَد قَالَهُ
وَاستَدعِ بِالنَّقادِ وَالوَزَّانِ
٣٩٩٤. عَقلٍ وَفِطرَتِكَ السَّلِيمَةِ ثُمَّ زِن
هَذَا وَذَا لاَ تَطغِ فِي المِيزَانِ
٣٩٩٥. فَهُنَاكَ تَعلَمُ أيُّ حِزبَينَا هُوَ ال
مُتَنَقِّصُ المَنقُوصُ ذُو العُدوَانِ
٣٩٩٦. رَامِي البَرِيءِ بِدَائِهِ وَمُصَابهِِ
فِعلَ المُباهِتِ أوقَحِ الحَيَوَانِ
٣٩٩٧. كَمُعَيِّرٍ لِلنَّاسِ بِالزغَلِ الَّذِي
هُوَ ضَربُهُ فَاعجَب لِذَا البُهتَانِ
٣٩٩٨. يَا فِرقضةَ التَّنقِيصِ بَل يَا أمَّةَ الدَّ
عوَى بِلاَ عِلمٍ وَلاَ عِرفَانِ
٣٩٩٩. وَاللهِ مَا قَدَّمتُمُ يَوماً مَقَا
لَتَهُ عَلَى التَّقلِيدِ للإنسَانِ
٤٠٠٠. وَاللهِ مَا قَالَ الشُّيُوخُ وَقَالَ إلاَّ
كُنتُم مَعَهُم بِلاَ كِتمَانِ
٤٠٠١. وَاللهِ أغلاَطُ الشُّيُوخِ لَدَيكُمُ
عَينُ الصَّوَابِ ومُقتَضَى البُرهَانِ
٤٠٠٢. وَلِذَا قَضَيتُم بِالذِي حَكَمَت بِهِ
جَهلاً عَلَى الأخبَارِ وَالقُرآنِ
٤٠٠٣. وَاللهِ إنَّهُمُ لَدَيكُم مِثلُ مَع
صُومٍ وَهذَا غَايَةُ الطُّغيَانِ
٤٠٠٤. تَبًّالَكُم مَاذَا التَّنَقُّصُ بَعدَ ذَا
لَو تَعرِفُونَ العَدلَ مِن نُقصَانِ
٤٠٠٥. وَاللهُ مَا يُرضِيهِ جَعلُكُم لَهُ
تُرساً لِشِركِكُم وَلِلعُدوَانِ
٤٠٠٦. وَكَذَاكًَ جَعلُكُم المشَايخَ جُنَّةً
بِخِلاَفِهِ وَالقَصدُ ذُو تِبيَانِ
٤٠٠٧. وَاللهُ يَشهَدُ ذَا بِجِذرِ قُلوبِكُم
وَكَذَاكَ يَشهَدُهُ أولُوا الإِيمَانِ
٤٠٠٨. وَالله مَا عَظَّمتُمُوهُ طَاعَةً
وَمَحَبَّةً يَا فِرقَةَ العِصيَانِ
٤٠٠٩. أنَّى وَجهلُكُم بِهِ وَبِدِينِهِ
وَخِلاَفُكُم لِلوَحيِ مَعلُومَانِ
٤٠١٠. أوصَاكُمُ أشيَاخُكُم بِخِلاَفِهِم
لِوَفَاقِهِ فِي سَالِفِ الأزمَانِ
٤٠١١. خَالَفتُمُ قَولَ الشُّيُوخِ وَقَولَهُ
فَغدَا لَكُم خُلفَانِ مُتَّفِقَانِ
٤٠١٢. وَاللهِ أمرُكُم عَجِيبٌ مُعجِبٌ
ضِدَّانِ فِيكُم لَيسَ يَتَّفِقَانِ
٤٠١٣. تَقدِيمُ آرَاءِ الرِّجَالِ عَلَيهِ مَع
هَذَا الغُلُوِّ فَكَيفَ يَجتَمِعَانِ
٤٠١٤. كَفَّفرتُمُ مَن جَرَّدَ التَّوحِيدَ جَه
لاً مِنكُم بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ
٤٠١٥. لَكِن تَجَرَّدتُم لِنَصرِ الشِّركِ وَال
بِدَعِ المُضِلَّةِ فِي رِضَى الشَّيطَانِ
٤٠١٦. وَاللهِ لَم نَقصِد سِوَى التَّجرِيد للتَّ
وحِيدِ ذَاكَ وَصِيَّةُ الرَّحمَنِ
٤٠١٧. وَرِضَى رَسُولِ الله مِنَّا لاَ غُلُوَّ
الشِّركِ أصلَ عِبَادَةِ الأوثانِ
٤٠١٨. وَاللهِ لَو يَرضَى الرَّسُول دُعاءَنَا
إيَّاهُ بَادَرنَأ إلَى الإَِذعانِ
٤٠١٩. وَاللهِ لَو يَرضَى الرُّسُولُ سُجودَنَا
كُنَّا نَخِرُّ لَهُ عَلَى الأذقَانِ
٤٠٢٠. وَاللهِ مَا يُرضِيهِ مِنَّا غَيرَ
إخلاَصٍ وَتَحكِيمٍ لِذَا القُرآنِ
٤٠٢١. وَلَقَد نَهَى ذَا الخَلقِ عَن إطرَائِه
فِعلَ النَّصَارَى عَابِدِي الصُّلبَانِ
٤٠٢٢. وَلَقَد نَهَانَا أن نُصَيِّرَهُ قَبرَهُ
عِيداً حِذَارَ الشِّركِ بِالرَّحمَنِ
٤٠٢٣. وَدَعَا بِأن لاَ يُجعَل القََبرُ الذِي
قَد ضَمَّهُ وَثَناً مِنَ الأوثَانِ
٤٠٢٤. فَاجَابَ رَبُّ العَالمِينَ دُعَاءَهُ
وَأحَاطَهُ بِثَلاَثَةِ الجُدرَانِ
٤٠٢٥. حَتَّى اغتَدَت أرجَاؤهُ بِدُعَائِهِ
فِي عِزَّةٍ وَحِمَايَةٍ وَصِيَانِ
٤٠٢٦. وَلَقَد غَدَا عِندَ الوَفَاةِ مُصَرِّحاً
بِاللَّعنِ يَبصرُخُ فِيهِمُ بِأذَانِ
٤٠٢٧. وَعَنَى الألَى جَعلُوا القُبُورَ مَسَاجِداً
وَهُمُ اليَهُودُ وَعَابِدُو الصُّلبَانِ
٤٠٢٨. وَاللهِ لَولاَ ذَاك أُبرِزَ قَبرُهُ
لَكِنَّهُم حَجَبُوهُ بِالحِيطَانِ
٤٠٢٩. قَصَدُوا إلَى تَسنِيمِ حُجرَتِهِ لِيَم
تَنِعَ السُّجَودُ لَهُ عَلَى الأذقَانِ
٤٠٣٠. قَصَدُوا مُوَافَقَةَ الرَّسُولِ وَقَصدُهُ التَّ
جرِيدُ لِلتَّوحِيدِ لِلرَّحمَنِ
٤٠٣١. يَا فِرقَةً جَهِلَت نُصُوصَ نَبِيِّهِم
وَقُصُودَهُ وَحَقِيقَةَ الإِيمَانِ
٤٠٣٢. فَسَطَوا عَلَى أتبَاعِهِ وَجُنُودِهِ
بِالبَغيِ وَالعُدوَانِ وَالبُهتَانِ
٤٠٣٣. لاَ تَعجَلُوا وَتَبَيُّنُوا وَتَثَبَّتُوا
فَمُصَابُكُم مَا فِيهِ مِن جُبرَانِ
٤٠٣٤. قُلنَا الذِي قَالَ الأئِمَةُ قَبلَنا
وَبِهَِ النُّصُوصُ أتَت عَلَى التِّبيَانِ
٤٠٣٥. القَصدُ حَجُّ البَيتِ وَهُوَ فَرِيضَةُ الرَّ
حمَنِ وَاجِبَةٌ عَلَى الأعيَانِ
٤٠٣٦. وَرِحَالُنَا شُدَّت إلَيهِ مشن بِقَا
عِ الأرض قَاصِيهَا كَذَاك الدَّانِي
٤٠٣٧. مَن لَم يَزُر بَيتَ الإِلَهِ فَمَا لَهُ
مِن حَجِّهِ سَهمٌ وَلاَ سَهمَانِ
٤٠٣٨. وَكَذَا نشُدُّ رِحَالَنَا لِلمَسجشدِ النَّ
بَوِيِّ خَيرِ مَسَاجِدِ البُلدَانِ
٤٠٣٩. مِن بَعدِ مَكَّةِ أو عَلَى الإِطلاَقِ فِي
هِ الخُلفُ بَينَ النَّاسِ مُنذُ زَمَانِ
٤٠٤٠. وَنَرَاهُ عِندَ النَّذرِ فَرضاً لَكِن النُّ
عمَانُ يَأبَى ذَا وَللنعمَانِ
٤٠٤١. أصلٌ هُوَ النَّافِي الوُجُوبُ فَإنَّهُ
مَا جِنسُهُ فَرضاً عَلَى الإِنسَانِ
٤٠٤٢. وَلَنَا بَرًَاهِينٌ تَدُلُّ بِأنَّهُ
بِالنَّذرِ مُفتَرَضٌ عَلَى الإنسَانِ
٤٠٤٣. أمرُ الرَّسُولِ لِكُلِّ نَاذِرِ طَاعَة
بوَفَائِهِ بِالنَّذرِ بِالإحسَانِ
٤٠٤٤. وَصَلاَتُنَا فِيهِ بِألفٍ مِن سِوَا
هُ مَا خَلاَ ذَا الحِجرِ وَالأركَانِ
٤٠٤٥. وَكَذَا صَلاَةٌ فِي قُبَا فَكَعُمرَةٍ
فِي أجرِهَا وَالفضلُ لِلمَنَّانِ
٤٠٤٦. فَإذَا أتينَا المَسجِدَ النَّبَوِيَّ صَلَّ
ينَا التَّحِيَّةَ أوَّلاً ثِنتَانِ
٤٠٤٧. بِتَمَامِ أركَانٍ لَهَا وَخُشُوعِهَا
وَحُضُورِ قَلبٍ فِعلَ ذِي الإِحسَانِ
٤٠٤٨. ثُمَّ انثَنَينَا لِلزِيَارَةِ نَقصِدُ ال
قُبرِ الشَّرِيفَ وَلَو عَلَى الأجفَانِ
٤٠٤٩. فَنَقُومَ دُونَ القَبرِ وِقفَةَ خَاضِعٍ
مُتَذَلِّلٍ فِي السِّرِّ وَالإِعلاَنِ
٤٠٥٠. فَكَأنَّهُ فِي القَبرِ حَيٌّ نَاطِقٌ
فَالوَاقِفُونَ نَوَاكِسُ الأذقَانِ
٤٠٥١. مَلَكَتهُمُ تِلكَ المَهَابَةُ فَاعتَرَت
تِلكَ القَوَائِمَ كَثرَةُ الرَّجفَانِ
٤٠٥٢. وَتَفَجَّرَت تِلكَ العُيُونُ بِمَائِهَا
وَلَطَالَمَا غَاضَت عَلَى الأزمَانِ
٤٠٥٣. وَأتَى المسَلِّمُ بِالسَّلاَمِ بِهَيبَةٍ
وَوَقَارِ ذِي عِلمٍ وَذِي إيمَانِ
٤٠٥٤. لَم يَرقع الأصوَاتَ حَولَ ضَريحِهِ
كَلاَّ وَلم يَسجُد عَلَى الأذقَان
٤٠٥٥. كلاَّ ولَم يُرَ طَائِفاً بِالقَبرِ أُس
بُوعاً كَأنَّ القَبرًَ بَيتٌ ثَانِ
٤٠٥٦. ثُمَّ انثَنَى بِدُعَائِهِ مُتَوَجِّهاً
للهِ نضحوَ البَيتِ ذِي الأركَانش
٤٠٥٧. هَذِي زِيَارَةٌ مَن غَدا مُتَمَسِّكاً
بِشَرِيعَةِ الإِسلاَمِ والإِيمَانِ
٤٠٥٨. مِن أفضَلِ الأعمَالِ هَاتِيكَ الزِّيَا
رَةُ وَهيَ يَومَ الحَشرِ فِي المِيزَانِ
٤٠٥٩. لاَ تَلبِسُوا الحَقَّ الذِي جَاءَت بِهِ
سُنَنُ الرَّسُولِ بِأعظَمِ البُطلاَنِ
٤٠٦٠. هَذِي زِيَارَتُنا وَلَم نُنكِر سِوَى ال
بِدَعِ المُضِلَّةِ يَا أولِي العُدوانِ
٤٠٦١. وَحَدِيثُ شَدِّ الرَّحلِ نَصٌّ ثَابِتٌ
يَجِبُ المَصِيرُ إليهِ بِالبُرهَانِ
٤٠٦٢. يَا مَن يُرِيدُ نَجَاتَهُ يَومَ الحِسَا
ب مِنَ الجَحِيمِ وَمُوقَدِ النِّيرَانِ
٤٠٦٣. اتبَع رَسُولَ اللهِ فِي الأقوَالِ وَال
أعمَالِ لاَ تَخرُج عَنِ القُرآنِ
٤٠٦٤. وَخُذِ الصَّحِيحَينِ اللَّذَينِ هُمَا لِعِق
دِ الدينِ وَالإِيمَانِ وَاسطَتَانِ
٤٠٦٥. وَاقرَأهُمَا بَعدَ التَّجَرُّدِ مِن هَوىً
وَتَعَصُّبٍ وَحَمِيَّةِ الشَّيطَانِ
٤٠٦٦. واجعَل مَقَالَتَهُ كَبَعضِ مَقَالَةِ ال
أشيَاخِ تَنصُرُهَا بِكُلِّ أوَانِ
٤٠٦٧. وَانصُر مَقَالَتَهُ كَنَصرِكَ لِلذِي
قَلَّدتَهُ مِن غَيرِ مَا بُرهَانِ
٤٠٦٨. قَدِّر رَسُولَ اللهِ عِندَكَ وَحدَهُ
وَالقَولُ مِنهُ إلَيكَ ذُو تِبيَانِ
٤٠٦٩. مَاذَا تَرَى فَرضاً عَلَيكَ مُعَيَّناً
إن كُنتَ ذَا عَقلٍ وَذَا إيمَانِ
٤٠٧٠. عَرضَ الَّذِي قَالُوا عَلَى أقوَالِهِ
أو عَكسَ فَذَانِكَ الأمرَانِ
٤٠٧١. هِيَ مَفرِقُ الطُّرُقَاتِ بَينَ طَرِيقِنَا
وَطَرِيقِ أهلِ الزِّيغِ وَالعُدوَانِ
٤٠٧٢. قَدِّر مَقَالاَتِ العِبَادِ جَمِيعِهِم
عَدماً وَرَاجِع مَطلَعَ الإِيمَانِ
٤٠٧٣. وَاجعَل جُلُوسَكَ بَينَ صَحبِ مُحَمَّدٍ
وَتَلَقَّ مَعهُم عَنهُ بالإِحسَانِ
٤٠٧٤. وَتَلََقَّ عَنهُم مَا تَلَقَّوهُ هُمُ
عَنهُ مِنَ الإِيمَانِ وَالعِرفَانِ
٤٠٧٥. أفَلَيسَ فِي هَذَا بَلاَغُ مُسَافِرٍ
يَبغِي الإِلَهَ وَجَنَّةَ الحَيَوَانِ
٤٠٧٦. لَولاَ التَّنَافُسُ بَينَ هَذَا الخَلقِ مَا
كَان التَّفَرُّقُ قَدُّ فِي الحُسبَانِ
٤٠٧٧. فَالرَّبُّ رَبٌّ وَاحِدٌ وَكِتَابُهُ
حَقٌّ وَفَهمُ الحَقِّ مِنهُ دَانِ
٤٠٧٨. وَرَسُولُهُ قَد أوضَحَ الحَقَّ المُبِي
نَ بِغَايَةِ الإِيضَاحِ وَالتِّبيَانِ
٤٠٧٩. مَا ثَمَّ أوضَحُ مِن عِبَارَتِهِ فَلاَ
يَحتَاجُ سَامِعُهَا إلَى تِبيَانِ
٤٠٨٠. وَالنُّصحُ مِنهُ فَوقَ كُلِّ نَصِيحَةٍ
وَالعِلمُ مَأخُودٌ عَنِ الرَّحمَنِ
٤٠٨١. فَلأيَّ شَيءٍ يَعدِلُ البَاغِي الهُدَى
عَن قَولِهِ لَولاَ عَمَى الخُذلانِ
٤٠٨٢. فَالنَّقلُ عَنهُ مُصَدَّقٌ وَالقَولُ مِن
ذِي عِصمَةٍ مَا عِندَنَا قَولاَنِ
٤٠٨٣. وَالعَكسُ عِند سِوَاهُ فِي الأمرَينِ يَا
مَن يَهتَدِي هَل يَستَوِي النَّقلاَنِ
٤٠٨٤. تَاللهِ قَد لاَح الصَّبَاحُ لِمَن لَهُ
عَينَانِ نضحوَ الفَجرِ نَاظِرَتَانِ
٤٠٨٥. وَأخُو العِمَايَةِ فِي عِمَايَتِهِ يَقُو
لُ اللَّيلُ بَعدُ أيَستَوِي الرَّجُلاَنِ
٤٠٨٦. تَاللهِ قَد رُفِعت لَكَ الأعلاَمُ إن
كُنتَ المُشَمِّرَ نِلتَ دَارَ أمَانِ
٤٠٨٧. وَإذَا جَبُنتَ وَكُنتض كَسلاَناً فَمَا
حُرِمَ الوُصُولَ إلَيهِ غَيرُ جَبَانِ
٤٠٨٨. فَاقدِم وَعِد بِالوَصلِ نَفسَكَ وَاه
جُر المَقطُوعَ مَنهُ قَاطِعَ الإِنسَانِ
٤٠٨٩. عَن نَيلِ مَقصِدِهِ فَذَاك عَدُوُّهُ
وَلَو أنَّهُ مِنهُ القَرِيبُ الدَّانِي
٤٠٩٠. يَا قَاعِداً سَارَت بِهِ أنفَاسُهُ
سَيرَ البَرِيدِ وَليسَ بِالذَّمَلاَنِ
٤٠٩١. حَتَّى مَتَى هَذَا الرُّقَادُ وَقَد سَرَى
وَفدُ المَحَبَّةِ مَع أولِي الإحسَان
٤٠٩٢. وَحَدَت بِهِم عَزَمَاتُهُم نَحوَ العُلَى
لاَ حَادِيَ الرُّكبَانِ وَالأظعَانِ
٤٠٩٣. رَكِبُوا العَزائِمَ وَاعتَلَوا بِظُهُورِهَا
وَسَرَوا فَمَا حَنُّوا إلَى نُعمَانِ
٤٠٩٤. سَارُوا رُوَيداً ثُمَّ جاؤُوا أوَّلاَ
سَيرَ الدَّلِيلِ يَؤُمُّ بِالرُّكبَانِ
٤٠٩٥. سَارُوا بإثبَاتِ الصِّفَاتِ إلَيهِ لاَ التَّ
عطِيلِ وَالتَّحرِيفِ وَالنُّكرَانِ
٤٠٩٦. عَرَفُوهُ بِالأوصَافِ فَامتَلأت قُلُو
بُهُمُ لَهُ بِالحُبِّ وَالإِيمَانِ
٤٠٩٧. فَتَطَايَرَت تِلكَ القُلُوبُ إلَيهش بِال
أشوَاقِ إذ مُلِئَت مِنَ العِرفَانش
٤٠٩٨. وَأشدُّهُم حُبًّا لَهُ أدرَاهُمُ
بِصِفَاتِهِ وَحَقَائِقِ القُرآنِ
٤٠٩٩. فَالحُبُّ يَتبَعُ لِلشُّعُورِ بِحَسبِهِ
يَقوَى وَيَضعُفُ ذَاكَ ذُو تِبيَانِ
٤١٠٠. وَلِذَاكَ كَان العَارِفُونَ صِفَاتِهِ
أحبَابَهُ هُم أهلُ هَذَا الشّانِ
٤١٠١. وَلِذَاكَ كَانَ العَالِمُونَ بِرَبِّهِم
أحبَابَهُ وَبِشَرعَةِ الإِيمَانِ
٤١٠٢. وَلِذَاكَ كَانَ المُنكِرُونَ لَهَا هُمُ ال
أعدَاءُ حَقًّا هُم أولُو الشَّنآنِ
٤١٠٣. وَلِذَاكَ كَانَ الجَاهِلُونَ بِعذَا وَذَا
بُغضَاءَهُ حَقًّا ذَوشي شَنَآنِ
٤١٠٤. وَحَيَاةُ قَلبِ العَبدِ فِي شَيئَينِ مَن
يُرزَقهُمَا يَحيَا مَدَى الأزمَانش
٤١٠٥. فِي هَذِهِ الدُّنيَا وَفِي الأخرَى يَكُو
نُ الحَيَّ ذَا الرِّضوَانِ وَالإحسَانِ
٤١٠٦. ذِكرُ الإِلَهِِ وَحُبُّهُ مِن غَيرِ اش
رَاكٍ بِهِ وَهمَا فَمُمتَنِعَانِ
٤١٠٧. مِن صَاحِبِ التَّعطِيلِ حَقًّا كَامتِنَا
عِ الطَّائِرِ المَقصُوصِ مِن طَيَرَانِ
٤١٠٨. أيُحِبُّهُ مَن كَانَ يُنكِرُ وَصفَهُ
وَعُلُوَّهُ وَكَلاَمَهُ بِقُرَانِ
٤١٠٩. لاَ والذِي حَقًّا عَلَى العَرشِ استَوَى
مُتَكَلِّماً بِالوَحيِ وَالفُرقَانِ
٤١١٠. اللهُ أكبَرُ ذَاكَ فَضلُ اللهِ يُؤ
تِيهِ لِمَن يَرضَى بِلاَ حُسبَانِ
٤١١١. وَتَرَى المُخَلَّفَ فِي الدِّيَارِ تَقُولُ ذَا
إحدَى الأثَافِي خُصَّ بِالحِرمَانِ
٤١١٢. اللهُ أكبَرُ ذَاكَ عَدلُ اللهش يَق
ضِيهِ عَلَى مَن شَاءَ مِن إنسَانِ
٤١١٣. وَلَهُ عَلَى هَذَا وَهَذَا الحَمدُ فِي ال
أولَى وَفِي الأخرَى هُمَا حَمدَانِ
٤١١٤. حَمدٌ لِذَاتِ الرَّبِّ جَلَّ جَلاَلُهُ
وَكَذَاكَ حَمدُ العَدلِ وَالإِحسَانِ
٤١١٥. يَا مَن تَعِزُّ عَلَيهِمُ أرواحُهُم
وَيَرَونَ غَبناً بَيعَهَا بِهَوَانِ
٤١١٦. وَيرَونَ خُسرَاناً مُبِيناً بَيعَهَا
فِي إثرِ كُلِّ قَبِيحَةٍ وَمُهَانِ
٤١١٧. وَيَرَونَ مَيدَانَ التَّسَابُقِ بَارِزاً
فَيُتَارِكُونَ تَقَحُّمَ المَيدَانِ
٤١١٨. وَيَرَونَ أنفَاسَ العِبَادِ عَلَيهِمُ
قَد أحصِيَت بِالعَدِّ وَالحُسبَان
٤١١٩. وَيَرَونَ أنَّ أمَامَهُم يَومَ اللِّقَا
للهِ مَسألتَانِ شَامِلَتَانِ
٤١٢٠. مَاذَا عَبَدتُم ثُمَّ مَاذَا قَد أجَب
تُم مَن أتَى بِالحَقِّ وَالبُرهَانِ
٤١٢١. هَاتُوا جَوَاباً لِلسُّؤالِ وَهَيِّئُوا
أيضاً صَوَاباً لِلجَوَابِ يَدَانِ
٤١٢٢. وَتَيَقَّنُوا أن لَيسَ يُنجِيكُم سِوَى
تَجرِيدِكُم لِحَقَائِقِ الإِيمَانِ
٤١٢٣. تَجرِيدُكُم تَوحِيدَهُ سُبحَانَهُ
عَن شِركَةِ الشَّيطَانِ والأوثَانِ
٤١٢٤. وَكَذَاكَ تَجرِيدُ اتِّبَاعِ رَسُولِهِ
عَن هَذِهِ الآراءِ وَالهَذَيَانِ
٤١٢٥. وَاللهِ مَا يَنجِي الفَتَى مِن رَبِّهِ
شَيءٌ سِوَى هَذَا بِلاَ رَوغَانِ
٤١٢٦. يَا رَبِّ جَرِّد عَبدَكَ المِسكِينَ رَا
جِي الفَضلِ مِنكَ أضعَفَ العُبدَانش
٤١٢٧. لَم تَنسَهُ وَذَكَرتَهُ فَاجعَلهُ لاَ
يَنسَاكَ أنتض بَدَأتَ بالإحسَانِ
٤١٢٨. وَبِهِ خَتَمتَ فَكُنتَ أولَى بِالجَمِي
لِ وَبِالثَّنَاءِ مِنَ الجَهُولِ الجَانِي
٤١٢٩. فَالعَبدُ لَيسَ يَضِيعُ بَينَ فَوَاتِحٍ
وَخَوَاتِمٍ مِن فَضلِ ذِي الغُفرَانِ
٤١٣٠. أنتَ العَلَيمُ بِهِ وَقَد أنشَأتَهُ
مِن تُربَةٍ هِيَ أضعَفُ الأركَانِ
٤١٣١. كُلُّ عَلَيهَا قَد عَلاَ وَهَوت إلَى
تَحتِ الجَمِيعِ بشذِلَّةٍ وَهَوانِ
٤١٣٢. وَعَلَت عَلَيهَا النَّارُ حَتَّى ظُنَّ أن
يَعلُو عَلَيهَا الخَلقُ مِن نِيرَانِ
٤١٣٣. وَأتَى إلَى الأبَوَينِ ظَنًّا أنَّهُ
سَيُصَيِّرُ الأبَوَينِ تَحتَ دُخَانِ
٤١٣٤. فَسَعَت إلَى الأبَوَينِ رَحمَتُكَ الَّتِي
وَسِعَتهُمَا فَعَلاَ بِكَ الأبَوَانِ
٤١٣٥. هَذَا وَنحنُ بَنُوهُمَا وَحُلُومُنَا
فِي جَنبِ حِلمِهِمَا لَدَى المِيزَانِ
٤١٣٦. جُزءٌ يَسِيرٌ وَالعَدُوُّ فَوَاحِدٌ
لَهُمَا وَعدَانَا بِلاَ حُسبَانِ
٤١٣٧. وَالضَّعفُ مُستَولٍ عَلَينَا مِن جمِي
عِ جِهَاتِنا سِيمَا مِنَ الإِيمَانِ
٤١٣٨. يَارَبُّ فَانصُرنَا عَلَى الشَّيطَانِ لَي
َسَ لَنَا بِهِ لَولاَ حِمَاكَ يَدَانِ
٤١٣٩. وَالفَرقُ بَينَكُمُ وَبَينَ خُصُومِكُم
مِن كُلِّ وَجهٍ ثَابِتٌ بِبَيَانِ
٤١٤٠. مَا أنتُمُ مِنهُم وَلاَ هُم مِنكُمُ
شَتَّانَ بَينَ السَّعدِ وَالدَّبَرَانِ
٤١٤١. فَإذَا دَعَونَا لِلقُرآنِ دَعَوتُمُ
لِلرَّأيِ أينَ الرَّأيُ مِن قُرآنِ
٤١٤٢. وَإذَا دَعَونَا لِلحَدِيثِ دَعَوتُمُ
أنتُم إلَى تَقلِيدِ قَولِ فُلاَنِ
٤١٤٣. وَكَذَا تَلَقَّينَا نُصُوصَ نَبِيِّنَا
بِقَبُولِهَا بِالحَقِّ وَالإِذعَانِ
٤١٤٤. مِن غَيرِ تَحرِيفٍ وَلاَ جَحدٍ وَلاَ
تَفوِيضِ ذِي جَهلٍ بِلاَ عِرفَانِ
٤١٤٥. لَكِن بِإعرَاضٍ وَتَجهِيلٍ وَتَا
وِيلٍ تَلَقَّيتُم مَعَ النُّكرَانِ
٤١٤٦. أنكَرتُمُوهَا جَهدَكُم فَإذَا أتَى
مَا لاَ سَبِيلَ لَهُ إلَى نُكرَانِ
٤١٤٧. أعرَضتُمُ عَنهُ وَلَم تَستَنبِطُوا
مِنهُ هُدًى لِحَقَائِقِ الإِيمَانِ
٤١٤٨. فَإذَا ابتُلِيتُم مُكرِهِينَ بِسَمعِهَا
فَوَّضتُمُوهَا لاَ عَلَى العِرفَانِ
٤١٤٩. لَكِن بِجَهلٍ لِلَّذِي سِيقَت لَهُ
تَفوِيضَ إعرَاضٍ وَجَهلِ مَعَانِ
٤١٥٠. فَإذَا ابتُلِيتُم بِحتِجَاجِ خُصُومِكُم
أولَيتُمُوهَا دَفعَ ذِي صَوَلاَنِ
٤١٥١. فَالجَحدُ وَالإِعرَاضُ وَالتَّأوِيلُ وَالتَّ
جهِيلُ حَظُّ النَّصِّ عِندَ الجَانِي
٤١٥٢. لَكِن لَدَينَا حَظُّهُ التَّسلِيمُ مَع
حُسنِ القَبُولِ وَفَهمش ذِي الإِحسَانِ
٤١٥٣. وَلَنَا الحَقِيقَةُ مِن كَلاَمِ إلَهِنَا
وَنَصِيبُكُم مِنهُ المَجَازُ الثَّانِي
٤١٥٤. وَقَوَاطِعُ الوَحيَينِ شَاهِدَةٌ لَنَا
وَعَلَيكُمُ هَل يَستَوِي الأمرَانِ
٤١٥٥. وَأدِلَّةُ المَعقُولِ شَاهِدَةٌ لَنَا
أيضاً فَقَاضُونَا إلَى البُرهَانِ
٤١٥٦. وَكَذَاكَ فِطرَةُ رَبِّنَا الرَّحمَنِ شَا
هِدَةٌ لَنَا أيضاً شُهُودَ بَيَانِ
٤١٥٧. وَكَذَاكَ إجمَاعُ الصَّحَابَة وَالألَى
تَبِعُوهُمُ بِالعِلمِ وَالإِحسَانِ
٤١٥٨. وَكَذاكَ إجمَاعُ الأئِمَةِ بَعدَهُم
هَذَا كَلاَمُهُم بِكُلِّ مَكَانش
٤١٥٩. هَذِي الشُّهُودُ فَهَل لَدَيكُم أنتُمُ
مِن شَاهدٍ بِالنَّفيِ وَالنُّكرَانِ
٤١٦٠. وَجَنُودُنَا مَن قَد تَقَدَّمَ ذِكرُهُم
وَجُنُودُكُم فَعَسَاكِرُ الشَّيطَانِ
٤١٦١. وَخِيَامُنَا مَضرُوبَةٌ بِمَشَاعِرِ ال
وَحيَينِ مِن خََبَرٍ وَمِن قُرآنِ
٤١٦٢. وَخِيَامُكُم مَضرُوبَةٌ بِالتِّيهِ فَالسُّ
كَّانُ كُلُّ مُلَدَّدٍ حَيرَانِ
٤١٦٣. هَذِي شَهَادَتُهُم عَلَى مَحصُولِهِم
عِندَ المَمَاتِ وَقَولُهُم بِلِسَانش
٤١٦٤. وَاللهُ يَشهَدُ أنَّهُم أيضاً كَذَا
تَكفِي شَهَادَةُ رَبِّنَا الرَّحمَنِ
٤١٦٥. وَلَنَا المَسَانِدُ وَالصِّحَاحُ وَهَذِهِ السُّ
نَنُ الَّتِي نابَت عَنِ القُرآنِ
٤١٦٦. وَلَكُم تَصَانِيفُ الكَلامِ وَهذِهِ ال
آرَاءُ وَهيَ كَثِيرَةُ الهَذَيَانِ
