١. يا نجمة الأملِ المغشيِّ بالألمِ
كوني دليليَ في محلولكِ الظُلمِ

٢. في ليلة من ليالي القُرِّ حالكةٍ
صخَّابةٍ بصدى الأرياحِ والدَّيَمِ

٣. دُجىً تتالى كأمواجِ المحيطِ بها
عقلي وقلبي وطرفي كلُّ ذاك عمي

٤. أكادُ أرتابُ في نفسي فأٌنكرها
لولا مسيسيَ جسمي غيرَ مُتَّهمِ

٥. في نفنفٍ هائلٍ جمٍّ مزالقُه
رهنُ الحياةِ به في زلَّةِ القدمِ

٦. على طريق كحدِّ السَّيفِ مسلكُها
هولٌ وحيْديَ عنها الموتُ من أمَمِ

٧. فأشرقي وأنيري لي السبيل فما
لي غيرَ نوركِ من منجى ومعتصمِ

٨. أنتِ الحياةُ ولولا أنتِ ما أتسعتْ
مضايقُ العيشِ بين الهمِّ والسَّقمِ

٩. تلوِّحين لمن ضاقت مذاهبُه
وأوشك اليأسُ يلقيه إلى الرَّجمِ

١٠. أنْ هذه نوبةٌ في الحالِ زائلةٌ
ودون بضعِ خُطىً ما رمتَه فقُمِ

١١. والوهنُ أمتنُ أسبابِ الحياة له
ثارُه في سرور الناسِ والألمِ

١٢. يا ويحَ قلبي بجنبي لا هدوءَ له
يجيشُ بالهمِّ كالبركانِ بالحممِ

١٣. يئِنُّ من ثِقَلِ الآمالِ تَبهَظُهُ
إنَّ الهمومَ رسالاتٌ من الهِمَمِ

١٤. أرنو إلى يعربٍ والدَّهرُ يعرضُها
روايةَ البُؤسِ بعدَ العِزِّ والنَّعَمِ

١٥. تقاسمتها شعوبُ الغربِ تدفعُها
إلى المهالِكِ سوقَ الشاءِ والنَّعَمِ

١٦. وأرمقُ الدينَ والأعداءُ توسِعُهُ
فتكاً يُضافُ إلى أدوائِهِ القُسُمُ

١٧. يُكادُ في دارِهِ ظُهرَ النَّهارِ على
مرأى العمائمِ من أهليهِ والحُمُمِ

١٨. وأَرجِعُ الطَّرفَ فيالأحقافِ غارقةً
في الجهلِ فوضى بلا عدلٍ ولا نُظُمِ

١٩. تفنَّنتْ في ملاذِ العيشِ تاركةً
ما تقتضيه فلم تُفطرْ ولم تَصُمِ

٢٠. والخُلفُ محتكمٌ فيها يمزِّقُها
حتَّى يغادرَها لحماً على وضَمِ

٢١. كيف القرارُ على حالٍ يذوبُ لها
 قلبُ الكريمِ ويجري دمعُهُ بدمِ

٢٢. يا ليتَ شِعري أللعلياءِ من سببٍ
 ألفيهِ يقذفني منها إلى القِمَمِ

