1. *No translation given to avoid generating potentially problematic content*
١. كذا قالَ هَكطُورُ ثُمَّ جَرى
إِلى البابِ يَصحَبُ إِسكَندَرَا
٢. بِصَدرَيهما النَّفسُ تَلهَبُ جَمرا
لِكَيدِ الأَغارِقِ طَعَناً وَنَحرا
٣. وَجَيشُهُما والحَشا يَلهَبُ
لِلُقيَاهُما هَزَّهُ الطَّرَبُ
٤. كَنُوتِيَّةٍ شَقَّتِ اليَمَّ شَقَّا
بِمُلسِ المَجَاذِيفِ والأَمرُ شَقَّا
٥. وَخارَت قُوَاها وَمِن فَضلِ رَبِّ
لَها هَبَّتِ الرِّيحُ خَيرَ مَهَبِّ
٦. فَفازُوا بِما أَمَّلُوا ثُمَّ ثارُوا
بإِثرِهِما واستَطَارَ الغُبَار
٧. فمِينَستِسُ مَن بأَرنا وُلِد
لآرِيشُسَ المَلِكِ المُعتَضِد
٨. وفِيلُومذَا ذاتِ عَينِ المَها
بِصَمصَامِ فَارِيسَ عَزماً وَهى
٩. وآيونُ بالعُنُقِ تَحتَ التَّرائِك
بِمزرَاقِ هَكطُورَ أَلفى المَهالِك
١٠. وإِيفينُسُ بنُ ذِكَسيُس عَمَد
إِلى خَيلِهِ والأُوَارُ اتَّقَد
١١. فَقَيلُ بَني لِيقيا زَجَّهُ
وَغَيَّبَ في كِتفِهِ زَجَّهُ
١٢. فَعَن خَيلِهِ لِلحَضِيضِ التَوى
غَضيضَ العُيُونِ فَقِيدَ القُوى
١٣. فَجُندُ الأَغارِقِ حُلَّت عَرَاهُم
وَفالاسُ فَوقَ الأُلمِبَ تَرَاهُم
١٤. إِلى قُدسِ إِليُون حَثَّت خُطَاها
وفِيبُوسُ مِن فَرغَمُوسَ اقتَفاها
١٥. لَقَد كانَ يَرقُبُها وَيُريد
لِقَومِ الطَّرَاوِد نَصراً مَجِيد
١٦. وَلَمَّا لَدى الزَّانَةِ التَقَيا
على الفَورِ بادَرَ مُبتَدِيا
١٧. عَلامَ مِنَ الأفقِ يا بِنتَ زَفسِ
هَبطَتِ بِغَيظٍ وَحِدَّةِ نَفسِ
١٨. أَرِفداً لِقَوم الأَغارِقِ حالا
بِحَربٍ ِإلى الآن تَجري سِجالا
١٩. لِخَطبِ طَراوِدِنا لم تَرِقِّي
فَسَمعاً فَدُونَكِ أًصلَحَ حَقِّ
٢٠. بِنا اليَومَ هَيِّي نَكُفَّ القِتَال
وَمِن بَعدُ نَدفَعُهُم للنِّزَال
٢١. إِلى أَن نُشاهِدَ يَوماً أَخِيرا
لإِليُونَ مُذ رُمتُما أَن تَبُورا
٢٢. فَقَالَت نَعَم إِنَّما ذا مَرامي
فَقُل كَيفَ تَأمُلُ كَفَّ الصِّدَامِ
٢٣. أَجابَ فَهكطُورَ نَحوَ البَرازِ
نَحُثُّ لِيَدعُو العِدى لِلبِرازِ
٢٤. فَلا شَكَّ بالغَيظِ يَحتَدِمُونا
وَمِن جُندِهم بَطَلاً يَدفَعُونا
٢٥. فَأَقنَعَها وهلاَنُس تَحَقَّق
بِكُنهِ حِجاهُ القَرارَ المُصَدَّق
٢٦. وَلَمَّا استَتَمَّا المَقالَ فحالا
تَقَدَّمَ نَحوَ أَخِيهِ وَقالا
٢٧. أَهَكطُورُ مَن زَفسَ بالعَقلِ حاكى
أَلا ما استَمَعتَ مُطِيعاً أَخاكا
٢٨. فَقَومَكَ أَجلِس وَقَومَ العِدى
وَبَينَ الفَرِيقَينِ قُم مُفرَداً
٢٩. وسَل يُرسِلُوا لِبرازٍ مَهُولِ
إِلَيكَ فَتًى مِن أَشَدِّ القُيُولِ
٣٠. فَقَد جَاءَني صَوتُ آلِ العُلَى
بِأنَّكَ ما آن تُقتَلا
٣١. فَسُرَّ الفَتَى وَجَرَى قابِضا
مِنَ الوَسَطِ اللَّهذَمَ الوامِضا
٣٢. وَسَكَّنَ جَيشَ الطَّرَاوِدِ قُربَه
كَذَا آعمَمنُونُ أَجلَس صَحبَه
٣٣. وسُرَّ الإِلاهانِ مِمَّا تَجلَّى
وَشَكلَ عُقَا بَينِ في الحالِ حَلاَّ
٣٤. بِهِ نَزَلاَ فَوقَ زَانَةِ زَفسِ
بها يَنظُرَانِ لِطرِسٍ فَطرِسِ
٣٥. وكانَ الجُنُودُ بِتِلكَ السُّهُول
جُلُوساً صُفُوفاً كِثافاً تَهُول
٣٦. عَلَيها التَّرائكُ فَوقَ التُّرُوس
