Feedback

رأت هيرة الفتك بالقوم دارا

١. رَأَت هِيرَةُ الفَتكَ بالقَومِ دارا
وجَيشُ الأَغارِقِ سيمَ البَوارا

٢. وَصاحَت بِفالاسَ يا لِلمَصابِ
أَيا بِنتَ زَفسٍ وَشَرَّ المآبِ

٣. فَإِنَّا مَنيلا جُزَافاً غَرَرنا
بِوَعدٍ وَلَكِنَّنا ما بَرَرنا

٤. جَزَمنا بِأَن لا يَعُودَنَّ ما لم
يَنَل مُبتغَاهُ وَإِليُونُ تُهدَم

٥. نَعَم سَوفَ يَحبِطُ وَعدٌ وَعَهدُ
غِذا ظّلَّ رَبُّ الوَغَى يَستَبِدُّ

٦. فَهَيِّي الحَقِي بي لَهُ نَتَصَدَّى
فَمِنَّا يُلاقي اقتِدَاراً أَشَدَّ

٧. وَفالاسُ أَحرَصُ مِن أًَن تُحَرَّص
فَهَبَّت وَلَبَّت وَلَم تَتَرَبَّص

٨. وهِيرَةُ قامَت عَلى العَجَلَه
تَقُودُ الجِيادَ إِلى العَجَلَه

٩. وَقَد أَوثَقَت ناصِعَ العُدَدِ
عَلى لَبَبٍ ساطِعِ العَسجَدِ

١٠. وقَوَّمَتِ الجِذعَ هِيبا إِلَيها
تَضُمُّ الدَّوَاليبَ مِن طَرَفَيها

١١. فَذَاكَ حَديدٌ مَتِينٌ صَقِيلُ
وَهذي نُحَاسٌ نَقِيٌّ جَمِيلُ

١٢. تَدُورُ على عارِضاتٍ ثَمان
تُطَوِّقُها حَلَقاتٌ ثِمان

١٣. وَمِن فَوقِ أَطوَاقِها الذَّهَبِيَّه
عِصاباتُ صُفرٍ بَدِيعِ المَزِيَّه

١٤. لَقَد أُحكِمَت دائراتٍ عَلَيها
تَقَرُّ العُيُوهنُ ارتِياحاً إِلَيها

١٥. ومِحوَرُها مِن لُجَينٍ بَدِيع
ومن فَوقِ ذَلِكَ عَرشٌ رَفيع

١٦. يَقومُ عَلى حَلَقٍ مِن نُضَار
وَصافي لُجَينٍ صُفُوفاً يُدار

١٧. وَفي الصَّدرِ قَوسانِ حَيثُ خَرَج
عُمُودٌ بِمٍِضمَدِهِ قَد وَلَج

١٨. فذَا من حُلَى الذَّهَبِ اللاَّمِعَه
وَذاكَ مِنَ الفِضَّةِ النَّاصِعَه

١٩. وَشَدَّت عِصَاباتِ صافي الذَّهَب
وهِيرَةُ تَصلَى أُوَارَ الغَضَب

٢٠. وَفالاسُ أَحشاؤُها تَتَأَجَّج
فَقَامَت عَلى فَورِها تَتَدَجَّج

٢١. أَماطَت نِقاباً لَطِيفاً عَلَيها
بَدِيعَ المَحاسنِ صُنعَ يَدَيها

٢٢. وأَلقَتهُ بالعُنفِ في صَرحِ زَفسِ
بأَعتَابِهِ عَن حزَازةِ نَفس

٢٣. وقامَت ومُهجَتُها اضطَرَمَت
لِدِرعِ أَبِيها بِها استَلأَمَت

٢٤. وَأَلقَت على مَنكِبَيها يَميد
مِجَنًّا يُبِيدُ قُلُوبَ الحَدِيد

٢٥. وَأَهدابُهُ الدُّهمُ فِيهِ تَحُوم
وَفيهِ مِنَ الرُّعبِ كُلُّ الرُّسُوم

٢٦. وفيهِ الشِّقاقُ وفيهِ القُوَى
وَفيه اللَّحاقُ مَهُولاً ثوى

٢٧. وفيهِ كَذا هَامَةُ المارِدِ
أَبِي الهَولِ والأَروَعِ الواحِدِ

٢٨. وَأَلقَت على الرَّأسِ أَعظَمَ مِغفَر