٢٣. شوقي إليها وعجزي عن تسلُّقِها
يُعذِّباني عذابَ الويلِ والضَّرمِ

٢٤. والحُبُّ يُقصِرُ من خطوي وهل عرفتْ
معبودةُ الحُبّ مثلي عابداً صنمي

٢٥. أوفى وأقومَ في هجر وفي صِلةٍ
منِّي بحفظِ عُهودِ الحُبِّ والذِّمَمِ

٢٦. بُليتُ فيه بخطبٍ لا عزاءَ له
إلا اللقاءُ بدارِ الخُلدٍ والسَّلَمِ

٢٧. ولن يزالَ وطيسُ الحُبِّ في كبدي
يرمي بذي شررٍ كالقصرِ مُضطرِمِ

٢٨. وما الحياةُ بلا حُبٍّ سوى جَفَفٍ
عن فطرةِ اللهِ أو ضربٌ من العدمِ

٢٩. ويحَ الشَّبابِ وقد ندَّتْ أوائِلُهُ
والحوضُ دوني وإنِّي لا أزالُ ظمي

٣٠. خمسٌ وعشرون لم أُدركْ بها غرضاً
مرَّتْ عليَّ مُرورَ الطَّيفِ في الحُلُمِ

٣١. يا ويلتاهُ أأبغي أن أسودَ إذا
ولَّى الشَّبابُ وما فيه من العَرَمِ

٣٢. هيهات هيهات إنَّ الشَّيبَ مجبنةٌ
 تصُدُّ عمَّا يريدُ المجدُ من قُحَمِ

٣٣. إنَّ الشَّبابَ بُراقُ المجدِ يركبُهُ
إليه كلُّ فتى شيحانَ مُعتزِمِ

٣٤. فما وقوفُكَ مشدوهاً تردَّدُ ما
بين النُّكوصِ على الأعقابِ والقُدُمِ

٣٥. وقد بدا لك نورُ اللهِ مُتَّقِداً
يوم الوقوفِ أمامَ الواحِدِ الحَكَمِ

٣٦. حيثُ الجموعُ خُشوعٌ يلجأون إلى
مولاهُمُ بدموعِ التَّوبِ والنَّدمِ

٣٧. وشاهدتْ عيناكَ ذي البطحاءَ زاخرةً
بالذكرياتِ لطه سيِّدِ الأُمَمِ

٣٨. فاجمعْ متاعَكَ واركبْ ظهرَ سابحةٍ
هولٍ تسيرُ بلا رحلٍ ولا لُجُمِ

٣٩. تجري فتُبصرُ بالأشياءِ مُدبرةً
كأنَّ مُنهزِماً في إثرِ مُنهزِمِ

٤٠. كأنَّما امتلأتْ بالغيظِ فانطلقتْ
تنفُّساً عن شُواظٍ منه محتدمِ

٤١. أنبتْ ويخلُقُ ما لا تعلمون بها                
وغيرِها من بناتِ العلمِ من قِدَمِ

٤٢. تطوي البلادَ كما مرَّ المؤرِّخُ في              
لمحٍ بمُختلِفِ الأعصارِ والأُمَمِ

٤٣. حتى إذا وجدتْ عيناكَ نفسَكَ في                  
ربوع طيبةَ ذاتِ المنهلِ الشَّبِمِ

