Feedback

من وحي الهجرة النبوية

١. يَا صَاحِبَ الذِّكرَى إِليْكَ تَحِيَتِي
وعَليْكَ يَا خَيْرَ الوُجُودِ ثَنَائِي

٢. يَزْهو القَصِيدُ بِذِكْرِكُمْ يَا سَيِّدِي
فمَقَامُكمْ يَعْلو عَلى الإِطْرَاءِ

٣. أُهْدِى إليْكَ قَصِيدَتي فَلعَلَّنِي
يَوْمَ الِّلقَا أَنْجُو بِذَا الإِهْدَاءِ

٤. مِنْ وَحي سِيرَتِكُمْ أَتَتْ أبيَاتُهَا
والعُذْرُ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ إِيْفَائِي

٥. أَرْجُو شَفَاعَتَكُمْ إذَا اجْتمَعْ الوَرَى
أرْجُو رِضَاكُمْ يَا أبَا الزَّهْرَاءِ

٦. نَفْسِي انْجَلَتْ عَنْهَا الهُمُومُ بِمَدْحِكُمْ
وتَبَدَّلَتْ أَكْدَارُهَا بِصَفاءِ

٧. نُورُ النَّبيِّ مُحَمَّدٍ كَشَفْ الدُّجَى
كَالبَدْرِ عِنْدَ الَّليلَةِ الظَّلْمَاءِ

٨. نُورٌ عَلى نُورٍ مَدِيحُ مُحَمَّدٍ
حَقَّاً بِرَغم الأَعْينِ العَمْيَاءِ

٩. فهْوَ السِّرَاجُ وذَاكَ وصْفُ إِلَهِنَا
وضِيَا حَبِيبِي فَاقَ كُلَّ ضِيَاءِ

١٠. للعَالمَينَ أتيْتَ أَحْمَدُ رَحمَة ً
وأَرَاكَ لِلْكُفَّارِ سَيْفَ فَنَاءِ

١١. في السِّلْمِ خَيْرُ مُسَالِمٍ يَا سَيِّدِي
والفَارِسُ المغْوَارُ في الهَيْجَاءِ

١٢. والصَّحْبُ إِنْ حَمِيَ الوَطِيسُ بِبَأْسِكُمْ
هُمْ يَتَّقُونَ وَعِنْدَ كُلِّ بَلاءِ

١٣. هَيْهَاتَ أَنْ أَظْمَأ وذِكْرُكَ سَيِّدِي
للقلْبِ فيهِ مَدَى الحيَاةِ رَوَائِي

١٤. يَا وَيْحَ أَرْبَابَ الجَّهالَةِ أَقْبَلُوا
وقُلُوبُهُمْ كَالصَّخـرَةِ الصَّمَّاءِ

١٥. جَاءُوا لِعَمِّ المُصْطَفَى وحَبِيْبِهِ
وتَكَلَّمُوا في غِلْظَةٍ وجَفَاءِ

١٦. قَالُوا لَهُ ابنُ أَخيْكَ فَرَّقَ بَيْنَنَا
بَلْ عَابَ دِيْنَ القَوْمِ والآَبَاءِ

١٧. ومَضَى يقولُ بأَنَّهُ يُوْحَى لَهُ
مَعَ أَنَّهُ كَبَقِيَّةِ الشُّعَرَاءِ

١٨. إِنْ كَانَ مَا يَأْتِيهِ مَسَّاً... جَاءَهُ
مِنَّا أَطِبَّاءٌ بِخَيْرِ دَوَاءِ

١٩. أوْ كَانَ يَبْغِي المَالَ جِئْنَاكُمْ بِهِ
حَتَّى يَضِيقَ بِذَلِكَ الإِثْرَاءِ

٢٠. أوْ كَانَ يَبْغِى المُلْكَ كَانَ مَليْكَنَا
وهوَ الرَّئِيسُ وسَيِّدُ الوُجَهَاءِ