لِزَفسَ نُضَاراً تَأَلَّقَ أَحمَر

٢٩. لَهُ طُرَرٌ أَربَعٌ بِاتِّقادِ
يَقي مِئَةً مِن جُيُوشِ البِلادِ

٣٠. وَلَمَّا استَتَمَّت عَلَت تَركَبُ
بِرَاحَتِها عامِلٌ أَشهَبُ

٣١. طَوِيلٌ ثَقيلٌ مَتِينُ القَنَاةِ
يُحَطِّمُ فَيلَقَ قَومِ العُتَاةِ

٣٢. وهيرَةُ ساطَت جيادَ الأَثير
فراحت بِلُبِّ الرَّقِيعِ تطِير

٣٣. لأَبوَابِ أَقصَى السمَّا سَبَحَت
فَمِن نَفسِها لَهُمَا انفتَحَت

٣٤. وَأَعلَت صَرِيفاً يَهِزُّ الجِبَال
وَثَمَّةَ ساعلتُها بِاتِّصال

٣٥. وقُوفٌ بها أَبَداً حُضَّرُ
على كُلِّ ذاكَ الفَضَا تَخفُرُ

٣٦. فتَركُمُ غَيماَ فَيَعلُو القَتَام
وتَقشَعُهُ فَيَبِيدُ الظَّلام

٣٧. فَشُقَّ السَّحابُ وبُلِغَتا
مَقاماً بِهِ زَفسُ قَد ثَبتا

٣٨. بِأَعلَى الأُلمِبِ على ذَروَتِه
يُجَلِلُهُ المَجدُ في عُزَلَتِه

٣٩. هُنَا وَقَفَت هِيرَةٌ بالجِياد
وَراحَت إِلى زَفسَ تُنمِي المُرَاد

٤٠. إِلى مَ تُرَى يا وَليَّ الخُلُود
مَظَالِمُ آرِس تَجُوزُ الحُدُود

٤١. أَلَستَ تَرى كَم دَماً قَد سَفَك
وَكَم بالأَغارِقِ ظُلماً فَتَك

٤٢. وهذا دَمي كادَ حُزناً يَفُور
وَقِبرِس وفَيبُسِ بِملءِ السُّرُور

٤٣. لَقَد بَلَوَاهُ أَلِيفَ النِّفاق
يَسُوقانِهِ وَهو طَبعاً يُسَاق

٤٤. أَلا فَاأَذَنَنَّ بِأَن أَتَأَهَّب
وَأَدفَعَهُ بالدِّماءِ مُخَضَّب

٤٥. فقالَ عَلَيكِ بِفلاسَ تَكبَح
مَظالِمَهُ فَهيَ أَولى وَأصلَح

٤٦. فَتِلكَ الَّتي عَوَّدَتهُ النَّكال
وَمُرَّ العَذَابِ بِيَومِ النّزال

٤٧. فسُرَّت وَسارَت بِأَحداسِها
تَشُقُّ الرَّقِيعَ بِأَفراسِها

٤٨. سِراعاً تَطِيرُ كَبَرقٍ أَضا
لأَدنى الثَّرى مِن أَعالي الفَضا

٤٩. فَما نَظَرَ النَّاظِرُ المُعتَلِي
عَلى صَخرَةٍ فَوقَ بَحرٍ جَلِي

٥٠. مِنَ الجَوِّ حَتَّى الحَصَى الرَّاكِدَه
تَخَطَّاهُ في عَدوَةِ واحِدَه

٥١. فَما لبِثت أَن رَسَت بالمَقَر
إِلى حَيثُ سِيقَت كَلَمحِ البَصَر

٥٢. وَحَلَّت لَدى الحُبصنِ بِالرَّبَّتَينِ
عَلى ثَغرِ مُجتَمَع الجَدوَلَينِ

٥٣. هُنَا هِيرَةُ استَوقَفَتها وَحَلَّت
وَتَحتَ ضَبابٍ كَثِيفٍ أَحَلَّت

٥٤. وسمِويسُ أَخرَجَ مِن تُربَتِه
لَها خالِدَ النَّبتِ في ضَفَتِّه

٥٥. وَسارَت عَلى الأَثَرِ الرَّبَّتانِ
تَرُفَّانِ رفَّ حَمام الجِنَانِ

٥٦. تَرُومانِ في خِفَّةِ السَّيرِ عَن