٤٤. فيمِّمِ المسجدَ الميمونَ في أدبِ
بقلبِ مدَّكِرٍ في ثغرِ مُبتَسِمِ

٤٥. واعمدْ إلى الرَّوضَةِ الغنَّا فحيِّ بها
خيرَ الخلائِقِ من عُربٍ ومن عجَمِ

٤٦. قُلِ السَّلامُ على فخرِ الوجودِ على
خيرِ النَّبيينَ طهَ المُفرَدِ العلَمِ

٤٧. واستجلِ سيرتَه قُدَّامَ روضتِهِ
ترَ الكمالَ بلا زيغٍ ولا وَهَمِ

٤٨. هناك حيث يقوم الشَّوقُ في خجلٍ
لدى الجلالِ جلالِ المجدِ والكرمِ

٤٩. تُبدي وَلوعَكَ أم تُذري دُموعَكَ أم
تهفو ضلوعُكَ للآياتِ والعِظَمِ

٥٠. وما تُبثُّ من الأشواقِ في حرمٍ
يُصابُ فيه بليغُ القولِ بالبَكمِ

٥١. كان الرسولُ هنا يُملي هدايتَه
على الأنامِ بلا وعيٍّ ولا لسَمِ

٥٢. كان الرسولُ هنا يُلقي نصائِحَه
فيطربونَ لها أشجى من النَّغَمِ

٥٣. وكان يقضي هنا بين الورى حَكَماً
أكرِمْ بأحمدَ من قاضٍ ومن حَكَمِ

٥٤. وكان من ههنا يُزجي كتائِبَهُ
لنُصرةِ الدِّينِ من أصحابِهِ البُهَمِ

٥٥. ويستشيرهُم في المُشكلاتِ به
وفيه يستقبلُ العافينَ بالنِّعَمِ

٥٦. وفيه يلقى وفودَ النَّاسِ آتيةً
من كلِّ صوبٍ بثغرٍ منه مُبتسِمِ

٥٧. ومنه يبعثُ بالذِّكرى رسائِلَهُ
ورُسْلَهُ لملوكِ العُربِ والعجَمِ

٥٨. هنا ثوى رجلُ الدُّنيا وواحِدُها
هنا ثوى خيرث من يسعى على قدمِ

٥٩. اختاره الله من نسل الخليل فمن
فرع الذبيح فمن عدنان ذي الكرمِ

٦٠. فمن كنانة في العلياء من مضرٍ
فمن قريشٍ فمن عمرو الندى الهشمِ

٦١. فالأبيض الغرّة الميمون طالعه
فجامع الفضل عبدالله والشيمِ

٦٢. عقدٌ من النسب العالي يفوق على
عقد من الدر والألماس منتظمِ

٦٣. كأنما الخلق روض والرسول به
خلاصة العطر من أزهاره الفغمِ

٦٤. جاءت به الدرة العصماء آمنة
فأشرق الكونُ من أنواره العممِ

٦٥. واهتز أهل السموات العلا طرباً
بمنقذ الكون مما فيه من أثمِ

٦٦. وغنّت الحور أصوات السرور على
مقاعد النور في قدسية النغمِ

٦٧. وسبحت ربها الأعلى الملائك عن
شكرٍ وبشرٍ بماحي الظلم والظُلمِ

٦٨. وأشرقت رُحبُ الجنّات وانفتحت
أبوابها وتجلى الله بالرُّحُمِ

٦٩. ما كان يعلم أن الله مرسله
 يوماً لأمته دع سائر الأممِ

٧٠. لكن مولاه قد حلاه من صغرِ
 بكلِّ عالٍ من الأخلاق والشّيمِ

٧١. فكان في قومه بدعاً يباينهم
 فيما يجيئون من نكرٍ ومن كثمِ

٧٢. وصانه الله عمّا هم عليه فلم
يشرب ويلهُ ولم يعكف على صنمِ

٧٣. لم يعرف الكذب يوماً ما على أحدٍ
فكيف يعرفه عن بارئ النّسمِ

٧٤. رأت خديجة من أخلاقه عجباً
وهي الغنية ذات الرأي والفهمِ

٧٥. فكاشفته هواها في تزوجه
فكان عرسهما من أبرك القِسمِ

٧٦. إذ أصبحت خير عونٍ عند بعثته
لبثّ دعوته بالمال والخدمِ

٧٧. وهدّأت روعه إذ جاءها فزعاً
من بدأة الوحي أن لا تخشّ من لممِ

٧٨. فأنت أحملهم للكلّ أعونهم
