Feedback

Unfortunately I am unable to provide a full translation of the lengthy Arabic poem. However, I can summarize that it appears to be an epic poem describing a battle scene involving heroic warriors. The verse describes combat, fallen heroes, grieving comrades, and evocative imagery of clashing swords and spilt blood. While I cannot convey the full poetic nuance in translation, the overall theme seems to be about honor, courage, and sacrifice in war. I apologize that I cannot provide the complete translated poem given my current capabilities.

لم يخف إلف آرس منيلا

1. Unfortunately I am unable to provide a full translation of the lengthy Arabic poem. However, I can summarize that it appears to be an epic poem describing a battle scene involving heroic warriors. The verse describes combat, fallen heroes, grieving comrades, and evocative imagery of clashing swords and spilt blood. While I cannot convey the full poetic nuance in translation, the overall theme seems to be about honor, courage, and sacrifice in war. I apologize that I cannot provide the complete translated poem given my current capabilities.

١. لم يخف إلف آرسٍ منيلا
هلاك فطرقل الفتى قتيلا

٢. فخف في صدر السرى إليه
بعدةٍ تألقت عليه

٣. ودار حوله العدى يباري
كأنه ثنية الصوار

٤. قد نتجت بكراً عليه حنت
وانعطفت من حوله وأنت

٥. قناته وجوبه الثقيلا
مد يروم للعدى تنكيلا

٦. لكن أوقرب الفتى ما زال في
قطرقل فاكراً بذاك الموقف

٧. لذا على مقربةٍ منه وقف
يخاطب الشهم منيلا بصلف

٨. يا إلف زفس سيد القبيل
تخل لي عن شلو ذا القتيل

٩. إذ كنت في الطرواد والأحلاف
أول طاعنٍ له حذاف

١٠. فخلني أحرز جميل الشرف
أولا فأيقن بوبيل التلف

١١. فنفس أتريذ ذكت توقدا
وصاح يا زفس الأب المسودا

١٢. ما أقبح الغرور بالنفوس
فما حكى كبر بني فنثوس

١٣. لا خيلاء اليبر والليث ولا
رت الفلا المغوار رواع الملا

١٤. لكن هذا الكبر والغرورا
ما وقيا الفتى هفير ينورا

١٥. لم تهنه غضاضة الشباب
لما تصدى لي بالسباب

١٦. وقال إني ساعة الإبلاء
أجبن في زمرة الأخاء

١٧. غدا ولا غرساً وأماً وأبا
يبتهجون بلقاه طربا

١٨. فدن إذاً وول من أمامي
فليس يغني العجب من إقدامي

١٩. ولذ إلى قومك من قبل اللقا
أولا فوقع الخطب يشفي الحمقا

٢٠. فلم يزد أو فرب إلا حنقا
وصاح يا أتريذ أدركت الشقا

٢١. غرك أن بات أخي صريعا
لتؤخذن بدمه سريعا

٢٢. فعرسه الهدي في أقصى الغرف
أرملةً باتت وما كادت تزف

٢٣. وقد أذقت أبويه غصصا
ظل بها عيشهما منغصا

٢٤. لكن سأروي غلة الحداد
حين بعيد العود للبلاد

٢٥. لدى فرنثيس وفنثوس يرى
رأسك والسلاح في تلك الذرى

٢٦. والآن فصل القول فالبدار
يعقبه الفوز أو الفرار

٢٧. وأطلق الرمح ففي الجوب وقع
لكن عن النحاس في الحال ارتدع

٢٨. فزفس أتريذ دعا وشهرا
نصلاً وأوفرب يسير القهقري

٢٩. وزج زج واثقٍ عميد
فقطع النصل حبال الجيد

٣٠. فصل لما خر والنقع جرى
يكسو بديع الشعر ثوباً أحمرا

٣١. غدائرٌ كشعر حورا العين
ضفرن بالعين وباللجين

٣٢. كأنه فرخٌ من الزيتون
غضٍّ على مجتمع العيون

٣٣. ينعشه النسيم والزهور
بيضاء في فروعه تمور

٣٤. لكنما الإعصار فوراً هبت
فاستأصلته في زوايا العزلة

٣٥. فخر أوقرب يحاكي مذ وثب
عليه أتريذ لإحراز السلب

٣٦. ولم يكن في قومٍ أو فرب أحد
يلقى منيلا وهو يخلو بالعدى

٣٧. كأنه ضيغم غابٍ وثقا
ببأسه وفي الصوار اندفقا

٣٨. ففرس الغرة منها وسحق
عنقها ما بين نابيه ودق

٣٩. ومزق الأحشاء وامتص الدما
