١. سأسقي بها العطشى فتلك سجيتي
وأوثر حتى يعرف الناس من أقفو
٢. نصيبي من الصحراء نبل ضميرها
و أن الهوى عمر و لو عمره نزف
٣. تطهرت بالأشواق و اخترت نجمة
إليها عروجي كلما ارتد لي طرف
٤. فلاذت بأهداب الحروف و أسلمت
و قام بأمري عندها النحو و الصرف
٥. و لي نسبة للشمس عند طلوعها
و لي نسبة للغيم من بعدها يصفو
٦. غريب و دار الأهل تسكن مقلتي
ستبكي بناني حين تنكرها الكف
٧. تذكرت حبوي في المصلي خلالهم
فلي كلما اصطفوا وراءهم صف
٨. و إذ أتهجى يغمر البشر جدتي
و حين سفير الصبح سورتها الكهف
٩. وحيدا تراني الآن ما أسرع البلى
تقادم عهد الحبر و اندرست صحف
١٠. وشنقيط نور العين تسأل من أنا
كأن ليس لي فيها كتاب و لا رف
١١. تقول من الباكي ألست ابن شيخها
وها أنذا جهدي مضمرها الطرف
١٢. أمر على الدنيا خرابا فلا يد
تشير و لا دف هناك و لا قف
١٣. سأبكى طوال العمر خطو حجيجهم
فمن سوف يبكيني إذا نزل الحتف
١٤. و كانت لنا بين البساتين جنة
و ها هي تحت الرمل من زهدنا تغفو
١٥. و إن فتى يشكو غرامين ميت
فكيف بشنقيطين خانهما الإلف
١٦. و ما كان هذا الصرم يا دار رأينا
و لكنه من بعد قوتنا ضعف
١٧. و من حسرات النأي حمر دموعنا
فيا لعيون لا تجف إذا تجفو
١٨. و سارت بدرب الأربعين ركابنا
و كان لنا من كل مكرمة صنف
١٩. و كان لنا في الناس ذكر بدارنا
هي الاسم و الدنيا لقامتها وصف
٢٠. إذا اجتمعت غر الوجوه بربعنا
فذلك زرع سوف يتبعه القطف
٢١. فهل منقذ هذي الربوع و بوحها
و ما من كنوز قد يخبئه السقف
٢٢. و من كان ذا مجد و ضيع مجده
فليس له في الناس عدل و لا صرف