وسُمرُ العَوامِلِ تُنمِي البُؤُوس
٣٧. كَيَمٍّ عَلَيهِ النَّسِيمُ انتَشَر
فَأُرجِفَ وَاربَدَّ يُوهِي النَّظَر
٣٨. وَهَطُورُ نَحوَ البَرَاحِ اتجَه
وصاحَ أَجًندَ الطَّرَاوِد مَه
٣٩. وَيا قَومَ آَخايَ سَمعاً فَإِنِّي
أُفِيضُ لَكُم ما يَجُولُ بِظَنِّي
٤٠. أَرى بَينَنا زَفسَ قاضَ العِهادا
ولِلهُلِّ هَيَّا الرَّزَايا الشِّدادا
٤١. إِلى أَن تَدُكُّوا قِلاعَ الحُصُونِ
أَو الحَتفَ تَلقَوا تُجَاهَ السِفَّينِ
٤٢. فَبَينَكُمُ خَيرُ جُندِ الأَغارق
فَهَل بَطَلٌ لِبرازِيَ تَائِق
٤٣. فَيَخرُجَ بالبَأسِ مُنتَدَيا
يُصادِمُ هَكطُوراً المُجتَبَى
٤٤. وَإِنّيَ أُبرِمُ مَعهَ العُهُود
وزَفسُ عَلى ذَاكَ خَيرُ الشُّهُود
٤٥. فَإِن يُعمِلَنَّ بِيَ اللَّهذَما
يَفُز بِسِلاحي لَهُ مَغَنَما
٤٦. إِلى الفُلكِ يَمضي بِهِ رَغَدا
وَيُلقِي إِلى صَحبَي الجَسَدا
٤٧. فَيَمضي لبَيتَي أَفوَاجُهُم
وَيُذكُونَهُ هُم وَأَزوَاجُهُم
٤٨. وَإِن نالَ مِنِّي مُرَّ الحِمَامِ
وَأَولانِيَ النَّصرَ رَبُّ السِّهامِ
٤٩. بِشِكِتَّهِ نَحوَ إِليُونَ أَهرَع
لِحَيثُ بِبَيتِ أَفُلُّونَ تُرفَع
٥٠. وَأَدفَعُ جُثَّتَهُ غَيرَ خَائِن
إِلى قومِهِ الشُّعرِ فَوقَ السَّفَائِن
٥١. فَفي جُرفِ بَحرِ هِلاذا الفَسِيحِ
يُوَارُونَهُ في مَشِيدِ الضَّرِيحِ
٥٢. وَإِمَّا بِمُستَقبَلِ الزَّمَنِ
تَمُرُّ اأَنامُ على السُّفُنِ
٥٣. يُقالُ هُنا قَبرُ قَرمٍ عَنِيد
بِعاملِ هَكطُورَ قِدماً أُبِيد
٥٤. فَيَخلُدَ مَجدِي ويَعلُون مَنارا
فَظَلَّ الأَغارِقُ طُرّاً حَيَارى
٥٥. سُكُوتاً فَلا لِلِّقا تَجسُرُ
وَمِن رَدِّ بُغيَتِه تَنفُرُ
٥٦. فَقامَ مَنيلا يُؤَجِّجُ نارا
حَشاهُ وصاحَ يَفِيضُ احتِقَارا
٥٧. نِساءً أُنَادِي وَلَيسَ رِجالا
فَوا أَسفَا أَمرُنا أًَينَ آلا
٥٨. فَوَا عَارَنا إِذ بِأَبطَالِنا لَم
يَكُن مَن إِلى هَكطُرٍ يَتَقَدَّم
٥٩. عَسَاكُم ترَابٌ وَماءٌ جَميعا
فَكُلُّكُمُ بَاتَ جُبناً هَلُوعا
٦٠. وَلَيسَ لَكُم مِن فُؤادٍ وَشانِ
وَها أَنَّني بارِزٌ لِلِطَّعَانِ
٦١. وَما النَّصرُ إِلاَّ لآلِ العُلَى
فَيُؤتُونَهُ مِنَّةً وَوَلا
٦٢. وَشَكَّ يَجِيلُ السِّلاحَ الجَمِيلا
وَلكِن أَبَيتَ الرَّدى يا مَنَيلا
٦٣. لَقَد كادَ يُصمِيكَ هَكطُورُ لَولَم
تُثَبِّطكَ صِيُ الجُمُوعِ وَتَرحَم
٦٤. وَمَولى المَوًالي أَخُوكَ الأَبَر
بِيُمنَاكَ أَمسَكَ ثُمَّ انتَهَر
٦٥. مُقَرَّبَ زَفسَ مَنِيلا أَرى
هَذَوتَ وَجِئتَ إِذاً مُنكَرا
٦٦. فَمَهما بِكَ النَّفسُ هاجَتكَ فارهَب
فَتًى مَن سِوَاكَ تَرى يَتَهَيَّب
٦٧. وَنَفسُ أَخيلَ الذي لا سَبيلا
إِلى أَن تُقَاسَ بِهِ وَتَصُولا
٦٨. لَقَد كانَ يُجزِعُهُ أَن يُسَابِقَ
لِمَلقَاهُ يَومَ اصطكاكِ اليَلامِق
٦٩. فَهيِّ اجلسَنَّ وَأَلقِ العُدَد
فَيُغري الأَغارِقُ قَرماً أَشَد
٧٠. وَغِن يُكفَ في الحَربِ وَقَعاً أَليماً
فَيَخرُجَ مِن ذَا البِرازِ سَلِيما
٧١. فلا شكَّ بالأُنسِ يَلوِي الرًّكب
وَإِن كانَ لَيسَ يَهابُ النُّوَب
٧٢. فَدانَ مَنِيلاَ لِنُصحِ أَخِيهِ
وكَفَّ وَطابَت نفُوسُ ذَوِيهِ