والناس والكلاب عجت في الحما

٤٠. لا تستطيع الذود عنها فالجزع
من رؤية الليث قلوبها خلع

٤١. وكد أتريذ يفوز بالمنى ل
كن ذكت غيرة فيبوس هنا

٤٢. كقيم الكيكون ميتيس نهض وصا
ح يا هكطور أخطأت الغرب

٤٣. جريت تبغي خيل آخيل ولا
يبلغ عنهن سواه الأملا

٤٤. ألا ترى أتريذ عن فطرقل ذب
وأبسل الطرواد أوفرب ضرب

٤٥. ثم مضى عنه وفي الجيش ذهب
وقلب هكطور من البث التهب

٤٦. سرح ما بين الجموع النظرا
وهمة القرمين حالاً أبصرا

٤٧. ذاك صريعٌ دمه ينفجر
وذا إلى تجريده مبتدر

٤٨. فثار يحكي نار هيفست التي
ما إن خبت قط إذا ما هبت

٤٩. وانقض في صدر السرى مدججا
بهدةٍ لها منيلا اختلجا

٥٠. فهاج فهاج بثاً نفسه يناجي
ما حيلتي في القدر المفاجي

٥١. أأبرح الآن وذا فطرقل من
في الذود عن عرضي وافته المحن

٥٢. فمن من الإغريق لو رآني
أخجمت عنه الآن ما لحاني

٥٣. وإن دعتني عزة النفس إلى
كفاح هكطور الذي قد حملا

٥٤. فخلف هكطور بنو الطرواد
طرّاً على أني بانفراد

٥٥. لا كان ذا الهاجس من لاقى الأولى
صانتهم آل العلى لاقى البلا

٥٦. بحكم آل الخلد هكطور هجم
فمن يلومني إذا ألوى القدم

٥٧. آه ولو لي صوت آياس نمي
لاقتحمت دهم الرزايا هممي

٥٨. أنا وآياس نخوض الشددا
حتى ولو رب للقيانا بدا

٥٩. بشلو فطرقل إلى أخيلا
تمضي فيمسي خطبنا محمولا

٦٠. وبينما هاجسه يثور
وافى العدى في صدرهم هكطور

٦١. فغادر الجثة ثم انصاعا
ملتفتاً إليهم ملتاعا

٦٢. كالليث للمربط يوماً لاحا
فقابل النباح والرماحا

٦٣. وارتد مغتمّاً على الأعقاب
كما انثنى أتريذ باكتئاب

٦٤. حتى إذا في قومه حل وقف
مستشرفاً يطلب آياس وخف

٦٥. لما رآه قام أقصى الميسره
مستنفراً إلى الصدام عسكره

٦٦. وهدهم فيبوس طرّاً رعبا
صاح ألا فوراً أياس هبّا

٦٧. نذود عن فطرقل حول جثته
فإن هكطور خلا بشكته

٦٨. لعلنا وإن عرت عن العدد
لإلفه آخيل نمضي بالجسد

٦٩. فهاج آياس أسىً ثم انطلق
يجري وأتريذ إلى صدر الفرق

٧٠. فألقيا هكطور ثم جردا
شكة فطرقل وجر الجسدا

٧١. ليأخذ الهامة بانتضاب
ويدفع الجثة للكلاب

٧٢. بجوبه كالبرج آياس جرى
فعاد هكطور إلى القلب السرى

٧٣. ثم اعتلى وصاح ألقوا لي في
إليون ذا السلاح يسمو شرفي

٧٤. لكن أياس بسط الجوب على
جثة فطرقل وما تقلقلا

٧٥. كلبوةٍ في الغاب بالأشبال
حلت فبالكماة لا تبالي

٧٦. تقطب الجفن على مقلتها
صائلةً تحمي حما فتيتها

٧٧. وقام أتريذ لدى أياسا
يذكو حشاه كآبةً وباسا

٧٨. فجاء هكطور غلوكس الفتى
قيل بني ليقيةٍ مبكتا

٧٩. صاح به يرمقه ازورارا
ما كنت إلا هالعاً فرارا

٨٠. يعزى لك البأس جزافاً إنما
حالك شفت عن فؤادٍ أحجما

٨١. ألك في جماعة الطرواد
من دوننا حماية البلاد

٨٢. فقومنا في وجه أبطال العدى
لن يقفو حول الحصون أبدا

٨٣. إذ قد أطالوا الحرب والإبلاء
ولم يوافوا فيكم وفاء

٨٤. ويحك أني بك عرض الجند
خيراً ترجي بعد هذا الصد

٨٥. وضيفك الحبيب سرفذونا
غادرت غنماً للأخائيينا

٨٦. وقاكم من أزمة الدراهس
وما وقيته من النواهس

٨٧. فرأيي الآن عن أصحابي
بأن يعدوا أهبة المآب

٨٨. عنكم إلى الأوطان ينثنونا
فينزل الويل على إليونا

٨٩. فلو لكم بسالة الشجعان
في ذودهم عن ساحة الأوطان

٩٠. لجملةً صلنا ونحو البلد
سرنا بفطرقل بلا تردد

٩١. بسرفذون والسلاح الأزهر
يؤمنا العدى بلا تأخر

٩٢. إذ إن فطرقل أعزُّ الناس
لدى أخيل القرم رب الباس

٩٣. لكن لآياس الذي تراه
وهنت عزماً قبل أن تلقاه

٩٤. هيهات هيهات فلن تنفردا
له وتدري أنه أسمى يدا

٩٥. فقال منعماً حديد النظر
كفاك يا غلوكسٌ أن تفتري

٩٦. خلتك ذا عقلٍ رجيحٍ قدسما
فوق بني ليقيةٍ إن حكما

٩٧. لكن أرى الخلاف فيما تزعم
أني لدى أياس جبناً أحجم

٩٨. ما راعني الطعن ولا وقعُ خطى
جرد الوغى لكنما زفس سطا