٤١٦٧. شُبَهٌ يُكَسِّرُ بَعضُهَا بَعضاً كَبَي
تٍ مِن زَجَاجٍ خَرَّ للأركَانِ
٤١٦٨. هَل ثَمَّ شَيءٌ غَيرَ رَأيٍ أو كَلاَ
مٍ بَاطِلٍ أو مَنطِقِ اليُونَانِ
٤١٦٩. وَنَقُولُ قَالَ اللهُ قَالَ رَسُولُهُ
فِي كُلِّ تَصنِيفٍ وَكُلِّ مَكَانِ
٤١٧٠. لَكِن تَقُولُوا قَالَ أرَسطُو وَقَا
لَ ابنُ الخَطِيبِ وَقَالَ ذُو العِرفَانِ
٤١٧١. شَيخٌ لَكُم يُدعَى ابنَ سِينَا لَم يَكُن
مُتَقَيِّداً بالدِّينِ وَالإِيمَانِ
٤١٧٢. وَخِيَارُ مَا تَأتُونَ قَالَ الأش
عَرِيُّ وَتَشهَدُونَ عَلَيهِ بِالبُهتَانِ
٤١٧٣. فَالأشعَرِيُّ مُقَرِّرٌ لِعُلُوِّ رَبِّ
العَرشِ فَوقَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ
٤١٧٤. فِي غَايَةِ التَّقرِيرِ بِالمَعقُولِ وَال
مَنقُولِ ثُمَّ بِفِطرَةِ الرَّحمَنِ
٤١٧٥. هَذَا وَنَحنُ فَتَارِكُو الآراءِ لِلنَّ
قلِ الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ القُرآنِ
٤١٧٦. لَكِنَّكُم بِالعَكسِ قَد صَرَّحتُمُ
وَوَضَعتُمُ القَانُونَ ذَا البُهتَانِ
٤١٧٧. وَالنَّفيُ عِندَكُمُ علَى التَّفصِيلِ وَال
إثبَاتُ إجمَالاً بِلاَ نُكرَانِ
٤١٧٨. وَالمُثبِتُونَ طَرِيقُهُم نَفيٌ عَلَى ال
إجمَالِ وَالتَّفصِيلِ بِالتِّبيَانِ
٤١٧٩. فَتَدَبَّرُوا القُرآنَ مَع مَن مِنكُمَا
وَشَهَادَةَ المَبعُوثِ بِالقُرآنِ
٤١٨٠. وَعَرَضتُمُ قَولَ الرَّسُولِ عَلَى الَّذِي
قَالَ الشُّيُوخُ وَمُحكَمَ الفُرقَانِ
٤١٨١. فَالمُحكَمُ النَّصُّ المُوافِقُ قَولَهُم
لاَ يَقبَلُ التَّأوِيلَ فِي الأذهَانِ
٤١٨٢. لَكِنَّمَا النَّصُّ المُخَالِفُ قَولَهُم
مُتَشَابِهٌ مُتَأوَّلٌ بِمَعَانِ
٤١٨٣. وَإذَا تَأدَّبتُم تُقُولُوا مُشكِلٌ
أفَوَاضِحٌ يَا قَومُ رَأيُ فُلاَنِ
٤١٨٤. وَالله لَو كَانَ المُوَافِقَ لَم يَكُن
مُتَشَابِهاً مُتَأوَّلاً بِلِسَانِ
٤١٨٥. لَكِن عَرَضنَا نَحنُ أقوَالَ الشُّيُو
خِ عَلَى الَّذِي جَاءَت بِهِ الوَحيَانِ
٤١٨٦. مَا خَالَفَ النَّصَّينِ لَم نَعبَأ بِهِ
شَيئاً وَقُلنَا حَسبُنَا النَّصَّانِ
٤١٨٧. وَالمُشكِلُ القَولُ المُخَالِفُ عِندَنَا
فِي غَايَةِ الإِشكَالِ لاَ التِّبيَانِ
٤١٨٨. وَالعَزلُ وَالإبقَاءُ مَرجِعُهُ إلَى ال
آرَاءِ عِندَكُمُ بِلاَ كِتمَانِ
٤١٨٩. لَكِن لَدَينَا ذَاكَ مَرجِعُهُ إلَى
قَولِ الرَّسُولِ وَمُحكَمِ القُرآنِ
٤١٩٠. وَالكُفرُ وَالإسلاَمُ عَينُ خِلاَفِهِ
وَوِفَاقِهِ لاَ غَيرُ بالبُرهَانِ
٤١٩١. وَالكُفرُ عِندَكُم خِلاَفُ شُيُوخِكِم
وَوِفَاقُهُم فَحَقِيقَةُ الإِيمَانِ
٤١٩٢. هَذِي سَبِيلُكُم وَتِلكَ سَبِيلُنَا
وَالمَوعِدُ الرَّحمَنُ بَعدَ زَمَانِ
٤١٩٣. وَهُنَاكَ يُعلَمُ أيُّ حِزبَينَا عَلَى ال
حَقِّ الصَّرِيحِ وَفِطرَةِ الدَّيَّانِ
٤١٩٤. فَاصبِر قَلِيلاً إنَّمَا هِيَ سَاعَةٌ
فَإذَا أُصِبتَ فَفِي رِضَى الرَّحمَنِ
٤١٩٥. فَالقَومُ مِثلُكَ يَألمُونَ وَيَصبِرُو
نَ وَصبرُهُم فِي طَاعَةِ الشَّيطَانِ
٤١٩٦. يَاطَالِبَ الحَقِّ المُبِينِ وَمُؤثِراً
عِلمَ اليَقِينِ وَصِحَّةَ الإِيمَانِ
٤١٩٧. اسمَع مَقَالَةَ نَاصِحٍ خَبِرَ الذِي
عِندَ الوَرَى مُذ شَبَّ حَتَّى الآنِ
٤١٩٨. مَازَالَ مُذ عَقَدَت يَدَاهُ إزَارَهُ
قَد شَدَّ مِيزَرَهُ إلَى الرَّحمَنِ
٤١٩٩. وَتَخَلُّلُ الفَتَرَاتِ لِلعَزَمَاتِ أم
رٌ لاَزِمٌ لِطَبِيعَةِ الإِنسَانش
٤٢٠٠. وَتَوَلُّدُ النُّقصَانِ مِن فَتَرَاتِهِ
أوَ لَيسَ سَائِرُنَا بَنِي النُّقصَانِ
٤٢٠١. طَافَ المَذَاهِبَ يَبتَغِي نوراً لِيَه
دِيَهُ وَيُنجِيَهُ مِنَ النِّيرَانِ
٤٢٠٢. وَكَأنَّهُ قَد طَافَ يَبغِي ظُلمَةَ اللَّي
يلِ البَهِيمِ وَمَذهَبَ الحَيرَانِ
٤٢٠٣. وَاللَّيلُ لاَ يَزدَادُ إلاَّ قَوَّةً
وَالصُّبحُ مَقهُورٌ بِذَا السُّلطَانِ
٤٢٠٤. حَتَّى بَدَت فِي سَيرِهِ نَارٌ عَلَى
طَودِ المَدِينَةِ مَطلَعِ الإِيمَانِ
٤٢٠٥. فَأتَى لِيَقبِسَهَا فَلَم يُمكِنهُ مَع
تِلكَ القُيُودِ مَنَالُهَا بِأمَانِ
٤٢٠٦. لَولاَ تَدَارَكَهُ الإِلَهُ بِلُطفِهِ
وَلَّى عَلَى العَقِبَينِ ذَا نُكصَانِ
٤٢٠٧. لَكِن تَوَقَّفَ خَاضِعاً مُتَذَلِلاً
مُستَشعِرَ الإِفلاَسِ مِن أثمَانِ
٤٢٠٨. فَأتَاهُ جُندٌ حَلَّ عَنهُ قُيُودَهُ
فَامتَدَّ حِينَئِذٍ لَهُ البَاعَانِ
٤٢٠٩. وَاللهِ لَولاَ أن تُحَلَّ قُيُودُهُ
وَتَزُولَ عَنهُ رِبقَةُ الشَّيطَانِ
٤٢١٠. كَانَ الرُّقِيُّ إلَى الثُّرَيَّا مُصعِداً
مِن دُونِ تِلكَ النَّارِ فِي الإِمكَانِ
٤٢١١. فَرَأى بِتِلكَ النَّارِ آطَامَ المَدِي
نَةِ كَالخِيَامِ تَشُوفُهَا العَينَانِ
٤٢١٢. وَرَأى عَلَى طُرُقَاتِهَا الأعلاَمَ قَد
نُصِبَت لأجلِ السَّالِكِ الحَيرَانِ
٤٢١٣. وَرَأى هُنَالِكَ كُلَّ هَادٍ مُهتَدٍ
يَدعُو إلَى الإِيمَانِ وَالإيقَانِ
٤٢١٤. فَهُنَاكَ هَنَّأ نَفسَهُ مُتَذَكِّراً
مَا قَالَهُ المُشتَاقُ مُنذُ زَمَانِ
٤٢١٥. وَالمُستَهَامُ عَلَى المَحَبَّةِ لَم يَزل
حَاشَا لِذِكرَاكُم مِنَ النِّسيَانِ
٤٢١٦. لَو قِيلَ مَا تهوَى لَقَالَ مُبَادِراً
أهوَى زِيَارَتَكُم عَلَآ الأجفَانِ
٤٢١٧. تَاللهِ إن سمَحَ الزَّمَانُ بِقُربِكُم
وَحَلَلتُ مِنكُم بِالمَحَلِّ الدَّانِي
٤٢١٨. لأُعَفِّرَنَّ الخَدَّ شُكراً فِي الثَّرَى
وَلأكحَلَنَّ بِتُربِكُم أجفَانِي
٤٢١٩. إن رُمتَ تُبصِرُ مَا ذَكَرتُ فَغُضَّ طَر
فاً عَن سِوَى الآثارِ وَالقُرآنِ
٤٢٢٠. وَاترُك رُسُومَ الخَلقِ لاَ تَعبأ بِهَا
فِي السَّعدِ مَا يُغنِيكَ عَن دَبَرَانِ
٤٢٢١. حَدِّق لِقَلبِكَ فِي النُّصُوصِ كَمِثلِ مَا
قَد حَدَّقُوا فِي الرَّأيِ طُولَ زَمَانِ
٤٢٢٢. وَاكحَل جُفُونَ القَلبِ بِالوَحيَينِ وَامح
ذَر كُحلَهُم يَا كَثرَةَ العُميَانِ
٤٢٢٣. فَاللهُ بَيَّنَ فِيهِمَا طُرُقَ الهُدَى
لِعِبَادِهِ فِي أحسَنِ التِّبيَانِ
٤٢٢٤. لَم يُحوِجِ اللهُ الخَلاَئِقَ مَعهُمَا
لِخَيَالِ فَلتَانٍ وَرَأيُ فُلاَنِ
٤٢٢٥. فَالوَحيُ كَافٍ لِلَّذِي يُعنَى بِهِ
شَافٍ لِدَاءِ جَهَالَةِ الإِنسَانِ
٤٢٢٦. وَتَفَاوُتُ العُلَمَاءِ فِي أفهَامِهِم
لِلوَحيِ فَوقَ تَفَاوُتِ الأبدَانِ
٤٢٢٧. وَالجَهلُ دَاءٌ قَاتِلٌ وَشِفَاؤُهُ
أمرَانِ فِي التَّركِيبِ مُتَّفِقَانِ
٤٢٢٨. نَصٌّ مِنَ القُرآنِ أو مِن سُنَّةٍ
وَطَبِيبُ ذَاكَ العَالَمُ الرَّبَّانِي
٤٢٢٩. وَالعِلمُ أقسَامُ ثَلاَثٌ مَا لَهَا
مِن رَابِعٍ وَالحَقُّ ذُو تِبيَانِ
٤٢٣٠. عِلمٌ بِأوصَافِ الإِلَهِ وَفِعلِهِ
وَكَذَلِكَ الأسمَاءُ لِلرَّحمَنِ
٤٢٣١. وَالأمرُ وَالنَّهيُ الذِي هُوَ دِينُهُ
وَجَزَاؤهُ يَومَ المَعَادِ الثَّانِي
٤٢٣٢. وَالكُلُّ فِي القُرآنِ وَالسُّنَنِ الَّتِي
جَاءَت عَنِ المَبعُوثِ بالفُرقَان
٤٢٣٣. وَاللهِ مَا قَالَ امرُؤٌ مُتَحَذلِقٌ
بِسِوَاهُمَا إلاَّ مِنَ الهذَيَانِ
٤٢٣٤. إن قُلتُمُ تَقرِيرُهُ فَمُقَرِّرٌ
بِأتَمِّ تَقرِيرٍ مِنَ الرَّحمَنِ
٤٢٣٥. أو قُلتُمُ إيضَاحُهُ فَمُبَيِّنٌ
بِأتَمِّ إيضَاحٍ وَخَيرِ بَيَانِ
٤٢٣٦. أو قُلتُمُ إيجَازُهُ فَهُوَ الَّذِي
فِي غَايَةِ الإِيجَازِ وَالتِّبيَانِ
٤٢٣٧. أو قُلتُمُ مَعنَاهُ هَذَا فَاقصُدُوا
مَعنَى الخِطَابِ بِعَينِهِ وَعِيَانِ
٤٢٣٨. أو قُلتُمُ نَحنُ التَّزَاجِمُ فاقصُدوا ال
مَعنى بِلاَ شَطَطٍ وَلاَ وَلاَ نُقصَانِ
٤٢٣٩. أو قُلتُمُ بِخِلاَفِهِ فَكَلاَمُكُم
فِي غَايَةِ الإِنكَارِ وَالبُطلاَنِ
٤٢٤٠. أو قُلتُمُ قِسنَا عَلَيهِ نَظِيرَهُ
فَقِيَاسُكُم نَوعَانِ مُختَلِفَانِ
٤٢٤١. نَوعٌ يُخَالِفُ نَصَّهُ فَهُوَ المُحَا
لُ وَذَاكَ عِندَ اللهِ ذُو بُطلاَنِ
٤٢٤٢. وَكَلاَمُنَا فِيهِ وَلَيسَ كَلاَمُنَا
فِي غَيرِهِ أعنِي القِيَاسَ الثَّانِي
٤٢٤٣. مَا لاَ يُخَالِفُ نَصَّهُ فَالنَّاسُ قَد
عَمِلُوا بِهِ فِي سَائِرِ الأحيَانِ
٤٢٤٤. لَكِنَّهُ عِندَ الضَّرُورَةِ لاَ يُصَا
رُ إلَيهِ إلاَّ بَعدض ذَا الفُقدَانِ
٤٢٤٥. هَذَا جَوَابُ الشَّافِعِي لأحمَدٍ
للهِ دَرُّكَ مِن إمَامِ زَمَانِ
٤٢٤٦. فضإذَا رَأيتَ النَّصَّ عَنهُ سَاكِتاً
فَسُكُوتُهُ عَفوٌ مِنَ الرَّحمَنِ
٤٢٤٧. وَهَوَ المُبَاحُ إبَاحَةَ العَفوِ الذِي
مَافِيهِ مِن حَرَجٍ وَلاَ نُكرَانِ
٤٢٤٨. فَأضِف إلَى هَذَا عُمُومَ اللَّفظِ وَال
مَعنَى وَحُسنَ الفِهمِ فِي القُرآنِ
٤٢٤٩. فَهُنَاكَ تُصبِحُ فِي غِنًى وَكِفَايَةٍ
عَن كُلِّ ذِي رَأيٍ وَذِي حُسبَانِ
٤٢٥٠. وَمُقَدَّرَاتُ الذَّهنِ لَم يُضمَن لَنَا
تِبيَانُها بِالنَّصِّ وَالقُرآنِ
٤٢٥١. وَهِيَ الَّتِي فِيهَا اعترَاكَ الرَّأيِ مِن
تَحتش العَجَاجِ وَجَولَةِ الأذهَانِ
٤٢٥٢. لَكِن هُنَا أمرَانِ لَو تَمَّا لَما اح
تَجنَا إلَيهِ فَحَبَّذَا الأمرَانِ
٤٢٥٣. جَمعُ النًّصُوصِ وَفَهمُ مَعنَاهَا المُرَا
دِ بِلَفظِهَا وَالفَهمُ مَرتَبَتَانِ
٤٢٥٤. إحدَاهُمَا مَدلُولُ ذَاكَ اللَّفظِ وَض
عاً أو لُزُوماً أبَداً لَهُ طَرَفَانِ
٤٢٥٥. فَالشَّيءُ يَلزَمُهُ لَوَازِمُ جَمَّةٌ
عِندَ الخَبِيرِ بِهِ وَذِي العِرفَانِ
٤٢٥٦. فَبِقَدرِ ذَاكَ الخُبرِ يُحصِي مِن لَوَا
زِمِهِ وَهَذا وَاضِحُ التِّبيَانِ
٤٢٥٧. وَلِذَاكَ مَن عَرَفَ الكِتَابَ حَقِيقَةً
عَرَفَ الوُجُودَ جَمِيعَهُ بِبَيَانِ
٤٢٥٨. وَكَذَاكَ يَعرِفُ جُملةَ الشَّرعِ الَّذِي
يَحتَاجُهُ الإِنسَانُ كُلَّ زَمَانِ
٤٢٥٩. عِلماً بِتَصِيلٍ وَعِلماً مُجمَلاً
تَفصِيلُهُ أيضاً بِوَحيٍ ثَانِ
٤٢٦٠. وَكِلاَهُمَا وَحيَانِ قَد ضَمِنَا لَنَا
أعلَى العُلُومِ بِغَايَةِ التِّبيَانِ
٤٢٦١. وَلَذَاكَ يُعرَفُ مِن صِفَاتِ اللهِ وَال
أفعَالِ والأسمَاءِ ذِي الإِحسَانِ
٤٢٦٢. مَا لَيسَ يُعرَفُ مِن كِتَابٍ غَيرِهِ
أبدَاً وَلاَ مَا قَالَتِ الثَّقَلاَنِ
٤٢٦٣. وَكَذَاكَ يَعرِفُ مِن صِفَاتِ البَعثِ بِالتَّ
فصِيلش وَالإجمَالِ فِي القُرآنِ
٤٢٦٤. مَا يَجعَلُ اليَومَ العَظِيمَ مُشَاهَداً
بِالقلبِ كَالمَشهُودِ رَأيَ عِيَانِ
٤٢٦٥. وَكَذَاكَ يُعرَفُ مِن حَقِيقَةِ نَفسِهِ
وَصِفَاتِهَا بِحَقِيقَةِ العِرفَانِ
٤٢٦٦. يَعرِف لَوازِمَهَا وَيَعرِفُ كَونَها
مَخلُوقَةً مَربُوبَةً بِبَيَانِ
٤٢٦٧. وَكَذَاكَ يَعرِفُ مَا الَّذِي فِيهَا مِنَ ال
حَاجَاتِ وَالإعدَامِ وَالنُّقصَانِ
٤٢٦٨. وَكَذَاكَ يَعرِفُ رَبَّهُ وَصِفَاتِهِ
أيضاً بِلاَ مِثلٍ وَلاَ نُقصَانِ
٤٢٦٩. وَهُنَا ثَلاَثَةُ أوجُهٍ فَافطَن لَهَا
إن كُنتَ ذَا عِلمٍ وَذَا عِرفَانِ
٤٢٧٠. بِالضِّدِّ والأولَى كَذَا بِالإمتِنَا
عِ لِعِلمِنَا بِالنَّفسِ وَالرَّحمَنِ
٤٢٧١. فَالضِّدُّ مَعرِفَةُ الإِلَهِ بِضِدِّ مَا
فِي النَّفسِ مِن عَيبٍ وَمِن نُقصَانِ
٤٢٧٢. وَحَقِيقَةُ الأولَى ثُبُوتُ كَمَالِهِ
إذ كَانَ مُعطِيهِ عَلَى الإِحسَانِ
٤٢٧٣. وَكِفَايَةُ النَّصَّينِ مَشرُوطٌ بِتَج
رِيدِ التَّلَقَى عَنهُمَا لمَعَانِ
٤٢٧٤. وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِخَلعِ قُيُودِهِم
فَقُيُودُهُم غِلٌّ إلَى الأذقَانِ
٤٢٧٥. وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِهَدمِ قَوَاعِدٍ
مَا أنزِلَت بِبَيَانِهَا الوَحيَانِ
٤٢٧٦. وَكَذَاكَ مَشرُوطٌ بِإقدَامٍ عَلَى ال
آرَاءِ إن عَرِيَت عَنِ البُرهَانِ
٤٢٧٧. بِالرَّدِّ وَالإبطَالِ لاَ تَعبَأ بِهَا
شَيئاً إذَا مَا فَاتَهَا النَّصَّانِ
٤٢٧٨. لَولاَ القَوَاعِدُ وَالقُيُودُ وَهَذِهِ ال
آرَاءُ لاتَّسَعَت عُرَى الإِيمَانِ
٤٢٧٩. لَكِنَّهَا وَاللهِ ضَيِّقَةُ العُرَى
فَاحتَاجَتِ الايدِي لِذَاكَ تَوَانِ
٤٢٨٠. وَتَعَطَّلَت مِن أجلِهَا وَاللهِ أع
دَادٌ مِنَ النَّصَّينِ ذَاتُ بَيَانِ
٤٢٨١. وَتَضَمَّنَت تَقيِيدَ مُطلَقِهَا وَإط
لاَقِ المُقَيَّدِ وَهوَ ذُو مِيزَانِ
٤٢٨٢. وَتَضَمَّنَت تَخصِيصَ مَا عَمَّتهُ وَالتَّ
عمِيمُ لِلمَخصُوصِ بالأعيَانِ
٤٢٨٣. وَتَضَمَّنَت تَفرِيقَ مَا جَمَعَت وَجَم
عاً لِلَّذِي وَسَمَتهُ بِالفُرقَانِ
٤٢٨٤. وَتَضَمَّنَت تَضيِيقَ مَا قَد وَسَّعَت
هُ وَعَكسَهُ فَلتَنظُرِ الأمرَانِ
٤٢٨٥. وَتَضَمَّنَت تَحلِيلَ مَا قَد حَرَّمَت
هُ وَعكسَهُ فَلتَنظُرِ النَّوعَانِ
٤٢٨٦. سَكَتَت وَكَانَ سُكُوتُهَا عَفواً فَلَم
تَعفُ القَوَاعِدُ بِتَّسَاعِ بِطَانِ
٤٢٨٧. وَتَضَمَّنَت إهدَارَ ما اعتَبَرَت كًَذَا
بِالعَكسِ وَالأمرَانِ مَحذُورَانِ
٤٢٨٨. وَتَضَمَّنَت أيضاً شُرُوطاً لَم تَكُن
مَشرُوطَةً شَرعاً بِلاَ بُرهَانِ
٤٢٨٩. وَتَضَمَّنَت أيضاً مَوَانِعَ لَم تَكُن
مَمنُوعَةً شَرعاً بِلاَ تِبيَانِ
٤٢٩٠. إلاَّ بِأقيسَةٍ وَآرَاءٍ وَتَقلِي
دٍ بِلا عِلمٍ أو استِحسَانِ
٤٢٩١. عَمَّن أتَت هَذِي القَوَاعِدُ مِن جَمِي
عِ الصَّحبِ والأتبَاعِ بِالإحسَانِ
٤٢٩٢. مَا أسَّسُوا إلاَّ اتِّبَاعَ نَبِيِّهِم
لاَ عَقلَ فَلتَانٍ وَرَأيَ فُلاَنِ
٤٢٩٣. بَل أنكَرُوا الآرَاءَ نُصحاً مِنهُمُ
للهِ وَالدَّاعِي وَلِلقُرآنِ
٤٢٩٤. أوَ لَيسَ فِي خُلفٍ بِهَا وَتَنَاقُضٍ
مَا دَلَّ ذَا لُبٍّ وَذَا عِرفَانِ
٤٢٩٥. وَالله لَو كَانَت مِنَ الرَّحمَنِ مَا اخ
تَلَفَت وَلاَ انتَقَضَت مَدَى الأزمَانِ
٤٢٩٦. شُبَهٌ تَهَافَتُ كَالزُّجَاجِ تَخَالُهَا
حَقًّا وَقَد سَقَطَت عَلَى صَفوَانِ
٤٢٩٧. وَاللهُ لاَ يَرضَى بِهَا ذُو هِمَّةٍ
عَليَاءَ طَالِبَةٍ لِهَذَا الشَّانِ
٤٢٩٨. فَمِثَالُهَا وَالله فِي قَلبِ الفَتَى
وَثَبَاتِهَا فِي مَنبَتِ الإِيمَانِ
٤٢٩٩. كَالزَّرعِ يَنبُتُ حَولَهُ دَغَلٌ فَيَم
نَعُهُ النَّمَا فَتَرَاهُ ذَا نُقصَانِ
٤٣٠٠. وَكَذَلِكَ الإِيمَانُ فِي قَلبِ الفتَى
غَرسٌ مِنَ الرَّحمَنِ فِي الإِنسَانِ
٤٣٠١. وَالنَّفسُ تُنبِتُ حَولَهُ الشَّهَوَاتِ وَالشُّ
بُهَاتِ وَهيَ كَثِيرَةُ الأفنَانِ
٤٣٠٢. فَيَعُودُ ذَاك الغَرسُ يَبساً ذَاوِياً
أو نَاقِصَ الثَّمَرَاتِ كُلَّ أوَانِ
٤٣٠٣. فَتَرَاهُ يَحرُثُ دَائِباً وَمَغَلُّهُ
نَزرٌ وَذَا مِن أعظَمِ الخُسرَانِ
٤٣٠٤. وَالله لَو نَكَشَ النَّبَاتَ وَكَانَ ذَا
بَصَرٍ لِذَاكَ الشَّوكِ وَالسَّعدَانِ
٤٣٠٥. لأتَى كَأمثَالِ الجِبَالِ مَغَلُّهُ
وَلَكَانَ أضعَافاً بِلاَ حُسبَانِ
٤٣٠٦. هَذَا وَلَيس الطَّعنُ بِالإطلاقِ فِي
هَا كُلِّهَا فِعلَ الجَهُولِ الجَانِي
٤٣٠٧. بَل فِي الَّتِي قَد خَالَفَت قَولض الرَّسُو
لِ وَمُحكَمَ الإِيمَانِ وَالفُرقَانِ
٤٣٠٨. أو فِي التِي مَا أنزَلَ الرَّحمَنُ فِي
تَقرِيرِهَا يَا قَومُ مِن سُلطَانِ
٤٣٠٩. فَهِيَ التِي كَم عَطَّلَت مِن سُنَّةٍ
بَل عَطَّلَت مِن مُحَكَمِ القُرآنِ
٤٣١٠. هَذَا وَنَرجُو أنَّ وَاضِعَهَا فَلاَ
يَعدُوهُ أجرٌ أو لَهُ أجرَانِ
٤٣١١. إذ قَالَ مَبلَغُ عِلمِهِ مِن غَيرِ إي
جَابِ القَبُولِ لَهُ عَلَى إنسَانِ
٤٣١٢. بَل قَد نَهَانَا عَن قَبُولِ كَلاَمِهِ
نَصًّا بِتَقلِيدٍ بِلاَ بُرهَانِ
٤٣١٣. وَكَذَاكَ أوصَانَا بِتَقدِيمِ النُّصُو
صِ عَلَيهِ مِن خَبَرٍ وَمِن قُرآنِ
٤٣١٤. نَصَحَ العِبَادَ بِذَا وَخَلَّصَ نَفسَهُ
عِندَ السُّؤالِ لَهَا مِنَ الدَّيَّانِ
٤٣١٥. وَالخَوفُ كُلُّ الخَوفِ فَهُوَ عَلَى الذِي
تَرَكَ النُّصُوصَ لأجلِ قَول فُلاَنِ
٤٣١٦. وَإذَا بَغَى الإِحسَانَ أوَّلَهَا بِمَا
لَو قَالَهُ خَصمٌ لَهُ ذُو شَانِ
٤٣١٧. لَرَمَاهُ بِالدَّاءِ العُضَالِ مُنَادِياً
بِفَسَادِ مَا قَد قَالَهُ بِأذَانِ
٤٣١٨. وَلَوَازِمُ المَعنَى تُرَادُ بِذِكرِهِ
مِن عَارِفٍ بِلُزُومِهَا الحَقَّانِ
٤٣١٩. وَسِوَاهُ لَيسَ بِلاَزِمٍ فِي حَقِّهِ
قَصدُ اللَّوَازِمِ وَهيَ ذَاتُ بَيَانِ
٤٣٢٠. إذ قَد يَكُونُ لُزُومُهَا المَجهُولُ أو
قَد كَانَ يَعلَمُهُ بِلاَ نُكرَانِ
٤٣٢١. لَكِن عَرَتهُ غَفلَةٌ بِلُزُومِهَا
إذ كَانَ ذَا سَهوٍ وَذَا نِسيَانِ
٤٣٢٢. وَلِذَاكَ لَم يَكُ لاَزِماً لِمَذَاهِبِ ال
عُلَمَاءِ مَذهَبُهُم بِلاَ بُرهَانِ
٤٣٢٣. فَالمُقدِمُونَ عَلَى حِكَايَةِ ذَاكَ مَذ
هَبُهُم أولُو جَهلٍ مَعَ العُدوَانِ
٤٣٢٤. لاَ فَرقَ بَينَ ظُهورِهِ وَخَفَائِهِ
قَد يَذهَلُونَ عَنِ اللُّزُومِ الدَّانِي
٤٣٢٥. سِيَمَا إذَا مَا كَانَ لَيسَ بِلاَزِمٍ
لَكِن يُظَنُّ لُزُومُهُ بِجَنَانِ
٤٣٢٦. لاَ تَشهَدُوا بِالزُّورِ وَيلَكُمُ عَلَى
مَا تُلزِمُونَ شَهَادَةَ البُهتَانِ
٤٣٢٧. فَلِذَا دَلاَلاَتُ النُّصُوصِ جَلِيَّةٌ
وَخَفِيةٌ تَخفَى عَلَى الأذهَانِ
٤٣٢٨. وَاللهُ يَرزُق مَن يَشَاءُ الفَهمَ فِي
آيَاتِهِ رِزقاً بِلاَ حُسبَانِ
٤٣٢٩. وَاحذَر حِكَايَاتٍ لأربَابش الكَلاَ
مِ عَنِ الخُصُومِ كَثِيرَةِ الهَذَيَانِ
٤٣٣٠. فَحَكَوا بِمَا ظَنُّوهُ يَلزَمُهُم فَقَا
لُوا مَذهَبُهُم بِلاَ بُرهَانِ
٤٣٣١. كَذَبُوا عَلَيهشم بَاهِتِينَ لَهُم بِمَا
ظَنُّوهُ يَلزَمُهُم مِنَ البُهتَانِ
٤٣٣٢. فَحَكَى المُعَطِّلُ عَن أولِي الإِثبَاتِ قَو
لَهُمُ بِأنَّ اللهَ ذُو جُثمَانِ
٤٣٣٣. وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا بِأنَّ
الله لَيسَ يُرَى لَنَا بِعِيَانِ
٤٣٣٤. وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا يَجُو
زُ كَلاَمُهُ مِن غَيرِ قَصدِ مَعَانِ
٤٣٣٥. وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا بِتَح
يِيزِ الإِلَهِ وَحَصرِهِ بِمَكَانِ
٤٣٣٦. وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّهُم قَالُوا لَهُ ال
أعضَاءُ جَلَّ الله عَن بُهتَانِ