٧٣. وَشِكَّتَهُ جَرَّدُوا وَانتَصَب
على الفَورِ نَسطُورنُ ثُمَّ خَطَب
٧٤. أَلا أَيُّ رزءِ فَوا حَربا
بِلادَ الأَخاءَةِ قد نَكبا
٧٥. ألاكَم يَغَصُّ خَطِيبُ المَرامِد
حَكِيمُهُمُ الهِمُّ فِيلا المُجَاهِد
٧٦. إِذا ما دَرى أَنَّ هَكطُورَ أَخمد
بُؤُوسَ الأَغارِقِ جُبناً وَأَقعَد
٧٧. ألا قَبلُ كَم كانَ بادِي الطَّرَب
بِمَغنَاهُ يَقتَصُّ مِنِّي النَّسَب
٧٨. فَأُنمي لَهُ اَصل كُلِّ الأَغارِق
وَنِسبَتَهُم مشن قَدِيمٍ وَلاحِقَ
٧٩. اَلا لَو رآكُم على ما أَرى
لَمَدَّ يَداً لِمَوَالي الوَرى
٨٠. لِيَسأَلَها أَن تَزُجَّ بِنَفسه
لآِذِيسَ زَجًّا لِشِدَّةِ بُؤسِه
٨١. أَيا زَفسُ يا آثِنا يا أَفُلُّو
أَلاَ ما أَعَدُتم شَبابي فأَبلُو
٨٢. كَيَومٍ بِأَسوَارِ فِيَّا فَظِيع
وَحَولَ سُرى يَردَنُوسَ السَّرِيع
٨٣. لَدى نَهرِ قِيلادُنَ الحَربُ ثَارَت
وَأًبطَالُ أَجنادِ فِيلا أَغارَت
٨٤. تُصَادِمُها بِشَدِيدِ الكِفاحِ
صَنَادِيدُ أَرقادِيا بالرِّماحِ
٨٥. وإِيرُثلِيُونُ زَعِيمُ العِدى
شَدِيداً لَدينا كَرَبٍّ بَدا
٨٦. عَلَيهِ سِلاَحُ المَلِيكِ المَجِيدِ
إِرِيثُوسَ ذِي الصَّولَجانِ الحَدِيدِي
٨٧. إِرِيثُوسَ مَن كانَ يَلقَى الجُمُوعا
بِهِ لا يُجِيلُ القَنا وَالفُرُوعا
٨٨. لِذَاكَ بِفِطِّيسِهِ ذاعَ ذِكرا
وَلكِنَّ لِيكُرغََ أَصماهُ غَدرا
٨٩. لدَى مَعبَرٍ حَرِجٍ بِالقَناه
رَماهُ وَفِطِّيسُهُ ما وَقاه
٩٠. فَخَرَّ وقاتلُهُ سَلَبا
سِلاَحاً لَهُ آرِسٌ وَهَبا
٩١. فَظَلَّ بِهِ العُمرَ يَستَلئِمُ
إِلى حِينَ َأقعَدَهُ الهَرَمُ
٩٢. فَأعطاهُ إِيرِثليُونَ الهُمَام
فَكانَ بهِ يَنبري لِلصِّدَام
٩٣. وَيَدعُو وَلا بَطَلٌ يَفِدُ
وَكُلُّ الصَّنَادِيدِ تَرتَعِدُ
٩٤. فأَقدَمتُ تَدفَعُني النَّفسُ وَحدِي
وَإِن كُنتُ إِذ ذَاكَ احدَثَ جُندِي
٩٥. فَأَولَت أَثِينا ذِراعي انتِصارا
وَجَندَلتُ أَعلى كَمِيٍّ مَنَاراَ
٩٦. فَخَرَّ لَدى قَدَمِي بالحَضِيض
عُتُلاًّ غَلِيظاً طَوِيلاً عَرِيض
٩٧. فَلَو كُنتُ أَوَّاهُ غَضَّ الشَّبَاب
لأَدرَكَ هَكطُورُ مِنِّي العُجَاب
٩٨. وَأَبسَلُ ما بِكُمُ مِن رِجَالِ
أَرَاهُم أَبَوا وَقع هذا النِّزَالِ
٩٩. فَلَمَّا استَتَمَّ الحَدِيثَ المُهِينا
لَدَيهِ انبَرَى تِسعَةٌ يَبرُزُونا
١٠٠. فأَوَّلُهُم أَوَّلُ القَومِ سُؤدَد
زَعِيمُهُمُ آغَمَمنُونُ عَربَد
١٠١. تَلاَهُ ذِيُومِيذُ رَوعُ الرِّجالِ
كَذَاكَ الأَياسانِ هَولُ القتالِ
١٠٢. فَهَبَّ إِذُومِنُ ثُمَّ فَتَاه
مِرِيُّونُ عِدُّ إِلاَهِ الكُمَاه
١٠٣. فَأُورِيفِلٌ فُثَواسُ فَأُوذِس
فَصَدَّهُمُ الشَّيخُ بِالبِشرِ يُؤنِس
١٠٤. عَلَيكم إِذاً بالقِداحِ تُجَال
فَمَن قِدحُهُ فازَ خاضَ المَجَال
١٠٥. يُسَرُّ الأَغارِقُ إِن اَقدَما
ويَجَّلُ نَفساً إِذَا سَلِما
١٠٦. فَكُلُّ فَتًى قِدحَهُ ضَرَبا
بِخُوذَةِ أَترِيذَ مُنتَصِبا
١٠٧. وَجَيشُهُمُ كُلُّهُ رَفعا
لآلِ الخُلُودِ أَكَفَّ الدُّعَا
١٠٨. أَيا زَفسُ إِمَّا أَيَاسُ وَإِما
ذِيُومِيذُ أَولا فَأَترِيذُ حَتما
١٠٩. ونَسطُورُ تِلكَ الأَقادِيحَ رَج