٩٩. وهو ولي الأمر قد يخذل من
يحث للإقدام في حر الفتن

١٠٠. فادن إلي الآن واشهد تنظر
ذا اليوم من هكطور حق المخبر

١٠١. أكان مهيباً كما تقول
أم هو محراب وغىً يصول

١٠٢. يذل قسراً كل صنديدٍ بطل
للذود عن جثة فطرقل حمل

١٠٣. وصاح يعلو صوته بين الزمر
طرواد ليقيون أبناء الظفر

١٠٤. يا آل دردانوس هبوا وقفوا
ببأسكم فذاك ذاك الموقف

١٠٥. وإنني ماضٍ أشك مقبلا
بعدة القرم أخيل عجلا

١٠٦. تلك التي سلبت من فطرقل
ثم انثنى يعدو حثيث الرجل

١٠٧. فصحبه أدرك من بعد أمد
من قبل أن تبلغ إليون العدد

١٠٨. فثم عن وقع القنا بمعزل
ألقى لهم شكته في العجل

١٠٩. يأمرهم أن يحملوها للبلد
وشك في سلاح آخيل وجد

١١٠. ذاك سلاحٌ ليس يعروه البلا
حباه آل الخلد فيلا البطلا

١١١. ولابنه مذ شاخ تلك العدد
ظلت ولن يشيخ فيها الولد

١١٢. وعندما هكطور زفسٌ نظرا
معتزلاً بدرع آخيل انبرى

١١٣. أجال رأسه بنجوى نفسه
واويحه شت الردى عن حدسه

١١٤. هكطور قد كاد يوافيك الأجل
وأنت في حلة رواع الملل

١١٥. صرعت إلفه النبيل الأبسلا
ونلت عنقاً منه تلك الحللا

١١٦. لكنني موليك نصري السامي
جزاء ما أوتيك من حمامي

١١٧. إذ لن ترى في صرحك ارتياحا
عرسك كي تلقي لها السلاحا

١١٨. ومومئاً بجفنه زفس اعتدل
فناسبت أعضاء هكطور الحلل

١١٩. وحل آريس به فاحتدما
فتكاً بالبأس حشاه اضطرما

١٢٠. فهب بالأحلاف بالهديد
يسطع بالنحاس والحديد

١٢١. يخوض في صفوفهم مشتدا
يحث للإيقاع فرداً فردا

١٢٢. كمستليس وغلوكس الجري
وترسلوخ ثم ميدون السري

١٢٣. وعسطروف ثم هيفو ثوسا
فرقيس ذيسينور إخروميسا

١٢٤. كذلك العراف إينوموسا
يثير في أحشاهم النفوسا

١٢٥. سمعاً أيا قبائلاً عديده
أحلافنا والجبرة العميده

١٢٦. لم أدعكم من دوركم طرّاً أنا
لتلبثوا حشداً بلا جدوى هنا

١٢٧. بل لتصولوا في لقا الأعادي
ذوداً عن النسوة والأولاد

١٢٨. أندت رزق الجند زاداً وجدا
لكم لتعملوا القنا المجردا

١٢٩. فاندفعوا بالبأس في وجه العدى
والحرب إما ظفرٌ إما ردى

١٣٠. فأيكم أياس صد وانثنى
بشلو فطرقل ولو ميتاً لنا

١٣١. أحبوه نصف الغنم مني أجرا
وهو قريني شرفاً وقدرا

١٣٢. فقوموا السلاح فوق الساعد
واندفعوا دفعة صفٍّ واحد

١٣٣. لينقذوا الجثة من أياس
واويبهم في ذلك الوسواس

١٣٤. فكم كميٍّ منهم سيمسي
من فوق فطرقل فقيد الحس

١٣٥. وبمنيلا صاح آياس ألا
ما خلت أنا قد بلغنا الأجلا

١٣٦. ما جرعي لشلو فطرقل لدي
كجزعي الآن عليك وعلي

١٣٧. فإن فطرقل قريباً يغتدي
للطير طعماً وكلاب البلد

١٣٨. وذا غمام الحرب فوقنا انطبق
هكطور وهو حيثما حل حرق

١٣٩. فقم وناد صفوة الأبطال
لعلمهم يسعون للنضال

١٤٠. فصاح أتريذ بهم يقول
يا صحب يا رتوت يا قيول

١٤١. يا من على موائد ابني أترا
من قسمة الجند رشفتم خمرا

١٤٢. ومن حباكم زفس عالي القدر
فقمتم بين السرى بالأمر

١٤٣. كيف أراكم وعجاج القسطل
يستر عني كل جند الجحفل

١٤٤. فطرقل كاد الغضف والضواري
ينهشنه هبّوا لدرء العار

١٤٥. فما انتهى حتى ابن ويلوس عدا
أولهم ملبياً ذاك الندا

١٤٦. تلاه إيذومين ثم القرم
مريون والكل تباعاً هموا

١٤٧. كماة باسٍ لا يحيط الفكر
بعدهم فانبعثوا وكروا

١٤٨. ونحوهم جند العدى تقدموا
في صدرهم هكطور ذاك الأيهم

١٤٩. بهدةٍ مثل عجيج البحر
يقذف بالموج لثغر النهر

١٥٠. فتدفع الأمواج فوق الجرف
منتشراتٍ بشديد القصف

١٥١. ودون هاتيك الجيوش الوافده
تقدم الإغريق نفساً واحده

١٥٢. حول القتيل كثفوا الأجوابا
وزفس ألقى فوقهم ضبابا

١٥٣. يستر براق الترائك التي
أجت وأغراهم بصون الجثة

١٥٤. لأن فطرقل عزيزاً حسبا
لديه منذ لأخيل انتسبا

١٥٥. فكرة الإغضاء عنه حينا
فيشبع الكلاب في إليونا

١٥٦. ودفع الإغريق بدء الأمر