٤٣٣٧. وَحَكَى المُعَطِّلُ أنَّ مَذهَبَهُم هُوَ التَّش
بِيهُ لِلخَلاَّقِ بِالإنسَانِ
٤٣٣٨. وَحكَى المُعَطِّلُ عَنهُمُ مَا لَم يَقُو
لُوهُ وَلاَ أشيَاخُهُم بِلِسَانِ
٤٣٣٩. ظَنَّ المُعَطِّلُ أنَّ هَذَا لاَزِمٌ
فَلِذَا أتَى بِالزُّورِ وَالعُدوَانِ
٤٣٤٠. فَعَلَيهِ فِي هَذَا مَحَاذِيرٌ ثَلاَ
ثٌ كُلُّهَا مُتَحَقّقُ البُطلاَنِ
٤٣٤١. ظَنُّ اللُّزُومِ وَقَذفُهُم بِلُزُومِهِ
وَتَمَامث ذَاكَ شَهَادَةُ الكُفرَانِ
٤٣٤٢. يَا شَاهِداً بِالزُّورِ وَيلَكَ لَم تَخَف
يَومَ الشَّهَادَةِ سَطوَةَ الدَّيَّانِ
٤٣٤٣. يَا قَائِلَ البُهتَانِ غَطِّ لَوَازِماً
قَد قُلتَ مَلزُومَاتِهَا بِبَيَانِ
٤٣٤٤. وَاللهِ لاَزمُهَا انتِفَاءُ الذَّاتِ وَال
أوصَافِ وَالأفعَالِ للرَّحمَنِ
٤٣٤٥. وَاللهِ لاَزِمُهَا انتِفَاءُ الدِّينِ وَال
قُرآنِ وَالإسلاَمِ وَالإِيمَانِ
٤٣٤٦. وَلُزُومُ ذَلِكَ بَيِّنٌ جِدَّا لِمَن
كَانَت لَهُ أذُنَانِ وَاعِيَتَانِ
٤٣٤٧. وَاللهِ لَولاَ ضِيقُ هَذَا النَّظمِ بَيَّ
نتُ اللُّزُومَ بِأوضَحِ التِّبيَانِ
٤٣٤٨. وَلَقَد تَقَدَّمَ مِنهُ مَا يَكفِي لِمَن
كَانَت لَهُ عَينَانِ نَاظِرَتَانِ
٤٣٤٩. إنَّب الذَّكِيَّ بِبَعضِ ذَلِكض يَكتَفِي
وَأخُو البَلاَدَةِ سَاكِنُ الجَبَّانِ
٤٣٥٠. يَا قَومَنَا اعتَبَرُوا بِجَهلِ شُيُوخِكُم
بِحَقَائِقِ الإِيمَانِ وَالقُرآنِ
٤٣٥١. أو مَا سِمِعتُم قَولَ أفضَلِ وَقتِهِ
فِيكُم مَقَالَةَ جَاهِلٍ فَتَّانِ
٤٣٥٢. إنَّ السَّمَوَاتش العُلَى وَالأرضَ قَب
لَ العَرشِ بِالإِجمَاعِ مَخلُوقَانِ
٤٣٥٣. وَاللهِ مضا هَذِي مَقَالَةَ عَالِمٍ
فَضلاً عَنِ الإِجمَاعِ كُلَّ زَمَانِ
٤٣٥٤. مَن قَالَ ذَا قَد خَالَفَ الإِجمضاعَ وَال
خَبَرَ الصَّحِيحض وَظَاهِرَ القُرآنِ
٤٣٥٥. فَانظُر إلَى مَا جَرَّهُ تَأوِيلُ لَفض
ظِ الإِستِوَاءِ بِظَاهِرِ البُطلاَنِ
٤٣٥٦. زَعَمَ المُعَطِّلُ أنَّ تَأوِيلَ استَوَى
بِالخَلقِ وَالإقبَالِ وَضعُ لِسَانِ
٤٣٥٧. كَذَبَ المُعَطِّلُ لَيسَ ذَا لُغَةَ الألَى
قَد خُوطِبُوا بِالوحيِ وَالقُرآنِ
٤٣٥٨. فَأصَارَهُ هَذَا إلَى أن قَالَ خَل
قُ العَرشِ بَعدَ جَمِيعِ ذِي الأكوَانِ
٤٣٥٩. يَهنِيهِ تَكذِيبُ الرَّسُولِ لَهُ وَإج
مَاعِ الهُدَاةِ وَمُحكَمِ القُرآنِ
٤٣٦٠. وَمِنَ العَجَائِبِ أنَّكُم كَفَّرتُمُ
أهلَ الحَدِيثِ وَشِيعَةَ القُرآنِ
٤٣٦١. إذ خَالَفُوا رَأياً لَهُ رَأيٌ يُنَا
قِضُهُ لأجلِ النَّصِّ وَالبُرهَانِ
٤٣٦٢. وَجَعَلتُمُ التَّكفِيرَ عَينَ خِلاَفِكُم
وَوِفَاقَكُمُ فَحَقِيقَةُ الإِيمَانِ
٤٣٦٣. فَوفَاقُكُم مِيزَانُ دِينِ الله لاَ
مَن جَاءَ بِالبُرهَانِ وَالفُرقَانِ
٤٣٦٤. مِيزَانُكُم مِيزَانُ بَاغٍ جَاهِلٍ
وَالعَولُ كُلُّ العَولِ فِي المِيزَانِ
٤٣٦٥. اهوِن بِهِ مِيزَانَ جَورٍ عائِلٍ
بِيَدِ المُطَفِّفِ وَيلَ ذَا الوَزَّانِ
٤٣٦٦. لَو كَانَ ثَمَّ حَيًّا وَأدنَى مِسكَةٍ
مِن دِينٍ أو عِلمٍ وَمِن إيمَانِ
٤٣٦٧. لَم تَجعَلُوا آرَاءَكُم مِيزَانَ كُف
رِ النَّاسِ بِالبُهتَانِ وَالعُدوَانِ
٤٣٦٨. هَبكُم تَأوَّلتُم وَسَاغَ لَكُم أيَك
فُرُ مَن يُخَالِفُكُم بِلاَ بُرهَانِ
٤٣٦٩. هَذِي الوَقَاحَةُ وَالجَرَاءَةُ وَالجَهَا
لَةُ وَيحَكُم يَا فِرقَةَ الطُّغيَانِ
٤٣٧٠. اللهُ أكبَرُ ذَا عُقُوبَةُ تَارِكِ ال
وَحيَينِ للآرَاءِ وَالهَذَيَانِ
٤٣٧١. لَكِنَّنَا نَأتِي بِحُكمٍ عَادِلٍ
فِيكُم لأجلِ مَخَافَةِ الرَّحمَنِ
٤٣٧٢. فَاسمَع إذاَ يَا مُنصِفاً حُكمَيهِمَا
وَانظُر إذاً هَل يَستَوِي الحُكمَانِ
٤٣٧٣. هُم عِندَنَا قِسمَانِ أهلُ جَهَالَةٍ
وَذَوُو العِنَادِ وَذَانِكَ القِسمَانِ
٤٣٧٤. جَمعٌ وَفَرقٌ بَينض نَوعَيهِم هُمَا
فِي بِدعَةٍ لا شَكَّ يَجتَمِعَانِ
٤٣٧٥. وَذُوو العِنادِ فَأهلُ كُفرٍ ظَاهِرٍ
وَالجَاهِلُونَ فَإنَّهُم نَوعَانِ
٤٣٧٦. مَتَمَكِّنُونَ مِنَ الهُدَى وَالعِلمش بِال
أسبَابِ ذَاتش اليُسرِ وَالإمكَانِ
٤٣٧٧. لَكِن إلَى أرضِ الجَهَالَةِ أخلَدُوا
وَاستَسهَلُوا التَّقلِيدَ كَالعُميَانِ
٤٣٧٨. لَم يَبذُلُوا المَقدُورَ فِي إدرَاكِهِم
لِلحَقِّ تَهوِيناً بِهَذَا الشَّانِ
٤٣٧٩. فَهُمُ الألَى لاَ شَكَّ فِي تَفسِيقِهِم
وَالكُفرُ فِيهِ عِندَنَا قَولاَنِ
٤٣٨٠. وَالوَقفُ عِندِي فِيهِمُ لَستُ الذِي
بِالكُفرِ أنعَتُهُم وَلاَ الإِيمَانِ
٤٣٨١. وَاللهُ أعلَمُ بِالبَطَانَةِ مِنهُمُ
وَلَنَا ظَهَارَةُ حُلَّةش الإِعلاَنِ
٤٣٨٢. لَكِنَّهُم مُستوجِبُونَ عِقَابَهُ
قَطعاً لأجلِ البَغيِ وَالعُدوَانِ
٤٣٨٣. هَبكُم عُذِرتُم بِالجَهَالَةِ إنَّكُم
لَن تُعذَرُوا بِالظُلمِ وَالطُّغيَانِ
٤٣٨٤. وَالطَّعنِ فِي قَولِ الرَّسُولِ وَدِينِهِ
وَشَهَادَةٍ بِالزُّورِ وَالبُهتَانِ
٤٣٨٥. وَكَذَلِكَ استِحلاَلُ قَتلِ مُخَالِفِي
كُم قَتلَ ارتكَبُوا مِنَ العِصيَانِ
٤٣٨٦. وَسَمِعتُمُ قَولَ الرَّسُولِ وَحُكمَهُ
فِيهِم وَذَلِكَ وَاضِحُ التِّبيَانِ
٤٣٨٧. لَكِنَّكُم أنتُم أبَحتُم قَتلَهُم
بِوِفَاقِ سُنَّتِهِ مَعَ القُرآنِ
٤٣٨٨. وَاللهِ مَا زَادُوا النَّقِيرَ عَلَيهِمَا
لَكِن بِتَقرِيرٍ مَعَ الإِيمَانِ
٤٣٨٩. فَبِحَقَّ مَن قَدَّ خَصَّكُم بِالعِلمِ وَالتَّ
حقِيقِ وَالإِنصَافِ وَالعِرفَانِ
٤٣٩٠. أنتُم أحَقُّ أمِ الخَوَارِجُ بِالَّذِي
قَالَ الرَّسُولُ فَأوضِحُوا بِبَيَانِ
٤٣٩١. هُم يَقتُلُونَ لِعَابِدِ الرَّحمَنِ بَل
يُدعَونَ أهلَ عِبَادَةِ الأوثَانِ
٤٣٩٢. هَذَا وَلَيسُوا أهلَ تَعطِيلٍ وَلاَ
عَزلِ النُّصُوصِ الحَقَّ بِالبُرهَانِ
٤٣٩٣. والآخرُونَ فَأهلُ عَجزٍ عَن بُلُو
غِ الحَقِّ مَع قَصدٍ وَمَع إيمَانِ
٤٣٩٤. بِاللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ وَلِقَائِهِ
وَهُمُ إذَا مَيَّزتَهُم ضَربَانِ
٤٣٩٥. قَومٌ دَهَاهُم حضسن ظَنِّهِمُ بِمَا
قَالَتهُ أشياخٌ ذَوُو أسنَانِ
٤٣٩٦. وَدِيَانَةٍ فِي النَّاسِ لَم يَجِدُوا سِوَى
أقوَالِهِم فَرَضُوا بِهَا بأمَانِ
٤٣٩٧. لَو يَقدِرُونَ عَلَى الهُدَى لَم يَرتَضُوا
بَدلاً بِهِ مِن قَائِلِ البُهتَانِ
٤٣٩٨. فأولاَءِ مَعذُورُونض إن لَم يَظلِمُوا
وَيُكَفِّرُوا بِالجَهلِ وَالعُدوَانِ
٤٣٩٩. وَالآخرونَ فَطَالِبُونَ الحَقَّ لَ
كِن صَدَّهُم عَن عِلمِهِ شَيئَانِ
٤٤٠٠. مَعَ بَحثِهِم وَمُصَنَّفَاتٍ قَصدُهُم
مِنهَا وُصُولُهُمُ إلَى العِرفَانِ
٤٤٠١. إحدَاهُمَا طَلَبُ الحَقَائِقِ مِن سِوَى
أبوَابِهَا مُتَسَوِّرِي الجُدرَانِ
٤٤٠٢. وَسُلُوكُ طُرقٍ غَيرِ مُوصِلَةٍ إلَى
دَركِ اليَقِينِ وَمَطلَعِ الإيمَانِ
٤٤٠٣. فَتَشَابَهَت تِلك الأمُورِ عَلَيهِمُ
مِثلَ اشتِبَاهِ الطُّرقِ بِالحَيرَانِ
٤٤٠٤. فَتَرَى أفَاضِلَهُم حَيَارَى كُلَّهَا
فِي التِّيهِ يَقرَعُ نَاجِذَ النَّدمَانِ
٤٤٠٥. وَيَقُولُ قَد كَثُرَت عَليَّ الطُّرقُ لاَ
أدرِي الطَّرِيقَ الأعظَم السُّلطَانِي
٤٤٠٦. بَل كُلُّهُم طُرقٌ مَخُوفَاتُ بِهَا ال
آفَاتُ حَاصِلَةٌ بِلاَ حُسبَانِ
٤٤٠٧. فَالوَقفُ غَايَتُهُ وَآخِرُ أمرِهِ
مِنَ غَيرِ شَكٍّ مِنهُ فِي الرَّحمَنِ
٤٤٠٨. أو دِينِهِ وَكِتَابِهِ وَرَسُولِهِ
وَلِقَائِهِ وَقِيَامَةِ الأبدَانِ
٤٤٠٩. فَأولاَءِ بَينَ الذَّنبِ وَالأجرَينِ أو
إحدَاهُمَا أو وَاسِعِ الغُفرَانِ
٤٤١٠. فَانظُر إلَى أحكَامِنَا فِيهِم وَقَد
جَحَدُوا النُّصُوصَ وَمُقتَضَى القُرآنِ
٤٤١١. وَانظُر إلَى أحكَامِهِم فِينَا لأج
لِ خِلاَفِهِم إذ قَادَهُ الوَحيَانِ
٤٤١٢. هَل يَستَوِي الحُكمَانِ عِندَ اللهِ أو
عِندَ الرَّسُولِ وَعِندَ ذِي الإِيمَانِ
٤٤١٣. الكُفرُ حَقُّ اللهِ ثُمَّ رَسُولِهِ
بِالشَّرعِ يَثبُتُ لاَ بِقَولِ فَلاَنِ
٤٤١٤. مَن كَانَ رَبُّ العَالمِينَ وَعبدُهُ
قَد كَفَّرَاهُ فَذَاك ذُو الكُفرَانِ
٤٤١٥. فَهَلُمَّ وَيحَكُم نُحَاكِمكُم إلَى النَّ
صَّينِ مِن وَحيٍ وَمِن قُرآنِ
٤٤١٦. وَهُنَاكَ يُعلَمُ أيُّ حِزبَينَا عَلَى ال
الكُفرَانِ حَقًّا أو عَلَى الإِيمَانِ
٤٤١٧. فَليَهنِكُم تَكفِيرُ مَن حَكَمَت بِِإس
لاَمٍ وَإيمَانٍ لَهُ النَّصَّانِ
٤٤١٨. لَكِنَّ غَايَتَهُ كفَايَةِ مَن سِوَى ال
مَعصُومِ غَايَةِ نَوعِ ذَا الإِحسَانِ
٤٤١٩. خَطأٌ يُصِيرُ الأجرَ كَفلاً وَاحِداً
إن فَاتَهُ مِن أجلِهِ الكِفلاَنِ
٤٤٢٠. إن كَان ذَاكَ مُكَفِّراً يَا أمَّةَ ال
عُدوَانش مَن هَذَا عَلَى الإِيمَانِ
٤٤٢١. قَد دَارَ بَينَ الأجرِ وَالأجرَينِ وَالتَّ
كفِيرِ بِالدَّعوَى بِلاَ بُرهَانِ
٤٤٢٢. كَفَّرتُمُ وَاللهِ مَن شَهِدَ الرَّسُو
لُ بِأنَّهُ حَقًّا علَى الإِيمَانِ
٤٤٢٣. ثِنتَانِ مِن قِبَلِ الرَّسُولِ وَخصلَةٌ
مِن عِندِكُم أفَأنتُمَا عِدلاَنِ
٤٤٢٤. كم ذا التلاعب منكم بالدين وال
إيمان مثل تلاعب الصبيان
٤٤٢٥. خسفت قلوبكم كما خسفت عقو
لكم فلا تزكو على القرآن
٤٤٢٦. كم ذا تقولوا مجمل ومفصل
وظواهر عزلت عن الايقان
٤٤٢٧. حتى إذا رأى الرجال أتاكم
فاسمع لما يوصي بلا برهان
٤٤٢٨. مثل الخفافيش التي ان جاءها
ضوء النهار ففي كوى الحيطان
٤٤٢٩. عميت عن الشمس المنيرة لا تطي
ق هداية فيها الى الطيران
٤٤٣٠. حتى إذا ما الليل جاء ظلامه
جالت بظلمته بكل مكان
٤٤٣١. فترى الموحد حين يسمع قولهم
ويراهم في محنة وهوان
٤٤٣٢. وارحمتاه لعينه ولأذنه
يا محنة العينين والأذنان
٤٤٣٣. إن قال حقا كفروه وإن يقو
لوا باطلا نسبوه للايمان
٤٤٣٤. حتى إذا ما رده عادوه مث
ل عداوة الشيطان للانسان
٤٤٣٥. قالوا له خالفت أقوال الشيو
خ ولم يبالوا الخلف للفرقان
٤٤٣٦. خالفت أقوال الشيوخ فأنتم
خالفتم من جاء بالقرآن
٤٤٣٧. خالفتم قول الرسول وانما
خالفت من جراه قولا فلان
٤٤٣٨. يا حبذا ذاك الخلاف فإنه
عين الوفاق لطاعة الرحمن
٤٤٣٩. أو ما علمت بأن أعداء الرسو
ل عليه عابوا الخلف بالبهتان
٤٤٤٠. لشيوخهم ولما عليه قد مضى
أسلافهم في سالف الأزمان
٤٤٤١. ما العيب الا في خلاف النص لا
رأي الرجال وفكرة الأذهان
٤٤٤٢. أنتم تعيبونا بهذا وهو من
توفيقنا والفضل للمنان
٤٤٤٣. فليهنكم خلف النصوص ويهننا
خلف الشيوخ أيستوي الخلفان
٤٤٤٤. والله ما تسوى عقول جميع أه
ل الآرض نصا صح ذا تبيان
٤٤٤٥. حتى نقدمها عليه معرض
ين مؤولين محرّفي القرآن
٤٤٤٦. والله أن النص فيما بيننا
لأجل من آراء كل فلان
٤٤٤٧. والله لم ينقم علينا منكم
أبدا خلاف النص من انسان
٤٤٤٨. لكن خلاف الأشعري بزعمكم
وكذبتم أنتم على الانسان
٤٤٤٩. كفرتم من قال ما قد قاله
في كتبه حقا بلا كتمان
٤٤٥٠. هذا وخالفناه في القرآن مث
ل خلافكم الفوق للرحمن
٤٤٥١. فالأشعري مصرح بالاستوا
ء وبالعلو بغاية التبيان
٤٤٥٢. ومصرح أيضا بإثبات اليدين ووج
ه رب العرش ذي السلطان
٤٤٥٣. ومصرح أيضا بأن لربنا
سبحانه عينان ناظرتان
٤٤٥٤. ومصرح أيضا باثبات النزو
ل لربنا نحو الرفيع الداني
٤٤٥٥. ومصرح أيضا بأثبات الأصا
بع مثل ما قد قال ذو البرهان
٤٤٥٦. ومصرح أيضا بأن الله يو
م الحشر يبصره أولو الايمان
٤٤٥٧. جهرا يرون الله فوق سمائه
رؤيا العيان كما يرى القمران
٤٤٥٨. ومصرح أيضا باثبات المج
يء وأنه يأتي بلا نكران
٤٤٥٩. ومصرح بفساد قول مؤول
للاستواء بقهر ذي سلطان
٤٤٦٠. وصرح أن الألى قد قالوا بذا الت
أويل أهلا ضلالة ببيان
٤٤٦١. ومصرح أن الذي قد قاله
أهل الحديث وعسكر القرآن
٤٤٦٢. هو قوله يلقى عليه ربه
وبه يدين الله كل أوان
٤٤٦٣. لكنه قد قال أن كلامه
معنى يقوم بربنا الرحمن
٤٤٦٤. في القول خالفناه نحن وأنتم
في الفوق والأوصاف للديان
٤٤٦٥. لم كان نفس خلافنا كفرا وكا
ن خلافكم هو مقتضى الايمان
٤٤٦٦. هذا وخالفتم لنص حين خا
لفنا لرأي الجهم ذي البهتان
٤٤٦٧. والله ما لكم جواب غير تك
فير بلا علم ولا إيقان
٤٤٦٨. أستغفر الله العظيم لكم جوا
ب غير ذا الشكوى الى السلطان
٤٤٦٩. فهو الجواب لديكم ولنحن من
تظروه منكم يا أولي البرهان
٤٤٧٠. والله لا للأشعري تبعتم
كلا ولا للنص بالاحسان
٤٤٧١. يا قوم فانتبهوا لأنفسكم وخل
وا الجهل والدعوى بلا برهان
٤٤٧٢. ما في الرياسة بالجهالة غير ضح
كة عاقل منكم مدى الأزمان
٤٤٧٣. لا ترتضوا برياسة البقر التي
رؤساؤها من جملة الثيران
٤٤٧٤. يا مبغضا أهل الحديث وشاتما
أبشر بعقد ولاية الشيطان
٤٤٧٥. أو ما علمت بأنهم أنصار دي
ن الله والايمان والقرآن
٤٤٧٦. أو ما علمت بأن أنصار الرسو
ل هم بلا شك ولانكران
٤٤٧٧. هل يبغض الأنصار عبد مؤمن
أو مدرك لروائح الايمان
٤٤٧٨. شهد الرسول بذاك وهي شهادة
من أصدق الثقلين بالبرهان
٤٤٧٩. أو ما علمت بأن خزرج دينه
والأوس هم أبدا بكل زمان
٤٤٨٠. ما ذنبهم إذ خالفوك لقوله
ما خالفوه لأجل قول فلان
٤٤٨١. لو وافقوك وخالفوه كنت تش
هد أنهم حقا أولو الايمان
٤٤٨٢. لما تحيّزتم الى الأشياخ وان
حازوا الى المبعوث بالقرآن
٤٤٨٣. نسبوا اليه دون كل مقالة
او حالة أو قائل ومكان
٤٤٨٤. هذا انتساب أولى التفريق نسبته
من أربع معلومة التبيان
٤٤٨٥. فلذا غضبتم حينما انتسبوا الى
خبر الرسول بنسبة الاحسان
٤٤٨٦. فوضعتم لهم من باب الألقاب ما
تستقبحون وذا من العدوان
٤٤٨٧. هم يشهدونكم على بطلانها
أفتشهدونهم على البطلان
٤٤٨٨. ما ضرهم والله بغضكم لهم
إذ وافقوا حقا رضا الرحمن
٤٤٨٩. يا من يعاديهم لأجل مآكل
ومناصب ورياسة الاخوان
٤٤٩٠. تهنيك هاتيك العداوة كم بها
من جسرة ومذلة وهوان
٤٤٩١. ولسوف تجني غيها والله عن
قرب وتذكر صدق ذي الايمان
٤٤٩٢. فإذا تقطعت الوسائل وانتهت
تلك المآكل في سريع زمان
٤٤٩٣. هناك تقرع سن ندمان على الت
فريط وقت السير والامكان
٤٤٩٤. وهناك تعلم ما بضاعتك التي
حصلتها في سالف الأزمان
٤٤٩٥. الا الوبال عليك والحسرات وال
خسران عند الوضع في الميزان
٤٤٩٦. قيل وقال ما له من حاصل
إلا العناء وكل ذي الأذهان
٤٤٩٧. والله ما يجدي عليك هنالك الا
ذا الذي جاءت به الوحيان
٤٤٩٨. والله ما ينجيك من سجن الجحي
م سوى الحديث ومحكم القرآن
٤٤٩٩. والله ليس الناس الا أهله
وسواهم من جملة الحيوان
٤٥٠٠. ولسوف تذكر بر ذي الايمان عن
قرب وتقرع ناجذ الندمان
٤٥٠١. رفعوا به رأسا ولم يرفع به
أهل الكلام ومنطق اليونان
٤٥٠٢. فهم كما قال الرسول ممثلا
بالماء مهبطة على القيعان
٤٥٠٣. لا الماء تمسكه ولا كلأ بها
يرعاه ذو كبد من الحيوان
٤٥٠٤. هذا اذا لم يحرق الزرع الذي
بجوارها بالنار أو بدخان
٤٥٠٥. والجاهلون بذا وهذا هم زوا
ن الزرع أي والله شر زوان
٤٥٠٦. وهم لدى غرس الاله كمثل غر
س الدلب بين مغارس الرمان
٤٥٠٧. يمتص ماء لزرع مع تضييقه
أبدا عليه وليس ذا قنوان
٤٥٠٨. ذا حالهم مع حال أهل العلم ان
صار الرسول فوراس الايمان
٤٥٠٩. فعليه من قبل الاله تحية
والله يبقيه مدى الأزمان
٤٥١٠. لولاه ما سقى الغراس فسوق ذا
ك الماء للدلب العظيم الشان
٤٥١١. فالغرس جلب كله وهو الذي
يسقى ويحفظ عند أهل زمان
٤٥١٢. فالغرس في تلك الحضارة شارب
فضل المياه مصاوه البستان
٤٥١٣. لكنما البلوى من لحطاب قط
اع الغراس وعاقر الحيطان
٤٥١٤. بالفوس يضرب في أصول الغرس كي
يجتثها ويظن ذا احسان
٤٥١٥. ويظل يحلف كاذبا لم أعتمد
في ذا سوى التثبيت للعيدان
٤٥١٦. يا خيبة البستان من حطابه
ما بعد ذا الحطاب من بستان
٤٥١٧. في قلبه غل على البس
تان فهو موكل بالقطع كل أوان
٤٥١٨. فالجاهلون شرار أهل الحق وال
علماء سادتهم أولو الاحسان
٤٥١٩. والجاهلون خيار أحزاب الضلا
ل وشيعة الكفران والشيطان
٤٥٢٠. وشرارهم علماؤهم هم شر خل
ق الله آفة هذه الأكوان
٤٥٢١. يا قوم فرض الهجرتين بحاله
والله لم ينسخ الى ذا الآن
٤٥٢٢. فالهجر الأول الى الرحمن بال
إخلاص في سر وفي اعلان
٤٥٢٣. حتى يكون القصد وجه اله بال
أقوال والأعمال والايمان
٤٥٢٤. ويكون كل الدين للرحمن ما
لسواه شيء فيه من إنسان
٤٥٢٥. والحب والبغض اللذان هما ل
كل ولاية وعداوة أصلان
٤٥٢٦. لله أيضا هكذا الاعطاء والمن
ع اللذان عليهما يقفان
٤٥٢٧. والله هذا شطر دين الله
والتحيكم للمختار شطر ثان
٤٥٢٨. وكلاهما الاحسان لمن يتقبل الرح
من من سعي بلا احسان
٤٥٢٩. والهجرة الأخرى الى المبعوث بال
إسلام والايمان والاحسان
٤٥٣٠. أترون هذي هجرة الأبدان لا
والله بل هي هجرة الايمان
٤٥٣١. قطع المسافة بالقلوب اليه في
درك الأصول مع الفروع وذان
٤٥٣٢. أبدا اليه حكمها لا غيره
فالحكم ما حكمت به النصان
٤٥٣٣. يا هجرة طالت مسافتها على
من خص بالحرمان والخذلان
٤٥٣٤. يا هجرة طالت مسافتها على
كسلان منخوب الفؤاد جبان
٤٥٣٥. يا هجرة والعبد فوق فراشه
سبق السعادة لمنزل الرضوان
٤٥٣٦. ساروا أحث السير وهو فسيره
سير الدلال وليس بالذملان
٤٥٣٧. هذا وتنظره أمام الركب كالع
لم العظيم يشاف في القيعان
٤٥٣٨. رفعت له أعلام هاتيك النصو
ص رؤؤوسها شابت من النيران
٤٥٣٩. نار هي النور المبين ولم يكن
ليراه إلا من له عينان
٤٥٤٠. محكولتان بمرود الوحيين لا
بمراود الآراء والهذيان
٤٥٤١. فلذاك شمر نحوها لم يلتفت
لا عن شمائله ولا أيمان
٤٥٤٢. يا قوم لو هاجرتم لرأيتم
أعلان طيبة رؤية بعيان
٤٥٤٣. ورأيتم ذاك اللواء وتحته الرس
ل الكرام وعسكر القرآن
٤٥٤٤. أصحاب بدر والألى قد بايعوا
أزكى البرية بيعة الرضوان
٤٥٤٥. وكذا المهاجرة الألى سبقوا كذا ال
أنصار أهل الدار والايمان
٤٥٤٦. والتابعون لهم باحسان وسا
لك هديهم أبدا بكل زمان
٤٥٤٧. لكن رضيتم بالأماني وابتلي
تم بالحظوظ ونصرة الاخوان
٤٥٤٨. بل غركم ذاك الغرور وسولت
لكم النفوس وساوس الشيطان