٢١. فَارْجِعْ إلى ابنِ أخيْكَ واعْرِفْ رَأيَه
جِئْنَا لكي لا نَبْتَدي بِعَدَاءِ

٢٢. وهُنَا يقولُ المُصْطَفَى بِثَبَاتِهِ
وَوَقَارِهِ ... يَا أَرْحَمَ الآَبَاءِ

٢٣. واللهِ يَا عَمَّاهُ لَوْ وَضَعُوا هُنَا
شَمْسَاً أوْ البَدْرَ المُنِيرَ إِزَائِي

٢٤. مَا كُنْتُ أَتْرُكُ مَا أُمِرْتُ بِفعْلِهِ
حَتَّى أُتَمِّمَهُ ولَوْ بِفَنَائِي

٢٥. وهُنَا يقولُ الكُفْرُ جِئْنَا فَاسْتَمِعْ
سَنَحُلُّ هَذَا الأَمْرَ دُونَ عَنَاءِ

٢٦. خُذْ مَنْ تَشَا مِنَّا مَكَانَ مُحمَّدٍ
لا تَحْمِهِ واتْرُكْهُ دُونَ وِقَاءِ

٢٧. قَدْ سَاوَمُوهُ لِكي يُسَلِّمَ حِبَّهُ
عَرَضُوا لهَذا الأَمْرَ دُونَ حَيَاءِ

٢٨. ويقولُ عَمُّ المُصْطَفَى وحَبيْبُهُ
يَا بِئْسَ مَا عَرَضُوا لَهُ بِغَبَاءِ

٢٩. بِئْسَتْ فِعَالِكمُو وبِئْسَ مَقَالُكُمْ
لا تَذْكُرُوهُ فَإِنَّ فيهِ شَقَائِي

٣٠. أنَا أُطْعِمُ ابنَكُمُو وأغْذُوهُ لَكُمْ
ثُمَّ المُقَابِلُ تَقْتُلونَ رَجَائِي ؟!

٣١. واللهِ لَنْ يَصِلُوا إليْكَ بِجَمْعِهِمْ
حَتَّى أُفَارِقَ عَالَمَ الأَحْيَاءِ

٣٢. ويَمُوتُ عَمُّ المُصْطَفَى ونَصِيرُهُ
يَا مَوْتُ هَلاَّ جِئْتَ في إِبْطَاءِ

٣٣. والزَّوْجُ فَارَقَتِ الحَيَاةَ لرَبِّهَا
فبقيْتَ تَبْكِيْهَا أَحَرَّ بُكَاءِ

٣٤. وظَلَلْتَ تَذْكُرهَا بِخَيْرٍ دَائِمَاً
وحَبَوْتَهَا في العُمْرِ خَيْرَ وفَاءِ

٣٥. وقَضَيْتَ عَامَ الحُزْنِ بَعْدَ وفَاتِهِمْ
وإذَا الحَيَاة ُغَدَتْ بِغَيْرِ ضِيَاءِ

٣٦. وإذا بأهل ِالكفر زادُوا كيدَهمْ
وتفننوا في المَكر والإيذاءِ

٣٧. قالوا إذا لَمْ تَرْجِعُوا عَنْ دِينِكُمْ
سَنُحِيلُ دُنيَاكُمْ إلى أَرْزَاءِ

٣٨. سَنصُبُّ ألوَانَ العَذابِ عَليكمُو
لنْ تظفرُوا مِنَّا بِأَيِّ نَجَاءِ

٣٩. هَذا (بِلالُ) قَدْ ابتُليْ بـ(أمَيَّةٍ)
قَدْ عَاشَ مِنْهُ العُمْرَ في بَلْوَاءِ

٤٠. يَأْتي بِصَخْرٍ فَوْقَ صَدْرٍ طَاهِرٍ
ويَجُرَّهُ جَرَّاً على الرَّمْضَاءِ

٤١. وإذَا العَذَابُ اشْتَدَّ زَادَ صَلابَةً
(أَحَدٌ) يقولُ (بِلالُ) للأَعْدَاءِ

٤٢. (أَحَدٌ.. أَحَدْ) هذا نَشِيدٌ خَالِدٌ
قَدْ هَزَّ أَرْضِي بَلْ وَهَزَّ سَمَائِي