جُيُوشِ الأَغارِقِ دَرءَ المِحَن

٥٧. فَبَادَرَتا نَحوَ أَوفى السَّوَادِ
إِلى حَيثُ أَبسَلُهُم باشتِدادِ

٥٨. وَحَول ذِيُومِيذَ كُلٌّ يَذُود
بِبَأسٍ وَلا بَأسَ جَيشِ الأُسُود

٥٩. وَعزمٍ وَلا عَزمِ خِرنوص بَر
يَصُولُ وَيَسطُو ويُبدِي العِبَر

٦٠. فهِيرا عَلَيهم هُنَا أَقبَلَت
وهَيئَةَ إِستَنتُرٍ مَثَّلَت

٦١. بِصَوتٍ جَهِيرٍ كَقَرعِ الحَدِيد
لَهُ صَوتُ خَمسِينَ صَوتاً شَدِيد

٦٢. وَصاحَت فَوَاعارَ جَيشٍ جَبَانِ
وَجِيهِ الوُجُوهِ ضَعِيفِ الجِنَانِ

٦٣. نَعَم حِينَ كانَ أَخِيلُ يَقِف
بِكُم كانَ جَيشُ العِدى يَرتَجِف

٦٤. وَلَم يَكُ مَن مِنهُمُ يجسرُ
إِلى بابِ دَردَنُسٍ يعبُرُ

٦٥. وَهاهُم وَرَاءَ الحُصُونِ انبَرَوا
لَكُم وَإِلى فُلكِكُم قَد جَرَوا

٦٦. ففِيهِم نِيَارُ الحَمِيَّةِ ثارَت
وَفالاَسُ نَحوُ ذِيُومِيذَ سارَت

٦٧. فوافَتهُ مُعتَزِلاً بالجِيَاد
يُرَطِّبُ جُرحاً قُوَاهُ أَباد

٦٨. على صَدرِهِ عَرَقٌ يَرشَحُ
بِهِ كُلُّهُ جالِساً يَسبَحُ

٦٩. يُزِيحُ عَلى عَيِّهِ بِيَدَيهِ
حَمائِلَ تُرسٍ ثَقِيلٍ عَلَيهِ

٧٠. وَيَمسَحُ جُرحاَ بِهِ فَندَرُوس
رَماهُ بِأَثناءِ قَرعِ البُؤُوس

٧١. فَمَدَّت إِلى مَركَبَتِه
يَداً ثُمَّ مَالت لِتَخطِئَتَه

٧٢. أَذا بِابنِ تِيذِيُسٍ عُلِما
فَشَتَّانَ شَتَّانَ بَينَهُما

٧٣. نَعَم ذَاكَ كانَ قَصِيراً صَغيرا
وَلكِنَّهُ كانَ صُلباً جَسُورا

٧٤. تَهِيجُ بِهِ نَفسُهُ لِلقِتال
وَلَو عَنهُ يَوماً حَظَرَتُ النِّزال

٧٥. فَلَم يَكُ بَينَ بَني أَرغُسِ
سِوَاهُ يَؤُمُّ بَني قَدمُسِ

٧٦. إِلى ثِيبَةٍ وَحدَهُ أُرسِلا
سَفِيراَ فَرَاحَ وَما هُوِّلاَ

٧٧. فَقُلتُ اتَّقِي بَأسَ تِلك القُرُونِ
وَكُن بالمآدِبِ إِلفَ سُكُونِ

٧٨. فَلَم يَملِكِ النَّفسَ عَمَّا تَعَوَّد
وراحَ بِرازَهُمُ يَتَعَمَّد

٧٩. وَفازَ عَلَيهِم بِنَصرٍ مُبينِ
وَكُنتُ لَهُ خَيرَ عضونٍ مَكِينِ

٨٠. فَذَاكَ أَبُوكَ وأنت بِعكسه
كأَنَّكَ أُنتِجَتَ مِن غَيرِ جِنسِه

٨١. فَإِمَّا العَيَاءُ أَبادَ قَوَاكا
وَغِمَّا جَزِعتَ لِبَأس عِداكا

٨٢. أقِيكَ الرَّدَى وَأَليكَ وأُنهِض
قُواكَ وَأَنتَ عَنِ الحربِ مُعرِض

٨٣. فقالَ نَعَم كُلَّ ذَا أَعلَمُ
وَعنكِ الحَقَيقَةَ لا أَكتُمُ

٨٤. فَلا عَيَّ لا جُبنَ قَلبِي يُخَامِر
وَلكِنَّني قَد أَطعتُ الأَوامِر