٤٥٤٩. ونبذتم غسل النصوص وراءكم
وقنعتم بقطارة الأذهان
٤٥٥٠. وتركتم الوحيين زهدا فيهما
ورغبتم في رأي كل فلان
٤٥٥١. وعزلتم النصين عما وليا
للحكم فيه عزل ذي عدوان
٤٥٥٢. وزعمتم أن ليس يحكم بيننا
الا العقول ومنطق اليونان
٤٥٥٣. فهما بحكم الحق أولى منهما
سبحانك اللهم ذا السبحان
٤٥٥٤. حتى إذا انكشف الغطاء وحصلت
أعمال هذا الخلق في الميزان
٤٥٥٥. وإذا انجلى هذا الغبار وصار مي
دان السباق تناله العينان
٤٥٥٦. وبدت على تلك الوجوه سماتها
وسم المليك القادر الديان
٤٥٥٧. مبيضة مثل الرياض بجنة
والسود مثل الفحم للنيران
٤٥٥٨. فهناك يعلم كل راكب ما تحته
وهناك يقرع ناجذ الندمان
٤٥٥٩. وهناك تعلم كل نفس ما الذي
معها من الأرباح والخسران
٤٥٦٠. وهناك يعلم مؤثر الآراء والش
طحات والهذيان والبطلان
٤٥٦١. أي البضائع قد أضاع وما الذي
منها تعوض في الزمان الفاني
٤٥٦٢. سبحان رب الخلق قاسم فضله
والعدل بين الناس في بالميزان
٤٥٦٣. لو شاء كان الناس شيئا واحدا
ما فيهم من تائه جيران
٤٥٦٤. لكنه سبحانه يختص بالفض
ل العظيم خلاصة الانسان
٤٥٦٥. وسواهم لا يصلحون لصالح
كالشوك فهو عمارة النيران
٤٥٦٦. وعمارة الجنات هم أهل الهدى
الله أكبر ليس يستويان
٤٥٦٧. فسل الهداية من أزمة أمرنا
بيديه مسألة الذليل العاني
٤٥٦٨. وسل العياذ من اثنتين هما اللتا
ن بهلك هذا الخلق كافلتان
٤٥٦٩. شر النفوس وسيء الأعمال ما
والله أعظم منهما شران
٤٥٧٠. ولقد أتى هذا التعوذ منهما
في خطبة المبعوث بالقرآن
٤٥٧١. لو كان يدري العبد أن مصابه
في هذه الدنيا هما الشران
٤٥٧٢. جعل التعوذ منهما ديدانه
حتى تراه داخل الأكفان
٤٥٧٣. وسل العياذ من التكبر والهوى
فهما لكل الشر جامعتان
٤٥٧٤. وهما يصدان الفتى عن كل طر
ق الخير إذ في قلبه يلجان
٤٥٧٥. فتراه يمنعه هواه تارة
والكبر أخرى ثم يشتركان
٤٥٧٦. والله ما في النار إلا تابع
هذين فاسأل ساكني النيران
٤٥٧٧. والله لو جردت نفسك منهما
لأتت اليك وفود كل تهان
٤٥٧٨. والفرق بين الدعوتين فظاهر
جدا لمن كانت له أذنان
٤٥٧٩. فرق مبين ظاهر لا يختفي
إيضاحه الا على العميان
٤٥٨٠. فالرسل جاؤونا بإثبات العلو
لربنا من فوق كل مكان
٤٥٨١. وكذا أتونا بالصفات لربنا
الرحمن تفصيلا بكل بيان
٤٥٨٢. وكذاك قالوا أنه متكلم
وكلامه المسموع بالآذان
٤٥٨٣. وكذاك قالوا أنه سبحانه
المرئي يوم لقائه بعيان
٤٥٨٤. وكذاك قالوا أنه الفعال حق
ا كل يوم ربنا في شان
٤٥٨٥. وأتيتمونا أنتم بالنفي والت
عطيل بل بشهادة الكفران
٤٥٨٦. للمثبتين صفاته وعلوه
ونداءه في عرف كل لسان
٤٥٨٧. شهدوا بإيمان المقر بأنه
فوق السماء مباين الأكوان
٤٥٨٨. وشهدتم أنتم بتمفير الذي
قد قال ذلك يا أولي العدوان
٤٥٨٩. وأتى بأين الله اقرارا ونط
قا قلتم هذا من البهتان
٤٥٩٠. فسلوا لنا بالأين مثل سؤالنا
ما الكون عندكم هما شيئان
٤٥٩١. وكذا أتونا بالبيان فقلتم
باللغز أين اللغز من تبيان
٤٥٩٢. إذ كان مدلول الكلام ووضعه
لم يقصدوه بنطقهم بلسان
٤٥٩٣. والقصد منه غير مفهوم به
ما اللغز عند الناس إلا ذان
٤٥٩٤. يا قوم رسل الله أعرف منكم
وأتم نصحا في كمال بيان
٤٥٩٥. اترونهم قد ألغزوا التوحيد إذ
بينتموه يا أولي العرفان
٤٥٩٦. أترونهم قد أظهروا التشبيه وه
و لديكم كعبادة الأوثان
٤٥٩٧. ولأي شيء صرحوا بخلافه
تصريح تفصيل بلا كتمان
٤٥٩٨. ولأي شيء بالغوا في الوصف با
لإثبات دون النفي كل زمان
٤٥٩٩. ولأي شيء أنتم بالغتم
في النفي والتعطيل بالقفزان
٤٦٠٠. فجعلتم نفي الصفات مفصلا
تفصيل نفي العيب والنقصان
٤٦٠١. وجعلتم الاثبات أمرا مجملا
عكس الذي قالوه بالبرهان
٤٦٠٢. أتراهمعجزوا عن التبيان واس
توليتم أنتم على التبيان
٤٦٠٣. أترون أفراخ اليهود وأم
ة التعطيل والعبّاد للنيران
٤٦٠٤. ووقاح أرباب الكلام الباطل الم
ذموم عند أئمة الايمان
٤٦٠٥. من كل جهمي ومعتزل ومن
والاهما من حزب جنكسخان
٤٦٠٦. بالله أعلم من جميع الرسل والت
وراة والانجيل والقرآن
٤٦٠٧. فسلوهم بسؤال كتبهم التي
جاءوا بها عن علم هذا الشأن
٤٦٠٨. وسلوهم هل ربكم في أرضه
أو في السماء وفوق كل مكان
٤٦٠٩. أم ليس من ذا كله شيء فلا
هو داخل أو خارج الأكوان
٤٦١٠. فالعلم والتبيان والنصح الذي
فيهم يبين الحق كل بيان
٤٦١١. لكنما الألغاز والتلبيس وال
كتمان فعل معلم شيطان
٤٦١٢. يا رب هم يشكوننا أبدا
ببغيهم وظلمهم الى السلطان
٤٦١٣. ويلبسون عليه حتى أنه
ليظنهم هم ناصرو الايمان
٤٦١٤. فيرونه البدع المضلة في قوا
لب سنة نبوية وقرآن
٤٦١٥. ويرونه الاثبات للأوصاف في
أمر شنيع ظاهر النكران
٤٦١٦. فيلبسون عليه تلبيسين لو
كشفنا له باداهم بطعان
٤٦١٧. يا فرقة التلبيس لا حييتم
ابدا وحييتم بكل هوان
٤٦١٨. لكننا نشكوهم وصنيعتهم
أبدا اليك فأنت ذو السلطان
٤٦١٩. فاسمع شكايتنا وأشك محقتنا
والمبطل اردده عن البطلان
٤٦٢٠. راجع به سبل الهدى والطف به
حتى تريه الحق ذا تبيان
٤٦٢١. وارحمه وارحم سعيه المسكين قد
ضل الطريق وتاه في القيعان
٤٦٢٢. يا رب قد عم المصاب بهذه الآ
راء والشطحات والبهتان
٤٦٢٣. هجروا لها الوحيين والفطرات
والآثار لم يعبوا بذا الهجران
٤٦٢٤. قالوا وتلك ظواهر لفظية
لم تغن شيئا طالب البرهان
٤٦٢٥. فالعقل أولى أن يصار اليه من
هذه الظواهر عند ذي العرفان
٤٦٢٦. ثم ادعى كل بأن العقل ما
قد قلته دون الفريق الثاني
٤٦٢٧. يا رب قد خار العباد بعقل من
يزنون وحيك فائت بالميزان
٤٦٢٨. وبعقل من يفقضي عليك فكلهم
قد جاء بالمعقول والبرهان
٤٦٢٩. يا رب ارشدنا الى معقول من
يقع التحاكم أننا خصمان
٤٦٣٠. جاءوا بشبهات وقالوا أنها
معقولة ببدائه الأذهان
٤٦٣١. وكل يناقض بعضه بعضا وما
في الحق معقولان مختلفان
٤٦٣٢. قضوا بها كذبا علي وجرأة
منهم وما التفتوا الى القرآن
٤٦٣٣. يا رب قد أوهى النفاة حبائل ال
قرآن والآثار والايمان
٤٦٣٤. يا رب قد قلب النفاة الدين والا
يمان ظهر منه فوق بطان
٤٦٣٥. يارب قد بغت النفاة وأجلبوا
بالخيل والرجل الحقير الشان
٤٦٣٦. نصبوا الحبائل والغوائل للألى
أخذوا بوحيك دون قول فلان
٤٦٣٧. ودعوا عبادك أن يطيعوهم فمن
يعصيهم ساموه شر هوان
٤٦٣٨. وقضوا على من لم يقل بضلالهم
باللعن والتضليل والكفران
٤٦٣٩. وقضوا على أتباع وحيك بالذي
هم أهله لا عسكر الفرقان
٤٦٤٠. وقضوا بعزلهم وقتلهم وحب
سهم ونفيهم عن الأوطان
٤٦٤١. وتلاعبوا بالدين مثل تلاعب ال
حمر التي نفرت بلا أرسان
٤٦٤٢. حتى كأنهم تواصوا بينهم
يوصي بذلك أول للثاني
٤٦٤٣. هجروا كلامك مبتدع لمن
قد دان بالآثار والقرآن
٤٦٤٤. فكأنه فيما لديهم مصحف
في بيت زنديق أخي كفران
٤٦٤٥. أو مسجد بجوار قوم همهم
في الفسق لا في طاعة الرحمن
٤٦٤٦. وخواصهم لم يقرءوه تدبرا
بل للتبرك لا لفهم معان
٤٦٤٧. وعوامهم في الشع أو في ختمة
أو تربة عوضا لذي الأثمان
٤٦٤٨. هذا وهم حرفية التجويد أو
صوتية الأنغام والألحان
٤٦٤٩. يا رب قد قالوا بأن مصاحف الا
سلام ما فيها من القرآن
٤٦٥٠. الا المداد وهذه الأوراق وال
جلد الذي قد سل من حيوان
٤٦٥١. والكل مخلوق ولست بقائل
أصلا ولا حرفا من القرآن
٤٦٥٢. ان ذاك الا قول مخلوق وهل
هو جبريل أو الرسول فذان
٤٦٥٣. قولان مشهوران قد قالتهما
أشياخهم يا محنة القرآن
٤٦٥٤. لو داسه رجل لقالوا لم يطأ
الا المداد وكاغد الانسان
٤٦٥٥. يا رب زالت حرمة القرآن من
تلك القلوب وحرمة الايمان
٤٦٥٦. وجرى على الأفواه منهم قولهم
ما بيننا لله من قرآن
٤٦٥٧. منا بيننا الا الحكاية عن
ه والتعبير ذاك عبارة بلسان
٤٦٥٨. هذا وما التالون عمالا به
إذ هم قد استغنوا بقول فلان
٤٦٥٩. ان كان قد جاز الحناجر منهم
فبقدر ما عقلوا من القرآن
٤٦٦٠. والباحثون فقدموا رأي الرجا
ل عليه تصريحا بلا كتمان
٤٦٦١. عزلوه إذ ولوا سواه وكان ذا
ك العزل قائدهم لى الخذلان
٤٦٦٢. قالوا ولم يحصل لنا منه يقي
ن فهو معزول عن الايقان
٤٦٦٣. إن اليقين قواطع عقلية
ميزانها هو منطق اليونان
٤٦٦٤. هذا دليل الرفع منه وهذه
أعلامه في آخر الأزمان
٤٦٦٥. يا رب من أهلوه حقا كي يرى
إقدامهم منا على الأذقان
٤٦٦٦. أهلوه نت لا يرتضي منه بدي
لا فهو كافيهم بلا نقصان
٤٦٦٧. وهو الدليل لهم وهاديهم الى ال
إيمان والايقان والعرفان
٤٦٦٨. هو موصل لهم الى درك اليقي
ن حقيقة وقواطع البرهان
٤٦٦٩. يا رب نحن العاجزون بحبهم
يا قلة الأنصار والأعوان
٤٦٧٠. يا قوم قد حانت صلاة الفجر فان
تبهوا فإني معلن بأذان
٤٦٧١. لا بالملحن والمبدل ذاك بل
تأذين حق واضح التبيان
٤٦٧٢. وهو الذي حقا اجابته على
كل مارئ فرض على الأعيان
٤٦٧٣. الله أكبر أن يكون كلامه ال
عربي مخلوقا من الأكوان
٤٦٧٤. والله أكبر أن يكون رسوله ال
ملكي أنشأه عن الرحمن
٤٦٧٥. والله أكبر أن يكون رسوله الب
شري أنشأه لنا بلسان
٤٦٧٦. هذي مقالات لكم يا أمة الت
شبيه ما أنتم على إيمان
٤٦٧٧. شبهتم الرحمن بالأوثان في
عدم الكلام وذاك للأوثان
٤٦٧٨. مما يدل بأنها ليست بآ
لهة وذا البرهان في الفرقان
٤٦٧٩. في سورة الأعراف مع طه وثا
لثها فلا تعدل عن القرآن
٤٦٨٠. أفصح أن الجاحدين لكونه
متكلما بحقيقة وبيان
٤٦٨١. هم أهل تعطيل وتشبيه معا
بالجامدات عظيمة النقصان
٤٦٨٢. لا تقذفوا بالداء منكم يا شيعة الر
حمن أهل العلم والعرفان
٤٦٨٣. إن الذي نزل الأمين به على
قلب الرسول الواضح البرهان
٤٦٨٤. هو قول ربي اللفظ والمعنى جمي
عا إذ هما أخوان مصطحبان
٤٦٨٥. لا تقطعوا رحما تولى وصلها
الرحمن وتنسلخوا من الايمان
٤٦٨٦. ولقد شفانا قول شاعرنا الذي
قال الصواب وجاء بالاحسان
٤٦٨٧. إن الذي هو في المصاحف مثبت
بأنامل الأشياخ والشبان
٤٦٨٨. هو قول ربي آية وحروفه
ومدادنا والرق مخلوقان
٤٦٨٩. والله أكبر من على العرش استوى
لكنه استولى على الأكوان
٤٦٩٠. والله أكبر ذو المعارج من الي
ه تعرج الأملاك كل أوان
٤٦٩١. والله أكبر من يخاف جلاله
املاكه من فوقهم ببيان
٤٦٩٢. والله أكبر من غدا لسريره
أط به كالرحل للركبان
٤٦٩٣. والله أكبر من أتانا قوله
من عنده من فوق ست ثمان
٤٦٩٤. نزل الأمين به بأمر الله من
رب على العرش استوى الرحمن
٤٦٩٥. والله أكبر قاهر فوق العبا
د فلا تضع فوقية الرحمن
٤٦٩٦. من كل وجه تلك ثابتة له
لا تهضموها يا أولي البهتان
٤٦٩٧. قهرا وقدرا واستواء الذات فو
ق العرش بالبرهان
٤٦٩٨. فبذاته خلق السموات العلى
ثم استوى بالذات فافهم ذان
٤٦٩٩. فضمير فعل الاستواء يعود لل
ذات التي ذكرت بلا فرقان
٤٧٠٠. هو ربنا خالق هو مستو
بالذات هذي كلها بوزان
٤٧٠١. والله أكبر ذو العلو المطلق ال
معلوم بالفطرات والايمان
٤٧٠٢. فعلوه من كل وجه ثابت
فالله أكبر جل ذو السلطان
٤٧٠٣. والله أكبر من رقا فوق الطبا
ق رسوله فدنا من الديان
٤٧٠٤. واليه قد صعد الرسول حقيقة
لا تنكروا المعراج بالبهتان
٤٧٠٥. ودنا من الجبار جل جلاله
ودنا اليه الرب ذو الاحسان
٤٧٠٦. والله قد أحصى الذي قد قلتم
في ذلك المعراج بالميزان
٤٧٠٧. قلتم خيالا أو أكاذيبا او ال
معراج لم يحصل الى الرحمن
٤٧٠٨. إذا كان ما فوق السموات العلى
رب اليه منتهى الانسان
٤٧٠٩. والله أكبرمن أشار رسوله
حقا اليه بإصبع وبنان
٤٧١٠. في مجمع الحج العظيم بموقف
دون المعرف موقف الغفران
٤٧١١. من قال منكم من أشار بأصبع
قطعت فعند الله يجتمعان
٤٧١٢. والله أكبر ظاهر ما فوقه
شيء وشأن الله أعظم شان
٤٧١٣. والله أكبر عرشه وسع السما
والأرض والكرسي ذا الأركان
٤٧١٤. وكذلك الكرسي قد وسع الطبا
ق السبع والأرضين بالبرهان
٤٧١٥. فوق العرش والكرسي لا
يخفى عليه خواطر الانسان
٤٧١٦. لا تحصروه في مكان إذ تقو
لوا ربنا حقا بكل مكان
٤٧١٧. نزهتموه بجهلكم عن عرشه
وحصرتمونه في مكان ثان
٤٧١٨. لا تقدموه بقول داخل
فينا ولا هو خارج الأكوان
٤٧١٩. الله أكبر هتكت أستاركم
وبدت لمن كانت له عينان
٤٧٢٠. والله أكبر جل عن شبه وعن
مثل وعن تعطيل ذي كفران
٤٧٢١. والله أكبر من له الأسماء وال
أوصاف كاملة بلا نقصان
٤٧٢٢. والله أكبر جل عن ولد وصا
حبة وعن كفء وعن آخذان
٤٧٢٣. والله أكبر جل عن شبه الجما
د كقول ذي التعطيل والكفران
٤٧٢٤. هم شبهوه بالجماد وليتهم
قد شبهوه بكامل ذي شأن
٤٧٢٥. الله أكبر جل عن شبه العبا
د فذان تشبيهان ممتنعان
٤٧٢٦. والله أكبر واحد صمد فك
ل الشأن في صمدية الرحمن
٤٧٢٧. نفت الولادة والأبوة عنه وال
كفء الذي هو لازم الانسان
٤٧٢٨. وكذاك أثبتت الصفات جميعها
لله سالمة من النقصان
٤٧٢٩. واليه يصمد كل مخلوق فلا
صمد سواه عز ذو السلطان
٤٧٣٠. لا شيء يشبهه تعالى كيف يشب
هه خلقه ما ذاك في إمكان
٤٧٣١. لكن ثبوت صفاته وكلامه
وعلوه حقا بلا نكران
٤٧٣٢. لا تجعلوا الاثبات تشبيها له
يا فرقة التشبيه والطغيان
٤٧٣٣. كم ترتقون بسلم التنزيه للت
عطيل ترويجا على العميان
٤٧٣٤. فالله أكبر أن يكون صفاته
كصفاتنا جل العظيم الشان
٤٧٣٥. هذا هو التشبيه لا إثبات أو
صاف الكمال فما هما سيان
٤٧٣٦. واعلم بأن الشرك والتعطيل مذ
كانا هما لا شك مصطحبان
٤٧٣٧. أبدا فكل معطل هو مشرك
حتما وهذا واضح التبيان
٤٧٣٨. فالعبد مضطر الى من يكشف الب
لوى ويغني فاقة الانسان
٤٧٣٩. واليه يصمد في الحوائج كلها
واليه يفزع طالب لأمان
٤٧٤٠. فإذا انتفت أوصافه وفعاله
وعلوه من فوق كل مكان
٤٧٤١. فزع العباد الى سواه وكان ذا
من جانب التعطيل والنكران
٤٧٤٢. فمعطل الأوصاف ذاك معطل الت
وحيد حقا ذان تعطيلان
٤٧٤٣. قد عطلا بلسان كل الرسل من
نوح الى المبعوث بالقرآن
٤٧٤٤. والناس في هذا ثلاث طوائف
ما رابع بذي امكان
٤٧٤٥. احدى الطوائف مشرك بإلهه
فإذا دعاه إلها ثان
٤٧٤٦. هذا وثاني هذه الأقسام ذا
لك جاحد يدعو سوى الرحمن
٤٧٤٧. هو جاحد للرب يدعو غيره
شركا وتعطيلا له قدمان
٤٧٤٨. هذا وثالث هذه الأقسام خير ال
خلق ذاك وخلاصة الانسان
٤٧٤٩. يدعو الاله الحق لا يدعو سوا
قط في الأشياء والأكوان
٤٧٥٠. يدعوه في الرغبات والرهبان وال
حالات من سر ومن اعلان
٤٧٥١. توحيده نوعان علمي وقص
دي كما قد جرد النوعان
٤٧٥٢. في سورة الاخلاص مع تال لنث
ر الله قل يا أيها ببيان
٤٧٥٣. ولذاك قد شرعا بسنة فجرنا
وكذاك سنة مغرب طربفان
٤٧٥٤. ليكون مفتتح النهار وختمه
تجريدك التوحيد للديان
٤٧٥٥. وكذاك قد شرعا بخاتم وترنا
ختما لسعي الليل بالآذان
٤٧٥٦. وكذاك قد شرعا بركعتي الطوا
ف وذاك تحقيق لهذا الشان
٤٧٥٧. فهما إذا أخوان مصطحبان لا
يتفارقان وليس ينفصلان
٤٧٥٨. فمعطل الأوصاف ذو شرك كذا
ذو الشرك فهو معطل الرحمن
٤٧٥٩. أو بضع أوصاف الكمال له فحق
ق ذا ولا تسرع الى نكران
٤٧٦٠. لكن أخو التعطيل شر من أخي ال
إشراك بالمعقول والبرهان
٤٧٦١. إن المعطل جاحد للذات أو
لكمالها هذان تعطيلان
٤٧٦٢. متضمنان القدح في نفس الألو
هة كم بذاك القدح من نقصان
٤٧٦٣. والشرك فهو توسل مقصوده الز
لفى من الرب العظيم الشان
٤٧٦٤. بعبادة المخلوق من حجر ومن
بشر ومن قبر ومن أوثان
٤٧٦٥. فالشرك تعظيم بجهل من قيا
س الرب بالأمران والسلطان
٤٧٦٦. ظنوا بان الباب لا يغشى بدو
ن توسط الشفعاء والأعوان
٤٧٦٧. ودهاهم ذاك القياس المستبين
فساده ببداهة الانسان
٤٧٦٨. الفرق بين الله والسلطان من
كل الوجوه لمن له أذنان
٤٧٦٩. إن الملوك لعاجزون وما لهم
علم بأحوال الدعا بأذان
٤٧٧٠. كلا ولا هم قادرون على الذي
يحتاجه الانسان كل زمان
٤٧٧١. كلا وما تلك الارادة فيهم
لقضا حوائج كل ما انسان
٤٧٧٢. كلا ولا وسعوا الخليقة رحمة
من كل وجه هم أولو النقصان
٤٧٧٣. فلذلك احتاجوا الى تلك الوسا
ئط حاجة منهم مدى الأزمان
٤٧٧٤. أما الذي هو عالم للغيب مق
تدر على ما شاء ذو إحسان
٤٧٧٥. وتخافه الشفعاء ليس يريد من
هم حاجة جل العظيم الشأن
٤٧٧٦. بل كل حاجات لهم فاليه لا
لسواه من ملك ولا انسان
٤٧٧٧. وله الشفاعة كلها وهو الذي
في ذاك يأذن للشفيع الداني
٤٧٧٨. لمن ارتضى ممن يوحده ولم
يشرك به شيئا لما قد جاء في القرآن
٤٧٧٩. سبقت شفاعته اليه فهو مش
فوع اليه وشافع ذو شان
٤٧٨٠. فلذا أقام الشافعين كرامة
لهم ورحمة صاحب العصيان
٤٧٨١. فالكل منه بدا ومرجعه الي
ه وحده ما من اله ثان
٤٧٨٢. غلط الألى جعلوا الشفاعة من سوا
ه اليه دون الاذن من رحمن
٤٧٨٣. هذي شفاعة كل ذي شرك فلا
تعقد عليها يا أخا الايمان
٤٧٨٤. والله في القرآن أبطلها فلا
تعدل عن الآثار والقرآن
٤٧٨٥. وكذا الولاية كلها لله لا
لسواه من ملك ولا إنسان
٤٧٨٦. والله لم يفهم أولو الاشراك ذا
ورآه تنقيصا أولو النقصان
٤٧٨٧. إذ قد تضمن عزل من يدّعي س
وى الرحمن بل أحدية الرحمن
٤٧٨٨. بل كل مدعو سواه من لدن
عرش الاله الى الحضيض الداني
٤٧٨٩. هو باطل في مفسه ودعاه عا
بده له من أبطل البطلان
٤٧٩٠. فله الولاية والولاية ما لنا
من دونه وال من الأكوان
٤٧٩١. فإذا تولاه امرؤ دون الورى
طرا تولاه العظيم الشان
٤٧٩٢. وإذا تولى غيره من دونه
ولاه ما يرضى به لهوان
٤٧٩٣. في هذه الدنيا وبعد مماته
وكذاك عند قيامة الأبدان
٤٧٩٤. حقا يناديهم ندا سبحانه
يوم المعاد فيسمع الثقلان
٤٧٩٥. يا من يريد ولاية الرحمن دو
ن ولاية الشيطان والأوثان
٤٧٩٦. فارق جميع الناس في إشراكهم
حتى تنال ولاية الرحمن
٤٧٩٧. يكفيك من وسع الخلائق رحمة
وكفاية ذو الفضل والاحسان
٤٧٩٨. يكفيك رب لم تزل ألطافه
تأتي اليك برحمة وحنان
٤٧٩٩. يكفيك رب لم تزل في ستره
ويراك حين تجيء بالعصيان
٤٨٠٠. يكفيك رب لم تزل في حفظه
ووقاية منه مدى الأزمان
٤٨٠١. يكفيك رب لم تزل في فضله