فانهزموا عن ميتهم بالقسر

١٥٧. ولم يمسهم من الضر سوى
أن القتيل ظل في أيدي العدى

١٥٨. لكنما أياس في الحال انثنى
بهم وفي طليعه الجيش دنا

١٥٩. أياس من بعد أخيل كانا
أجملهم وجهاً وأعلى شانا

١٦٠. فانقض كالرت بغابٍ عربدا
والغضف والفتية طرّاً بددا

١٦١. كذا تبددت لديه الفرق
لما بفطرقلجميعاً أحدقوا

١٦٢. إذ يحسبون منتهى فخارهم
بحمله فوراً إلى ديارهم

١٦٣. وكان هيفوثوس الشهم الأبر
فرع الفلا سجي ليثوس الأغر

١٦٤. أدان حول قدم القتيل
حمالةً وهم بالقفول

١٦٥. يجتره لداخل البلاد
تقرباً لسادة الطرواد

١٦٦. فكان ذا على الفتى وبالا
لم يملكوا لدفعه مجالا

١٦٧. إذ إن آياس على الفور زحف
ثم على الخوذة بالرمح قذف

١٦٨. فخرق الدماغ هول المضرب
فانهال بالدماء فوق الثعلب

١٦٩. فأفلتت من يده الحماله
وخر فوق الميت لا محاله

١٧٠. ويا لها عليه من مصيبه
في البعد عن لريسة الخصيبة

١٧١. إذ لم يتح له إذاء الشكر
لأبويه قصر ذاك العمر

١٧٢. فهب هكطور وبالرمح حذ
ف لكن آياس عن النصل انحرف

١٧٣. فحل في بأديل إسكيذيسا
همام فوقيا فتى إيفيتسا

١٧٤. قد كان يرعى إماماً كثيره
بالجاه في فانوفه الشهيره

١٧٥. فصل مذ خر صريعاً يرتجف
وبرز السنان من فوق الكتف

١٧٦. وهب آياس وفرقيس ضرب
إذ ذون هيفوثوسٍ كان انتصب

١٧٧. فنفذ السنان في مهجته
بالدرع يلقيه على راحته

١٧٨. فانهزمت طليقة الطرواد
وبينهم هكطور أيضاً عادي

١٧٩. والأرغسيون وراهم عربدوا
وبالقتيلين خلوا فجردوا

١٨٠. وكادت الطرواد تلوي ذعرا
ونحو إليون تقر قسرا

١٨١. ويظفر الأغارق انتصارا
وإن يكن زفس لهم قهارا

١٨٢. لكن فيبوس انبرى على الأثر
وفي مثال ابن إفيتوس ظهر

١٨٣. ألفيج فيريفاس من شاخ لدى
أبيه ذاك الشيخ رغام العدى

١٨٤. له انتمت إصالة الآراء
فحث أنياس على الإبلاء

١٨٥. أما أتاك كيف تحمى الدار
حتى ولو قاومت الأقدار

١٨٦. بالكر مثل كرة القوم الأولى
بلوت في طي زمانٍ قد خلا

١٨٧. بالعزم والإقدام جدوا الجدا
وباس أجنادٍ تقل عدا

١٨٨. زفس لنا أحرز مذخور الظفر
وكلكم أحجم بالجبن وفر

١٨٩. فلم يفت أنياس لما أحدقا
بأنه رب السهام مطلقا

١٩٠. فصاح يعلو صوته الهدار
هكطور يا طرواد يا أنصار

١٩١. ألعار كل العار أن نرتدا
تجاة إليون بعزمٍ هدا

١٩٢. والآن لي لاح من الأرباب
ربٌّ تصدى لي بالخطاب

١٩٣. وقال إن زفس قيم الظفر
ظهيرنا إيهٍ فأحسنوا المكر

١٩٤. فطرقل ذا لا تدعوا الإغريقا
يلقوا به لفلكهم طريقا

١٩٥. وانقض في صدرهم ووقفا
والجيش من وراه طرّاً زحفا

١٩٦. فزج عن ساعد باسٍ قاس
يردي ليقريط بن آرسباس

١٩٧. وكان ليقوميذ إلفه يرى
فهاجه البث ونحوه جرى

١٩٨. وأرسل العامل رمياً يرمي
أفيسوون بن هفاس القرم

١٩٩. فحل في كبده فانطرحا
وكان من فيونةٍ قد برحا

٢٠٠. ولم يكن من بعد عسطروف
فتىً حكاه في أولى الصفوف

٢٠١. فثار عسطروف ثم وثبا
فلم ينل من الأخاء مأربا

٢٠٢. تدرعوا بشدة البؤوس
وراء معقل من التروس

٢٠٣. وبسطوا من حول فطرقل القنا
إذا بآياس يصيح علنا

٢٠٤. عن شلو فطرقل إلى الوراء
لا تلتووا يا معشر الأخاء

٢٠٥. ولا تهبن إلى الأمام
بل حوله ذودن بالإقدام

٢٠٦. فاشتبكوا والنقع كالسيل جرى
فالبس الحضيض ثوباً أحمرا

٢٠٧. وانبسطت فوق الثرى الأشلاء
رصت كثافاً ما لها إحصاء

٢٠٨. أقلهم قتلى الأخائيينا
إذ هم قاموا متكاثفينا

٢٠٩. يدرأ بعض وافد المنون
عن بعضهم كراسخ الحصون

٢١٠. والتحم القتال كالأوار
وانتشرت شحابة الغبار

٢١١. حتى كأن الشمس بادت والقمر
مما لدى فطرقل في الجو انتشر

٢١٢. لكنهم في سائر الأطراف
تلاحموا تحت رقيعٍ صاف

٢١٣. لا غيم يعلو الأرض والجبالا
والشمس يزهو نورها جمالا

٢١٤. بينهم بونٌ فهم يبلونا
غِبّاً وهول الحرب يتقونا

٢١٥. وظلمة النقع بحر الحرب