٤٣. وأرَى (صُهَيْبَ) الآَنَ يَبْغِي هِجْرَةً
لَكِنَّهُمْ وَقَفوا لَهُ بِجَفَاءِ

٤٤. قَدْ كُنْتَ صُعْلوكَاً فَقِيْرَاً مُعْدَمَاً
لا ... لَنْ تَمُرَّ بِهَذِهِ الأَشْيَاءِ

٤٥. وهُنَا يَقولُ (صُهَيبُ) قوْلَة َوَاثِقٍ
أنَا أفْتَدِى دِينِي ولَوْ بِدِمَائِي

٤٦. أنَا لَنْ أعودَ مَدَى الحَيَاةِ إليكُمُو
لَوْ أنَّكُمْ مَزقتُمُو أشْلائي

٤٧. أبْشِرْ (أبَا يَحْيَى) بِبَيْعٍ رَابِحٍ
أبْشِرْ فَعِنْدَ اللهِ خَيْرُ عَطَاءِ

٤٨. وكذاكَ (عَمَّارُ بنُ ياسِرَ) مِثلهُمْ
وكَذا (سُمَيَّةُ) أوَّلُ الشُّهَدِاءِ

٤٩. وأبُوهُ (يَاسِرُ) تِلْكَ عَائِلَة ٌ غَدَتْ
فَوْقَ الكَلامِ وفَوْقَ كُلِّ ثَنَاءِ

٥٠. صَبْرَاً تقولُ لآَلِ ياسِرَ تُؤْجَرُوا
غَدَاً الِّلقَاءُ بِجَنَّةٍ فَيْحَاءِ

٥١. ويقولُ (عَمَّارُ بنُ ياسِرَ) سَيِّدِي
إِنِّي أعِيشُ الآَنَ في الظَّلْمَاءِ

٥٢. طَاوَعْتُهُمْ يَا سَيِّدِي في قَوْلِهِمْ
لأَصُدَّ عَنِّي مِحْنَتِي وبَلائِي

٥٣. لَكِنَّ قَلْبيَ مُؤْمنٌ ومُوَحِّدٌ
مَا فِيهِ غَيْرُ عَقِيدَتي وَوَلائِي

٥٤. وتقولُ يَا (عََمَّارُ) عُدْ إنْ عَاوَدُوا
يوْمَاً ولا تَعْبَأْ بِذِي الأَشْيَاءِ

٥٥. مَا دَامَ قَلْبُكَ مُطمَئِنَّاً لاَ تَخَفْ
واذْكُرْ إلهَكَ عِشْ بِخَيْرِ رَجَاءِ

٥٦. ويَجيىءُ (خَبَّابُ الأَرَتُّ) مُخَاطِبَاً
خَيْرَ البَرِيَّةِ سَيِّدَ الشُّفَعَاءِ

٥٧. ويَرَاكَ يَا مُخْتَارُ تُسْنِدُ ظَهْرَكُمْ
لِجِدَارِ هَذِى الكَعْبَةِ الشَّمَّاءِ

٥٨. ويقولُ (خَبَابُ الأَرَتُّ) مَقولَةً
ألفَاظُهَا جَاءَتْ عَلى اسْتِحْيَاءِ

٥٩. إِنَّ العَذَابَ اشْتَدَّ زَادَ ضَرَاوَةً
لَبِسَتْ لنَا الأَيَّامُ ثَوْبَ شَقَاءِ

٦٠. هَلاَّ دَعَوْتَ اللهَ رَبَّكَ سَيِّدِي
هَلاَّ دَعَوْتَ لنَا عَلى الأَعْدَاءِ

٦١. وتقولُ الاسْتِعْجَالُ ذلِكَ شَأْنُكُمْ
بِلْ إِنَّ ذَلِكَ شِيْمَة ُ الأَحيَاءِ

٦٢. قَدْ كَانَ فيمَا قَبْلَكُمْ أُمَمٌ مَضَتْ
صَبَرُوا عَلى البَلوَى بِلا اسْتِثْنَاءِ