متقلبا في السر والاعلان
٤٨٠٢. يدعوه أهل الأرض مع أهل السما
ء فكل يوم ربنا في شان
٤٨٠٣. وهو الكفيل بكل ما يدعونه
لا يعتري جدواه من نقصان
٤٨٠٤. فتوسط الشفعاء والشركاء والظ
هراء أمر بيّن البطلان
٤٨٠٥. ما فيه الا محض تشبيه لهم
بالله وهو فأقبح البهتان
٤٨٠٦. ما قصدهم تعظيمه سبحانه
ما عطلوا الأوصاف للرحمن
٤٨٠٧. لكن أخو التعطيل ليس لديه
الا النفي أين النفي من إيمان
٤٨٠٨. والقلب ليس يقرّ الا بالتعب
د فهو يدعوه الى الأكوان
٤٨٠٩. فترى المعطل دائما في حيرة
متنقلا في هذه الأعيان
٤٨١٠. يدعو الها ثم يدعو غيره
ذا شأنه أبدا مدى الأزمان
٤٨١١. ونرى الموحد دائما متنقلا
بمنازل الطاعات والاحسان
٤٨١٢. ما زال ينزل في الوفاء منازلا
وهس الطريق له الى الرحمن
٤٨١٣. لكنما معبوده هو واحد
ما عنده ربان معبودان
٤٨١٤. أين الذي قد قال في ملك عظي
م لست فينا قط ذا سلطان
٤٨١٥. ما في صفاتك من صفات الملك شيء
كلها مسلوبة الوجدان
٤٨١٦. فهل استويت على سرير الملك أو
دبرت أمر الملك والسلطان
٤٨١٧. أو قلت مرسوما تنفذه الرعا
يا أو نطقت بلفظة ببيان
٤٨١٨. أو كنت ذا أمر وذا نهي وتك
ليم لمن وافى من البلدان
٤٨١٩. أو كنت ذا سمع وذا بصر وذا
علم وذا سخط وذا رضوان
٤٨٢٠. أو كنت قط مكلما متكلما
متصرفا بالفعل كل زمان
٤٨٢١. أو كنت تفعل ما تشاء حقيقة ال
فعل الذي قد قام بالأذهان
٤٨٢٢. أو كنت حيا فاعلا بمشيئة
وبقدرة أفعال ذي السلطان
٤٨٢٣. فعل يقوم بغير فاعله محا
ل غير معقول لذي الانسان
٤٨٢٤. بل حالة الفعال قبل ومع وبع
د هي كالتي كانت بلا فرقان
٤٨٢٥. والله لست بفاعل شيئا إذا
ما كان شأنك منك هذا الشان
٤٨٢٦. لا داخلا فينا ولا بخارج
عنا خيالا درت في الأذهان
٤٨٢٧. فبأي شيء كنت فينا مالكا
ملكا مطاعا قاهر السطان
٤٨٢٨. اسما ورسما لا حقيقة تحته
شأن الملوك أجل من ذا الشأن
٤٨٢٩. هذا وثان وقال أنت مليكنا
وسواك لا نرضاه من سلطان
٤٨٣٠. إذ حزت أوصاف الكمال جميعها
ولأجل ذا دانت لك الثقلان
٤٨٣١. وقد استويت على سري الملك واس
توليت مع هذا على البلدان
٤٨٣٢. لكن بابك ليس يغشاه امرؤ
إن لم يجيء بالشافع المعوان
٤٨٣٣. ويذلّ للبواب والحجاب والش
فعاء أهل القريب والاحسان
٤٨٣٤. أفيستوي هذا وهذا عندكم
والله ما استويا لدى انسان
٤٨٣٥. والمشركون أخف في كفرانهم
وكلاهما من شيعة الشيطان
٤٨٣٦. إن المعطل بالعداوة قائم
في قالب التنزيه للرحمن
٤٨٣٧. هذا وللمتمسكين بسنة ال
مختار عند فساد ذي الأزمان
٤٨٣٨. أجر عظيم ليس يقدر قدره
الا الذي أعطاه للانسان
٤٨٣٩. فروى أبو داود في سنن له
ورواه أيضا أحمد الشيباني
٤٨٤٠. أثرا تضمن أجر خمسين أمرا
من صحب أحمد خيرة الرحمن
٤٨٤١. اسناده حسن ومصداق له
في مسلم فافهمه بالاحسان
٤٨٤٢. ان العبادة وقت هرج هجرة
حقا الىّ وذاك ذو برهان
٤٨٤٣. هذا وكم من هجرة لك أيها الس
ني بالتحقيق لا بأماني
٤٨٤٤. هذا وكم من هجرة لهم بما
قال الرسول وجاء في القرآن
٤٨٤٥. ولقد أتى مصداقه في الترمذي
لمن له أذنتان واعيتان
٤٨٤٦. في اجر محيي سنة ماتت فذا
ك مع الرسول رفيقه بجنان
٤٨٤٧. هذا ومصداق له أيضا أتى
في الترمذي لمن له عينان
٤٨٤٨. تشبيه أمته بغيث أول
منه وآخره فمشتبهان
٤٨٤٩. فلذالك لا يدري الذي هو منهما
قد خص بالتفضيل والرجحان
٤٨٥٠. ولقد أتى أثر بأن الفضل في ال
طرفين أعني أولا والثاني
٤٨٥١. والوسط ذو ثبج فاعوج هكذا
جاء الحديث وليس ذا نكران
٤٨٥٢. ولقد أتى في الوحي مصداق له
في الثلتين وذاك في القرآن
٤٨٥٣. أهل اليمن فثلة مع مثلها
والسابقون أقل في الحسبان
٤٨٥٤. ما ذاك الا أن تابعهم هم ال
غرباء ليست غربة الأوطان
٤٨٥٥. لكنها والله غربة قائم
بالدين بين عساكر الشيطان
٤٨٥٦. فلذاك شبههم به متبوعهم
في الغربتين وذاك ذو تبيان
٤٨٥٧. لم بشبهوهم في جميع أمورهم
من كل وجه ليس يستويان
٤٨٥٨. فانظر الى تفسيره الغرباء بال
محيين سنته بكل زمان
٤٨٥٩. طوبى لهم والشوق يحدوهم الى
أخذ الحديث ومحكم القرآن
٤٨٦٠. طوبى لهم لم يعبأوا بنحاتة الأ
فكار أو بزبالة الأذهان
٤٨٦١. طوبى لهم ركبوا على متن العزا
ئم قاصدين لمطلع الايمان
٤٨٦٢. طوبى لهم لم يعبأوا شيئا بذي الآ
راء إذ أغناهم الوحيان
٤٨٦٣. طوبى لهم وامامهم دون الورى
من جاء بالايمان والفرقان
٤٨٦٤. والله ما ائتموا بشخص دونه
إلا إذا ما دلهم ببيان
٤٨٦٥. في الباب آثار عظيم شأنها
أعيت على العلماء في الأزمان
٤٨٦٦. إذ أجمع العلماء أن صحابة ال
مختار خير طوائف الانسان
٤٨٦٧. ذا بالضرورة ليس فيه الخلف بي
ن اثنين ما حكيت به قولان
٤٨٦٨. فلذاك ذي الآثار أعضل أمرها
وبغوا لها التفسير بالاحسان
٤٨٦٩. واسمع اذاً تأويلها وافهمه لا
تعجل برد منك أو نكران
٤٨٧٠. ان البدار برد شيء لم تحط
علما به سبب الى الحرمان
٤٨٧١. الفضل منه مطلق ومقيد
وهما لأهل الفضل مرتبتان
٤٨٧٢. والفضل ذو التقييد ليس بموجب
فضلا على الاطلاق من انسان
٤٨٧٣. لا يوجب التقييد أن يقضي له
بالاستواء فكيف بالرجحان
٤٨٧٤. إذ كان ذو الاطلاق حاز على الفضا
ئل فوق ذي التقييد بالاحسان
٤٨٧٥. فاذ فرضنا واحدا قد حاز نو
عا لم يجزه فاضل الانسان
٤٨٧٦. لم يوجب التخصيص من فضل علي
ه ولا مساواة ولا نقصان
٤٨٧٧. ما خلق آدم باليدين بموجب
فضلا على المبعوث بالقرآن
٤٨٧٨. وكذا خصائص من أتى من بعده
من كل رسل الله بالبرهان
٤٨٧٩. فمجمد أعلاهم فوقا وما
حكمت لهم بهزيمة الرجحان
٤٨٨٠. فالحاشز الخمسين أجرا لم يجز
ها في جميع شرائع الايمان
٤٨٨١. هل حازها في بدر أو أحد أو ال
فتح المبين وبيعة الرضوان
٤٨٨٢. بل حازها إذ كان قد فقد المع
ين وهم فقد كانوا أولي أعوان
٤٨٨٣. والرب ليس يضيع ما يتحمل
المتحملون لأجله من شان
٤٨٨٤. فتحمل العبد الوحيد رضاه مع
فيض العدو وقلة الأعوان
٤٨٨٥. مما يدل على يقين صادق
ومحبة وحقيقة العرفان
٤٨٨٦. يكفيه ذلا واغترابا قلة الأ
نصار بين عساكر الشيطان
٤٨٨٧. في كل يوم فرقة تغزوه ان
ترجع يوافيه الفريق الثاني
٤٨٨٨. فسل الغريم المستضام عن الذي
يلقاه بين عدا بلا حسبان
٤٨٨٩. هذا وقد بعد المدى وتطاول ال
عهد الذي هو موجب الاحسان
٤٨٩٠. ولذاك كان كقابض جمرا فسل
أحشاءه عن حرّ ذي النيران
٤٨٩١. والله أعلم بالذي في قلبه
يكفيه علن الواحد المنان
٤٨٩٢. في القلب أمر لييس يقدر قدره
الا الذي آتاه للانسان
٤٨٩٣. بر وتوحيد وصبر مع رضا
والشكر والتحكيم للقرآن
٤٨٩٤. سبحانه قاسم فضله بين العبا
د فذاك مولى الفضل والاحسان
٤٨٩٥. فالفضل عند الله ليس بصورة الأ
عمال بل بحقائق الايمان
٤٨٩٦. وتفاضل الأعمال يتبع ما يقو
م بقلب صاحبها من البرهان
٤٨٩٧. حتى يكون العاملان كلاهما
في رتبة تبدو لنا بعيان
٤٨٩٨. هذا وبينهما كما بين السما
والأرض في فضل وفي رجحان
٤٨٩٩. ويكون بين ثواب ذا وثواب ذا
رتب مصاعفة بلا حسبان
٤٩٠٠. هذا عطاء الرب جل جلاله
وبذاك تعرف حكمة الرحمن
٤٩٠١. يا خاطب الحور الحسان وطالبا
لوصالهن بجنة الحيوان
٤٩٠٢. لو كنت تدري من خطبت ومن طلب
ت بذلت ما تحوي من الأثمان
٤٩٠٣. أو كنت تدري أين مسكنها جعل
ت السعي منك لها على الأجفان
٤٩٠٤. ولقد وصفت طريق مسكنها فان
رمت الوصال فلا تكن بالواني
٤٩٠٥. أسرع وحدث السير جهدك انما
مسراك هذا ساعة لزمان
٤٩٠٦. فاعشق وحدّث بالوصال النفس واب
ذل مهرها ما دمت ذا امكان
٤٩٠٧. واجعل صيامك قبل لقياها ويو
م الوصل يوم الفطر من رمضان
٤٩٠٨. واجعل نعوت جمالها الحادي وسر
تلقي المخاوف وهي ذات أمان
٤٩٠٩. لا يلهينك منزل لعبت به
أيدي البلا من سالف الأزمان
٤٩١٠. فاقد ترحل عنه كل مسرة
وتبدلت بالهم والأحزان
٤٩١١. سجن يضيق بصاحب الايمان ل
كن جنّة الماوى لذي الكفران
٤٩١٢. سكانها أهل الجهالة والبطا
لة والسفاهة أنجس السكان
٤٩١٣. وألذهم عيشا فأجلهم لحق
الله ثم حقائق القرآن
٤٩١٤. عمرت بهم هذي الديار وأقفرت
منخم ربوع العلم والايمان
٤٩١٥. قد آثروا الدنيا ولذة عيشها ال
فاني على الجنات والرضوان
٤٩١٦. صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم
ورضوا بكل مذلة وهوان
٤٩١٧. كدحا وكدا لا يفتر عنهم
ما فيه من غم ومن أحزان
٤٩١٨. والله لو شاهدت هاتيك الصدو
ر رأيتها كمراجل النيران
٤٩١٩. ووقودها الشهوات والحسرات والآ
لام لا تخبو مدى الأزمان
٤٩٢٠. أبدانهم أجداث هاتيك النفو
س اللائي قد قبرت مع الأبدان
٤٩٢١. أرواحهم في وحشة وجسومهم
في كدحها لا في رضا الرحمن
٤٩٢٢. هربوا من الرق الذي خلقوا له
فبلو ربق النفس والشيطان
٤٩٢٣. لا ترض ما اختاروه هم لنوفسهم
فقد ارتضوا بالذل والحرمان
٤٩٢٤. لو سارت الدنيا جناح بعوضة
لم يسق منها الرب ذو الكفران
٤٩٢٥. لكنها والله أحقر عنده
من ذا الجناح القاصر الطيران
٤٩٢٦. ولقد تولت بعد عن أصحابها
فالسعد منها حل بالدبران
٤٩٢٧. لا يرتجي منها الوفاء لصبها
أين الوفا من غادر خوان
٤٩٢٨. طبعت على كدر فكيف ينالها
صفو أهذا قط في الامكان
٤٩٢٩. ياعاشق الدنيا تأهب للذي
قد ناله العشاق كل زمان
٤٩٣٠. أو ماسمعت بل رأيت مصارع ال
عشاق من شيب ومن شبان
٤٩٣١. فاسمع اذا أوصافها وصفات ها
تيك المنازل ربة الاحسان
٤٩٣٢. هي جنة طابت وطاب نعيمها
فنعيمها باق وليس بفان
٤٩٣٣. دار السلام وجنة المأوى ومن
زل عسكر الايمان والقرآن
٤٩٣٤. فالدار دار سلامة وخطابهم
فيها سلام واسم ذي الغفران
٤٩٣٥. درجاتها مائة وما بين اثنتي
ن فذاك في التحقيق للحسبان
٤٩٣٦. مثل الذي بين السماء وبين هذي
الأرض قول الصاق والبرهان
٤٩٣٧. لكن عاليها هو الفردوس مس
قوف بعرش الخالق الرحمن
٤٩٣٨. وسط الجنان وعلوها فلذاك كا
نت قبة من أحسن البنيان
٤٩٣٩. منه تفجر سائر الأنهار فال
ينبوع منه نازل بجنان
٤٩٤٠. أبوابها حق ثمانية أتت
في النص وهي لصاحب الاحسان
٤٩٤١. باب الجهاد وذاك أعلاها وبا
ب الصوم يدعي الباب بالريان
٤٩٤٢. ولكل سعي صالح باب ورب
السعي منه داخل بأمان
٤٩٤٣. ولسوف يدعى المرء من أبوابها
جميعا إذا وفى حلى الايمان
٤٩٤٤. منهم أبو بكر الصديق ذا
ك خليفة المبعوث بالقرآن
٤٩٤٥. سبعون عاما بين كل اثنين من
ها قدّرت بالعد والحسبان
٤٩٤٦. هذا حديث لقيط المعروف بال
خبر الطويل وذا عظيم الشان
٤٩٤٧. وعليه كل جلالة ومهابة
ولكم حواه بعد من عرفان
٤٩٤٨. لكن بينهما مسيرة أربعي
ن رواه حبر الامة الشيباني
٤٩٤٩. في مسند بالرفع وهو لمسلم
وقف كمرفوع بوجه ثان
٤٩٥٠. ولقد روى تقديره بثلاثة ال
أيام لكن عند ذي العرفان
٤٩٥١. أعني البخاري الرضي وهو منكر
وحديث رواية ذو نكران
٤٩٥٢. هذا وفتح الباب ليس بممكن
الا بنفتاح على أسنان
٤٩٥٣. مفتاحه بشهادة الاخلاص والتو
حيد تلك شهادة الايمان
٤٩٥٤. أسنانه الأعمال وهي شرائع ال
إسلام والمفتاح بالأسنان
٤٩٥٥. لا تلغين هذا المثال فكم به
من حل أشكال لذي العرفان
٤٩٥٦. هذا ومن يدخل فليس بداخل
الا بتوقيع من الرحمن
٤٩٥٧. وكذاك يكتب للفتى لدخوله
من قبل توقيعانمشهوران
٤٩٥٨. إحداهما بعد الممات وعرض أر
اح العباد به على الديان
٤٩٥٩. فيقول رب العرش جا جلاله
للكاتبين وهم أولو الديوان
٤٩٦٠. ذا الاسم في الديوان يكتب ذاك دي
وان الجنان مجاور المنان
٤٩٦١. ديوان عليين أصحاب القرآ
ن وسنة المبعوث بالقرآن
٤٩٦٢. فإذا انتهى للجسر يوم الحشر يع
طى للدخول اذا كتاب ثان
٤٩٦٣. عنوانه هذا الكتاب من عزي
ز راحم لفلان ابن فلان
٤٩٦٤. فدعوه يدخل جنة المأوى التي ار
تفعت ولكن لقطوف دوان
٤٩٦٥. هذا وقد كتب اسمه مذ كان في ال
أرحام قبل ولادة الانسان
٤٩٦٦. بل قبل ذلك هو وقت القبضتي
ن كلاهما للعدل والاحسان
٤٩٦٧. سبحان ذي الجبروت والملكوت وال
إجلال والاكرام والسبحان
٤٩٦٨. والله أكبر عالم الأسرار وال
إعلان واللحظات بالأجفان
٤٩٦٩. والحمد لله السميع لسائر ال
أصوات من سر ومن إعلان
٤٩٧٠. وهو الموحد والمسبح والممج
د والحميد ومنزل القرآن
٤٩٧١. والأمر من قبل ومن بعد له
سبحانك اللهم ذا السلطان
٤٩٧٢. هذا وان صفوفهم عشرون مع
مائة وهذي الأمة الثلثان
٤٩٧٣. يرويه عنه بريدة إسناده
سرط الصحيح بمسند الشيباني
٤٩٧٤. وله شواهد من حديث أبي هري
رة وابن مسعود وحبر زمان
٤٩٧٥. أعني ابن عباس وفي إسناده
رجل ضعيف غير ذي اتقان
٤٩٧٦. ولقد أتانا في الصحيح بأنهم
شطر وما اللفظان مختلفان
٤٩٧٧. إذ قال أرجو تكونوا شطرهم
هذا رجاء منه للرحمن
٤٩٧٨. أعطاه رب العرش ما يرجو وزا
د من العطاء فعال ذي الاحسان
٤٩٧٩. هذا وأول زمرة فوجوههم
كالبدر ليل الست بعد ثمان
٤٩٨٠. السابقون هم وقد كانوا هنا
أيضا أولي سبق الى الاحسان
٤٩٨١. والزمرة الأخرلا كأضواء كوكب
في الأفق تنظره به العينان
٤٩٨٢. أمشاطهم ذهب ورشحهم فمس
ك خالص يا ذلة الحرمان
٤٩٨٣. ويرى الذين بذيلها من فوقهم
مثل الكواكب رؤية بعيان
٤٩٨٤. ما ذاك مختصا برسل الله بل
لهم وللصديق ذي الايمان
٤٩٨٥. هذا وأعلاهم فناظر ربه
في كل يوم وقته الطرفان
٤٩٨٦. لكن أدناهم وما فيهم دني
إذ ليس في الجنات من نقصان
٤٩٨٧. فهو الذي تلقى مسافة ملكه
بسنيننا ألفان كاملتان
٤٩٨٨. فيرى بها أقصاه حقا مثل رؤ
يته لأدناه القريب الداني
٤٩٨٩. أو ماسمعت بأن آخر أهلها
يعطيه رب لعرش ذو الغفران
٤٩٩٠. أضعاف دنيانا جميعا عشر أم
ثال لها سبحان ذي الاحسان
٤٩٩١. هذا وسنهم ثلاث مع ثلا
ثين التي هي قوة الشبان
٤٩٩٢. وصغيرهم وكبيرهم في ذا على
حد سواء ما سوى الولدان
٤٩٩٣. ولقد روى الخدري أيضا أنهم
أبناء عشر بعدها عشران
٤٩٩٤. وكلاهما في الترمذي وليس ذا
بتناقض بل ها هنا أمران
٤٩٩٥. حذف الثلاث ونيف بعد العقو
د وذكر ذلك عندهم سيان
٤٩٩٦. عند اتساع في الكلام فعندما
يأتوا بتحرير فبالميزان
٤٩٩٧. والطول طول أبيهم ستون ل
كن عرضهم سبع بلا نقصان
٤٩٩٨. الطول صح بغير شك في الصحي
حين اللذين هما لنا شمسان
٤٩٩٩. والعرض لم نعرفه في احداهما
لكن رواه أحمد الشيباني
٥٠٠٠. هذا ولا يخفى التناسب بين ه
ذا العرض والطول البديع الشان
٥٠٠١. كل على مقدرا صاحبه وذا
تقدير متقن صنعة الانسان
٥٠٠٢. ألوانهم بيض وليس لهم لحى
جعد الشعور مكحّلوا الأجفان
٥٠٠٣. هذا كمال الحسن في أبشارهم
وشعورهم وكذلك العينان
٥٠٠٤. ولقد أتى أثر بأن لسانهم
بالمنطق العربي خير لسان
٥٠٠٥. لكنّ في اسناده نظرا ففي
ه راويان وما هما ثبتان
٥٠٠٦. أعني العلاء هو ابن عمرو ثم يح
يى الأشعري وذان مغموزان
٥٠٠٧. والريح يوجد من مسيرة أربعي
ن وإن تشأ مائة فمرويان
٥٠٠٨. وكذا روى سبعين أيضا صح ه
ذا كله وأتى به اثران
٥٠٠٩. ما في رجالهما لنا من مطعن
والجمع بين الكل ذو إمكان
٥٠١٠. وقد أتى تقديره مائة بخم
س ضربها من غير ما نقصان
٥٠١١. إن صح هذا فهو أيضا والذي
من قلبه في غاية الامكان
٥٠١٢. أما بحسب المدركين لريحها
قربا وبعدا ما هما سيّان
٥٠١٣. أو باختلاف قرارها وعلوّها
أيضا وذلك اضح التبيان
٥٠١٤. أو باختلاف السير أيضا فهو أن
واع بقدر إطاقة الانسان
٥٠١٥. ما بين ألفاظ الرسول تناقض
بل ذلك في الأفهام والأذهان
٥٠١٦. ونظير هذا سبق أهل الفقر لل
جنات في تقديره أثران
٥٠١٧. مائة بخمس ضربها أو أربعي
ن كلاهما في ذاك محفوظان
٥٠١٨. فأبو هريرة قد روى أولاهما
وروى لنا الثاني صحابيان
٥٠١٩. هذا بحسب تفاوت الفقراء في أس
تحقاق سبقهم الى الاحسان
٥٠٢٠. أو ذا بحسب تفاوت في الأغنيا
ء كلاهما لا شك موجودان
٥٠٢١. هذا وأولهم دخولا خير خل
ق الله من قد خصّ بالقرآن
٥٠٢٢. والأنبياء على مراتبهم من الت
فضيل تلك مواهب المنان
٥٠٢٣. هذا وأمة أحمد سباق با
قي الخلق عند دخولهم بجنان
٥٠٢٤. وأحقهم بالسبق أسبقهم الى ال
إسلام والتصديق بالقرآن
٥٠٢٥. وكذا أبو بكر هو الصديق أس
بقهم دخولا قول عند ذي البرهان
٥٠٢٦. وروى ابن ماجه أن أولهم يصا
فحه اله العرش ذو الاحشان
٥٠٢٧. ويكون أولهم دخولا جنة ال
فردوس ذلك قامع الكفران
٥٠٢٨. فاروق دين الله ناصر قوله
ورسوله وشرائع الايمان
٥٠٢٩. لكنه أثر ضعيف فيه مج
روح يسمى خالدا ببيان
٥٠٣٠. لو صلح كان عمومه المخصوص بالص
ديق قطعا غير ذي نكران
٥٠٣١. هذا وأولهم دخولا فهو حم
اد على الحلالات للرحمن
٥٠٣٢. إن كان في السراء أصبح حامدا
أو كان في الضرا فحمد ثان
٥٠٣٣. هذا الذي هو عارف بإلهه
وصفائه وكماله الرباني
٥٠٣٤. وكذا الشهيد فسبقه متيقن
وهو الجدير بذلك الاحسان
٥٠٣٥. وكذلك الملوك حين يقوم بال
حقين سباق بغير توان
٥٠٣٦. وكذا فقير ذو عيال ليس بال
ملحاح بل ذو عفة وصيان
٥٠٣٧. والجنة اسم الجنس وهي كثيرة
جدا ولكن أصلها نوعان
٥٠٣٨. ذهبيتان بكل ما حوتاه من
حلى وآنية ومن بنيان
٥٠٣٩. وكذاك أيضا ففضة ثنتان من
حلى وبنيان وكل أوان
٥٠٤٠. لكن دار الخلد والمأوى وعد
ن والسلام اضافة لمعان
٥٠٤١. أوصافها استدعت اضفتها الي
ها مدحة مع غاية التبيان
٥٠٤٢. لكنما الفردوس أعلاها وأو
سطها مساكن صفوة الرحمن
٥٠٤٣. أعلاه منزلة لأعلى الخلق من
زلة هو المبعوث بالقرآن
٥٠٤٤. وهي الوسيلة وهي أعلى رتبة
خلصت له فضلا من الرحمن
٥٠٤٥. ولقد أتى في سورة الرحمن تف
ضيل الجنان مفصلا ببيان
٥٠٤٦. هي أربع ثنتان فاضلتان ثم
يليهما ثنتان مفضولان
٥٠٤٧. فالأوليان الفضليان لأوجه
عشر ويعسر نظمها بوزان
٥٠٤٨. واذا تأملت السياق وجدتها
فيه تلوح لمن له عينان
٥٠٤٩. سبحان من غرست يداه جنة ال
فردوس عند تكامل البنيان
٥٠٥٠. ويداه أيضا أتقنت لبنائها
فتبارك الرحمن أعظم بان
٥٠٥١. هي في الجنان كآدم وكلاهما
تفضيله من أجل هذا الشان
٥٠٥٢. لكنما الجهميّ ليس لديه من