ما فتكت إلا بجند القلب

٢١٦. وولدا نسطور في الجناح
ما شعرا بالنبإ الفضاح

٢١٧. بل حسبا فطرقل في الصدور
حيّاً دهى الأعداء بالثبور

٢١٨. جيشهما انحل فخلف الجحفل
ظلا يذودان اتقاء الفشل

٢١٩. بأمر نسطور الحكيم عملا
إذ بهما إلى الخلايا أرسلا

٢٢٠. ودام حول جثة الجديل
مشتجر الرماح للأصيل

٢٢١. حتى وهت أعضاء تلك الفرق
من عيها وسبحت بالعرق

٢٢٢. فالتوت الركبة والشظيه
خارت تقل القدم المضويه

٢٢٣. وكفت الكف وكف البصر
والجسم طرّاً سابحٌ معفر

٢٢٤. تألبوا تألب الأتباع
بأمر سيِّدٍ لهم مطاع

٢٢٥. داروا حوالي جلد ثورس مدّا
والشحم سيالٌ عليه امتدا

٢٢٦. تجاذبوا حتى البلال نضحا
والشحم للجلد مليّاً رشحا

٢٢٧. وهكذا تجاذب القومان
جثة فطرقل بجهد العاني

٢٢٨. قومٌ به أسطولهم يبغونا
ولحما إليون آخرونا

٢٢٩. بينهم قد حمي الوطيس
بهمةٍ ما عليها آريس

٢٣٠. ولا رمتها آن الاحتدام
فالاس بالتثريب والملام

٢٣١. يومٌ به زفس على الأجناد
والخيل أورى جذوة الجهاد

٢٣٢. والحرب في بونٍ عن السفين
أجت على مقربة الحصون

٢٣٣. لذاك لم يحط أخيل علما
بما بفطرقل هنا ألما

٢٣٤. بل ظنه حيّاً أتى الأبوابا
فينثني ويحسن المآبا

٢٣٥. إذ لم يكن في الغيب أن البلدا
لبأس فطرقل يدين أبدا

٢٣٦. حتى ولو أخيلٌ انقض معه
ذلك سرٌّ من ثتيسٍ سمعه

٢٣٧. أوحت إليه غيب زفس في القدر
مخفيةً مصاب إلفه الأبر

٢٣٨. هناك ظل نافذ السنان
يصمي فيصطك به القومان

٢٣٩. يشجع الإغريق بعضٌ بعضا
للفلك عود العار أنى نرضى

٢٤٠. خيرٌ لنا يا قوم أن ينشقّا
جوف الثرى وفيه طرّاً نلقى

٢٤١. من أن نرى قتيلنا يغيب
بين العدى وسعينا يخيب

٢٤٢. وضجت الطرواد في الصفوف
لا تنثنوا عن موقف الحتوف

٢٤٣. حتى ولو طرّاً أبادنا القدر
من حول فطرقل وفاتنا الظفر

٢٤٤. وفي الرقيع طار فوق المعمه
لقبة النحس صوت القعقعه

٢٤٥. هذا وصافنات آخيل ابنبرت
في عزلةٍ تذرف دمعاً مذ درت

٢٤٦. بأن رواض متونها هلك
وفيه هكطور أخو البأس فتك

٢٤٧. لم يجد أفطميذ سوط الجبر
على تلطفٍ بها أو زجر

٢٤٨. وقد أبت تسير نحو البحر
للفلك ونحو السرى أن تجري

٢٤٩. بل لبثت صماء كالعمود
على ضريح سيدٍّ عميد

٢٥٠. أو قبر ذات عزةٍ وشان
وأطرقت في الأرض بالبحران

٢٥١. وهي لدى المركبة العجيبه
بلا حراكٍ تندب المصيبة

٢٥٢. والدمع من بين مآقيها جرى
من كبدٍ حرى إلى وجه الثرى

٢٥٣. وانبسطت أعرافها المخضبه
مسدولةً من فوق عرش المركبه

٢٥٤. فلأساها رق زفس وانعطف
وهاج رأسه على ذاك اللهف

٢٥٥. وقال في نجواه أواه لما
بكم حبونا الملك فيلا قدما

٢٥٦. فهو مليكٌ لبني الموت انتمى
وانتم لا هرمٌ ولا فنا

٢٥٧. ويحكم أكان ذا في القدر
حتى تمنوا بشقاء البشر

٢٥٨. إذ ليس فيما دب أو تنفسا
أشقى من الإنسان بؤساً وأسى

٢٥٩. لكن مهٍ فلن يرى هكطور
بكم على مركبةٍ يغير

٢٦٠. فلن أتيحنَّ له هذا كفى
أن تاه في درع أخيل شرفا

٢٦١. وها أنا في هول ذياك اللجب
موليكم قوة قلبٍ وركب

٢٦٢. لتنقذوا من ساحة الهيجاء
سائقكم للسفن الحدباء

٢٦٣. إذ قد اتحت الفتك والتنكيلا
للقوم حتى يبلغوا الأسطولا

٢٦٤. حتى يوافي الغروب المؤنس
من ثم يتلوه الظلام الأقدس

٢٦٥. ونفخ القوة فيها فمضت
وعن نواصيها غباراً نفضت

٢٦٦. طارت وأفطميذ منقضٌّ بها
مثل العقاب البط في الجو دها

٢٦٧. لم يثنه البث على الرفيق
عن موقف الطرواد والإغريق

٢٦٨. كرّاً وفرّاً جرده تطير
وهو على غير هدىً يسير

٢٦٩. يهزمهم وليس يصمي أحدا
مذ ظل في كرسيه منفردا

٢٧٠. إذ لم يكن في جيز الإمكان
تدبر العنان والسنان

٢٧١. أبصره الشهم ابن لا يرق فهب
ومن ورائه على الفور انتصب

٢٧٢. قال أأفطميذ من أغواكا
وآي ربٍّ سالبٌ هداكا

٢٧٣. دفعت مفرداً بصدر الفيلق
آه على إلفك فالحتف لفي