٨٥. أَما قُلتِ إِن تَلقَ قِبرِيسَ فاضرِب
وَعَن غَيرِها مِن بَنِي الخُلدِ أَضرِب

٨٦. وَهَاكِ إِلاهَ الوَغى أَبَدا
يُقَاتِلُ بِالنَّفسِ صَدرَ العِدَى

٨٧. لِذَاكَ أَمَرتُ الجُنُودَ تَقَهقَر
وَيَبقَى هُنا لِلدِّفاعِ المُعَسكَر

٨٨. فَقالَت إِذَا يا أَعَزَّ البَشَر
إِليَّ فَدُونَكَ فَصلَ الخَبَر

٨٩. فَلا تَخشَهُ الآنَ حيثُ استَقَرَّا
وَلا غيرَ رَبِّ وَكِل لِيَ أَمرا

٩٠. تَقَدَّم إِلَيهِ لِقُربِ المَجَالِ
بِخَيلِكَ وَاطعَنهُ غَيرَ مُبَالِ

٩١. وَلا تَرعَ رَبًّ عَتا لا يَبَرُّ
وَلَيسَ عَلى حالَةٍ يَستَقِرُّ

٩٢. فَمِن قَبلُ واثَقَنا بالعُهُود
بصَدرِ سَرَاياكُمُ أَن يَذُود

٩٣. وها هُوَ بَينَ الطَّراوِدِ قاما
يَصُولُ وَلَم يَرعَ ذاكَ الذِّماما

٩٤. ومِن بَعدِ ذَا دَفَعَت إِستِنِيل
فَهَبَّ إِلى الأَرضِ حالاً يَمِيل

٩٥. وَقامَت بِمَجلِسِهِ مُغضَبَه
حِذَاءَ ذِيُومِيذَ بِالمَركَبَه

٩٦. فَأُثقِلَ يَرتَجُّ جِذعٌ يَمِيد
بِرَبَّةِ بَأسٍ وقَرنٍ شَدِيد

٩٧. مَضَت بالأَزِمَّةِ والسَّوطِ تَجرِي
تَرُومُ لِرَبِّ الوَغى شَرَّ قَهرِ

٩٨. وَكانَ ابنَ أُوخِسِيُوسَ البَطَل
بَرِيفَس أَشَدَّ الأُتُولِ قَتل

٩٩. وبادَرَ والدَّمُ يَخضِبُهُ
يَصُولُ وَفالاسُ تَرقُبُهُ

١٠٠. فَخُوذَةَ آذِيسَ أَلقَت عَلَيها
لِتَخفَى عَلَيهِ وَيَبدُو لَدَيها

١٠١. وَغَيرُ ذِيُومِيذَ ما نَظَرا
فَأَبقَى القَتِيلَ طَرِيحَ الثَّرى

١٠٢. وكَرَّ كَذَاك ذِيُومِيذُ كَر
وَكُلٌّ سِلاحَ البِرَازِ شَهَر

١٠٣. فَأَرسَلَ رَبُّ النِّزَالِ السِّنان
يَمُرُّ عَلى النِّيرِ فَوقَ العِنَان

١٠٤. ولَكنَّ فالاسَ مَدَّت يَدا
وَعَنهُ أَطاشَتهُ فابتَعدَا

١٠٥. وَذُومِيذُ بِالرُّمحِ حالاً طَعَن
فَأَلقَتهُ في خَصرِ رَبِّ المِحَن

١٠٦. فَتَحَتَ الحِزامِ الأَدِيمُ تَخضَّب
وَهَمَّ ابنُ تِيذِيُسَ الرُّمحَ يَسحَب

١٠٧. فَصاحَ أَرِيسُ بِصَوتٍ دَوَى
يُزَعزِعُ أَركانَ ذَاكض الفَضا

١٠٨. كَعَشرَةِ آلافِ قَرنٍ يَصِيح
مَعاً فَوقَ ذَاكَ المَجَالِ الفَسِيح

١٠٩. فَخارَ الفرِيقانِ واضطَرَبا
وآرِيسُ بالسُّحُبِ احتَجَبا

١١٠. رآهُ ذِيُومِيذُ وهوَ يَطِير
بِقَلبِ الغَمَائِمِ بادي الزَّفِير

١١١. بُخَاراً تَقَتَّمَ تَحتَ الغُيُومِ
تَهُبُّ بِهِ عاصِفَاتُ السَّمُومِ

١١٢. فَأَدرَكَ أُولِمبُساً بالعَجَل
وجاءَ إِلى زَفسَ جَمَّ الوَجَل