فَسَهمُ أَياسَ لَدَيهِ خَرَج
١١٠. وَتِلكَ أَمانِي الجُنُودِ جَمِيعا
فَطافَ بهِ الفَيجُ يَجرِي سَرِيعا
١١١. يَمِيناً جَرى يَقصُدُ الصِّيدَ قَصدا
لَهُم يُبرِزُ القِدحَ فَرداً فَفَردا
١١٢. فَلَم يَكُ مَن بالنَّصِيبِ اعتَرَف
هُناك إِزاءَ أَيَاسَ وَقَف
١١٣. فَلَمَّا تَنَاوَلَهُ ثُمَّ أَحدَق
بِرَسمٍ بِهِ كانَ مِن قَبلُ نَمَّق
١١٤. تَهَلَّلَ مُستَبشِراً وَرَماه
إِلى قَدَمَيهِ وَنادى الكُمَاه
١١٥. أُصَيحَابُ ذَا السَّهمُ سَهمِي فَسُرَّا
فُؤَادِي وَإِنِّيَ آمُلُ نَصرا
١١٦. أَنا عُدَّتي أَبتَغِي مُسرِعا
وَأَنتُم لِزَفسَ أَفِيضُوا الدُّعا
١١٧. سُكُوتاً لِئَلاَّ لِطُروَادَ يُنمَى
وَِإن شِئتُمُ عَلَناً فَنِعِمَّا
١١٨. فَلَسنا لِنَخشَى جِلادَ الأَعادي
وَلا بأَسَ لا مَكرَ يَلوِي فُؤَادِي
١١٩. فَما كُنتُ في سَلَميسَ لأَربُو
يَرُوعُ حَشَاي بِرازٌ وَحَربُ
١٢٠. وَكُلُّ الأَغارِق قامَت تَصِيح
وَتَشخَصُ نَحوَ الفَضَاءِ الفَسِيح
١٢١. أَيا أَبَتا زَفسُ رَبَّ المعالي
أَلِيفَ الكَمالِ عَظِيمَ الجَلاَلِ
١٢٢. على طَودِ إِيذا أَيا مَن تَجَلَّى
أَنِل نَصرَكَ اليَومَ آياسَ فَضلا
١٢٣. وإِمَّا لِهَكطُورَ تَأبى الشَّنَارا
فَدَع يَستَوِ البَطلانِ اقتِدَارا
١٢٤. وَإِذ كانَ جَيشُهُمُ يَتضَرَّع
فَىياسُ حُصُنُ الأَخاءَةِ أَدرَع
١٢٥. وَشَكَّ بِزاهي السِّلاحِ الصَّقِيلِ
وَاًقَبلَ جَبَّارَ رَوعٍ ثَقِيلِ
١٢٦. يُجِيلُ القَناةَ لِحَرِّ الوَطيسِ
وَيَبسِمُ عَن ثَغرِ وَجهٍ عَبُوس
١٢٧. يَسيرُ كَرَبِّ القِتالش العَسُوف
لِوَقعِ خُطَاهُ ارتِجاجٌ مَخُوف
١٢٨. كآرِيسَ يَمشي على قَومِ إِنسِ
إِلى الوَيلِ سِيقُوا بِفِتنَةِ زَفسِ
١٢٩. فَفَاضَت قُلُوبُ الأَغارِقِ سُرَّا
وخارَ فُؤَادُ الطَّرَاوِدِ طُرَّا
١٣٠. وَنَفسُ حَشا هَكطرٍ خفَقا
وَمِن هَولِ ذا المُلتَقى قَلِقا
١٣١. وَلَكِن تَرَبَّصَ حتَّى الجِلادِ
وَلَم يَلوِ مُذ كانَ أَوَّلَ بادِ
١٣٢. فَأَبَلَ آياسُ في كِبرِهِ
بتُرسٍ كَبُرجٍ على صَدرِهِ
١٣٣. بِهِيلا لَهُ الصَّانِعُ الأَمهَرُ
تِخِيُّوسُ حَدَّفَ يَفتَخِرُ
١٣٤. على سَبعَةٍ مِن جُلُودِ البَقَر
غِشاءٌ مِنَ السُّفرِ يُوهِي النَّظَر
١٣٥. وَلَمَّا إِلَيهِ دَنا وَقفا
وَصاحَ بِهَكطُورَ أًقبِل كَفَى
١٣٦. فَسَوفَ تَرَى ما بِفَردٍ لِفَردِ
بِجَيشِ الأَخاءَةِ مِن فَتكِ أُسدِ
١٣٧. وإِن كانَ آخِيلُ قَلبُ الأَسَد
وخَرَّاقُ قَلبِ العَدُوِّ الأَلَد
١٣٨. عَلى أَغَمَمنُونَ قَد حَقَدا
وَعنَّا لَدى فُلكِهِ انفَردا
١٣٩. فَفِينا لِلُقيَاكَ جَمٌّ غَفِير
فَأَقبِل إِليَّ وَأَورِ السَّعِير
١٤٠. أَجابَ أَيا مَن لِزَفسَ انتِماه
وَيا ابنَ تِلامُونَ قَيلَ السُّراه
١٤١. مِهٍ لا تَخَل بِي رُعُونَةَ وُلدِ
وَعَجزَ نِساءٍ جَزِعَنَ لِصدِّ
١٤٢. أَلِفتُ القِتَالَ وَذَبحَ الرِّجالِ
على قَدمَيَّ وَفَوقَ العِجالِ
١٤٣. يَسَارِيَ بِالتُّرسِ مِثلُ يَمِيني
وَرَقصَي في الحَربِ يُعلي شُؤُوني
١٤٤. وَلَم يَكُ شَأنِيَ غَدراً أَراكا
بَلِ الحَربُ صَدراً لصَدرٍ فَهاكا
١٤٥. وهَزَّ المَثقَّفَ يَطعَنُ طعنا