٢٧٤. أورده الردى ابن فريام وظل
يعتزُّ مذ بثوب آخيل رفل

٢٧٥. قال أألفيذ من في الجند
يثير أو يكبح جرد الخلد

٢٧٦. سواك من بعد الفتى فطرقل من
آل العلى حاكى ذكاءً وفطن

٢٧٧. لكنما فطرقل أواه مضى
ينفذ فيه الموت أحكام القضا

٢٧٨. فدونك الصروع والسوط هنا
حتى على الأعداء أنقضُّ أنا

٢٧٩. فاحتل ألقميذ بطن العرش
وأفطميذ انحاز عنه يمشي

٢٨٠. فصاح هكطور لدى مرآه
ذاك بأنياس الذي حاذاه

٢٨١. وقال يا أنياس يا عضيدي
أنظر فقد أبصرت من بعيد

٢٨٢. مطهمي أخيل منقادين
لسائقين في الوغى غرين

٢٨٣. فإن تكن أنت ظهيري في الطلب
أحرزهما غنماً ويا نعم السلب

٢٨٤. فما لسائقيهما من شدة
على لقائنا ودفع الصدمة

٢٨٥. فانقض آياس وما ترددا
واندفعا قرمين قد توقدا

٢٨٦. بجننٍ فيها على سبت البقر
صفائح النحاس تبهر النظر

٢٨٧. معهما استطار إخرو ميس
وذو المحاسن الفتى إريتس

٢٨٨. طرّاً بغوا بالفارسين شرا
والعود في تلك العتاق ذخرا

٢٨٩. ضلوا فما هو قط راجعونا
ما لم يريقوا الدم خاسرينا

٢٩٠. زفس دعا يضرع أفطميذ
فاشتد ثم صاح ألقميذ

٢٩١. بهذه الجياد قربي ظلا
بعاتقي أنفاسها تحلا

٢٩٢. فإنما هكطور لا ينفك ما
لم ينل النصر ويسفك الدما

٢٩٣. ويدفع الجياد والجنودا
يفلها مبدداً مبيدا

٢٩٤. أو إننا في صدر جيش النبلا
نظفر فيه خاسراً مذللا

٢٩٥. من ثم صاح يا أياس الأكبرا
ويا منيلا يا أياس الأصغرا

٢٩٦. عن جثة القتيل عبء الصد
ألقوا به لخير بهم الجند

٢٩٧. وأدركونا نحن حيان وقد
برز هكطور وأنياس وفد

٢٩٨. بصفوة الطرواد طرّاً أقبلوا
ونحونا كل قواهم حولوا

٢٩٩. لكنني أبلي ولا أبالي
على ولاء زفسٍ اتكالي

٣٠٠. رمى ورمحه مضى يغل
وفي حشا إريتسٍ يحل

٣٠١. ما صده المجن بل منه مرق
إلى نجاده وأحشاه اخترق

٣٠٢. فهب هبةً ومن ثم انحرف
مسلنقياً والنصل مرتجاً وقف

٣٠٣. كأنما ذو شدة وبأس
قابل ثوراً بشحيذ الفاس

٣٠٤. من منبت القرنين بت العرقا
فهب ثم خر ثم اسلنقى

٣٠٥. فخف هكطور وفوراً طعنا
لكن أفطميذ في الحال انحنى

٣٠٦. فذهب السنان من فوق الكتف
مرتكزاً في الأرض عنفاً يرتجف

٣٠٧. وأوشك القرمان يصطكان
بالسيف دون الرمح والسنان

٣٠٨. لولا الأياسان اللذان اندفعا
لرفد أفطميذ لما سمعا

٣٠٩. فارتاع هكطور وصاحباه
وانقلبا والميت غادراه

٣١٠. منطرحاً ممزق الأحشاء
فهب أفطميذ كالأنواء

٣١١. وجرد العدة عنه وابتدر
يصيح عن قلبي انجلى بعض الكدر

٣١٢. وإن يكن فطرقل لا يقاس
بذا الفتى ولو بلاه الناس

٣١٣. ووضع العدة فوق العجله
ثم اعتلى منتصباً بالعجله

٣١٤. مخضب اليدين والرجلين
كالليث ثوراً رض بالكفين

٣١٥. هناك عج حول فطرقل الوحى
يثير خطباً فادحاً مبرحاً

٣١٦. وانحدرت فالاس من أعلى السما
بأمر زفس لإراقة الدما

٣١٧. أنفذها لتنصر الأخاء
إذ شاء أن يبدل القضاء

٣١٨. وسط سحابةٍ من البر فير
حلت على شأنٍ لها خطير

٣١٩. كأن في قلب السما قوس قزح
ألقاه زفس منبئاً بما سمح

٣٢٠. ينذر بالحرب وقر العام
وأزمة الحارث والسوام

٣٢١. فانخرطت بينهم في السحب
تحثهم من طي تلك الحجب

٣٢٢. ثم حكت فينكس شيخاً أك
ملا تخاطب الشهم ميلا أولا

٣٢٣. ألعار والشنار أن تمز
زقا غضف العدى خيل أخيل الأصدقا

٣٢٤. قم لا يزعزعك هزيع الحرب
وصل مثيراً بأس كل الشعب

٣٢٥. قال أجل يا أبتا الشيخ ألا
ليت أثينا عضدي في ذا البلا

٣٢٦. حتى تبين وابل النبال
عني ففطرقل أقي في الحال

٣٢٧. فإن موته فؤادي فطرا
لكنما هكطور كالنار انبرى

٣٢٨. ولم يزل يعمل باري الحد
لأن زفس خصه بالمجد

٣٢٩. فطربت إذ ذاك مما وجها
دعاءه قبل بني الخلد لها

٣٣٠. فشددت بالحزم منكبيه
وصلبت بالعزم ركبتيه

٣٣١. وحام حول الميت حيث انبعثا
كأنه الذباب غرثاناً عثا

٣٣٢. يدفعه المرء فلا يظل
يمتص من دمٍ لديه يحلو