ذا الفضل شيء فهو ذو نكران
٥٠٥٣. ولد عقوق عق والده ولم
يثبت بذا فضلا على شيطان
٥٠٥٤. فكلاهما تأثير قدرته وتأ
ثير المشيئة ليس ثم يدان
٥٠٥٥. آلاهما أو نعمتاه وخلقه
كل بنعمة ربه المنان
٥٠٥٦. لما قضى رب العباد العرش قا
ل تكلمي فتكلمت ببيان
٥٠٥٧. قد أفلح العبد الذي هو مؤمن
ماذا ادّخرت له من الاحسان
٥٠٥٨. ولقد روى حقا أبو الدرداء ذا
ك عويمر أثرا عظيم الشان
٥٠٥٩. يهتز قلب العبد عند سماعه
طربا بقدر حلاوة الايمان
٥٠٦٠. ما مثله أبدا يقال برأيه
أو كان يا أهلا بذا العرفان
٥٠٦١. فيه النزول ثلاث ساعات فاح
داهن ينظر في الكتاب الثاني
٥٠٦٢. يمحو ويثبت ما يشاء بحكمة
وبعزة وبرحمة وحنان
٥٠٦٣. فترى الفتى يمسي على حال ويص
بح في سواها ما هما مثلان
٥٠٦٤. هو نائم واموره قد دبرت
ليلا ولا يدري بذاك الشان
٥٠٦٥. والساعة الأخرى الى عدن مسا
كن أهله هم صفوة الرحمن
٥٠٦٦. الرسل ثم الأنبياء ومعهم الص
ديق حسب فلا تكن بجبان
٥٠٦٧. فيها الذي والله لا عين رأت
كلا ولا سمعت به الأذنان
٥٠٦٨. كلا ولا قلب به خطر المثا
ل له تعالى الله ذو السلطان
٥٠٦٩. والساعة الأخرى الى هذي السما
ء يقول هل من تائب ندمان
٥٠٧٠. أو داع أو مستغفر أو سائل
أعطيه اني واسع الاحسان
٥٠٧١. حتى يصلي الفجر يشهدها مع ال
أملاك تلك شهادة القرآن
٥٠٧٢. هذا الحديث بطوله وسياقه
وتمامه في سنة الطبراني
٥٠٧٣. وبناؤها اللبنات من ذهب
وأخرى فضة نوعان محتلفان
٥٠٧٤. وقصورها من لؤلؤ وزبرجد
أو فضة أو خالص العيقان
٥٠٧٥. وكذاك من در وياقوت به
نظم الناء بغاية الاتقان
٥٠٧٦. والطين مسك خالص أو زعفرا
ن جابذا أثران مقبولان
٥٠٧٧. ليسا بمختلفين لا تنكرهما
فهما الملاط لذلك البنيان
٥٠٧٨. والأرض مرمرة مخالص فضة
مثل المرات تناله العينان
٥٠٧٩. في مسلم تشبيهها بالدرمك الص
افي وبالمسك العظيم الشان
٥٠٨٠. هذا لحسن اللون لكن ذا لطي
ب الريح صار هناك تشبيهان
٥٠٨١. حصباؤها در وياقوت كذا
ك لآلىء نثرت كنثر جمان
٥٠٨٢. وترابها من زعفران أو من الم
سك الذي ما استلّ من غزلان
٥٠٨٣. غرفاتها في الجو ينظر بطنها
من ظهرها والظهر من بطنان
٥٠٨٤. سكانها أهل القيام مع الصيا
م وطيب الكلمات والاحسان
٥٠٨٥. ثنتان خالص حقه سبحانه
وعبيده أيضا لهم ثنتان
٥٠٨٦. للعبد فيها خيمة من لؤلؤ
قد جوفت هي صنعة الرحمن
٥٠٨٧. ستون ميلا طولها في الجو في
كل الزوايا أجمل النسوان
٥٠٨٨. يغشى الجميع فلا يشاهد بعضهم
بعضا وهذا لاتساع مكان
٥٠٨٩. فيها مقاصير بها الأبواب من
ذهب ودر زين بالمرجان
٥٠٩٠. وخيامها منصوبة برياضها
وشواطئ الأنهار ذي الجريان
٥٠٩١. ما في الخيام سوى التي لو قابلت
للنيرين لقلت منكسفان
٥٠٩٢. له هاتيك الخيام فكم بها
للقلب من علق ومن أشجان
٥٠٩٣. فيهن حور قاصرات الطرف خي
رات حسان من خير حسان
٥٠٩٤. خيرات أخلاق حسان أوجها
فالحسن والاحسان متفقان
٥٠٩٥. فيها الأرائك وهي من سرر علي
هن الحجال كثيرة الألوان
٥٠٩٦. لا تستحق اسم الأرائك دون ها
تيك الحجال وذاك وضع لسان
٥٠٩٧. بشخانة يدعونها بلسان فا
رس وهو ظهر البيت ذي الأركان
٥٠٩٨. أشجارها نوعان منها ما له
في هذه الدنيا مثال ذان
٥٠٩٩. كالسدر أصل النبق مخضود مكا
ن الشوك من ثمر ذوي ألوان
٥١٠٠. هذا وظل السدر من خير الظلا
ل ونفعه الترويح للأبدان
٥١٠١. وثماره أيضا ذوات منافع
من بعضها تفريح ذي الأحزان
٥١٠٢. والطلح وهو الموز منضود كما
نضدت يد باصابع وبنان
٥١٠٣. أو أنه شجر البوادي موقرا
حملا مكان الشوك في الأغصان
٥١٠٤. وكذلك الرمان والأعناب والن
خل التي منها القطوف دوان
٥١٠٥. هذا ونوع ما له في هذه الد
نيا نظير كي يرى بعيان
٥١٠٦. يكفي من التعجاج قول الهنا
من كل فاكهة بها زوجان
٥١٠٧. وأتوا به متشابها في اللون مخ
تلف الطعوم فذاك ذو ألوان
٥١٠٨. أو أنه متشابه في الاسم مخ
تلف الجعوم فذاك قول ثان
٥١٠٩. أو انه وسط خيار كله
فالفحل منه ليس ذا ثنيان
٥١١٠. أو أنه لثمارنا ذي مشبه
في اسم ولون ليس يختلفان
٥١١١. لكن لبهجتها ولذة طعمها
أمر سوى هذا الذي تجدان
٥١١٢. فيلذها في الأكل عند منالها
وتلذها من قبله العينان
٥١١٣. قال ابن عباس وما بالجنة ال
عليا سوى أسماء ما تريان
٥١١٤. يعني الحقائق لا تماثل هذه
وكلاهما في الاسم متفقان
٥١١٥. يا طيب هاتيك الثمار وغرسها
في المسك ذاب الترب للبستان
٥١١٦. وكذلك الماء الذي يسقى به
ياطيب ذاك الورد للظوآن
٥١١٧. وإذا تناولت المار أتت نظي
رتها فحلت دونها بمكان
٥١١٨. لم تنقطع أبدا ولم ترقب نزو
ل الشمس من حمل الى ميزان
٥١١٩. وكذاك لم تمنع ولم تحنج الى
أن ترتقي للقنو في العيدان
٥١٢٠. بل ذللت القطوف فكيف ما
شئت انتزعت بأسهل الامكان
٥١٢١. ولقد أتى أثر بأن الساق من
ذهب رواه الترمذي ببيان
٥١٢٢. قال ابن عباس وهاتيك الجذو
ع زمرد من أحسن الألوان
٥١٢٣. ومقطعاتهم من الكرم الذي
فيها ومن سعة من العقيان
٥١٢٤. وثمارها ما فيه من عجم كأم
ثال القلال فجلّ ذو الاحسان
٥١٢٥. وظلالها معدودة ليست تقي
حرا ولا شمسا وأنى ذان
٥١٢٦. أو ما سمعت بظل أصل واحد
فيه يسير الراكب العجلان
٥١٢٧. مائة سنين قدرت لا تنقضي
هذا العظيم الأصل والأفنان
٥١٢٨. ولقد روى الخدري أيضا أن طو
بى قدريها مائة بلا نقصان
٥١٢٩. تتفتح الأكمام فيها عن لبا
سهم بما شاءوا من الألوان
٥١٣٠. قال ابن عباس ويرسل ربنا
ريحا تهز ذوائب الأغصان
٥١٣١. فتثير أصواتا تلذ لمسمع الا
نسان كالنغمات بالأوزان
٥١٣٢. يا لذة الأسماع لا تتعوضي
بلذاذة الأوتار والعيدان
٥١٣٣. أو ما سمعت سماعهم فيها غنا
ء الحور بالأصوات والألحان
٥١٣٤. واها لذيّاك السماع فإنه
ملئت به الأذنان بالاحسان
٥١٣٥. واها لذيّاك السماع وطيبه
من مثل أقمار على أغصان
٥١٣٦. واها لذيّاك السماع فكم به
للقلب من طرب ومن أشجان
٥١٣٧. واها لذيّاك السماع ولم أقل
ذيّاك تصغيرا له بلسان
٥١٣٨. ما ظن سامعه بصوت أطيب ال
أصوات من حور الجنان حسان
٥١٣٩. نحن النواعم والخوالد خيرا
ت كاملات الحسن والاحسان
٥١٤٠. لسنا نموت ولا نخاف وما لنا
سخط ولا ضغن من الأضغان
٥١٤١. طوبى لمن كنا له وكذاك طو
بى للذي هو حظنا لفظان
٥١٤٢. في ذاك آثار روين وذكرها
في الترمذي ومعجم الطبراني
٥١٤٣. ورواه يحيى شيخ الأوزاعي تف
سيرا للفظة يحبرون أغان
٥١٤٤. نزه سماعك إن أردت سماع ذي
اك الغناء عن هذه الألحان
٥١٤٥. لا تؤثر الأدنى على الأعلى فتح
رم ذا وذا يا ذلة الحرمان
٥١٤٦. إن اختيارك للسماع النازل ال
أدنى على الأعلى من النقصان
٥١٤٧. والله أن سماعهم في القلب وال
إيمان مثل السم في الأبدان
٥١٤٨. والله ما انفك الذي هو دأبه
أبدا من الاشراك بالرحمن
٥١٤٩. فلقلب بيت الرب جل جلاله
حبا واخلاصا مع الاحسان
٥١٥٠. فإذا تعلق بالسماع اصاره
عبدا لكل فلانة وفلان
٥١٥١. حب الكتاب وحب ألحان الغنا
في قلب عبد ليس يجتمعان
٥١٥٢. ثقل الكتاب عليهملما رأوا
تقييده بشرائع الايمان
٥١٥٣. واللهو خف عليهم ولما رأوا
ما فيه من طرب ومن ألحان
٥١٥٤. قوت النفوس وانما القرآن قو
ت القلب أنى يستوي القوتان
٥١٥٥. ولذا تراه حظ ذي النقصان كال
جهال والصبيان والنسوان
٥١٥٦. وألذهم فيه أقلهم من العقل
الصحيح فسل أخا العرفان
٥١٥٧. يا لذة الفساق لست كلذة ال
أبرار في عقل ولا قرآن
٥١٥٨. أنهارها في غير أخدود جرت
سبحان ممسكها عن الفيضان
٥١٥٩. من تحتهم تجري كما شاءوا مفج
رة وما للنهر من نقصان
٥١٦٠. عسل مصفى ثم ماء ثم خم
ر ثم أنهار من الألبان
٥١٦١. والله ما تلك المواد كهذه
لكن هما في اللفظ مجتمعان
٥١٦٢. هذا وبينهما يسير تشابه
وهو اشتراك قام بالأذهان
٥١٦٣. وطعامهم ما تشتهيه نفوسهم
ولحوم طير ناعم وسمان
٥١٦٤. وفواكه شتى بحسب مناهم
يا شبعة كملت لذي الايمان
٥١٦٥. لحم وخمر والنسا وفواكه
والطيب مع روح ومع ريحان
٥١٦٦. وصحافهم ذهب تطوف عليهم
بأكف خدام من الولدان
٥١٦٧. وانظر الى جعل اللذاذة للعيو
ن وشهوة للنفس في القرآن
٥١٦٨. للعين منها لذة تدعو الى
شهواتها بالنفس والأمران
٥١٦٩. سبب التناول وهو يوجب لذة
أخرى سوى ما نالت العينان
٥١٧٠. يسقون فيها من رحيق ختمه
بالمسك أوله كمثله الثاني
٥١٧١. مع خمرة لذت لشاربها بلا
غول ولا داء ولا نقصان
٥١٧٢. والخمر في الدنيا فهذا وصفها
تغتال عقل الشارب السكران
٥١٧٣. وبها من الأدواء ما هي أهله
ويخاف من عدم لذي الوجدان
٥١٧٤. فنفى لنا الرحمن أجمعها عن ال
خمر التي في جنة الحيوان
٥١٧٥. وشرابهم من سلسبيل مزجه ال
كافور ذاك شراب ذي الاحسان
٥١٧٦. هذا شرب أولي اليمين ولكن ال
أبرار شربهم المقرب خيرة الرحمن
٥١٧٧. صفى المقرب سعيه فصفا له
ذاك الشراب فتلك تصفيتان
٥١٧٨. لكن أصحاب اليمين فأهل مز
ج بالمباح وليس بالعصيان
٥١٧٩. مزج الشراب لهم كما مزجوا
هم الأعمال ذاك المزج بالميزان
٥١٨٠. هذا وذو التخليط مزجا أمره
والحكم فيه لربه الديان
٥١٨١. هذا وتصريف المآكل منهم
عرق يفيض لهم من الأبدان
٥١٨٢. كروائح المسك الذي ما فيه خل
ط غيره من سائر الألوان
٥١٨٣. فتعود هانيك البطون ضوامرا
تبغي الطعام على مدى الأزمان
٥١٨٤. لا غائط فيها ولا بول ولا
مخط ولا بصق من الانسان
٥١٨٥. ولهم جشاء ريحه مسك يكو
ن به تمام الهم بالاحسان
٥١٨٦. هذا وهذا صح عنه فواحد
في مسلم ولأحمد الأثران
٥١٨٧. وهم الملوك على الأسرة فوق ها
تيك الرؤوس مرصع التيجان
٥١٨٨. ولباسهم من سندس خضر ومن
استبرق نوعان معروفان
٥١٨٩. ما ذلك من دود بنى من فوقه
تلك البيوت وعاد ذا الطيران
٥١٩٠. كلا ولا نسجت على المنوال نس
ج ثيابنا بالقطن والكتان
٥١٩١. لكنها حلل تشق ثمارها
عنها رأيت شقائق النعمان
٥١٩٢. بيض وخضر ثم صفر ثم حم
ر كالرباط بأحسن الألوان
٥١٩٣. لا تقرب الدنس المقرب للبلى
ما للبلى فيهن من سلطان
٥١٩٤. ونصيف احداهن وهو خمارها
ليست له الدنيا من الأثمان
٥١٩٥. سبعون من حلل عليها لا تعو
ق الطرق عن مخ ورا الساقان
٥١٩٦. لكن يراه من ورا ذا كله
مثل الشراب لذي زجاج أوان
٥١٩٧. والفرش من استبرق قد بطنت
ما ظنكم بظهارة لبطان
٥١٩٨. مرفوعة فوق الأسرة يتكئ
هو والحبيب بخلوة وأمان
٥١٩٩. يتحدثان عن الأرائك ما ترى
حبين في الخلوات ينتجيان
٥٢٠٠. هذا وكم زريبة ونمارق
ووسائد صفت بلا حسبان
٥٢٠١. والحلى أصفى لؤلؤ وزبرجد
وكذاك أسورة من العقيان
٥٢٠٢. ما ذاك يختص الاناث وانما
هو للاناث كذاك للذكران
٥٢٠٣. التاركين لباسه في هذه الد
نيا لأجل لباسه بجنان
٥٢٠٤. أو ما سمعت بأن حليتهم الى
حيث انتهاء وضوئهم بوزان
٥٢٠٥. وكذا وضوء أبي هريرة كان قد
فازت به العضدان والساقان
٥٢٠٦. وسواه أنكر ذا عليه قائلا
ما الساق موضع حلية الانسان
٥٢٠٧. ما ذاك الا موضع الكعبين والز
دين لا الساقان والعضدان
٥٢٠٨. وكذاك أهل الفقه مختلفون في
هذا وفيه عندكم قولان
٥٢٠٩. والراجح الأقوى انتهاء وضوئنا
للمرفقين كذلك الكعبان
٥٢١٠. هذا الذي قد حده الرحمن في ال
قرآن لا تعدل عن القرآن
٥٢١١. واحفظ حدود الرب لا تتعدها
وكذاك لا تجنح الى النقصان
٥٢١٢. وانظر الى فعل الرسول تجده قد
أبدى المراد وجاء بالتبيان
٥٢١٣. ومن استطاع يطيل غرته فمو
قوف على الراوي هو الفوقاني
٥٢١٤. فأبو هريرة قال ذا من كيسه
فغدا يميزه أولو العرفان
٥٢١٥. ونعيم الراوي له قد شك في
رفع الحديث كذا روى الشيباني
٥٢١٦. وإطالة الغرات ليس ببمكن
أبدا وذا في غاية التبيان
٥٢١٧. يا من يطوف بكعبة الحسن التي
خفت بذاك الحجر والأركان
٥٢١٨. ويظل يسعى دائما حول الصفا
ومحسّر مسعاه لا العلمان
٥٢١٩. ويروم قربان الوصال على منى
والخيف يحجبه عن القربان
٥٢٢٠. فلذا تراه محرما أبدا ومو
ضع حله منه فليس بدان
٥٢٢١. يبغي التمتع مفردا من حبه
متجردا يبغي شفيع قران
٥٢٢٢. فيظل بالجمرات يرمي قلبه
هذي مناسكه بكل زمان
٥٢٢٣. والناس قد قضوا مناسكهم وقد
حثوا ركائبهم الى الأوطان
٥٢٢٤. وحدت بهم همم لهم وعزائم
نحو المنازل أول الأزمان
٥٢٢٥. زفعت لهم في السير أعلام الوصا
ل فشمّروا يا خيبة الكسلان
٥٢٢٦. ورأوا على بعد خياما نشرفا
ت مشرقات النور والبرهان
٥٢٢٧. فتيمموا تلك الخيام فآنسوا
فيهن أقمارا بلا نقصان
٥٢٢٨. من قاصرات الطرف لا تبغى سوى
محبوبها من سائر الشبان
٥٢٢٩. قصرت عليه طرفها من حسنه
والطرف في ذا الوجه للنسوان
٥٢٣٠. أو أنها قصرت عليه طرفه
من حسنها فالطرف للذكران
٥٢٣١. والأول المعهود من وضع الخطا
ب فلا تحدن عن ظاهر القرآن
٥٢٣٢. ولربما دلت اشارته على الث
اني فتلك اشارة لمعان
٥٢٣٣. هذا وليس القاصرات كمن غدت
مقصورة فهما اذا صنفان
٥٢٣٤. يا مطلق الطرف المعذب في الألى
جردن عن حسن وعن احسان
٥٢٣٥. لا تسبينّك صورة من تحتها
الداء الدوي تبوء بالخسران
٥٢٣٦. قبحت خلائقها وقبح فعلها
شيطانه في صورة الانسان
٥٢٣٧. تنقاد للأنذال والأرذال هم
أكفاؤها من دون ذي الاحسان
٥٢٣٨. ما ثم من دين ولا عقل ولا
خلق ولا خوف من الرحمن
٥٢٣٩. وجمالها زور ومصنوع فان
تركته لم تطمح لها العينان
٥٢٤٠. طبعت على ترك الحفاظ فما لها
بوفاء حق البعل قط يدان
٥٢٤١. ان قصر الساعي عليها ساعة
قالت وهل أوليت من احسان
٥٢٤٢. أو رام تقويما لها استعصت ولم
تقبل سوى التعويج والنقصان
٥٢٤٣. أفكارها في المكر والكيد الذي
قد حار فيه فكرة الانسان
٥٢٤٤. فجمالها قشر رقيق تحته
ما شئت من عيب ومن نقصان
٥٢٤٥. نقد رديء فوقه من فضة
شيء يظن به من الأثمان
٥٢٤٦. فالناقدون يرون ماذا تحته
والناس أكثرهم من العميان
٥٢٤٧. أما جميلات الوجوه فخائنا
ت بعولهن وهن للأخدان
٥٢٤٨. والحافظات الغيب منهن التي
قد أصبحت فردا من النسوان
٥٢٤٩. فانظر مصارع من يليك ومن خلا
من قبل من شيب ومن شبان
٥٢٥٠. وارغب بعقلك أن تبيع العالي ال
باقي بذا الأدنى الذي هو فان
٥٢٥١. إن كان قد أعياك خود مثل ما
تبغي ولم تظفر الى ذا الآن
٥٢٥٢. فاخطب من الرحمن خودا ثم قد
م مهرها ما دمت ذا إمكان
٥٢٥٣. ذاك النكاح عليك أيسر أن يكن
لك نسبة للعلم والايمان
٥٢٥٤. والله لم تخرج الى الدنيا للذ
ة عيشها أو للحطام الفاني
٥٢٥٥. لكن خرجت لكي تعد الزاد لل
أخرى فجئت بأقبح الخسران
٥٢٥٦. أهملت جمع الزاد حتى فات بل
فات الذي ألهاك عن ذا الشان
٥٢٥٧. والله لو أنّ القلوب سليمة
لتقطعت أسفا من الحرمان
٥٢٥٨. لكنها سكرى بحب حياتها الد
نيا وسوف نفيق بعد زمان
٥٢٥٩. فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اخ
تر لنفسك يا أخا العرفان
٥٢٦٠. حور حسان قد كملن خلائقا
ومحاسنا من أجمل النسوان
٥٢٦١. حتى يحار الطرف في الحسن الذي
قد ألبست فالطرف كالحيران
٥٢٦٢. ويقول لما أن يشاهد حسنها
سبحان معطي الحسن والاحسان
٥٢٦٣. والطرف يشري من كؤوس جمالها
فتراه مثل الشارب النشوان
٥٢٦٤. كملت خلائقها وأكمل حسنها
كالبدر ليل الست بعد ثمان
٥٢٦٥. والشمس تجري في محاسن وجهها
والليل تحت ذوائب الأغصان
٥٢٦٦. فتراه يعجب وهو موضع ذاك من
ليل وشمس كيف يجتمعان
٥٢٦٧. فيقول سبحان الذي ذا صنعه
سبحان متقن صنعة الانسان
٥٢٦٨. لا اليل يدرك شمسها فتغيب عن
د مجيئه حتى الصباح الثاني
٥٢٦٩. والشمس لا تأتي بطرد الليل بل
يتصاحبان كلاهما اخوان
٥٢٧٠. وكلاهما مرآة صاحبه اذا
ما شاء يبصر وجهه يريان
٥٢٧١. فيرى محاسن وجهه في وجها
وترى محاسنها به بعيان
٥٢٧٢. حمر الخدود ثغورهن لآلئ
سود العيون فواتر الأجفان
٥٢٧٣. والبرق يبدو حين يبسم ثغرها
فيضيء سقف القفصر بالجدران
٥٢٧٤. ولقد روينا أن برقا ساطعا
يبدو فيسأل عنه من بجنان
٥٢٧٥. فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك
في الجنة العليا كما تريان
٥٢٧٦. لله لاثم ذلك الثغر الذي
في لثمه إدراك كل أمان
٥٢٧٧. ريانة الأعطاف من ماء الشبا
ب فغصنها بالماء ذو جريان
٥٢٧٨. لما جرى ماء النعيم بغصنها
حمل الثمار كثيرة الألوان
٥٢٧٩. فالورد والتفاح والرمان في
غصن تعالى غارس البستان
٥٢٨٠. والقد منها كالقضيب اللدن في
حسن القوام كأوسط القضبان
٥٢٨١. في مغرس كالعاج تحسب أنه
عالي النقا أو واحد الكثبان
٥٢٨٢. لا الظهر يلحقها وليس ثديها
بلواحق للبطن أو بدوان
٥٢٨٣. لكنهن كواعب ونواهد
فثديهن كألطف الرمان
٥٢٨٤. والجيد ذو طول وحسن في بيا
ض واعتدال ليس ذا نكران
٥٢٨٥. يشكو الحليّ بعاده فله مدى ال
أيام وسواس من الهجران
٥٢٨٦. والمعصمان فان تشأ شبههما
بسبيكتين عليهما كفان
٥٢٨٧. كالزبد لينا في نعومة ملمس
أصداف در دورت بوزان
٥٢٨٨. والصدر متسع على بطن لها
حفت به خصران ذا أثمان
٥٢٨٩. وعليه أحسن سرة هي مجمع ال
خصرين قد غارت من الأعكان
٥٢٩٠. حق من العاج استدار وحوله
حبات مسك جل ذو الاتقان
٥٢٩١. وإذا انحدرت رأيت أمرا هائلا
ما للصفات عليه من سلطان
٥٢٩٢. لا الحيض يغشاه ولا بول ولا
شيء من الآفات في النسوان
٥٢٩٣. فخذان قد جفا به حرسا له
فجنابه في عزة وصيان
٥٢٩٤. قاما بخدمته هو السلطان بي
نهما وحق طاعة السلطان
٥٢٩٥. وهو المطاع أميره لا ينثني
عنه ولا هو عنده بجبان
٥٢٩٦. وجماعها فهو الشفا لصبها
فالصبّ منه ليس بالضجران
٥٢٩٧. وإذا يجامعها تعود كما أتت
بكرا بغير دم ولا نقصان
٥٢٩٨. فهو الشهي وعضوه لا ينثني
جاء الحديث بذا بلا نكران
٥٢٩٩. ولقد رأينا أن شغلهم الذي
قد جاء في يس دون بيان
٥٣٠٠. شغل العروس بعرسه من بعدما
عبثت به الأشواق طول زمان
٥٣٠١. بالله لا تسأله عن أشغاله
تلك اليالي شأنه ذو شان
٥٣٠٢. واضرب لهم مثلا بصب غاب عن
محبوبه في شاسع البلدان
٥٣٠٣. والشوق يزعجه اليه وما له
بلقائه سبب من الامكان