١١٣. وَقَرَّ لَدَيهِ يُرِيهِ دِماهُ
يَبُثُّ لَهُ حَنِقاً مُشتَكاهُ

١١٤. أَتَرضَى وَلِيَّ البَرايا بِما
تَرَى مِن فَظَائعِ آلِ السَّما

١١٥. عَلى بعضِنا بَعضُنا يَفترِي
جُزَافاً لأَجلِ بَني البَشر

١١٦. ولَومُ الجَمِيعِ عَليكَ استَقَر
لأَنَّكَ َأنسجَتَ رَبَّةَ شَر

١١٧. أَليفَةَ حُمقٍ حَلِيفَةَ نُكر
وَلَيسَت لِغَيرِ المَفاسدِ تَجري

١١٨. فَكُلُّ أَهَالي السَّما لَكَ تَخضَع
وَأَنتَ لها كُلَّما شِئتَ تَردَع

١١٩. سِوى فالَسٍ عن مُجَازاتِها
تَجَاوَزتَ تُغفِلُ زَلاَّتِها

١٢٠. فَلَستَ لَها أَبداً تَنتَهِر
وَمِن نَفسِها هِي لا تَعتَبِر

١٢١. وَتطمَعُ مُغتَرَّةً بِأَبِيها
لأَنَّ قُوَاهُ الشِّدادَ تَقِيها

١٢٢. فَها هِيَ تُغرِي ابنَ تِيذيُسٍ أَن
يَصُولَ عَلَينا وَيَرمي وَيَطعن

١٢٣. فَأَقبَلَ يَطعَنُ قِبرِيسَ باليَد
وَصالَ عليَّ كَرَبٍّ مُخَلَّد

١٢٤. وَلَو لَم أَطِر بِخَفِيفِ القَدم
لأُلقِيتُ بَينَ رُفَاتِ الرُّمَم

١٢٥. وَإِلاَّ وَعَنِّي الحِمَامُ مُنِع
لَعَانَيتُ آلامَ مَن قَد صُرِع

١٢٦. فَأَطرَق زَفسُ مَغِيظاً وَقال
عَتَوتَ وَلا تَستَقِرُّ بِحال

١٢٧. فَلا تَشكُ أَمركَ بَعدُ إِليّا
فَإِنَّكَ أَبَغَضُ رَبٍّ لَدَيَّا

١٢٨. فَدَأ بُكَ ما زَالَ بَينَ الأَنَام
شِقاقاً ومفَسَدَةً وَاختِصام

١٢٩. فأُمُّكَ هِيرا وعِرقُ العِنَاد
سَرَى لَكَ منها وَهذا الفَسَاد

١٣٠. يُثقِّلُني رَدعُها وإِخَالُك
تَقَفَّيتَها وَبِذَاكَ وَبالُك

١٣١. وَلكِنَّني لَستُ أَرضَى عَذَابَك
لأَنَّ لِزَوجي وَصُلبي انتِسابَك

١٣٢. فَلَو كُنتَ ما أَنتَ مِن غَيرِ رَب
لأُهبِطتَ مِن قَبلُ أَدنى الرُّتَب

١٣٣. وَسِفُلتَ بِالذُّلِّ والهُونِ عَن
بَني أُورَنُس مِن قَدِيمِ الزَّمَن

١٣٤. وَفِيُّونَ نادى فَبَلسَمَهُ
عَلى الجُرحِ ذَرَّ فأَلأَمَهُ

١٣٥. فَفي الحالِ وَالمَوتُ لا يَعتَرِي
بَني الخُلدِ في لَحظِ طَرفٍ بَرِي

١٣٦. كما يُخثِرُ اللَّبَنَ المُختَلِج
عَصِيرٌ مِنَ التِّينِ فِيهِ مُزِج

١٣٧. وَهَيبا عَلى عَجَلٍ غَسَلَتهُ
وَفاخِرَ مَلبَسِهِ أَلبَسَتهُ

١٣٨. وَبالعُجبِ وَالتِّيهِ والكِبرِ أَقبَل
إِزاءَ أًبيهِ لَدى عَرشِهِ حَل

١٣٩. وَمُذ أُخمِدَت نارُ فِتنتِهِ
وَخَفَّت شِرَارَةُ وَطأَتِهِ

١٤٠. أَثِينا وَهِيرةُ أَسرَعَتا
وَنَحوَ أَعالي السَّما عَلَتا