٦٣. مُشِطُوا بأَمْشَاطِ الحدِيدِ فَمَدَّهُمْ
هَذا العَذَابُ بِقُوَّةٍ ومَضَاءِ

٦٤. النَّصْرُ آَتٍ لا مَحَالَة َفَاصْبِرُوا
واسْتَمْسِكُوا بالشِّرْعَةِ الغَرَّاءِ

٦٥. النَّصْرُ مِنْ رَبِّ البَرِيَّةِ قَادِمٌ
فَلْتَنْضَوُوا يَا قَوْمُ تَحْتَ لِوَائِي

٦٦. الدِّينُ يَوْمَاً مَا سَيسْري ضَوْؤُهُ
وبقَدْرِ مَا تَمْتَدُّ عَيْنُ الرَّائِي

٦٧. ويَسيرُ سَائِرُكُمْ بِأَمْنٍ دَائِمٍ
مِنْ (حَضْرَمَوْتَ) إِلَى رُبَى (صَنْعَاءِ)

٦٨. ويَسيرُ سَائِرُكُمْ بِأَمْنٍ دَائِمٍ
لَمْ يَخْشَ إلاَّ اللهَ ... ذَا الآَلاءِ

٦٩. مَا كُنْتَ تِقْدِرُ أَنْ تُدَافِعَ سَيِّدِي
يوْمَاً عَن الضُّعَفَاءِ والبُؤَسَاءِ

٧٠. هَا أنْتَ تَسْجُدُ مَرَّة ًفَيَجِيْئُكُمْ
بِـ(سَلا جَزُوْرٍ) أَخْبَثُ الخُبَثَاءِ

٧١. وذَهَبْتَ تَبْغِي مِنْ ثَقِيْفٍ نُصْرَةً
فَلَعَلَّ فِيْهَا سَامِعَاً لِنِدَاءِ

٧٢. لَكِنَّهُمْ كَانوا الأَرَاذِلَ سَيِّدِي
لاقُوكُمُو بِجَهَالَةٍ جَهْلاءِ

٧٣. أَغْرَوا بِكُمْ صِبيَانَهُمْ وعبيدَهُمْ
تَرَكُوكُمُو فيهَا مَعَ السُّفَهَاءِ

٧٤. يرْمُونَكُمْ بِحِجَارَةٍ يَا سَيِّدِي
فَتَسيل مِنْ عَقِبٍ أعَزُّ دِمَاءِ

٧٥. ورَفَعْتَ كَفَّكَ للسَّماوَاتِ العُلا
فِإذَا جميعُ الكَوْنِ في إِصْغَاءِ

٧٦. إنْ لَمْ يكنْ بِكَ رَبَّنا غَضَبٌ عَليَّ
فَذَاكَ غَايَة ُمُنْيَتِي ورِضَائِي

٧٧. إنِّي اسْتَعَذْتُ بِنُورِ وَجْهِكَ رَبَّنَا
فِبِهِ إِلَهِي أَشْرَقَتْ ظَلْمَائِي

٧٨. وبِهِ صَلاحُ الدِّينِ والدُّنيا مَعَاً
وأَخُصُّهُ بالحَمْدِ والإِطْرَاءِ

٧٩. عُتْبَى الأُمُورِ إليْكَ حَتَّى تَرْتَضِي
يَا رَبَّنَا يَا واسِعَ النَّعْمَاءِ

٨٠. ويَجِيْىءُ أَمْرٌ أَنْ تُهَاجِرَ سَيِّدِي
مِنْ عِنْدِ رَبِّكَ أَرْحَمِ الرُّحَمَاءِ

٨١. وتَجَمَّعَ القَوْمُ الِّلئَامُ بِبَابِكُمْ
بِاللاّتِ قَدْ حَلَفُوا وبِالآَبَاءِ

٨٢. لا يَنْجُوَنَّ (مُحَمَّدٌ) مِنْ بَيْنِنِا
أَوْ أَنَّنَا نُمْحَى مِنَ الغَبْرَاءِ