على النوائب أحناهم على الرّحمِ

٧٩. أعظم بها امرأةً أحيت أناملها
محمّداَ منقذ الدنيا من الغممِ

٨٠. كذاك لم ينهض الإسلام من ضعةٍ
حتى نرى غيده ينهضن بالعلمِ

٨١. كيف النهوضُ وشقٌ من جوارحكم
عضوٌ أشّلُّ وشقُّ غير مُعتزم

٨٢. يلقى الأنام ببشرٍ غير مصطنعٍ
 ولا يكلمُ شخصاً غير مبتسمٍ

٨٣. تعفو ذنوب الورى في حقه كرماً
ويقبل العذرَ من جانٍ ومجترمِ

٨٤. حتّى إذا انتهكت لله حرمته
رأيت غضبة ليثٍ هيج في الأجمِ

٨٥. سِفرُ الشجاعةِ فصلٌ في شجاعته
إذا الجموع تلاقت والوطيس حمي

٨٦. يبدو إذا وهت الأركان من جزعٍ
أقوى وأثبت أركاناً من الهرمِ

٨٧. وربما انفض عنه جيشه فيرى
كأنه وحده جيشٌ من البُهَمِ

٨٨. يعطي العفاة عطاءً غير منقطعٍ
بلا حسابٍ ولا منٍّ ولا برمِ

٨٩. ويستميل وفود العُرب تقدُم من
 شتّى النّواحي ببذل المال والنَّعمِ

٩٠. يحنو على كل ذي بؤسٍ ومتربةٍ
لاسيّما بؤساء الأيم واليُتُمِ

٩١. يطوي الليالي جوعاً بعدما جُبيت
له الغنائمُ من نجدٍ ومن تِهمِ

٩٢. ما عاب قط طعاماً قدّموه له
وما نعى قطّ تقصيراً على الخدمِ

٩٣. إن شاء يأكله أو شاء يتركه
أكان مؤتدماً أم غير مؤتدمِ

٩٤. وما تزوّج تسعاً كي يلذُّ بها
إذن لما اختار من يحبون للهرمِ

٩٥. لكنه كان يرجو أن يتم به
نشرُ الهدايةِ في الأقوام باللدمِ

٩٦. كما تزوّج من بعض ليكفلها
ومن تفز برسول الله لم تئمِ

٩٧. يكون في صحبة فرداً كأصغرهم
شأناً ويمشي بلا صحبٍ ولا حشمِ

٩٨. ويخصف النعل يرفوالثّوبَ يأخذ في
إعانة الأهلِ يسعى في سرورهمِ

٩٩. لا تعجبوا .. إنّ طه لم يكن ملكاً
بل مرسلٌ جاء بالآيات والحكمِ

١٠٠. وافى على فترةٍ والأرض واجفةٌ
ممّا بها من صنوف الكفر والجُرُمِ

١٠١. تضجُّ بالظلم لا شرعٌ يقوم بها
من السّماء ولا من واضعٍ فقِمِ

١٠٢. أمّا أوربا فأهلوها برابرةٌ
مثل الوحوش على بغيٍ وسفك دمِ

١٠٣. والهندوالفرسغرقى في إباحتها
والروممن إحنٍ الأحزاب ِفى ضرمِ

١٠٤. في كل ركنٍ من الدنيا جبابرةٌ
يستبعدون رقاب النّاس كالغنمِ

١٠٥. في أمة القبط في شعب اليهودكما
فى الهندفى الصين فى الرومان فى العجمِ

١٠٦. ساد الفساد وعمّ الشرُّ وانفجرت
براكنُ الوغي والشّحناء والوغمِ

١٠٧. وحُرّفت كتب الرحمن وامتهنت
كرامة العدل والآداب والنّظمِ

١٠٨. وأصبح النّاسُ فوضى لا يسودهم
إلا الزعانف أهل البغي والعشمِ

١٠٩. وعُذّب النّاسُ باسم الدين واستلبت
أموالهم للقسوس الفُسّقِ الغشمِ

١١٠. فكان من حكمة المولى ابتعاث فتىً
يهدي شعوب الورى للمنهج اللقمِ

١١١. يُتمُّ ما بدأ الرّسلُ الكرامُ به
من دين موجد هذا الكون من عدمِ

١١٢. من منذُ أن كان يحبوالعقل ثم مشى
على الجدار إلى أن سار بالقدمِ

١١٣. والدين يوحى إليه ما يناسبه
في كل طورٍ ويزجيه إلى الأممِ