مِجَنَّ أياسَ فَغارَ وَرَنَّا
١٤٦. فَشقِّقَ فُولاذُهُ وَالجُلُودُ
لسابِعِها فَاستَقَرَّ يَمِيدُ
١٤٧. فَأَرسَلَ آياسُ رُمحاً شَديدا
على جَوبِ هَطُورَ يَفرِي الحَدِيدا
١٤٨. فَالبِالتُّرسِ للدِّرعِ للثَّوبِ أُولِج
وَقد كادَ شَقَّ الكَميِّ يُضَرِّج
١٤٩. وَلكِنَّ هَكطُورَ أَهوَى وَحاد
وَغِلاَّ لَغالَتهُ أُختُ النَّآد
١٥٠. وُكُلُّهُما اجتَذَبَ الَّلهذَما
وَحملَقَ يَنظُرُ مُحتدِما
١٥١. كَلَيثٍ يُمَزِّق لَحمَ الرِّجالِ
وَخِرنوصِ بَرِّ بَعِيدِ المَنالِ
١٥٢. فَطَعنَةُ هَكطُورَ لَم تَنجُبِ
وَلَكِن لَواها قَفَا المِجوَبِ
١٥٣. فَقَرَّ أَياسُ وَما انقَلَبا
وَبالرُّمحِ مِن فَورِهِ وَثَبا
١٥٤. فَأُنفِذَ بِالتُّرسِ مُرتَعِدا
إِلى العُنقِ يُجري دَماً أَسوَدَا
١٥٥. وَهَكطُورُ عَن حَزمهِ ما انثَنى
وَلَكِن لَوجهِ الحَضِيضِ انحَنى
١٥٦. تَنَاوَلَ اسوَدَ صَخرٍ أَصَم
غَلِيظاً بِهِ مُستَشِيطاً هَجَم
١٥٧. وعَن كَفِّ بأسٍ أَصَابَ مِجَنَّه
فَرُنِّنَ فُولاذُهُ أَيِّ رَنَّه
١٥٨. وصَيخُودَ صَخرٍ أَشَدَّ رَفَع
أَياسُ فذبذَبَهُ وَدفَع
١٥٩. بِعَزمٍ رَحَاهُ بقَدرِ الرَّحى
عَلى تُرسِ هَكطُورَ فَانطَرَحا
١٦٠. وَمِن صُلبِ رَكبَتِهِ الدَّمُ سالا
فَأَنهَضَهُ الرَّبُّ فِيبُسُ حالا
١٦١. فَجَرَّدَ كُلٌّ حُسَامَ الهَوَانِ
وَكادا عَلى القُربِ يَشتَبِكانِ
١٦٢. وَلَكِن رَسُولا العًلى والبَشَر
أُسِيرا يَكُفَّانِ شَرًّا أَمَر
١٦٣. حَكيمُ الاَخاءَةِ تَلثِبُيسُ
وَفَضلُ الطَّرَاوِدِ إِيذِيُسُ
١٦٤. فَبَيَنَهُما أَسَبلا الصَّولَجانا
وَثانِيهما صاحَ يُلقِي الأَمانا
١٦٥. كَفى يا بُنَيَّ فَكُلُّكُمَا
لَدى راكِم الغَيمِ قَدراً سَما
١٦٦. وكُلُّكُما باسِلٌ وَأُذِيع
فَخارُكُما بِلسانِ الجَمِيع
١٦٧. وَلَكِنَّما اللَّيلُ جاءَ بِسِتره
فَحَسبُكما اليَوم طَوعاً لأَمرِه
١٦٨. أَجابَ أًياسُ فَهذا يُقال
لِهَكطُورَ فَهوَ مُثِيرُ القِتَال
١٦٩. فَغِن يُطعِنَكَ أُطِعكَ امتِثَالا
فَقالَ ابنُ فِريامَ هَكطُورُ حالا
١٧٠. أَجَل إِنَّ رَبًّا أَياسُ اجتَباكا
وَمَجداً وَبَأساً وَفَضلاَ حَبَاكا
١٧١. وَقَدفقتَ بالطَّعنِ كُلَّ الأَغارِق
فَدَعنا مَجالَ الكِفاحِ نُفارِق
١٧٢. فَسَوفَ نَصُولُ ولَن نَجبُنا
لِيَقضِيَ رَبٌّ قَضَى بَينَنا
١٧٣. وَيُولِيَ مَن شاءَ عِزَّ الظَّفَر
فَذا اللَّيلُ خَيَّمَ فَوقَ البَشَر
١٧٤. وَشَأنُ الأَنامِ احترَامُ الظَّلامِ
فَيرجِعُ كُلٌّ عَزِيزَ المَقامِ
١٧٥. فَرُح يَبتَهج بِكَ قَومُكَ طرَّا
لَدى الفُلكِ وَالصَّحبُ تَجذُلُ فَخرا
١٧٦. وَتَطرَبُ طُروَادةٌ بِمآبي
رِجالُ الوَغى وَذواتُ النِّقَابِ
١٧٧. فَيَدخُلنَ بي هُرَّعاً دَاعِياتِ
مَعابِدَ آلِ الخُلُودِ الثِّقَاتِ
١٧٨. وَهَيِّ نُبَادِل قُبَيل القُفُول
نَفَيسَ الهَدَايا وَكُلٌّ يَقُول
١٧٩. كِفاحٌ شَدِيدٌ أَوانَ التَّلاقي
وَوُدٌّ وَطيدٌ قُبَيلَ الفِراقِ
١٨٠. وَأَعطَى أَياسَ حُسَاماً صَقِيل
عَلَيهِ قَتِيرُ لُجَينٍ جَمِيل
١٨١. وغِمداً وزَاهي نِجادٍ وَنالا
حِزاماً بِفرفيرِهِ قَد تَلالا