٨٣. شَاهَتْ وُجوهُ القَوْمِ يَا خَيْرَ الوَرَى
ومَضَيْتَ أنْتَ بِعِزَّةٍ ومَضَاءِ

٨٤. ومَعَ الذي قَدْ نَالَكُمْ مِنْ كَيْدِهِمْ
هَا أَنْتَ (أَحْمَدُ) سَيِّدُ الأُمَنَاءِ

٨٥. لِلْقَوْمِ عِنْدِي يَا عليُّ ودَائِعٌ
أنَا لا أخُونُهُمو وهُمْ أعْدَائِي

٨٦. نَمْ يَا علىُّ لكَيْ تَرُدَّ ودَائِعَاً
أَعْظِمْ بِكُمْ مِنْ قِمَّةٍ شَّمَّاءِ

٨٧. أعْظِمْ بهذا الخُلْقِ أيْنَ مِثَالُهُ
أعْظِمْ بِهَا مِنْ مِنَّةٍ وَوَفَاءِ

٨٨. هُمْ يَمْكُرُونَ ... يُدَبِّرُونَ لِقَتْلِكُمْ
وتُفَكِّرُونَ بِرَدِّ ذِي الأَشْيَاءِ

٨٩. ويَنَامُ مُشْْتَمِلاً عَلىُّ بِبُرْدِكُمْ
أَنْعِمْ بِهَذِي البُرْدَةِ الخَضْراءِ

٩٠. يَفْدِِيكُمُو بِالرُّوحِ لَمْ يَعْبَأْ بِهَا
يَفْدِيكُمُو حَقَّاً بِخَيْرِ فِدَاءِ

٩١. المَوْتُ خَلْفَ البَابِ يَنْظُرُ نَحْوَهُ
لَكِنَّهُ يَعْلو عَنِ النُّظَرَاءِ

٩٢. بِشَجَاعَةٍ فَوْقَ الشَّجَاعَةِ نَفْسِهَا
وبِهِمَّةٍ تَعْلو ذُرَى العَليَاءِ

٩٣. مَا هَابَ سَيْفَاً مُشْهَرَاً في وَجْهِهِ
مَا كَانَ يَوْمَاً مَا .. مِنَ الجُّبَنَاءِ

٩٤. يَا دَهْرُ سَجِّلْ لا تَكُنْ مُتَوَانِيَاً
هَذا النَّمُوذُجُ عَزَّ في دُنْيَائِي

٩٥. وخَرَجْتَ تَبْغِي مَنْ يكونُ مُؤَازِرَاً
ومَضَيْتَ في حَذَرٍ مِنَ الرُّقَبَاءِ

٩٦. وذَهَبْتَ لِلصِّديقِ تَطْلُبُ رفْقَةً
أَنْعِمْ بِكُمْ يَا أَكْرَمَ الرُّفَقَاءِ

٩٧. واللهُ في القُرْآنِ يَذْكُرُ فَضْلَهُ
يُتْلى عَلينَا وهوَ خَيْرُ ثَنَاءِ

٩٨. قَدْ كَانَ حِبَّاً للحَبيبِ وصَاحِبَاً
ورفيْقَهُ في الهِِجْرَةِ الغَرَّاءِ

٩٩. كانَ الصَّديقَ لخيْرِ مَنْ وطِئَ الثَّرَى
وأَنِيْسَهُ في الجَنَّةِ الفَيْحَاءِ

١٠٠. واللهُ لَمْ يَذْكُرْ سِواهُ بِصُحْبَةٍ
هَذِي ورَبِّي أَعْظَمُ النَّعْمَاءِ

١٠١. بُشْرايَ يَا بُشْرايَ أَصْحَبُ أَحْمَدَاً
رَبُّ السَّمَاءِ قَدْ استَجَابَ دُعَائِي

١٠٢. تَفْدِيْكَ نَفْسِي والأَحِبَّةُ كُلُّهُمْ
يَفْديْكَ مَالِي.. ذَا أَقَلٌّ فِدَاءِ