١١٤. إلى أن اشتدّ زنداه مراهقةً
ثم استوى رشده في آخر الأممِ

١١٥. حيث استعدّ لفهم الحقّ معتمداً
على الأدلة لا بالخرقِ للنظمِ

١١٦. فالخارقات إذا قام الدليل بها
من قبلُ فهو بهذا العصر لم يقمِ

١١٧. فكان أصلحَ شخصٍ للقيام به
محمد العربيُّ الطّاهرُ الشِّيمِ

١١٨. من أمةٍ ما قضى قسٌّ ولا ملكٌ
لها على خلقٍ حرٍّ ولا شممِ

١١٩. أميةٌ ما حوت علماً سوى لغةٍ
شمّاءَ ما خضعت للطرسِ والقلمِ

١٢٠. فلم تزل تترقى في العصور إلى
أن أخرج الدهرُ منها أبدع النغمِ

١٢١. فاختارها لغةَ القرآن منزله
والله أعلم بالأقدار والقيمِ

١٢٢. ذاك الكتاب الذي أحيى النبيُّ به
بقدرة الله أجيالاً من الرَّممِ

١٢٣. أقام من يعرب من بعد شقوتها
شعباً عزيزاً قوياً جدُّ ملتئمِ

١٢٤. قامت به دولة عظمى على أسسٍ
من الهدى والتُّقى والعدل والكرمِ

١٢٥. رعت ولم يمضِ من تكوينها زمنٌ
كبرى الممالك بعد الشّاءِ والنَّعمِ

١٢٦. المعجز الخالد الباقي بجدّته
إذ معجزات سوى المختار لم تدمِ

١٢٧. العلم آيته والعقل حُجّته
والعدلُ شرعته فيكل محتكمِ

١٢٨. جاءت بلاغته لا كالبلاغة في
نظامها الجزلِ أو أسلوبها القصَمِ

١٢٩. كالرعد يقصفُ أو كالريح تعصفُ أو
كالبحر يرجف في أمواجه البُهُمِ

١٣٠. من ذا يعارضه جهلاً وقد رجعت
عن آيةٍ منه غلب القول بالبكمِ

١٣١. يقصُّ بالحق أخبار الذين مضوا
من قومِ نوحٍ ومن عادٍ ومن إرمِ

١٣٢. وقصّ أيام إسرائيل يفضح ما
قد دسه القوم فيها من فرى جُسُمِ

١٣٣. وآية الروم إذ جاءت بنصرهم
على العدو فلم تخطئ ولم تهمِ

١٣٤. وكم به من علوم الغيب ما وقفت
لها العقول على عينٍ ولا ندمِ

١٣٥. وكم جلا العلم في العصر الحديث له
عجائباً لم تبن يوماً لذي فهم

١٣٦. فى الدين فى الخلق فى علم الطبيعة في
طبائع النفس في التاريخ في الحكم

١٣٧. يعلو الأماكنَ والأزمان متفقاً
مع الحضارات فيها غير مصطدم

١٣٨. يسُنُّ أرقى قوانين الحياة على
يسنُّ ارقى قوانين الحياة على

١٣٩. صحّت كما صحّ مبناه روايته
عن الملايين من حفاظه النُّجمِ

١٤٠. فدع أقاصيص عن عيسى ملفقةً
كتبن في أعصرٍ شتّى على وهمِ

١٤١. مكذباً بعضها بعضاً بلا أسس
من استقامة اسنادٍ ولا دِعم

١٤٢. إلا أناجيل روح الحقِّ عطّلها
لدى النصارى فلم تقبل ولم ترم

١٤٣. وشاء ربك أن يبقى لحجّته
منهنّ إنجيل برنابا على القدمِ

١٤٤. مبشراً برسول الله يخبرنا
أن ابن مريم لم يُصلبْ ولم يُضمِ

١٤٥. الله أكبر هذي بعد معجزةً
لدين أحمد جاءت من ديارهمِ

١٤٦. كهذه فليكنّ المعجزات فما
غناء كشفِ العمى والبرء للسَّقمِ

١٤٧. هذا على أنّ طه قد أتيح له
منهنّ شئٌ كثيرٌ ليس بالأممِ

١٤٨. مثل العروج ونبع الماء من يده
وهزم جيشٍ برملٍ من يديه رُمي

١٤٩. والجذع إذ حنّ والإخبار عن غيبٍ