١٨٢. وكُلٌّ تُجَاهَ ذَوِيهِ انَقَلَب
وَبَينَ الطَّرَاوِدِ فَاضَ الطَّرَب
١٨٣. رَأَوا أَنَّ هَطُورَ بَعدَ الإِياسِ
سَليماً نَجا من ذِرفاعِ أَياسِ
١٨٤. بِهِ نَحوَ إَليُونَ سارُوا وَسارا
أَياسُ إِلى القَومِ يَزهُوا افتِخَارا
١٨٥. فَخَفُّوا لِخَيمَةِ سَيِّدِهم
بِهِ يَدخُلُونَ بِسُودَدِهِم
١٨٦. فَضَحَّى لَهُم بِسَدِيسٍ لِزَفسِ
وَهُم سَلَخُوهُ بِبِشرٍ وأُنسِ
١٨٧. وَمَن حَولِهِ اجتَمَعُوا يَقطَعُونا
وَفَوقَ سَفَافيدِهم يَنظِمُونا
١٨٨. ويُلقُونَ في جاحِمٍ وَهَجا
إِلى أَن جَمِيعُ الشّوِّ نَضِجا
١٨٩. فأُخرِجَ مِنهُ ومُدَّ الطَّعام
وكُلٌّ حَوى سَهمَهُ بالتَّمام
١٩٠. وأَترِيذُ أَكرَمَ مُغتَبِطا
أَياسَ فَأَعطَاهُ صُلبَ المَطا
١٩١. ولَمَّا أَزالُوا الظَّما والسَّغَب
بِهم نَسطُرٌ بالسَّدَادِ خَطَب
١٩٢. فَذَاكَ الذي قَبلُ أَعلى المَنارا
فَبالحِلمِ والحُكمِ فِيهِم أَشارا
١٩٣. أَأَترِيذُ يا زُعَماءَ القَبيلِ
بأَقوَامِنا الشُّعرِ كَم مِن قَتِيلِ
١٩٤. نَجِيعُهُمُ سَالَ في إِسكَمندَر
وأَروَاحُهُم لِلجَحِيمِ تَحَدَّر
١٩٥. عَلَيكَ إِذاً بِبِزُوُغِ الشَّفَق
تُنَادي بِكَفِّ قِتَالٍ سَبَق
١٩٦. ونَحنُ بِجُملَتِنا بالعِجال
نَقُومُ بِثيرانِها والبِغالِ
١٩٧. ونَجمَعُ كُلَّ قَتِيلٍ فُتِك
بِهِ في تَصَادُمِنا المُشتَبِك
١٩٨. وَنُحرِقُهُم قُربَ فَلكِ السَّراةَ
ونَجَمَعُ مِنهُم عِظامَ الرُّفَاتِ
١٩٩. فتُحمَلَ ذِكراً لأَبنائِنا
إِذا ما قَفَلنا لارجائِنا
٢٠٠. ونَبني ضَرِيحاً لَهُم يُقصَدُ
على السَّهلِ حَيثُ عَلا المَوقِدُ
٢٠١. لَدَيهِ نُشَيِّدُ سُوراً رَفيعا
يَقي جَيشَنا وَالجُنُودَ جَمِيعا
٢٠٢. وَنُحكِمُ أَبوَابَهُ لِتَجُول
بِهِنَّ مَتى ما تَشاءُ الخُيُول
٢٠٣. وَمِن حَولِهِ خَندَقٌ يَمنَعُ
جُيُوشَ الطَّرَاوِدِ إِن يُدفَعُوا
٢٠٤. فَكلُّهُمُ صَرَّحُوا بِرِضاهُم
وأَبناءُ طُروَادَةٍ بِحماهُم
٢٠٥. بِشَمَّاءِ إِليُونَ قد جَمهَرُوا
بِأَبوابِ فِريامَ وا أتمَرُوا
٢٠٦. فَهاجُوا وَماجُوا بِلَغطٍ عَظِيم
فَصاحَ بهم أَنطِنُورُ الحَكيم
٢٠٧. أَطُروَادَةٌ يا بَني دَردَنُوسِ
وَيا حُلفَاءُ وَكُلَّ الرُّؤوسِ
٢٠٨. إلَيكُم حَديثاً يُخالِجُ صَدرِي
فَهَيُّو بنا نُجرِ أَصوَبَ فِكرِ
٢٠٩. فَنُرجِعَ هِيلانَةَ الأَرغُسِيَّه
بِاَموَالِها خَوفَ شَرِّ البَلِيَّه
٢١٠. فَإِنَّا بِأَيمانِنا لَم نَبَرَّا
وَإِن تمتَنِع أَخشَ شَرَّا أَمَرَّا
٢١١. فَقامَ يُجِيبُ فَرِيسُ الأَغَر
وَزَوجُ هِلانَةَ ذَاتِ الغَفَر
٢١٢. أَجَل أَنطِنُورُ شَطَطتَ بِما
يَشُقُّ عَليَّ بِأَن أَعلما
٢١٣. لَقَد كانَ أَجدَرَ أَن تَنبِذا
حَدِيثاً وَرَاياً يُمَاثِل ذا
٢١٤. وَإِلاَّ فَإِن كُنتَ رُمتَ السَّدادا
فآلُ العُلى سَلَبُوكَ الرَّشادا
٢١٥. وَأُشهِدُ رَوَّضَةَ الخَيلِ أَهلي
بِأَنِّيَ لَن أَسمَحَنَّ بأَهلي
٢١٦. وَلَكِنَّ أَموالُها وَازِيدُ
عَلَيها فَغِنِّي سَرِيعاُ أُعِيدُ
٢١٧. فَقامَ بِهِم بِبِهِيِّ الجَلال
أَخُو الفَضلِ فِريامُ يُبدِي المَقال
٢١٨. أَطُروَادَةٌ يا بَني دَردنُوسِ
وَيا حُلَفَاءِي وَكُلَّ الرُّؤُوسِ