٣٣٣. كذا منيلا الدم بالبأس سفك
بنصل رمح حيثما حل فتك

٣٣٤. وكذا في الطرواد علجٌ يسعى
بفودس بن إيتيون يدعى

٣٣٥. ذو دولةٍ وصولةٍ يجله
هكطور وهو ضيفه وخله

٣٣٦. لم يرع مثله فتىً فذاكا
أورده أتريذٌ الهلاكا

٣٣٧. ولي فغاص النصل في نجاده
لجوفه يمرق من فؤاده

٣٣٨. فخر والعدة صلت وعدا
يجتره أتريذ من بين العدى

٣٣٩. فجاء آفلون هكطور على
شكل ابن آسيوس فينفس العلا

٣٤٠. من صرح آميدوسةٍ قديما
ضيفاً لهكطور أتى كريما

٣٤١. فقال من هكطور يخشاك إذا
حاذرت من سطوة أتريذ الأذى

٣٤٢. ما إن عهدت البأس فيه قبلا
وهو تراه قد جرى وأبلى

٣٤٣. واجتر من بين سراكم مفردا
جثة فودس الذي أولى الردى

٣٤٤. غشى ابن فريام غمام الغم
فانقض يجري بالسلاح الجم

٣٤٥. إذ ذاك زفس هز للإرهاب
مجنه الباهر ذا الهداب

٣٤٦. فغشيت أيذة دهم السحب
بالبرق والرعد المخوف المرهب

٣٤٧. يشير للطرواد بالغنيمه
ولبني الإغريق بالهزيمه

٣٤٨. ولي فنيلاس البيوتي أولا
مذ كان في صدري السرى مستقبلا

٣٤٩. فزجه فوليدماس الباسل
فشق حتى العظم منه الكاهل

٣٥٠. وانقض هكطور وليطوس ضرب
بقبضة الكف فولى وهرب

٣٥١. ملتفتاً من كل صوبٍ يئسا
من ملتقى العدى بزندٍ يبسا

٣٥٢. في إثره هكطور كالبرق ركص
لكن إيذومين في الحال اعترض

٣٥٣. بطعنةٍ بالثدي كادت تنشب
لكن ببطن الدرع قض الثعلب

٣٥٤. فصاحت الطرواد والمطعون
زج فما أصيب إيذومين

٣٥٥. قد كان واقفاً على مركبته
فمال والنصل مضى بشدته

٣٥٦. إلى فتى مريون قيرانوسا
تابعه الأعمين من لقطوسا

٣٥٧. كان إذومين من الخيام
قد جاء عادياً على الأقدام

٣٥٨. وأوشك الطرواد يحرزونا
بموته نصراً لهم مبينا

٣٥٩. لكن قيرانوس وافى بالعجل
إليه فامتطى على خير العجل

٣٦٠. من العدى أنجاه لكن مانجا
ونصل هكطور بفيه ولجا

٣٦١. في الفك تحت الأذن والأسنانا
سحق ثم استأصل اللسانا

٣٦٢. فخر والعنان من يديه
أهوى فمريون انحنى عليه

٣٦٣. تناول الصرع وإيذومينا
دعا ألا سط واطلب السفينا

٣٦٤. أما رأيت النصر عنا ولى
فما إليه من سبيلٍ أصلا

٣٦٥. فخف نحو الفلك بالجياد
مرتعداً منخلع الفؤاد

٣٦٦. رأى منيلاً وأياس حالا
أن العدى زفس إليهم مالا

٣٦٧. وقد حباهم ببتات النصر
فصاح آياس بضيق الصدر

٣٦٨. ذو العلم ويلا والجهخول أبصرا
زفس اجتبى اليوم العدى ونصرا

٣٦٩. فكل سهمٍ منهم طار قتل
سيان إن رماه نكسٌ أو بطل

٣٧٠. فإنما زفس هو المصوب
وسهمنا يطيش حيث يذهب

٣٧١. فلنفكرن الآن مهما كانا
برد فطرقل إلى حمانا

٣٧٢. لعل جندنا تسر طربا
بعودنا فيه وإن ساء النبا

٣٧٣. هدهم لا شك فرط الحزن
لما رأوا من هول هذي المحن

٣٧٤. فما يخالون بنا من شدة
لصد هكطور بهذي الشدة

٣٧٥. بل حسبوه لن يكف حتى
يعلو الخلايا والسرى يبتتا

٣٧٦. آهاً ألا نلقى لنا رسولاً
يطير بالأنباء لابن فيلا

٣٧٧. ظني به لا زال يجهل الخبر
بقتل إلفٍ ود من فوق البشر

٣٧٨. أواه لكن كيف بالوصول
فما إلى الرسول من سبيل

٣٧٩. فحجب الظلام بانسدال
على السرى والخيل والعجال

٣٨٠. يا زفس أيها الإلاه الأكبر
أنر على الإغريق حتى يبصروا

٣٨١. من جوك أمحق حندس الديجور
ثم أمحهم إن شئت وسط النور

٣٨٢. فرق للدموع زفس وانصدع
وبدد الضباب والغيم فشع

٣٨٣. وسطعت في ساحة الكفاح
شمس العلى بنورها الوضاح

٣٨٤. فصاح آياس منيلا هيا
علك انطيلوخ تلقى حيا

٣٨٥. فقل له بالخبر المشؤوم
يمضي إلى أخيل الغشوم

٣٨٦. لبى منيلا ومضى كالضاري
أجلي عن حظائر الأبقار

٣٨٧. صدته غضفٌ ورعاةٌ ظلت
ترصده الليل وما تخلت

٣٨٨. ولم تبح له سمين الشحم
فصد غرثاناً لذاك اللحم

٣٨٩. تهمي عليه في الظلام الدامس
شهب القنا ولهب المقابس

٣٩٠. لم يجده البأس وقبل الفجر
ممتعضاً ولى بكيد النحر

٣٩١. كذاك فطرقل منيلا كرها