٥٣٠٤. وافى اليه بعد طول مغيبه
عنه وصار الوصل ذا امكان
٥٣٠٥. أتلومه ان صار ذا شغل به
لا والذي أعطى بلا حسبان
٥٣٠٦. يا رب غفرا قد طغت أقلامنا
يا رب معذرة من الطغيان
٥٣٠٧. أقدامها من فضة قد ركبت
من فوقها ساقان ملتفان
٥٣٠٨. والساق مثل العاج ملموم يرى
مخ العظام وراءه بعيان
٥٣٠٩. والريح مسك الجسوم نواعم
واللون كالياقوت والمرجان
٥٣١٠. وكلاهما يسبي العقول بنغمة
زادت على الأوتار والعيدان
٥٣١١. وهي العروب بشكلها وبدرها
ونحبب للزوج كل أوان
٥٣١٢. وهي التي عند الجماع تزيد في
حركاتها للعين والأذنان
٥٣١٣. لطفا وحسن تبعل وتغنج
وتحبب تفسير ذي العرفان
٥٣١٤. تلك الحلاوة والملاحة أوجبا
اطلاق هذا اللفظ وضع لسان
٥٣١٥. فملاحة التصوير قبل غناجها
هي أول وهي المحل الثاني
٥٣١٦. فإذا هما اجتمعا لصب وامق
بلغت به اللذات كل مكان
٥٣١٧. أتراب سن واحد متماثل
سن الشباب لأجمل الشبان
٥٣١٨. بكر فلم يأخذ بكارتها سوى ال
محبوب من انس ولا من جان
٥٣١٩. حصن عليه حارس من أعظن ال
حرّاس بأسا شأنه ذو شان
٥٣٢٠. فاذا أحسّ بداخل للحصن ول
ى هاربا فتراه ذا امعان
٥٣٢١. ويعود وهنا حين رب الحصن يخ
رج منه فهو كذا مدى الأزمان
٥٣٢٢. وكذا رواه أبو هريرة أنها
تنصاغ بكرا للجماع الثاني
٥٣٢٣. لكن دراجا أبا السمح الذي
فيه يضعفه أولو الاتقان
٥٣٢٤. هذا وبعضهم يصحح عنه في الت
فسير كالمولود من حبان
٥٣٢٥. فحديثه دون الصحيح وأنه
فوق الضعيف وليس ذا اتقان
٥٣٢٦. يعطي المجامع قوة المائة التي أج
تمعت لأقوى واحد الانسان
٥٣٢٧. لا أن قوته تضاعف هكذا
اذ قد يكون لأضعف الأركان
٥٣٢٨. ويكون أقوى منه ذا نقص من ال
إيمان والأعمال والاحسان
٥٣٢٩. ولقد روينا أنه يغشى بيو
م واحد مائة من النسوان
٥٣٣٠. ورجاله شرط الصحيح رووا لهم
فيه وذا في معجم الطبراني
٥٣٣١. هذا ودليل أن قدر نسائهم
متفاوت بتفاوت الايمان
٥٣٣٢. وبه يزول توهم الأشكال عن
تلك النصوص بمنة الرحمن
٥٣٣٣. وبقوة المائة التي حصلت له
أفضى الى مائة لا خوران
٥٣٣٤. وأعفهم في هذه الدنيا هو ال
أقوى هناك لزهده الفاني
٥٣٣٥. فاجمع قواك لما هناك وغمض ال
عينين واصبر ساعة لزمان
٥٣٣٦. ما ههنا والله ما يسوى قلا
مة ظفر واحدة ترى بجنان
٥٣٣٧. ما ههنا الا النقار وسيّيء ال
أخلاق مع عيب ومع نقصان
٥٣٣٨. هم وغم دائم لا ينتهي
حق الطلاق أو الفراق الثاني
٥٣٣٩. والله قد جعل النساء عوانيا
شرعا فأضحى البعل وهو العاني
٥٣٤٠. لا تؤثر الأدنى على الأعلى فان
تفعل رجعت بذلة وهوان
٥٣٤١. وإذا بدت في حلة من لبسها
وتمايلت كتمايل النشوان
٥٣٤٢. تهتز كالغصن الرطيب وحمله
ورد وتفاح على رمان
٥٣٤٣. وتبخرت في مشيها ويحق ذا
ك لمثلها في جنة الحيوان
٥٣٤٤. ووصائف من خلفها وأمامها
وعلى شمائلها وعن أيمان
٥٣٤٥. كالبدر ليلة تتمة قد حف في
غسق الدجى بكواكب الميزان
٥٣٤٦. فلسانه وفؤاده والطرف في
دهش وإعجاب وفي سبحان
٥٣٤٧. فالقبل قبل زفافها في عرسه
والعرس من أثر العرس متصلان
٥٣٤٨. حتى إذا ما واجهته تقابلا
أرايت إذ يتقابل القمران
٥٣٤٩. فسل المتيم هل يحل الصبر عن
ضم وتقبيل وعن فلتان
٥٣٥٠. وسل المتيم ابن خلف صبره
في أي واد أم بأي مكان
٥٣٥١. وسل المتيم كيف حالته وقد
ملئت له الأذنان والعينان
٥٣٥٢. من منطق رقت حواشيه ووج
ه كم به للشمس من جريان
٥٣٥٣. وسل المتيم كيف عيشته إذا
وهما على فرشيهما خلوان
٥٣٥٤. يتساقطان لآلءا منثورة
من بين منظوم كنظم جمان
٥٣٥٥. وسل المتيم كيف مجلسه مع ال
محبوب في روح وفي ريحان
٥٣٥٦. وتدور كاسات الرحيق عليهما
بأكف أقمار من الولدان
٥٣٥٧. يتنازعان الكأس هذا مرة
والخود أخرى ثم يتكئان
٥٣٥٨. فيضمها وتضمه أرأيت مع
شوقين بعد البعد يلتقيان
٥٣٥٩. غاب الرقيب وغاب كل منكد
وهما بثوب الوصل مشتملان
٥٣٦٠. أتراهما ضجرين من ذا العيش لا
وحياة ربك ما هما ضجران
٥٣٦١. ويزيد كل منهما حبا لصا
حبه جديدا سائر الأزمان
٥٣٦٢. ووصاله يكسوه حبا بعده
متسلسلا لا ينتهي بزمان
٥٣٦٣. فالوصل محفوف بحب سابق
وبلاحق وكلاهما صنوان
٥٣٦٤. فرق لطيف بين ذاك وبين ذا
يدريه ذو شغل بهذا الشان
٥٣٦٥. ومزيدهم في كل وقت حاصل
سبحان ذي الملكوت والسلطان
٥٣٦٦. يا غافلا عما خلقت له انتبه
جد الرحيل فلست باليقظان
٥٣٦٧. سار الرفاق وخلفوك مع الألي
قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني
٥٣٦٨. ورأيت أكثر من ترى متخلفا
فتبعتهم ورضيت بالحرمان
٥٣٦٩. لكن أتيت بخطتي وعجز وجه
ل بعد ذا وصحبت كل امان
٥٣٧٠. منتك نفسك باللحاق مع القعو
د عن المسير وراحة الأبدان
٥٣٧١. ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا
ماذا صنعت وكنت ذا امكان
٥٣٧٢. والناس بينهم خلاف هل بها
خبل وفي هذا لهم قولان
٥٣٧٣. فنفاه طاوس وابراهيم ثم
مجاهد هم أولو العرفان
٥٣٧٤. وروى العقيلي الصدوق أبو رزي
ن من صاحب المبعوث بالقرآن
٥٣٧٥. أن لا توالد في الجنان رواه تع
ليقا محمد عظيم الشان
٥٣٧٦. وحكاه عنه الترمذي وقال اس
حاق بن ابراهيم ذو الاتقان
٥٣٧٧. لا يشتهي ولدا بها ولو اشتها
ه لكان ذك محقق الامكان
٥٣٧٨. وروى هشام لابنه عن عامر
عن ناجي عن سعد بن سنان
٥٣٧٩. ان المنعم بالجنان إذا اشتهى ال
ولد الذي هو نسخة الانسان
٥٣٨٠. فالحمل ثم الوضع ثم السن في
فرد من الساعات في الأزمان
٥٣٨١. اسناده عندي صحيح قد روا
ه الرمذي وأحمد الشيباني
٥٣٨٢. ورجال ذا الاسناد محتج بهم
في مسلم وهم أولو اتقان
٥٣٨٣. لكن غريب ما له من شاهد
فرد بذا الاسناد ليس بثان
٥٣٨٤. لولا حديث أبي رزين كان ذا
كلنص يقرب منه في التبيان
٥٣٨٥. ولذاك أوله ابن ابراهيم بال
شرط الذي هو منتفى الوجدان
٥٣٨٦. وبذاك رام الجمع بين حديثه
وأبي رزين وهو ذو امكان
٥٣٨٧. هذا وفي تأويله نظر ف
ان اذا لتحقيق وذي اتقان
٥٣٨٨. ولربما جاءت لغير تحقق
والعكس في أن ذاك وضع لسان
٥٣٨٩. واحتج من نصر الولادة أن في الج
نات سائر شهوة الانسان
٥٣٩٠. والله قد جعل البنين مع النسا
من أعظم الشهوات في القرآن
٥٣٩١. فأجيب عنه بأنه لا يشتهي
ولدا ولا حبلا من النسوان
٥٣٩٢. واحتج من منع الولادة أنها
ملزومة أمرين ممتنعان
٥٣٩٣. حيض وإنزال المنى وذانك ال
أمران في الجنات مفقودان
٥٣٩٤. وروى صدى عن رسول الله
أن منيّهم إذ ذاك ذو فقدان
٥٣٩٥. بل لا منيّ ولا منية هكذا
يروي سليمان هو الطبراني
٥٣٩٦. وأجيب عنه بأنه نوع سوى ال
معهود في الدنيا من النسوان
٥٣٩٧. فالنفي للمعهود في الدنيا من ال
إيلاد والاثبات نوع ثان
٥٣٩٨. والله خالق نوعنا من أربع
متقابلات كلها بوزان
٥٣٩٩. ذكر وأنثى والذي هو ضده
وكذاك من أنثى بلا نكران
٥٤٠٠. والعكس أيضا مثل حوا أمنا
هي أربع معلومة التبيان
٥٤٠١. وكذاك مولود لجنان يجوز أن
يأتي بلا حيض ولا فيضان
٥٤٠٢. والأمر في ذا ممكن في نفسه
والقطع ممتنع بلا برهان
٥٤٠٣. ويرونه سبحانه من فوقهم
نظر العيان كما يرى القمران
٥٤٠٤. هذا تواتر عن رسول الله لم
ينكره الا فاسد الايمان
٥٤٠٥. وأتى به القرآن تصريحا وتع
ريضا هما بسياقه نوعان
٥٤٠٦. وهي الزيادة قد أتت في يونس
تفسبر من قد جاء بالقرآن
٥٤٠٧. ورواه عنه مسلم بصحيحه
يروي صهيب ذا بلا كتمان
٥٤٠٨. وهو المزيد كذاك فسر أبو
بكر هو الصديق ذو الايقان
٥٤٠٩. وعليه أصحاب الرسول وتابعو
هم بعدهم تبعية الاحسان
٥٤١٠. ولقد أتى ذكر اللقا لربنا ال
رحمن في سور من الفرقان
٥٤١١. ولقاؤه إذ ذاك رؤيته حكى ال
إجماع فيه جماعة ببيان
٥٤١٢. وعليه أصحاب الحديث جميعهم
لغة وعرفا ليس يختلفان
٥٤١٣. هذا ويكفي أنه سبحانه
وصف الوجوه بنظرة بجنان
٥٤١٤. وأعاد أيضا وصفها نظرا وذا
لا شك بفهم ورؤية بعيان
٥٤١٥. وأتت أداة اليّ لرفع الوهم من
فكر كذاك ترقب الانسان
٥٤١٦. وإضافة لمحل رؤيتهم بذك
ر الوجه إذ قامت به العينان
٥٤١٧. تالله ما هذا بفكر وانتظا
ر مغيب أو رؤية لجنان
٥٤١٨. ما في الجنان من انتظار مؤلم
واللفظ يأباه لذي العرفان
٥٤١٩. لا تفسدوا لفظ الكتاب فليس في
ه حيلة يا فرقة الروغان
٥٤٢٠. ما فوق ذا التصريح شيء ما الذي
يأتي به من بعد ذا التبيان
٥٤٢١. لو قال أبين ما يقال لقلتم
هو مجمل ما فيه من تبيان
٥٤٢٢. ولقد أتى في سورة التطفيف أن
القوم قد حجبوا عن الرحمن
٥٤٢٣. فيدل بالمفهوم أن المؤمني
ن يرونه في جنة الحيوان
٥٤٢٤. وبذا استدل الشافعي وأحمد
وسواهما من عالمي الأزمان
٥٤٢٥. وأتى بذا المفهوم تصريحا بآ
خرها فلا تخدع عن القرآن
٥٤٢٦. وأتى بذاك مكذبا للكافري
ن الساخرين بشيعة الرحمن
٥٤٢٧. ضحكوا من الكفار يومئذ كما
ضحكوا هم منهم على الايمان
٥٤٢٨. وأثابهم نظرا اليه ضد ما
قد قاله فيهم أولو الكفران
٥٤٢٩. فلاك فسرها الأئمة أنه
نظر الى الرب العظيم الشان
٥٤٣٠. لله ذاك الفهم يؤتيه الذي
هو أهله من جاد بالاحسان
٥٤٣١. وروى ابن ماجة مسندا عن جابر
خبرا وشاهده ففي القرآن
٥٤٣٢. بينا هم في عيشهم وسرورهم
ونعيمهم في لذة وتهان
٥٤٣٣. واذا بنور ساطع قد أشرقت
منه الجنان قصيها والداني
٥٤٣٤. رفعوا اليه رؤوسهم فرأوه نور
الرب لا يخفى على انسان
٥٤٣٥. واذا بربهم تعالى فوقهم
قد جاء للتسليم بالاحسان
٥٤٣٦. قال السلام عليكم فيرونه
جهرا تعالى الرب ذو السلطان
٥٤٣٧. مصداق ذا يس قد ضمنته عن
د القول من رب بهم رحمن
٥٤٣٨. من ردّ ذا فعلى رسول الله رد
وسوف عند الله يلتقيان
٥٤٣٩. في ذا الحديث علوه ومجيئه
وكلامه حتى يرى بعيان
٥٤٤٠. هذي أصول الدين في مضمونه
لا قول جهم صاحب البهتان
٥٤٤١. وكذا حديث أبي هريرة ذلك ال
خبر الطويل أتى به الشيخان
٥٤٤٢. فيه تجلى الرب جل جلاله
ومجيئه وكلامه ببيان
٥٤٤٣. وكذاك رؤيته وتكيم لمن
يختاره من أمة الانسان
٥٤٤٤. فيه أصول الدين أجمعها فلا
تخدعك عنه شيعة الشيطان
٥٤٤٥. وحكى رسول الله فيه تجدد ال
غضب الذي للرب ذي السلطان
٥٤٤٦. إجماع أهل العزم من رسل ال
إله وذاك اجماع على البرهان
٥٤٤٧. لا تخدعنّ عن الحديث بهذه ال
آراء فهي كثيرة الهذيان
٥٤٤٨. أصحابها أهل التخرص والتنا
قض والتهاتر قائلو البهتان
٥٤٤٩. يكفيك أنك لو حرصت فلن ترى
فئتين منهم قط يتفقان
٥٤٥٠. الا اذا ما قلدا لسواهما
فتراهم جيلا من العميان
٥٤٥١. ويقودهم أعمى يظن كمبصر
يا محنة العميان خلف فلان
٥٤٥٢. هل يستوي هذا ومبصر رشده
الله أكبر كيف يستويان
٥٤٥٣. أو ما سمعت منادي الايمان يخ
بر عن منادي جنة الحيوان
٥٤٥٤. يا أهلها لكم لدى الرحمن وع
د وهو منجزه لكم بضمان
٥٤٥٥. قالوا أما بيضت أوجهنا كذا
أعمالنا أثقلت في الميزان
٥٤٥٦. وكذاك قد أدخلتنا الجنات حي
ن أجرتنا من مدخل النيران
٥٤٥٧. فيقول عندي موعد قد آن أن
أعطيكموه برحمتي وحناني
٥٤٥٨. فيرونه من بعد كشف حجابه
جهرا روى ذا مسلم ببيان
٥٤٥٩. ولقد أتانا في الصحيحين اللذي
ن هما أصح الكتب بعد قرآن
٥٤٦٠. برواية الثقة الصدوق جري
ر البجلي عمن جاء بالقرآن
٥٤٦١. ان العباد يرونه سبحانه
رؤيا العيان كما يرى القمران
٥٤٦٢. فان استطعتم كل وقت فاحفظوا ال
بردين ما عشتم مدى الأزمان
٥٤٦٣. ولقد روى بضع وعشرون أمرا
من صحب أحمد خيرة الرحمن
٥٤٦٤. أخبار هذا الباب عمن قد أتى
بالوحي تفصيلا بلا كتمان
٥٤٦٥. وألذ شيء للقلوب فهذه ال
أخبار مع أمثالها هي بهجة الايمان
٥٤٦٦. والله لولا رؤية الرحمن في ال
جنات ما طابت لذي العرفان
٥٤٦٧. أعلى نعيم رؤية وجهه
وخطابه في جنة الحيوان
٥٤٦٨. وأشد شيء في العذاب حجابه
سبحانه عن ساكني النيران
٥٤٦٩. وإذ رآه المؤمنون نسوا الذي
هم فيه مما نالت العينان
٥٤٧٠. فإذا توارى عنهم عادوا الى
لذاتهم من سائر الألوان
٥٤٧١. فلهم نعيم عند رؤيته سوى
هذا النعيم فحبذا الأمران
٥٤٧٢. أو ما سمعت يؤال أعرف خلقه
بجلاله المبعوث بالقرآن
٥٤٧٣. شوقا اليه ولذة النظر التي
بجلال وجه الرب ذي السلطان
٥٤٧٤. فالشوق لذة روحه في هذه ال
دنيا ويوم قيامة الأبدان
٥٤٧٥. تلتذ بالنظر الذي فازت به
دون الجوارح هذه العينان
٥٤٧٦. والله ما في هذه الدنيا ألذ
من اشتياق العبد للرحمن
٥٤٧٧. وكذاك رؤية وجهه سبحانه
هي أكمل اللذات للانسان
٥٤٧٨. لكنما الجهمي ينكر ذا وذا
والوجه أيضا خشية الحدثان
٥٤٧٩. تبا له المخدوع أنكر وجهه
ولقاءه ومحبة الديان
٥٤٨٠. وكلامه وصفاته وعلوه
والعرش عطله من الرحمن
٥٤٨١. فتراه في واد ورسل الله في
واد وذا من أعظم الكفران
٥٤٨٢. أوماعلمت بأنه سبحانه
حقا يكلم حزبه بجنان
٥٤٨٣. فيقول جل جلاله هل أنتم
راضون قالوا نحن ذو رضوان
٥٤٨٤. أم كيف لا نرضى وقد أعطيتنا
ما لم ينله قط من انسان
٥٤٨٥. هل ثم شيء غير ذا فيكون أف
ضل منه نسأله من المنان
٥٤٨٦. فيقول أفضل منه رضواني فلا
يغشاكم سخط من الرحمن
٥٤٨٧. وبذكر الرحمن واحدهم بما
قد كان منه سالف الازمان
٥٤٨٨. منه اليه ليس ثم وساطة
ما ذاك توبيخا من الرحمن
٥٤٨٩. لكن يعرّفه الذي قد ناله
من فضله والعفو والاحسان
٥٤٩٠. ويسلم الرحمن جل جلاله
حقا عليهم وهو في القرآن
٥٤٩١. وكذاك يسمعهم لذيذ خطابه
سبحانه بتلاوة الفرقان
٥٤٩٢. فكأنهم لم يسمعوه فبل ذا
هذا رواه الحافظ الطبراني
٥٤٩٣. هذا سماع مطلق وسماعنا ال
قرآن في الدنيا فنوع ثان
٥٤٩٤. والله يسمع قوله بوساطة
وبدونها نوعان معروفان
٥٤٩٥. فسماع موسى لم يكن بوساطة
وسماعنا بتوسط الانسان
٥٤٩٦. من صير النوعين نوعا واحدا
فمخالف للعقل والقرآن
٥٤٩٧. أو ما سمعت بشانهم يوم المزي
د وأنه شأن عظيم الشان
٥٤٩٨. هو يوم جمعتنا ويوم زيارة ال
رحمن وقت صلاتنا وأذان
٥٤٩٩. والسابقون الى الصلاة هم الألى
فازوا بذاك السبق بالاحسان
٥٥٠٠. سبق بسبق والمؤخر ههنا
متأخر في ذلك الميدان
٥٥٠١. والأقربون الى الامام فهم أولو الز
لفى هناك فههنا قربان
٥٥٠٢. قرب بقرب والمباعد مثله
بعد ببعد حكمة الديان
٥٥٠٣. ولهم منابر لؤلؤ وزبرجد
ومنابر الياقوت والعيقان
٥٥٠٤. هذا وأدناهم وما فيهم دنيّ
من فوق ذاك المسك كالكثبان
٥٥٠٥. ما عندهم أهل المنابر فوقهم
مما يرون بهم من الاحسان
٥٥٠٦. فيرون ربهم تعالى جهرة
نظر العيان كما يرى القمران
٥٥٠٧. ويحاضر الرحمن واحدهم محا
ضرة الحبيب يقول يا ابن فلان
٥٥٠٨. هل تذكر اليوم الذي كنت في
ه مبارزا بالذنب والعصيان
٥٥٠٩. فيقول رب أما مننت بغفرة
قدما فانك واسع الغفران
٥٥١٠. فيجيبه الرحمن مغفرتي التي
قد أوصلتك الى المحل الداني
٥٥١١. ويظلهم اذ ذاك منه سحابة
تأتي بمثل الوابل الهتان
٥٥١٢. بينا هم في النور اذ غشيتهم
سبحان منشيها من الرضوان
٥٥١٣. فتظل تمطرهم بطيب ما رأوا
شبها له في سالف الأزمان
٥٥١٤. فيزيدهم هذا جمالا فوق ما
لهم وتلك مواهب المنان
٥٥١٥. فيقول جل جلاله قوموا الى
ما قد ذخرت لكم من الاحسان
٥٥١٦. يأتون سوقا لا يباع ويشترى
فيه فخذ منه بلا أثمان
٥٥١٧. قد أسلف التجار أثمان المبي
ع بعقدهم في بيعة الرضوان
٥٥١٨. لله سوق قد أقامته الملا
ئكة الكرام بكل ما احسان
٥٥١٩. فيها الذي والله لا عين رأت
كلا ولا سمعت به اذنان
٥٥٢٠. كلا ولم يخطر على قلب امرئ
فيكون عنه معبرا بلسان
٥٥٢١. فيرى امرأ من فوقه في هيئة
فيروعه ما تنظر العينان
٥٥٢٢. فإا عليه مثلها اذ ليس يل
حق أهلها شيء من الأحزان
٥٥٢٣. واها لذا السوق الذي من حله
نال التهاني كلها بأمان
٥٥٢٤. يدعى بسوق تعارف ما فيه من
صخب ولا غش ولا ايمان
٥٥٢٥. وتجارة من ليس تلهيه تجا
رات ولا بيع عن الرحمن
٥٥٢٦. أهل المروة والفتوة والتقى
والذكر للرحمن كل أوان
٥٥٢٧. يا من تعوض عنه بالسوق الذي
ركزت لديه راية الشيطان
٥٥٢٨. لو كنت تدري قدر ذاك السوق لم
تركن الى سوق الكساد الفاني
٥٥٢٩. فاذا هم رجعوا الى أهليهم
بمواهب حصلت من الرحمن
٥٥٣٠. قالوا لهم أهلا ورحبا ما الذي
أعطيتم من ذا الجمال الثاني
٥٥٣١. والله لازددتم جمالا فوق ما
كنتم عليه قبل هذا الآن
٥٥٣٢. قالوا وأنتم والذي أنشأكم
قد زدتم حسنا على الاحسان
٥٥٣٣. لكن يحق لنا وقد كنا اذا
جلساء رب العرش ذي الرضوان
٥٥٣٤. فهم الى يوم المزيد أشد شو
قا من محب للحبيب الداني
٥٥٣٥. هذا وخاتمة النعيم خلودهم
ابدا بدار الخلد والرضوان
٥٥٣٦. أو ما سمعت منادي الايمان يخ
بر عن مناديهم بحسن بيان
٥٥٣٧. لكم حياة ما بها موت وعا
فية بلا سقم ولا أحزان
٥٥٣٨. ولكم نعيم ما به بؤس وما
لشبابكم هرم مدى الأزمان
٥٥٣٩. كلا ولا نوم هناك يكون ذا
نوم وموت بيننا اخوان
٥٥٤٠. هذا علمناه اضطرارا من كتا
ب الله فافهم مقتضى القرآن
٥٥٤١. والجهم أفناها وأفنى أهلها
تبا لذاك الجاهل الفتان
٥٥٤٢. طردا لنفي دوام فعل الرب في ال
ماضي وفي مستقبل الأزمان
٥٥٤٣. وأبو الهذيل يقول يفنى كلما
فيها من الحركات للسكان
٥٥٤٤. وتصير دار الخلد مع سكانها
وثمارها كحجارة البنيان
٥٥٤٥. قالوا ولولا ذاك لم يثبت لنا
رب لأجل تسلسل الأعيان
٥٥٤٦. فالقوم أما جاحدون لربهم
أو منكرون حقائق الايمان
٥٥٤٧. أو ما سمعت بذبحه للموت بي
ن المنزلين كذبح كبش الضان
٥٥٤٨. حاشا لذا الملك الكريم وانما
هو موتنا المحتوم للانسان
٥٥٤٩. والله ينشىء منه كيشا أملحا
يوم المعاد يرى لنا بعيان
٥٥٥٠. ينشىء من الأعراض أجساما كذا
بالعكس كل قابل الامكان
٥٥٥١. أفما تصدق أن أعمال العبا
تحط يوم العرض في الميزان
٥٥٥٢. وكذاك تثقل تارة وتخف أخ
رى ذاك في القرآن ذو تبيان
٥٥٥٣. وله لسان كفتاه تقيمه
والكفتان اليه ناظرتان
٥٥٥٤. ما ذاك أمرا معنويا بل هو ال
محسوس حقا عند ذي الايمان
٥٥٥٥. أو ما سمعت بأن تسبيح العبا
د وذكرهم وقراءة القرآن
٥٥٥٦. ينشيه رب العرش في صورة يجا