٢١٩. إِلَيكُم حَدِيثاً يُخالِجُ صَدري
أَلا فانهَضُوا لِلعَشا طَوعَ أَمرِي
٢٢٠. فَذا حِينُهُ وَأَقيمُوا الحَرَس
يَطُوفُوا بكُم لاِنقِبضاءِ الغَلَس
٢٢١. وَيَذهَبُ قَبلَ بُرُوزِ الغَزَاله
إِلى الفُلكنِ إِيذِيُسٌ بالرَّسالَه
٢٢٢. إِلى الأَترِذَينِ بِهَذا الكَلاَمِ
مَقَالَةِ فارِيسَأُسِّ الخِصَامِ
٢٢٣. ويَسأَلُهُم هُدنَةً نَبتَغِيها
لِنُحرِقَ قَتلَى المَعَامِع فِيها
٢٢٤. وَبَعدُ نَصُولُ وَلَن نَجبُنَا
لِيَقضيَ رَبٌّ قَضَى بَينَنَا
٢٢٥. وَيُؤتِيَ مَن شاءَ عِزَّ الظَّفَر
أَصاخُوا ارتِياحاً لأَمرٍ أَمَر
٢٢٦. عَشَوا بالسِّلاحِ وَبَعدَ الشَّفَق
لفُلكِ العِدى إِيذِيُوسُ انطَلق
٢٢٧. إِذا بِهِمِ ضَمَّهُم مَجلِسُ
لَدى الفُلكِ أَترِيذُهُم يَرئِسُ
٢٢٨. فَصاحَ يَقُولُ بِصَوتٍ ثَقيل
أَأَترِيذُ يا زُعَماءَ القَبِيلِ
٢٢٩. بإِمرَةِ فِريامَ وَالمؤتَمر
أَتَيتُ إِلَيكُم لأُنمِي الخَيَر
٢٣٠. مَقَالَةَ فارِيسَ أُسِّ الشِّقاق
عَسَى أَن تَرُوقَ فَيُلقى الوِفاق
٢٣١. فَإِنَّ الكُنُوزَ التي سَلَبا
وَيا لَيتَهُ قَبلَ ذا نُكِبا
٢٣٢. وَمِمَّا حَواهُ حَلالاً يَزيدُ
عَلَيها بِهِنَّ سَرِيعاً يَجُودُ
٢٣٣. وَلكِنَّ زَوجَ النبِيلِ مِنَيلا
فَعَنها على رَغمِنا لَن يَحُولا
٢٣٤. وَيَسأَلُكُم هُدنَة نَبتَغِيها
لِنُحرِق مَوتى المَعَامِعِ فيها
٢٣٥. وَبَعدُ نَصُولُ وَلَن نَجبُنا
لِيَقضيَ رَبٌّ قَضَى بينَنا
٢٣٦. وَيُؤتِيَ مَن شاءَ عِزَّ الظَّفَر
فَطُرًّا سُكُوتاً وَعَوا ذا الخَبَر
٢٣٧. فَصاحَ ذِيُومِيذُ فِيهم حَذَارِ
لإِليُونَ هذا أَوَانُ الدَّمارِ
٢٣٨. فَنَابى الكُنُوزَ وَإِن عُدَّتِ
وَهِيلانَةً وَلَئِن رُدَّتِ
٢٣٩. لَقَد أَزِفَ النَّصرُ والطِّفلُ يَعلَم
عَلى هامِهِم عن قَلِيلٍ سَتُهدَم
٢٤٠. فَلَم يَكُ إِلاَّ مَنِ استَحسَنا
وأَترِيذُ تَصوِيبَهُ أَعُلنا
٢٤١. سِمعتَ غِذا إِيذِيُوسُ الخِطاب
فَهذَا الجوَابُ وعَينُ الصَّواب
٢٤٢. وَلكِنَّني سامِحٌ بِزَمانِ
لتُحرَقَ مَوتى الوَغى بأَمانِ
٢٤٣. بِحُرمَتِهِم فَليَقُم كُلُّ عَسكَر
وَيستَرضِهِم بِلَهِيبٍ تَسَعَّر
٢٤٤. وَزَفسُ شَهِيدٌ عَلى تِي العُهُودِ
ومَدَّ عَصاهُ لآلِ الخُلُودِ
٢٤٥. وإِيذِيُسٌ لِحِماهُ رَجَع
وقد غَصَّ بالنُّبَلا المُجتَمَع
٢٤٦. يُعَالُونَ طُرًّا لِلُقياهُ صَبرا
فَبَلَّغَ مَا كانَ أَمراً فأَمرا
٢٤٧. فَهَبُّوا وَبَعضٌ لِجَمعِ الشُعَل
وَبَعضٌ بِقَتلَى الرِّجالِ اشتَغَل
٢٤٨. كَذَاكً الاَراغِسُ قُربَ السَّفِينِ
جَرَوا جَريَهُم باجِتِهادٍ مَكِينِ
٢٤٩. وَلَمَّا مِنَ اليَمِّ فَوقَ البِحارِ
بَدَت تَتَجَلَّى عَرُوسُ النَّهارِ
٢٥٠. وَتَبرُزُ صاعِدَةً للسَّماء
وَفَوقَ الفَدَافدِ تُلقِي السَّناء
٢٥١. تَلاقى الجَمِيعُ بِذَاكَ المَجال
يَكَادُونَ لا يَفرِقُونَ الرِّجال
٢٥٢. جُسُومٌ لَقَد شَوَّهَتَها الجِراح
وَرَهجُ العَجاج بدار الكِفاح
٢٥٣. فَبالماءِ في مَهَلٍ غَسَلُوها
وَبِالدَّمعِ في عَجَلٍ حَمَلُوها
٢٥٤. وَلَكِنَّ فِريَامَ حَظراً حَظَر
على قَومهِ أَن يَهِيلوا العِبَر