١٠٣. وتَسِيرُ قُدَّامَ النَّبيِّ مُؤَمِّنَاً
وجْهَ الحَبيبِ ومَرَّةً بِوَرَاءِ

١٠٤. ونَزَلْتُمَا في (غَارِ ثَوْرٍ) سَيِّدي
يَخْشَى (أَبو بَكْرٍ) مِنَ الأَعْدَاءِ

١٠٥. لَوْ يَنْظُرُونَ الآَنَ تَحْتَهُمو رَأَوا
أَنَّا هُنَا يَا سَيِّدَ الشُّفَعَاءِ

١٠٦. : أَبْشِرْ ولاَ تَحْزَنْ بِخَيْرٍ صَاحِبِي
مَعَنَا الإِلَهُ البَرُّ ذُو الآَلاَءِ

١٠٧. اللهُ يَسْتُرُنَا فَكَيْفَ يَرَوْنَنَا؟!!
فَغِطَاءُ رَبِّكَ كَانَ خَيْرَ غِطَاءِ

١٠٨. وصَحِبْتُمَا (ابنَ أُرَيْقِطٍ) لِيَدُلَّكُمْ
فهوَ الخَبِيْرُ بِهَذهِ البَيْدَاءِ

١٠٩. وخرَجْتَ تَبْغِي في الأَبَاعِدِ نُصْرَةً
إِنَّ الأَقَارِبَ أَتْعَسُ التُّعَسَاءِ

١١٠. ونَظَرْتَ خَلْفَكَ والدَّمُوعُ غَزِيْرَةٌ
يَا أرْضَ مَكَّةَ أَطْهَرَ الأَرْجَاءِ

١١١. يَا بُقْعَة ً عِنْدَ الإِلَهِ عَزِيزَةً
وكذَاكَ عِنْدِي بَلْ وأنْتِ شِفَائِي

١١٢. واللهِ حُبُّكِ أنتِ يَجْري في دَمِي
لَكِنَّ أَهْلَكِ قَرَّرُوا إِقْصَائِي

١١٣. يَا مَهْبِطَاً للوَحي إِنِّي أَرْتَجِي
مِنْ عِنْدِ رَبِّى مِنَّة ً بِلِقَاءِ

١١٤. إنَّ الذي فَرَضَ الكِتَابَ عليكُمُو
سَيرُدَّكمْ يَوْمَاً مِنَ السُّعَدَاءِ

١١٥. يَوْمَاً سَتَفْتَحُ ذلِكَ البَلَدَ الذَي
غادَرْتَهُ في حَلْكَةِ الظَّلْمَاءِ

١١٦. هَاجَرْتَ (أَحمَدُ) بَعْدَ مَا اشْتَدَّ الأَذَى
هَاجَرْتَ تَخْفِيْفَاً عَنِ الضُّعَفَاءِ

١١٧. وأرَى (سُرَاقَةَ) رَاحَ يَتْبَعُ خَطْوَكُمْ
ضَلَّتْ خُطَاهُ وتَاهَ في البَيْدَاءِ

١١٨. وجَوَادُهُ رَفَضَ الرُّضُوخَ لأَمْرِهِ
سَاخَتْ قَوَائِمُهُ بِذِي الصَّحْرَاءِ

١١٩. لِمَ يَا جَوَادُ اليَوْمَ أنْتَ خَذَلْتَنِي
مَا كُنْتَ يَوْمَاً تَرْتَضِى إيذَائِي

١٢٠. فَخُطَاكَ تُسْرِعُ إِنْ بَعُدْنا عَنْهُمو
وإذَا قَصَدْنَاهُمْ فَفِي إِبطَاءِ

١٢١. وَكَأَنَّهُ قَدْ قَالَ ذَا رَكْبُ الهُدَى
منَْ ذا يُطَاوِلُ رَكْبَهُ بِغَبَاءِ

١٢٢. حَقَّاً فَرَكْبُ المُصْطَفَى لا يُقْتَفَى
بِالسُّوءِ ذَاكَ تَصَرُّفُ البُلَـهَاءِ

١٢٣. فَعِنَايَة ُالرَّحمَنِ تَحْرُسُ رَكْبَهُ
وعِنَايَة ُ الرَّحمَنِ خَيْرُ وقَاءِ