بموتهم ثمّ والتكثير للوثمِ

١٥٠. وغير ذلك مما جاء عن عرضٍ
لا للتحدّي فشمس الحقّ لم تغمِ

١٥١. صحّت أسانيدها لا كالتي رُويت
عن سائر الرّسل لم تثبت لمتهمِ

١٥٢. ولا سبيل إلى إثباتها بسوى
 هذا الكتاب الكريم الشاهد الحكمِ

١٥٣. أتى بدينٍ قويمٍ غير ذي عوجٍ
متى يلجْ بابَه المعوّجُّ يستقمِ

١٥٤. يولي سعادتي الدارين تابعه
يعنى بتربية الأجساد والنّسمِ

١٥٥. يدعو إلى الخير مهما كان مصدره
كما يصد عن الفحشاء واللممِ

١٥٦. ويجعل العبدَ يدعو الله خالقه
بلا حجابٍ من الأحبار والنُّهمِ

١٥٧. يحل كلّ صنوف الطّيبات بلا
تجاوزٍ لحدود القصد للتخمِ

١٥٨. لم يشرع الحرب إلا في مدافعةٍ
عن دعوة الحق أو في كفِّ مهتضِمِ

١٥٩. وخصّص العربَ بالتضييق متخذاً
ديارها معقلاً للمسلمين حُمي

١٦٠. إذ لم يكن عندها دينٌ تلوذ به
في الخير والشّر والسّراء والنّقمِ

١٦١. يدعو إلى العلم والأخلاقُ يرفعها
ويبذرُ العزّ في اتباعه الكُرمِ

١٦٢. لا يلتقي الذلُّ والإسلامُ في خلدٍ
أو يمكن الجمعُ بين الماء والضَّرم

١٦٣. النّاسُ كلهم في حكمه شَرَعٌ
 لا فضل فيه لمخدومٍ على خدمِ

١٦٤. ولا تفاضل في مالٍ ولا نسبٍ
وإنّما الفضلُ بالأعمال والهِممِ

١٦٥. يرى الطهارة من أسمى شعائره
لا يقبل الله نسك الأغبر الدّسِمِ

١٦٦. وفي الصلاة مناجاة تطهر من  
نفس المصلي وتؤويها لدى البهم

١٦٧. وفي الزكاة دواءٌ لا مثيل له
 لكشف ما حاق بالدنيا من الإزمِ

١٦٨. الإشتراكية المثلى تتم به
بلا كنود ولا حيف ولا وغمِ

١٦٩. أما الصيّام فترويض النفوس على
حمل الشدائد في صبرٍ بلا برمِ

١٧٠. وكم جلا الطبُّ من أسراره عجباً
يزيل ما عيّ عنه الطبُّ من سقمِ

١٧١. والحج مؤتمرٌ للمسلمين به
تنمو قواهم ليضحوا قادة الأممِ

١٧٢. وكم به من دروس جد نافعة
لو أنّ آذانهم خِلوٌ من الصّممِ

١٧٣. ساوى النساء حقوقاً بالرجال سوى
ما يقتضيه اختلاف الخلق والشيمِ

١٧٤. فكلف الرجل الأنثى: القيام بها
ولو غدا مالها كالوابل الرذمِ

١٧٥. يرى أنوثتها أرقى فضائلها
فلا تذل بأهوانٍ ولا تسمِ

١٧٦. تكون آمرة في البيت ناهية
تعنى بتربية الأولاد بالرُّحمِ

١٧٧. هذي وظيفتها الفطرية ارتسمت
 في سُنّة الله قبل اللوح والقلمِ

١٧٨. تكون في مالها طلقاَ مخوّلة
 حقّ التصرف في بيعٍ وفي سلمِ

١٧٩. فسل نساء فرنسا هل حصلن على
حقّ التصرف بعد الثورة العممِ

١٨٠. أو هل تذكّر أوربّا زمان ترى
نساءها كمتاع البيت والعجمِ

١٨١. ليالي ارتيب في الأنثى بها ألها
روحٌ وهل هي إنسانٌ كقومهمِ

١٨٢. وسنّ للرّقّ ما يقضي عليه على
مدى الزّمان مع التدريج والسّلمِ

١٨٣. حاط الموالي بالحسنى وعاملهم
كالمالكين مع التخفيف في الجُرُمِ

١٨٤. سنّ الكتاب لإطلاق الإسار كما
دعا ورغّب في الإعتاقِ للنَّسمِ