دل عنه يوم قيامة الابدان
٥٥٥٧. أو ما سمعت بأن ذاك حول عر
ش الرب ذو صوت وذو دوران
٥٥٥٨. يشفعن عند الرب جل جلاله
ويذكرون بصاحب الاحسان
٥٥٥٩. أو ما سمعت بأن ذلك مؤنس
في القبر للملفوف في الأكفان
٥٥٦٠. في صورة الرجل الجميل الوجه في
سن الشباب كأجمل الشباب
٥٥٦١. يأتي يجادل عنك يوم الحشر للر
حمن كي ينجيك من نيران
٥٥٦٢. في صورة الرجل الذي هو شا
حب يا حبذا ذاك الشفيع الداني
٥٥٦٣. أو ما سمعت حديث صدق قد
أتى في سورتين من أول القرآن
٥٥٦٤. فرقان من طير صواف بينهما
شرق ومنه الضوء ذو تبيان
٥٥٦٥. شبههما بغمامتين وان تشا
بغيابتين هما لذا مثلان
٥٥٦٦. هذا مثال الأجر وهو فعالنا
كتلاوة القرآن بالاحسان
٥٥٦٧. فالموت مخلوق بنص الوحي وال
مخلوق يقبل سائر الألوان
٥٥٦٨. في نفسه وبنشأة أخرى بقد
رة قالب الأعراض والألوان
٥٥٦٩. أو ما سمعت بقلبه سبحانه ال
أعيان من لون الى ألوان
٥٥٧٠. وكذلك الأعراض يقلب ربها
أعيانها والكل ذو امكان
٥٥٧١. لم يفهم الجهال هذا كله
فأتوا بتأويلات ذي البطلان
٥٥٧٢. فمكذب ومؤول ومحير
ما ذاق طعم حلاوة الايمان
٥٥٧٣. لما فسى الجهال في آذانه
أعموه دون تدبر القرآن
٥٥٧٤. فثنى لنا العطفين منه تكبرا
وتبخترا في حلة الهذيان
٥٥٧٥. ان قلت قال الله قال رسوله
فيقول جهلا أين قول فلان
٥٥٧٦. أوما سمعت بأنها القيعان فاغ
رس ما تشاء بذا الزمان الفاني
٥٥٧٧. وغراسها التسبيح والتكبير والت
حميد والتوحيد للرحمن
٥٥٧٨. تبار لتارك غرسه ماذا الذي
قد فاته من مدة الامكان
٥٥٧٩. يا من يقر بذا ولا يسعى له
بالله قل لي كيف يجتمعان
٥٥٨٠. أرأيت لو عطلت أرضك من غرا
س ما الذي تجني من البستان
٥٥٨١. وكذاك لو عطلتها من بذرها
ترجو المغل يكون كالكيمان
٥٥٨٢. ما قال رب العالمين وعبده
هذا فراجع مقتضى القرآن
٥٥٨٣. وتأمل الباء التي قد عينت
سبب الفلاح لحكمة الفرقان
٥٥٨٤. وأظن باء النفي قد غرتك في
ذاك الحديث أتى به الشيخان
٥٥٨٥. لن يدخل الجنات أصلا كادح
بالسعي منه ولو على الأجفان
٥٥٨٦. والله ما بين النصوص تعارض
والكل مصدرها عن الرحمن
٥٥٨٧. لكنّ بالاثبات للتسبيب وال
باء التي للنفي بالأثمان
٥٥٨٨. والفرق بينهما ففرق ظاهر
يدريه ذو حظ من العرفان
٥٥٨٩. بالله ما عذر امرئ هو مؤمن
حقا بهذا ليس باليقظان
٥٥٩٠. بل قلبه في رقدة فاذا استفا
ق فلبسه هو حلة الكسلان
٥٥٩١. تالله لو شاقتك جنات النعي
م طلبتها بنفائس الأثمان
٥٥٩٢. وسعيت جهدك في وصال نواعم
وكواعب بيض الوجوه حسان
٥٥٩٣. جليت عليك عرائس والله لو
تجلى على صخر من الصوان
٥٥٩٤. رقت حواشيه وعاد لوقته
ينهال مثل نقى من الكثبان
٥٥٩٥. لكن قلبك في القساوة جاز حد
الصخرة والحصباء في أشجان
٥٥٩٦. لو هزك الشوق المقيم وكنت ذا
حس لما استبدلت بالأهوان
٥٥٩٧. أو صادفت منك الصفات حياة قل
ب كنت ذا طلب لهذا الشان
٥٥٩٨. خود تزف الى ضرير مقعد
يا محنة الحسناء بالعميان
٥٥٩٩. شمس لعنين تزف اليه ما
ذا حلية العنين في الغشيان
٥٦٠٠. يا سلعة الرحمن لست رخيصة
بل انت غاليى على الكسلان
٥٦٠١. يا سلعة الرحمن ليس ينالها
في الألف الا واحد لا اثنان
٥٦٠٢. يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها
الا أولو التقوى مع الايمان
٥٦٠٣. يا سلعة الرحمن سوقك كاسد
بين الأراذل سلفة الحيوان
٥٦٠٤. يا سلعة الرحمن أين المشتري
فلقد عرضت بأيسر الأثمان
٥٦٠٥. يا سلعة الرحمن هل من خاطب
فالمهر قبل الموت ذو امكان
٥٦٠٦. يا سلعة الرحمن كيف تصبر ال
خطاب عنك وهم ذوو ايمان
٥٦٠٧. يا سلعة الرحمن لولا أنها
حجبت بكل مكاره الانسان
٥٦٠٨. ما كان عنها قط من متخلف
وتعطلت دار الجزاء الثاني
٥٦٠٩. لكنها حجبت بكل كريهة
ليصد عنها المبطل المتواني
٥٦١٠. وتنالها الهمم التي تسمو الى
رب العلى بمشيئة الرحمن
٥٦١١. فاتعب ليوم معادك الأدنى تجد
راحاته يوم المعاد الثاني
٥٦١٢. واذا أبت ذا الشان نفسك فات
همها ثم راجع مطلع الايمان
٥٦١٣. فإذا رأيت الليل بعد وصبحه
ما انشق عنه عمودة لأذان
٥٦١٤. والناس قد صلوا صلاة الصبح وان
تظروا طلوع الشمس قرب زمان
٥٦١٥. فاعلم بأن العين قد عميت فنا
شد ربك المعروف بالاحسان
٥٦١٦. واسأله ايمانا يباشر قلبك ال
محجوب عنه لتنظر العينان
٥٦١٧. واسأله نورا هاديا يهديك في
طرق المسير اليه كل أوان
٥٦١٨. والله ما خوفي الذنوب فانها
لعلى طريق العفو والغفران
٥٦١٩. لكنما أخشى انسلاخ القلب من
تحكيم هذا الوحي والقرآن
٥٦٢٠. ورضا بآراء الرجال وخرصها
لا كان ذاك بمنة الرحمن
٥٦٢١. فبأي وجه التقى ربي اذا
أعرضت عن ذا الوحي طول زمان
٥٦٢٢. وعزلته عمّا أريد لأجله
عزلا حقيقيا بلا كتمان
٥٦٢٣. صرّحت أن يقيننا لا يستفاد
به وليس لديه من اتقان
٥٦٢٤. أوليته هجرا وتأويلا وتح
ريفا وتفويضا بلا برهان
٥٦٢٥. وسعيت جهدي في عقوبة ممسك
بعراه لا تقليد رأي فلان
٥٦٢٦. يا معرضا عما يراد به وقد
جد المسير فمنتهاه دان
٥٦٢٧. جذلان يضحك آمنا متبخترا
فكأنه قد نال عقد أمان
٥٦٢٨. خلع السرور عليه أوفى حلة
طردت جميع الهم والأحزان
٥٦٢٩. يختال في حلل المسرة ناسيا
ما بعدها من حلة الأكفان
٥٦٣٠. ما سعيه الا لطيب العيش في الد
نيا ولو أفضى الى النيران
٥٦٣١. قد باع طيب العيش في دار النعي
م بذا الحطام المضمحل الفاني
٥٦٣٢. اني أظنك لا تصدق كونه
بالقرب بل ظن بلا ايقان
٥٦٣٣. بل قد سمعت الناس قالوا جنة
ايضا ونار بل لهم قولان
٥٦٣٤. والوقف مذهبك الذي تختاره
واذا انتهى الايمان للرجحان
٥٦٣٥. أم تؤثر الأدنى عليه وقالت الن
فس التي استعلت على الشيطان
٥٦٣٦. أتبيع نقدا حاصلا بنسيئة
بعد الممات وطي ذي الأكوان
٥٦٣٧. لو أنه بنسيئة الدنيا لها
ن الأمر لكن في معاد ثان
٥٦٣٨. دع ما سمعت الناس قالوه وخذ
ما قد رأيت مشاهدا بعيان
٥٦٣٩. والله لو جالست نفسك خاليا
وبحثتها بحثا بلا روغان
٥٦٤٠. لرأيت هذا كامنا فيها ولو
أمنت لألقته الى الآذان
٥٦٤١. هذا هو السر الذي من أجله اخ
تارت عليه العاجل المتدان
٥٦٤٢. نقد قد اشتدت اليه حاجة
منها ولم يحصل لها بهوان
٥٦٤٣. أتبيعه بنسيئة في غير هذي
الدار بعد قيامة الأبدان
٥٦٤٤. هذا وان جزمت بها قطعا ول
كن حظها في حيّز الامكان
٥٦٤٥. ما ذاك قطعيا لها والحاصل ال
موجود مشهود برأي عيان
٥٦٤٦. فتألفت من بين شهوتها وشب
هتها قياسات من البطلان
٥٦٤٧. واستنجدت منها رضا بالعاجل ال
أدنى على الموعود بعد زمان
٥٦٤٨. وأتى من التأويل كل ملائم
لمرادها يا رقة الايمان
٥٦٤٩. وضعت الى شبهات أهل الشرك وال
تعطيل مع نقص من العرفان
٥٦٥٠. واستنقصت أهل الهدى ورأيتهم
في الناس كلغرباء في البلدان
٥٦٥١. ورأت عقول الناس دائرة على
جمع الحطام وخدمة السلطان
٥٦٥٢. وعلى المليحة والمليح وعشرة ال
أحباب والأصحاب والاخوان
٥٦٥٣. فاستوعرت ترك الجميع ولم تجد
عوضا تلذ به من الاحسان
٥٦٥٤. فالقلب ليس يقر ألا في انا
ء فهو دون الجسم ذو جولان
٥٦٥٥. يبغي له سكنا يلذ بقربه
فتراه شبه الواله الحيران
٥٦٥٦. فيحب هذا ثم يهوى غيره
فيظل منتقلا مدى الأزمان
٥٦٥٧. لو نال كل مليحة ورياسة
لم يطئن وكان ذا دوران
٥٦٥٨. بل لو ينال بأسرها الدنيا لما
قرت بما قد ناله العينان
٥٦٥٩. نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
واختر لنفسك أحسن الانسان
٥٦٦٠. فالقلب مضطر الى محبوبه ال
أعلى فلا يغنيه حب ثان
٥٦٦١. وصلاحه وفلاحه ونعيمه
تجريد هذا الحب للرحمن
٥٦٦٢. فإذا تخلى منه أصبح حائرا
ويعود في ذا الكون ذا هيمان
٥٦٦٣. لكن ذا الايمان يعلم أن ه
ذا كالظلال وكل هذا فان
٥٦٦٤. كخيال طيف ما استتم زيارة
الا وصبح رحيله بأذان
٥٦٦٥. وسحابة طلعت بيوم صائف
فالظل منسوخ بقرب زمان
٥٦٦٦. وكزهرة وافى الربيع بحسنها
او لامعا فكلاهما أخوان
٥٦٦٧. أو كالسراب يلوح للظمآن في
وسط الهجير بمستوى القيعان
٥٦٦٨. أو كالأماني طاب منها ذكرها
بالقول واستحضارها بجنان
٥٦٦٩. وهي الغرور رؤوس أموال المفا
ليس الألى اتجروا بلا أثمان
٥٦٧٠. أو كالطعام يلذ عند مساغه
لكن عقباه كما تجدان
٥٦٧١. هذا هو المثل الذي ضرب الرسو
ل لها وذا في غاية التبيان
٥٦٧٢. وإذا أردت ترى حقيقتها فخذ
منه مثالا واحدا ذا شان
٥٦٧٣. أدخل بجهدك أصبعا في أليم وان
ظر ما تعلقه اذا بعيان
٥٦٧٤. هذا هو الدنيا كذا قال الرسو
ل ممثلا والحق ذو تبيان
٥٦٧٥. وكذاك مثلها بظل الدوح في
وقت الحرور لقائل الركبان
٥٦٧٦. هذا ولو عدلت جناح بعوضة
عند الاله الحق في الميزان
٥٦٧٧. لم يسق منها كافرا من شربة
ماء وكان الحق بالحرمان
٥٦٧٨. تالله ما عقل امرئ قد باع ما
يبقى بما هو مضمحل فان
٥٦٧٩. هذا ويفتي ثم يقضي حاكما
بالحجر من سفه لذا الانسان
٥٦٨٠. اذ باع شيئا قدره فوق الذي
يعتاضه من هذه الأثمان
٥٦٨١. فمن السفيه حقيقة ان كنت ذا
عقل واكن العقل للسكران
٥٦٨٢. والله لو أن القلوب شهدن من
ا كان شأن غير هذا الشأن
٥٦٨٣. نفس من الأنفاس هذا العيش ان
قسناه بالعيش الطويل الثاني
٥٦٨٤. يا خسة الشركاء مع عدم الوفا
ء وطول جفوتها من الهجران
٥٦٨٥. هل فيك معتبر فيسلو عاشق
بمصارع العشاق كل زمان
٥٦٨٦. لكن على تلك لعيون غشاوة
وعلى القلوب أكنة النسيان
٥٦٨٧. أخو البصائر حاضر متيقظ
متفرد عن زمرة العميان
٥٦٨٨. يسمو الى ذاك الرفيق الأرفع الأ
على وخلى اللعب للصبيان
٥٦٨٩. الناس كلهم فصبيان وان
بلغوا سوى الأفراد والوحدان
٥٦٩٠. اذا ما رأى ما يشتهيه قال مو
عدك الجنان وجد في الأثمان
٥٦٩١. اذا أبت الا الجماح أعاضها
بالعلم بعد حقائق الايمان
٥٦٩٢. يرى من الخسران بيع الدائم ال
باقي به يا ذلة الخسران
٥٦٩٣. يرى مصارع أهله من حوله
وقلوبهم كمراجل النيران
٥٦٩٤. مسراتها هن الوقود فان خبت
زادت سعيرا بالوقود الثاني
٥٦٩٥. جاءوا فرادى مثل ما خلقوا بلا
مال ولا أهل ولا اخوان
٥٦٩٦. ما معهم شيء سوى الأعمال فه
ي متاجر للنار أو لجنان
٥٦٩٧. تسعى بهم أعمالهم سوقا الى الد
ارين سوق الخيل بالركبان
٥٦٩٨. صبروا قليلا فاستراحوا دائما
يا عزة التوفيق للانسان
٥٦٩٩. حمدوا التقى عند الممات كذا السرى
عند الصباح فحبذا الحمدان
٥٧٠٠. وحدت بهم عزماتهم نحو العلى
وسروا فما نزلوا الى نعمان
٥٧٠١. باعوا الذي يفنى من الخزف الخسي
ي بدائم من خالص العقيان
٥٧٠٢. رفعت لهم في السير اعلام السعا
دة والهدى يا ذلة الحيران
٥٧٠٣. فتسابق الأقوام وابتدروا لها
كتسابق الفرسان يوم رهان
٥٧٠٤. وأخو الهوينا في الديار مخلف
مع شكله يا خيبة الكسلان
٥٧٠٥. يا أيها القارئ لها اجلس مجلس ال
حكم الأمين أتى له الخصمان
٥٧٠٦. واحكم هداك الله حكما يشهد ال
عقل الصريح به مع القرآن
٥٧٠٧. واحبس لسانك برهة عن كفره
حتى تعارضها بلا عدوان
٥٧٠٨. فإذا فعلت فعنده أمثالها
فنزال آخر دعوة الفرسان
٥٧٠٩. فالكفر ليس سوى العناد ورد ما
جاء الرسول به لقول فلان
٥٧١٠. فانظر لعلك هكذا دون الذي
قد قالها فتفوز بالخسران
٥٧١١. فالحق شمس والعيون نواظر
لا تختفي الا على العميان
٥٧١٢. والقلب يعمى عن هداه مثل ما
تعمى وأعظم هذه العينان
٥٧١٣. هذا وأني بعد ممتحن بأر
بعة وكلهم ذو أضغان
٥٧١٤. فظ غليظ جاهل متعلم
ضخم العمامة واسع الأردان
٥٧١٥. متفيهف متضلع بالجهل ذو
صلع وذو جلح من العرفان
٥٧١٦. مزجي البضاعة في العلوم وأنه
زاج من الايهام والهذيان
٥٧١٧. يشكو الى الله الحقوق تظلما
من جهله كشكاية الأبدان
٥٧١٨. من جاهل متطبب يفتي الورى
ويحيل ذاك على قضا الرحمن
٥٧١٩. عجت فروج الخلق ثم دماؤهم
وحقوقهم منه الى الديان
٥٧٢٠. ما عنده علم سوى التكفير والت
بديع والتضليل والبهتان
٥٧٢١. فاذا تيقن أنه المغلوب عن
د تقابل الفرسان في الميدان
٥٧٢٢. قال اشتكوه الى القضاة فانهم
حكموا وألا أشكوه للسلطان
٥٧٢٣. قولوا له هذا يحل الملك بل
هذا يزيل الملك مثل فلان
٥٧٢٤. فاعقره من قبل اشتداد الأمر من
ه بقوة الاتباع والأعوان
٥٧٢٥. واذا دعاكم للرسول وحكمه
فادعوه كلكم لرأي فلان
٥٧٢٦. واذا اجتمعتم في المجالس فالغو
والغوا اذا ما احتج بالقرآن
٥٧٢٧. واستنصروا بمحاضر وشهادة
قد أصلحت بالرفق والاتقان
٥٧٢٨. لا تسألوا الشهداء كيف تحملوا
وبأي وقت بل بأي مكان
٥٧٢٩. وارفوا شهادتهم ومشوا حالها
بل أصلحوها غاية الامكان
٥٧٣٠. واذا هم شهدوا فزكوهم ولا
تصغوا لقول الجارح الطعان
٥٧٣١. قولوا العدالة منهم قطيعة
لسنا نعارضها بقول فلان
٥٧٣٢. ثبتت على الحكام بل حكموا بها
فالطعن فيها ليس ذا امكان
٥٧٣٣. من جاء يقدح فيهم فليتخذ
ظهرا كمثل جدارة الصوان
٥٧٣٤. واذا هو استعدادهم فجوابكم
أتردها بعداوة الديان
٥٧٣٥. أو حاسد قد بات يغلي صدره
بعداوتي كالمرجل الملآن
٥٧٣٦. لو قلت هذا البحر قال مكذبا
هذا السراب يكون بالقيعان
٥٧٣٧. أو قلت هذي الشمس قال مباهتا
الشمس لم تطلع الى ذا الآن
٥٧٣٨. أو قلت قال الله قال رسوله
غضب الخبيث وجاء بالكتمان
٥٧٣٩. أو حرف القرآن عن موضوعه
تحريف كذاب على القرآن
٥٧٤٠. صال النصوص عليه فهو بدفعها
متوكل بالدأب والديان
٥٧٤١. فكلامه في النص عند خلافه
من باب دفع الصائل الطعان
٥٧٤٢. فالقصد دفع النص عن مدلوله
كيلا يصول اذا التقى الزحفان
٥٧٤٣. والثالثل الأعمى المقلد ذينك الر
جلين قائد زمرة العميان
٥٧٤٤. فاللعن والتكفير والتبديع والت
ضليل والتفسيق بالعدوان
٥٧٤٥. فاذا هم سألوه مستندا له
قال اسمعوا ما قاله الرجلان
٥٧٤٦. هذا ورابعهم وليس بكلبهم
حاشا الكلاب الآكلي الأنتان
٥٧٤٧. خنزير طبع في خليقة ناطق
متسوف بالكذب والبهتان
٥٧٤٨. كالكلب يتبعهم يشمشم أعظما
يرمونها والقوم للحمان
٥٧٤٩. يتفكهون بها رخيصا سعرها
ميتا بلا عوض ولا أثمان
٥٧٥٠. هو فضلة في الناس لا علم ولا
دين ولا تمكين ذي سلطان
٥٧٥١. فإذا رأى شرا تحرك يبتغي
ذكرا كمثل تحرك الثعبان
٥٧٥٢. ليزول منه أذى الكساد فينفق ال
كلب العقور على ذكور الضان
٥٧٥٣. فبقاؤه في الناس أعظم محنة
من عسكر يعزى الى غازان
٥٧٥٤. هذي بضاعة ضارب في الأرض يب
غي تاجرا يبتاع بالأثمان
٥٧٥٥. وجد التجار جميعهم قد سافروا
عن هذه البلدان والأوطان
٥٧٥٦. الا الصعافقة الذين تكلفوا
أن يتجروا فينا بلا أثمان
٥٧٥٧. فهم الزبون لها فبالله ارحموا
من بيعة من مفلس مديان
٥٧٥٨. يا رب فارزقها بحقك تاجرا
قد طاف بالآفاق والبلدان
٥٧٥٩. ما كل كنقوش لديه أصفر
ذهبا يراه خالص العقيان
٥٧٦٠. وكذا الزجاج ودرة الغواص في
تمييزه ما إن هما مثلان
٥٧٦١. هذا ونصر الدين فرض لازم
لا للكفاية بل على الأعيان
٥٧٦٢. بيد وأما باللسان فان عجز
ت فبالتوجه والدعاء بحنان
٥٧٦٣. ما بعد ذا والله للايمان حب
ة خردل يا ناصر الايمان
٥٧٦٤. بحياة وجهك خير مسئول به
وبنور وجهك يا عظيم الشان
٥٧٦٥. وبحق نعمتك التي أوليتها
من غير ما عوض ولا أثمان
٥٧٦٦. وبحق رحمتك التي وسعت جميع ال
خلق محسنهم كذاك الجاني
٥٧٦٧. وبحق أسماء لك الحسنى معا
نيها نعوت المدح للرحمن
٥٧٦٨. وبحق حمدك وهو حمد واسع ال
أكوان بل أضعاف ذي الأكوان
٥٧٦٩. وبأنك الله الاله الحق مع
بود الورى متقدس عن ثان
٥٧٧٠. بل كل معبود سواك فباطل
من دون عرشك للثرى التحتاني
٥٧٧١. وبك المعاذ ولا ملاذ سواك أن
ت غياث كل ملدد لهفان
٥٧٧٢. من ذاك للمضطر يسمعه سوا
ك يجيب دعوته مع العصيان
٥٧٧٣. انّا توجهنا اليك لحاجة
ترضيك طالبها أحق معان
٥٧٧٤. فاجعل قضاها بعض أنعمك التي
سبغت علينا منك كل زمان
٥٧٧٥. انصر كتابك والرسول ودينك ال
عالي الذي أنزلت بالبرهان
٥٧٧٦. واخترته دينا لنفسك واصطفي
ت مقيمه من أمة الانسان
٥٧٧٧. ورضيته دينا لمن ترضاه من
هذا الورى هو قيم الأديان
٥٧٧٨. وأقر عين رسولك المبعوث بال
دين الحنيف بنصره المتدان
٥٧٧٩. وانصره بالنصر العزيز كمثل ما
قد كنت تنصره بكل زمان
٥٧٨٠. يا رب وانصر خير حزبينا على
حزب الضلال وعسكر الشيطان
٥٧٨١. يا رب واجعل شر حزبينا فدى
لخيارهم ولعسكر القرآن
٥٧٨٢. يا رب واجعل حزبك المنصور أه
ل تراحم وتواصل وتدان
٥٧٨٣. يا رب وارحمهم من البدع التي
قد أحدثت في الدين كل زمان
٥٧٨٤. يا رب جنبهم طرائقها التي
تفضي بسالكها الى النيران
٥٧٨٥. يا رب واهدهم بنور الوحي كي
يصلوا اليك فيظفروا بجنان
٥٧٨٦. يا رب كن لهم وليا ناصرا
واحفظهم من فتنة الفتان
٥٧٨٧. وانصرهم يا رب بالحق الذي
أنزلته يا منزل القرآن
٥٧٨٨. يا رب هم الغرباء قد
لجأوا اليك وأنت ذو الاحسان
٥٧٨٩. يا رب قد عادوا لأجلك كل
هذا الخلق الا صادق الايمان
٥٧٩٠. قد فارقوهم فيك أحوج ما هم
دنيا اليهم في رضا الرحمن
٥٧٩١. ورضوا ولايتك التي من نالها
نال الأمان ونال كل اماني
٥٧٩٢. ورضوا بوحيك من سواه وما ار
تضوا بسواه من آراء ذي الهذيان
٥٧٩٣. يا رب ثبتهم على الايمان واج
علهم هداة التائه الحيران
٥٧٩٤. وانصر على حزب النفاة عساكر ال
إثبات أهل الحق والعرفان
٥٧٩٥. وأقم لأهل السنة النبوية ال
انصار وانصرهم بكل زمان
٥٧٩٦. واجعلهم للمتقين أئمة
وارزقهم صبرا مع الايقان
٥٧٩٧. تهدي بأمرك لا بما قد أحدثوا
ودعوا اليه الناس بالعدوان
٥٧٩٨. وأعزهم بالحق وانصرهم به
نصرا عزيزا أنت ذو السلطان
٥٧٩٩. واغفر ذنوبهم وأصلح شأنهم
فلأنت أهل العفو والغفران
٥٨٠٠. ولك المحامد كلها حمدا كما
يرضيك لا يفنى على الأزمان
٥٨٠١. ملك السموات العلى والأرض وال
موجود بعد ومنتهى الامكان
٥٨٠٢. مما تشاء وراء ذلك كله
حمدا بغير نهاية بزمان
٥٨٠٣. وعلى رسولك أفضل الصلوات والت
سليم منك وأكمل الرضوان
٥٨٠٤. وعلى صحابته جميعا والألى
تبعوهم من بعد بالاحسان