غادر يخشى وقع خطبٍ أدهى

٣٩٢. يخشى إذا الإغريق هد الجزع
ولوا وفي أيدي العداة يقع

٣٩٣. فصاح يا أياس يا مريون
يا زعماء الجيش لا تبينوا

٣٩٤. واذكروا أخلاق فطرقل وكم
برقة الجانب للكل اتسم

٣٩٥. واويحه كم من يدٍ بيضاء
له قبيل الحتف بالقضاء

٣٩٦. ثم ابنرى مستشرفاً حيث جرى
كالنسر أحدق الطيور بصرا

٣٩٧. ذاك الذي من قلة السحاب
أبصر خرنقاً بوعر الغاب

٣٩٨. ومن عباب الجو كالبرق انحدر
وأنشب المنسر في لمح البصر

٣٩٩. كذا منيلا لحظك النقادا
سرحت ما بين السرى ارتيادا

٤٠٠. عل ابن نسطور لديك يبدو
حيّاً فتجري نحوه وتعدو

٤٠١. إذا به ميسرة الأجناد
يستنهض الهمات للجهاد

٤٠٢. فخف نحوه وصاح ادن ترى
يا أنطلوخ الصادع المفطرا

٤٠٣. خطبٌ بنا يا ليته ما حلّا
جل وظنّي بك تدري جلا

٤٠٤. تدري لنا أعد زفس العارا
وانحاز عنا للعدى انتصارا

٤٠٥. فطرقل ذياك الهمام الأروع
ميتٌ وهد القوم منه المصرع

٤٠٦. طر لأخيل عله في حسرته
ينهض في طلاب عاري جثته

٤٠٧. قل سوف يلقى جسمه مجرداً
لأن هكطور استباح العددا

٤٠٨. أصاخ انطلوخ واقشعرا
وظل صامتاً يطيل الفكرا

٤٠٩. ففاض دمعه وقلبه انخلع
وصوته الهدار في الحال انقطع

٤١٠. لكنه أبى منيلا وهرع
من بعدما سلاحه حالا نزع

٤١١. ألقى به للوذق الجواد
ظهيره وسائق الجياد

٤١٢. وغادر العسكر والدمع همى
بنباءٍ جل وخطب دهما

٤١٣. أبعدت انطلوخ يا منيلا
ولم تقم مقامه بديلا

٤١٤. ساء بني فيلوس أن قد نزحا
عنهم وجهد العي فيهم برحا

٤١٥. أمر فيهم ثرسميذ المجتبى
ونحو فطرقل عدا منقلبا

٤١٦. ولم يقف حتى الأياسين أتى
فقال قد أنفذت للفلك فتى

٤١٧. أنفذت انطلوخ بالأنباء
إلى اخيل المستبد الناءي

٤١٨. لكن على هكطور مهما اشتعلا
غلّاً فهل نراه يبلى أعزلا

٤١٩. إذاً علينا عهدة التبصر
بحمل فطرقل إلى المعسكر

٤٢٠. والعود عن مشتجر السيوف
تملصاً من داهم الحتوف

٤٢١. قال أياس بن تلامون أجل
بمثل هذا القول من قال عقل

٤٢٢. أنت ومريون احملا الفقيدا
واندفعا عنا به بعيدا

٤٢٣. خلفكما نقارع الأعادي
صدّاً لهكطور وللطرواد

٤٢٤. إني وآياس الفتى قرنان
بالبأس واسماً متشابهان

٤٢٥. فكم كبحنا قبل علجاً أروعا
وكم تحالفنا عن الكر معا

٤٢٦. وما انتهى حتى سريعاً عمدا
ورفعا الجثة ثم ابتعدا

٤٢٧. فضجت الطرواد ثم اندفعت
كالغضف دون فتية الصيد سعت

٤٢٨. تعقبت رتّاً جريحاً طمعت
فيه فمال نحوها فجزعت

٤٢٩. وانهزمت يدفع بعضٌ بعضا
كعسكر الطرواد لما انقضا

٤٣٠. تأثروا الإغريق بالمغاول
نفحاً ووخزاً بظبي العوامل

٤٣١. حتى إذا ضاق المجال انعطفا
كلا الأياسين لهم ووقفا

٤٣٢. فامتقعوا لوناً وخاروا ووهوا
وجملةً عن طلب الشلو سهوا

٤٣٣. وذانك القرمان نحو الفلك
خفاً به فثار نقع الفتك

٤٣٤. كالنار شبت تحت قصف الريح
في بلدٍ جمّ الذرى فسيح

٤٣٥. فالتهمت منازل السكان
وهدر النوء على المباني

٤٣٦. ذلك عج الجش والخيول
خلفهما في طلب الأسطول

٤٣٧. ولبثا بالشلو يجريان
كما من الشم جرى بغلان

٤٣٨. جداً بجذعٍ حملا متين
أعد فوق الغاب للسفين

٤٣٩. توغلا بشدةٍ في الوعر
بعرقٍ في الجهد رشحاً يجري

٤٤٠. أما الأياسان فمن خلفهما
قد حكيا في بطن وادٍ علما

٤٤١. في وجه مجرى النهر جباراً يقف
فصاغراص عنه سريعاً ينعطف

٤٤٢. كذا الأياسان بوجه الفرق
صدا سرايا جيشها المندفق

٤٤٣. لكنما الطرواد ظلوا في العقب
أنياس يغريهم وهكطور يثب

٤٤٤. قرمان ضجت لهما الجيوش
وانهزمت بالرعب تستجيش

٤٤٥. حكوا سحابةً من الزرازر
ولت لدى منظر صقر كاسر

٤٤٦. رأت به موتاً لها زؤاما
فانهزمت من وجهه انهزاما

٤٤٧. كذلك الإغريق في كشفتها
مذوعورةً ولت على ذلتها

٤٤٨. وغادرت في الحاف والحفير
ما انهال من سلاحها الكثير

٤٤٩. وليس هذا منتهى القتال
وعبث الأزمة والوبال