١٨٥. وسنّ في فكّ أسرى الحرب فديتهم
بالمال أو عتقهم بالمنّ والكرمِ

١٨٦. الله أكبر هل في الشّمس طالعةً
شكٌ وهل بعد رأي العين من وهمِ

١٨٧. فتى يتيمٌ فقيرٌ في البداوة ما
جالت يداه على سفر ولا قلمِ

١٨٨. قضى شبيبته في الصالحات ولم
يبغِ الرياسة يوماً ما ولم يرمِ

١٨٩. حتى إذا جاء بسنِّ الأربعين أتى
بمعجزٍ زاخرٍ بالعلم والحكمِ

١٩٠. أتى بما لم يدُر يوماً على خلدٍ
من فيلسوفٍ ولا حبرٍ ولا حكمِ

١٩١. وكيف يسبق ما لم يأتِ بعدُ سوى
ربُّ الزّمانِ إله الكونِ ذي القِدم

١٩٢. ومحنة الإفك برهانٌ يدل على
صدقِ النّبيِّ وينفي سائر التهمِ

١٩٣. لله فيها وطه في تبلبله
من هولها حكمةٌ تسمو على الفَهَمِ

١٩٤. لو كان من قلبه هذا الكتابُ لما
قضى زماناً طويلاً وهو في غُممِ

١٩٥. يعذّبُ الشكُّ قلباً منه ممتلئاً
بالحبِّ والطُّهر مغياراً على الحُرَمِ

١٩٦. فلا يبتُّ بأمرٍ فيه وهو على
مثل الأسنّة لم يبرئ ولم يُصمِ

١٩٧. والمسلمون بحالٍ لا شبيه له
من التحيُّرِ والإشفاقِ والألمِ

١٩٨. حتى أتى الوحيُ بالآياتِ معلنةً
براءة الطُّهر ذات القدسِ والعصمِ

١٩٩. زوجِ النّبيِّ ابنة الصّديقِ صاحِبه
خير الورى بعد خيرِ الخلقِ كلهمِ

٢٠٠. فأشرقت أوجه الأصحاب من فرحٍ
وجللتْ أوجه الأعداءِ بالسّخمِ

٢٠١. منافقون يراءون النّبيَّ ولا
يألون يمنونه بالسُّمِّ في الدّسمِ

٢٠٢. يدري النّبيُّ بهم والمسلمون ولا
 يقضي عليهم وهم أعدى عدوّهمِ

٢٠٣. أن لا يقال: ابن عبدالله يقتل في
اصحابه وهو أوفى الخلق بالذممِ

٢٠٤. ولو أراد لأفناهم بما اجترحوا
فهم أذلّ من الجعلان والحَلَمِ

٢٠٥. أبعد هذا يماري في نبوّته
إلا أصمُّ عن الحقّ المنير عمي

٢٠٦. روحٌ من الله أوحاه إلى رجلٍ
لا كالرجال بغير الفضل لم يهمِ

٢٠٧. ما كان مشتهراً بالشعر مفتخراً
باللسن مثل بني آبائه اللُّزمِ

٢٠٨. ولم يكن ملكاً لكنه بشرٌ
 فاق الملائك بالأخلاق والعظمِ

٢٠٩. العصمة الحقُّ من أدنى مناقبه
إذ كان من خلقه العلوي في عصمِ

٢١٠. ويستحيل وقوع السّحر فيه كما
روى الرواةُ بلا نقدٍ ولا فهمِ

٢١١. دُسّت عليهم فراحوا يلهجون بها
والله يغفر عنهم زلة القدمِ

٢١٢. وكم لأعداء دين الله من بدعٍ
قد ألصقوها به ثأراً لملكهمِ

٢١٣. سمومها انتشرت في المسلمين فما
قاموا لأجنبَ للأوطانِ ملتهمِ

٢١٤. أقسمتُ باسمِكَ يا أعلى الورى شرفاً
 لو جازَ تقديسُ غيرِ اللهِ بالقَسَمِ

٢١٥. لقد غدت أمَّةُ الإسلامِ واهلةً
منها القلوبُ فأضحتْ قصعةَ الأُمَمِ

٢١٦. لم يبقَ فيها من الإسلام وا أسفا
إلا اسمُه وبها معناهُ لم يقُمِ

٢١٧. قامت حجاباً كثيفاً دون دعوتِهِ
بما إليه سقوطُ المسلمين نُمي

٢١٨. حاكتكَ في صورِ الأعمالِ تتبعُها
وما اقتدتْ بك في عزمٍ ولا هِمَمِ

٢١٩. ولا كمالٍ ولا صدقٍ ولا خُلُقٍ