١٢٤. وهُنَا يقولُ (سُرَاقَةُ) اذهَبْ سَيِّدِي
=لا .. لَنْ أُناصِبَكُمْ بِأَيِّ عَدَاءِ

١٢٥. هَاتِ الأَمَانَ أَيَا (مُحَمَّدُ) هَاتِهِ
فَعَطَاؤُكُمْ واللهِ خَيْرُ عَطَاءِ

١٢٦. أَنَا لَنْ أَدُلَّهَمو عليكُمْ سَيِّدِي
أبَدَاً ومَهْمَا حَاوَلوا إِغْرَائِي

١٢٧. ارْجِعْ (سُرَاقَةُ) لا غُبَارَ عليكُمُو
واسْمَعْ لِمَا سَأَقُولُ مِنْ أَنْبَاءِ

١٢٨. يَوْمَاً سَتَلْبَسُ فِي يَدَيْكَ أَسَاوِرَاً
هِيَ مِلْكُ (كِسْرَى) صَاحِبِ الخُيَلاءِ

١٢٩. ارْجِعْ (سُرَاقَةُ) وانْتَظِرْ مَا قُلْتُهُ
فَهْوَ القَرِيْبُ ولَيْـسَ ذَا بِالنَّائِي

١٣٠. هِيَ رِحْلَة ٌ هَاجَرْتَ فِيْهَا سَيِّدِي
أَحْدَاثُهَا جَلَّتْ عَنِ الإِحْصَاءِ

١٣١. عَطَّرْتَ طِيْبَةَ سَيِّدِي بِمَجِيْئِكُمْ
ومَلأتَ كُلَّ الكَوْنِ بالأَضْوَاءِ

١٣٢. وبَنَيْتَ مُجْتَمَعَاً يَفِيضُ مَحَبَّةً
ومَوَدَّةً يَخْلو مِنَ البَغْضَاءِ

١٣٣. هَجَرُوا حُظُوظ َالنَّفْـسِ حِينَ أمَرْتَهُمْ
وسَمُوا بِأَخْلاق ٍعَلى الجَّوْزَاءِ

١٣٤. وطَرَقْتُ بَابَ اللهِ في غَسَقِ الدُّجَى
ودُموعُ عيني قَدْ سَبَقْنَ نِدَائِي

١٣٥. أرجوكَ تَغْفِرُ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا
ولْتَمْحُ يَا رَبَّ الورَى أَخْطَائِي

١٣٦. تَعْفُو وتَصْفَحُ لَيْسَ يَنْفَدُ فَضْلُكُمْ
أنتَ الكريمُ البَرُّ ذُو الآلاءِ

١٣٧. (أنَا إِنْ عَصَيْتُ فهذِهِ بَشَرِيَّتِي)
ولئِنْ عَفَوْتَ فَأَكرَمُ الكُرَمَاءِ

١٣٨. أنَا بالحبيبِ مُحَمَّدٍ مُسْتَشْفِعٌ
مفتَاحُ بَابِ السِّـرِ في العَلْيَاءِ

١٣٩. يَا رَبِّ وامْنَحْنَا بِفَضْلِكَ هِجْرَةً
تَعْلو النُّفُوسُ بهَا عَلى الأَهْوَاءِ

١٤٠. ويكُونُ فِيْهَا هَجْرُ كُلِّ رَذِيلَةٍ
كَالْحِقْدِ والبَغْضَاءِ والشَّحْناءِ

١٤١. وأَعِدْ لأُمَّتِنَا سَوَالِفَ مَجْدِهَا
واكْتُبْ لنَا نَصْرَاً عَلى الأَعْدَاءِ

١٤٢. ثَبِّتْ إِلَهي كُلَّ مَنْ قَدْ جَاهَدُوا
وارْفَعْ لَهُمْ يَا رَبُّ خَيْرَ لِوَاءِ

١٤٣. واحْقِنْ دِمَاءَ المُسْلمينَ جميعَهَا
لنكونَ يَا رَبِّي منْ السُّعَدَاءِ