١. وَبَلدَةٍ فيها زَوَر
صَعراءَ تَخطى في صَعَر
٢. مَرتٍ إِذا الذِئبُ اِقتَفَر
بِها مِنَ القَومِ الأَثَر
٣. كانَ لَهُ مِنَ الجُزُر
كُلَّ جَنينٍ ما اِشتَكَر
٤. وَلا تَعَلّاهُ شَعَر
مَيتُ النَسا حَيُّ الشَفَر
٥. عَسَفتُها عَلى خَطَر
وَغَرَرٍ مِنَ الغُرَر
٦. بِبازِلٍ حينَ فَطَر
يَهُزُّهُ جِنُّ الأَشَر
٧. لا مُتَشَكٍّ مِن سَدَر
وَلا قَريبٌ مِن خَوَر
٨. كَأَنَّهُ بَعدَ الضُمُر
وَبَعدَما جالَ الضُفُر
٩. وَراحَ فَيءٌ فَحَسَر
جَأتَ رُباعِ المُثَّغَر
١٠. يَحدو بِحُقبٍ كَالأُكَر
تَرى بِأَثباجِ القُصُر
١١. شَهرَي رَبيعٍ وَصَفَر
حَتّى إِذا الفَحلُ جَفَر
١٢. وَأَشبَهَ السَفى الإِبَر
وَنَشَّ إِذخارُ النُقَر
١٣. قُلنَ لَهُ ما تَأتَمِر
وَهُنَّ إِذ قُلنَ أَشِر
١٤. غَيرَ عَواصٍ ما أَمَر
كَأَنَّها لَمَن نَظَر
١٥. رَكبٌ يَشيمونَ مَطَر
حَتّى إِذا الظِلُّ قَصُر
١٦. يَمَّمنَ مِن جَنبَي هَجَر
أَخضَرَ طَمّامَ العَكَر
١٧. وَمَينَ إِخفاقِ القَتَر
سارٍ وَلَيسَ لِلسَمَر
١٨. وَلا تِلاواتِ السُوَر
يَمسَحُ مِرناناً يُسُر
١٩. زُمَّت بِمَشزورِ المِرَر
لامٍ كَحُلقومِ النَغَر
٢٠. حَتّى إِذا اِصطَفَّ السَطَر
أَهدى لَها لَو لَم يَجُر
٢١. دَهياءَ يَحدوها القَدَر
فَتِلكَ عَيني لَم تَذَر
٢٢. شِبهاً إِذا الآلُ مَهَر
إِلَيكَ كَلَّفنا السَفَر
٢٣. خوصاً يُجاذِبنَ النُخَر
قَدِ اِنطَوَت مِنها السُرَر
٢٤. طَيَّ القَرارِيَّ الحِبَر
لَم تَتَقَعَّدها الطِيَر
٢٥. وَلا السَنيحُ المُزدَجَر
يا فَضلُ لِلقَومِ البُطُر
٢٦. إِذ لَيسَ في الناسِ عَصَر
وَلا مِنَ الخَوفِ وَزَر
٢٧. وَنَزَّلَت إِحدى الكُبَر
وَقيلَ صَمّاءُ الغِيَر
٢٨. فَالناسُ أَبناءُ الحَذَر
فَرَّجتَ هاتيكَ الغُمَر
٢٩. عَنّا وَقَد صابَت بِقُر
كَالشَمسِ في شَخصِ البَصَر
٣٠. أَعلى مَجاريكَ الخَطَر
أَبوكَ جَلّى عَن مُضَر
٣١. يَومَ الرَواقِ المُحتَضِر
وَالخَوفُ يَقري وَيَذَر
٣٢. لَمّا رَأى الأَمرَ اِقمَطَر
قامَ كَريماً فَاِنتَصَر
٣٣. كَهِزَّةِ العَضبِ الذَكَر
ما حَسَّ مِن شَيءٍ هَبَر
٣٤. وَأَنتَ تَقتافُ الأَثَر
مِن ذي حُجولٍ وَغُرَر
٣٥. مُعيدُ وَردٍ وَصَدَر
وَإِن عَلا الأَمرُ اِقتَدَر
٣٦. فَأَينَ أَصحابُ الغُمَر
إِذ شَرِبوا كَأسَ المِقَر
٣٧. أَصحَرتَ إِذ دَبّوا الخَمَر
شُكراً وَحَرٌّ مِن شُكُر
٣٨. فَاللَهُ يُعطيكَ الشَبَر
وَفي أَعاديكَ الظَفَر
٣٩. وَاللَهُ مَن شاءَ نَصَر
وَأَنتَ إِن خِفنا الحَصَر
٤٠. وَهَرَّ دَهرٌ وَكَشَر
عَن ناجِذَيهِ وَبَسَر
٤١. أَغنَيتَ ما أَغنى المَطَر
وَفيكَ أَخلاقُ اليَسَر
٤٢. حَتّى تَرى تِلكَ الزُمَر
تَهوي لِأَذقانِ الثُغَر
٤٣. مِن جَذبِ أَلوى لَو نَتَر
إِلَيهِ طوداً لَأَنأَطَر
٤٤. صَعباً إِذا لَقى أَبَر
وَإِن هَفا القَومُ وَقَر
٤٥. أَو رَهِبوا الأَمرَ جَسَر
ثُمَّ تَسامى فَفَغَر
٤٦. عَن شَقشَقٍ ثُمَّ هَدَر
ثُمَّ تَجافى فَخَطَر
٤٧. بِذي سَبيبٍ وَعُذَر
يَمصَعُ أَطرافَ الإِبَر
٤٨. هَل لَكَ وَالهَلُّ خِيَر
فيمَن إِذا غِبتَ حَضَر
٤٩. أَو نالَكَ القَومُ أَثَر
وَإِن رَأى خَيراً نَشَر
٥٠. أَو كانَ تَقصيرٌ عَذَر
أَو كانَ تَقصيرٌ عَذَر