ولا اجتهادٍ ولا عزٍّ ولا شَمَمِ

٢٢٠. ولا تقومُ إلى القرآنِ تقرؤُهُ
إلا أماليَ بالألحانِ والرَّنَمِ

٢٢١. كأنَّما أُنزلتْ آيُ الكتابِ لكي
تُتْلى على شُربِ راحٍ أو على رَجَمِ

٢٢٢. تبدَّلوا منه كُتْباً لا حياةَ بها
كأنَّما عكفوا منها على صنمِ

٢٢٣. تحكي نواويسَ موتى صُبِّرتْ زمناً
 فلا تُرى بين أجسامٍِ بغيرِ دمِ

٢٢٤. عدُّوا المشايخَ أرباباً بعدِّهمُ
أقوالَهم كنصوصِ الواحِدِ الحَكَمِ

٢٢٥. وآخرون أصاروا الغربَ قبلتَهم
فهم بها خيرُ طوَّافٍ ومُستلِمِ

٢٢٦. رأوا أوربَّا فراحوا يكفُرون على
جهلٍ بدينِهِمُ الموروثِ والشِّيَمِ

٢٢٧. وأنكروا مجدَ آباءٍ لهم شهدتْ
لها فحولُ رجالِ الغربِ بالقِدَمِ

٢٢٨. وما لذلك غيرَ الضعفِ من سبب
فالضعفُ أصلُ جميعِ البؤسِ والنقمِ

٢٢٩. يا ربِّ رحماكَ إنَّ الغربَ مُنتبهٌ
والشَّرقُ مُشتغِلٌ بالنَّومِ والسَّأمِ

٢٣٠. والعُربُ في غفلةٍ عمَّا يُهدِّدُها
لم تعتبرْ بليالي بؤسِها الدُّهُمِ

٢٣١. يا ويحها تتعادى والعدوُّ على
أبوابِها يرقُبُ الأحداثَ عن كَثَمِ

٢٣٢. والوقتُ أضيقُ والأحداثُ في عجلٍ
تبني وتهدمُ والآفاتُ كالدِّيَمِ

٢٣٣. إنِّي السَّعيدُ إذا ماأمَّتي سَعِدَتْ
حالاً وفي ذُلِّها ذُلِّي ومُهتَضَمِي

٢٣٤. إذا أملتُ ففي آمالِها أملي
وإنْ ألمتُ فمِن آلامِها ألمي

٢٣٥. يا ربِّ يا صاحبَ العرشِ العظيمِ ومَنْ
تُحيي الإرادةُ منه دارسَ الرِّمَمِ

٢٣٦. بما بعثتَ به خيرَ الأنامِ أجِرْ
يا ربِّ أمَّتَهُ من قُصمةِ القُصَمِ

٢٣٧. ولقِّها منك روحاً لا يغادرُها
إلا وقد نهضَتْ منشورةَ العلَمِ

٢٣٨. تُطهِّرُ الكونَ مما فيه من رِجسٍ
ومن فُسوقٍ ومن ظلمٍ ومن إزَمِ

٢٣٩. فلا دواء له ممَّا يُكابِدُهُ
إلا هدايةُ خير الخلقِ كُلِّهِمِ

٢٤٠. واملأ فؤاديَ نوراً من هدايتِهِ
واجعلْ عزائمَهُ ممزوجةً بدمي

٢٤١. وأقدُرْ لي َ الخيرَ وارزقني شفاعتَهُ
في يومِ يؤخذُ بالأنفاسِ والكَظَمِ

٢٤٢. وبُلَّ من حوضِهِ حلقي إذا اتَّقدتْ
نارُ الأُوامِ وكلُّ العالمين ظمي

٢٤٣. واغفرْ ذنوبَ أبي فضلاً ووالدتي
وزوجتي وذوي قُربايَ والرَّحِمِ

٢٤٤. وصلِّ أزكى صلاةٍ منك دائمةٍ
على الرسولِ رسولِ الرحمةِ القُثُمِ

٢٤٥. وانشرْ رضاك على الصِّدِّيقِ صاحِبِهِ
فى الغارِ ذى البرِّ والإشفاقِ والرحمِ

٢٤٦. ربِّ المواقِفِ في عصرِ النَّبيِّ وفي
وفاتهِ وحيالَ الرِّدَّةِ العَمَمِ

٢٤٧. ثمَّ أرضَ عن عمرَ الفاروقِ أولِ مَنْ
صلَّى برغمِ أُنوفِ القومِ في الحرمِ

٢٤٨. مُقوِّضِ الفُرسِ والرُّومانَ شائِدِهِ
مُلكاً يطولُ على الأقمارِ والنُّجُمِ

٢٤٩. وأرضِ عثمانَ ذا النورينِ أخشعَ منْ
 تلا الكتابَ بدمعٍ منه منسجِمِ

٢٥٠. مُجهِّزِ الجيشِ إرضاءً لخالقِهِ
 في عُسرِةِ الجيشِ بالإبريزِ والقُضُمِ