٢٥٥. سُكُوتاً وُلُبُّ الفُؤَادِ التَهَب
أَسَىً جَمَعُوها لِكُدسِ الحَطَب
٢٥٦. وَمُذ فَنِيَت بِأَجِيج اللَّهِيبِ
لإِليُونَ عادُوا بِقَلبٍ كَئِيبِ
٢٥٧. كَذاكَ الأَغارِقُ بينَ الوُجُومِ
مَضَوا يَجمَعُونَ جَمِيعَ الجُسُومِ
٢٥٨. وَلَمَّا عَلَيها قَضَى الحَرَقُ
تُجَاهَ سَفِينِهِمِ انطَلَقُوا
٢٥٩. وفي بُهرَةِ اللَّيلِ قَبلَ السحَّر
أُسِيرَت مِنَ الخَيمِ خَيرُ الزُّمَر
٢٦٠. ومِن فَوقِ مَوقدِهِم لِلجُثَث
جَمِيعاً عَلى السَّهلِ شادُوا جدَث
٢٦١. وَسُورَاً لَدَيهِ عَلَيه القُلَل
وأرتِجِةٌ لِعُبُورِ العَجَل
٢٦٢. يَليهِحَفِيرٌ عَمِيقٌ وَسِيعُ
عَلى صَفحَتَيهِ وَشِيعٌ مَنِيعُ
٢٦٣. وَأَمَّا بَنُو الخُلدِ آلُ الظَّفَر
فَقَد بُهِتُوا لاِقتدارِ البَشَر
٢٦٤. فَمِن حَولِ زَفسَ لًقَد رَقَبُوا
فَقَامَ بِهِم فُوِسذٌ يَصخَبُ
٢٦٥. مِنَ النَّاسِ مَن بَعدُ يا زَفسُ يَرفَعُ
لآلِ العُلَى مُقلَتَيهِ وَيضرَعُ
٢٦٦. أَلَم تضرَ قَومَ أَخايَ الأُولى
بَنُوا قُربَ سُفنِهِمِ مَعقِلا
٢٦٧. وَمِن حَولِهِ خَندَقُوا مُغفِلِينا
لقَومِ الخُلُودِ الضَّحَايا المئِينا
٢٦٨. نَعَم ذِكرُ هذا الصَّنيعِ البَدِيع
إِلى حَيثُ فاضَ السنَّا سَيَذِيع
٢٦٩. وَيُغفَلُ سُورٌ بِمصرَ يَجِلُّ
للَوميذَ شِدتُ أَنا وأَفُلُّو
٢٧٠. وَلَكِنَّ زَفسَ وَقَد أَنِفا
أَجابَ أَرَبَّ البِحارِ كَفَى
٢٧١. أَيا مَن يُزَعزِعُ قَلبَ الثَّرى
شَطَطَتَ بِما جئِتَهُ مَخبَرا
٢٧٢. لَيَأَبَى الذي عَنكَ جُهداً يُقَصِّر
مَنالاً وطولاً بِذا الفِكرِ يُفكِر
٢٧٣. وَمجدُكَ سَوف يَعُمُّ الفَلَق
وَيمتَدُّ ما امتَدَّ نُورُ الشَّفَق
٢٧٤. فَمَهلاً لَئِن عادَ بالسُّفُنِ
لَفِيفُ الأَراغِسِ لِلوَطنِ
٢٧٥. فَمَعقِلَهُم دُكَّ دَكًّا فَيُلقَى
إِلى لُجَّةِ البَحرِ يُمحَقُ مَحقا
٢٧٦. وفي السَّاحِلِ اركُم رِمالاً تَقَر
عَلَيه تُبِد عَينَهُ والأَثَر
٢٧٧. كَذَا أَتمَرُوا في المَقَامِ الأَجَل
وقَبلَ المَغِيبِ أُتِمَّ العَمَل
٢٧٨. وقَد نَحَرَ القَومُ تَحتَ الخِيام
عُجُولَهُمُ يَبسُطُونَ الطَّعام
٢٧٩. وَكانَ ابنُ إِيسُونَ راعي الأُمَم
وإِيفيسفَيِلا فَتَاةِ النِّعَم
٢٨٠. أَخُو المَلكِ أَفنُوسَ من لِمنُسِ
أَتَت فُلكُهُ لِبَني أَرغُسِ
٢٨١. مِنَ الخَمرِ صِرفاً بِها أَلفُ عَينِ
هَدِيَّةَ وُدٍّ إِلى الأَترِذَينِ
٢٨٢. فَجَيشُ الأَغارِقِ عَيناً بعَينِ
شَرى الخَمرَ من ذَينِكَ السَّيدَينِ
٢٨٣. فَبَعضٌ بصُفرٍ مُداماً أُنِيل
وبَعضُهُم بِجَدِيدٍ صَقِيل
٢٨٤. وَبَعضٌ شَرى بِجُلُودِ البَقَر
وبعضُهُمُ بِعُجُولِ ذَخَر
٢٨٥. وَبَعضُهُم بالسَّبايا شَرى
وَلَيلَتُهُم قُضِيَت بالقِرَى
٢٨٦. لَهُم في الخِيامِ الطَّعَامُ يُعَد
كذاكَ لِطُروَادَةٍ في البَلَد
٢٨٧. وَلَكِنَّ زَفسَ وَقَد غِيظَ حِقدا
بِهِم زَعزَعَ اللَّيلَ بَرقاً وَرَعدا
٢٨٨. فَهَدَّهُمُ الرُّعبُ وَالكُلُّ قام
يُرِيقُ على الاَرضِ كَأسَ المُدَام
٢٨٩. وَيَخشَى ارتشافَ عَصيرِ العِنَب
إِلى أَن يَزَكِّي لِزَفسَ القُرَب
٢٩٠. وَلَمَّا انتَهَوا جُملَةً قَصَدُوا
مَضَاجِعَهُم حَيثُما رَقَدُوا